الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 8/2/2018

سوريا في الصحافة العالمية 8/2/2018

10.02.2018
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
 
الصحافة الامريكية :  
الصحافة التركية :  
الصحافة البريطانية :  
الصحافة العبرية :  
الصحافة الالمانية والايطالية والروسية :  
الصحافة الامريكية :
«ذا نيويوركر»: تتبع قصص هروب فناني سوريا من «الأسد»
كتبت إليزا جريزولد تقريرًا لمجلة «ذا نيويوركر» عن السبل المتفرقة التي اتبعها الفنانون السوريون بعد الثورة السورية.
قالت إليزا: «إن أول مرة سمعت العود كانت عام 2014 في ليلة صيفية بمقهى تركي على الحدود السورية. كان الموسيقي السوري قد تلقى تدريبًا كلاسيكيًا، وكان أيضًا طبيبًا قد وقع منذ وقت قريب رهينة لدى (داعش). ولما كان الرجل لم يتدرب منذ فترة، فقد أخذ يداعب أوتار العود، وتكلم عن وجهته المقبلة. لا أحد يريد البقاء لوقت طويل في تركيا، أو لبنان، أو الأردن؛ حيث من غير القانوني بشكل كبير أن يعمل السوريون أو يرسلوا أطفالهم إلى المدارس».
وعلى الرغم من هذه التقييدات، فقد مكث الكثير من اللاجئين في البداية في هذه الدول المجاورة انتظارًا لسقوط الديكتاتور بشار الأسد، وعندما لم يسقط، تقدم ستة ملايين سوري شمالًا، من بينهم كان بعض أكثر الموسيقيين والفنانين موهبة، الذين مثلهم مثل الآخرين، كانوا يتهافتون على استئجار الشقق وإيجاد الوظائف وتعلم اللغات.
ومنذ ذلك الوقت، وقد دفع سقوط حلب والضربات الجوية الروسية السوريين من كافة الأطياف خارج بلدهم. وقالت إليزا إنها تساءلت العام الماضي عن معنى كون المرء فنانًا سوريًا في وقت لم تعد فيه سوريا ذاتها موجودة، ومن ثم بدأت في وضع خريطة لرحلات مئات الفنانين خارج سوريا. واكتشفت إليزا أنَّ نسبة كبيرة من الحرس القديم من الفنانين قد انتهى بهم المطاف في باريس؛ وذلك بفضل تأشيرات الدخول التي أصدرتها السفارة الفرنسية في بيروت. وتوجه الكثير من الجيل الأصغر إلى برلين؛ حيث الإيجار أرخص نسبيًا. ولم يبق في الشرق الأوسط سوى القليلين، حيث وجدوا مقامهم مكلفًا وغير مرحب به.
أشارت إليزا إلى أنَّ عملية جمع المعلومات كانت مرهقة. قليل من الفنانين بقوا موالين لنظام الأسد الذي لطالما رأى نفسه مناصرًا عظيمًا للفن. وطلب بعض الفنانين، الذين كانوا ما يزالون في سوريا، ألا توضع رحلتهم بين تلك الخرائط، حتى دون ذكر أسمائهم خوفًا من أن يراهم النظام غير موالين له ويعاقب أسرهم.
وكان لدى بعض الفنانين مشكلة مع توصيف «فنان سوري». قالت الفنانة البصرية، سلافة حجازي، التي تعيش الآن في برلين: «لا أريد أن أكون جزءًا من صناعة اللاجئين السوريين». تلتقط سلافة انتهاكات النظام عبر سخرية معقدة، في صور ثابتة ومتحركة. وترى سلافة أنَّ صور اللاجئين المرعوبين المحتشدين في قوارب قد ساعدت على تسطيح مفهوم العالم عن معنى كون المرء فنانًا سوريًا. ولهذا الغرض حاول هذا التقرير مشاركة قصص عدد من هذه الرحلات.
تقول إليزا إنها لما بدأت عملها برسم خريطة سير الفنانين السوريين، أصر أحد أصدقائها المثّالين على مقابلة خالد بركة، الذي وصفته الصحافية في تقريرها بالفنان التصوري، وكان بركة منخرطًا في مشروع مشابه، أكثر طموحًا، فهرس الفنانين السوريين، وهو «خريطة بديلة تربط مجتمع الفنانين السوريين حول العالم وتظهر أعمالهم للعالم». دليل عالمي يستطيع أي صاحب عمل أو مخرج أفلام استخدامه لإيجاد المواهب السورية وتوظيفها، وربط الفنانين السوريين بعضهم ببعض.
ترك بركة سوريا للمرة الأولى عام 2002 ليلتقي صديقًا في باريس. وأصيب بـ«صدمة ثقافية فنية» لما زار قصر طوكيو. إذ كان لم ير قبلها إلا نسخًا مصورة من أعمال بيكاسو، وتساءل: «كيف يمكنك تعليم الناس الرسم في صور (أبيض وأسود)؟» تخرج بركة من كلية الفنون الجميلة بدمشق عام 2005، ثم سافر إلى الدنمارك في منحة كاملة للحصول على الماجستير. وعاد إلى سوريا عام 2008 وبدء شركة تصميم ناجحة حتى عام 2011. قرر بركة أن يتقدم لماجستير ثان في أكاديمية شتادلشول بفرانكفورت. وانتقل إلى ألمانيا عام 2011 لما حصل على منحة كاملة. وكان ينوي إنهاء دراسته والعودة إلى سوريا.
وقالت إليزا: «إنَّ بركة كان في إحدى البارات عندما سقط الديكتاتور المصري حسني مبارك الذي حكم مصر لثلاثة عقود، في 11 فبراير (شباط) 2011. قرع بركة الجرس، واشترى لجميع من كانوا في البار دورة من المشروبات. وسافر مرتين في الربيع والصيف إلى دمشق للمشاركة في المظاهرات الأولية للثورة. وبنهاية الصيف، عندما كانت الدراسة على وشك البدء، وعندما بدأ الناس في التعرض للاعتقال بسبب أشياء طفيفة، كاختيار صورة بروفايل فيسبوك، عاد بركة إلى ألمانيا للأبد. ومن هناك شارك بشكل شديد النشاط في الترويج للثورة على الإنترنت».
ساعد في «فيسبوك» على تشكيل مجموعة سورية قوية من 400 فنان سوري تدعى «أمرجي» وهي كلمة سومرية قديمة تعني (الحرية). كان هدفهم وضع الأساس لمجتمع مدني جديد لسوريا. قال بركة: «خلقنا جمهورية بديلة». كان الفنانون والنشطاء يخططون لمظاهرات افتراضية وفعلية من مجموعات سرية على «فيسبوك»، وأصبح الحد الفاصل بين الاثنين مبهمًا. ويشير بركة إلى الجيش السوري الإلكتروني، وهو مجموعة من المخترقين وظفهم نظام الأسد، مثالاً على أنَّ الحرب السورية قد جرت في عالمين في وقت واحد. وقال: إنه ببطء أصبحت مشاركته في العالم الافتراضي أكثر إلحاحًا وأهمية بالنسبة له من حياته اليومية بصفته دارسًا للفن. ومع دخول الحرب عامها الثامن، لم يعد بإمكان بركة العودة إلى سوريا. اختار الاستقرار في برلين مع زملائه الفنانين، والمشاركة فيما يسميه «الحراك».
المصور والشاعر
نشرت صحيف «نيويورك تايمز» صورة، بتاريخ 21 فبراير 2013، لفتاة عادت من المدرسة في حلب لتجد بيتها قد دمره صاروخ. كان المصور السوري مظفر سلمان هو ملتقط هذه الصورة. أجبر سلمان بعد ذلك بشهور على الفرار إلى لبنان مع زوجته، الشاعرة والصحافية الثقافية، رنا زيد. بين عامي 2012 و2014 كان سلمان يتنقل بين بيروت وسوريا، مسافرًا عبر الحدود التركية المحررة؛ لالتقاط صور لمتظاهرين ينادون بإنهاء نظام الأسد، بينما انتظرته رنا وحدها في لبنان.
كان الزوجان قد التقيا قبل خمسة أعوام في مهرجان للـ«سوفت روك» بدمشق. في ذلك الوقت، كان سلمان يعمل لدى «أسوشيتد برس» و«رويترز»، وكان قد التقط صورًا لبشار الأسد في القصر الرئاسي عدة مرات. أما رنا، فقد كانت تكتب لصحيفة «الحياة». ألقي القبض على سلمان عام 2012 لنشره صورة لمظاهرة قادها 28 من الفنانين والممثلين والمديرين والمفكرين السوريين. بعد الإفراج عنه بوقت قليل، ظهر الجيش السوري في بيت أمه، طالبين منه الذهاب إلى قاعدة محلية لأداء الواجب العسكري. بالنسبة لسلمان كان هذا يعني الخروج من سوريا. وعندما تعرض بيت الزوجين في أحد أحياء دمشق المحاصرة للقصف، في شهر أغسطس (آب) 2012، حزم سلمان كاميراته وحاسوبه المحمول، وفر إلى الحدود، ولم يكن اسمه قد أضيف بعد إلى القائمة السوداء على الحدود.
بالنسبة لرنا، فقد كانت إقامتها في لبنان تجربة مروعة؛ لم يكن لديها أي جواز سفر، كونها ابنة لاجئ فلسطيني. وأصابها خوف إرجاعها إلى سوريا بقلق عارم. وبينما كان سلمان يروح ويجيء إلى حلب لالتقاط الصور، بدأت رنا تنتابها نوبات هلع. وعندما علمت أنَّ قوات الأمن اللبنانية تتبعها، عرفت أنَّ عليها الخروج من البلاد أو المخاطرة بالتعرض للترحيل. أخبرها صديق أنَّ القنصلية الفرنسية في باريس تسمح للفنانين بدخول فرنسا بصفتهم لاجئين سياسيين. وكذا فقد نجحت في تأمين مرور آمن لها ولسلمان، وغادرا إلى باريس في شهر أبريل (نيسان) 2014، حيث أقاما في بيت الصحافيين، وهو مصنع سابق على بعد 15 دقيقة من برج إيفل، أعيد ترتيبه لاستقبال الصحافيين انتظارًا لحصولهم على الإقامة القانونية.
