الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 7/10/2017

سوريا في الصحافة العالمية 7/10/2017

08.10.2017
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
 
الصحافة الامريكية :  
الصحافة العبرية والروسية :  
الصحافة البريطانية :  
الصحافة الامريكية :
معهد واشنطن :التوترات الماضية تلقي بظلالها على زيارة الملك سلمان إلى موسكو
http://www.washingtoninstitute.org/ar/policy-analysis/view/king-salmans-moscow-visit-overshadowed-by-past-tensions
آنا بورشفسكايا
متاح أيضاً في English
4 تشرين الأول/أكتوبر 2017
في 4 تشرين الأول/أكتوبر، غادر العاهل السعودي الملك سلمان إلى روسيا وبذلك يكون الملك السعودي الأول على الإطلاق الذي يقوم بمثل هذه الزيارة. وفي اعتراف ربما بأهمية الزيارة، علّق الكرملين آمالاً كبيرة على هذا الاجتماع الذي أُرجئ عدة مرات، حيث وصف المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف السعوديين بأنهم زعماء في العالم العربي. وأضاف: "أملنا الرئيسي هو في أن توفر هذه الزيارة زخماً جديداً وقوياً لتنمية العلاقات الثنائية، لأن إمكانيات علاقاتنا أغنى بكثير مما يُظهره الوضع الراهن".
ولطالما اعتبر الروس الرياض طرفاً إقليمياً مهماً، ويسعون بلا شكّ إلى تعزيز الاستثمار والتجارة أيضاً. كما تُعتبر موافقة الملك أخيراً على القيام بالزيارة انجازاً بالنسبة لفلاديمير بوتين، مما يمثّل اعترافاً آخر رفيع المستوى بأهمية موسكو المتزايدة في الشرق الأوسط.
وفي معظم تاريخها، كانت العلاقات السعودية-الروسية محدودة أو معدومة أو عدائية بشكلٍ واضح، إذ وجد الطرفان نفسيهما يدعمان قوى متعارضة في المنطقة. ولم تشهد العلاقة سوى لحظات قليلة من التعاون المحتمل في بداياتها. ففي عام 1926 على سبيل المثال، كان الاتحاد السوفيتي البلد الأول الذي يعترف رسمياً بابن سعود حاكماً لشبه الدولة السعودية. وفي المقابل، سمح الملك ببقاء البعثة السوفيتية في جدة. وفي عام 1933، زار الأمير السعودي والملك المستقبلي فيصل الاتحاد السوفيتي، حيث عرض عليه الكرملين قرضاً بقيمة مليون جنيه مقابل رفع الحظر التجاري والتوقيع على معاهدات حول التجارة والصداقة. ومع ذلك، ففي حين رفع ابن سعود الحظر في نهاية المطاف، إلّا أنّه لم يوقّع المعاهدات أو يقبل القرض.     
وسرعان ما شهدت العلاقات ركوداً حين رأى السوفيت أن ابن سعود لن يتحدى الغرب بشكل ناشط، فسحبت موسكو بعثتها الدبلوماسية في عام 1938. وبحلول عام 1958، شعر الكرملين أن السعوديين انضموا إلى المعسكر "الإمبريالي"، رغم استمراره في التعبير أحياناً عن التفاؤل حول إعادة إحياء العلاقات الدبلوماسية. وفي عام 1962، بدا أن البلدين على استعداد للقيام بذلك - إلى أن اندلعت ثورة في شمال اليمن في أيلول/سبتمبر من ذلك العام، مما وضع السوفيت والسعوديين على طرفي نقيض في الصراع. وبعدها، تنافست الدولتان على بسط النفوذ في سلطنة عُمان وجنوب اليمن لغاية سبعينيات القرن الماضي. ومع ذلك، استمر الكرملين بالحديث عن إمكانية تحسين العلاقات، لكن الملك فيصل ظل معادياً لهذه الفكرة إلى حين اغتياله في عام 1975، ليحمل خلفه الملك خالد الشعلة ويواصل المنافسة الثنائية على بسط النفوذ في المنطقة.   
وبحلول عام 1979، بدت الرياض منفتحة على مبادرات موسكو المتجددة في سياق تدهور العلاقات السعودية-الأمريكية، ولكن الباب أُغلق مجدداً في كانون الأول/ديسمبر من ذلك العام عندما اجتاح السوفيت أفغانستان. وسرعان ما برزت السعودية كأحد أبرز معارضي "اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفيتية" في تلك الحرب وساهمت بشكل فعال في هزيمته الفادحة. ولم يوافق البلدان على استعادة العلاقات الدبلوماسية حتى عام 1990
وفي تسعينيات القرن الماضي، انسحبت روسيا إلى حد كبير من الشرق الأوسط، لكنّ بوتين سعى لاحقاً إلى عكس هذا الاتجاه. وفي عام 2007، التقى الملك عبدالله في الرياض، ليصبح بذلك الرئيس الروسي الأول الذي يزور المملكة. لكن حين اجتاحت روسيا جورجيا في عام 2008، لم يعترف السعوديون بجمهوريتي أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية الانفصاليتين المدعومتين من موسكو. ومجدداً، توترت العلاقات بعد اندلاع الاحتجاجات المناهضة للنظام في سوريا في آذار/مارس 2011، حيث دعم الكرملين والرياض مرةً أخرى طرفين متعارضين لصراع ما في الشرق الأوسط. وفضلاً عن دعم الرئيس السوري بشار الأسد ضد المتمردين المدعومين من السعودية، اتهمت موسكو الرياض مراراً بتمويل الإرهاب السنّي داخل روسيا
ونظراً إلى مجموعة الانتكاسات وحدّة الطبع، لماذا وافق الملك سلمان على عقد اجتماع الآن؟ يتمثل أحد الأسباب الرئيسية في أنّ السعودية غيّرت على ما يبدو موقفها تجاه الأسد في الأسابيع الأخيرة، وتقبّلت أنه سيبقى في السلطة، على الأقل في الوقت الراهن. ومن وجهة نظر عمليّة، ينطوي ذلك على التعامل مع موسكو حول الحرب في سوريا وغيرها من القضايا الإقليمية. ومن الأسباب المحتملة الأخرى أن السعوديين قد يرغبون في البحث عن فرص تعاون بشأن أسعار النفط وصفقات مهمة في مجال الطاقة والتجارة والاستثمار.
من الناحية الجغرافية السياسية، قد تعتبر الرياض أيضاً أن إقامة روابط أوثق مع موسكو يمكن أن يساعد على إبعاد روسيا عن إيران، مما يقلّص بالتالي النفوذ المتزايد للجمهورية الإسلامية في المنطقة. غير أن هذا أمر غير محتمل. فقد سبق أن حاول السعوديون فسخ روابط موسكو مع إيران من خلال الالتزام باستثمار 10 مليارات دولار في روسيا في تموز/يوليو 2015، ولكن بوتين لم يغيّر موقفه من طهران في ذلك الحين ومن غير المرجّح أن يفعل ذلك الآن. وفي هذا السياق، قد تؤدي زيارة الملك السعودي إلى تقارب مع روسيا أو قد لا تؤدي إلى ذلك، لكنها إشارة واضحة أخرى على سطوة بوتين المتزايدة في المنطقة.      
========================
معهد واشنطن :الطائفية في الأوشام
http://www.washingtoninstitute.org/ar/fikraforum/view/tattoo-sectarianism
حلا نصر الله
ما من حربٍ في العالم لا تجلب معها المِحَن. فحتى ولو ربح "حزب الله" الحرب السورية، ستبقى الانقسامات الحادة بين الشيعة اللبنانيين. وقد أدّت الحرب إلى تفاقم ظاهرة الطائفية بطرق مختلفة. فيومًا بعد يوم، يزداد الفقراء في المنطقة فقرًا، في حين تحقّق الطبقة الوسطى استثمارات مربحة
وينتشر الشعور بالإحباط والاستياء على نطاقٍ واسعٍ في صفوف فقراء الطائفة الشيعية، كما يساهم فشل الأحزاب السياسية الشيعية في تحسين معيشة أنصارها في تعزيز هذه العقلية. وقد انعسكت هذه الظاهرة في متاجر رسم الأوشام. فأصبحت الأوشام تمثيلًا أكثر شيوعًا وقوةً للإضطرابات الداخلية، لاسيما في الطبقات الفقيرة والشباب غير المتعلمين بما فيه الكفاية والعاطلين عن العمل وغيرهم من أفراد المجتمع المهمشين.
وازدادت شعبية الأوشام الدينية بسرعة بعد اندلاع الصراع السوري. وتحمل الكثير من هذه الأوشام دلالةً طائفيةً مرتبطة بالطائفة الشيعية. وتعكس هذه الدلالة الطائفية الواضحة، بعدّة طرق، استعداد الأفراد في المناطق الطائفية المحدّدة لشنّ أي معركة للدفاع عن مجتمعاتهم الدينية. وإنّ هذه الأوشام هي الأكثر انتشارًا في المجتمعات الفقيرة، وتميّز بالتالي أفراد الطبقة الدنيا أكثر عن نظرائهم من الطبقات الاجتماعية الأخرى الذين سعوا لفصل أنفسهم عن الفقراء بحسب الحي السكني أو المدرسة مثلًا.
وعقدت مؤخرًا مجموعة من الشباب الشيعة العاطلين عن العمل والمحرومين اجتماعيًا واقتصاديًا سلسلةً من الاجتماعات في الضواحي الجنوبية لبيروت. وعلى الرغم من أنهم لم ينضموا إلى صفوف "حزب الله"، ينتمي هؤلاء إلى دائرة انتخابية تدعم الحزب عادةً، وتُعرف عمومًا باسم "الحاضنات الشعبية". وللتعبير عن إحباطهم إزاء أوضاعهم المعيشية والحرب السورية وللإشادة بأقوال الإمام الحسين عن الشجاعة والنبل في الحرب، وافق كلّ منهم على رسم وشم يحمل رموز الطائفة الشيعية. ويقول محمد، وهو صاحب متجر لرسم أوشام، إنّه في الفترة الممتدة من عام 2013 إلى عام ،2015 أظهر عدد كبير من الشباب اهتمامًا بوشم أجسادهم بصورٍ دينية. وقام هو وزميله بوشم 1700 شابٍ شيعي تقريبًا في خلال هذه الفترة. وانخفض الإقبال انخفاضًا حادًا عام 2016 ليصل إلى 200 شابٍ منذ أوائل عام 2016 حتى شهر آذار/مارس 2017.
ومن بين الأوشام الأكثر شيوعًا: "هبوا للانتقام للحسين" و"كلنا عباس يا زينب" و"خلّصنا يا بقيّة الله" و"يا زينب". ويحصل الكثيرون على وشمٍ جديد لتغطية وشمٍ قديم لا يحمل أهميةً دينية. وكان الإمام الحسين وشقيقه أبو فاضل العباس نموذجَين تارخيَين للصبر في وجه الفقر والحرمان الاجتماعي، وهما المشكلتان السائدتان في ضواحي لبنان التي يهيمن عليها الشيعة. وهكذا يُبدي الشباب من خلال أوشامهم استعدادهم للتضحية باللحم والدم في ما يعتبرونه معركةً محبطة وطويلة في سوريا.  
ويرتبط اهتمام الشباب بالأوشام بنتيجة الحرب، فينحسر هذا الاهتمام مع انحسار الحرب. ووفقًا لمحمد، عاد النشاط إلى سوق الأوشام بعد معركة عرسال في شهر تموز/يوليو الماضي.
وقد سمحت الأوشام لأبناء المجتمع الشيعي الفقير بالإنخراط في خطاب الحرب بأجسادهم، ما منحهم صوتًا كانوا يفتقرون إليه في السابق. وحسب المساحة من أجسادهم التي تغطيها الرموز والشعارات الدينية، تخيف رؤية أجسادهم الآخرين أحيانًا. ويقول محمد: "إنّ شكل الوشم على جسدي يثير الخوف. أعيش في بيئةٍ مليئة بالمشاكل حيث يستخدم الناس عددًا من الأسلحة الخفيفة. ويوصل الوشم رسالةً للآخرين بأنني قادر على الردّ على الاعتداء".
