الرئيسة \  واحة اللقاء  \  عندما تأمر واشنطن وينفذ الإئتلاف

عندما تأمر واشنطن وينفذ الإئتلاف

21.08.2014
د. عوض السليمان


د. عوض السليمان- فرنسا
القدس العربي
الاربعاء 20/8/2014
لا أستطيع أن أخفي صدمتي مما فعله الأستاذ هادي البحرة رئيس الائتلاف الوطني السوري، بالطلب من المجتمع الدولي والولايات المتحدة الإسهام في القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، وذلك لأسباب عديدة أهمها أن الائتلاف أظهر اليوم أنه لا يستطيع تقديم هذا الطلب إلا بأمر الإدارة الأمريكية. ومع أن كثيراً من المعارضين قد ألمح إلى أن السيد رئيس الائتلاف سيعقد مؤتمراً صحافياً يطالب فيه بذلك تنفيذاً للرغبة الأمريكية، إلا أنني تمنيت ألا يفعل حفاظاً على هيبته، واحتراماً للشعب السوري الذي لا يعرف الخوف وثار على الظلم وواجه بطش الأسد. 
نشرت الجزيرة الخبر بهذه الصيغة "علمت الجزيرة من مصادر في المعارضة السورية أن الإدارة الأمريكية طلبت من المعارضة توجيه نداء للمجتمع الدولي للإسهام في القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية وضرب مواقعه في سوريا, وإن النداء سيوجهه الائتلاف السوري المعارض وقيادات الجيش الحر من مدينة إسطنبول التركية."
نتساءل بعد قراءة هذا الخبر، عن المدير الفعلي لسياسة الائتلاف، وعن الجهات التي تصنع مواقفه وقراراته، ونذهب أبعد لنسأل فيما إذا كان الائتلاف يمثل الشعب السوري وثورته، أم يمثل الإدارة الأمريكية والقوى المتصارعة على سوريا.
إنه لأمر أشد من فضيحة، أن نعلم ما سيقوله الأستاذ البحرة قبل أن ينطقه، ممتثلاً لأوامر خارجية، لا لرغبة سورية مرسلة من الداخل، ودون رجوع للفصائل الثورية في الميدان.
بكل حال، ما توقعنا من "رئيسنا" الجديد أفضل مما توقعناه من الجربا، صاحب جنيف، أو من رجل المبادرات معاذ الخطيب، صاحب فكرة الترشح لرئاسة الجمهورية مقابل الأسد، وصاحب فكرة التحاور مع نظام التشبيح من أجل الحصول على جوازات سفر.
كنا نتمنى من هادي البحرة أن يسأل واشنطن عن عدم إدراجها المنظماتِ الشيعية على قوائم الإرهاب حتى اليوم، من الحوثيين إلى عصابات أبي الفضل العباس، ولماذا لم تدرج جيش بشار الأسد على تلك القائمة.
لماذا لم يسأل هادي البحرة البيت الأبيض حول سر منع الأسلحة عن الجيش الحر في الوقت الذي تمكن فيه تنظيم الدولة من السيطرة على مدن عديدة في الشمال السوري.
أريد أن أسأل رئيس الائتلاف، عما فعلته قوى التطرف في القصير ويبرود وريف دمشق، وعرسال، وأريد أن أسأله عن الذبح اليومي الذي تمارسه تلك القوى على أعناق السوريين؟ وبعد ذلك أسأله عن عدم مطالبته بضرب مواقع تلك القوى أيضاً.
في الأيام القليلة الماضية اختطف شبيحة النظام مسافرين سوريين في عرض البحر، ولم نسمع مجرد إدانة من الائتلاف، وأمس تم تفجير عدة مساجد في جنوب سوريا وقت صلاة الجمعة، وفي كل دقيقة تنهمر البراميل المتفجرة على الشعب السوري، فلو أن "البحرة" طلب من أمريكا قصف الإرهابيين كلهم.
يعلم الأستاذ هادي، أن الولايات المتحدة لم تمنع السلاح فحسب عن الجيش الحر، بل ساهمت بمنع الممرات الإنسانية ومناطق حظر الطيران، وسعت لإفقاد الثوار مكاسبهم الميدانية، ويعلم أنها راضية كل الرضا عن الرجل الذي يحمي حدود الكيان الصهيوني، ومع ذلك استجاب "رئيس الثوار" لطلب الخارجية الأمريكية، بل لم يساهم في إعادة صياغته بطريقة تعبر عن كرامة الثورة السورية التي ترفض الخضوع للإملاءات.
ليت الأستاذ البحرة يطلب من أمريكا أن ترفع يدها عن سوريا وشعبها، وعن الائتلاف، بل وعن رئيس الائتلاف نفسه أيضاً.