الرئيسة \  واحة اللقاء  \  "الأسد" يبحث عن الشرعية في دفاتر طلاب المُحَرَّر!

"الأسد" يبحث عن الشرعية في دفاتر طلاب المُحَرَّر!

23.06.2020
عبد الكريم ليلى



نداء سوريا
الاثنين 22/6/2020
الثورة ليست فقط تحرير الثكنات العسكرية والمدن والقرى من سيطرة ميليشيات الأسد! الثورة هي بناء المؤسسات بكل قطاعاتها المدنية والخدمية والتعليمية، وأن تكون مؤسسات حقيقية قائمة على أسس صحيحة وسليمة، وتحويل أهداف الثورة السامية في "الحرية والكرامة" إلى ممارسات يومية وسلوك عملي يتجلى في حسن إدارة المنطقة المُحَرَّرة بَدْءاً برغيف الخبز مروراً بإدارة المنطقة المُحَرَّرة بكل قطاعاتها وصولاً إلى جبهات القتال.
وفيما يتعلق بالجانب التعليمي فقد أثبتت المؤسسة التعليمية أنها من أنجح المؤسسات في الثورة ليس بما حققته الشهادة الثانوية من اعتراف دولي فحسب، بل بالعمل الدؤوب والعطاء المستمر رغم شح الإمكانيات التي تقدم لقطاع التعليم والذي يكون في آخر قوائم الدعم الذي تقدمه المنظمات الإنسانية والقطاع المنسي من قِبَل الحكومتين من الدعم والرعاية اللازمة.
وإن ما حققه قطاع التعليم من نجاح يعود لعنصرين أساسيين لا ثالث لهما: معلم يعشق العطاء وطالب متشوق للعلم، إلا أن الخلل الحاصل مؤخراً ليس في قطاع التعليم بحد ذاته بل في إدارة المنطقة المُحَرَّرة ككل، ولذلك فكثيراً ما يتسرب لنا هنا وهناك وجود تبعية لبعض المدارس في محافظة إدلب لمديرية تربية نظام الأسد على الرغم من مضي ٥ سنوات على تحرير إدلب!
ويستمر حتى الآن التصرف بردات فعل آنية دون وضع حلول مُلزمة للجميع باحترام تلك المؤسسات التعليمية التي نهضت بعزيمة وإصرار كوادر المُحَرَّر طلاباً ومعلمين.
وما جرى مؤخراً يتحمل مسؤوليته الجميع من رغبة المئات من الطلاب تقديم امتحاناتهم في مناطق سيطرة ميليشيات الأسد.
أولاً: أولئك الذين يعيشون تحت القصف وما زالوا يثقون بأوراق صادرة عن نظام مهترئ بدأ أقرب المقربين منه ينفض عنه!
ثانياً: حكومتا المُحَرَّر اللتان فشلتا منذ ٩ سنوات في استقطاب كل طلاب المُحَرَّر، والوسائل في هذا المجال كثيرة، منها إداري ومنها ما هو أمني ومنها هو سياسي، فأهم ما يحصل عليه النظام من ذهاب المئات من أبناء المُحَرَّر هو الاعتراف والشرعية، نظام بدأ يخسر شرعيته دولياً ليبحث عنها في دفاتر الطلاب داخلياً لتعزيز شرعيته خارجياً، ولإظهار أن المنطقة المُحَرَّرة منطقة غير آمنة لا يمكن لأي جهة أن تديرها وأن تحكمها طالما بقيت خارج سيطرته، ولذلك لا بد من حسم هذا الملف نهائياً والخيارات في ذلك كثيرة لمن أراد تغيير الواقع للأفضل.