قالت رنا: «إنَّ باريس كانت رمادية وقذرة وبلا هوية لقاطنيها». انتقل الزوجان منذ العام 2015 إلى مدينة روان الأهدأ. اشتريا كرسيًا أحمر من أيكيا، وعلقا ملصقًا لموديلياني أعلى أريكة رمادية فاحمة. ولما كانت نافذتهما تطل على الغرب، فقد كان سلمان يلتقط صورًا للسماء وقت الغروب، بينما تؤدي رنا واجبات صف اللغة الفرنسية وتستغرق في قراءة أخبار سوريا على الإنترنت. هما الآن موجودان بنصفيهما فحسب في فرنسا. تقول رنا «سوريا انتقلت إلى الإنترنت». ويضيف سلمان: «وطني هو الناس، لا الأرض».
رسام الجرافيتي
ترك الطالب أبو مالك الشامي مدرسته الثانوية، 2012، وسافر إلى مدينة داريا المحررة لينضم إلى الجيش السوري الحر. كانت إحدى مهامه جمع الكتب من البيوت والمكاتب المتروكة، وإعلام أصحابها حال عودتهم. لو وجد المتطوعون أكثر من نسخة من كتاب واحد، كان مطلوبًا منهم فصل النسختين. نجح أبو مالك وآخرون في جمع 15 ألف كتاب عندما كانت المدينة تتعرض للنهب. كانت كل الكتب تقريبًا قد صودرت أو دمرت.
وفي ذلك الوقت، بدأ أبو مالك في رسم إشارات اعتراض لتشجيع الناس العالقين في بيوتهم تحت الحصار. أراد لهم أن يروا شيئًا باعثًا على الأمل عندما ينظرون من نوافذهم. اقترح أحد أصدقاء أبي مالك، بعد أن أذهلته قوة رسوماته، أن يبدأ في رسم الجداريات (جرافيتي). تردد في البداية؛ إذ لم يكن قد تلقى أي تدريب رسمي بصفته فنانًا. ولكن بمرور الوقت، بدأ في الاعتماد على الفنانين السوريين الذين كان يلتقيهم عبر «فيسبوك» للإلهام ولمساعدته على التقنيات. إحدى هؤلاء الفنانين، ديالا بريسلي، وهي رسامة كاريكاتير سورية تعيش الآن في فرنسا، ترسم على القماش رسومات تعلق على جوانب خيم اللاجئين.
وبحلول عام 2014، كان أبو مالك يقاتل إلى جانب المعارضة بالنهار، ويرسم الجداريات على الأنقاض بالليل. وفي عام 2015، أصيب بطلق ناري في الصدر أثناء معركة مع قوات الأسد في داريا (المدينة ما تزال تحت الحصار). فر أبو مالك، جريحًا إلى محافظة إدلب، التي ما تزال جزءًا من المنطقة المحررة التي تزداد تقلصًا في سوريا. أنهى تعليمه الثانوي، وهو الآن في جامعة هناك يدرس الهندسة المدنية. وعلى الرغم من المخاطر، فإنه يرفض مغادرة سوريا إلى حين انتهاء الثورة وسقوط الأسد.
الروائية
في عام 2008، كانت رشا عباس، التي ولدت في مدينة اللاذقية الساحلية، بشمال غرب سوريا، ونشأت في دمشق، تعيش في منزل مع والديها وتعمل «كل شيء عن بعد»، عندما قدمت أولى قصصها القصيرة «آدم يكره التلفاز»، في مسابقة كتابة سورية. فازت رشا بالجائزة الأولى، وهي نشر أول كتبها. وعندما اندلعت الثورة عام 2011، كانت تعمل محررة في قناة تلفزيونية حكومية.
تخلت رشا عن عملها للالتحاق بالثورة، لكنها فرت إلى بيروت في العام التالي بعد اعتقال اثنين من أصدقائها. (ما يزال هذان الصديقان مختفيين). ثم فازت رشا عام 2014 بزمالة لمدة ثلاثة شهور في شتوتجارت، وهو ما أعطاها تأشيرة لأوروبا. وهناك بدأت في العمل على كتاب قصصي بعنوان «اختراع النحو الألماني»، عن التأقلم على الحياة في ألمانيا، لكنها في ألمانيا وجدت نفسها محاصرة بالخجل الناتج عن تركها أهلها وراءها. لم يكن باستطاعتها الجلوس على الحشائش دون الشعور بهذا الحزن الجارف؛ ما كان يضطرها للعودة إلى داخل بيتها.
وفي النهاية وصلت إلى حالة إنكار. قالت: «تحاول التظاهر أنك لا تفتقد بلادك، وأنه لا يهمك على الإطلاق فكرة عدم العودة». نجح ذلك الأمر بشكل ما، لكنها وجدت أيضًا أنَّ مغادرة سوريا قد كلفتها بعض قدراتها الفنية. قالت رشا: «أشعر أنني وقّعت عقدًا غير مكتوب أتخلى بموجبه عن جزء من مهارتي مقابل أمني».
المخرج
تقول إليزا إنها لما شاهدت فيلم «حاضنة الشمس» علىVimeoظنت أنها تشاهد رجلاً يغسل الدم من يديه: يحول اللون الأحمر الحوض الأبيض إلى لون قرمزي. في الخلفية يمكنك أن تستمع إلى أخبار سقوط حسني مبارك، وطفل يبكي. بعد ذلك بثوان، تمتد اليد لتصل إلى معجون أسنان. لون المعجون أحمر. ليس لدى مخرج الفيلم، عمار البيك، الكثير من الوقت للحديث عن الثوار المخلصين، وإنما يفضل الحديث عن ستانيسلافيسكي أو نيتشه، بدلًا عن الحديث عن السياسة. ويعد عمله التجريبي نوعًا من «المانيفستو» لجيل جديد من الفنانين.
سافر البيك إلى إيطاليا عام 2011 لحضور العرض الأول لفيلم «حاضنة الشمس» في مهرجان فينسيا السنيمائي. ولما وجه له الصحافيون أسئلة حول سوريا، وجد البيك نفسه يتكلم ضد الأسد. حذره أصدقاؤه من أنَّ العودة إلى سوريا سوف تكون أمرًا بالغ الخطورة، لذا فقد توجه رأسًا إلى الإمارات. عاش في دبي لبعض الوقت، حيث يوجد معرضه المسمى «أيام». كلفته حياته التي لا استقرار فيها زواجه؛ فانفصل عن زوجته في دبي، وأخذت طفلته صوفيا، التي كانت تقوم بدور الطفلة في الفيلم، وعمرها الآن 7 أعوام، لتعيش في اليونان. ولما كان جواز سفر البيك على وشك الانتهاء، فقد سافر إلى ألمانيا، وطلب اللجوء في المطار.
أصبح البيك الآن، بعد مخالطته في برلين للجيل الأصغر من الفنانين، مهمومًا بنوع آخر من الثورة. يقول البيك في افتتاحية فيلمه «حاضنة الشمس»: «إنَّ مستقبل التصوير السينمائي ينتمي إلى نوع جديد من المنعزلين الصغار الذين سوف يصورون أفلامًا بآخر قرش لديهم، دون أن ينساقوا وراء الروتين المادي لهذه التجارة».
========================
مجلة بوليتيكو – تتحدث عن استراتيجية واشنطن في سوريا
مجلة بوليتيكو الأمريكية -بواسطة تشارلز ليستر و ويليام F. ويشلر* – 30/1/2018
قسم الترجمة – 6/2/2018
نشرت مجلة “بوليتيكو” الأمريكية مقالاً عن خطط إدارة ترامب بالنسبة لسوريا على ضوء الخطاب الأخير لوزير خارجيته (ريكس تيلرسون) الذي قدم فيه رؤية إدارته للحل في سوريا دون أن يبين الخطوات التي ستتخذها الإدارة لتطبيق هذه الخطط.
خطة تيلرسون تعكس رؤية أوباما في سوريا
على الرغم من أهمية إعلان (تيلرسون) عن تواجد عسكري دائم للقوات الأمريكية لأجل غير محدود في سوريا، وما يعنيه ذلك من عواقب غير متوقعة للدور الأمريكي في الشرق الأوسط المضطرب والخطير، إلا أنه حظي بانتباه عدد قليل جداً من الناس بسبب حالة البلبلة الداخلية الحاصلة في إدارة ترامب.
حدد تيلرسون في خطابه، 17 كانون الثاني الماضي، خمسة أهداف، وصفتها بوليتيكو بالمضحكة، لإدارته في سوريا وهي بحسب المجلة الأمريكية:
(1) الهزيمة الدائمة لتنظيمي “داعش والقاعدة” وأي تهديد إرهابي للولايات المتحدة في الداخل أو في الخارج.
(2) حل النزاع في سوريا من خلال عملية سياسية تقودها الأمم المتحدة تضمن خروج بشار الأسد.
(3) تقلص النفوذ الإيراني.
(4) العودة الآمنة والطوعية للاجئين والنازحين داخليا.
(5) سوريا خالية من أسلحة الدمار الشامل.
بشكل عام، تعكس هذه الأهداف السياسة العامة التي رسمتها إدارة (أوباما) لسوريا، وبالنسبة للعديد من المسؤولين السابقين في إدارة (أوباما)، يشكل تعاملهم مع الملف السوري، حكاية مأساة وإحباط، قصة من الفرص الضائعة، والصفقات التي لم تتم، والكوارث التي لم يتم تجنبها، ولكن هل يمكن أن يؤدي نهج (ترامب) إلى نتائج مختلفة؟ تسال “بوليتيكو”.
أوضح (تيلرسون) أنه حتى مع اقتراب هزيمة تنظيم “داعش” فالولايات المتحدة “ستحافظ على تواجد عسكري في سوريا”، ومن ضمن التعليقات التي خرجت من بعض مراقبي الشرق الأوسط، قال أحدهم “من المهم بالنسبة للولايات المتحدة أن تبقى مشاركة في سوريا. الانسحاب الكامل للعناصر الأمريكية في هذا الوقت سيعيد الأسد الذي سيتسمر بتعامله الوحشي مع شعبه.”
ينبغي الإشادة بإدارة (ترامب) لإضفاء الوضوح على قضية ذات أهمية استراتيجية كبيرة، ومما يبعث على الأمل أن تكون أولويات السياسة الأمريكية واضحة بشكل عام، ومن المطمئن أن الإدارة الأمريكية قد تغلبت على خلافاتها الداخلية، هذه كلها أخبار سارة.
