الرئيسة \  مشاركات  \  سيرغي لافروف السوري

سيرغي لافروف السوري

24.09.2018
د. محمد أحمد الزعبي




من متابعتنا لتصريحات السيد لافروف السورية ، تبين لنا وجود إشكالية مزدوجة في هذه التصريحات ( الدبلوماسية ) تتمثل بصورة أساسية بموقفه وتصريحاته الملتبسة والإشكالية من المسألتين التاليتين : الأولى من الإسلام السني في سورية ، والثانية من تواجد القوات الأمريكية في شرقي سورية .
إن تصريحات لافروف حول هاتين المسألتين ، تضع المستمع والمشاهد ، أمام إشكالية سياسية مفادها ، هل نحن أم وزير خارجية روسيا ؟ أم أمام وزير خارجية سوريا ؟ أم الإثنتين معاً ؟!. إن تصريحات لافروف حول استبعاده ، بل و توكيده على استبعاد دولته المهيمنة في سورية ، وصول الـ " سنّة " إلى السلطة ، رغم أنهم يشكلون الأغلبية الساحقة من الشعب السوري (!!) ، إنما تعتبر مدعاة للإعجاب ، من جهة ، وللتساؤل عن الكيفية التي سيتم بها عملياً هذا الإستبعاد من جهة أخرى ؟!. هناك طريقان لاثالث لهما ، لتحقيق هذا الإستبعاد ألا وهما : الدستور والسوخوي . فأيهما كان يعني لافروف في توكيده على استحالة وصول العرب السنة إلى السلطة في سورية ياترى ؟ . أما الدستور، فلن يكون على المستوى النظري ، في صالح لعبة لافروف وبوتن وشركائهما الطائفيين الآخرين ،بالرغم من الصورة البائسة التي يعمل كل من الروس وشركاهم الطائفيين في طهران ودمشق عليها منذ مدة طويلة وعريضة ، لإخراج دستور يمكنهم من خلاله الوصول إلى أغراضهم الظاهرة والمستترة ، المشروعة وغير المشروعة ، بغض النظر عن حق ودور الشعب السوري في وضع وكتابة هذا الدستور (!!) ، أما على المستوى العملي ، أي على مستوى الممارسة الديموقراطية ( تطبيق الدستورعلى الواقع ) ، ولا سيما الإنتخابات وصندوق الإقتراع ، فنشهد أن مفتاح " التزوير " هو بيدهم ( لافروف وشركاه ) دونما شك ، وسوف يمارسونه في سوريا ( الأسد !!) كما مارسوه ويمارسونه في بلدانهم وفي هذه الحال فإن الروس والإيرانيين يكونوا قد لجأوا عملياً إلى حل السوخوي وليس إلى حل الدستور ، أي إلى الخيار الأمني ، وليس إلى الخيار السياسي . إننا أمام كوميديا مؤلمة ومضحكة معاً يلبس فيها العلماني ثوب الدين ، والديني ثوب العلماني . وعلى الآخرين التفسيروالتدبير.
أما تصريحاته حول ضرورة خروج أمريكا من سورية ، بعد أن انتهت مهمتها المعلنة والمتمثلة . في القضاء على " داعش " ، وأن بقاءها في الشرق السوري ، يمكن أن يؤدي إلى تقسيم سوريا ، فإن مايلفت النظر فيها ، هو أن لافروف يتصرف هنا كما لو أنه هو وليس وليد المعلم وزيراً للخارجية السورية (!!). إن لافروف يختبئ في هذه النقطة خلف ستار وفرط الشفافية بحيث تظهر من خلاله كل تفاصيل مايدور برأسه حول سوريا .
إن لافروف يعرف جيداً أن بشار الأسد ليس رئيساً شرعياً لـ " الجمهورية العربية السورية " وأنه وصل إلى السلطة توريثاً ،من رئيس بدوره غير شرعي كونه وصل إلى السلطة على ظهر الدبابة ، وليس عبر صندوق الإقتراع . وإذن فإن شرعية ( لا شرعية ) روسيا وأمريكا هما متعادلان ومتساويان ، وكلاهما مستعمر ومحتل ، ومطلوب منهما الرحيل .
 إن مابني على باطل لايكون إلا باطلاً ، وإذن فإن رحيل بشارالأسد ، الرئيس غير الشرعي لسورية ، هوعملياً مفتاح رحيل الآخرين . وعودة الأمور إلى مجاريها الصحيحة في سورية.