الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 7/3/2018

سوريا في الصحافة العالمية 7/3/2018

08.03.2018
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
 
الصحافة الامريكية والعبرية :
  • فورين أفيرز: لماذا تدوم الحروب الأهلية لفترة أطول؟.. في سوريا وفي أماكن أخرى، القواعد الجديدة تغير وجه الصراع
http://idraksy.net/why-civil-wars-are-lasting-longer/
  • سنتر فور غلوبل بوليسي: منعطف تركي وإيراني في سورية
http://www.alhayat.com/Opinion/Writers/27849795/منعطف-تركي-وإيراني-في-سورية
  • معاريف: طائرات “سوخوي 57” في سوريا رسالة روسية لواشنطن
https://www.raialyoum.com/?p=841624
 
الصحافة الروسية :
  • يجيدنفني جورنال :سباق تسلح جديد ... يفكك روسيا
http://www.alhayat.com/Opinion/Writers/27849797/سباق-تسلح-جديد-----يفكك-روسيا
  • سفوبودنايا بريسا: الولايات المتحدة: الكرملين اجتاح الشرق الأوسط كله
https://www.raialyoum.com/?p=842002
 
الصحافة الالمانية :
  • ديرشبيغل :الغضب الأميركي: الحقيقة عن وفيات الروس في سورية
http://alghad.com/articles/2136702-الغضب-الأميركي-الحقيقة-عن-وفيات-الروس-في-سورية
  • صحيفة ألمانية: «الجوع» سلاح بشار اللاعسكرى فى الغوطة الشرقية
http://www.maر وقsralarabia.com/صحافة-أجنبية/1471633-صحيفة-ألمانية--«الجوع-»-سلاح-بشار-اللاعسكرى-فى-الغوطة-الشرقية
 
الصحافة البريطانية :
  • فايننشال تايمز: لهذا تتزايد الضغوط على اللاجئين السوريين
https://arabi21.com/story/1076635/فايننشال-تايمز-لهذا-تتزايد-الضغوط-على-اللاجئين-السوريين#tag_49219
  • الاندبندت :هل يبحث ابن سلمان وماي حل الأزمة السورية؟
http://www.aljazeera.net/news/presstour/2018/3/6/هل-يبحث-ابن-سلمان-وماي-حل-الأزمة-السورية
  • 'الجارديان'- شاحنات المساعدة تفر من الغوطة الشرقية في سوريا دون تفريغ بسبب 'العنف'!
https://www.newsa.co/اخبار-العالم/الشرق-الاوسط/20180306/الجارديان-شاحنات-المساعدة-تفر-من-الغو
  • الجارديان: روسيا تتبرأ من مسؤولية إرتكاب جرائم حرب في سوريا
http://www.nile.eg/الجارديان-روسيا-تتبرأ-من-مسؤولية-إرتك
  • ديلى ميل: أطفال سوريا يختنقون من هجمات الغاز.. وقوافل الإغاثة تضطر للمغادرة
http://www.elfagr.com/2998092
 
الصحافة التركية والفرنسية :
  • بوسطا :لندن تنشر غسيل واشنطن القذر في سوريا
http://www.turkpress.co/node/46364
  • لوموند :ماتيو ريه :الغوطة هي هذا كله... قوة ضارية ونكران حق الحياة وثقب أسود يبتلع مصائر ملايين
http://www.alhayat.com/Opinion/Writers/27849796/الغوطة-هي-هذا-كله----قوة-ضارية-ونكران-حق-الحياة-وثقب-أسود-يبتلع-مصائر-ملايين
 
الصحافة الامريكية والعبرية :
فورين أفيرز: لماذا تدوم الحروب الأهلية لفترة أطول؟.. في سوريا وفي أماكن أخرى، القواعد الجديدة تغير وجه الصراع
http://idraksy.net/why-civil-wars-are-lasting-longer/
ترجمة: آمال وشنان
تقترب الحرب السورية من عامها السابع، هي حربٌ بالوكالة. إن المعارضة المجزأة، التي تدعمها القوى الخارجية تواصل محاربة نظام الرئيس السوري بشار الأسد، الذي تدعمه إيران وروسيا وحزب الله. تركيا -حليفة الناتو- لا تدعم فقط فصائل المتمردين، بل غزت مؤخراً جزءً من شمال غربي سوريا للحصول على مدينة عفرين وإنهاء السيطرة الكردية. الأكراد -أكثر القوات موثوقية في معركة داعش- تدعمهم الولايات المتحدة. في 10 شباط / فبراير، أسقطت القوات السورية طائرة إسرائيلية من طراز F-16 بعد أن اخترقت طائرة استطلاع إيرانية المجال الجوي الإسرائيلي. وعلى الرغم من المحاولات المتعددة للتفاوض على إنهاء الأعمال القتالية، إلا أن مستوى التدخل الأجنبي في سوريا يعني أن الحرب لن تتوقف حتى تقرر الجهات الخارجية ضرورة فعل ذلك.
بالرغم من تعقد الحرب الأهلية السورية على وجه الخصوص، فهي مثال على الاتجاه العام القائل بأن الحروب الأهلية تستمر لفترة أطول، ومن المرجح أن تنتهي بنصرٍ من جانبٍ واحدٍ بدلاً من التوصل إلى تسوية تفاوضية. حدث ذلك بعد فترة وجيزة من سقوط جدار برلين حتى هجمات 11 أيلول / سبتمبر، عندما انتهت معظم الحروب الأهلية بمفاوضات، ولأول مرة في التاريخ. ما التغير الذي طرأ على هذا الاتجاه
المبادىء والبيئة الدولية:
يتأثر مسار الحروب الأهلية بالبيئة السياسية الدولية. ولكل بيئة معينة معايير محددة أو توقعات للسلوك المناسب تؤثر على قرارات صانعي السياسات. وينطبق ذلك أيضاً على حل النزاعات: ففي فترات مختلفة، يكون لدى صناع السياسات معتقدات مختلفة حول كيفية إنهاء النزاعات – بما في ذلك الحروب الأهلية – ما يؤثر بدوره على كيفية إنهائها.
لقد كانت هناك ثلاث بيئات سياسية دولية متميزة في التاريخ الحديث. الأولى، الحرب الباردة، استمرت من 1946 إلى 1989، واتسمت بالثنائية القطبية بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي. إن سقوط جدار برلين في عام 1989 يشير إلى بداية البيئة الثانية – أي الأحادية القطية الديمقراطية الليبرالية والهيمنة الأمريكية-. لقد نشأت البيئة الدولية الثالثة والحالية مع هجمات 11 أيلول / سبتمبر وبداية الحرب على الإرهاب، وتميزت بالسلطوية المتصاعدة، والتركيز المتجدد على الأمن، وزيادة التعددية القطبية.
تشكل البيئة السياسية الدولية المعايير المتعلقة بالحروب الأهلية. خلال الحرب الباردة، تنظر كل من الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي للحروب الأهلية على أنها مسابقات صفرية حيث يجب على الجانب المفضل لديهم تحقيق النصر التام. وبالفعل، كان لهذه الرؤية نتائج في العالم الحقيقي. وفي حين استمر التنافس بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي، لم يكن من المعقول أن تنتهي الحروب الأهلية في كمبوديا أو السلفادور أو موزامبيق -على سبيل المثال- بالمفاوضات، نظراً لاستثمار القوى العظمى في دعم الوكلاء المحليين لهزيمة الطرف الآخر. خلال الحرب الباردة، انتهت خمس حروب أهلية على الأقل عن طريق الانتصار وليس الاتفاق.
مع نهاية الثنائية القطبية للحرب الباردة، سعت الولايات المتحدة لبناء نظام دولي ليبرالي على أساس الديمقراطية والأسواق المفتوحة. وقد فتحت معايير الحرب الصفرية التي تم التوصل إليها من قبل الفائزين في الحرب الباردة الطريق للبحث عن حلول إجمالية في سياق الحروب الأهلية، على الرغم من أن الولايات المتحدة وحلفائها يمكن أن يضمنوا النصر للجانب المفضل لديهم، لكن سعوا بدلاً من ذلك للتوسط  في تسويات تفاوضية كطريق نحو الديمقراطية بعد انتهاء الصراع.
وكنتيجة لذلك، العديد من الحروب التي كان يمكن أن تنتهي بانتصارٍ من جانب واحد لم تحدث خلال هذه الحقبة. مثلاً الصراع في البوسنة في صيف عام 1995، كانت قوات صرب البوسنة على وشك الهزيمة من قبل جيش الاتحاد الكرواتي المسلم المدعوم من حلف شمال الأطلسي. الحلفاء التاريخيين للصرب، روسيا، كانوا يتعافون من انهيار الاتحاد السوفياتي ولم يكونوا مستعدين أو قادرين على معارضة الولايات المتحدة أو حلف شمال الأطلسي. ولكن بدلاً من السماح بهزيمة الصرب البوسنيين، رفضت واشنطن تقدم حلفائها ودفعت بدلاً من ذلك باتجاه حل توفيقي في دايتون. كما أن معظم الحروب الأهلية في هذه الفترة انتهت بنوع من المفاوضات.
غير أنه بعد أحداث 11 أيلول / سبتمبر، تغيرت البيئة مرة أخرى، شأنها في ذلك شأن المعايير السائدة. لقد واجهت الولايات المتحدة فجأة تهديد الإرهاب الدولي والتحديات التي تواجه هيمنتها من قبل الصين الصاعدة، ومؤخراً روسيا. وعلى الرغم من أن قاعدة التفاوض لم تتوقف، فقد نشأت قواعد تعويضية حول عدم التفاوض مع الإرهابيين، وهزيمة المنظمات الإرهابية عسكرياً، وإعطاء الأولوية لتحقيق الاستقرار عن طريق الديمقراطية، حتى لو كان ذلك عن طريق دعم  الحكم الاستبدادي.