الأخبار السيئة هي أن الأهداف التي حددها (تيلرسون) هي ببساطة مجرد: أهداف. وغير واقعية إلى حد كبير، وكما كان عليه الحال مع (أوباما) الذي أعلن في عام 2011 أن على الأسد أن يرحل – مع ذلك رفض كل هذه الدعوات – لا يوجد أي مؤشر على أن فريق (ترامب) قد طور أو بدأ بتنفيذ استراتيجية لتحقيق أهدافه الكبرى، كما أنه لا يعتزم تطوير الموارد اللازمة لإنجازها.
فشل الرهان على قسد
بالنسبة للولايات المتحدة، فإن مكافحة الإرهاب ستكون دائما الأولوية، وتمثل الهزائم الفعالة التي لحقت بتنظيم “داعش” إنجازا كبيرا، تماما كما كانت الحملة الجوية الروسية حاسمة لإنقاذ نظام الأسد، كانت الحملة الجوية الأمريكية حاسمة في ردع “داعش”.
بل أكثر من ذلك، كان الجيش الأمريكي منذ أيلول / سبتمبر 2014 يدعم مجموعة على الأرض تعرف الآن باسم “قوات سوريا الديمقراطية / قسد” والتي يسيطر عليها الأكراد بالأعداد والقيادات والتي، بحسب “بوليتيكو”، تمتلك أكثر من 50 ألف مقاتل، وتسيطر الآن على 25% من الأراضي السورية الغنية بالنفط والزراعة.
ويرى المسؤولون الأمريكيون أن تدريب وتسليح “قسد” من شأنه إرساء الاستقرار في المنطقة، ومن خلال الاستقرار، تضمن الولايات المتحدة عدم عودة “داعش”.
تحقيق أهداف الولايات المتحدة من خلال دعم “قسد” يعني الاستمرار بإزعاج كل اللاعبين المتواجدين في سوريا تقريباً. مما يسبب مشكلة أساسية هنا، فتركيا تعتبر “وحدات حماية الشعب – YPG” المكون الأكبر في “قسد” تابع لحزب العمال الكردستاني، والذي يشكل تهديد أمني وجودي على أمنها القومي. كما تم، في مطلع هذا العام، تسمية الوحدات الكردية من قبل “وكالة الاستخبارات المركزية – CIA” على أنها الجناح السوري لحزب العمال الكردستاني المصنف كمنظمة إرهابية من قبل الولايات المتحدة منذ أكثر من 20 عاما.
هذا الإحباط التركي المفهوم، قد تتوج على شكل تدخلين متتاليين في شمال سوريا، كلاهما مثل تحديا جوهريا لاستمرار الاستراتيجية الأمريكية في شمال شرق البلاد، وتسبب في اندلاع أزمة بين الحليفين منذ فترة طويلة، اليوم، تشارك “قسد” المدعومة من الولايات المتحدة في حرب شاملة مع عضو في تحالف “الناتو”.
في هذه الأثناء، تزدهر في شمال غرب سوريا مجموعات القاعدة والجماعات المماثلة لها، والتي وفقا لتقديرات “بوليتيكو” الأخيرة قد يصل عدد أعضائها لأكثر من 15,000 شخص، يتواجدون في الجانب الآخر من البلاد بعيداً كل البعد عن القوات الأمريكية في الشرق.
حسب (تيلرسون) فإن الولايات المتحدة تسعى إلى هزيمة هذا التهديد، ولكن الإدارة الحالية ليس لديها الرؤية الاستراتيجية أو الوسائل للقيام بذلك، في الواقع، فإن قرار فريق (ترامب) والذي صدر في منتصف عام 2017 بوقف كل الدعم عن مجموعات المعارضة المعتدلة، أدى بالجهاديين لاستغلال هذا الضعف الناتج عبر التوسع، وبخلاف تقديم بيانات بلاغية واسعة، لم تظهر الإدارة ميلا إلى مواجهة القاعدة بشكل مجد في شمال غرب سوريا.
السقف المحدود لتواجد القوات الأميركية
تطرقت أهداف (تيلرسون) الأربعة الأخرى للحديث عن واقع النزاع السوري الممتد قرابة 7 سنوات، واعترف وزير الخارجية، وهذه نقطة تحسب له، أنه طالما بقي الأسد في السلطة فان سوريا ستبقى بيئة غير مستقر ذات آثار مقلقة وخطيرة.
ومع ذلك، فإن قوله بأن سحب القوات الأميركية البالغ عددها 1,500 جندي من الشمال الشرقي لسوريا من شأنه أن “يعيد الأسد” يعني ضمنا أن الوجود الصغير الأمريكي المناهض لداعش يهدد بقاء النظام السوري.
وهذا ليس صحيحاً، بل أن الأسد لم يكن أكثر أماناً في دمشق منذ بداية الصراع، فكيف لـ 1500 جندي أمريكي في المناطق الريفية الشمالية الشرقية أن “يقلل التأثير الإيراني” هذا يتطلب قدر أكبر من الخيال، بحسب تعبير “بوليتيكو”.
تبدو إدارة (ترامب) على قدر عال من الاهتمام بالمشكلة الإيرانية، وكذلك حلفاء أمريكا في المنطقة، الأردن وإسرائيل.
في سوريا، يمكن القول إن إيران هي الجهة الفاعلة الأكثر تأثيرا من جميع الأطراف، وتمارس قبضة حديدية على مستقبل البلاد بفضل قوة ميليشيا قوامها 150 ألفا تخضع لسيطرتها وليس لسيطرة النظام في دمشق.
كما تسيطر إيران على القواعد العسكرية السورية وتدير العديد من مصانع الصواريخ الباليستية، واستثماراتها الاجتماعية والاقتصادية مكنتها من خلق تأثير لا رجعة فيه، وتتبع إيران نفس الأسلوب الذي اتبعته أصلا في لبنان، والذي تمضي قدماً به في العراق، ولن تتخلى عن طيب خاطر عن قدرتها الجديدة وعن السلطة في سوريا.
بالإضافة إلى أن التهديد الموجه لإسرائيل قد يكون هو الأكبر من نوعه الذي تواجهه منذ عقود، وهكذا، في حين أن اهتمام العالم يرتكز على استمرار القتال في الشمال الغربي أو على مستقبل الأكراد في الشمال الشرقي، فإن أخطر منطقة في سوريا على المدى الطويل قد تكون في جنوب غرب البلاد، حيث يهدد وجود إيران وحزب الله باندلاع حرب واسعة النطاق مع إسرائيل.
لعبت الولايات المتحدة دورا رئيسيا في التفاوض على صفقة مناطق خفض التصعيد على طول الحدود الإسرائيلية، والتي كان يمكن أن تذهب بأبعد من ذلك للتقليل من التهديدات الأمنية على الشريط الحدودي، إلا أن الشروط التي وضعتها روسيا كانت بعيدة كل البعد عن الفعالية المطلوبة والتي يبدو أنها بدأت بالتآكل.
ربط الأقوال بالأفعال
دائماً ما هدد النظام بشعار “الأسد أو نحرق البلاد”، ولم يفشل أبدا في تحقيق شعاره هذا، من ناحية أخرى، أعلنت الولايات المتحدة عن ضرورة الإطاحة بالأسد منذ ما يقرب من سبع سنوات، لكنها لم تسع أبدا إلى تحقيق ذلك، إن الاستمرار في إعلان الأهداف الكبرى دون نشر الوسائل الضرورية لتحقيقها لن يؤدي إلا إلى زيادة تآكل مصداقية الولايات المتحدة.
وإذا كان حجر الأساس في النفوذ الأمريكي هي “قسد” في الشمال الشرقي من سوريا والتي أدت إلى اندلاع حرب مع حليف “الناتو”، فنحن بحاجة إلى طرح أسئلة جادة حول طريقنا إلى الأمام.
وبعد أن تخرج إيران من الصراع الحالي بقدرات جديدة لمواجهة حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة، هذا يعني، بحسب “بوليتيكو”، أنه آن الأوان لإعادة تقييم أولويات الاستراتيجية الأمريكية السورية، أو أن نسأل عما إذا كانت الولايات المتحدة لديها أي استراتيجية على الإطلاق.
مترجم عن
Trump Has Big Plans for Syria. But He Has No Real Strategy
للكاتب
By CHARLES LISTER and WILLIAM F. WECHSLER
*تشارلز ليستر هو زميل بارز في معهد الشرق الأوسط ومؤلف الجهاد السوري: القاعدة والدولة الإسلامية وتطور التمرد .
* ويليام F. ويشسلر هو زميل أقدم في معهد الشرق الأوسط ونائب مساعد وزير الدفاع السابق للعمليات الخاصة ومكافحة الإرهاب.
========================
واشنطن بوست: على أمريكا أن تتحاور مع تركيا بشأن سوريا
دعا الكاتب في صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، ديفيد إغناتيوس، إلى ضرورة أن تقوم الولايات المتحدة بوضع حد للفوضى في سوريا.
وأشار إلى أن الوضع هناك غاية في التعقيد، وأن القوات الكردية في سوريا التي دعمتها واشنطن في حربها ضد تنظيم "داعش" هي شريك غير مريح، ومن ثم فإنه من الضروري الحوار مع تركيا.
وفي إطار وصفه للمشهد في سوريا قال الكاتب إن يوم الأربعاء كان يوماً لا يشبه بقية الأيام في الشرق الأوسط، ففي وقت مبكر من نهار ذلك اليوم كان قادة في الجيش الأمريكي يقفون بالقرب من تلة مراقبة لمتابعة سير المعارك التي تخوضها تركيا ضد حلفاء أمريكا في شمالي سوريا؛ الأكراد.
وفي وقت لاحق من ذلك اليوم شنت القوات النظامية السورية هجوماً على مواقع تابعة للمقاتلين الأكراد على بعد خمسة أميال من شرق نهر الفرات، وتحديداً بالقرب من حقول النفط السورية، كما أن تلك القوات المدعومة من أمريكا تعرضت لقصف جوي من قبل الطائرات التركية أثناء الهجوم على عفرين.
