الرئيسة \  تقارير  \  رسائل إلى أنقرة وواشنطن وراء إعادة تأهيل روسيا لمطار الجراح في سوريا

رسائل إلى أنقرة وواشنطن وراء إعادة تأهيل روسيا لمطار الجراح في سوريا

28.01.2023
العرب اللندنية

رسائل إلى أنقرة وواشنطن وراء إعادة تأهيل روسيا لمطار الجراح في سوريا
العرب اللندنية
الخميس 26/1/2023
دمشق - أعلنت وزارة الدفاع الروسية افتتاح مطار “الجراح” في حلب شمال سوريا، بعد الانتهاء من عمليات الترميم وتجهيز برج القيادة والتحكم، ونشر أنظمة للدفاع الجوي، في خطوة قال مراقبون إنها رسائل مباشرة لكل من تركيا والولايات المتحدة.
وقالت الوزارة في بيان إن “التمركز الجوي في مطار الجراح يسمح بتغطية حدود الدولة وضمان سلامة المدنيين في المناطق الشمالية والشمالية الشرقية في الجمهورية العربية السورية”.
وتعليقا على الخطوة الروسية، رجح المحلل العسكري العقيد أحمد حمادة وجود نوايا روسية لتحويل المطار إلى مخازن أسلحة، استنادا إلى نشر أنظمة “بوك وبانتسير”، التي تستخدم عادة لحماية المواقع التي تنشر فيها.
الأنشطة الجوية للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في الأجواء السورية، يأتي كسبب رئيسي لتعزيز موسكو وجودها
وحول حديث مصادر مقربة من النظام السوري عن أن تأهيل المطار يهدف إلى ردع الطائرات الإسرائيلية، لفت حمادة إلى أن إسرائيل تنفذ غاراتها في سوريا، بوجود منظومات روسية دفاعية متطورة مثل “أس – 300”.
ويؤمن المطار الإشراف الجوي على منبج الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية “قسد”، وكذلك المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في المناطق الشمالية.
ورأى رئيس مركز “رصد للدراسات الإستراتيجية” العميد عبدالله الأسعد أن تأهيل المطار رسالة إلى تركيا، لتأكيد الموقف الروسي المعارض لأي تحرك عسكري تركي في الشمال السوري، لافتا إلى أن روسيا تحاول تثبيت وجودها العسكري في المنطقة القريبة من منبج، التي وضعتها تركيا في مقدمة أهداف عمليتها المحتملة ضد قوات سوريا الديمقراطية.
ويضيف الأسعد أن “روسيا بهذه الخطوة تؤكد موقفها المعارض لأي تحرك عسكري تركي في الشمال السوري”، معتبرا أن “تأهيل المطار يخدم أيضا تعزيز قوة النظام السوري وحضوره العسكري في الشمال السوري”.
ونفذت تركيا ثلاث عمليات توغل حتى الآن في شمال سوريا ضد وحدات حماية الشعب الكردية السورية، التي تقول أنقرة إنها جناح لحزب العمال الكردستاني. وكان الرئيس رجب طيب أردوغان قد قال في وقت سابق إن تركيا قد تقوم بعملية أخرى ضد وحدات حماية الشعب الكردية، إلا أن فيتو موسكو وواشنطن يعترض ذلك.
ويقول مراقبون أيضا إن الأنشطة الجوية للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في الأجواء السورية، يأتي كسبب رئيسي لتعزيز موسكو وجودها، خاصة أن آلية التنسيق بين الجانبين في هذا النطاق لم تكن فعالة بشكل كاف، حيث كان الهدف الأساسي منها هو منع الاشتباك الجوي بين الجانبين، في حين رغبت واشنطن من خلال هذه الآلية في منع موسكو من الوجود على المستوى الجوي.
ويشير هؤلاء إلى أن عودة واشنطن للعب دور نشط على الساحة السورية، ورغبتها في منع موسكو من الإمساك بجميع خيوط الأزمة السورية، من خلال الدخول على خط إدلب، دفعتا موسكو إلى تصعيد تحركاتها ضد واشنطن عبر إعادة تأهيل مطارات في سوريا، بهدف مواجهة التحركات الأميركية في المنطقة وتحجيم نفوذ واشنطن.
وتنتشر قوات التحالف الدولي، وأبرزها القوات الأميركية، في مناطق نفوذ القوات الكردية وحلفائها في شمال شرق وشرق سوريا. كما تتواجد القوات الأميركية في قاعدة التنف جنوبا الواقعة قرب الحدود الأردنية والعراقية.
وأعادت الولايات المتحدة مؤخرا تفعيل قاعدتين عسكريتين كانت قد أخلتهما عام 2019 في محافظة الرقة (شمال شرق)، الخاضعة لسيطرة المسلحين الأكراد، في وقت تسعى فيه موسكو إلى تعزيز وجودها في محافظة الرقة، ما أشعر الولايات المتحدة بعدم الارتياح ودفعها إلى إرسال تعزيزات عسكرية إلى “مطار الطبقة” على بعد 50 كلم من المدينة.
وتسعى الولايات المتحدة إلى الحد من النفوذ الروسي في سوريا، بعد أن تمكنت موسكو من تحقيق انتصارات على الجبهة السورية.