الرئيسة \  واحة اللقاء  \  سوريا وأمل المستقبل

سوريا وأمل المستقبل

21.08.2014
رأي البيان



البيان
الاربعاء 20/8/2014   
حدث الكثير في سوريا بعد عام على مجزرة الكيماوي في الغوطة، فالشهور التي تلت المأساة، حفلت بالكثير من الأحداث، سواء على الصعيد السياسي أم الميداني.
تفاوضت المعارضة والنظام في جنيف من دون أي نتائج تذكر، وطوى النسيان تلك المفاوضات وباتت كأنها من غير رجعة. لم يعد أحد يأتي على ذكر المسار السياسي، على الرغم من أنه الحل الوحيد والمناسب لإنهاء نزيف الدم في سوريا، الجاري منذ ثلاثة أعوام ونصف.
أما ميدانياً، فزاد نفوذ تنظيمات إرهابية باتت تشكل خطراً داهماً، ليس على أمن سوريا فحسب، بل وأمن المنطقة ككل، ولربما ما وراءها. كل ذلك، فيما يرتفع منسوب الكارثة الإنسانية التي تحيط بالسوريين، سواء كانوا في الداخل أو أولئك الموجودين في مخيمات النازحين المتوزعة على دول الجوار، والتي أضحت بدورها تشكل عبئاً على ميزانيات تلك الدول وموازينها الداخلية.
للأزمة السورية أكثر من رأس؛ إنساني وسياسي وأمني واستراتيجي، وكلها متشابكة ومترابطة مع بعضها حتى يكاد يبدو أن حل أي منها لا يمكن، إن لم يكن مستحيلاً، من غير حل الجزئية الأخرى. بل إن الموضوع السوري أصبح أكثر ارتباطا بتقلبات المحيط الاقليمي وتشابك المصالح الدولية، وخاصة مع تطورات الاوضاع الامنية والسياسية في العراق المجاور. وهذا يستوجب قراءة جديدة للأزمة السورية، وسعياً أكثر جدية لإنهاء مأساة السوريين وما يتعرضون له من قتل وتدمير.
المباني المهدمة وملايين النازحين واللاجئين والكلفة الاقتصادية لإعادة الإعمار والاتفاق على أطر حل سياسي، فضلاً عن ضرورة محاربة التنظيمات الإرهابية، كلها مستحقات تلوح في الأفق ولا يجب التهرب منها أو التسويف في معالجتها، خاصةً بعد أن ذهبت أدراج الرياح، كل التحذيرات السابقة حول ضرورة إيجاد حل للملف السوري بالطريقة المثلى، التي تحقق المطالب المشروعة للسوريين، وتكفل وحدة واستقرار سوريا، وأمن المنطقة بشكل عام. وبالتالي، فإن التراخي في علاج أسباب وجذور الأزمة، سيفضي بطبيعة الحال إلى مزيدٍ من الدماء ومزيدٍ من تغول التطرف.