في جميع أنحاء ساحات المعارك اليوم – في جمهورية أفريقيا الوسطى وجمهورية الكونغو الديمقراطية وليبيا ومالي وميانمار والفلبين وجنوب السودان واليمن – الجهات الفاعلة الخارجية تؤجج مرة أخرى جوانب مختلفة من الحروب الأهلية بهدف مساعدة أحد الجانبين ليفوز صراحةً. وتصف الحكومات المتمردين بالإرهابيين في محاولة لإضفاء الشرعية على سعيهم لتحقيق النصر الكامل، والتماس الدعم من القوى الخارجية. ومثل هذه الاستراتيجيات لم تكن مقبولة على نطاق واسع خلال فترة 1990-2001 من التحول الديمقراطي. لكن في مناطق النزاع والحروب الأهلية، أصبح من المشروع الآن محاولة هزيمة الجماعات التي وصفت بأنها إرهابية وتعزيز الحكم الاستبدادي باسم الاستقرار.
الحرب السورية الطويلة
وبالتالي فإن الحرب الأهلية السورية هي مثالٌ نموذجي -وإن كان غير مألوف- على حرب أهلية معاصرة. وقد لقي أكثر من 400 ألف شخص مصرعهم، و 5.5 مليون شخص فروا من البلاد، و 6 ملايين من المشردين داخلياً. وتقدر الأمم المتحدة أن ما لا يقل عن 13 مليون سوري يحتاجون حالياً إلى مساعدات إنسانية، أي أكثر من نصف عدد سكان ما قبل الحرب البالغ 22 مليون نسمة.
وقد  اشتعل جزءٌ كبيرٌ من الحرب بسبب أطرافٍ خارجية، وكثير منهم ملتزمون بتحقيق النصر الصفري في إطار صراع إقليمي على القوة. عندما اندلع القتال في أواخر عام 2011 وأوائل عام 2012 رداً على قمع الحكومة العنيف للاحتجاجات، سارع معارضو نظام الأسد، مثل دول الخليج وتركيا، إلى توفير الأسلحة للمتمردين، على الرغم من أنها سقطت بسرعة فيما بينها، ما ساهم في كسر المعارضة. وقد اعتبرت الولايات المتحدة التدخل المسلح في سوريا مدعوماً بتدخل قوات التحالف في عام 2011 في ليبيا. وعلى الرغم من أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما اقترب من شن ضربة عسكرية في أغسطس / آب 2013، إلا أن إدارته اختارت بدلاً من ذلك تقديم المساعدة والتدريب لمجموعات المعارضة. (تدخلت واشنطن أخيراً في خريف عام 2014، عندما بدأت في شن ضربات جوية، ولكنها ظلت تركز على داعش مع تجنب أهداف النظام).
كما تحركت إيران في وقت مبكر من الصراع لتقديم الدعم إلى الأسد، أهم حليف لها في المنطقة. ونشرت طهران عدة آلاف من جنودها في سوريا، للانضمام إلى قوات من حزبها الإقليمي، حزب الله، وساعدت النظام على تجميع الميليشيات من عشرات الآلاف من المقاتلين الشيعة الأجانب. وساعدت روسيا أيضاً نظام الأسد، بما في ذلك منذ أيلول / سبتمبر 2015، من خلال التدخل العسكري المباشر. وقد أدى هذا الدعم الخارجي إلى إطالة أمد الحرب من خلال دعم النظام في كل مرة كان على استعداد للانهيار. ونتيجة لذلك، عززت الحكومة السورية اليوم سيطرتها على الأراضي الواقعة غرب نهر الفرات. إذا استمر الصراع على طول مساره الحالي، فمن المرجح أن حكومة الأسد ستعيد السيطرة على معظم البلاد.
وقد دعت الولايات المتحدة رسمياً إلى التوصل إلى تسوية تفاوضية للنزاع، ولكن صعود تنظيم داعش في عام 2014، وتزايد بروز الجماعات الجهادية داخل المعارضة السورية، دفع واشنطن إلى قبول ضمني بحكم الأمر الواقع لنظام الأسد السلطوي. واليوم، تهتم الولايات المتحدة وحلفاؤها في المقام الأول بالهدف المحدود المتمثل في تدمير الشبكات الإرهابية. لقد حلت لغة الاستقرار ومكافحة الإرهاب محل لغة الديمقراطية. ففي كانون الثاني / يناير، على سبيل المثال، أكد وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون على أهمية ضمان أن “لا تتشكل أبداً مرة أخرى منصة أو ملاذٌ آمنٌ للإرهابيين”.
تواصل المفاوضات:
فتحت إيران وروسيا وتركيا مساراً للمحادثات الدولية التي تتماشى مع عملية الأمم المتحدة التي تدعمها الولايات المتحدة في جنيف، وفي يناير استضافت روسيا محادثات السلام في سوتشي بهدف صياغة دستور سوري جديد. ولكن حتى الآن، لم تتمكن الجهات الفاعلة الخارجية إلا من ضمان هزيمة داعش شبه الإقليمية، والوساطة في وقف إطلاق النار بين الفصائل المتحاربة الأخرى، ووضع تدابير قصيرة الأجل لتحقيق الاستقرار في الصراع وتقديم بعض الدعم الإنساني للمدنيين. والواقع أن القوى الخارجية أطالت دون شك الحرب من خلال دعم الأطراف المتعارضة والفشل في الالتفاف حول هدف التوصل إلى تسوية تفاوضية تفضي إلى تغيير النظام وإرساء الديمقراطية، كما قد تكون عليه في العقد الذي أعقب الحرب الباردة. وبدلاً من ذلك، فإنهم يتوقعون انتصاراً من جانب واحد للأسد، مما يجعل هذه النتيجة أكثر احتمالاً.
لا مفاجآت
إن الحرب الأهلية التي لا نهاية لها في سوريا توضح معايير عمل البيئة الدولية الحالية: تراجع الولايات المتحدة الليبرالية وحلفائها الذين لم يعد لديهم مصلحة في الدفع من خلال تسوية تفاوضية، والتركيز على مكافحة الإرهاب الذي دفع القوى الخارجية إلى إعطاء الأولوية لمحاربة داعش، وتركيز جديد على الاستقرار الذي دفع الولايات المتحدة وغيرها إلى قبول ضمني نظام الأسد السلطوي (أو خلفه) كمنتصر وضامن للأمن. تميل الحروب الأهلية إلى إنهاء الطريقة التي تتصورها الجهات الخارجية حول إنهاء الصراعات. وكما هو الحال مع معظم الحروب الأهلية، فإن الحرب في سوريا ستنتهي وفقاً للأفكار المعيارية للجهات الفاعلة الخارجية في البيئة الحالية، وهذا ربما يعني النصر للأسد.
‌المصدر: فورين أفيرز
الكاتب: ليزي مورجي هوارد وألكسندرا ستارك
==========================
سنتر فور غلوبل بوليسي: منعطف تركي وإيراني في سورية
http://www.alhayat.com/Opinion/Writers/27849795/منعطف-تركي-وإيراني-في-سورية
حسن حسن
النسخة: الورقية - دولي الأربعاء، ٧ مارس/ آذار ٢٠١٨ (٠٠:٠ - بتوقيت غرينتش)
قبل بدء الحرب على «داعش» في الرقة في حزيران (يونيو) الماضي، بدا أن تركيا خسرت نفوذها في النزاع السوري. وكانت قوة الأكراد يومها تبرز، في وقت كانت قوة حلفاء أنقرة من الثوار السوريين تنحسر في شطر راجح من بلدهم. ولكن اليوم، الكفة تميل أكثر إلى تركيا وحلفائها. ففي الشهر الماضي، شنت أنقرة عملية عسكرية ترمي إلى طرد ميليشيات «وحدات حماية الشعب»، وهذه الميليشيات هي الجناح المسلح لحزب «الاتحاد الديموقراطي» الكردي، من عفرين في شمال غرب سورية. وترى تركيا أن الحزب هذا وميليشيات «وحدات حماية الشعب»، وثيقا الارتباط بـ «حزب العمال الكردستاني». وطوقت القوات التي تقودها تركيا عفرين. وإلى اليوم، أفلحت في طرد وحدات حماية الشعب من شطر راجح من الأراضي الواقعة على حدودها الجنوبية، فيما خلا مناطق شمال شرق سورية الواقعة تحت حماية أميركا.
وبلغت أنقرة أحد أهداف عمليتها في عفرين: إنشاء حزام أمني على طول الحدود في مقدورها توسيعه إلى داخل الأراضي السورية. ويقضي الهدفان الثانيان بحمل «وحدات حماية الشعب» على تسليم مقاليد عفرين وحمل أميركا، وهي أكبر داعمي هذه الميليشيات الكردية، على تقويض قوة الميليشيات الكردية في شمال شرقي سورية. وعلى رغم أن تركيا لم تبلغ ما تصبو إليه بَعد، إلا أنها تقترب من إحراز النجاح. وتقول مصادر أميركية وسورية أن مسؤولين أميركيين طمأنوا تركيا إلى التزامهم خطوات تقليص هيمنة الأكراد على «قوات سورية الديموقراطية» في شمال شرقي سورية. وتبتعد وزارة الخارجية الاميركية والبيت الأبيض من المساعي الكردية إلى تقويض المصالح التركية في سورية. ولا يستخف بتوجيه روسيا مؤشرات طمأنة إلى تركيا. فمن دون موافقة موسكو لما وسع أنقرة شن عملية عفرين. ومصادر سورية مطلعة على المفاوضات التركية– الروسية، تقول إن موسكو تعاونت مع أنقرة للوصول إلى تفاهم مع «وحدات حماية الشعب». فعلاقات روسيا بهذه الوحدات وثيقة في عفرين، الكانتون الكردي الوحيد خارجة مظلة حماية الائتلاف الذي توجه دفته أميركا. وفي المفاوضات مع «وحدات حماية الشعب»، اقترحت روسيا السماح لقوات الحكومة السورية وضع اليد على عفرين. فيمسك الجيش السوري، وليست الميليشيات الكردية، بمقاليد الأمور على الحدود السورية– التركية. وقالت موسكو إن اقتراحها هذا هو البديل عن اجتياح تركي، وهذا لا ترغب فيه قوات حماية الشعب ولا الحكومة السورية. والاتفاق المقترح يسلّم قوات النظام مفاتيح مدينة استراتيجية، على مقربة من جيوب الثوار، من دون إطلاق رصاصة واحدة.