وإنّ القدرة على إيصال هذه الرسالة مهمة أيضًا عندما يتعلق الأمر بالصراع الطبقي. فإن الحادث الذي وقع في منتصف عام 2016 والذي قامت فيه مجموعة من الشباب المقيمين في منطقة الحرش التي تعاني من الفقر باقتحام منطقة الجناح الثرية يعكس درجة الإحباط والغضب اللذين يشعر بهما الكثير من الشيعة الفقراء تجاه نظرائهم الأغنياء.  
وقد حوّل حسين البالغ من العمر 24 عامًا جسده إلى لوحة رمزية تصوّر تاريخ الشيعة، مع الاقتباس "يا عباس" مكتوب على صدره. ووفقًا لحسين، تمثّل الصور التي تغطي جسده قدسية الشيعة وترتبط بالحروب في سوريا والعراق. ويوضح أنّ وشم الدمعة في زاوية عينه اليسرى يذكّره بحزنه على موت الإمام الحسين، كما يعكس إصراره على توفير قوته اليومي. ولكن للدمعة قصة أخرى، فغالبًا ما يستخدمها المراهقون كرمز إلى انخراطهم في العصابات المنتشرة في جميع أنحاء الأحياء التي يكثر فيها العنف والجرائم.
ويقول جعفر البالغ من العمر 20 عامًا إنّ الأحدات التي وقعت حيث يقيم في منطقة صبرا المعروفة بالجرائم تسببت في شعوره بالخوف: "يسيطر العنف على هذه المنطقة، ويتجول فيها المدمنون على المخدرات من دون أي عقاب".  
ولم تنفّذ الحكومة اللبنانية مشاريع إنمائية في ضاحية بيروت الجنوبية منذ عقود، كما لم تساعد الأحزاب السياسية الشيعية كثيرًا في هذا المجال. وأدّى ذلك إلى قيام ظروف مؤاتية للعنف. ويضيف جعفر: "نحن جاهزون لأعمال العنف لأنّ أوضاعنا المعيشية تجبرنا على ذلك". 
وفي الوقت عينه، تقوم الأجهزة الأمنية اللبنانية بمداهمات في المناطق الشيعية الفقيرة لإلقاء القبض على المجرمين بمن فيهم تجار المخدرات والأسلحة. وبينما ترسل الأجهزة الأمنية المئات إلى السجن، تفتقر إلى الموارد اللازمة لإعادة تأهيلهم. وتكشف نظرة سريعة على التقارير الأمنية الرسمية أنّ عددًا كبيرًا من الشباب المدانين وُلدوا في التسعينيات، ومن بينهم جعفر. وبحسب روايته، قد خذله نظام السجن، إذ قال: "دخلت إلى السجن بسبب سلوكي السيء وخرجت منه أسوأ بكيثر".
وما يزيد الأمور سوءًا هو أنّ المظاهرات التي يقوم بها "المشاغبون" غالبًا ما تصبح عنيفة. ففي شهر آذار/مارس 2017، قامت منظمات المجتمع المدني اللبناني وعدد من الناشطين بتنظيم مظاهرات ضدّ زيادة الحكومة للضرائب. وأثناء المظاهرة، رمت مجموعة من الأشخاص الملثمين زجاجات المياه على رأس رئيس الوزراء سعد الحريري بعد وصوله ليدعو المتظاهرين إلى تشكيل لجنة لمناقشة مسألة الضرائب. وتسبّب سلوكهم بموجة من الاستياء بين النخبة تجاه تصرفات المجتمع المدني اللبناني. وانسحب بعد ذلك المتظاهرون من الشوارع خوفًا من تعرّضهم للخطر.
وعلى مدى سنوات طويلة، ادّعى كلٌّ من "حزب الله" و"حركة أمل" أنهما يمثلان مطالب الشيعة اللبنانيين وتطلعاتهم. وحاولا توطيد سلطتهما من خلال إشراك الفئات المهمّشة، ولكنهما باتا مؤخرًا يتجاهلان أنصارهما الفقراء ويقدمان لهم خدمات أقلّ. وعلى وجه الخصوص، يفتقد "حزب الله" لأي خطة لتحسين حياة الجماعات المحرومة، ما يساعد على تفسير انخراطه المتزايد في الحرب السورية كوسيلة لتشتيت الانتباه. وإنّ عمق الأزمة التي يعاني منها الفقراء غير واضح، ولكنها أخطر من أن استيعابها حاليًا.
وفي السنوات الأخيرة، اعتمد "حزب الله" على حملة إعلامية لتصوير تدخله في سوريا كحرب لحماية الشيعة في لبنان، وحشد الرأي العام لصالح هذه الحملة العسكرية. ومع ذلك، فإنّ هذه الجهود للتأثير على المجتمع الشيعي مقترنةً بالعسكرة المتزايدة بسبب الحرب لم تؤدِّ إلّا إلى مفاقمة المشكلة
وحاولت وسائل الإعلام الموالية لـ"حزب الله" التعتيم على محنة المجتمع الشيعي اللبناني من خلال نشر النجاحات السطحية. وفي منتصف شهر حزيران/يونيو 2017، أطلقت محطة تلفزيونية مؤيدة لـ"حزب الله" حملةً إعلانية تصوّر ضاحية بيروت الجنوبية في حالة ممتازة بشوارع نظيفة ورجال شرطة ينظمون حركة المرور. كما حاولت الحملة تصوير تدخّل الحزب في سوريا كحرب استباقية ضد الارهاب وضرورية للحفاظ على استقرار ضواحي بيروت وجمالها. ومع ذلك، تمّ التصدي بسرعة لهذه الإعلانات من قبل شابة مناصرة لـ"حزب الله" كتبت تعليقًا على موقع فيسبوك أنّ الوضع في الضاحية أسوأ بكثير ممّا يصوّره الإعلان.
ومن المرجّح أن يتدهور وضع المجتمع الشيعي الفقير مع مرور الوقت، إذ إنّ الوضع في سوريا لا يزال يُلحق الضرر بالمجتمع الشيعي اللبناني. ويمكن أن تكون إحدى العواقب ولادة حركة تزرع فوضى أكثر ممّا هو موجود. ولا تتأثر الطبقة العليا إلى حدٍّ كبير بعواقب الانقسامات الطائفية في الوقت الحاضر. ومع ذلك، إذا اجتمعت هذه التوترات في حركة سياسية منظمة جديدة، ستشعر كل الفئات الاجتماعية والاقتصادية في لبنان بآثارها
========================
معهد واشنطن :شبح إيران في لبنان
http://www.washingtoninstitute.org/ar/policy-analysis/view/irans-shadow-over-lebanon
ديفيد شينكر
متاح أيضاً في English
"أمريكان إنتريست"
4 تشرين الأول/أكتوبر 2017
في الأسبوع الماضي، أصدرت محكمة عسكرية لبنانية حكماً بالإعدام على زعيم جهادي سنّي لبناني يدعى الشيخ أحمد الأسير. ويقبع الأسير خلف القضبان منذ عام 2015 بسبب مسؤوليته عن صدامات وقعت بين مؤيديه و"الجيش اللبناني" في صيدا قبل عامين، أسفرت عن مقتل 17 جندياً. وفي حين أن عدداً ضئيلاً من اللبنانيين فقط سيحزن على الحكم الصادر بحق الأسير، أطلق خبر إعدامه في وقت قريب شرارة احتجاجات الشارع السنّي في مختلف أنحاء البلاد. فبالنسبة للعديد من السنّة، تعكس المعاملة القاسية التي تلقاها الأسير النفوذ العلني للميليشيا الشيعية «حزب الله» في بيروت.
إن قصة الأسير بحدّ ذاتها تسلّط الضوء على تفوّق «حزب الله» في لبنان. وبالعودة إلى عام 2013، نفّذ "الجيش اللبناني" عملية عسكرية استمرت يوماً كاملاً ضد الأسير و200 من أنصاره المدججين بالأسلحة في بلدة عبرا، قرب صيدا. وخلال خمس وعشرين ساعة، أفادت التقارير أن "الجيش اللبناني" أطلق نحو 400 ألف طلقة نارية خلال محاولته قتل الجهاديين. غير أن "الجيش اللبناني"، الذي عجز عن إلحاق الهزيمة بالأسير، طلب مساعدة «حزب الله»، منسقاً العمليات مع الميليشيا المدعومة من إيران لاقتحام معقل المسلحين ودحر الجماعة في النهاية.
ومنذ ذلك الحين، يمكن القول بموضوعية إن «حزب الله» كان ينسّق بشكل أوثق حتى مع مؤسسات الدولة، بما فيها الجيش، لمحاربة المسلحين الإسلاميين السنّة. فعلى سبيل المثال، تساهل "الجيش اللبناني"، إن لم نقل سهّل، حركة مقاتلي «حزب الله» ونقل المعدات العسكرية من سوريا وإليها، حيث كان الحزب يقاتل باسم نظام الأسد ضد المتمردين السنة منذ عام 2011. ولمنع وقوع هجمات إرهابية محلية من قبل مسلحين سنّة تستهدف «حزب الله»، أقام "الجيش اللبناني" والحزب نقاط تفتيش أمنية مشتركة في بيروت بين عامي 2013 و2014.
وفي الآونة الأخيرة (وبشكل فاضح)، شنّ «حزب الله» و"الجيش اللبناني" عمليات عسكرية مشتركة هذا الصيف ضد مسلحي تنظيم «الدولة الإسلامية» على طول الحدود اللبنانية-السورية. وأثناء العمليات البرية التي نفّذها الحزب في تموز/يوليو، وفّر له "الجيش اللبناني" غطاء مدفعياً، وأفادت بعض التقارير أنه أطلق قذائف من عيار 155 ملم - زودته بها الولايات المتحدة - دعماً لمناورات الميليشيات.
إن التعاون الوطيد والتفاهم الظاهر بين بيروت و «حزب الله» - وهي منظمة تصنفها الولايات المتحدة ومعظم الدول الأوروبية بأنها إرهابية - يتناقض بشكل صارخ مع معاملة الدولة للإرهابيين السنّة. وبالفعل، يبدو أن التصور السائد في لبنان هو أن الدولة لا تقاصص «حزب الله» وحلفاءه على أعمالهم الإرهابية.
فعلى سبيل المثال، لم تحاول السلطات اللبنانية توقيف عناصر «حزب الله» الأربعة الذين اتهمتهم "المحكمة الخاصة" التي تتولى التحقيق في قضية اغتيال رئيس الحكومة اللبناني السابق رفيق الحريري في عام 2005. فهؤلاء الرجال لا يُعتبروا من الهاربين في لبنان؛ وليسوا مطلوبين للعدالة.
أو حتى الوزير السابق ميشال سماحة، وهو شخصية بارزة موالية لـ «حزب الله» ومن أصول الاستخبارات السورية في لبنان، الذي اعتُقل في عام 2012 لمحاولته تهريب متفجرات من أجل استهداف شخصيات سنّية لبنانية. فقد صدر حكم بالسجن مع الأشغال الشاقة لمدة 16 عاماً بحق سماحة، الذي صنفته واشنطن "إرهابياً عالمياً"، لقاء جريمته، لكنه أمضى في السجن أقل من خمس سنوات قبل اطلاق سراحه العام الماضي.
والقائمة تطول مع مصطفى حسين مُقدم، عنصر في «حزب الله» أطلق النار في آب/أغسطس 2008 على مروحية تابعة لـ"الجيش اللبناني" في جنوب لبنان، إذ اعتقد خطأً أن المروحية إسرائيلية. وتسبب مُقدم بمقتل طيار في "الجيش اللبناني"، وألقي القبض عليه وحوكم أمام محكمة عسكرية، وحكم عليه بالسجن لمدة خمس سنوات. ولكن بعد ذلك، تم تخفيف العقوبة إلى عشرة أشهر، ومن ثم ستة، ليتمّ بعدها إطلاق سراحه بكفالة.
واليوم، يشارك «حزب الله» في حكومة ائتلافية في بيروت مع خصومه السياسيين السنّة السابقين ومجموعة واسعة من الأحزاب المسيحية. وكان قد تمّ انتخاب أعضاء البرلمان السنّة هؤلاء، بقيادة رئيس الوزراء سعد الحريري زعيم "تيار المستقبل" وابن رئيس الوزراء السابق الذي اغتاله «حزب الله»، في عام 2009 ضمن تركيبة موالية للغرب ومعادية لإيران.
