الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 6/1/2018

سوريا في الصحافة العالمية 6/1/2018

07.01.2018
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
 
الصحافة الامريكية :  
الصحافة العبرية والروسية :  
الصحافة الالمانية والفرنسية والبريطانية :  
الصحافة الامريكية :
واشنطن بوست :احتجاجات إيران: أربعة استرشادات
في عصر لا يعترف فيه بأخطائه إلا قلة من الناس، يجب علينا الإشادة بدينس روس، المستشار السابق في إدارة أوباما لصراحته. فقد كتب دينس روس في مجلة «فورين بوليسي» في الأيام القليلة الماضية يقول: «في يونيو 2009 كنت أعمل في إدارة الرئيس باراك أوباما مستشارا خاصا لوزير الخارجية بشأن إيران وكنت جزءا من عملية صناعة القرار. ولأننا كنا نخشى من أن يستغلنا النظام الإيراني لمصلحته ونضفي مصداقية على زعمه بأن الاحتجاجات تم التحريض عليها من الخارج، اخترنا تبني موقف غير بارز. ورجوعي بالذكرى يجعلني أقول إن ذلك كان خطأ. بل كان يجب أن نلقي الضوء على ما كان يفعله النظام ونحشد حلفاءنا لفعل الشيء نفسه، وكان يجب أن نبذل أقصى ما لدينا لتقديم أنباء من الخارج وتيسير الاتصالات في الداخل. وكان بوسعنا أن نحاول بذل المزيد لخلق بدائل للتواصل الاجتماعي ونجعل من الصعب على النظام إغلاق بعض المنابر».
إن ما كتبه روس يبهجني ليس لأن هذا هو الموقف الذي كنا نتبناه، نحن منتقدي إدارة أوباما في عام 2009، بل لأنه يضرب للناس مثلا. فإذا كانت قد وقعت أخطاء فلا يتعين تكرارها. وإذا أخطأ بعض الناس فعليهم أن يفيدونا بمراجعاتهم لما فعلوه. ولن يحدث كل يوم أن نحظى بفرصة ثانية لتصحيح الخطأ في الدبلوماسية الدولية وخاصة في حدث قد يكون واسع التأثير مثل هذا.
صحيح أن أسباب الاحتجاجات في إيران حالياً مختلفة عن المرة السابقة، فهي هذه المرة بسبب الفساد والعسر الاقتصادي، وليس تزوير الانتخابات، وحجمها أصغر لكنها أوسع نطاقاً. واحتجاجات هذه المرة لا تحركها الصفوة المثقفة بل الطبقة الدنيا والمتوسطة الدنيا.
لكن حلفاءنا الأوروبيين يخشون بشدة انسحاب الرئيس ترامب من جانب واحد من الاتفاق النووي الإيراني. ولدينا حقائق مختلفة على أرض الواقع وهذا يتمثل تحديدا في الجرأة الدولية الواسعة والمكلفة لإيران التي استنزفت الموارد من اقتصاد يكافح من أجل التعافي بعد عقوبات فرضت على طهران منذ فترة طويلة. وباختصار، هذه المرة، لدى الولايات المتحدة نفوذ أكبر لكن لديها رسول أقل فاعلية. وفي الدبلوماسية، كما في الحرب، يذهب المرء بما لديه من أدوات جيدة ونقاط قصور أيضا. ومع أخذ كل هذا في الاعتبار يتعين علينا الاسترشاد بأربعة مبادئ.
أولا: يتعين على الكونجرس أن يضطلع بالقسط الأكبر من التصريحات وليس الرئيس. فالرئيس الذي يصف وسائل الإعلام بأنها «معارضة» وأدوات لترويج الأكاذيب، لن يستطيع الدفاع بفعالية عن حقوق الإنسان الإيراني وحرياته المدنية. ويستطيع الكونجرس الذي فرض عقوبات العام الماضي على إيران ودأب على الحديث عن حقوق الإنسان، أن يبرز دعم الشعب الأميركي من خلال قرارات وجلسات استماع تفضح فساد النظام الإيراني وتوسعه الإقليمي. ويستطيع رئيسا المجلسين والأعضاء البارزين في لجان العلاقات الخارجية فيهما أن ينسقوا هذه المساعي.
