رسائل طائرة 04-02-2023

رسائل طائرة 04-02-2023

زهير سالم*
رسالة صوتية:

http://www.asharqalarabi.org.uk/wsimages/zms02022023.oga
====================
رسالة صوتية:

http://www.asharqalarabi.org.uk/wsimages/zms03022023.oga
https://youtu.be/oUJkvhdtW_Y
====================
القول الوجيز
ظللت مقتنعا بهذا منذ أخرجت من وطني، وأخرجني من وطني فاعل ومتسبب. ظللت مقتنعا أن الإنسان على أرضه "مثل المصارع في حلبة الصراع.. يُلقي ويلقى..
يوما بعد يوم أزداد قناعة أن الحركة الإسلامية الفلسطينية داخل فلسطين، هي الأقوم وهي الأبقى، وهذه فرصة لتوجيه التحية والتجلة والاكبار: للشيخين رائد صلاح وكمال الخطيب.. هل استمعت لتسجيل الشيخ كمال الخطيب، لا ضرورات ولا محظورات؟؟ وأعتقد أن الأمر في سورية سيؤول إلى مثل هذا..
كم كان عدد المنظمات الفلسطينية في الخارج؟؟ كم سمعنا عن إيديولوجيات وقادة، يمشون على سيقان من قصب؟؟ واليوم يختلط عباس بدباس.. ولا يصح إلا الصحيح...
لكل الكذابين يقول: كمال الخطيب حفظه الله ورعاه: الطريق إلى القدس قصير، لا يمر عبر دمشق وحلب ولا عبر طهران أيضا... وكذا القصر الجمهوري في دمشق هو الأقرب على أهل حلب ودمشق..
=====================
بين ميزان الذهب وميزان الجزر أي فرق؟؟
وذكرت البارحة مقولة عمر رضي الله عن عمر: "متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرار" فانبرى لي نفر يشككون، فقالوا: إن رواية النص عن عمر لا تصح .. وزادوا وبعضهم مادوا...
وقالوا في ابن اسحق راوي السيرة ما قالوا، وكذا قالوا في محمد بن عمر الواقدي ما قالوا...
ينسى بعض هؤلاء.. أنك تزين الذهب في ميزان، وتزين الجزر في آخر.. وهناك فرق بين ميزان تقيم على موزونه الحلال والحرام، وبين ميزان ترغب في موزونه في خير أو تنهى عن سوء وشر، أو تتحدث عن يوم من أيام الناس!!
وحين يروي لك ابن اسحاق ما كان في صف قريش يوم بدر، بما تحصل لديه، أو يروي لك الواقدي ما كان من مواقع فتوح الشام، فلا تتطلب منهما دقة أمك عائشة وهي تحدثك عما كان بينها وبين رسول الله...
قالوا : رواية ضعيفة، وفيها انقطاع.. وأكرم بها في موضوعها، أن يقال فيها ضعف..
أترضى عن عمر رضي الله عنه الذي قال: متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرار؛ فإن لم يكن عمر هو الذي قالها فأي عبقري فرى فريه فأبدعها تعبيرا عن حقيقة كبرى من حقائق الإسلام...
نعم ولدتهم أمهاتهم أحرارا لا غل ولا خطيئة.
=====================
عجب..
منذ أيام تابعت تسجيلات لأحد رموز وعتاولة النظام يرفع تقارير أو إفادات لمديره بصوته..
التسجيلات على هاتف المذكور بعد قتله، ووقوع هاتفه بأيدي الشباب..
ولكثرة ما استعمل عبارة "إن شاء الله" و"بإذن الله" و"بالتوكل على الله" ظننت أنني استمع لمن نقول له في حلب الشيخ كوكو..
الشيخ كوكو الذي تحول إلى شيكوكو.. الذي رفع البرداية..
========================
وكتب إلي اخ كريم يستوضحني عن سر ما حكيت عن المجرم ضابط المخابرات، الذي يتبع كل جملة من جمله بقوله "إن شاء الله" فأجبت
المقصود من الحكاية
شرح التناقض بين الحال والمقال:
فهذا عدو من أعداء الله، كلما قال كلمة أعقبها بقوله: إن شاء الله..!!
وهذا السفيه بين أمرين، إما أن يكون ممن يقال فيه: رجل لا يدري ولا يدري انه لا يدري، وهذه البلية العظمى فيه وفي أمثاله، وإما أنه يقول ما يقول استخفافا باسم الله وجرأة وتطاولا عليه سبحانه، وهو في موقعه الذي كان يكيد فيه لله ولأوليائه أولى بهذا الحال، وقد ورد فعلم..
