الرئيسة \  واحة اللقاء  \  سوريا.. حوار في الميدان

سوريا.. حوار في الميدان

27.04.2015
رأي الشرق



الشرق القطرية
الاحد 26-4-2015
النجاحات العسكرية الكبيرة التي ظلت تحرزها المعارضة السورية المسلحة على عدد من الجبهات في الشمال والجنوب في مواجهة نظام بشار الأسد القمعي وحلفائه من المليشيات الشيعية المدعومة من إيران مثل حزب الله اللبناني وجماعة أبو الفضل العباس العراقية، بدأت تشكل نقطة تحول جديدة في الحرب الدموية المستمرة منذ اربع سنوات، والتي ظل يشنها الاسد على الشعب مما تسبب في مقتل مئات الآلاف وتحويل نصف الشعب إلى لاجئين ونازحين تحت سمع وبصر وتواطؤ المجتمع الدولي.
لقد تمكنت المعارضة السورية المسلحة أمس من السيطرة على مدينة جسر الشغور الاستراتيجية في شمال غرب سوريا، وهي المدينة التي شهدت في بداية الانتفاضة السلمية ضد نظام بشار الأسد تظاهرات حاشدة جرى قمعها بقوة السلاح، قبل أن تتحول تلك الثورة السلمية إلى ثورة مسلحة تحت وطأة قمع النظام، حيث شهدت جسر الشغور أيضا العملية العسكرية الأولى الكبرى التي نفذها مقاتلون معارضون، كانوا في غالبيتهم من الجنود المنشقين.
ولا تكمن أهمية السيطرة على مدينة جسر الشغور، في رمزيتها بالنسبة للثورة وحسب، بل وفي كونها منطقة استراتيجية وتعد طريقا مهما للامداد وهي تفتح الباب امام المعارضة نحو محافظة اللاذقية على الساحل إلى جانب مناطق ريف حماة الشمالي الشرقي الخاضعة لسيطرة النظام. إن سقوط مدينة جسر الشغور الاستراتيجية في قبضة المعارضة، والتي جاءت بعد سيطرتها على العديد من المدن والبلدات أبرزها مدينة أدلب في الشمال، ومدينة بصر الشام ومعبر نصيب الحدودي في الجنوب، تشكل ضربة قوية لنظام الأسد وتجعل من معاقله على الساحل تحت مرمى نيران المعارضة.
ما من شك أن هذا التقدم الذي بدأت تحرزه المعارضة بعد طول جمود في الموقف العسكري على الارض، يأتي في وقت مهم، حيث يتزامن مع الدعوة التي أطلقها مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا الإيطالي السويدي ستافان دي ميستورا لإطلاق عملية جديدة للمفاوضات بين الأطراف السورية في جنيف الشهر المقبل، وهو أمر ستكون له انعكاساته الإيجابية على طاولة هذه المحادثات.