ولكن سورية وإيران رفضتا الاقتراح الروسي، ويترتب عليه الصدوع بالخطوات التركية على الحدود والإقرار بأنها أمر واقع. ولذا، اختارت طهران ودمشق إبرام اتفاق لا ينزع فتيل العداء بين عفرين، من جهة، وبين تركيا والثوار، من جهة أخرى. واتفقت طهران و «قوات حماية الشعب» ودمشق على دخول ميليشيات شيعية تدعمها إيران إلى عفرين، عوض القوات الحكومية. واحتفت وسائل إعلام سورية وموالية لـ «حزب الله» بالخطوة.
وبعد يومين، أعلن قائد وحدات حماية الشعب في حلب أن أبرز الأحياء الكردية في شمال حلب، وقعت في يد النظام، وعزا هذه الخسارة إلى انشغال قواته بــ «مقاومة القرن» (أبرز حركة مقاومة في القرن الحادي والعشرين)، على قوله، في عفرين.
ولم يتضح بَعد إذا ما كانت سيطرة النظام على منطقة الشيخ مقصود في حلب، حلقة من حلقات اتفاق عفرين. وإذا كانت هذه السيطرة فعلاً من بنات اتفاق عفرين، وسع المراقب فهم لماذا اختار النظام اتفاقاً يلائم مصالحه أقل من الاتفاق الذي سعت اليه موسكو، ويرمي إلى تسليم دمشق مقاليد عفرين.
ويترتب على دخول عفرين ميليشيات إيرانية الولاء، عوض القوات التي ترعاها روسيا، مترتبات تؤثر سلباً في حسابات تركيا وأميركا. فقبل شن عملية عفرين، كانت «وحدات حماية الشعب» مقربة من روسيا، على خلاف حالها اليوم. ويبدو أنها وقعت في أحضان إيران. وإحكام تركيا الطوق على عفرين هو إنجاز كبير يخلف أثره في علاقات أنقرة بالثوار السوريين. فإلى وقت قريب، كانت أنقرة ترى أن الفائدة المرجوة من قتال هؤلاء الثوار الأكراد، قليلة. ولكن مع سلك دمشق منحى أكثر عدائية في عفرين، قد تتغير نظرة تركيا إلى الثوار السوريين، وترى أن لا غنى عنهم في قتال الأكراد.
وكانت القوات التركية تقدمت في جرابلس والباب في 2016، وعزلت الكانتونات الكردية في شمال غربي سورية وشمال شرقها. وكانت أنقرة ترى أن عودة النظام إلى المناطق التي يغلب عليها الكرد تقطع الطريق على سعي «وحدات حماية الشعب» إلى إدارة ذاتية. ولكن التطورات الاخيرة قد تحمل تركيا على الاعتماد على الثوار اعتماداً طويل الأمد لدحر الأكراد. ولا يفاقم النزاع التركي– الكردي المتواصل الفصول توتر علاقات واشنطن بأنقرة فحسب. فهو يفاقم، كذلك، العثرات أمام الاستراتيجية الاميركية الرامية الى مكافحة داعش ودحر النفوذ الإيراني في سورية. والتباين بين أنقرة وواشنطن يُقرّب الأولى من موسكو. وفي وقت تميل «أداة» واشنطن اليتيمة لمكافحة «داعش»، إلى إيران، تتعاظم قدرة الأخيرة على تقويض النفوذ الأميركي في سورية.
 
* باحث في «تحرير إنستيتيوت فور ميدل إيست بوليسي، عن «سنتر فور غلوبل بوليسي»، 27/2/2018، إعداد منال نحاس
==========================
معاريف: طائرات “سوخوي 57” في سوريا رسالة روسية لواشنطن
https://www.raialyoum.com/?p=841624
قالت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية إن الطائرات الحربية الأكثر تطوراً لدى سلاح الجو الروسي سوخوي 57، والتي تعتبر أيضاً أنها الرد الروسي للطائرات المراوغة الأميركية F35 غادرت سوريا في الأيام الماضية.
وبحسب الصحيفة فإنّ التقديرات الإسرائيلية تشير إلى أنّ الهدف من وضعها كان على نحو أساسي رسالة إلى الأميركيين، كجزء من حملة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي شدد أخيراً من خطه إزاء واشنطن، وليس رسالة أو خطوة موجهة ضد اسرائيل.
ولفتت الصحيفة إلى أنّه “يمكن رؤية أن الطائرات المقاتلة الحديثة مكثت في سوريا فترة زمنية قصيرة جداً ووجودها كان ظاهراً تماماً، لم تكن هناك محاولة لإخفاء وصولها إلى سوريا إنما العكس”.
وكان وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو قال سابقاً إنّ المعلومات حول إرسال طائرات من الجيل الخامس “سو- 57” إلى سوريا صحيح، مضيفاً “يمكنني التأكيد أن التجارب جرت بشكل ناجح، وقد عادت الطائرتان إلى البلاد قبل أسبوع”.
وأكّد شويغو على أن روسيا تعوّل على إكمال اختبار طائرة “سو- 57” في العام الجاري، وأنّ ذلك سيكون “مفاجأة أخرى لزملائنا”.
==========================
الصحافة الروسية :
يجيدنفني جورنال :سباق تسلح جديد ... يفكك روسيا
http://www.alhayat.com/Opinion/Writers/27849797/سباق-تسلح-جديد-----يفكك-روسيا
ألكسندر غولتس
الحياة
ينظر كثر إلى رسالة الرئيس الروسي، فلادمير بوتين، الانتخابية في كلمته السنوية إلى الجمعية الاتحادية (البرلمان ومجلس الشيوخ)، على أنها حادثة تاريخية تضاهي أهميتها خطاب ونستون تشرشل، رئيس الوزراء البريطاني، في فولتون. وخطاب بوتين هو في مثابة إعلان «حرب باردة» جديدة. وبناء على هذه الرؤية، لا تقوم قائمة لما قاله بوتين في الجزء الأول من خطابه: الإغداق بوعود الازدهار الاقتصادي غير المسبوق، ورفع مستوى المعيشة، وتطوير الطب والتعليم، هذا كله لن يتحقق.
فالرئيس الروسي كرّس النصف الثاني من خطابه لإعداد مواجهة عسكرية مع الغرب، وفي المقام الأول مع الولايات المتحدة. وكشف بوتين عن أنواع كثيرة من الأسلحة الفائقة التطور والتقدم. وعلى ما يبدو بلغت الأسلحة هذه مرحلة الإنتاج الضخم والمتسلسل، وأعلن بوتين أن هذه الأسلحة تفوق تطوراً كل ما يملكه الأعضاء الآخرين في النادي النووي. وعلى قوله بوتين، صنعت موسكو صاروخاً ثقيلاً جديداً من طراز «سارمات» من غير قيود على مداه، أي مطلق المسافات، ويمكن أن يبلغ هدفه (الأراضي الأميركية من غير شك أو حاجة الى التحديد) عبر القطب الشمالى والجنوبي. ولكن هذا الصاروخ الذي يبلغ وزنه 200 طن، والقادر على إيصال عشرات الرؤوس النووية إلى الهدف، هو أقرب إلى لعبة مقارنة بسلاح جديد آخر. ويبدو أن روسيا صنعت صاروخ كروز يعمل على الطاقة النووية، قادر كذلك على الوصول إلى أي مكان، وتغيير المسار. وصنعت كذلك الصاروخ الأسرع من الصوت من طراز «الخنجر»، الذي يطير بسرعة 10 أضعاف سرعة الصوت على مدى أكثر من 2000 كيلومتر، ويستطيع المناورة في جميع مراحل الرحلة. وقال بوتين إن المنظومات المجهزة بهذا الصاروخ بدأت اختباره في المنطقة العسكرية الجنوبية. كما لم يخف الرئيس الروسي حماسته حين أماط اللثام عن امتلاك بلاده صواريخ كروز من طراز «أفانغارد». والصواريخ هذه أسرع من الصوت، وتطير محاطة بنوع من «شرنقة من البلازما».
ولكن يرجح ألا يسأل أولئك الذين تعصف بهم الحماسة العسكرية أنفسهم سؤالاً بسيطاً: لماذا تحدث رئيس البلاد في الجزء الأول من خطابه عن خطر التخلف التكنولوجي الروسي، في حين أظهر الجزء الثاني من خطابه أن بلادنا أنجزت فعلاً عدداً من الإنجازات التكنولوجية غير المسبوقة؟ وفي الاحوال كلها، لا يخفى الغرض الرئيسي من الرسالة البوتينية الانتخابية: تقييد الحماس العسكريتاري وإسماعه ما يريد، وطمس كل الأسئلة المزعجة عن الفقر الروسي، وعن مقتل المرتزقة الروس في سورية بالنيران الأميركية. ومن غير المستبعد أن يكون إعلان بوتين هو تعويض عن العار السوري. وربما، على هذا المنوال تدار، اليوم، السياسة الخارجية، وكأنها تحتكم إلى معيار واحد: «عليك أن تحبني وإلا ضربتك (قصفتك)». وإذا كانت الامور تسير على المنوال هذا، فحري بوزير الخارجية الروسية، لافروف وموظفيه الانتقال إلى خدمة وزير الدفاع، الجنرال سيرغي شويغو، والصدوع بأوامره. ولا عجب أن فلاديمير بوتين توعد «الشركاء الغربيين» بإطلاعهم على القدرات العسكرية الروسية الجديدة. ويا له من أداء ممتاز للديبلوماسيين الروس - الانخراط في التخويف!
وثمة بعض ما يدعو إلى التشكيك في تصريحات بوتين الحماسية. فعلى سبيل المثل، من المعروف أن تصنيع «سارمات» يواجه بعض الصعوبات. ففي التقارير والمعلومات المفتوحة غير السرية، دار الكلام على اختبارات جزئية للصاروخ. وموسكو وواشنطن ملزمتان تبادل المعلومات حول إطلاق الصواريخ، ولن تفوت الأميركيون لحظة إطلاق «سارمات». ولذا، يتوقع، في القريب العاجل، أن يعرف كبار المسؤولين في واشنطن، على وجه التمام، مدى توافق تصريحات بوتين مع واقع الامور. أمّا حول صواريخ كروز العاملة على محركات بالطاقة النووية، فلا معلومات موثقة عنها. وليس أمامنا سوى التأكد اذا لم يبادر الحرفيون في وزارة سيرغي شويغو إلى اقتباس فكرة الصواريخ هذه من ألعاب الكمبيوتر، على ما فعلت أكثر من مرة البروباغندا الروسية العسكرية.