غير أن نفوذ طهران المتنامي محلياً، المترافق مع ممارسات ترهيب وجرائم محلية قائمة منذ أكثر من عقد من الزمن، أدّى إلى انفراج عملي بين الميليشيا الشيعية والسنّة تركّزت بشكل أساسي على الأمن. وفي حين يبدو أن العناصر السنية المؤيدة للحريري تدعم عموماً حملة الحكومة القوية ضد الجهاديين السنّة، إلّا أن النقص المتزايد في أي شكل من مظاهر الحياد له عدة تداعيات مقلقة.
وفي العام الماضي، استقال وزير العدل (السنّي) السابق في حكومة الحريري، أشرف ريفي، من منصبه احتجاجاً على إطلاق سراح سماحة. ومنذ ذلك الحين، أَمطر الحريري بالانتقادات لما وصفه تعاون مع «حزب الله». ويُعتبر ريفي، وهو من مدينة طرابلس السنّية، من أشد منتقدي نظام الأسد في سوريا بالإضافةً إلى"المشروع" الإيراني في لبنان. وفي أيار/مايو، واستناداً إلى خطابه الطائفي السنّي إلى حد كبير، نجح ريفي بالفوز في الانتخابات البلدية في طرابلس. وإذا حقق نجاحاً في الانتخابات النيابية المزمعة في عام 2018، فسوف ينقسم الشارع السنّي الموالي للغرب ويضعف بشكل أكبر فيما يتعلق بـ «حزب الله»، مما يعزّز من ميل الدولة نحو إيران.
وهذا الخبر ليس جيداً بالنسبة للبنان، ولا حتى بالنسبة للولايات المتحدة أيضاً. فاستقرار لبنان يهم واشنطن إلى حدّ كبير - وذلك أساساً لأن الدولة هي على حدود إسرائيل. ولهذه الغاية، فمنذ عام 2005، قدّمت الحكومة الأمريكية الدعم المالي والتدريب  لـ "الجيش اللبناني": وفي عام 2016، قدمت مساعدة إلى "الجيش اللبناني" بأكثر من 150 مليون دولار. ويقيناً أن هذه المساعدة قد حسنت قدرة الجيش على محاربة المسلحين الإسلاميين. ولكن حتى الآن - وفي المستقبل المنظور - من شبه المؤكد أن "الجيش اللبناني" سيستهدف السنّة فقط.
وبغض النظر عن استياء السنّة - الذين يشكلون نحو 35 في المائة من ضباط صف "الجيش اللبناني" - فهم لن ينشقوا عن الجيش بأعداد كبيرة في أي وقت قريب. وبالفعل، هناك منافسة شديدة على ضمهم إلى فيالق السنّة المحرومين اقتصادياً. ولكن على المدى الطويل، وكما يشير أداء أشرف ريفي القوي في الانتخابات البلدية في طرابلس، فإن تحيز الدولة لصالح الشيعة يعزّز مظالم السنّة، التي يمكن أن تؤدي بمرور الوقت إلى التطرف.
والمسار في لبنان ليس بمنأى عن التطورات الإقليمية؛ فهو يرتبط ارتباطاً وثيقاً بنفوذ إيران المتنامي، الآخذ في الازدياد في لبنان منذ عشرات السنين، ولكنه برز في الآونة الأخيرة في سوريا والعراق أيضاً. ولمنع تدهور الوضع في لبنان أيضاً، سيتعين على واشنطن ردع إيران في النهاية. فمحاربة المسلحين السنّة من دون التصدي لما قد يشكل تطرفهم الرئيسي ليست إستراتيجية رابحة.
 ديفيد شينكر هو زميل "أوفزين" ومدير برنامج السياسة العربية في معهد واشنطن
========================
الصحافة العبرية والروسية :
معاريف: شيعة العراق يدعون للتقارب مع إسرائيل
http://www.aljazeera.net/news/presstour/2017/10/7/معاريف-شيعة-العراق-يدعون-للتقارب-مع-إسرائيل
قال الكاتب الإسرائيلي بصحيفة معاريف جاكي خوجي إن الشيعة في العراق بات لديهم تأييد وتعاطف مع إسرائيل، لأنهم يذكرون أن الفلسطينيين كانوا من مؤيدي الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، ولذلك باتوا يبحثون عن اتصالات تجمعهم بإسرائيل.
وأضاف خوجي، محرر الشؤون العربية بإذاعة الجيش الإسرائيلي، أن غالبية الجمهور العراقي غير منشغل كثيرا بـ الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، ورغم أن بعضهم ينظر باشمئزاز لإسرائيل، والبعض الآخر من بقايا عهد صدام، فقد نشأت فئة ثالثة بين العراقيين تدعو لتجديد الاتصالات مع اليهود.
وأوضح أن بغداد باتت تشهد لوبي إسرائيليا، ونقل عن بعض المثقفين والكتاب العراقيين قولهم لوسائل إعلام أميركية إن معاداة إسرائيل ليست من مصلحة الشيعة، وعلى الشيعة واليهود التوصل لتفاهمات مشتركة تعمل على حفظ الاستقرار والسلام في الشرق الأوسط.
وأضاف: إذا نجح اليهود والشيعة بتحييد أجندة إيران، وبقايا إرث حزب البعث العراقي، فإنهما لن يجدا سببا منطقيا لإبقاء العداء تجاه إسرائيل، لأن غالبية الدول العربية، ومن بينها الدولة الفلسطينية ذاتها، لديها علاقات مع تل أبيب.
وختم بالقول: في حال طرحت الحكومة العراقية موضوع إجراء اتصالات مع إسرائيل للنقاش العام، فإنها ستواجه بمعارضة كبيرة من اللوبي الإيراني ببغداد، لكن الرأي العام الشيعي لا يجد نفسه معاديا لإسرائيل بالضرورة، كما كان في السابق.
"
الكاتبة بصحيفة معاريف غيليت عادوت: معرفة يهود العراق الواسعة بالعربية والإسلام، وتميزهم بذلك عن اليهود ذوي الأصول الغربية، ساهما بتحقيق نجاحات عسكرية لاحقة للجيش الإسرائيلي أمام الجيوش العربية
"
مهمات واتصالات
وفي موضوع ذي صلة، قالت الكاتبة بصحيفة معاريف غيليت عادوت إن اليهود القادمين من العراق ينخرطون بقوة في أجهزة الأمن الإسرائيلية، تعويضا منهم عن عدم مشاركتهم في الحروب التي خاضتها إسرائيل في العقود الأخيرة.
وأضافت: يتركز عمل العراقيين اليهود في جهاز الموساد للعمليات الخارجية، والذي جند منهم العشرات ممن عملوا في وحدات سرية، ومهماتهم الأساسية التنصت على الجيوش العربية، والتنظيمات الفلسطينية المسلحة، من خلال فك المصطلحات المشفرة التي استخدمها العرب والفلسطينيون في اتصالاتهم ومراسلاتهم.
وبيّنت الكاتبة أن معرفة يهود العراق الواسعة بـ اللغة العربية والدين الإسلامي، وتميزهم بذلك عن اليهود ذوي الأصول الغربية، ساهما بتحقيق نجاحات عسكرية لاحقة للجيش الإسرائيلي أمام الجيوش العربية.
وأوضحت أن من أهم العمليات الأمنية لعملاء الموساد من يهود العراق إطلاعهم على المحادثة الهاتفية بين زعيم مصر السابق جمال عبد الناصر مع ملك الأردن الحسين بن طلال عشية اندلاع حرب الأيام الستة عام 1967.
كما دأب يهود العراق على الحصول على المعلومات من مصادرها العلنية المكشوفة، كمتابعة قنوات التلفزيون العربية والصحف اليومية والإذاعات، فضلا عن مساهمتهم بتأسيس وتشكيل مجموعات المستعربين داخل جهاز الموساد.
وإلى جانب العمل الأمني -وفق مقال عادوت- فقد ساهم يهود العراق ببناء اقتصاد إسرائيل، وأحضروا بضائع تجارية، وعملوا في المصارف الأولى للدولة، وساهموا بتأسيس العديد من الوزارات والمكاتب الحكومية.
المصدر : الصحافة الإسرائيلية
========================
هآرتس :إسرائيل تقف مكتوفة الأيدي أمام سورية
http://www.alghad.com/articles/1866172-إسرائيل-تقف-مكتوفة-الأيدي-أمام-سورية
عميد احتياط في سلاح الجو/ اساف اغمون
28/9/2017
يوم الغفران 1973 نقش في تاريخ الدولة كحادث مؤسس – فشل عظيم أدى إلى ضحايا كثيرة، اضرار كبيرة واهتزاز صورة إسرائيل ومناعتها القومية.
الحرب لم تأت من فشل منفرد، لقد جاءت نتيجة سلسلة من الفشل، من انغلاق الزعماء – سواء السياسيين أو العسكريين – ومن جو اللامبالاة والعجرفة التي منعت رؤية الحقائق وقراءة علامات التحذير. لجان تحقيق، تحقيقات واستخلاص عبر عامة وشخصية، جرت في اعقاب تلك الحرب البائسة، التي أدت في نهاية الامر إلى انقلاب تاريخي في السلطة.
في هذه الايام نحن نوجد في ذروة عملية مركبة من سلسلة من حالات الفشل، ممارسة سياسية خاطئة، ومرة اخرى – انغلاق وعجرفة من قبل القادة. وهذه تؤدي إلى فشل بحجم حرب يوم الغفران، وهذه المرة في المجال الاستراتيجي، الذي هو كارثي أكثر.
منذ أكثر من ست سنوات تجري حرب اهلية في سورية. الدولة التي تعتبر حلقة مركزية فيما سمي "محور الشر" (إيران، سورية، حزب الله وحماس) مزقت بين المتمردين على نظام الاسد والمنظمات الجهادية والقوات الكردية وغيرها، الذين يواجهون الجيش السوري المخلص للنظام والمدعوم بمساعدة روسية (في الأساس جوية)، وقوات من حرس الثورة الإيراني، ومقاتلي حزب الله من لبنان.
منذ اندلاع اعمال العنف، اتبعت إسرائيل سياسة عدم اتخاذ موقف وعدم التدخل فيما يجري في سورية، باستثناء انحراف نيران إلى داخل حدودها. في هذه الحالات رد الجيش الإسرائيلي بصورة موضعية على المنطقة التي اطلقت منها النار، حتى لو كان الامر بالخطأ. حكومة إسرائيل اعلنت أنه في كل الاحوال هي لن تسمح بنقل وسائل قتالية نوعية من سورية إلى لبنان، لأن هذه الوسائل ستصعب على الجيش الإسرائيلي مواجهة حزب الله في جبهة لبنان. طوال الوقت تم تنفيذ عمليات موضعية امام التهديدات التي اعتبرت ذات امكانية كامنة عالية، مثل مصانع لانتاج الصواريخ، انظمة مضادة للطائرات متطورة وما أشبه.
تتفاخر حكومة إسرائيل (احيانا دون الاعتراف علنا بذلك) بهذه العمليات، وفي الأساس العمليات التي نفذت من قبل سلاح الجو. ولكن واضح للجميع أن سلاح البحرية وقوات خاصة اخرى نفذت وتنفذ عمليات وقائية في سورية وحدودها. ان نجاح هذه العمليات يخلق شعور بالسيطرة على الوضع، تفوق عسكري وثقة بوضعنا الاستراتيجي، الامر الذي يذكر بالشعور (المضلل) عشية حرب يوم الغفران.
قرار إسرائيل عدم التدخل، وأكثر من ذلك عدم النشاط السياسي في العالم، خاصة في الدول العربية، ازاء نظام الاسد، خلق فراغ دخلت اليه روسيا بحكمة كبيرة. روسيا التي رأت دائما في الشرق الاوسط، ولا سيما في سورية، موقعا استراتيجيا من الدرجة الاولى، قرأت الخارطة جيدا وأقامت قاعدة بحرية استراتيجية في اللاذقية، وقاعدة جوية استراتيجية في حميميم. وفي هذه القواعد نشرت طائرات متطورة، انظمة دفاع جوية من الاكثر تطورا في العالم، وانظمة اتصالات واستخبارات. من هناك تنطلق القوات الروسية لتنفيذ عمليات مساعدة لجيش الاسد، وفعليا غيروا ميزان القوى لصالح الاسد الذي كان نظامه على وشك السقوط.