ثانيا: هذا يمثل فرصة ذهبية لترامب ليغير الصورة التي رسمها لنفسه بسبب حظر السفر الذي فرضه. ويجب على الفور أن يعلق الحظر على الأقل فيما يتعلق ببعض الدول. لقد كانت سياسة مهينة ولا تساعد الإيرانيين الذين يحتمل أنهم يؤيدون الغرب والذين يريدون التعلم في الجامعات الغربية وممارسة النشاط الاقتصادي في الغرب ثم العودة إلى إيران. ويستطيع ترامب أن يحصل على إشادة من الحزبين في هذا الصدد حين يقوم بعمل يوضح أن بمقدوره أن يكون عقلانياً ومستوعباً الحقائق الجديدة على الأرض.
ثالثا: حان وقت إصلاح الصدع مع حلفائنا الأوروبيين. فقد أشار روس إلى أن «الاتحاد الأوروبي وخاصة الفرنسيين والألمان ظلوا صامتين إلى حد كبير حتى الآن. والتكتل لن يستجيب لدعوات ترامب، لكن يجب تشجيعه رغم هذا، على أن يقف بجانب حقوق المشاركين في احتجاجات سلمية والذين يواجهون حملة قمعية من النظام الإيراني». ويتعين على الإدارة أن تتوصل إلى صفقة مفادها أن الولايات المتحدة لن تنسحب من جانب واحد من الاتفاق النووي الإيراني دون التشاور مع الأوروبيين مقابل انضمامهم إلى الفريق الدولي لدعم الاحتجاجات السلمية في إيران.
رابعاً: يتعين أن نجبر إيران على دفع ثمن أكبر مقابل مغامراتها في السياسة الخارجية التي أصبحت مثار غضب الإيرانيين. ويذكرنا روس بالقول: «كان ترامب قد أعلن أنه يريد التصدى لمساعي زعزعة الاستقرار التي تقوم بها إيران في المنطقة. وفي هذه المسألة بذلت إدارته القليل جدا كي تفاقم التكلفة التي يتكبدها الإيرانيون نتيجة أعمالهم الإقليمية. وفي سوريا التي تعد عماد مساعي إيران لتوسيع مجال سيطرتها ليس لدى إدارة ترامب استراتيجية مناهضة لإيران». وهذا يستتبع دعما أكبر للأكراد الذين يقاتلون أيضا «داعش» ودعما للأطراف غير المتشددة في سوريا كذلك. ويجب أن نشكل تحالفا دفاعيا إقليميا مع دول تتصدى للتوسع الإيراني. والواقع أن لدى الإدارة الأميركية كثيرا من نواحي القصور لكن لديها أوراق لعب قوية أيضا.
دعونا نأمل أن يكون هناك شخص لديه البصيرة والقدرة على تقليص نواحي القصور وتعزيز نواحي القوة.
-----------------
*كاتبة أميركية
--------------------
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
========================
واشنطن بوست :مايك بينس :ترامب وانتهاكات إيران
تاريخ النشر: السبت 06 يناير 2018
قبل ثماني سنوات ونصف، كان الشعب الأميركي يتابع انتفاضة الشعب الإيراني من أجل تكريس حقه الطبيعي في الحرية. وشارك في «الثورة الخضراء» الملايين من الشبّان الشجعان رجالاً ونساء ملؤوا شوارع طهران وتبريز ومدن أخرى، وبدا وكأن الشرارة وصلت إلى كل المناطق الواقعة بين هذه المدن. وكان المتظاهرون يحتجون على الانتخابات المزوّرة. وبمرور الأيام، ارتفع سقف احتجاجاتهم وراحوا يطالبون بإنهاء عهد آيات الله الملالي غير المنتخبين ووضع حدّ لممارساتهم القمعية ورفع قبضتهم الحديدية عن إيران وشعبها.