وقبل سنوات قليلة، وفي إحدى اجتماعات رئيس الدولة مع الجيش، تسربت بعض المعلومات عن تصنيع «ستاتوس- 6». وفي المشاهد التي أظهرتها قنوات تلفزيونية، ظهر رسم لهذا الجهاز الذي يحمل أسلحة نووية تحت الماء. حينها استنتج الخبراء أن هذا «سلاح يوم القيامة». وقيل إن إطلاقه سيتزامن مع هجوم نووي على روسيا ليدمر السواحل الغربية والشرقية الاميركية. ومثل هذا السلاح هو مرآة تفكير فلاديمير بوتين ومحيطه.
والشرح الطويل الذي قدمه بوتين لتسويغ صنع هذا السلاح الرائع بالقول أنه رد على الغدر الأميركي وخروجهم من معاهدة الصواريخ الباليستية الدفاعية قبل 16 عاماً، لا صلة له بالواقع. فلماذا لم يحل هذا الغدر الأميركي دون توقيع روسيا معاهدتي الحد من الأسلحة الاستراتيجية، ولماذا يقدم الكرملين على مثل هذه الخطوة إذا كان يشتبه بغدر «الشركاء» ومحاولتهم تحقيق التفوق الكلي؟ ويقول علماء ثقة أن نظام الدفاع الصاروخي الأميركي في شكله الحالي غير قادر على اعتراض الصواريخ الروسية. فالسلاح الأميركي المضاد للصواريخ أبطأ من الصواريخ الاستراتيجية الروسية ولا يمكنه اللحاق بها. وليس خروج الأميركيين من معاهدة الصواريخ الباليستية سوى ذريعة لتهديد الغرب. وجليّ أن القائد العام للقوات الروسية تورط في لعبة البروباغندا هذا. وحالما ترى الولايات المتحدة أن التهديد البوتيني جدي، ستسارع إلى تطوير وانتاج كميات كبيرة من الأسلحة. فتضطر موسكو إلى الرد. والحق يقال إن عواقب سباق التسلح السابق، جلية: فهو أدى إلى تفكك الاتحاد السوفياتي وانفراط عقده. ويبدو أن لا أمل للروس في تقاضي الزيادة الموعودة في مبالغ الرعاية الاجتماعية، وجل ما في متناولهم هو متعة اختيار أسماء صواريخهم الفتّاكة.
* خبير عسكري، عن موقع «يجيدنفني جورنال» الروسي، 1/3/2018، إعداد علي شرف الدين
==========================
سفوبودنايا بريسا: الولايات المتحدة: الكرملين اجتاح الشرق الأوسط كله
https://www.raialyoum.com/?p=842002
تحت العنوان أعلاه، كتب أنطون تشابلين، في “سفوبودنايا بريسا”، عن نظرة أمريكا إلى انتصار روسيا في سوريا، والحديث عن التفوق الروسي لأول مرة.
وجاء في المقال: نشرت مجلة الجيش الأمريكي Military Review مقالة تحليلية افتتحت بعبارة “حققت روسيا انتصارا في سوريا”، وضعها مايكل كوفمان، مدير البرامج البحثية حول روسيا في المركز التحليلي لمؤسسة CNA Corporation، والباحث في مركز ويلسون، بالتعاون مع ماثيو روجانسكي، مدير معهد كينان بمركز وودرو ويلسون بواشنطن، وهو نائب مدير برنامج “روسيا-أوراسيا” سابقا، ويعمل الآن في السفارة الأمريكية في كييف.
وكتب كوفمان وروجانسكي أن روسيا “حققت على الأقل انتصارا جزئيا في سوريا” وفعلت ذلك بـ “فعالية لافتة ومرونة وتنسيق بين الإجراءات العسكرية والسياسية”. أما الدول الأعضاء في تحالف الناتو- الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية والأردن، فيخلص المؤلفون إلى أنهم تعرضوا للهزيمة، بوقوفهم ضد التحالف الذي تقوده روسيا في الحرب السورية.
استخدمت روسيا سوريا كمنصة لاستعراض أفضل أسلحتها: على وجه الخصوص، المقاتلات متعددة الأغراض الثقيلة سو30SM ، والقاذفات الاستراتيجية تو 95MS  وتو 160؛ والصواريخ البالستية القصيرة المدى إسكندرM ؛ وصواريخ باستيونالمضادة للسفن؛ وصواريخ كاليبر المجنحة
وفي الصدد، يقول الباحث في مركز مشكلات القوقاز والأمن الإقليمي بمعهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية، نيقولاي سيلايف، لـ”سفوبودنايا بريسا”:
في رأيي، كوفمان و روجانسكي، ببساطة، يراقبان عن كثب ما يحدث في سوريا وحولها. على الرغم من أنني لم أكن لأتسرع في الحديث عن النصر: فأولا، علينا التأكد من أن التسوية السياسية لا رجعة عنها، وأن النظام الجديد في سوريا مقبول من الجيران، وأن زيادة وزن روسيا في الشرق الأوسط مضمون باتفاقات ملموسة وعقود ووجود اقتصادي وسياسي طويل الأجل، وأن المنطقة نفسها بدأت تتطور بشكل مطرد.
كما نقلت الصحيفة رأي رئيس سليمانوف، الباحث في معهد الاستراتيجية القومية ورئيس تحرير مجلة “العالم الإسلامي”، حول ما جاء في مقال  Military Review، حيث قال:
في هذه الحالة لدينا حقيقة واقعة: ساعدت مشاركة روسيا في الحرب في سوريا في بقاء حكومة بشار الأسد في السلطة. حساب الإطاحة به في وقت مبكر… تبين أنه غير صحيح، وموسكو عززت مكانتها في الشرق الأوسط، وبات واضحا للجميع، أنه لا بد من أخذها في الحسابات. لذلك، وصل المحللون الأمريكيون إلى نتيجة موضوعية: ففي أن يعتبر بشار الأسد حتى الآن حاكما شرعيا، وليس، على سبيل المثال، الجيش السوري الحر، إنجاز روسي لا ريب فيه. (روسيا اليوم)
==========================
الصحافة الالمانية :
ديرشبيغل :الغضب الأميركي: الحقيقة عن وفيات الروس في سورية
http://alghad.com/articles/2136702-الغضب-الأميركي-الحقيقة-عن-وفيات-الروس-في-سورية
كريستوف رويتر - (ديرشبيغل) 1/3/2018
ترجمة: علاء الدين أبو زينة
يُزعم أن المئات من الجنود الروس ماتوا بسبب الضربات الجوية الأميركية في بداية شباط (فبراير). لكن تقارير "ديرشبيغل" تُظهر أن الأحداث كانت مختلفة جداً على الأرجح.
 *   *   *
عندما يتعلق الأمر بالشتم، فإن هذا الرجل لا يتورع عنه. و"ابن عاهرة" هي ألطف شتيمة تخرج من فم عضو الميليشيا الذي يشتعل غضباً بسبب الجحيم الذي صنعته غارة جوية أميركية استمرت ساعات على مدينة دير الزور الجنوبية الشرقية. وحتى بينما ما يزال الدخان يتصاعد من عربات الدفع الرباعي المحترقة من حولهم، جاء هو وخمسة رجال آخرين لإخراج جسد ممزق لواحد من رفاقهم المقاتلين من الجمر المتوهج لبناية مقصوفة.
يأتي هذا المشهد في شريط فيديو مدته دقيقتان لميدان المعركة، والذي صوره أحد المقاتلين بعد ظهر يوم 8 شباط (فبراير) بعد ساعات من العاصفة النارية، وقدمه لهذه المجلة ولموقع "فرات بوست"، الموقع الإخباري يقدم تغطية إخبارية للمنطقة. والشريط هو أول توثيق مصور لواحدة من أكثر المعارك غموضاً حتى الآن في هذه الحرب متزايدة التعقيد.
في البداية، أعلن الجيش الأميركي يوم 8 شباط (فبراير) أنه هاجم "قوات موالية للنظام" تابعة لبشار الأسد في مدينة دير الزور الجنوبية الشرقية، بهدف إحباط هجوم على قاعدة تابعة لقوات سورية الديمقراطية ذات القيادة الكردية، والمتحالفة مع الأميركيين. وقالت الولايات المتحدة إن قوات موالية للأسد هاجمت قاعدة قوات سورية الديمقراطية بالدبابات وقذائف الهاون. وذلك، أطلقت القوات الأميركية النار رداً على الهجوم، وزعمت أنها قتلت "أكثر من 100" من المقاتلين فيما وُصِف بأنه عمل للدفاع عن النفس.
ولكن، مَن كان بالضبط هؤلاء المهاجمون؟ وما الذي حدث فعلاً في تلك الليلة في القرى الصغيرة نصف المهجورة على الضفة الشرقية لنهر الفرات؟ هل أهلكت القنابل الأميركية قوات روسية؟ بل هل كان الهجوم عرضاً مبكراً لمناوشات قادمة بين الأميركيين والروس؟
أمضى فريق من "ديرشبيغل" أسبوعين في إجراء مقابلات مع أناس كانوا شهوداً على المعركة أو مشاركين فيها. كما تحدث الفريق أيضاً مع أحد الكوادر في المستشفى الوحيد في دير الزور، وكذلك مع موظف في المطار العسكري المحلي، في محاولة للحصول على صورة واضحة لما حدث بالضبط خلال المعركة التي استمرت ثلاثة أيام.
دعمت الروايات بشكل عام بعضها بعضاً وكانت الصورة التي ظهرت للأحداث متعارضة مع التقارير التي صدرت عن وسائل الإعلام الروسية والدولية.
عند الساعة الخامسة صباحاً، يوم 7 شباط (فبراير)، حاول نحو 250 مقاتلا العبور من الضفة الغربية لنهر الفرات إلى ضفته الشرقية باستخدام جسر عسكري مؤقت عائم. وضم هؤلاء المقاتلون أعضاء من ميليشيات قبيلتين، البكارة والبوحمد، الذين يقاتلون مع نظام الأسد بدعم إيراني؛ وجنوداً من الفرقة الرابعة في الجيش السوري؛ ومقاتلين أفغاناً وعراقيين من كتيبتي "الفاطميون" و"الزينبيون"، اللتين تقاتلان تحت قيادة إيرانية. وروى مقاتل من الفرقة الرابعة أن الوحدات أمضت أسبوعاً في التجمع على أرض المطار العسكري. ويقول شهود إنه لم يشارك أي مرتزقة روس في محاولة عبور النهر.
