الرئيسة \  واحة اللقاء  \  تركيا تزيد ثِقَلها العسكري في إدلب.. ما دِلالات ذلك ونتائجه؟

تركيا تزيد ثِقَلها العسكري في إدلب.. ما دِلالات ذلك ونتائجه؟

02.06.2020
فراس فحام



نداء سوريا
الاثنين 1/6/2020
كثَّفت تركيا في الآونة الأخيرة من تعزيزاتها العسكرية إلى إدلب، وحوَّلت مطار تفتناز ومعسكر المسطومة إلى قواعد رئيسية، ونصبت فيها منظومات دفاع جوي متوسطة المدى، ومدافع M110A2 العملاقة عيار "٢٠٣ ملم" المخصص لقصف النسق الأول لقوات العدو بمدى يصل إلى ٣٠ كيلومتراً.
وأدخل الجيش التركي خلال الأيام القليلة الماضية عشرات المدرعات والمصفحات، بينها مدرعات هجومية عزز بها نقاطاً إستراتيجية قرب بلدة معترم شمال أريحا على طريق "M4"، ونقطة تل النبي أيوب ونقطة بالقرب من بلدة البارة ونقاطاً أخرى شمال إدلب.
هذه التحركات تأتي بالتزامن مع نشاط غير واسع لطيران الاستطلاع الروسي، ومحاولات جس نبض لقوات النظام في الخاصرة الشرقية لجبل الزاوية (محور حنتوتين - بنين)، بالتوازي مع استقدام النظام ثلاثة أرتال تتبع للفرقة ١١، ولواء القدس، واللواء ١٠٥ حرس جمهوري، واللواء ٢٤ التابع للفرقة ٢٥.
تعزيز تركيا لموقفها العسكري في إدلب لا يأتي فقط من باب المخاوف من هجوم على المنطقة للنظام، بل أيضاً يتعلق بالتسريبات التي تتحدث عن سعي روسيا لتحويل منطقة "كسب" وما حولها لمنطقة عسكرية، وهذه المنطقة بطبيعة الحال تمس الأمن القومي التركي.
لا اتفاق نهائي حول منطقة إدلب، باستثناء تفاهمات محدودة حول إخلاء مناطق شمال حماة وجنوب إدلب من قوات النظام وإدخال قوات شرطة تولت أنقرة تدريبها مكانها لحفظ الأمن، لكن على وقع زيادة التوتر الروسي - التركي في ليبيا قد يمتد التصعيد لإدلب؛ ولذلك نرى تسارعاً في وصول التعزيزات العسكرية التركية للمنطقة.
التصعيد الروسي في حال حصل لا يُشترط به أن يتحول لعملية موسعة، فكثافة الانتشار العسكري التركي وتأسيس قواعد تحكُّم وسيطرة ونشر أسلحة هجومية يرفع من مخاطر الصدام بين تركيا وروسيا.
مختصر القول: تركيا مع مرور الزمن تتحول إلى رقم صعب في إدلب، كما أن روسيا لا تستطيع المضي بالحل العسكري للنهاية، لأن ذلك سيغضب تركيا ومن المحتمل أن يؤدي لتعطيل العملية السياسية، وهذا قد يفقد روسيا إمكانية استثمار التقدم العسكري الميداني وتحويله إلى مكاسب سياسية ثابتة، وبالتالي يحرم موسكو من مساهمة الدول المانحة في عملية إعادة الإعمار، كما أن الحل العسكري الشامل سيدفع تركيا للتحول بشكل أكبر لتنسيق تحركاتها بسوريا مع أمريكا، خاصةً في ظل وجود ورقة عمل مُقَدَّمة من المبعوث الأمريكي "جيفري" تخص عملية إعادة هيكلة القوى العسكرية شرق الفرات وغربه بما يحقق مصالح واشنطن ويزيل مخاوف أنقرة.