========================
في المدرسة السورية التي تعلمت فيها، في الخمسينات. كنا نجد حولنا في كل صف من الأول إلى الخامس، تلاميذ رسبوا في الصف الواحد سنة أو سنتين. وكان هؤلاء يشكلون لنا مشكلة حقيقية مشكلة عمرية، من حيث الجسم والنمو والغلبة الجسدية علينا ونحن صغار، ومشكلة ذهنية من حيث أنهم دائما أبطأ تعلما، وإدراكا، وأكثر شغْبا وعنادا..
الشيء الغريب الذي مر بنا أن بعض المعلمين، كان يصر على إعادة تلميذ في الصف الثاني إلى الصف الأول، وفي الصف الثالث إلى الثاني..وهكذا، وينجح في إقناع الادارة والأسرة بذلك "لمصلحة التلميذ"
هذا كله قبل سياسة النجاح الاوتوماتيكي التي صاحبت عصر الوحدة.
أتذكر وأنا في الصف السادس، ووزع علينا الأستاذ عبد الله حبوش رحمه الله تعالى الجلاءات والتقويم فيها: جيد ووسط وضعيف..
أتذكر كيف انفجرت وأنا طفل صغير في نوبة بكاء هستيرية، أذكرها حتى الآن ولا أستطيع تفسيرها.
فقد كنت في مجموعة صغيرة من التلاميذ نتنافس على ١٠/١٠ او ٩/١٠ او تسعة ونصف..
وجاءنا الاستاذ بجلاء اشتراكي: كل من حصل على ٧ او ٨ أو٩ أو ١٠ فتقديره جيد!!
بعد نوبة البكاء الهستيرية تلك، شعر الأستاذ عبد الله رحمه الله تعالى بالأزمة الحقيقية. أخذ مني نسخة الجلاء ومزقها أمامي، وأتى بنسخة جديدة ملأها أمامي ممتاز .. ممتاز .. ممتاز.. كان مربيا قديرا استطاع ان يستوعب حالة تلميذ صغير…
كل هذا السرد الممل لأحكي لكم اليوم أن بعضهم يتحدثون في برامجهم عن إعادة الكبار الخريجين إلى الصف الأول..
لأنهم بحاجة إلى…
ونعم بالله..
=====================
بارك الله فيكم
وراجعني في حكاية الذئاب الذين ما زالوا بيننا من دمشق ومن حلب ومن حمص ومن حماة ومن.. ومن ..
وكان عندنا عمر حميدة من حلب!!
وأقنع الرجل الصالح الشيخ محمد الحجار رحمه الله تعالى ان يسلمه ولده، فلذة كبده، ليعيده إليه خلال ساعة وقد أغلق ملفه..
كيف كان سهلا إقناع الشيخ؟؟ هذه وأخواتها هي التي ما زالت تعييني!!
واقتنع الرجل الصالح وجاء بفلذة كبده يمسكه بيده وسلمه، للرجل المكار الغدار، وبالفعل أغلق ملف الطفل البريء، ويفتح إن شاء يوم الدين.
وبعد ان انتهت مهمة عمر حميدة رآه الناس يخرج في عمرة..!!
أنا رجل ضعيف وأستفز بسرعة، وقلبي يضرب لو بقيت بدون علاج ١٥٠ ضربة في الدقيقة، وهذا منذ خمسين سنة، وتدفق الأدرينالين في جسمي سريع، ولا أستطيع السيطرة عليه.
وعندما أستمع إلى أحدهم يقول كلاما مختلا…عن أوصاف….ربما أكون معذورا
قالوا له: سيدنا الشيخ خطواتك في الجنة..
جميل من الذي أجاب: بدي شي يقطعني..
===================
وسألني ماذا أردت بمداخلتي التربوية بالجلاء الاشتراكي.
كنا نسمي الشهادة التي تصدر للطالب في آخر العام وتحمل سجل علاماته السنوي "الجلاء" الذي يجلو حقيقة وضع الطالب العلمي. طبيعي لغير السوري ان يغيب عنه معنى "الجلاء" وكنا نقول يوم توزيع الجلاءات تتطاير الصحف، فتبيض وجوه وتسود أخرى.
وكان أحدنا إذا قال لأمه الأمية: حصلت على ٩ من عشرة، تقول له: ولمن تركت العشرة؟؟ استفهام انكاري
وقولي جلاء اشتراكي:
هذا الجلاء
وهذه الطريقة في التقويم انتشرت في عهد الاشتراكية الناصرية التي سبقت الاشتراكية البعثية..
والتي كان من معانيها: أن الذي يحصل على ٧ درجات من ١٠ درجات يكون مثل الذي يحصل على ١٠ من ١٠ كلاهما جيد..
____________
*مدير مركز الشرق العربي