اخر تحديث
السبت-20/04/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ الفروق بين الحاكم اللصّ ، واللصّ الحاكم ، في الأنظمة المستبدّة
الفروق بين الحاكم اللصّ ، واللصّ الحاكم ، في الأنظمة المستبدّة
19.01.2019
عبدالله عيسى السلامة
الحاكم اللصّ : لديه ، حسبما هو مفترَض ، بعض مؤهّلات الحاكم ، وبعض صفاته !
من أهمّها :
الإحساس بالمسؤولية ، عن المنصب الذي تولاّه ، والشعب الذي استلم قيادته !
الوعي العامّ ، وبعض أخلاق الرجال ، ولو في الحدود الدنيا !
الحذر ، من عواقب الظلم الصارخ ، الذي يودي بصاحبه ، أو يثيرعليه الناس ! والشاعر يقول :
والظلمُ من شيَم النفوس ، فإنْ تَجدْ = ذا عفّةٍ ، فلِعلّةٍ لا يَظلمُ !
والعِلَلُ المانعةُ من الظلم ، كثيرة ، من أبرزها :
الخوف من المحاسبة ، بين يدي الله ، يوم القيامة !
خوفُ الحاكم ، من الفضائح ، التي قد تؤثّر، في سمعته ، وتؤدّي إلى سقوطه : خلقياً ، أو سياسياً ، في نظر الناس ، داخل بلاده ، وخارجها !
وعيُ الحاكم ، بأهمّية المنصب ، وأهمّية الأعمال ، التي يجب على الحاكم ، أن يقوم بها!
حرصُ الحاكم ، على تقديم منجزات لشعبه ، كي يرضى الناس ، عن حكمه ! ومن ذلك: الاهتمام بالصحّة والتعليم ، والبنى التحتية لبلاده ، وغير ذلك !
أمّا اللصوصية ، التي يمارسها الحاكم ، فهي تكاد تكون طبيعية ، مألوفة ، لدى أكثر الحكّام المستبدّين، عبر الزمان والمكان ! والمقصود ، هنا ، هو: سرقة المال العامّ ، أو استباحته ، أو النظر إليه، على أنه ملك شخصي للحاكم ، يأخذ منه مايشاء ، متى يشاء .. بلا حسيب ، ولا رقيب !
وقد كان الحكّام المستبدّون ، عبر التاريخ ، ينظرون ، إلى المال العامّ ، بهذا المنظار، أيْ أنه: مال شخصي للحاكم ، ينفق منه كما يشاء، وفقاً لتقديره: يهب منه العطايا والإكراميات للناس، كما يُقطع من أراضي الدولة إقطاعات ، لبعض رجاله ، أو لمن يرضى عنه ، من الناس !
وكانت خزينة الدولة ، في العصور الإسلامية المختلفة ، تسمّى : بيتَ المال ! ثمّ سمّيت : بيتَ مال المسلمين ! وكان الكثيرون من الحكّام ، يتصرّفون بالمال ، بصفتهم أوصياء عليه ! وعبرَ هذه الوصاية، يتصرّف كلّ منهم، حسب تقديره الخاص، ولا ضابط له ، إلاّ أخلاقه الشخصية!
وبعض الحكّام ، كانوا يتورّعون ، عن صرف الدرهم ، من بيت المال ، إلاّ وفق ضوابط الشرع الإسلامي ، خوفاً من محاسبة الله لهم ؛ لأن المال مجرّد أمانة ، بين أيديهم ، هم مؤتمنون عليها ، ومحاسبون عليها ، يوم القيامة !
وقد كَشفت ثوراتُ الربيع العربي ، سرقات بعض الحكّام ، الذين أسقطتهم هذه الثورات ؛ فكانت الأموال المكدّسة ، في القصور ، والبنوك ، والمؤسّسات المالية الدولية.. مثار الدهشة، عند الناس ، بما فيها ، من : عملات دولية مختلفة ، وأكداس من الذهب والجواهر، وغيرها.. عدا القصور الفخمة ، في دول الغرب ، وغيرها !
اللصّ الحاكم :
أمّا اللصّ الحاكم ، فلا يملك شيئاً ، من صفات الحاكم المفترَضة ، أو مؤهّلاته ! وإنّما هو: مجرّد لصّ عادي ، ساعدته ظروف معيّنة ، في الاستيلاء على السلطة ، في بلاده .. فاستباح كلّ شيء فيها ، ولا سيّما الأموال ؛ دون رقيب أو حسيب ، ودون خوف ، من أيّ حساب ، في الدنيا ، أو الآخرة .. ودون خوف ، من أيّة فضيحة ، تلحق بسمعته ، أو سمعة أهله ! فيَداه مطلقتان ، في كلّ شيء ، في بلاده ، ويَعدّ كلّ مايسرقه من المال العامّ ، أو يسطو عليه، وينهبه ، من المال الخاصّ ، غنيمة له ، ولا شيء لديه ، يخسره ؛ فهو مجرّد لصّ !