قوات إيرانية سارعت إلى الدخول إلى الاراضي السورية. وهي تقوم بزيادة حجم القوات هناك، ويزيدون مساحة المناطق التي توجد تحت نفوذهم. روسيا قررت أن دعم إيران يخدم مصالحها، لهذا من الواضح أن نشاطها في المنطقة يتناقض مع مصالحنا. على هذه الخلفية فإن تصريح رئيس الحكومة نتنياهو في لقائه مع وزير الخارجية الروسي في 1996 أنه سيكون مسرورا برؤية روسيا تعود للعب دور مركزي في الشرق الاوسط، يبدو اليوم تصريحا غريبا. روسيا تحقق الآن نتائج استراتيجية، ولها علاقة بصورتها في العالم في منطقتنا بصورة اكثر مما توقعت حتى في احلامها الاكثر وردية. لقد تحقق ذلك على ضوء سياسة الولايات المتحدة التي انسحبت من التدخل في سورية، وفي اعقاب عدد من حالات الفشل الإسرائيلية، سواء في المجال السياسي أو العسكري أو الاعلامي.
روسيا دخلت إلى المنطقة من اجل أن تبقى هنا لسنوات كثيرة. إن رصيدها الاستخباري والاستراتيجي اوصلاها إلى هذا الوضع، الذي فيه اي اتفاق يخص سورية ومحيطها لا يمكن أن يتم بدون موافقة كاملة وتدخل منها. هذا أدى إلى أن إيران حصلت على "يد حرة" وتحولت إلى راعي سورية الاول. فعليا، طهران هي التي تقرر السياسة في سورية. حزب الله سيعمل دائما تحت إمرة الاسد، لكن التعليمات والتوجيهات يتلقاها من إيران.
وما الذي تفعله حكومة إسرائيل؟ خلال فترة طويلة هي تسعى بدون نجاح إلى الغاء الاتفاق النووي مع إيران. إسرائيل تدين الاتفاق النووي في كل مكان، وفي الأساس في الولايات المتحدة – هناك حتى خطب نتنياهو في الكونغرس ضد الرئيس الأميركي السابق براك اوباما. مشاركة إيران في تقديم مساعدة مباشرة وغير مباشرة للارهاب في منطقتنا، وتوسعها إلى داخل سورية وتهديد الدول المعتدلة في المنطقة، ليست موجودة في سلم أولويات الحكومة، لا في العمليات العسكرية ولا في النشاطات السياسية، لا في الولايات المتحدة، وبالتأكيد ليس أمام روسيا.
وما هو المغزى الاستراتيجي لهذه التطورات؟ قوات إيرانية أو قوات خاضعة لإيران، تتموضع على حدود إسرائيل في هضبة الجولان. وهكذا يتم تحقيق اتصال عملي كامل بين القوات العاملة ضدنا من الحدود اللبنانية وبين القوات التي تقف امامنا في هضبة الجولان. وبسرعة ستضع إيران في سورية قاذفات صواريخ وقذائف ستوجه إلى المناطق الإسرائيلية. هذا يتناسب مع سياستها التي تقول إن تدمير إسرائيل يأتي بعد أن يتم احاطتها بمواقع اطلاق صواريخ وقذائف. وكل هذا يتم تحت مظلة جوية واستراتيجية روسية، التي يمكنها تقييد نشاطات الجيش الإسرائيلي (لا سيما من الجو).
وقوفنا مكتوفي الايدي في زيارات المجاملة عديمة أي تأثير عملي لرئيس حكومتنا لدى بوتين، بنقص التنسيق مع السياسة الأميركية في المنطقة – إسرائيل تبث لروسيا بأنها تستطيع مواصلة هذا التوجه، وإيران ستحسن استغلال ذلك. وضعنا الاستراتيجي سيستمر في التدهور، إلى درجة أن نكون مرتبطين باستعداد الولايات المتحدة للمحاربة من اجلنا أو أن تمنحنا غطاء مهددا امام التدخل الروسي أو الإيراني – هذا امر لا يمكنني أن أبني عليه أمننا القومي.
يجب أن نعترف أننا نوجد في حالة طوارئ استراتيجية، يجب أن نفهم أن الحلقة الضعيفة في هذه السلسلة المهددة ما زالت نظام الاسد. يمكن ضعضعة مكانته، وسيطرته على مقدرات استراتيجية معينة، المس بالبنى التحتية الحيوية لديه واثارة الرأي العام العالمي ضد أحد كبار مجرمي الحرب في هذا القرن. من اجل ذلك يجب التوقف عن الجولات العبثية وعن الخطابات عديمة الجدوى ضد الاتفاق مع إيران امام جهات ليست لها اي قدرة على التأثير. بعد ذلك يجب البدء في اجراء اتصالات سرية مع شركائنا الاستراتيجيين – الدول العربية المعتدلة والعالم الحر وعلى رأسه الولايات المتحدة. نعم، هذا يجبرنا على الاصغاء لهم أيضا، لكن يحظر علينا تجاهل التهديد المتزايد امامنا.
========================
صحيفة روسية: كيف سينتقم داعش من روسيا بعد هزيمته؟
http://arabi21.com/story/1039160/صحيفة-روسية-كيف-سينتقم-داعش-من-روسيا-بعد-هزيمته#tag_49219
نشرت صحيفة "سفابودنايا براسا" الروسية تقريرا سلطت من خلاله الضوء على الهزائم التي تكبدها تنظيم الدولة في حربه ضد قوات النظام السوري والقوات الخاصة الروسية على الأراضي السورية.
 وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن تنظيم الدولة عانى خلال الفترة الأخيرة من هزائم كبيرة عطلت مساره في بناء دولة الخلافة في سوريا والعراق. وبناء على هذا، أصبح لدى التنظيم مهمة جديدة تتمثل في إنشاء شبكة إرهابية عالمية.
 واكدت الصحيفة أن مخطط التنظيم يتجلى في تنفيذ العمليات الإرهابية على نطاق جغرافي أوسع، وخير دليل على ذلك ضحايا عملياته الذين قدرت أعدادهم بالمئات خلال هذه السنة فقط.
ووفقا لما أكده رئيس جهاز الأمن الفيدرالي الروسي، ألكسندر بورتنيكوف، انتشرت هذه العمليات في عدد كبير من دول العالم؛ مثل أفغانستان، وسوريا، وإيران، والعراق، ومصر، ومالي، وتركيا، وروسيا، والمملكة المتحدة، وإسبانيا، والسويد، وفنلندا وفي العديد من الدول الأخرى.
 وأفادت الصحيفة بأن جهاز الأمن الفيدرالي الروسي قلق إزاء مسألة انتشار مفهوم "الجهاد"، خاصة عمليات الذئاب المنفردة، والمثير للاهتمام أن زعماء التنظيم يطلبون من أتباعهم عدم الذهاب إلى سوريا والعراق، والبقاء في المناطق التي بإمكانهم فيها تنفيذ عمليات إرهابية تستهدف المدنيين.
واضافت الصحيفة أن هناك تهديدا إرهابيا آخر، يتمثل في الإرهابيين العائدين إلى ديارهم، التي عادة ما تكون من بين المناطق الساخنة أو بؤر التوتر.
وفي هذا السياق، قال بورتنيكوف إنه "لتحقيق أهدافهم في أوروبا وروسيا، سيستخدم الإرهابيون تدفقات الهجرة التي تسمح بعبور الأجانب لحدود الدول المستهدفة تحت ستار اللاجئين أو العمال الأجانب".
وبينت الصحيفة أن عناصر التنظيم تمكنوا من إقامة روابط قوية مع مختلف الجماعات الإجرامية المنظمة، التي تقوم بتزويدهم بالأسلحة اللازمة، علاوة على الوثائق المزورة التي ستساعدهم على اختراق حدود الدول.
 وأشارت الصحيفة إلى أنه على مدى السنة الماضية وبفضل الإجراءات الفعالة التي اتخذتها قوات الحكومة السورية والقوات الجوية الروسية، فقد تنظيم الدولة السيطرة على مناطق نفوذ شاسعة، بالإضافة إلى حقول النفط التي تمثل القلب النابض للقوة الاقتصادية للتنظيم.
 ونظرا للهزائم التي تكبدها التنظيم، أجبر قادته على تغيير استراتيجياتهم والبحث عن إجراءات جديدة. وبناء على ذلك، انتشر الإرهابيون عمدا خارج الشرق الأوسط، في المناطق غير المستقرة بهدف خلق التوترات والصراعات المسلحة.
وأضافت الصحيفة أنه وفقا لمعلومات مؤكدة، ينتقل الإرهابيون إلى أراضي أفغانستان. والمثير للاهتمام أنه من خلال تلك المناطق، من الممكن لمسلحي التنظيم التسلل إلى آسيا الوسطى وإيران والصين.
ووفقا لبورتنيكوف "سيحاول الإرهابيون القيام باعتداءات ضد روسيا". لذلك، يتم إنشاء نقاط قوية جديدة للإرهاب العابر للقارات في اليمن ووسط أفريقيا وجنوب شرق آسيا.
وأوردت الصحيفة أن وزارة الدفاع الروسية اتهمت في وقت سابق القوات الأمريكية الخاصة، بشكل مباشر بدعم تنظيم الدولة، ووفقا لوزارة الدفاع الروسية، ساهمت القوات الخاصة الأمريكية في تعزيز نفوذ الجماعات الإرهابية بطريقة أو بأخرى. فضلا عن ذلك، ذكرت وزارة الدفاع الروسية أن النقاط القوية للقوات الخاصة الأمريكية تقع في مجالات انتشار مسلحي تنظيم الدولة.
وبناء على هذه المعطيات، فإن القول بأن الغرب حليف لروسيا في الكفاح ضد الإرهاب الدولي هو مجرد أقوال لا تؤكدها الممارسات. وخير دليل على ذلك أن مواقع الإرهاب الرئيسية تحظى بدعم من الولايات المتحدة والدول المتعاملة معها على غرار السعودية.
وذكرت الصحيفة أنه كان لدى المخابرات المركزية الأمريكية خطة لإنشاء دولة مترامية الأطراف المتجسدة في "تنظيم الدولة"، إلا أن هذا المخطط قد تم إحباطه في سوريا من خلال العمل المشترك بين دمشق وموسكو وطهران. وفي الوقت الراهن، يرى الأمريكيون أنه لا مجال لبقاء التنظيم في المنطقة، مما يعني أنه بحاجة لتغيير الاستراتيجية.
وبينت الصحيفة، وفقا للخبير السياسي ميخائيل ألكسندروف، أنه لا يمكن أن يكون لروسيا تدخل مباشر عند انتقال تنظيم الدولة إلى مناطق أخرى، فعلى الرغم من أن روسيا تدخلت عسكريا في سوريا، وبإمكانها التدخل عسكريا في ليبيا، إلا أن ذلك غير ممكن في مناطق أخرى. فعلى سبيل المثال، لن تتدخل روسيا في أفغانستان لعدة أسباب أهمها السياسية.
 وأفادت الصحيفة بأن الولايات المتحدة تلعب دورا فاعلا في أفغانستان، فمن المتوقع أن تنطلق عدد من الضربات الإرهابية من أفغانستان ضد إيران والصين وروسيا. علاوة على ذلك، سيستمر مسلحو التنظيم في العمل في الشرق الأوسط وفي وسط وشمال أفريقيا.
وأشارت الصحيفة إلى أن نشاط مقاتلي التنظيم يعتمد بشكل مباشر على حجم التمويل الذي يحصلون عليه من الجهات الراعية؛ أي الولايات المتحدة والسعودية. وفي حين لا يمكن لروسيا أن تؤثر على علاقة الغرب بالتنظيم، بمقدورها عدم إشراك الغرب في الحرب ضد الإرهاب، بينما يجب أن تتحالف مع الدول المهددة من قبل الإرهابيين. وبالتالي، من الضروري إنشاء منظمة دولية لمكافحة الإرهاب دون مشاركة الغرب.
