اخر تحديث
الخميس-28/03/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ مفاتيح الخير، مغاليق الشرّ: هل لديهم مقاييس موحّدة ، للخير والشرّ؟
مفاتيح الخير، مغاليق الشرّ: هل لديهم مقاييس موحّدة ، للخير والشرّ؟
05.02.2019
عبدالله عيسى السلامة
الخير والشرّ، على المستوى الإنساني العامّ ، واضحان ، لعقلاء البشر، جميعاً !
أمّا اختلاف المصالح ، بين الناس ، فيجعل الأمور غائمة ، في أنظار الكثيرين ، وهو الذي قال عنه المتنبّي : كَذا قضت الأيّام ، مابين أهلها = مَصائبُ قوم ، عند قوم ، فوائدُ !
وهنا ينتقل القياس ، من الخير والشرّ المعروفَين ، بشرياً ، إلى قياس المصالح ، المختلفة والمتعارضة ، التي يراها كلّ فريق ، من جهته ؛ فيرى الخير كامناً ، في مصلحته ، وفيما يحقّقها له !
ولعلّ الأمثلة ، توضح الأمر، بجلاء :
دولتان صغيرتان ، في آسيا ، يحكمهما حاكمان ، لكلّ منهما ، طريقته : في التفكير ، وفي التعامل مع الآخرين ! أحدهما : لايترك باباً ، من أبواب الخير، التي يعرفها الناس ، إلاّ سلكه؛ فهو ينفق بعض أمواله ، في هذه الدولة ، أو المنطقة ؛ لبناء بعض المرافق الضرورية ، فيها ، من مدارس ، ومشاف ، وغيرها ! وينفق بعض أمواله ، مساعدات للمحتاجين ، في دول قريبة وبعيدة .. ويسعى ، إلى إصلاح ذات البين ، بين أطراف متنازعة ، على مستوى دول ، وأطراف سياسية متنوّعة !
أمّا الآخر، فلا يترك باباً ، من أبواب الشرّ، إلاّ ولجَه ، وأنفق فيه أموالاً طائلة :
من تأييد حاكم مجرم فاسد .. ومن دعم مجموعة ضالّة منحرفة ، في بلادها .. ومن توظيف عصابات إجرامية ، مرتزقة ؛ لزعزعة أمن دولة مستقرّة ، فيها حكم صالح .. ومن العبث ، بأمن بعض جيرانه .. ومن التجسّس ، على بعض آخر، من الجيران .. ومن الكيد الخبيث ، لجاره الصالح ، الذي ينفع الناس ؛ غيرةً منه ، وحبّاً لأذيّته !
لذا ؛ يفرح الناس ، بكلّ نجاح ، يحرزه الأول ، ويظهرون البهجة ، ويقيمون الاحتفالات ! وهم ينظرون إليه ، على أنه بلسم ، لعلاج جروح الناس ، ومآسيهم ، ويدعون الله ؛ أن يوفّقه ، إلى كلّ خير، وأن يكون النجاح حليفه ، في كلّ مسعى نبيل !
بينما ينظرون ، إلى الثاني ، على أنه مندوب الشيطان ، في صناعة الكوارث والمآسي ، للناس، ويدعون ربّهم ، ألاّ يوفقه ، في أيّ عمل ، وأن يعجّل ، بإنقاذهم ، من شروره !
ومن الطريف ، أن أنصار هذا الثاني ، ومؤيّديه ، يرون أفعاله المؤذية ، خيراً ، كلّها ، لأنها تحقّق مصلحة دولته ! فكلّ أذى ، يلحقه بالآخرين ، أو يسبّبه لهم .. ينفع دولته ، وبالتالي ، فهو خير! وهو يحشد أجهزة إعلامه ، للترويج لهذا الخير، والتغنّي به ، وإظهار الخير الحقيقي ، الذي لدى جيرانه ، على أنه شرّ ، ووصف أيّ نجاح لهم ، بأنه إخفاق !