كان الأميركيون والروس قد اتفقوا في العام الماضي على جعل نهر الفرات خط "فض اشتباك". وحسب الاتفاق، تكون قوات الأسد وحلفاؤها غرب النهر، في حين تسيطر على ضفته الشرقية قوات سورية الديمقراطية تحت حماية الأميركيين. ويشكل الجانب الشرقي موطناً لسلسلة من حقول الغاز الطبيعي المنتِجة والمعروفة عموماً باسم حقل "كونيكو".
وهكذا، نظر الأميركيون على الضفاف الشرقية إلى التقدم على أنه هجوم، وأطلقوا سلسلة من الطلقات التحذيرية في اتجاه الجسر العائم. ولم يُصب أحد وانسحب المهاجمون.
لكنهم لن يستسلموا. وبعد فترة طويلة من حلول الظلام، عبر نحو ضعف عدد الرجال من المجموعة نفسه جسراً مؤقتاً آخر على بعد بضعة كيلومترات إلى الشمال، قريباً من مطار دير الزور العسكري. وقادوا مركباتهم من دون إضاءة المصابيح ليمنعوا المسيّرات الأميركية من اكتشافهم. وعندما لم يتم اكتشافهم هذه المرة، تمكنوا من الوصول إلى قرية مراط على الجانب الشرقي من النهر. وعندما تقدموا أبعد إلى الجنوب حول الساعة العاشرة مساءً، في اتجاه قاعدة قوات سورية الديمقراطية في خشام، فتح الأميركيون الذين تتمركز قواتهم الخاصة هناك أيضاً، النار مرة أخرى. ولم تكن طلقات تحذيرية هذه المرة. وقالت الولايات المتحدة في تصريح لمحطة "سي. إن. إن"، إنه بعد "أن سقطت ما بين 20 و30 من قذائف المدفعية والدبابات على بعد 500 متر" من مقرات قوات سورية الديمقراطية، فإن قوات التحالف "استهدفت المعتدين بمزيج من الضربات الجوية وقصف المدفعية".
لكن ذلك كان وصفاً ملطفاً لما حدث. لأنه حول الوقت نفسه تقريباً في وقت متأخر من تلك الليلة، جاءت مجموعة أخرى من أفراد ميليشيات القبائل السورية والمقاتلين الشيعة من قرية طابية إلى الجنوب وهاجمت قاعدة قوات سورية الديمقراطية أيضاً. ورد الأميركيون بكل ترسانتهم التدميرية. واستخدموا الطائرات المسيرة المسلحة بالصواريخ، والمروحيات الهجومية، وطائرات (إيه-سي 130) الثقيلة التي تلقب "قوارب المدفعية"، والتي أطلقت نيرانها على الأرض والصواريخ والمدفعية.
أعقب تلك الضربة في الليل هجوم شُن في الصباح التالي على مجموعة من ميليشيات القبائل في طابية، والتي كانت قد عادت فقط لاستعادة الجثث. وفي يوم 9 شباط (فبراير)، هوجمت مرة أخرى وحدة من نفس المقاتلين، والتي ظهرت على الجانب الشرقي من النهر.
نسخة مختلفة من الأحداث
كان الهجوم الليلي الثاني من قرية طابية هو الذي أثار في الأساس نوبة الغضب الأميركية، كما قال رجلان ينتميان إلى ميليشيا الباقر من قبيلة البركة. لأنه بالإضافة إلى خط فض الاشتباك، كان هناك اتفاق ثان سمح ببقاء ما يصل إلى 400 من المقاتلين الموالين للأسد، والذين ظلوا على الضفة الشرقية من نهر الفرات في أعقاب معركة العام 2017 ضد "داعش" -على الأقل طالما لا يتواجد أكثر من 400 منهم ويظلوا مسالمين. لكن هذا بالضبط هو ما لم يعد واقع الحال.
من بين أولئك المتمركزين في طابية كانت مجموعة صغيرة من المرتزقة الروس. لكن المصادر من مجموعتي الميليشيات قالت إنهم لم يشاركوا في القتال. ومع ذلك، كما قالوا، فقد ما بين 10 و20 منهم حياتهم. وقالت إن ما زاد مجموعهم عن 200 من المهاجمين لقوا حتفهم، بمن فيهم نحو 80 جندياً سورياً من الفرقة الرابعة، ونحو 100 من العراقيين والأفغان ونحو 70 من مقاتلي القبائل، معظمهم من ميليشيا الباقر.
حدث الأمر كله في الليل، وأصبح الوضع معقداً بشدة عندما دخل المقاتلون من طابية المعمعة. وسوف يقول عامل في المستشفى الرئيسي الوحيد في دير الزور لاحقاً إن نحو عشرة من الجثث الروسية تم تسليمها للمستشفى. وفي الأثناء، كان موظف في المطار شاهداً في وقت لاحق على تسليم الجثث التي جُلبت في شاحنتي تويوتا صغيرتين إلى طائرة نقل روسية منتظرة، والتي طارت بعد ذلك إلى القامشلي، إلى مطار بجانب الحدود السورية في الشمال.
في الأيام التي تلت ذلك، سوف يتم الكشف عن هوية الروس الذين قتلوا -في البداية هوية ستة ثم تسعة في نهاية المطاف. وقد تحقق من هويات ثمانية منهم فريق الاستخبارات حول النزاعات، وهو منصة استقصائية روسية، وأعلنت هوية آخر إذاعة "إيكو موسكو". وكانوا كلهم يعملون لدى شركة المرتزقة الخاصة "إيفرو بوليس" التي يشار إليها في كثير من الأحيان بالاسم الحربي لرئيسها: "فاغنر".
مع ذلك، في الوقت نفسه، جذبت نسختان مختلفتان تماماً من الأحداث الانتباه -واللتان نشرهما في البداية القوميون الروس مثل إيغور "ستريلكوف" غيركن، ثم آخرون مرتبطون بوحدة فاغنر. ووفقاً لهذه الروايات، فإن عدداً أكبر بكثير من الروس قتلوا في المعركة -100، 200، 300 أو حتى 600. وقيل إن وحدة كاملة قد أزيلت من الوجود وإن الكرملين أراد التغطية على ذلك. بل إن تسجيلات ظهرت لمقاتلين مزعومين بدا أنهم يؤكدون هذه الخسائر الفادحة.
كانت تلك نسخة بدت مقبولة جداً حتى أن وكالات الأنباء الغربية، مثل رويترز وبلومبيرغ، التقطتها. وبدت حقيقة أن الحكومة في موسكو لم ترغب في البداية تأكيد أي وفيات ثم تحدثت عن خمسة "مواطنين روساً" قتلوا، ثم لاحقاً -وبضبابية- عن "عشرات من الجرحى" الذين مات بعضهم، بدت وأنها تجعل الأحداث تبدو أكثر مصداقية فحسب. وكان هذا هو واقع الحال بشكل عام. فبعد كل شيء، عندما ينكر الكرملين شيئاً في الحرب السورية، أو عندما يعترف الروس به جزءاً جزءاً، فإنه ربما يكون دقيقاً. وإلى جانب ذلك، يميل الروس إلى التقليل من حجم  خسائرهم في سورية باستمرار.
"سوء حظ التواجد في المكان الخطأ في الوقت الخطأ"
كانت العلاقات بين المرتزقة الروس في سورية -الذين يعتقد أن هناك أكثر من 2.000 منهم- وحكومة موسكو متوترة منذ بعض الوقت. ويزعم المقاتلون أنه يتم استخدامهم للاستهلاك في الحرب، ويتم الإبقاء عليهم هادئين ويتلقون أجوراً قليلة. وبذلك، فإن اتهامهم الكرملين الآن بمحاولة التغطية على حقيقة أن روساً قتلوا -على يد الأميركيين، من بين كل الناس- إنما يضرب حكومة الرئيس فلاديمير بوتن في نقطة ضعيفة: مصداقيتها.
المصادر الوحيدة التي يمكن التحقق منها حول القضاء على مئات الروس هي الصور والفيديوهات التي تنتشر على الإنترنت أو المعلومات المستقاة من المصادر الروسية التي تم تمريرها إلى الصحفيين الغربيين. وتظهر بعض الفيديوهات لقطات من شرق أوكرانيا تمت معالجتها لاحقاً، أو حتى عرض نسخة تجريبية "ديمو" للعبة فيديو والتي أظهرها بوتين شخصياً لمخرج هوليوود، أوليفر ستون، كدليل مزعوم على هجوم روسي على قافلة لـ"داعش".
الوضع على الأرض بين خشام وطابية على الضفة الشرقية من الفرات، والذي وصفه نصف دزينة من الشهود الذين كانوا جزءاً من الأحداث، لا يؤكد مشاركة المرتزقة الروس في الهجوم، أو حتى أهم انضموا إلى القتال من الأساس. وينحدر أحمد رمضان، الصحفي الذي أسس موقع "فرات بوست" ثم هاجر منذ ذلك الحين إلى تركيا، من قرية طابية. ويقاتل أحد معارفه مع ميليشيا الباقر، وقد صوّر مقطع فيديو من موضع القصف. ويقول: "لو أنه كان هجوماً روسياً، وفيه الكثير من القتلى الروس، لكنا قد أبلغنا عن ذلك. لكنه لم يكن كذلك. لقد صادف الروس في طابية سوء حظ التواجد في المكان الخطأ في الوقت الخطأ فحسب".
==========================
صحيفة ألمانية: «الجوع» سلاح بشار اللاعسكرى فى الغوطة الشرقية
http://www.maر وقsralarabia.com/صحافة-أجنبية/1471633-صحيفة-ألمانية--«الجوع-»-سلاح-بشار-اللاعسكرى-فى-الغوطة-الشرقية
أحمد عبد الحميد 06 مارس 2018 23:30
تحت عنوان "الجوع سلاح لا عسكرى فى سوريا"، نشرت صحيفة "تاجيس شاو" الألمانية، تقريرًا حول معاناة المدنيين بمنطقة "الغوطة الشرقية" بسوريا.