وفي الختام، أكدت الصحيفة أنه من الممكن أن تنضم الهند والصين وإندونيسيا والفلبين إلى هذا التحالف إلى جانب روسيا. ويعتبر هذا الائتلاف قادرا على احتواء التهديد الإرهابي الذي يرعاه الغرب.
========================
الصحافة البريطانية :
الغارديان عن المنتخب السوري: هذا فريق السوريين وليس فريق بشار الأسد
http://www.souriat.com/2017/10/43454.html
الشأن السوري حقق فريق المنتخب السوري، الخميس 5 أكتوبر/تشرين الأول 2017، تعادلاً ثميناً مع منتخب أستراليا بهدف لكل منهما، في ملحق تصفيات كأس العالم بروسيا الصيف المقبل، والتي بدا الفريق السوري هو الأقرب للفوز بها لأول مرة في تاريخه. وأهدر لاعبو سوريا أكثر من فرصة للتسجيل، لكن جاءت الدقيقة الـ40 لتشهد معها هدف التقدم لأستراليا عبر روبي كروس، عندما تهيَّأت له الكرة داخل منطقة الجزاء، سددها مباشرة في الشباك لينتهي الشوط الأول بتقدم “الكانغرو الأسترالي” بهدف نظيف. وازدادت الإثارة في شوطها الثاني، حيث بحث لاعبو سوريا عن فرصة إدراك التعادل، في الوقت الذي تعاطف فيه القائم مع الأستراليين في أكثر من مناسبة، كانت كفيلة بخروجهم فائزين بعدد وافر من الأهداف. كما يدين المنتخب السوري بالفضل لحارس مرماه إبراهيم عالمة، الذي تألق ودافع عن مرماه ببسالة رافضاً دخول هدف في مرماه. وجاءت الدقيقة الـ85 ليحتسب حَكم اللقاء ركلة جزاء لسوريا، نفذها عمر السومة، في الشباك، مسجلاً التعادل. وأقيمت المباراة على ملعب “هانج جيبات ستاديوم” بماليزيا؛ لقرار الاتحاد الدولي للعبة (فيفا) بحظر إقامة مباريات الأندية والمنتخبات على الأراضي السورية؛ لسوء الأوضاع الأمنية بالبلاد. وقبل المباراة، قال لاعب الوسط السوري زاهر ميداني: “لدينا حافز كبير وهو إسعاد الشعب السوري”. وأضاف: “اللاعبون والإدارة يأملون أن نتمكَّن من توحيد شعبنا”، بحسب صحيفة الغارديان البريطانية. واعتبرت الصحيفة البريطانية أن وصف مشوار المنتخب السوري، مشوار التأهُّل غير المسبوق للفريق، بأنه شيءٌ غير وارد، لهو بخسٌ لمسيرة المنتخب في التصفيات. ففي ظل الميزانية المحدودة التي تُكبِّلها الدواعي الأمنية والتي حالت دون إقامة منشآت رياضية على أرضها، أطاح منتخب سوريا، وهو المصنَّف رقم 75 عالمياً، بالعديد من المنافسين ممَّن حقَّقوا أرقاماً أكبر وممّن يتقاضون أموالاً أكثر. قصص خيالية ولدى سوريا الكثير من ملامح القصص الخيالية، فالأمر يشبه قصة سندريلا، فالبلد قد مزَّقته الحرب الأهلية؛ إذ لا أمل لديها إلا في الرياضة لاستعادة الوحدة مرة أخرى. عندما سجَّل عمر السومة، في الشهر الماضي (سبتمبر/أيلول)، هدف التعادل المُثير في الوقت بدل الضائع ضد إيران، لينتزع مقعداً تاريخياً لسوريا في مباراةِ تحديد المُلحق الآسيوي لكأس العالم- رقص الآلاف من المشجعين، مهللين بشوارع دمشق، في احتفالٍ نادرٍ من نوعه. ومع ذلك، فإن الشاشة العملاقة التي شاهدوا من خلالها المباراة والتي كانت قد أقامتها حكومة الرئيس بشار الأسد الديكتاتورية، أصبحت سبباً في انقسام السوريين بشكل مؤلم للغاية حول ما يمثله لهم فريقهم الوطني. ويقول المنتقدون إنَّ الفريق يطبِّع الفظائع العديدة التي يقوم بها النظام ويُضفي شرعيةً عليها، بينما يواري عمليات القتل والإختفاء القسري واحتجاز لاعبي كرة القدم المحترفين. ويُتَّهَم النظام السوري باستخدام الفريق كأداةٍ دعائية، ممّا يُعدّ سلاحاً آخر ضد شعبها. وتجسَّدَ هذا الادعاء في عام 2015 عندما حضر المُدرِّب السوري فجر إبراهيم مؤتمراً صحفياً مُرتدياً فيه قميصاً تظهر عليه صورةُ الأسد. كل هذه العوامل هي التي دفعت فراس الخطيب، قائد منتخب سوريا، في عام 2012 -مع زميله عمر السومة- لمقاطعة المنتخب الوطني إلى أن توقفت البلاد عن قصف المدنيين. ووافق اللاعب، البالغ من العمر 34 عاماً -والذي يُعتبَر أفضل لاعبي سوريا- بعد 5 سنوات، على العودة للمنتخب الوطني؛ لمساندة زملائه بتصفيات كأس العالم في روسيا 2018، لكن بدا عليه التردد الشديد في أثناء اتخاذه هذا القرار. وقال الخطيب لشبكة التلفزيون الرياضية الأميركية (ESPN) في مايو/أيار: “أنا خائف، خائف، فالأمر بالغ التعقيد، لا أستطيع أن أتحدث أكثر عن هذه الأمور”، بحسب “الغارديان”. وأضاف: “الأفضل لي ولعائلتي ولبلدي وللجميع ألا أتحدث. فمهما حدث، سيحبني 12 مليون سوري، وسيحاول 12 مليوناً آخرون قتلي”. في الواقع، عندما يتشرَّد نصف سكان الأمة، فلا يمكن توقُّع انسداد تلك الهوة من قِبَل فريق رياضي غارق في هذا الصراع الأخلاقي العميق. وبغض النظر عن ذلك، فإن النجاح غير المتوقع قد أرجأ الصراع بين كل من داعمي النظام ومعارضيه فترة وجيزة. ويحاول البعض التوفيق بين مشاعرهم من خلال الفصل بين الرياضة والسياسة، ومن أمثال هؤلاء وافي البهش، وهو الذي يدير نادٍ لكرة القدم بمنطقة الغوطة الشرقية التي تحكمها قواتٌ مُعارِضة بالقرب من دمشق. وقال وافي: “حلمي هو رؤية سوريا في كأس العالم، هذا الفريق ليس فريق الأسد؛ بل إنه فريق سوريا”. 
 موقع سوريات
========================
ديلي تلغراف: هذه حال أطفال الموصل في المخيمات
http://arabi21.com/story/1039218/ديلي-تلغراف-هذه-حال-أطفال-الموصل-في-المخيمات#tag_49219
نشرت صحيفة "ديلي تلغراف" تقريرا للصحافية جوسي إنسور، تتناول فيه المشكلات النفسية التي تواجه أطفال العراق في مرحلة ما بعد تنظيم الدولة.
وتبدأ الكاتبة تقريرها بالإشارة إلى حالة الطفلة أمينة (4 أعوام)، التي فقدت النطق بعدما ضربت قنبلة هاون بيتهم وقتلت والدها، وتقول والدتها مريم إن أمينة كانت "نور عيون والدها"، وربما كانت واحدة من بين خمس بنات لمحمود، الذي كان يعمل ميكانيكيا، إلا أن العلاقة بينهما كانت وطيدة، حيث كانوا يستيقظون في كل صباح ويتناولون طعام الإفطار في بيت العائلة في الموصل، وكانت أمينة تنتظر والدها عندما يعود من العمل، وكان يأخذها في الأسابيع التي كان يعود فيها مبكرا لتقود دراجتها ذات العجلات الثلاث.
وينقل التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، عن والدة أمينة، قولها: "الكثير من العراقيين يفضلون الأولاد، إلا أن محمود كان يفضل البنات"، وكان يرى إرادته في ابنته، لهذا السبب كانت وفاة والدها صعبة عليها.
وتذكر الصحيفة كيف أصيب والدها في آذار/ مارس عندما سقطت قنبلة هاون على البيت الواقع في حي التنك في الموصل، وأصابت شظية محمود واخترقت صدره، وعندما سقط على الأرض نادى على أمينة، التي تجمدت وهي ترى الدم ينزف منه، وظل يقول لها: "تعالي بابا"، وكأنه يريد عناقها، إلا أنها لم تتحرك من مكانها.
وتشير أنسور إلى أن محمود لم يمت حالا، حيث أخذه شقيقه لعيادة مؤقتة، وبقي ينزف فيها حتى وفاته، ونظرا للخوف من التنظيم فإن شقيقه دفنه حيث مات، وظلت العائلة مختبئة في البيت أياما قبل أن تغامر وتخرج إلى معسكر حمام العليل مشيا على الأقدام، لافتة إلى أن أمينة لم تتناول الكثير من الطعام، وفقدت النطق تماما، منذ وصولها إلى المعسكر الواقع جنوب الموصل.
وتقول مريم (34 عاما) للصحيفة: "كانت أمينة هي الوحيدة التي تتصرف بشكل مختلف عن بقية البنات منذ الوفاة، وكأنها كانت طفلة صغيرة ثم تغيرت بشكل كامل"، مشيرة إلى أنها انعزلت عن بقية العائلة، وكانت تصرخ وتبكي وتطلب أن تترك وحدها في كل صباح عند الإفطار، حيث تقول إن مريم  "كانت تريد أن تكون وحيدة في الوقت الذي كانت تقضيه مع والدها، وكانت تغضب لو لم نتركها"، وتضيف أن أمينة تتصرف بهذه الطريقة حتى تتعامل مع صدمة وفاة والدها، وأخيرا أصبحت تعاني من البول على نفسها.
وتقول الكاتبة إنها زارت العائلة قبل أسبوع وقدمت للبنات الشوكولاتة، ومقارنة مع أمينة، التي جلست صامتة تنظر للهدية، قامت شقيقاتها بتناولها حالا وأخذن يلعبن ويضحكن في زاوية الخيمة، مشيرة إلى أن محاولات والدتها دفعها على الضحك لم تنجح، وتعلق مريم قائلة: "تبدو كأنها لا تعرف ما يجري، بل على العكس فهي تفهم كل شيء، وهي الآن صامتة لأننا نتحدث عن محمود".
ويلفت التقرير إلى أن أمينة بدأت قبل شهر تذهب إلى المركز النفسي الاجتماعي في المخيم، الذي أقامته منظمة "سيف ذا تشيلدرن/ أنقذوا الأطفال"، حيث تقول نور المكلفة بحالتها: "عندما رأيت أمينة أول مرة كانت تبكي طوال الوقت، ولم تكن تلعب أو تتحدث"، وتضيف نور أنه من الصعب على الأطفال الذين مرت بهم ظروف صعبة ألا يعبروا عن أنفسهم بطريقة كلامية أو جسدية، ولا عن مشاعرهم، وتقول: "شاهدنا الكثير من هؤلاء الأطفال هنا، لسوء الحظ".
وتنوه الصحيفة إلى أن أمينة بدأت بعد أسابيع تشعر بنوع من الأمان مع نور، وأخذت تلعب بالألعاب في المركز، مستدركة بأنها تحتاج لوقت لتتجاوز الصدمة، حيث تقول نور: "ما هو مهم ألا يتم الحديث مباشرة عن صدمة الفقد، فالطفلة هي من تتحدث عنها أولا، وكانت أمينة قريبة جدا من والدها، وعندما بدأت تتحدث ركزنا على الذكريات الجميلة معه".
وتفيد أنسور بأن 90% من الأطفال الذين تحدثت معهم المنظمة في حمام العليل قالوا إنهم فقدوا فردا من عائلتهم، أبا أو أما، شقيقا أو شقيقة أو قريبا أو قريبة، مشيرة إلى أنه يعيش في المخيم حوالي 50 ألف نازح، وهو واحد من ستة مخيمات أقيمت حول الموصل.
