الرئيسة \  واحة اللقاء  \  روسيا تبدأ الخسارة في سوريا

روسيا تبدأ الخسارة في سوريا

29.11.2015
صلاح الدباس



الشرق القطرية
السبت 28/11/2015
دخلت روسيا خط الأزمة السورية بكل ثقلها بوصول طائراتها الى ميادين القتال، وذلك يعني أن التدويل أصبح صراعا بين القوى الدولية على الأرض أكثر منه دبلوماسيا وسياسيا في المؤسسات الدولية، ولا نتوقع بالطبع ان دخول الروس يتم في إطار دبلوماسي لتفكيك الأزمة ووضع حد لها، خاصة وان مظلة محاربة التنظيمات الإرهابية مطاطة ويمكن استغلالها بكفاءة في إطار الحرب على الإرهاب، ما قد يجعل كل هؤلاء إرهابيين لا يختلفون كثيرا عن الإرهابيين الذين يتم قصفهم في الأراضي السورية.
روسيا عملت منذ بدء الأزمة على الاصطفاف الى جانب حليفها الأسد، دون اعتبار لأي قوانين أو حقوق إنسانية، وليس لها تلك المصالح الضخمة في سوريا التي تعتبر دولة كفاية وليس لديها موارد يمكن الطمع فيها وحمايتها بالقوة العسكرية، ولكنها حروب وكالات بين القوى العظمى انتهت الى حال مباشرة، تقف ضد الإرادة الإنسانية في إزالة النظام السوري الذي انتج خلال أكثر من أربع أعوام مظالم وانتهاكات تفوق الوصف وتعتبر الأسوأ في التاريخ البشري المعاصر، ومع ذلك تدعمه روسيا وتقف الى جانبه، وتطور ذلك لتزويده بالسلاح والخبراء والقتال الى جانبه بحجة محاربة الإرهاب.
شماعة الإرهاب لم تعد مقنعة، ولكنها الأفضل لكل صاحب طموح لتبرير وجوده في المنطقة، دون ذلك ليس من مبرر لقتال الروس الى جانب نظام الطاغية، وللمفارقة فإنهم لم يربحوا قط حربا شاركوا فيها، وفي أوج قوتهم على أيام الاتحاد السوفيتي تعرضوا لكل أشكال الهزائم في أفغانستان الى ان خرجوا منها صاغرين ومدحورين، والخلاصة أن القوة العسكرية وحدها لا تكفي لتحقيق النصر في أي معركة، والميدان السوري ليس مناسبا لحروب الروس ولكنه إمعان في تأزيم الأوضاع ومناصرة طرف هالك لا محالة وفي الرمق الأخير.
حين يعجز أن يكون الروس شريكا سلميا لا يمكنهم أن شركاء حرب في الجانب الخاطئ، ذلك يكلفهم كثيرا حتى لو كانت بلادهم دولة عظمى، فحرب سوريا خاسرة لا محالة، وعليهم إن كانوا يريدونها فعلا أن يستعدوا لخسارة مبكرة، ولكن قبل ذلك يفكروا كدولة لها وزنها الدولي في الخسائر الإنسانية التي تلحق بالسوريين لصالح نظام دكتاتوري فاشستي قاتل لن يكون له ملاذ في خاتمة المطاف إلا إذا سحبوه معهم الى بلادهم، وذلك سيناريو قادم بالتأكيد.. ولننتظر.