"درس الأربعاء"، كما يصفه الكاتب، يشير بوضوح إلى حجم الالتباس في سوريا وعلى كل الجبهات، فتركيا وأمريكا تتحركان ببطء نحو المواجهة منذ أن قررت الولايات المتحدة خوض الحرب على تنظيم "داعش" قبل ثلاث سنوات ونصف، حيث وجدوا في الأكراد السوريين أفضل شريك للقيام بهذه المهمة، فشكلت قوات سوريا الديمقراطية، وهو ما سبب غضباً في أنقرة؛ لكونها ترى في هذه الجماعات جماعات إرهابية، على الرغم من أن أنقرة لم تقدم بديلاً عن الأكراد لمحاربة تنظيم "داعش".
وتساءل الكاتب كيف يمكن للولايات المتحدة أن تفك خيوط هذه الفوضى حتى تتمكن من إنهاء مهمة مكافحة تنظيم "داعش"؟
يقول الكاتب إن أمريكا تحتاج إلى الحوار مع تركيا وتخفيف التصعيد معها، فمحاربة تنظيم "داعش" أخذت بالتباطؤ كما يؤكد الجنرال بول فونك، قائد القوات الأمريكية في سوريا والعراق، مبيناً أن "هذه الفوضى يمكن أن تسمح لمقاتلي التنظيم بالهرب إلى تركيا ومن ثم إلى أوروبا".
عملت الولايات المتحدة الأمريكية مع القوات الكردية لمحاربة تنظيم "داعش" شرق سوريا، والآن فإن الهمة العكسرية يبدو أنها قد شارفت على الانتهاء لتبدأ بعدها الصفحة الدبلوماسية، وهو ما يفسر الإعلان عن زيارة مرتقبة لمستشار الأمن القومي الأمريكي ماكماستر إلى أنقرة خلال عطلة نهاية الأسبوع، على أمل أن تؤدي هذه الزيارة إلى مصالحة تركية - أمريكية.
لا شيء في الشرق الأوسط، كما يقول الكاتب، يبدو كما تراه بالضبط، فكل انتصار يفتح الباب أمام مشكلة جديدة، مشكلة لا يمكن لها أن تحل عبر اللغة العدائية.
ويختم الكاتب مقاله بالتأكيد على أن القوات الكردية السورية كانت شريكاً جيداً للولايات المتحدة، ولكنها أيضاً كانت شريكاً غير مريح، ورغم ذلك فإن التخلي عنهم سيكون خطأ سيئاً، وأيضاً لا ينبغي للولايات المتحدة أن تترك المعارك بين تركيا والأكراد تتصاعد، ويمكن القول إن الوقت الآن وقت الدبلوماسية الصلبة.
========================
واشنطن بوست: المناشدات الدولية بوقف إطلاق النار في سوريا تتزامن مع انهيار جهود روسيا لإنهاء الحرب
أ ش أ
ذكرت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية أن مناشدات الأمم المتحدة بوقف إطلاق النار بشكل فوري في سوريا تتزامن مع انهيار الجهود الروسية في الأسابيع الأخيرة والتي استمرت عاما للقضاء على العنف من خلال ما يسمى مناطق خفض التصعيد.
وقالت الصحيفة -في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني اليوم الأربعاء- إنه بدلا من أن تسهم الجهود الروسية في إنهاء الحرب السورية، تحولت الأسابيع الأولى من العام الجاري إلى واحدة من أكثر فترات الصراع دموية، مع مقتل مئات في الغارات الجوية وتشرد حوالي 300 ألف نازح في شمال غرب سوريا بالإضافة إلى تعرض 400 ألف للحصار ومواجهتهم خطر المجاعة شرق دمشق.
ودعت الأمم المتحدة إلى وقف فوري لإطلاق النار في سوريا، في ظل تصاعد أعمال العنف في البلاد والتي دفعتها إلى حافة واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية للحرب المشتعلة منذ سبع سنوات.
وأكدت بعثة الأمم المتحدة في دمشق مدى ضرورة وقف المعارك لمدة شهر على الأقل للسماح بوصول المساعدات الضرورية إلى 9ر2 مليون شخص من المتضررين الذين يعيشون عند خط المواجهة للعمليات القتالية الأخيرة، محذرة من "العواقب الوخيمة" إذا استمرت مستويات العنف الحالية.
ونقلت الصحيفة عن بانوس مومتزيس مساعد الأمين العام للأمم المتحدة والمنسق الإقليمي للشؤون الإنسانية في الأزمة السورية، قوله في مؤتمر صحفي إن "الحرب لم تنته بعد وهذه المرحلة حرجة حقا، إذ تدهورت الحالة الإنسانية بشكل كبير، ولهذا السبب نقرع أجراس الإنذار".
========================
الصحافة التركية :
ملليت :شرق الفرات للأكراد وغربه للشيعة.. فماذا تبقى لسنّة سوريا؟
حقي أوجال – صحيفة ملليت – ترجمة وتحرير ترك برس
بما أن المصادر الإسرائيلية بدأت بنشر الخرائط، هناك اتفاق صامت أُبرم بين القوى، التي ترى في نفسها صلاحية وضع نظام للعالم، على تقسيم سوريا إلى ثلاثة أجزاء.
وفي إطار السياسة الأمريكية يتواصل صدور التصريحات، ليس عن الوزراء أو الرئيس، بل حتى على لسان قائد ميداني، حول استمرار اتفاقية الشراكة مع وحدات حماية الشعب.
وفي مقابل كل تصريح أمريكي، يصدر بيان عن روسيا والنظام السوري حول تأسيس قاعدة عسكرية جديدة استنادًا إلى الاتفاقية الموقعة بينهما.
لا بد أن تصريح الولايات المتحدة بانسحابها عند انتهاء تنظيم داعش، صدر لطمأنة رأي عام صدّق هذا التصريح. فرغم مرور أكثر من شهرين على إعلان انتهاء التنظيم، بدأت تظهر مناطق سيطرة لداعش في أماكن غير متوقعة، وأخذت الأنباء تتوارد عن إعادة التنظيم ترتيب أوراقه وحتى استعداده لتنفيذ هجمات.
وبعبارة قائد القوات المركزية الأمريكية جوزف فوتيل فإن شراكة الولايات المتحدة مع وحدات حماية الشعب، وتقديمها التدريب والتسليح والمشورة العسكرية لهذه المجموعة الإرهابية سيستمران ما دامت تقاتل داعش.
الولايات المتحدة هي من تضع الشروط، وهي من تقرر فيما إذا كانت الشروط المطلوبة قد تحققت. وهذه الولايات المتحدة تعطي 32% من سوريا ومناطق إنتاج النفط بأسرها إلى حزب الاتحاد الديمقراطي.
من جانبها تسعى القوات الروسية والسورية، التي لا تجازف بمواجهة عسكرية مع الولايات المتحدة، في إطار لعبة للاستيلاء على الأراضي، إلى اقتناص المناطق التي لم تُمنح بعد لحزب الاتحاد الديمقراطي.
ويبدو أن هذا السباق سينتهي بتحول الجزء الواقع شرق الفرات من سوريا إلى منطقة كردية. ومن الممكن في أي وقت عقد اتفاق بشأن تقاسم النفط الموجود فيها مع الأسد.
عند النظر إلى مواقع القواعد الروسية الست على الخريطة يتضح أن الجزء من غرب الفرات حتى لبنان والبحر المتوسط محتل من قبل حزب الله، وكيل إيران، والقوات الروسية. تحرك النظام وروسيا السريع نحو إدلب يشير إلى أنهما يريدان ضم حلب إلى هذه المنطقة.
ممتار! سيكون شرقي الفرات منطقة كردية، وغربه منطقة شيعية، لكن ماذا بقي لسنة سوريا، الذين كانوا يشكلون 75% من السكان قبل الحرب؟
لم يبقَ مجموعة عسكرية واحدة من جبهة المعارضة يمكن أن تحظى برضى المثقفين العلمانيين في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وتركيا. فالبعض منها أُلصقت به تهمة السعي لتطبيق الشريعة، والآخر بأنه موالٍ للقاعدة، وجزء منها دُمغ بأنه تابع لداعش، وآخرون لحركة طالبان
سيطر الجيش الحر، الذي لم يوصم بالإرهاب بعد على الصعيد الدولي باستثناء بعض السفهاء في تركيا، على مساحة قدرها 3% من سوريا، في إطار عملية لحماية أمن تركيا، فهل تكون هذه المساحة هي "المنطقة الثالثة"؟
========================
صباح :إسقاط المقاتلة الروسية.. ماذا ومن وراءه؟
مليح ألتينوك – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس
أُسقطت مقاتلة روسية من طراز سوخوي 25 في إدلب، نهاية الأسبوع الماضي. تمكن الطيار من القفز بالمظلة قبل تحطم الطائرة، إلا أنه قُتل في اشتباك دار عند نزوله الأرض، بحسب ما تناقلته وكالات الأنباء.
تبنى تنظيم هيئة تحرير الشام الهجوم.
لكن كما تعلمون، فإن تبني الهجمات في معظم الأحيان ليس مؤشرًا على الفاعل الحقيقي.. إنما هو مجرد معطى عن هوية المنفذ. لأن مثل هذه الهجمات في المنطقة تُنفذ "بالوكالة".
روسيا تدرك هذه الناحية.
مساعد رئيس لجنة الدفاع في مجلس الدوما يوري شفيتكي أدلى بتصريح يشير إلى هذا الإدراك، حيث قال:
"لم يكونوا يمتلكون حتى اليوم أنظمة دفاع جوي محمولة (مانباد). من الواضح أن البلدان الأجنبية قدمتها لهم. نحتاج إلى إجراء تحقيق من أجل معرفة مصدر هذا السلاح".
أنظمة الدفاع الجوي المحمولة هي تكنولوجيا أمريكية. وترامب أقر مشروع قرار أعده الكونغرس في يونيو/ حزيران 2017، بخصوص منح هذه الأنظمة للمعارضة السورية.
كما أن الأسلحة التي أرسلتها الولايات المتحدة إلى وحدات حماية الشعب على متن آلاف الشاحنات، كانت تتضمن أنظمة دفاع جوي محمولة ذات التكنولوجيا الحديثة.
نعم من الواضح من هو الذي يتوجب على بلدان المنطقة مكافحته بشكل مشترك، وليس الانشغال بالأهداف التي تضعها الولايات المتحدة أمامها.