وينقل التقرير عن الخبيرة النفسية مارسيا بروفي، التي قضت 15 عاما تعالج الأطفال في مناطق الحرب، قولها إنها لم تكن جاهزة لما شاهدته في العراق، وبأنها كانت تستخدم في كل بلد عملت فيه حجر النرد، وهو مكعب على جوانبه صور للمشاعر الستة: الغضب والحزن والصدمة والقلق والملل والزعل، وكانت تطلب من الأطفال اختيار واحدة منها.
وبحسب الصحيفة، فإن الخبيرة قامت بفحص الأطفال في المناطق الخاضعة للمعارضة في سوريا، التي تعيش تحت قصف وغارات مستمرة، وهو وضع ليس مختلفا عن العراق، وتقول: "عندما قمنا باللعبة مع الأطفال السوريين عبروا عن غضب كبير؛ لأن البعض منهم فقد والديه، وآخرون راقبوهم وهم يموتون، وهناك من أظهر حزنا عميقا"، وتضيف: "أما في العراق فلم تكن الأشياء ذاتها التي شاهدناها، فليس لديهم مشاعر على الإطلاق، وكشف الأطفال عن تصرفات آلية، يعني لا ضحك أو حزن، لا شيء، وتحدثوا عن الظلام والأشياء المخيفة التي مروا بها، وهذا لا يعني أنهم دون مشاعر، بل إنهم يقومون بكبحها".
وتتابع بروفي قائلة: "كان أمرا صعبا مشاهدة هذا الأمر"، مشيرة إلى أن الفرق بين البلدين هو في مستوى القمع الذي عاناه الأطفال، ففي الموصل لم يكن العنف نتاجا للمعركة التي جرت لطرد تنظيم الدولة، بل لسنوات الرعب التي عاشوها في ظله، حيث لم تشاهد أمينة مقتل والدها وأفرادا من عائلتها فقط، بل تشكلت سنواتها الأولى في ظل القوانين الوحشية التي مارسها الجهاديون، واضطر محمود لترك عمله بسبب مضايقات الجهاديين ومطالبهم بالانضمام للتنظيم، وخاف محمود وزوجته على بناتهما، لدرجة أنهما توقفا عن إرسالهن للمدرسة، وبقيت البنات لمدة عام في عزلة عن العالم خارج بيتهن، ورغم أنهن لم يشاهدن العنف، إلا أنه كان أمرا شائعا.
وتورد الكاتبة نقلا عن بروفي، قولها إنها عاينت حالات أطلقت عليها "صدمة ثانوية"، لافتة إلى أنه "في بعض الأحيان يعد الاستماع حول ما فعله تنظيم الدولة نوعا من الصدمة مثل المشاهدة؛ ذلك أن الأطفال لديهم خيال حي ويعمل عقلهم بشكل مستمر".
ويشير التقرير إلى أن عددا كبيرا من الأطفال الذين تحدثت معهم بروفي تحدثوا عن التهديدات بالعقاب من تنظيم الدولة، وقال بعضهم إنهم لا يزالون يشعرون بالخوف من قيام الجهاديين بملاحقتهم، حتى في المخيمات الآمنة، منوها إلى أن الذين تمت مقابلتهم وعاشوا في ظل التنظيم أظهروا كلهم ما تقول بروفي أنه علامات "الضغط المسمم".
وتبين الصحيفة أن هذا النوع من الضغوط النفسية هو الأخطر؛ لأن العقل في معركة مستمرة، أو في حالة رد دائمة، وإن استمر دون علاج فإنه يدمر الدماغ، حيث تقول بروفي إن الكثير من الأطفال بحاجة إلى علاج مكثف، الأمر الذي لم يكن الأطباء النفسيون قادرين على بدئه، وترى بروفي أنه من غير المناسب البدء في هذا العلاج في ظل وجودهم في المخيمات، وتقول: "نريد معرفة أين سيقيمون على الأقل لمدة عام؛ حتى لا تتعطل عملية العلاج، ومن غير الممكن البدء في مخيمات مؤقتة".
وتقول أنسور: "على أي حال، فإن أجواء مخيم حمام العليل ليست صالحة لإعادة التأهيل، فهو أرض مقفرة ومغبرة تمتد فيه الخيام، وفي يوم الزيارة لم يكن هناك أطفال يلعبون سوى من استظلوا بظل خزان المياه، حيث كانوا يلعبون بأغطية زجاجات المياه، ودون أي اتجاه أو عمل، فإن المخيم تحول إلى سجن فعلي لسكانه الذين لا يملك معظمهم المال والوسيلة للسفر، فقد فرّ أكثر من مليون شخص من الموصل خلال العملية التي استمرت تسعة أشهر، وهو رقم أعلى من الأرقام التي توقعتها الأمم المتحدة، وهي 750 ألف نازح، ورغم عودة الكثيرين منهم، إلا أن 320 ألفا منهم لا يزالون في المخيمات، وهناك 384 ألفا يعيشون مع أقاربهم، أو في المساجد، ويعتمدون على الإغاثة".
وتختم "ديلي تلغراف" تقريرها بالإشارة إلى أن "الأمم المتحدة دعت الدول المانحة للمشاركة في تمويل عملية إعمار أضرار الحرب، إلا أن أقل من نصف المبلغ المطلوب توفر حتى الآن، ما يعني عدم إعادة بناء المدارس، ولو لم يعاد فتح المدارس فإن الأطفال سيظلون خارج النظام التعليمي، حيث أصبح العراق، الذي كانت نسبة 90% من سكانه في المدارس، لديه 3.5 ملايين طفل دون مدارس".
========================
ميدل إيست آي: هل تقبل دمشق انتصار الأسد بصفته أمرا واقعا؟
http://arabi21.com/story/1039483/ميدل-إيست-آي-هل-تقبل-دمشق-انتصار-الأسد-بصفته-أمرا-واقعا#tag_49219
كتب جوناثان ستيل مقالا في موقع "ميدل إيست آي" في لندن من مدينة دمشق، حيث يقول إن سكان العاصمة السورية لم يعودوا يهتمون، لكنهم يريدون أن تتوقف الحرب.
ويبدأ ستيل مقاله بالقول: "قبل عام كانت هناك 30 نقطة تفتيش يتم فيها التأكد من وثائق المسافرين وحقائب السيارات، في رحلة لا تستغرق إلا 30 ميلا، أما اليوم فليس هناك سوى ثلاث نقاط".
ويقول الكاتب في مقاله، الذي ترجمته "عربي21"، إن "القصة مماثلة داخل العاصمة، حيث تمت إزالة نصف نقاط التفتيش، بحسب ما يقول سكان العاصمة، بشكل خفف من أزمة السير، وأعاد بشكل تدريجي حس الحياة الطبيعي، ويحصل السكان الآن على 12 ساعة كهرباء في اليوم، وهي زيادة عالية عن العام الماضي، وصار (المازوت) النفط الثقيل، الذي يستخدمه السكان لتدفئة بيوتهم متوفرا، وإن كانت أسعاره عالية، مع أنه كان غير موجود العام الماضي إلا نادرا، واختفت الطوابير للحصول على أنابيب الغاز التي تعد مهمة للمطابخ".
ويضيف ستيل: "مهما كان موقف السكان من بشار الأسد وحكومته، فإن الشعور العام في العاصمة السورية هو الراحة لتوقف قنابل الهاون، التي كان يطلقها المقاتلون والسيارات المفخخة".
ويعلق الكاتب قائلا إن "المواقف لم تكن دائما ثنائية أو منقسمة بين مؤيد ومعارض للحكومة، فكانت دائما هناك مجموعة كبيرة من الدمشقيين الذين لم يعبروا عن موقفهم، وهم غير مسيسين، وما يهمهم هو حماية أنفسهم وعائلاتهم، ففي الأيام الأولى للنزاع، عندما بات واضحا أنه تحول للحرب بالوكالة، تتحكم به قوى خارجية، عارضت جماعات مهمة العسكرة، مع أن نسبة كبيرة منها كانت تطالب بالإصلاح أو تغيير الحكومة".
لا سياسة
ويشير ستيل إلى أنه مع الشعور بالراحة، فإن هناك تخليا عن السياسة، خاصة بين الناشطين الذين خرجوا للشوارع قبل ستة أعوام، حيث تقول امرأة في الثلاثينيات من عمرها، غادرت بلدها لكنها تعود بشكل منتظم لزيارة والديها: "قبل عامين كنت مهتمة بالسياسة، أما الآن فلم أعد أهتم"، وفضلت عدم ذكر اسمها، وتضيف: "السياسة ذات نهاية مغلقة، وما أراده الناس قبل عدة أعوام لم ينجح، فالدمار كان كبيرا، وكل ما يريده السكان السلام لأنفسهم ولمن يحبون"، وتتابع قائلة: "لم يعد الناس يهتمون بمستقبل البلاد، فهم يدخنون الشيشة ويعيشون الحاضر، وأشعر بالشيء ذاته"، فيما عبرت شابة تعمل مترجمة عن موقف يائس من المستقبل، رغم ارتياحها من قرب نهاية الحرب، على الأقل لسكان دمشق، فتقول: "ربما انتهى القتال لكن الحقد سيبقى، ويشعر الناس بالغضب على الطرفين، فهم يلومون الطرفين على العنف، وبالنسبة لي فإن الثورة انتهت عندما أطلقت أول رصاصة"، وأشارت إلى صديق عمره 22 عاما وليس مطلوبا للخدمة العسكرية؛ لأنه الابن الوحيد، و"رغم ذلك فهو يكره الطرفين؛ لأنهما دمرا حياته".
ويورد الكاتب أن "يوسف عبدلكي، الذي يعد من أكثر الرسامين الموهوبين في سوريا، ولا يزال يعيش في دمشق، يعتقد أن الثورة انتهت، وكان يجهز للسفر إلى باريس لعرض بعض أعماله عندما زرت بيته، الذي يعود للعصر العثماني، حيث يقول: (خرج الثوريون الأصليون للخارج أو قتلوا، انتهى، ويجب أن يكون الشخص واقعيا)".
ويلفت ستيل إلى أن "عبدلكي مقتنع بأن هناك إمكانية لهزيمة الأسد لو توحدت المعارضة، وهو واحد من النقاد للرئيس، وتجرأ للحديث علانية، وقام في هذا الصيف برسم سلسلة من النساء العاريات، التي عرضها في غاليري في دمشق، ولا يملك عبدلكي وقتا للمعارضة الدينية للأسد، التي يقول إن أفرادها لا يهتمون بالديمقراطية، لكنه فوجئ من النقد الشرس الذي تعرضت له أعماله من الجماعات المعارضة العلمانية في الخارج".
ويفيد الكاتب بأن أفراد هذه المعارضة زعموا أن عبدلكي منح الحكومة العذر، فرد بمقال نشرته صحيفة لبنانية، قائلا إنه رفض عرضا من وزارة الثقافة لدعم معرضه الذي نظمه في قاعة عرض فنية خاصة، مشيرا إلى أن الإعلام الرسمي لم يلتفت لمعرضه، لكن المعارضة في الخارج واصلت انتقاده، حيث يراها إشارة عن إفلاس سياسي، وعلق قائلا: "رسومي هي احتفال بالجمال ورفص للحروب الطائفية واحتجاج ضد الموت، ألا يرون هذا؟".
حلب نقطة التحول في الحرب
ويقول ستيل إن "نقطة التحول بالنسبة لدمشق كانت سيطرة قوات الحكومة على الجزء الشرقي من مدينة حلب، وكان سقوطها يشبه الدومينو، بحيث سمح للقوات السورية بالهجوم على تنظيم الدولة في شرق سوريا بشكل أدى إلى تراجعه، واستطاع الجيش السوري الشهر الماضي استعادة السيطرة على المدينة المهمة على نهر الفرات دير الزور، في الوقت الذي كانت فيه قوات سوريا الديمقراطية تهاجم مدينة الرقة عاصمة ما تدعى بالدولة الإسلامية، وخسرت هيئة تحرير الشام المرتبطة بتنظيم القاعدة والجماعات المسلحة مواقع لها، وتتقاتل فيما بينها في إدلب، شمال غرب سوريا، وحقق النظام التقدم بسبب الغارات الجوية التي مضى عليها عامان من الطيران الروسي، وإدخال مقاتلي حزب الله والمليشيات الإيرانية".