وكان هؤلاء المتظاهرون الشجعان ينتظرون الدعم من رئيس العالم الحر، إلا أن ما دفعني للشعور بالإحباط كعضو في الكونجرس هو أن رئيس الولايات المتحدة في ذلك الوقت ظلّ صامتاً، وعندما تصاعدت موجة التظاهرات وتصدى لها النظام بوحشية في محاولة منه لقمعها، كان الرئيس باراك أوباما يواصل فشله في التعبير عن تضامن الشعب الأميركي مع المتظاهرين. ومن خلال موقعي في ذلك الوقت كعضو لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب، لاحظت قصوراً في العمل من أجل وقف مسلسل التراجع عن مبدأ الريادة الأميركية للعالم.
ولقد كانت الولايات المتحدة تلتزم منذ زمن بعيد بالوقوف في صف أولئك الذين ينشدون الحرية ويطالبون بمستقبل أكثر إشراقاً، إلا أن الرئيس رفض الوقوف إلى جانب الشعب الشجاع الذي يسعى للنجاة من قبضة الاستبداديين القساة، واكتفى بإصدار بيان متأخر شجب فيه العنف الذي مارسه النظام. وفي الوقت ذاته، كانت الولايات المتحدة تسجّل فشلها الآخر في مواجهة الدولة الرائدة في رعاية الإرهاب. وهي «الغلطة» التي هددت أمن شعبنا الأميركي وشعوب حلفائنا. وأدى الموقف الرافض للإدارة للقيام بعمل صارم ضد الحكام الاستبداديين إلى تمكين النظام من القضاء على حركة المعارضة، وبذلك تم إخماد «الثورة الخضراء» وبوحشية لا نظير لها، واستعار الشارع الإيراني بعد ذلك صمته من صمت البيت الأبيض. وحتى اليوم، لا زلنا نسمع عبارات الاستنكار من الإيرانيين بسبب تخلي الولايات المتحدة عنهم في أوقات المحنة.
واليوم عاد الشعب الإيراني للانتفاض مطالباً بالحرية وفرص الحياة. وتحت حكم الرئيس دونالد ترامب، ستقف الولايات المتحدة معه. وهذه المرة، لن نبقى صامتين.
وقبل شهور من انطلاق موجة التظاهرات الجديدة في إيران، أكد الرئيس أن أيام النظام الإيراني باتت معدودة. وخلال إلقاء خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في شهر سبتمبر الماضي، قال: «إن الشعب الطيّب في إيران يريد التغيير. وبغض النظر عن القوة العسكرية الكبيرة للولايات المتحدة، فإن القيادة الإيرانية تخاف من شعبها بشكل أكبر»، وهذا يذكرنا بما قاله رئيس أميركي آخر (رونالد ريجان) عندما وضع تنبؤاته حول المصير الذي سيؤول إليه الاتحاد السوفييتي، ولكن نبوءته ووجهت بالسخرية في ذلك الوقت، وأصبحت نغمة الصدق أكثر وضوحاً في هذه الكلمات. وفي الوقت الذي بقي سلفه صامتاً أثناء أحداث عام 2009، سارع ترامب للإعلان عن تقديم دعم غير محدود للشعب الإيراني. وأكد أيضاً التزامه بتقديم المساعدة له في الأيام المقبلة.
وهناك ما هو أكثر من ذلك، فلقد رفض الرئيس التوقيع على الاتفاقية النووية التي أبرمتها الإدارة السابقة مع إيران التي أغرقت خزائن النظام بعشرات المليارات من الدولارات النقدية التي استخدمها في زيادة القمع ضد شعبه ودعم الإرهاب في أجزاء واسعة من العالم، وبادرنا بالفعل إلى فرض المزيد من العقوبات ضد الحرس الثوري الإيراني، ويفكر الرئيس الآن بالقيام بمبادرات إضافية لمعاقبة النظام على سلوكه الهمجي والوحشي ضد شعبه، وعندما أعلنت الولايات المتحدة بوضوح لا لبس فيه عن اتخاذ هذه الإجراءات، فإن العديد من شركائنا الأوروبيين والأمم المتحدة، ترددوا عن الحديث حول الموضوع بخطاب قوي فيما يتعلق بالأزمة المتصاعدة في إيران، وهذا ما يدعو إلى الأسف الشديد.