وأوضحت الصحيفة أن  قافلة الإغاثة الأولى قد أنهت مهامها منذ بدء الهجوم في المدينة بسبب استمرار قصف المنطقة.
وأشارت إلى أن المعركة فى سوريا هى معركة لصنع القرار في المنطقة، تتداخل فيها تحالفات دولية على حساب المدنيين، مضيفة أنه رغم توقف إطلاق النار حاليًا على المدنيين، إلا أن جيش بشار الأسد"، يستخدم سلاح "التجويع"، كوسيلة أخرى لإخضاع سكان المناطق المحاصرة، ونادرا ما يسمح لهم بإغاثات مدنية.
وقال وائل علوان، المتحدث باسم الثوار في الغوطة الشرقية، ومقره اسطنبول، إن سكان الغوطة محاطين بالموت فى كل مكان، إما بالقنابل أو المجاعة.
وأضاف التقرير، أنه بالرغم من أن معظم سكان الغوطة الشرقية "مدنيون"، يبرر النظام حملته الوحشية في الغوطة الشرقية بمواجهة إرهاب نابع من تنظيم القاعدة.
وتعرض مسلحون من المنطقة المحيطة لقذائف الهاون.  وخلال الأشهر القليلة الماضية لقى أكثر من 120 شخصًا مصرعهم.
وشرح أحد الخبراء عبر التليفزيون السورى استراتيجية نظام بشار  بالنسبة للغوطة الشرقية، مشددا على أن الحل العسكري هو الخيار الوحيد.
من جانبه، قال بشار الأسد الأحد الماضي إن  الهجوم العسكرى سيستمر، ولكنه يمتثل لقرار وقف إطلاق النار الذى سعت إليه روسيا.
بيد أن العديد من التقارير أفادت أن قوات الأسد تنتهك وقف إطلاق النار بصورة مستمرة.
==========================
الصحافة البريطانية :
فايننشال تايمز: لهذا تتزايد الضغوط على اللاجئين السوريين
https://arabi21.com/story/1076635/فايننشال-تايمز-لهذا-تتزايد-الضغوط-على-اللاجئين-السوريين#tag_49219
نشرت صحيفة "فايننشال تايمز" تقريرا لكل من لورا بيتيل في أنقرة وآسر خطاب وإريكا سولمون في بيروت، نقلوا فيه شكوى وتذمر الناس في البلدان المضيفة من اللاجئين السوريين، بعد أن طال بهم المقام.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن ثاقب أويار أعطى صوته للرئيس التركي رجب طيب أردوغان في الانتخابات التركية الأخيرة، لكنه اليوم غاضب على الرئيس، حيث أن أويار، الذي يعمل حجارا، يعيش في منطقة ألتينداغ الفقيرة في أنقرة، ويشكو من العدد الكبير من اللاجئين السوريين الذين يعيشون في المنطقة، ويقول "إنها تشبه حلب هناك"، مشيرا إلى منطقة بعد إشارات المرور، ويكمل قائلا: "إنهم يأخذون الوظائف، ويرفعون إيجارات البيوت.. إن لم يعيدوهم لن أصوت لـ (أردوغان) مرة ثانية". 
ويعلق الكتّاب قائلين إن "أويار ليس وحيدا، فالعداوة تجاه ملايين السوريين، الذين فروا من الحرب الأهلية التي امتدت سبع سنوات، تزيد في تركيا ولبنان والأردن، وهي البلدان التي تستضيف أكبر أعداد من اللاجئين".
وتذكر الصحيفة أن المنظمات الإنسانية حذرت من أنه بالرغم من استمرار سفك الدماء في سوريا، إلا أن هناك ضغطا سياسيا متناميا في البلدان المضيفة ليعود اللاجئون إلى بلدهم، مشيرة إلى قول دانيال غوريفان من مجلس اللاجئين النرويجي: "هناك ردة فعل قوية تتنامى بانتظام.. وتزايد النقاش حول عودة اللاجئين لا يتناسب مع ما يحصل على الأرض في سوريا".
ويلفت التقرير إلى أن تركيا حصلت على إشادة عالمية لفتحها أبوابها أمام 3.5 مليون لاجئ سوري فروا من الحرب، لكن التوتر الاجتماعي يتنامى، حيث وجدت دراسة حديثة أجرتها جامعة بيلغي في اسطنبول أن 75% من المواطنين الأتراك يعتقدون أن المجتمعين التركي والسوري لا يمكنهما العيش في سلام، فيما قال ثلثا المشاركين -بمن فيهم 45% ممن صوتوا لأردوغان- إن سياسة الحكومة تجاه السوريين كانت خاطئة.
ويبين الكتّاب أن عدم الرضا العام على الخطاب السياسي له تأثير، فقبل عامين كان أردوغان يعد اللاجئين السوريين علنا بالجنسية التركية، لكنه اليوم يقول إن أحد الأهداف الرئيسية للعملية العسكرية التركية في عفرين هو تمكين اللاجئين من العودة إلى بلادهم، مع أن معظم اللاجئين أتوا من مناطق أخرى في سوريا.
وتورد الصحيفة نقلا عن أردوغان، قوله الشهر الماضي: "نريد أن يعود إخواننا وأخواتنا اللاجئون إلى أرضهم وبيوتهم.. حيث لا نستطيع إبقاء 3.5 مليون نسمة هنا إلى الأبد".
ويجد التقرير أنه مع أن هناك فوائد اقتصادية للاجئين، مثل إنفاق الأموال، وإقامة أعمال جديدة، إلا أن حكومات الدول المستضيفة تنفق المليارات لدعمهم، ففي لبنان، الذي أصبح فيه واحد من كل أربعة سوريا، يقول أحد المسؤولين إن أزمة اللاجئين كلفت لبنان أكثر من 20 مليار دولار، في الوقت الذي يقول فيه الأردن إنه أنفق 10 مليارات دولار، أما تركيا فتقول إنها أنفقت 30 مليار دولار على اللاجئين لديها.
ويستدرك الكتّاب بأنه بالرغم من التغير في النبرة العلنية، فإن المسؤولين الأتراك يستمرون في العمل خلف الكواليس على تحسين حصول اللاجئين على التعليم والصحة، لكن في لبنان يقول السوريون إن السلطات تصعب عليهم البقاء بشكل متزايد.
وتنقل الصحيفة عن حسن، الذي يعمل مراسلا في بيروت، قوله إنه حاول تجديد إقامته في شهر تشرين الأول/ أكتوبر، لكن الموظف رفض طلبه، قائلا إنه لا حجة له للبقاء، فبلدته التي أتى منها حررت من تنظيم الدولة، وحان الوقت لعودته، مشيرة إلى أنه يعيش الآن في بيروت بشكل غير قانوني.
وينوه التقرير إلى أن المضايقات التي تهدف إلى تخويف اللاجئين زادت في أنحاء البلاد كلها، وفي إحدى الحالات قال اللاجئون السوريون في بيروت لـ"فايننشال تايمز" إن قوات الأمن داهمت شققهم، وفتشت بيوتهم وأجهزة الحاسوب، وصرخ عناصرها عليهم، لافتا إلى أن أحدهم قال إن ضباط الأمن قاموا بتجميع الشباب السوريين وإهانتهم، حيث أمروهم بالغناء و"الرقص مثل الدجاج"، وعندما احتج الناس صاح الجنود بأن عليهم العودة إلى سوريا لأنها أصبحت آمنة.
ويفيد الكتّاب بأن الأردن أبقى حوالي 50 ألف لاجئ عالقين في مخيم، بالقرب من الحدود السورية الجنوبية ؛لأسباب أمنية، فيما أغلقت تركيا حدودها أمام معظم السوريين منذ عام 2015، بالإضافة إلى أن هناك قلقا في أوساط مجموعات حقوق الإنسان في البلدين، حيث أشاروا إلى ظاهرة الإبعاد القسري المتنامية.
وتبين الصحيفة أنه في الوقت الذي يكسب فيه رئيس النظام السوري بشار الأسد الحرب، وتتم استعادة الأرض من تنظيم الدولة، فإنه كان هناك اعتقاد بأن الصراع بدأ في الدخول إلى مرحلة الانتهاء، مستدركة بأن حرب سوريا المعقدة بعيدة عن نهايتها، حيث تشهد بعض المناطق أكثر الأيام دموية.
ويورد التقرير نقلا عن خبراء، قولهم بأن الضغط السابق لأوانه على اللاجئين للعودة تفاقم بسبب فشل الدول الأخرى في استقبال اللاجئين، فدول الاتحاد الأوروبي الثمانية والعشرون تستضيف مليون سوري -ثلثاهم في ألمانيا والسويد- مقارنة مع 5.2 مليون سوري في تركيا والأردن ولبنان، لافتا إلى أن عدد من تم تسكينهم خارج المنطقة تراجع بسبب ردة الفعل الغربية وقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تخفيض الحصة الأمريكية.
وينقل الكتّاب عن مديرة منصة الحلول المتينة، وهي مبادرة أبحاث طويلة الأمد حول مستقبل اللاجئين السوريين، ساسكيا باس، قولها: "لم يكن الدعم للاجئين في المنطقة كافيا لمساعدة الدول المستضيفة.. لا يمكنك أن تتوقع أن تقوم البلدان بالعناية بهذا العدد الكبير من الناس لفترة طويلة عندما تكون شعوبهم محتاجة".
وتكشف الصحيفة عن أن التوتر يصل في تركيا إلى أقصاه في مناطق الطبقة العاملة، حيث يتنافس السوريون مع السكان المحليين على السكن الرخيص والوظائف ذات الدخل المتدني.
وتختم "فايننشال تايمز" تقريرها بالإشارة إلى أن امرأة تركية من منطقة ألتينداغ في أنقرة مؤيدة للحزب الحاكم، ترى أن سياسة الحكومة تجاه سوريا كانت أكبر خطأ لها خلال 15 عاما في السلطة، وتقول: "نحن أفقر منهم .. أخطأت الحكومة في جلب هؤلاء الناس كلهم إلى هنا.. يجب أن يعودوا".