وينقل الموقع عن الجنرال الروسي ألكسندر لابين، قوله الشهر الماضي إن قوات الأسد تسيطر على 85% من أراضي سوريا، حيث يعتمد الزعم على ما يعنيه بالسيطرة، خاصة أن مناطق واسعة من البلاد فارغة وصحراوية، منوها إلى أنه بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن الحكومة تسيطر على 48% من سوريا، مقارنة مع 22% قبل عامين.
وينوه الكاتب إلى أن "الأسد لا يتفاخر على الأقل بشكل علني، لكنه بدا واثقا في تحقيق النصر في خطاب متلفز ألقاه في 20 آب/ أغسطس، حيث قال: (جيشنا يحقق في كل يوم انتصارا تلو الآخر من أجل سحق الإرهابيين، وسنواصل الهجوم على الإرهابيين حتى آخر نقطة من أرض سوريا)، وقال إن الحرب لم تنته (المعركة مستمرة، وأين نذهب بعد ذلك ويصبح بالإمكان الحديث عن النصر فهذا أمر آخر)، وبالتأكيد كان شهر أيلول/ سبتمبر الأكثر دموية، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، حيث قتل فيه 3055 شخصا، وعادة ما يركز الإعلام على القتلى بين المدنيين وليس قتلى المعارك، وبحسب إحصائيات المرصد، فإن نسبة المدنيين من قتلى الشهر الماضي كانت الثلث 955 بمن فيهم 207 أطفال، منهم 395 قتلوا نتيجة للغارات السورية والروسية، و282 جراء الغارات التي يشنها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، بالإضافة إلى أن الأرقام تظهر أن معظم القتلى هم رجال مسلحون، منهم 1288 من المعارضة، 550 سوريا و738 مقاتلا أجنبيا، وقتل 790 من قوات النظام والمليشيات وعناصر حزب الله، وتمت التهدئة والسيطرة على سلسلة من المناطق المحيطة بالعاصمة، من خلال ما يعرف بمناطق خفض التوتر، بما فيها البزرة وداريا والمعظمية وقدسيا، إلا أن جوبر وأجزاء من مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين لا تزال في يد المعارضة".
ويقول ستيل: "في كل ليلة كنت أسمع من الحارة المسيحية في المدينة القديمة ما بدا صوت صفق الأبواب، وكانت الدبابات والمدافع المرابطة في ملعب ساحة العباسيين تقوم بدك حي جوبر، الذي لا يبعد سوى ميل عنها، ولا تزال قنابل الهاون تطير باتجاه العاصمة ردا على القصف، وقتلت واحدة طالب طب في الشارع خارج سور المدينة قبل أن أغادر دمشق".
ويشير الكاتب إلى أن المناطق التي لا تزال فيها الحرب محصورة في أربع مناطق، الجبهة الجنوبية حول درعا وأجزاء من محافظة حماة،  حيث يسيطر المسلحون على أجزاء من الطريق المؤدي إلى حلب، وأجزاء من وادي الفرات، والرقة، ومحافظة إدلب، قرب الحدود مع تركيا.
روسيا والأستانة
ويذكر ستيل أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قدم خدمة للأسد، ليس من خلال إرسال طيرانه وشرطته العسكرية إلى سوريا، بل قام بإنشاء منبر للتفاوص العسكري، عرف بعملية الأستانة، التي قامت فيها روسيا وتركيا وإيران بالعمل على اتفاقيات خفض التوتر، وكانت في البداية تهدف لإعطاء إيران دورا دوليا في التوصل لحل الأزمة السورية، إلا أن مباحثات الأستانة أخذت شكلا آخر يختلف عن محادثات جنيف المخصصة للجانب السياسي، حيث رفضت الحكومة والمعارضة الجلوس في مكان واحد والاتفاق على أجندة واحدة.
ويورد الموقع نقلا عن مستشارة الأسد للشؤون السياسية بثينة شعبان، قولها: "لا أعتقد أنها أدت إلى ثمار؛ لأنها كانت دون جوهر"، وأضافت: "لا أعلم إن كان الهدف منها أن تكون منبرا للإعلان عن الحل عندما يتم التوصل إليه، لكنني لا أرى أنها حققت أي تقدم حقيقي"، مشيرا إلى أن محادثات أستانة تركز على الجانب العسكري، وعلى وقف إطلاق النار، الذي تضمنه الدول الثلاث، وتوفر أستانة الحماية للأسد بشكل يجعل من غير المعقول سقوط نظامه.
ويقول الكاتب إن "هناك سؤالين في الهواء؛ ماذا سيحدث الآن بعدما سيطرت القوات الكردية المدعومة من الولايات المتحدة على الرقة، فهل ستقوم هذه بتسليمها للحكومة السورية والروس؟ وماذا سيطلبون مقابل ذلك؟ وهل هناك احتمال أن تواجه روسيا أمريكا عسكريا؟ أما السؤال الثاني، فما هو مستقبل إدلب، حيث تم نقل مئات المقاتلين من ساحات المعارك في سوريا إليها، وبعدما استسلموا في حمص وحلب وضواحي دمشق، ويقوم الطيران الروسي والسوري بقصف المنطقة بشكل متقطع، ومن المستبعد أن تنظم عليها حملة عسكرية في ضوء الخسائر التي قد تتكبدها القوات السورية والموالية لها في حال القيام بعملية برية، وهناك احتمال أن تقوم تركيا بإقناع الجماعات، عدا تنظيم الدولة وتنظيم القاعدة، بالتخلي عن القتال والمغادرة".
ويلفت ستيل إلى قول الأسد في آب/ أغسطس، "إن فكرة مناطق خفض التوتر هي وقف سفك الدم، وإخراج الجماعات المسلحة، وتسليم السلاح، والعودة للحياة الطبيعية، ونحن مهتمون بنجاح المبادرة".
ويقول الكاتب: "في دمشق يأمل الكثير من السوريين باتفاق أمريكي روسي ينهي الحرب، والآن وقد انتصر الأسد يبدو أن الروس متعجلون للانتهاء، فيما لا يعبر الأمريكيون عن تعجل".
ويختم ستيل مقاله بالإشارة إلى أن هذا هو الموقف المعلن للمسؤولين السوريين، وقالت شعبان: "ما يريده الأمريكيون هو إطالة أمد الحرب.. تحدثوا عنها على أنها حرب استنزاف، وما نريده هو وضع حد للحرب، واستخدام أي قناة متوفرة لوقف حمام الدم في سوريا"، وأضافت: "لو أراد الأمريكيون وقف الحرب لكانوا تعاونوا بشكل مناسب مع الروس في أستانة وجنيف.. ونحاول جهدنا وقف هذه الحرب؛ لأن شعبنا هو الذي يدفع الثمن".
========================
الغارديان :معارك الرقة الأخيرة
http://www.bbc.com/arabic/inthepress-41533787
نشرت صحيفة الغارديان تقريرا كتبه مارتن تشولوف من الرقة عن المعارك الأخيرة ضد عناصر تنظيم الدولة الإسلامية في المدينة السورية.
ويقول مارتن تشولوف إن الراجح هو نحو 300 مقاتل فقط من تنظيم الدولة الإسلامية لا يزالون متحصنين في ركن من أركان "عاصمة الخلافة" التي أعلنها التنظيم. فبعد 5 أشهر من المعارك انحسر وجود عناصر التنظيم في ثلاثة أحياء من المدينة.
ويرى أن المقاتلين الباقين ليس لهم من مفر، ومصيرهم محتوم تحت أنقاض المدينة التي بدأ فيها تنظيم الدولة الإسلامية منذ أربعة أعوام. وما بقي في الرقة اليوم من معارك، حسب الصحفي، سيكون بين أزقة وبيوت دمرتها الحرب.
ويذكر مارتن أن تنظيم الدولة الإسلامية استعمل مسجد النوري في الموصل رمزا للعقيدة التي يدعي الالتزام بها، أما رمزه في الرقة فهو ساحة الساعة التي كان يظهر فيها التنظيم وحشيته على حقيقتها، إذ كانت مسرحا للقتل والإعدامات العشوائية.
ويضيف أن حجم الدمار الذي لحق بالرقة يبين أن المدينة تعرضت لما هو أكبر من مجرد حرب. فكل شيء فيها مدمر تماما.
========================
معهد بروكينغز :هل الشركات السورية في تركيا سبيل لإدماج اللاجئين
http://www.turkpress.co/node/40221
عمر كراسابان - معهد بروكينغز - ترجمة وتحرير ترك برس
في مارس / آذار 2016، كان في تركيا نحو 4000 شركة رسمية أنشأها السوريون، بينما يبلغ عددها اليوم 6 آلاف شركة، منها 760 شركة أسست في الأشهر السبعة الأولى من عام 2017، وألفا شركة ستؤسس بحلول نهاية العام. وتتراوح تقديرات إجمالي الشركات (أو المصانع) السورية، بما في ذلك الشركات غير الرسمية، من 10.000 إلى أكثر من 20.000. واعتبارا من عام 2013، استحوذت الشركات السورية على ارتفاع بنسبة 25 في المئة من الشركات الأجنبية المسجلة في تركيا، حيث شكلت الشركات السورية حوالي 10 في المئة من بين أكثر من 60 ألف شركة أنشئت سنويا في تركيا. ويظهر وجود هذه الشركات بوضوح في المناطق التركية المتاخمة للحدود السورية، حيث تبرز أهميتها.
وتشير هذه الأرقام إلى قصة ريادة الأعمال وتنامي الاندماج، حتى في وجود تصور أن السوريين ينافسون الأتراك على الوظائف المحلية، ويتسببون في ارتفاع الإيجارات، ويسهمون في زيادة معدلات الجرائم. هذه التصورات ليست مفاجئة نظرا لأن تركيا تضيف أكثر من 3 ملايين لاجئ سوري، أي ما يمثل 3.6 في المئة من السكان. وقد فضحت بيانات الشرطة عن الجرائم زيف تصور أن السوريين يرفعون معدل الجريمة، ولكن السوريين، وخاصة في المقاطعات الحدودية، يتنافسون مع الأتراك في وظائف غير رسمية لا تتطلب مهارات ويحركون الإيجارات. على أن تدفق اللاجئين أدى أيضا إلى زيادة النمو الإجمالي مع زيادة الأجور في بعض القطاعات. ما هو واضح هو أن اللاجئين سيبقون في تركيا لفترة طويلة، فالعودة إلى سوريا في ظل القتال الدائر هناك ليست خيارا قريبا، وقد أغلقت الصفقة بين الاتحاد الأوروبي وتركيا الطريق إلى أوروبا.
وكلما ازدادت البيانات والتحليلات التي تعرض للشركات السورية في تركيا، أصبح تأثيرها الإيجابي على اللاجئين والمجتمعات المضيفة أكثر وضوحا. وهناك جانب آخر للمسألة، حيث يشير تقييم سوقي للمؤسسات السورية الصغيرة والمتوسطة في تركيا أجرته مؤسسة بناء الأسواق (Building Markets) وشريكها المنتدى الاقتصادي السوري (Syria Economic Forum) إلى أن الشركات السورية تستخدم في المتوسط ​​9.4 شخصا - من الأتراك والسوريين - وأن 55 في المئة منها تخطط لاستئجار ثمانية أشخاص في المتوسط ​​خلال العام المقبل. كما أن أصحاب الأعمال السوريين يتلقون تعليما جيدا، و67٪ منهم يتلقون تعليما عاليا ويلتزمون بخطة تركيا بنسبة 39٪ لبدء نشاط تجاري آخر، وهناك 76٪ يعتزمون مواصلة أعمالهم بعد الحرب مع التوسع في سوريا وخارجها، بينما يرى 39 في المئة أن التجارة الإقليمية هي الفرصة الأساسية في تركيا تليها 23 في المئة لكل من  خدمة اللاجئين السوريين أو السوق التركية.