الهدف الآن هو إغلاق المجال الجوي السوري أمام روسيا من أجل إخراج تركيا من عفرين. لكن الهدف العام في هذه المرحلة هو ضرب المنطقة برمتها، ولا يهم من يتعرض للهجوم سواء أكان روسيا أم تركيا أم إيران..
وماذا عن مضادات الدبابات الروسية؟
نعم، نقول إن على بلدان المنطقة أن تؤسس فيما بينها تحالفات مشروعة في مواجهة الولايات المتحدة، التي تمأسس الإرهاب، لكن بالطبع دون الوقوع في الخطأ الذي ترتكبه..
بمعنى أنه خلال محاربة إرهابيي الولايات المتحدة من جهة، يجب عدم تزويد إرهابيين آخرين بالأسلحة الحديثة من جهة أخرى..
قبل أيام سقط خمسة شهداء في هجوم لحزب العمال الكردستاني. المصادر العسكرية التي تحدثت إليها تقول إن الإرهابيين استخدموا في الهجوم مضادات للدبابات من صنع روسي (كونكورس).
الإرهاب لا يقضي عليه إرهابيون يستخدمهم طرف ما، وإنما الدول المشروعة.
سنعاني من الهجمات في الفترة القادمة
تقول المصادر المحلية إن عدد القذاف الصاروخية التي تستهدف تركيا من منطقة عفرين أكثر مما تعلن عنه نشرات الأخبار. من المحتمل أنه لم يتم التطرق لها بسبب عدم إحداثها خسائر.
ويشير عناصر الأمن المشاركون في العمليات بالمنطقة إلى أن مجموعات إرهابية متحركة تتجول في مناطق عفرين المتاخمة للحدود التركية هي من تنفذ الهجمات. أي أنه من الصعب تحديد موقعها وعرقلتها.
ولهذا من الواضح أننا سوف نكون عرضة لهجمات إرهابية لفترة قادمة طوال عملية غصن الزيتون. وقرار تمديد العطلة الانتصافية في محافظتي كيليس وهطاي كان في محله.
========================
الصحافة البريطانية :
الايكونوميست :هل يستطيع أكراد سورية الاحتفاظ بالسيطرة على مناطقهم؟
تقرير خاص - (الإيكونوميست) 25/1/2018
ترجمة: عبد الرحمن الحسيني
انتظر أبو جبر أكثر من ثلاثة أعوام للأخذ بثأره. ففي العام 2014، قتل جهاديو "داعش" المئات من بني جلدته في محافظة دير الزور. وعاد السيد جبر إلى قريته في كانون الأول (ديسمبر) الماضي على رأس مجموعة من المقاتلين القبليين. وبدعم من سلاح الجو الأميركي، تمكن هو ورجاله من طرد مقاتلي "داعش" إلى الصحراء على طول الحدود العراقية. وما يزال الجهاديون يرسلون سيارات ملغومة إلى داخل خطوطه، لكنه يقول إنهم سوف يهزمون قريباً. ويقال إن الضربات الجوية بقيادة أميركية أسفرت عن مقتل ما يصل إلى 150 جهادياً في دير الزور يوم 20 كانون الثاني (يناير).
يتبع رجال جبر قيادة قوات سورية الديمقراطية، التحالف الذي شُكل بقيادة كردية لهزيمة "داعش" في شمال وشرق سورية. وقد أصبحت قوات سورية الديمقراطية التي تلقت التسليح والتدريب من القوات الأميركية قاب قوسين أو أدنى من تحقيق النصر على "داعش". وترفرف أعلامها فوق أكثر من ربع البلد الذي كان الكثير منه ذات مرة خاضعاً لسيطرة الجهاديين. ولكن، عندما هدرت الدبابات التركية داخلة إلى جيب عفرين الذي يقع تحت سيطرة الأكراد يوم 20 كانون الثاني (يناير)، وجد الأكراد أنفسهم فجأة وهم يقاتلون على جبهتين.
تصاعد غضب تركيا بينما تتوسع المنطقة الخاضعة للسيطرة الكردية على مدى مسار الحرب، لتشمل حتى سبع بلدات وقرى عربية وتركمانية تم انتزاعها من "داعش". وفي العام 2016، أعلن حزب الاتحاد الديمقراطي الحاكم أن الأراضي التي يسيطر عليها الأكراد، والتي تتاخم الحدود التركية، منطقة فدرالية تدعى "روجافا". ولم يكن الإعلان خطوة في اتجاه الانفصال، كما يقول حزب الاتحاد الديمقراطي، وإنما لكي يكون نموذجاً لباقي سورية. وقد استخف نظام بشار الأسد بذلك الإعلان بينما استشاط الأتراك غضباً. لكن الأكراد الذين يشكلون نحو 10 في المائة من سكان سورية، أحكموا قبضتهم على الشمال.
يشير شاهوز حسن، المشارك في قيادة حزب الاتحاد الديمقراطي، إلى "روجافا" على أنها "تجربة ديمقراطية". فقد مكَّن الحزب النساء، وشكل لجاناً قروية متماشية مع تعاليم موراي بوكشين، الفيلسوف الأميركي الذي أثرت كتاباته بشكل كبير في الحركات الكردية في سورية وتركيا. لكن "روجافا" تعد بالكاد تعددية، حيث يقوم حزب الاتحاد الديمقراطي بقمع المنتقدين والأحزاب الكردية الأخرى.
ومن ناحيتهم، يقول قادة الحزب إنهم سوف لن يسمحوا بأن تُحكم "روجافا" من جانب دمشق مرة أخرى أبداً. وكان الأكراد في سورية قد عانوا من قمع الرئيس بشار الأسد ومن قبله والده. وقد تم تجريد العديد منهم من الجنسية وحرمانهم من حقوق التملك. وتم إخراج آخرين من أراضيهم لإحلال عرب محلهم. كما تم حظر النشرات الكردية ومنعت المدارس الخاصة من تعليم اللغة الكردية. وقد تدفق النزر اليسير وحسب من الاستثمارات إلى داخل المنطقة الغنية بالنفط والغاز. وبدلاً من ذلك، استغل النظام السهول الشمالية الخصبة لتغذية باقي البلد. ونتيجة لذلك، أصبح الأكراد فقراء معدمين.
بينما يحيط به الأعداء المحتملون وتمس حاجته إلى الدعم، غازل حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي كل المتحاربين في سورية تقريباً. وتعد أميركا أقوى داعم له وترى في جناحه العسكري، وحدات حماية الشعب، القوة البرية الأكثر قابلية للاعتماد عليها ضد "داعش". وقد أمدتها أميركا بالتدريب وبالأسلحة ونشرت 2000 من جنودها (الأميركيين) لمساعدتها. وخشية من عودة الجهاديين والهيمنة الإيرانية، وعدت أميركا بالبقاء في شمال شرق سورية حتى يتم التوصل إلى اتفاق سلام في المنطقة. ولا يعتقد حزب الاتحاد الديمقراطي بأنها ستسمح للأكراد بالذهاب إلى أبعد من عفرين.
ربما تكون روسيا، التي تدعم الرئيس الأسد، قد باركت العملية التركية ضد الأكراد -حتى ولو كانت هذه المباركة لغرض إغاظة الولايات المتحدة. وفي الرد على ذلك، قال حزب الاتحاد الديمقراطي إنه ربما لن يحضر مباحثات السلام التي ترعاها روسيا في نهاية كانون الثاني (يناير). ومع ذلك، قد ترى روسيا -ومعها السيد الأسد- شريكاً محتملاً في حزب الاتحاد الديمقراطي الذي قبل الدعم العسكري الروسي وحافظت على روابطه مع النظام. وتعد المجموعة أكثر براغماتية من الحركات الثورية الأخرى. وعندما انسحبت قوات الأسد من مناطق في الشمال، فإنها حرصت على تسليمها لحزب الاتحاد الديمقراطي. ويستطيع المرء تخيل النظام والأكراد وهم يدعمون صفقة تبقي السيد الأسد في السلطة وتمنح "روجافا" حكماً ذاتياً.
لكن الأكراد ربما يترتب عليهم التنازل عن بعض مكاسبهم من أجل الحفاظ على معظم "روجافا". وربما يتطلب إبرام أي صفقة من القوات الكردية دمجها في الجيش الوطني؛ وإعادة الحقول النفطية التي تم الاستيلاء عليها إلى الحكومة المركزية، والتنازل عن الأراضي العربية المصادرة. ويقول السيد حسنك "إذا جرت مفاوضات حقيقية فسوف نتحدث عن كل هذه الأمور. إننا منفتحون دائماً على المباحثات. ومع ذلك، فإن عليه أن يتعامل أولاً مع الأتراك".
========================
التايمز: كيف يستغل تنظيم الدولة الفوضى للعودة مجددا؟
نشرت صحيفة "التايمز" تقريرا لكل من حنا لوسيندا سميث وريتشارد سبنسر، يتحدثان فيه عن تنظيم الدولة وفرص ظهوره من جديد في سوريا والعراق.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن تنظيم الدولة استغل الفرصة للتجمع وشن الهجمات في العراق وسوريا، حيث تسببت الصراعات الطائفية بانقسام القوى التي كانت تحارب الجهاديين، لافتا إلى أن التنظيم يقوم بشن هجمات يومية منذ تشرين الأول/ أكتوبر، وعاد ليحارب ضد نظام بشار الأسد في شمال غرب سوريا، من حيث طرد قبل أكثر من عامين.
ويلفت الكاتبان إلى أن الجهاديين في العراق وسوريا يعودون إلى مناطق هزموا فيها سابقا، فظهر مقاتلو التنظيم مرة أخرى في محافظة حماة في أواخر العام الماضي، ومدوا سيطرتهم بسرعة على حساب فصائل ثوار أخرى، حتى حصلوا على مساحة تزيد على 400 ميل مربع على حدود محافظات حلب وحماة وإدلب.