==========================
الاندبندت :هل يبحث ابن سلمان وماي حل الأزمة السورية؟
http://www.aljazeera.net/news/presstour/2018/3/6/هل-يبحث-ابن-سلمان-وماي-حل-الأزمة-السورية
أورد مقال نشرته صحيفة إندبندنت البريطانية اليوم الثلاثاء أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ورئيسة الوزراء تيريزا ماي يمكنهما -عندما يلتقيان غدا في لندن- التمهيد لإنهاء الحرب السورية.
وأشار المقال إلى أن الطرفين ليس لديهما قوة الصين أو الولايات المتحدة، لكن من المؤكد أنهما قادران على التأثير على لاعبين كبار في الحرب في سوريا.
وقال أيضا إن الطرفين بحاجة لإثبات نفسيهما لجمهور محلي في البلدين منقسم حول القدرات القيادية لكل منهما، ولإثبات نفسيهما على المستوى الدولي لجمهور غير متيقن أو متشكك حول قدراتهما.
فرصة متاحة
ولا أحد بالطبع -يقول الكاتب- يتوقع مثل هذا العمل الكبير، لكن من المؤكد أن هناك فرصة لكل من ماي وابن سلمان لتجاوز شكليات الزيارة المرتقبة.
فـ السعودية قدمت دعما ماليا لكثير من مجموعات المعارضة السورية منذ اليوم الأول، وظلت تلعب الدور الأهم إقليميا في الجهود الدولية لإرغام نظام الرئيس بشار الأسد للذهاب إلى طاولة المفاوضات.
أما إذا أثيرت قضية أن هناك رابطا أيديولوجيا بين المؤسسة الدينية السعودية وكثير من مجموعات المعارضة السورية، فإن هذا الأمر لا ينطبق على السعودية الآن تحت حكم ابن سلمان الذي يتبنى وبسرعة فائقة فهما "معتدلا" للإسلام، وفق وجهة نظر صاحب المقال.
تركيا والأكراد
وفي الوقت الذي يقوم فيه ابن سلمان بالتأثير على المعارضة المسلحة، تقوم ماي بالتأثير على أنقرة التي اضطرت للتدخل في سوريا لمنع الأكراد المرتبطين بـ حزب العمال الكردستاني من إقامة دولة أمر واقع على الحدود التركية.
وتتمتع ماي بعلاقات جيدة بحكومة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. فقد تفاوض الطرفان حول صفقة أسلحة العام الماضي قيمتها 138 مليار دولار، وكلاهما يدير علاقات معقدة مع الاتحاد الأوروبي.
وماي وحزبها لا يتعاطفان كثيرا مع الأكراد اليساريين المتورطين في شبكات تهريب البشر والمخدرات والهجمات "الإرهابية".
ويمضي المقال معددا نقاط القوة التي يمكن أن تستخدمها بريطانيا ليقول إن لندن واحدة من المعاقل الرئيسية للنشاط الكردي بأوروبا، الأمر الذي يمنح أجهزة الأمن البريطانية قوة تأثير على شبكات المقاتلين الأكراد.
حزب الله وإيران وروسيا
كما يمكن للندن أن تتبنى توجها مماثلا مع حزب الله اللبناني الذي لولاه لربما كانت قوات بشار الأسد قد خسرت دمشق قبل سنوات. وحتى اليوم ظلت حكومة ماي ترفض حظر "الفرع السياسي" لحزب الله في بريطانيا، حيث يستطيع جمع التبرعات. ومن المعروف أن التأثير على هذا الحزب سيؤثر أيضا على طهران، وهي لاعب كبير في الحرب السورية.
من جهة أخرى، يرغب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في رفع العقوبات الغربية ضد بلاده، وبإمكان ماي مخاطبة قضايا روسيا على المستوى الدولي بشكل أفضل من نظيرها بـ البيت الأبيض الأميركي. والأموال الروسية الكثيرة في لندن تستطيع دفع ماي للعب هذا الدور
==========================
'الجارديان'- شاحنات المساعدة تفر من الغوطة الشرقية في سوريا دون تفريغ بسبب 'العنف'!
https://www.newsa.co/اخبار-العالم/الشرق-الاوسط/20180306/الجارديان-شاحنات-المساعدة-تفر-من-الغو
قالت صحيفة 'الجارديان' البريطانية ان ما لا يقل عن الف طفل لقوا مصرعهم واصيبوا بجراح بسبب الحرب في سوريا حتى الان هذا العام, وكشفت الامم المتحدة ان اكثر من ربع الشاحنات التى تنقل الطعام الى الغوطة الشرقية المحاصرة يوم الاثنين اضطرت الى مغادرة الجيب مرة اخرى دون تفريغ بسبب العنف والقصف المتواصل من قبل النظام السوري.
وقال مسؤولون لصحيفة 'الجارديان' إنهم لم يتمكنوا من تفريغ كمية كبيرة من المواد الغذائية من 46 شاحنة قبل أن يضطروا إلى المغادرة, بينما تعرضت الضواحي للهجوم في أسوأ أيام العنف منذ أن طالب مجلس الأمن الدولي بوقف إطلاق النار لمدة 30 يوما سوريا.
وظهرت أن الأطفال داخل الغوطة الشرقية يعيشون على وجبة واحدة يوميا من القمح المغلي مختلطة مع السكر. وهناك ما يقدر ب 400،000 مدني محاصرين في الجيب.
وجاءت تفاصيل فشل القافلة حيث قال الجيش الروسي إنه عرض على المتمردين السوريين مرورا آمنا من الغوطة الشرقية، وعرضوا اقتراحا للسماح للمعارضة بتسليم آخر معاقلها الرئيسية بالقرب من دمشق إلى الرئيس بشار الأسد.
وقالت وزارة الدفاع الروسية ان المتمردين قد يغادرون عائلاتهم واسلحتهم الشخصية من خلال ممر آمن خارج الغوطة الشرقية حيث حققت القوات الحكومية المدعومة من موسكو مكاسب سريعة فى هجوم شرس.
ولم يحدد الاقتراح الروسي المكان الذي سيذهب إليه المتمردون، لكن الشروط تصدق على الصفقات السابقة التي تنازلت فيها المتمردين عن الأسد وتم منحهم مرورا سريعا إلى الأراضي الأخرى التي يسيطر عليها المعارضة بالقرب من الحدود التركية.
وقال متحدث باسم الجيش في دمشق انه من المقرر ان يتم ارسال قافلة ثانية الاسبوع المقبل. وقال 'اننا قادرون على الاقل على تقديم بعض المساعدات لكن الشاحنات الاخرى لم يتم تفريغها كليا او جزئيا مع زملائنا الذين يقولون لنا ان الناس كانوا دموعى وغاضبين لانهم يتوقعون ان يتم تسليم المساعدات'.
المصدر: NewsA -الجارديان
==========================
الجارديان: روسيا تتبرأ من مسؤولية إرتكاب جرائم حرب في سوريا
http://www.nile.eg/الجارديان-روسيا-تتبرأ-من-مسؤولية-إرتك
نشرت صحيفة الجارديان تقريرا وصت في روسيا بأنها تمارس الحيلة في سوريا للتبرؤ من المسؤولية عن ارتكاب جرائم حرب وتوجيه الشبهة للنظام السوري.
وأوضحت الصحيفة أن روسيا تستخدم قذائف غير ذكية تقترب في مدى دقتها في إصابة الأهداف من القنابل التي يستخدمها النظام.
وتصف الصحيفة هذا الأمر بأنه يقلل من مصداقية ادعاء روسيا بأن حملتها الجوية المستمرة منذ عام 2015 تستهدف مسلحين أو من تدعوهم إرهابيين بالدرجة الأولى، كما تثير أسئلة حول الضحايا المدنيين للغارات الروسية.
وكانت روسيا قد اتهمت في السابق باستخدام قنابل غير ذكية لكن ذلك عزي إلى رغبة بتقليل التكاليف، أما الآن فهناك شك بأن ذلك يهدف إلى تضليل المحققين في جرائم الحرب في سوريا.
==========================
ديلى ميل: أطفال سوريا يختنقون من هجمات الغاز.. وقوافل الإغاثة تضطر للمغادرة
http://www.elfagr.com/2998092
نشرت صحيفة "ديلى ميل" البريطانية، اليوم صوراً لأطفال سوريين يختنقون جراء استنشاق غاز الكلور السام لدى استمرار هجمات النظام السورى بالغوطة الشرقية، التى تخضع لسيطرة المعارضة.
ويظهر بالصور المروّعة رضيعاً يبكى ويكافح من أجل التنفس من خلال قناع الأكسجين بعد هجوم كيميائى، كما ذكر عمال الإغاثة أنّه تمّ إجلاء 30 شخصاً، بينهم 15 طفلاً إلى المستشفى من منطقة الحمورية بالغوطة الشرقية عقب هجوم الغاز قبل منتصف الليلة الماضية.
وصباح اليوم، اضطرت قافلة دولية تقوم بتسليم مساعدات عاجلة بالمنطقة لتقليص مهمتها لدى بدء القوات النظامية السورية قصف المنطقة، بينما لا يزال عمال الإغاثة فى الداخل.
ولقى نحو 70 مدنياً مصرعهم، أمس فى الغوطة الشرقية، بجانب 9 أخرين اليوم، وفقاً للصحيفة البريطانية
==========================
الصحافة التركية والفرنسية :
بوسطا :لندن تنشر غسيل واشنطن القذر في سوريا
http://www.turkpress.co/node/46364
نديم شنر – صحيفة بوسطا – ترجمة وتحرير ترك برس
تطبق الولايات المتحدة منذ عهد الرئيس السابق باراك أوباما خطة تقسيم سوريا. رغم أنهم ينفرون من بعضهم البعض، ويبدون خصومًا، إلا أن أمثال أوباما وترامب يتفقون على أمر واحد، هو المصالح الإمبريالية.
لا يغرنكم أن أحدهما يدعى "ديمقراطي" والآخر "جمهوري". أما تنظيم وحدات حماية الشعب الإرهابي، فهو مجرد مطية يستخدمونها، تمامًا كما استخدموا القاعدة في مواجهة الاتحاد السوفياتي.