بدأ النقاش يتجاوز مسألة استيعاب السوريين بوصفهم ضيوفا مؤقتين إلى الاعتراف بوجودهم على المدى الطويل وفتح الفرص لكسب الرزق، والحيلولة دون نمو طبقة دنيا من السكان المعرضين للإجرام والتطرف. هناك عناصر تثير القلق عن ظهور أحياء مغلقة أو غيتوات تذكرنا بأوروبا وبعض مجتمعات المهاجرين فيها. وتشكل التوترات الطائفية، مع وقوع حوادث معزولة، مصدرا آخر للقلق. ولهذا  يدعو إرول يايبوك من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية إلى "التحول من الدعم الإنساني على المدى القصير إلى جهود التنسيق على المدى الطويل". وبالمثل، دعا تيمور كايماز وعمر كاديكوي من مؤسسة أبحاث السياسات الاقتصادية في تركيا (TEPAV) إلى "سياسات تهدف إلى تحقيق التكامل المستدام والدائم... والتحول من إطار سياسة تركيا التي تضيف السوريين إلى سياسة أخرى يكسب فيها السوريون رزقهم".
لن تكون هذه السياسة سهلة في ظل الاستقطاب الذي تشهده السياسة التركية حول قضية اللاجئين... وفي حين أن الأتراك رحبوا عموما باللاجئين، فإن الدراسات الاستقصائية لا تظهر إلا القليل من منح الجنسية. إن تدابير دعم الأعمال التجارية السوریة والمجتمعات المضيفة ھي بالتحديد التدابير التي ستولد الوظائف والخدمات لإثبات أن الوجود السوري یمکن أن یکون مفيدا بدلا من أن یکون مسؤولية.
ويتطلب ذلك تقديم حوافز لإنشاء الشركات وإضفاء الصبغة الرسمية عليها، فضلا عن توجيه الدعم، وإقامة روابط مع الجامعات وغيرها من مصادر الخبرة. وستكون هناك حاجة أيضا إلى تدابير لتيسير الحصول على التمويل، وإلى بذل مزيد من الجهود لتعليم اللغة التركية. وهذا يعني أيضا اتخاذ  تدابير لتخفيف متطلبات الإقامة، إذا تعرض أصحاب المشاريع للخطر على عملهم ورأس مالهم بالبدء في سداد الضرائب.
وتقدمت مؤسسة أبحاث السياسات الاقتصادية في تركيا (TEPAV) مع اتحاد الغرف والتبادلات السلعية في تركيا (TOBB) باقتراح بعنوان "العيش والعمل معا: إدماج السوريين في الاقتصاد التركي من خلال الدوائر المحلية" ويستهدف 12 ولاية مع أكبر عدد من السكان السوريين. ويتضمن المقترح تحليلا اقتصاديا وقطاعيا، وبناء قدرات الغرف المحلية، واختبار المهارات والتأهيل للسوريين، والتوفيق مع الشركات، ودورات اللغة التركية. ولدى الدوائر المحلية في المقاطعات الحدودية أيضا برامج للسوريين، بما في ذلك غرفة غازي عنتاب التي تشترك مع البنك الأوروبي للإنشاء والتعمير في برنامج مساعدة أصحاب المشاريع المحليين والسوريين. ولدى المنظمة الدولية للهجرة برنامج لدعم المشاريع الصغيرة السورية في المحافظات الحدودية. هناك آخرون، بما في ذلك جمعية رجال الأعمال السوريين والمنتدى الاقتصادي السوري الذي درب 2500 من منظمي المشاريع السوريين. وقد وسع بنك الاستثمار الأوروبي برنامجا لضمانات قروض المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والضمانات المضادة لرواد الأعمال السوريين.
إن دعم الأعداد المتزايدة من منظمي المشاريع السوريين سيعزز إدماج اللاجئين بوصفهم أعضاء مساهمين في المجتمع ويساعد على تقليل التوترات. ويتعين على المانحين الأجانب إيلاء مزيد من الاهتمام لهذا الأمر، وسيحتاجون إلى جهود متضافرة مستمرة من جانب صانعي القرار في الحكومة التركية والقطاع الخاص. وقال جونيش أشيك من جامعة  الاقتصاد والتكنولوجيا التركية إن "السياسات الجديدة يمكن أن يكون لها تأثير خاص في جيل الشباب من اللاجئين، ومعظمهم ثنائي اللغة ولديهم مصلحة قوية في خلق حياة جديدة لأنفسهم في تركيا".
========================
الفايننشال تايمز: إعمار سوريا.. مليارات الدولارات بانتظار لبنان.. ودولة غير متوقعة ستشاركه!
http://www.all4syria.info/Archive/447244
كلنا شركاء:الفايننشال تايمز- ترجمة فاطمة معطي- لبنان 24
أكّدت صحيفة “الفايننشال تايمز” البريطانية أنّ لبنان يأمل في أن تجذب ورشة إعادة الإعمار في سوريا الاستثمارات الصينية لما لذلك من تأثير كبير على الدور الذي سيلعبه في هذا المجال، وتحديداً عبر مرفأ طرابلس، وعلى الفوائد التي سيجنيها اقتصاده في ظل المعاناة التي تفاقمت بعد استضافته ما يقارب المليون ونصف نازح سوري.
وانطلقت الصحيفة في تقريرها من الوفود الصينية الأربعة التي زارت لبنان السنة الفائتة، رابطة بين الزيارة التي نظمها مصرف “فرنسبنك” في أيار الفائت ومبادرة “حزام واحد وطريق واحد” التي تهدف إلى تطوير وإنشاء طرق تجارية وممرات اقتصادية بين آسيا وأوروبا.
ونقلت الصحيفة عن سياسي لبناني انضم إلى الوفد الصيني الأخير رفض الكشف عن اسمه تأكيده أنّ الزيارات الصينية تضع لبنان في موقع ذي أهمية استراتيجية بالغة، قائلاً: “نحن نتحدث عن مليارات.. ومليارات الدولارات”.
في السياق نفسه، أوضحت الصيحفة أنّ ديبلوماسيين وعاملين في مجال تقديم المساعدات يحذرون من أنّ الحديث عن إعمار سوريا سابق لأوانه، نظراً إلى عدم بلوغ الحرب خواتيمها وإلى غياب العلامات الدالة على قرب التوصل إلى تسوية سياسية، وهو الشرط الذي يعتبره الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية ضرورياً لانطلاق أعمال إعادة الإعمار.
بدوره، شدّد رئيس قسم العمليات المصرفية الدولية في “فرنسبنك” جورج أندراوس على ضرورة استعداد لبنان والقطاع المصرفي تحديداً لمرحلة إعادة إعمار سوريا.
توازياً، أكّدت الصحيفة أنّ المسؤولين اللبنانيين يرغبون في جذب الاستثمارات الصينية إلى طرابلس، ناقلة عن من الوزيرة السابقة ورئيسة المنطقة الاقتصادية الخاصة في طرابلس ريا الحسن قولها إنّ لبنان مستعد لتوفير دراسات جدوى للصينيين.
ورأت الصحيفة أنّ مرفأ طرابلس قادر على أن يربط بشكل مباشر بين لبنان وأكثر المدن السورية دماراً مثل حمص، لافتةً إلى أنّ المسؤولين الذين يدرسون خيارات إعادة الإعمار يؤكدون أنّه أعمق من مرفأَي طرطوس واللاذقية، أمرٌ من شأنه أن يؤمن وصولاً سريعاً إلى المدن السورية المخطط إعادة إعمارها وبالتالي تجنّب الممرات البرية التي تشهد اشتباكات.
كما نقلت عن مسؤول أممي اعتباره مرفأ طرابلس “مرفأ لسوريا” من الناحية الاقتصادية، فقال: “لا يمكن إعادة بناء سوريا من دون طرابلس”، كاشفاً أنّ استفادة لبنان من إعادة إعمار سوريا بعد معاناته جراء اندلاعها جزء من التفاهم الدولي التي تم حول هذه الحرب.
ختاماً، تطرّقت الصحيفة إلى العوائق التي تقف في وجه الاستثمار الصيني، ناقلةً عن رجل أعمال لبناني يعمل مع الشركات الصينية في المنطقة، قوله إنّ زملاءه الصينيين لم يستوعبوا نظام لبنان السياسي المعقد المبني على أسس طائفية وصدموا بالفساد المستشري.
========================
إيكونوميست: حلمٌ سيتحقق.. سكك الحديد ستلفّ لبنان.. ونفق من بيروت الى دمشق
http://www.all4syria.info/Archive/447241
كلنا شركاء: إيكونوميست- ترجمة سارة عبدالله- لبنان 24
كشفت مجلة “إيكونوميست” البريطانية أنّ الدمار في سوريا أحيا حلم إعادة تشييد سكّة حديد في لبنان.
ولفتت إلى أنّ الزوّار الذي يأتون الى لبنان غالبًا ما يتحسرّون على الطرقات في هذا البلد، كاشفةً أنّ المصرفي الإيرلندي جيمس فارلي كتب في العام 1850، عن طريق بيروت دمشق ووصفها أنّها “طريق البغال الرديئة”. وكانت تستغرق الرحلة المحفوفة بالمخاطر بين العاصمتين، على الممرات الجبلية أربعة أيام، بسبب الهرب من قطّاع الطرق وتجنب الثلوج في فصل الشتاء.
وخلال سنوات الفوضى السياسية الأخيرة، قلّت الإستثمارات وتدفق أكثر من مليون ونصف مليون سوري، واستنزفت الموارد ما فاقم المشكلة. وهنا يُطرح سؤال إن كان يُمكن أن يحلّ إحياء السكك الحديد المشكلة!
مصير شبكة السكك الحديدية اللبنانية يتتبع صعود وهبوط ثروات البلاد، بحسب المجلّة التي أوضحت أنّ المهندس الفرنسي ادوارد كوز كان وراء فكرة سكة حديد تربط طرابلس بالساحل السوري. وقد أنشئت سكّة الحديد في لبنان عندما كانت بيروت لا تزال تحت الحكم العثماني، وفتح الخط الأول عام 1985.
وفي الذروة، يُقال إنّ السكك الحديدية في لبنان تمتد 408 كلم، تقريبًا نفس القدر من المسار الموجود في لندن تحت الأرض اليوم.
عام 1975، اندلعت الحرب الأهلية وخرّبت البلاد لـ15 عامًا، وتدمّرت شبكة الحديد تدريجيًا، كما قصفها الجيش الإسرائيلي.
الى ذلك، توضح المجلّة أنّ الحديث عن إعادة سكك الحديد الى سابق مجدها ليس جديدًا. فقد أكّدت عدّة دراسات بتكليف حكومي منذ 1990 أنّ سكة الحديد التي تربط المدن الساحلية في لبنان مع سوريا، لها فائدة اقتصادية. وأوضحت الدراسة الأخيرة المموّلة من بنك للاستثمار الأوروبي أنّ الخط الذي يربط بيروت بمرفأ طرابلس يُمكن أن يعود بعوائد كافية لتغطية تكاليف التشغيل، ويسترد جزءًا من الـ3 مليارات دولارات التي يحتاجها لإنشائه.
ومن شأن شحن الشحنات من طرابلس إلى الحدود السورية وإلى مدينة حمص، أن يكلّف أقل بكثير ويعزّز التجارة. وهناك مجموعة من الشركات الإيطالية تبحث أيضًا في حفر نفق عبر الجبل لإعادة فتح طريق بيروت – دمشق.
وبالرغم من الحماس، فإنّ القطارات في لبنان لن تسلك أي سكّة، حتى تُغلق أبواب الحرب السورية، بحسب المجلّة التي نقلت عن وزيرة المال السابقة ريّا الحسن أنّ لا أحد يرغب بدفع المال في الوقت الذي من غير الواضح ماذا سيحصل في سوريا.
وكشفت المجلّة أنّ شركات من الخليج والصين تتطلّع الى إقامة استثمارات بهدف الحصول على جزء من الـ200 مليار دولار التي تحتاجها سوريا لإعادة إعمارها. وسكّة الحديد من المرافئ اللبنانية الى المدن السورية قد يكون أمرًا مشجعًا لهذه الشركات.
وحتى لو انتهت الحرب، سيستغرق لبنان سنوات قبل العمل على شبكة قطارات جديدة.
========================