وتورد الصحيفة أنه بحسب البيانات التي قامت مجموعات الرصد بجمعها في العراق، فإنه كانت هناك 440 عملية تفجير واشتباك واغتيال وحالة خطف قام بها تنظيم الدولة، أو قام بها مجهولون في مناطق يعرف أن للتنظيم وجودا كبيرا فيها، على مدى 104 أيام، كان آخرها يوم الجمعة الماضية، مشيرة إلى أنه يبدو أن للتنظيم وجودا قويا، خاصة في محافظة ديالا شرق العراق ومناطق محافظة الموصل والأنبار، حيث يعتقد أن قائد تنظيم الدولة أبا بكر البغدادي مختبئ هناك.
ويذكر التقرير أن التنظيم قام بشن 112 هجوما عن طريق انتحاريين أو سيارات مفخخة، حيث تضاعف المعدل منذ بداية العام، بالإضافة إلى أن التنظيم قام بالظهور بشكل جريء في مناطق احتفلت قوات التحالف الذي تقوده أمريكا بتحقيق انتصارات فيها، لافتا إلى أن متطرفي تنظيم الدولة قاموا بإنزال العلم العراقي في 29 كانون الثاني/ يناير في بلدة حمام العليل، التي تمت استعادتها في تشرين الثاني/ نوفمبر 2016، وهددوا المواطنين بعدم إعادته، فيما قال السكان في الريف غرب الموصل بأن تنظيم الدولة قام باستعراض عسكري في 6 كانون الثاني/ يناير لاستعراض قوته في المنطقة.ويفيد الكاتبان بأن التنظيم يقوم ببناء قوته في العراق وسوريا منذ أن اختلفت قوات البيشمركة الكردية مع قوات الحكومة العراقية حول مدينة كركوك، مشيرين إلى أن قوات التحالف دربت الجانبين لاستعادة الأراضي من تنظيم الدولة.وتنقل الصحيفة عن المحلل المتخصص في الشرق الأوسط، الذي يعمل مع شركة "مداكوفي" الأمنية أنتوني فرانكس، قوله: "استطاع العراق، بالتعاون مع التحالف والبيشمركة وإيران، أن يحول كارثة استراتيجية إلى نجاح عسكري خلال ثلاث سنوات، لكن ما لم يتم علاج المرض السياسي في العراق، وبالذات الطائفية والفساد المشتشري، فإن النتيجة ستكون أن يشعل التمرد من المستوى المتدني النار مرة أخرى".
وينوه التقرير إلى أن التنظيم لجأ إلى التكتيكات القديمة البالية، فيما كان هناك عدد من الاغتيالات لرؤساء البلديات وللزعامات القبلية، بالإضافة إلى الاختطافات وطلب الفدية، لافتا إلى أن التنظيم قتل ما لا يقل عن 390 مدنيا عراقيا منذ تشرين الأول/ أكتوبر، بالإضافة إلى 142 شخصا من القوات الأمنية المختلفة.
ويقول الكاتبان إن "هناك ما يقدر بسبعة آلاف جندي أمريكي في العراق، لكنه بدأ بسحب الكثير منهم، حيث تغير القتال ضد تنظيم الدولة، من قتال لاستعادة أراض، إلى حرب للحفاظ على الأمن، وعلى أي حال، فإن أمريكا حريصة على تجنب إعادة ما حصل عام 2011، حيث ملئ الفراغ الذي تركته القوات الأمريكية المنسحبة بالطائفية وصعود تنظيم الدولة بعد ثلاث سنوات".
وتنقل الصحيفة عن المتحدث باسم عملية العزم الصلب العقيد ريان ديلون، قوله: "كما رأينا عام 2014، ظهر تنظيم الدولة بصفته جيشا".
ويفيد التقرير بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب امتدح في خطاب حالة الاتحاد، أمام الكونغرس الأسبوع الماضي، هزيمة تنظيم الدولة واعتبره نجاحا للسياسة الخارجية، حيث قال: "وعدت العام الماضي بأننا سنعمل مع حلفائنا لإطفاء نار تنظيم الدولة عن وجه الأرض.. وبعد عام من ذلك فإنه من دواعي فخري أن أخبركم بأن التحالف لهزيمة تنظيم الدولة حرر ما يقرب من 100% من الأراضي التي كان يسيطر عليها هؤلاء القتلة في العراق وسوريا".
ويذكر الكاتبان أن ترامب اعترف بأنه لم يتم التغلب بشكل نهائي على الجهاديين، وقال: "هناك الكثير الذي لا نزال بحاجة لعمله.. وسنستمر في حربنا حتى تتم هزيمة تنظيم الدولة".
وتشير الصحيفة إلى أن نظام الأسد بدأ بالرد هذا الأسبوع، حيث استعاد 19 قرية إلى الآن، إلا أن فصائل الثوار يتهمون النظام بأنه تعمد السماح لمقاتلي تنظيم الدولة بالعبور من المناطق التي يسيطر عليها؛ ليحاربوا إلى جانبه ضد فصائل الثوار، وقالوا إن عمليات "الثأر" هذا الأسبوع هي جزء من خطة للتنظيم لانتزاع القرى من فصائل الثوار وإعطائها للنظام.
ويورد التقرير نقلا عن عضو مليشيا جيش النصر، والمتحالف مع الجيش السوري الحر، محمد رشيد، قوله: "يسيطر تنظيم الدولة على المزيد من الأراضي بمساعدة الطيران الروسي.. فكيف يستطيعون الانتقال من شرق سوريا إلى إدلب دون المرور بالمناطق التي يسيطر عليها النظام؟ المعارك بين تنظيم الدولة وقوات الأسد كلها مزيفة".
وينقل الكاتبان عن العقيد ديلون، قوله بأنه هناك بعض الأدلة على أن مقاتلي تنظيم الدولة ينتقلون عبر مناطق النظام إلى أجزاء أخرى من البلد، ويضيف: "هناك تقارير من ضباط تابعين للنظام السوري، قالوا إنه كان بإمكان أعضاء تنظيم الدولة المرور من خلال المناطق التي يسيطر عليها النظام والروس إلى كل من دمشق وإدلب".
وبحسب الصحيفة، فإن الآلاف من مقاتلي تنظيم الدولة نجوا من الهجوم على الرقة، الذي قام فيه التحالف الذي تقوده أمريكا وحلفاؤها قوات سوريا الديمقراطية، مشيرة إلى أن بعضهم لا يزال صامدا في ثلاث مناطق بشكل رئيسي، حيث هم محاصرون، إما من قوات النظام أو الثوار، في الوقت الذي يقال فيه إن آخرين قطعوا الحدود إلى تركيا.
ويلفت التقرير إلى أن قوات سوريا الديمقراطية اتهمت بمنح معبر آمن لمقاتلي التنظيم الذين استسلموا في الرقة، مشيرا إلى قول العقيد ديلون بأن هناك قلقا بسبب العملية التركية في عفرين، حيث يخشى أن يكون ذلك حول جزءا من قوات سوريا الديمقراطية بعيدا عن الحرب مع تنظيم الدولة ليدافعوا عن المناطق الكردية، ويضيف: "أعلم أنها بالتأكيد أخذت عناصر من مناطق أخرى".
وتختم "التايمز" تقريرها بالإشارة إلى أن المتحدث باسم وحدات حماية الشعب مصطفى بالي، اتهم تركيا بتشجيع تنظيم الدولة ضمنيا، وقال: "بالتأكيد كان لعملية عفرين أثر في إحياء التنظيم، ومنحه فرصة لاستغلال الوضع وشن هجمات جديدة".
========================
الصحافة العبرية :
معاريف :الإعلام الإسرائيلي: هل يرد نظام الأسد على هجماتنا؟
توسعت الصحافة الإسرائيلية في الحديث عن استمرار الضربات الجوية الإسرائيلية باتجاه الأراضي السورية، واحتمال أن تتطور إلى مواجهة بينهما، وسط خلافات في التقديرات المتوقعة.وقال الكاتب الإسرائيلي، رون بن يشاي، في مقال بصحيفة "يديعوت أحرونوت" أن "الأسباب المركزية التي ستحث إسرائيل على مواصلة هجماتها داخل سوريا تتمثل في حيازة النظام السوري للسلاح الكيماوي، ومنظومات الصواريخ المتطورة، التي تعرف طريقها لحزب الله في لبنان، بما فيها تلك المخصصة لاستهداف الطيران الإسرائيلي، لكن ذلك لن يدفع دمشق للمخاطرة بالرد على تل أبيب".
وأضاف الخبير العسكري الإسرائيلي البارز، أن "الماضي القريب شهد صدور تهديدات سورية باستهداف مطار بن غوريون في حال عاودت إسرائيل قصف أهداف فيها، لكن سوريا لم تف بتعهداتها، ولم تنفذ تهديدها، وما زال النظام يفضل تقديم الشكاوى لمجلس الأمن الدولي، دون أن يستطيع الإثبات أن إسرائيل من نفذت الهجمات فعلا".
وختم بالقول: "النظام السوري يعلم أكثر من غيره أن أي استهداف لمطار بن غوريون، فإن الرد الإسرائيلي سيكون صعبا وقاسيا، وقد يؤدي لاندلاع حرب حقيقية، كما تجلى في التصريحات التي خرجت، الثلاثاء الماضي، حين قام وزراء الكابينت المصغر بزيارة الحدود السورية، واستمع لإفادات من رئيس هيئة الأركان وكبار ضباط الجيش".من جهته، حذر الخبير العسكري في القناة العاشرة، ألون بن دافيد، من أن خطورة احتمالية الرد السوري على الهجمات الإسرائيلية آخذة بالتزايد، لأن رئيس النظام السوري معني بأن يظهر أنه صاحب السيادة في بلاده بعد انتهاء الحرب، بعد أن بات يشعر أن أمنه الشخصي بات أكثر اطمئنانا، مما قد يدفعه لتنفيذ ضربات ضد الهجمات الإسرائيلية.
وأضاف في حديث له نشرته صحيفة "معاريف"، أن "عام 2018 سيشهد ازدياد فرضية الرد السوري على إسرائيل، علما أن الضربات الإسرائيلية في سوريا وقعت عقب لقاء، بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة الإسرائيلية مع فلاديمير بوتين الرئيس الروسي، حيث قدم إليه معلومات تقلق إسرائيل عما يحصل داخل سوريا".
إلى ذلك قالت الخبير الأمني الإسرائيلي، يوسي ميلمان، إن "استمرار الضربات الإسرائيلية في سوريا يعني أن تل أبيب ما زالت تحظى بحرية الحركة والعمل داخل الأجواء السورية، دون قيود أو تحفظات".