خطة تقسيم سوريا
مكافحة تنظيم داعش مجرد ذريعة، تشبه كذبة أسلحة الدمار الشامل في العراق وتعاون صدام حسين مع تنظيم القاعدة. إذا اعتزمت الولايات المتحدة احتلال بلد ما، تجد الكذبة المناسبة ولا تنتظر أن يصدقها أحد، بل تطالب بالطاعة والتعاون معها.
يومًا ما كانت الولايات المتحدة تدعي الدفاع عن "وحدة التراب السوري"، لكنها لم تعد تخفي نواياها. ففي مقر وزارة خارجيتها تتحدث بكل أريحية عن تقسيم سوريا مع مسؤولين بريطانيين وفرنسيين وأردنيين وسعوديين.
مساعد وزير الخارجية ديفيد ساترفيلد قال في الاجتماع يوم 11 يناير الماضي إن مكافحة داعش تكللت بالنجاح، وإن بلاده قررت البقاء في المنطقة.
ترامب، الذي ينتقد الإدارة السابقة بخصوص سوريا، أقر خطة سوف تكلف الولايات المتحدة سنويًّا 4 مليارات دولار بحسب ساترفيلد.
وتحدث مساعد وزير الخارجية الأمريكية عن خطة من خمس مراحل:
تقسيم سوريا، ووضع تركيا تحت المراقبة، والسيطرة على المعارضة السورية، وعرقلة مسار أستانة برعابة تركيا وروسيا وإيران، وتوجيه الأمم المتحدة بما يخدم الغايات الأمريكية.
تقول الولايات المتحدة دائمًا عن تركيا إنها "حليفة" لها، لكنها تقدم أسلحة بمليارات الدولارات لوحدات حماية الشعب من جهة، وتخطط لتقسيم سوريا من جهة أخرى مع فرنسا وبريطانيا والأردن والسعودية.
الغريب في الأمر أن تسريب هذه الخطة الأمريكية الخبيثة جاء على يد بريطانيا. فالملاحظات التي أرسلها رئيس قسم سوريا في وزارة الخارجية البريطانية هاغ كلاري إلى بلاده في 12 يناير الماضي بشأن الاجتماع تسربت إلى الإعلام.
ربما كانت الخطة الخبيثة لا تصب في صالح المملكة المتحدة. فقد سبق لهيئة الإذاعة البريطانية أن أعلنت للعالم خروج مقاتلي داعش من الرقة بعد الاتفاق مع وحدات حماية الشعب برعاية أمريكية.
نحن نعلم ذلك من بداية الأمر، لكن حسن يفعل البريطانيون بتسريب المعلومات ليعرف العالم بأسره المخططات القذرة والخبيثة للولايات المتحدة في سوريا.
==========================
لوموند :ماتيو ريه :الغوطة هي هذا كله... قوة ضارية ونكران حق الحياة وثقب أسود يبتلع مصائر ملايين
http://www.alhayat.com/Opinion/Writers/27849796/الغوطة-هي-هذا-كله----قوة-ضارية-ونكران-حق-الحياة-وثقب-أسود-يبتلع-مصائر-ملايين
النسخة: الورقية - دولي الأربعاء، ٧ مارس/ آذار ٢٠١٨ (٠٠:٠ - بتوقيت غرينتش)
على رغم اليأس الذي يبعثه، لم يمكن قصف الغوطة منذ أيام قليلة مفاجئاً. فهو تتمة منطقية ومتوقعة لعمليات القمع التي يتولاها نظام الأسد في حق مناطق وأحياء تحدت سلطته وتجرأت عليه. فلا عجب في هذه الحال إذا كان مصير الغوطة شبيهاً بمصير حلب... وضخامة العنف لا تزال في مرحلتها الأولى، وتؤذن بالانتقال من القصف المتصل إلى عمليات برية، وترافق هذه فظاعات مجربة وجديدة. فالغوطة ليست على مشارف دمشق، العاصمة، فحسب، بل سبق أن صمدت في وجه الجوع والمهانة والحصار، منذ 2011. وعلى هذا، لا ريب في الاقتصاص منها اقتصاصاً بارداً، محسوباً وضارياً. ولا جديد في هذا كله غير قفز الأرقام. وهذه الأرقام لا تعليق عليها ولا شرح لها، وتبقى غير مفهومة. فما معنى حصار نصف مليون إنسان، يعانون الجوع والقصف، ويوشكون على القتل والاغتصاب والتعذيب في الأقبية السورية؟
وفي الأثناء، سمعت مقالات مختلفة تحمل على احترام مزاولة الدول سيادة تخولها التصرف غير المقيد بحياة رعاياها وموتهم. وهذه المقالات تنبّه إلى تعقيد الصراعات الداخلية والخارجية، وتشابك الأهداف والمصالح، وتستقوي بواقعية وبراغماتية تتجنبان الحسابات الأخلاقية غير المجدية، وتتباهيان بتجنبها. وتجاري المقالات الواقعية و «السيادية» تعب الرأي (الآراء) العام (العامة) من الاهتمام بالآخرين والبعيدين من الحدود الوطنية. وقد يكون تعاظم العنف الخالص وتعب الرأي العام، وسير واحدهما في ركاب الآخر على النحو الذي يُرى عليه في حال الغوطة اليوم، قرينة على طلوع مرحلة جديدة تشهد ولادة عهد الضراوة الفظة، وعهد أهلها.
وظهور هذا العهد، أو نذره الأولى، يعود إلى أعوام 1990. وهو ولد من تكاتف مبادئ وأصول مجتمعة: جنوح صور العنف إلى أقاصيها، وتشابك الأوضاع المحلية بالأوضاع الدولية، التحفف من السياسة ومسوغاتها، وغلبة النازع إلى تمزيق الأنسجة الاجتماعية والسياسية في مناطق جغرافية وسكانية برمتها. وإفريقيا البحيرات الكبرى، وقلبها منطقة كيفو، تنهض علماً على غلبة هذا النازع. فإبادة التوتسي، والمجازر المتكررة في غابات الكونغو، ونزوح السكان بمئات الآلاف بين رواندا والكونغو وبوروندي، كل هذه أنجزت ما ينبغي أن يسمى فوضى مستشرية. ودخلت على الفوضى مصالح مادية يرعاها أصحابها، وأنشئت ميليشيات يجهل معظمنا أسماءها، وتداولت الأطراف الضالعة أعمال الغدر ونصب الحبائل والكمائن.
وكانت طلائع الأزمات لاحت في أوائل عقد 1970، وتسارعت في عقد 1990. ويتولى عقد 2010، وهو يسري إلى يومنا، الحفاظ على حال من العشوائية المحلية والمحصورة. وشيئاً فشيئاً ابتلع ثقب أسود مصائر ملايين البشر التائهين على دروب المنفى في أحسن الأحوال، أو الغارقين في دوامة حرب الكل على الكل، في شرها. وترقى الحال إلى مكانة المثال السياسي، وتجمع انهيار مركز الدولة المتفسخ نتيجة التسلط والنهب إلى استحالة نهوض نظام قائم على دمج السكان في إطار متماسك، إلى الحؤول دون نفخ الحياة في السياسة. فتتكاثر بؤر السلطة ومصادرها، وتختصر في صورها الهزيلة: القتل والتعذيب والاغتصاب والخوة.
فرضخت الآراء العامة الدولية، إزاء الهول، للمعالجات الإنسانية والإغاثية. فجواب المجزرة، حال حصولها، جاهز ومعروف: خيم من البلاستيك تنصب على وجه السرعة ويتقي بها المهجرون واللاجئون، في رعاية الأمم المتحدة، الأمطار والعواصف والحر. وتتولى الوكالات الدولية، والمنظمات غير الحكومية الكبيرة، وظائف السلطات العامة والرسمية الغائبة، ومهمات الإنقاذ الأولى. وينوب القيام بالوظائف والمهمات هذه عن جبه السياسات التي تلد هذه المآسي. والعلامات على هذه الطريق معروفة: كان الصومال العلامة الأولى، وكان العراق العلامة التالية، بعد 2003. وأصمّ «المجتمع الدولي» أذنيه عما تقوله المجتمعات المدنية الأهلية، وسعى في ارتجال حلول سريعة ما لبث أن خلفت أحوالاً عشوائية متناسلة.
ولكن الأزمة السورية فاتحة مرحلة جديدة وثورية على طريق الضراوة هذه. فإلى اليوم، تمسكت المقالات المتفرقة بأهداب الأخلاق، ودعت إلى احترام حقوق الإنسان الأولية. ولكنها تتخلى، الآن، باسم الواقعية عن المعايير الأخلاقية. فما يتبقى هو نظام عنف خصوصي ومحدد يتيح لمن يملك موارد القوة، وفي مستطاعه تكديس أعظم كمية من أجهزة الدمار وآلاته، ولا يتعثر بالتمويه على أعماله ومقاصده، أن ينتصر على الخصوم والأعداء. وليس في جوق الضراوة الفظة هذا محل لـ «حكومة فاضلة». فهذا النظام يحض على تكثير التهديدات، وفتح الثغر(ات) التي يستحيل ردمها، وإرساء المفاوضة والمناقشة على موازين قوى متعاظمة التطرف والخلل.
والغوطة هي هذا كله: القوة الصماء من غير إعارة أذن لأبسط نقد أو أقله، ولأبسط تذكير بالإنسانية وموجباتها ومعاييرها، والإنكار على السكان حقهم في الحياة، ووعد من بقي منهم (ومنهن) على قيد الحياة بمصير المهاجر اللاجئ، وتعاظم ضغائن هؤلاء السكان وضغائن أولادهم الذين يشبّون وهم يسألون: لماذا لم تحولوا دون فعل هذا؟ وفي آخر المطاف ينتصر ظاهر خادع: حدود متينة ومحكمة الغلق، وجيوش من اللامبالاة «الواقعية». ولكن الحوادث، شأن كارثة الباتاكلان في 2015 بباريس، تنبهنا إلى أن مجراها الضاري يفسد مجرى حياتنا العادي والسائر، ويدمر أركان معاييرنا ويفشي عدواه في أنحاء العالم. فهل ينبغي أن تنقلب ساعة السفاحين قرن السفاحين قبل أن ننهض إلى الرد؟
* باحث في «معهد البحوث والدراسات في العوالم الإسلامية والعربية»، عن «لوموند» الفرنسية، 28/2/2018، إعداد منال نحاس
==========================