والآن جاء الوقت المناسب لاتخاذ موقف واضح، وخاصة بعد أن أوضحت «الثورة الخضراء» لعام 2009 الثمن الباهظ الذي يترتب على الصمت، وأنا والرئيس ندعو قادة دول العالم الحر والأمم المحبّة للسلام عبر العالم لإدانة الاستبداديين غير المنتخبين في إيران، والدفاع عن حق الشعب الإيراني في تخطيط مستقبله وتقرير مصيره. وسبق للرئيس أن قال إن «الأنظمة القمعية لا يمكنها أن تستمر إلى الأبد». وسوف تواصل إدارتنا دعمها للمتظاهرين أثناء مطالبتهم بالحرية، وبأن يتوقف قادة إيران عن ممارساتهم الخطيرة والمثيرة للاضطرابات داخل الوطن وخارجه. ونحن نقف مع الشعب الإيراني الشجاع لأنه على حق، ولأن النظام في طهران يهدد السلم والأمن في العالم أجمع. وهذا هو جوهر السياسة التي تتبعها القيادة الأميركية. وكما يعرف الشعب الإيراني الآن، فإن الولايات المتحدة تقود النظام العالمي نحو الحرية من جديد._ _ _ _
مايك بينس*
* نائب الرئيس الأميركي
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست نيوز سيرفس»
========================
الأتلانتيك :المعركة من أجل إيران: التغيير لن يكون سهلاً ولا سلمياً ولا وشيكاً
كريم سادادبور – (الأتلانتيك) 31/12/2017
ترجمة: علاء الدين أبو زينة
تواجه حركات الاحتجاجات في الشرق الأوسط عقبات قمعية هائلة، ونادراً ما تنتهي إلى نهايات سعيدة. وحتى عندما "ينجح" المتظاهرون في الإطاحة بمستبد، فإنهم نادراً ما ينجحون في إنهاء الاستبداد.
في إيران، تبدو العقبات التي تحول دون تحقيق النجاح مرعبة. ففي حين أن معظم دول الشرق الأوسط يحكمها مستبدون علمانيون يركزون على قمع المعارضة الإسلامية في المقام الأول، فإن إيران هي أوتوقراطية إسلامية تركز على قمع المعارضة العلمانية. ولا يبدو أن هذه الدينامية –وقوف هؤلاء المواطنين الذين يسعون إلى الكرامة الاقتصادية والتعددية عُزّلاً، بلا تنظيم وبلا قيادة، في مقابل ثيوقراطية حاكمة منظمة وضارية ومدججة بالسلاح وتعتنق مبدأ الشهادة- لا يبدو أنها تشكل وصفة للنجاح.
مع ذلك، وعلى خلفية هذه الخلفية القاتمة، كانت احتجاجات إيران المناهضة للحكومة التي انتشرت مثل الفطر -وإن كانت أصغر بكثير من نطاق انتفاضة البلاد في العام 2009- غير مسبوقة في نطاقها الجغرافي وشدتها. فقد بدأت يوم 28 كانون الأول (ديسمبر) في مشهد، مدينة الحج الشيعية التي لطالما اعتُبرت معقلاً للنظام، حيث ردد المتظاهرون شعارات مثل "دعوا سورية وشأنها، وفكروا فينا". وسرعان ما انتشرت إلى قُم، المدينة الأقدس في إيران، حيث أعرب المتظاهرون عن الحنين إلى عصر رضا شاه، المستبد والمحدِّث في القرن العشرين الذي قمع رجال الدين بلا رحمة. واستمرت هذه الاحتجاجات في مدن المحافظات، حيث كان الآلاف يرددون "لا نريد جمهورية إسلامية" في نجف أباد؛ و"الموت للحرس الثوري" في رشت؛ و"الموت للديكتاتور" في خرم أباد. وانتشرت التظاهرات بعد ذلك إلى طهران نفسها، وتم اعتقال المئات، وفقاً لما ذكرته هيئة الإذاعة البريطانية نقلاً عن مسؤولين إيرانيين.