وإشار إلى أنه "في الوقت الذي بدأ التعاون والتنسيق الإسرائيلي مع روسيا داخل سوريا بات يؤتي أكله، فإن المحور الإيراني السوري مع حزب الله يواصل جهوده لاقتناء المزيد من القدرات العسكرية رغم استمرار الضربات الإسرائيلية"، وفقا لـ"معاريف".
========================
هآرتس :ميزان الرعب أمام حزب الله: هزيمة متبادلة مضمونة
رونين دنغور  7/2/2018
بعد وقت قصير من اختراع الديناميت في العام 1867 اصيب الفرد نوبل بالاحباط. فقد تبين له أن المادة التي أنتجها في مصانعه غيرت ساحة الحرب وحولتها إلى ساحة أكثر فتكا. احساسه الصعب أدى إلى قراره أن يورث تقريبا كل أمواله لتأسيس صندوق جوائز نوبل. لقد كان شخصا يحب السلام، حاول أن يجد العزاء في العقلانية، وعبر عن أمله أمام أحد نشطاء السلام بأن اختراعه سيساهم في الاستقرار: "مصانع الديناميت التي املكها ستؤدي إلى انهاء الحروب... في اليوم الذي يستطيع فيه الجيشان تدمير احدهما للآخر، ستتوقف كل الشعوب عن الحرب"، مقولته هذه كانت الصيغة الأولى للمفهوم الذي عرف مستقبلا بـ "تدمير متبادل مضمون"، الذي بنيت عليه رؤيا الردع النووي.
إن رؤيا نوبل تتجسد بدرجة معينة الآن في منطقتنا؛ بين إسرائيل وحزب الله ميزان رعب يقوم على السلاح التقليدي، يستخدم صيغا متطورة من الديناميت. قوة التدمير المتبادلة التي ظهرت في حرب لبنان الثانية ما تزال تدوي في الوعي. منذ ذلك الحين وحتى الآن طور كل طرف افضلياته النسبية، وكل طرف يفهم بصورة افضل قوة التدمير الممكنة التي في أيدي عدوه.
"هدف الحرب هو تحقيق سلام افضل"، قال المنظر العسكري البريطاني بازل لدلهارت. من الصعب "توقع تحقيق سلام افضل" اذا اندلعت حرب لبنان ثالثة. في نهايتها من المعقول حقا أن إسرائيل وحزب الله سيدعيان تحقيق انجازات عسكرية، ولكن المعنى الحقيقي لـ "الانتصار" يقاس بمعايير مدنية: امكانية مواصلة حياة هادئة وعادية لزمن طويل. الحرب ستنتهي بهزيمة متبادلة في "الجبهة المدنية". كل طرف يتوقع أن يدفع ثمنا باهظا، اجتماعيا واقتصاديا. والامر سيحتاج فترة طويلة لاعادة الاعمار، التي في نهايتها سيتشكل كما يبدو وضع راهن متوتر، يشبه في افضل الحالات الوضع القائم.
التحليل المنطقي هو أن حربا اخرى مع حزب الله هي محتومة، وفقط التوقيت غير معروف. ولكن التسليم العقلي بافتراض أن الحرب ستنشب، هو مثل الاعتراف مسبقا بخسارة مدوية على المستوى المدني والوطني. البديل ليس التنازل، ووضع هدف استراتيجي طموح: منع حرب بدل تأخيرها المؤقت. إن تحقيق هذا الهدف يرتبط بثلاثة عناصر: ردع حزب الله، الامتناع عن شن حرب اختيارية وحساب دقيق للخطوات، بحيث لا تؤدي إلى التصعيد. إسرائيل تقوم مؤخرا بتعقيد المعضلة، وتعطي اشارات لامكانية القيام بعملية وقائية في لبنان. افتراض أن الطرفين غير معنيين بالتصعيد، يبدو أنهما سيحتاجان إلى توضيح بأن هذا أيضا هو نية الطرف الآخر. ولكن ليس مثلما هي الحال في فترة الحرب الباردة الاصلية، بين القدس وبيروت لا يوجد خط تلفوني احمر. وجود روسيا في سورية خلق حقا تعقدا اقليميا لإسرائيل، ولكن ربما سيمكن من التوسط بين الطرفين، بما في ذلك ايران، من اجل منع حسابات خاطئة. هجوم إسرائيلي في لبنان أو في سورية من شأنه بالتأكيد أن يستدعي ردا مضادا من حزب الله، لكن اذا تم تفسيره بأنه متناسب فسيكون بالإمكان امتصاصه.
حزب الله بدأ كمنظمة ارهابية. وتطور ليصبح جيشا ناجعا وحزبا سياسيا سيطر على لبنان. صحيح أن هذه المنظمة تعتمد على ايران، لكن اعتبارها لواء إيرانيا هو اعتبار مبسط. المصالح الداخلية، اللبنانية تملي بدرجة كبيرة سلوكها. هي تلتزم بمصالح السكان الشيعة وهدفها هو الحفاظ على قوتها وتعزيزها. سيطرة حزب الله في البرلمان بعد الانتخابات في ايار القادم ستعتبر تطورا سلبيا، لكن الهيمنة السياسية له ستفرض عليه مسؤولية ثقيلة حول مصير لبنان. منذ انسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان فان حزب الله لم يشن حربا ضد إسرائيل، وليس هناك ما يشير بأنه مستعد للمهاجمة وتعريض وجوده للخطر.
في المعركة على الرأي العام يلعب حسن نصر الله دورا اساسيا. فهو يقود المنظمة منذ 26 سنة، و"عقيدة الضاحية" التي استخدمت في صيف 2006، تركت لديه كما يبدو انطباعا كبيرا. وكما نذكر، اعلن بعد الحرب أنه لو كان يعرف أن إسرائيل سترد على عملية الاختطاف في الحدود، لما كان نفذها. نصر الله هو عدو مر، لكنه أيضا شخص ذكي ومنطقي ويتعلم من الاخطاء. المصلحة الإسرائيلية هي أن يبقى في منصبه، من سيأتي محله يمكن أن يكون أقل ارتداعا وأقل قدرة على اجراء الحسابات.
دعم طهران لحزب الله هو امر حيوي له، على المدى البعيد يجب الانتباه للتوجهات الداخلية الايجابية في إيران والتي من شأنها أن تكبح حزب الله. الدعوات التي أسمعت في المظاهرات الاخيرة ضد التدخل الاقليمي تعبر عن جدال داخلي في إيران، الذي سيشتد مع مرور الوقت. في السنوات القادمة ربما يتم تعيين زعيم جديد بدل خامنئي المتصلب.
أحد المرشحين هو الرئيس روحاني الذي يتطلع إلى وضع حد لقوة حرس الثورة الإيراني ودمج إيران الكامل في المجتمع الدولي. وفوق كل شيء، في إيران تواصل التبلور اغلبية جماهيرية تعارض طبيعة وتصرف النظام، وهذا من جانبه مضطر إلى أن يولي اهتماما أكبر بالرأي العام والوضع الاقتصادي من اجل أن يكتب له البقاء. من غير المعروف كيف ستنتهي هذه العملية، لكن في كل الاحوال يجب العمل حسب استراتيجية منع الحرب، ونجاح هذه الاستراتيجية مرتبط اساسا بإسرائيل.
========================
الصحافة الالمانية والايطالية والروسية :
دير شبيغل: هل يلعب بشار الأسد أي دور فعلي في إدارة سوريا؟
نشرت صحيفة "دير شبيغل" الألمانية تقريرا، تطرقت من خلاله إلى استمرار حكم بشار الأسد بعد مرور سبع سنوات من الحرب السورية. وعلى الرغم من أن الأسد حافظ على كرسي الرئاسة، إلا أنه أشبه بدمية متحركة في أيدي القوى الخارجية لا سيما وأن بلاده أصبحت مرتعا للجيوش الأجنبية.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن الأجهزة الاستخباراتية الغربية اعتقدت منذ خمس سنوات أن سقوط النظام السوري يعد مسألة وقت. آنذاك، أورد رئيس دائرة الاستخبارات الألمانية الاتحادية السابق، غيرهارد شيندلر، أن "نهاية نظام الأسد باتت وشيكة". أما في الوقت الراهن، فقد أصبحت الاستخبارات الغربية على قناعة بضرورة بقاء الأسد في منصبه.
وأكدت الصحيفة أن النظام السوري يسيطر على المدن الاستراتيجية في البلاد على غرار دمشق وحلب وحمص، علاوة على حماة واللاذقية. وعلى الرغم من سيطرته على أهم المناطق في الأراضي السورية، إلا أن الأسد فقد سيادته على معظم المجال السوري خاصة وأن مصيره بات مرتبطا بالجيش الروسي والميليشيات الإيرانية.
وأشارت الصحيفة إلى أن النظام السوري لجأ إلى طلب مساعدة مجموعة من الميليشيات الأجنبية بعد أن خسر عددا من قواته جراء الحرب. ووفقا لبعض التقديرات الأمريكية، تضم القوات، التي تقاتل في صفوف النظام السوري، عددا كبيرا من ميليشيات حزب الله وأفراد الحرس الثوري الإيراني.
إثر نجاح النظام السوري في استعادة السيطرة على مدينة البوكمال، أصبحت قوات النظام تضم ميليشيات شيعية وعراقية تتحرك وفقا لأوامر قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني.
وأوضحت الصحيفة أن بعض الميليشيات المحلية يعود إليها القرار في مختلف المناطق التي استعادها النظام السوري، علما وأن مصادر تمويل هذه الميليشيات تتأتى من النهب والابتزاز. فبعد أن استعاد النظام السوري سيطرته على مدينة حلب، أنشأت هذه المرتزقة جملة من نقاط التفتيش بهدف ابتزاز أي شخص يمر عبرها. وعلى الرغم من أن النظام السوري حاول التصدي للعمليات الإجرامية التي تقوم بها هذه الميليشيات، إلا أنه لم ينجح في القضاء على نشاط هذه المجموعات الخطيرة.
وأفادت الصحيفة أن الأسد كان الحاكم الفعلي في سوريا قبل اندلاع الحرب. أما في الوقت الحالي، فقد أصبحت البلاد تحت سيطرة العشرات من أمراء المقاطعات. في الأثناء، أصبح نصف شمال سوريا تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية التي تتكون بالأساس من وحدات حماية الشعب، التي تتلقى دعما من قبل الولايات المتحدة الأمريكية. وقد أقدمت الإدارة الأمريكية على نشر حوالي 20 ألف عنصر من وحدات حماية الشعب على طول شمال سوريا.
وأضافت الصحيفة أن وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون، أعلن في شهر كانون الثاني/ يناير الماضي عن استمرار انتشار جيش بلاده في الأراضي السورية في المستقبل. في المقابل، أفاد وزير الخارجية الأمريكي أن قوات بلاده قد تنسحب من الأراضي السورية في حال توفرت خمسة شروط لعل أهمها الانتصار على التنظيمات المتطرفة والاتفاق على إنهاء الحرب السورية دون أن يكون الأسد طرفا في ذلك، فضلا عن احتواء النفوذ الإيراني والقضاء على أسلحة الدمار الشامل في كامل أنحاء سوريا.
وذكرت الصحيفة أن انسحاب القوات الأمريكية من الأراضي السورية أمر مستبعد نظرا لاستحالة تحقق كافة الشروط، التي ذكرها تيلرسون. من جانب آخر، لا تتمركز القوات الأمريكية بمفردها في شمال سوريا، بل أحدثت تركيا في شهر آب/ أغسطس سنة 2016 منطقة خفض توتر في شمال مدينة حلب.
وتابعت الصحيفة أن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، يخطط للبقاء في سوريا على المدى الطويل. على هذا الأساس، أنشأ البريد التركي سلسلة من الفروع في مختلف مدن شمال سوريا، فضلا عن ذلك بعثت الحكومة التركية عددا من المدارس. من جهة أخرى، تسعى الحكومة التركية إلى بسط نفوذها على محافظة إدلب، لكن الأمر يتطلب موافقة الجانب الروسي.
وبينت الصحيفة أن الجيش الإسرائيلي يحتل مكانا ضمن التراب السوري. فخلال السنوات الأخيرة، شنت القوات الإسرائيلية سلسلة من الغارات الجوية على بعض المنشآت التابعة لحزب الله. وفي حين هدد النظام السوري الجانب الإسرائيلي بالرد على ذلك، إلا أن الأمر توقف عند ذلك الحد.
وأبرزت الصحيفة أن الطائرات الإسرائيلية واصلت تحليقها في الأجواء السورية بكل حرية على الرغم من أن موسكو أحدثت نظام دفاع جوي حديث في سماء سوريا. من جهتها، لم تحرك روسيا ساكنا حيال الغارات الإسرائيلية طالما أن هذه الهجمات لا تشكل تهديدا على النظام السوري.
========================
صحيفة روسية تهلّل لقرب انتهاء الحرب السورية.. هذه بنود الحلّ
نشرت صحيفة “برافدا” الروسيّة مقالاً تحدّثت فيه عن الحلول المرتقبة للحرب الدائرة في سوريا، لافتةً إلى أنّ مشاركة دول إقليميّة في عمليّة السلام تعدّ حجر أساس في المسار الآيل لإيجاد حلّ نهائي للأزمة.
ورأت الصحيفة أنّ التغيّر الملحوظ في مواقف الفرقاء يزيد من الآمال حول اقتراب السلام في سوريا، كما أنّ المجموعات التي لم تكن تريد حتى البحث بإمكانية الجلوس سويًا على الطاولة نفسها، قَدِمت معًا الى سوتشي.
في الواقع حصلت الكثير من النقاشات، وقرّبت المحادثات الأخيرة المجموعات السورية خطوة واحدة نحو الحلّ، بحسب الصحيفة التي لفتت الى أنّ “بعض الدوائر التي كانت مرتابة من سوتشي، بدت سعيدة بأنّ المحادثات بدأت بصيغة جديّة”، وتوقعت الصحيفة أن تؤتي المحادثات الروسية التركية بثمارها سوريًا.
واعتبرت الصحيفة أنّ البيان النهائي هو أحد أهم الخطوات للحلّ في سوريا، وقالت إنّ من أبرز ما جاء في بنود الحلّ هو أنّه جرى الإتفاق على تشكيل لجنة دستوريّة تضمّ ممثلين عن النظام والمعارضة، لوضع مسودّة دستور إصلاحيّة وتمّ الإتفاق على أن يتم تمثيل النساء بنسية 30% على الأقل في الحكومة والوكالات الحكوميّة، ويجب أن تصل الى 50% بعد فترة زمنيّة.
كما جرى الإتفاق بين السوريين على توجيه دعوة للأمانة العامّة للأمم المتحدة لتعيين موفد خاص الى سوريا لمساعدة اللجنة الدستورية في عملها في جنيف.
وأوضحت الصحيفة أنّ فرنسا وبريطانيا لم تظهرا راضيتين عمّا جرى التوصل إليه، خصوصًا وأنّ روسيا هي اللاعب الرئيسي في جمع السوريين مع تركيا وإيران، وبات واضحًا أنّ روسيا ودول المنطقة تعمل من أجل السلام في سوريا.
وبحسب الصحيفة، فقد جرى التوافق أيضًا على جيش قوي، موحّد ووطني يقوم بعمله وواجباته بما يتوافق مع الدستور في سوريا، على أن تتمثّل مهام الجيش بحماية الحدود الوطنيّة والشعب من التهديدات الخارجية والإرهاب.
وأشارت الصحيفة الى العمل بين روسيا وتركيا وإيران، وقالت إنّ عملية عفرين العسكرية تجري بالتنسيق مع روسيا وتظهر كتحدٍّ للغرب وخصوصًا للولايات المتحدة الأميركية.
========================
صحيفة إيطالية: بهذه الطريقة انتقم بوتين من السوريين
الافق نيوز - نشرت صحيفة "لي أوكي ديلا غويرا" الإيطالية تقريرا تحدثت فيه عن الهجوم الذي شنه الجيش الروسي وقوات النظام السوري على محافظة إدلب شمالي سوريا، والذي راح ضحيته عدد كبير من المدنيين، على خلفية إسقاط المعارضة السورية المسلحة طائرة حربية روسية ومقتل طيارها.
ونقلت "عربي21" عن الصحيفة الايطلية:" أن الطيار الروسي رومان فيليبوف، البالغ من العمر 33 سنة، قد تعرضت طائرته من طراز سوخوي- 25 لهجوم من طرف المعارضة السورية في محافظة إدلب. وبعد اشتباكات على الأرض، فجر نفسه بقنبلة يدوية".
وحسب مصادر روسية، كانت آخر كلمات الطيار: "هذه من أجل رفاقي". ومن جهتها منحت وزارة دفاع الاتحاد الروسي لقب "بطل الاتحاد الروسي" للطيار رومان فيليبوف.
وحيال هذا الشأن، تداولت بعض المواقع التواصل الاجتماعي شريط فيديو يبين عملية إسقاط الطائرة الروسية. وفي الآونة الأخيرة، شنت القوات الروسية عددا من الهجمات استهدفت فيها معاقل المتطرفين في محافظة إدلب.
وذكرت الصحيفة أن الطائرات الروسية كثفت من غاراتها الجوية على البلدات والمدن التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة السورية في محافظة إدلب، على إثر إسقاط الطائرة الروسية. وحسب صحيفة لاستامبا الإيطالية، بلغ عدد الغارات التي شنتها القوات الجوية الروسية حوالي 150 غارة، علما بأن عدد الغارات الجوية الروسية المنفذة يوم الأحد تبلغ 70 غارة، حيث واصلت المقاتلات الروسية هجومها حتى فجر يوم التالي. ولم تستثن القوات الجوية الروسية المدنيين عند تنفيذ الهجمات العشوائية على هذه المناطق.
وذكرت الصحيفة أن الكرملين أكد أن هجماته على إدلب كانت بدافع التصدي للإرهابين، مشيرا في الآن نفسه إلى أن الغارات الروسية قد أسفرت عن مقتل 30 عنصرا من قوات المعارضة. في المقابل، تغاضت السلطات الروسية عن ذكر عدد الضحايا في صفوف المدنيين، الذين قتلوا خلال هذه الهجمات العشوائية.
وأوردت الصحيفة أنه بالتزامن مع الهجمات التي تشنها القوات الروسية في محافظة إدلب، تسعى قوات النظام السوري جاهدة لاستعادة المدينة. ومن بين المناطق التي تحاول قوات الجيش السوري السيطرة عليها، محافظة حماة وحلب الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة.
وفي إدلب، ستزداد الحرب شراسة بسبب وجود المقاتلين الفارين من تنظيم الدولة، إلى جانب مئات المقاتلين الأجانب. إلى جانب ذلك، تمتلك هيئة تحرير الشام، الذراع الأيمن لتنظيم القاعدة، قدرات عسكرية ضخمة تمكنها من خوض حرب طويلة المدى، بالإضافة إلى تواجد جبهة النصرة في إدلب.
ونقلت الصحيفة تصريحات أدلى بها مدير مركز التحليل السياسي والعسكري في معهد هدسون الأمريكي، ريتشارد ويتز، لقناة الجزيرة، الذي أكد أنه من الصعب الآن تفسير كيف تم إسقاط الطائرة الروسية. وحيال هذا الشأن، أشار ويتز إلى أن هناك بعض التقارير التي تفيد بأن الطائرة الروسية قد هوجمت بالأسلحة الرشاشة، فيما توجد معلومات أخرى تشير إلى أن الطائرة أسقطت بصاروخ "أرض جو" المحمول على الكتف.
وبينت الصحيفة أن قوات النظام السوري تسعى إلى السيطرة على مدينة سراقب، التي تعد نقطة استراتيجية على الطريق الرابطة بين دمشق وحلب. ولتحقيق هذه الغاية، تتعرض المدينة إلى قصف عنيف من قبل الجيش السوري والقوات الروسية.
وفي الختام، أوضحت الصحيفة أن قوات النظام السوري تصب كل تركيزها على استعادة محافظة إدلب التي تعد آخر معقل للمعارضة السورية، متغافلة عن التقدم الذي أحرزته القوات التركية في محافظة عفرين، علما وأن النظام السوري سبق وأعطى الضوء الأخضر لأنقرة لشن هجماتها في المدينة.
========================