أما السبب الذي أطلق هذه الاحتجاجات، فهو موضوع نقاش –حيث تشير بعض الأدلة إلى أنها تلقت التشجيع في البداية من القوى المتشددة في إيران بهدف إحراج الرئيس حسن روحاني. لكن ما أثارها في الغالب هو نفس المظالم التي تُمِد الحركات المناهضة للحكومة بالطاقة في كل مكان: ارتفاع تكاليف المعيشة، والفساد المزمن، والاحتيال، وسوء الإدارة. وفي إيران، تُمكن إضافة ذلك المزيج المرير من القمع السياسي والاجتماعي على حد سواء، وكلها شؤون تنبع من القاعدة الأخلاقية للثيوقراطية الإسلامية.
على الرغم من أن هذه المظالم كانت تتقلب تحت السطح لسنوات -بل ولعقود في واقع الأمر- يبرز "الهاتف الذكي" من بين عشرات العوامل التي تميز احتجاجات اليوم عن نظيرتها في العام 2009. ففي العام 2009، عندما احتج ما يقدر بنحو 2 إلى 3 ملايين إيراني بصمت في طهران، كان أقل من مليون إيراني يمتلكون مثل هذا الجهاز، وعدد قليل منهم خارج طهران. أما اليوم، فيعتقد بأن عدداً مدهشاً هو 48 مليون إيراني يمتلكون الهواتف ذكية، وجميعها مزودة بوسائط التواصل الاجتماعي وتطبيقات التواصل. ويُعتقد بأن نحو 40 مليون شخص يستخدمون تطبيق "تيلغرام" وحده، وهم بعيدون عن سيطرة الحكومة، وإنما ليسوا في مأمن من إغلاق للاتصالات إذا حاولت طهران خنق الإنترنت.
في حين أن لدى الإيرانيين فهماً أفضل بكثير لكيفية عيش الناس في الأماكن الأخرى، فإن لدى بقية العالم فكرة أقل وضوحاً عن كيفية عيش الإيرانيين، نظراً لتشويه طهران الفعال للتغطية الإعلامية الغربية. ومنذ العام 2009 -وحتى قبل ذلك- كان الصحفيون المهنيون المحترفون الذين يغطون إيران، بما في ذلك فارناز فسيحي من صحيفة "وول ستريت جورنال"، ونضيلة فتحي في صحيفة "نيويورك تايمز"، ومزيار باهاري من مجلة "نيوزويك"، وباريزا حفيظي من "رويترز"، وباباك دغانبيشه، وعشرات الآخرين، قد تعرضوا للتخويف والطرد، والسجن في بعض الحالات. ويعيش الصحفيون المتبقون في إيران مع القلق على سلامتهم الشخصية. كما أن العديد من أفضل الكتاب والعلماء والفنانين الإيرانيين من جيلهم تعرضوا للنفي من إيران أيضاً.
في الوقت نفسه، وفَّر النظام تأشيرات الدخول لمن يعرف أنهم سيقدمون تغطية إخبارية أكثر وديّة. وكان وزير الخارجية جواد ظريف فعالاً بشكل خاص في استغلال الصحفيين والمحللين والمسؤولين الغربيين. وقد خلق هذا الوضع مساحة لسلالة جديدة من صحفيي الرأي والمحللين -الذين يسعى البعض منهم في الوقت نفسه إلى تعزيز فرص أعمالهم في إيران- ويخففون من لهجة الانتقاد للحفاظ على وصولهم.
ما الذي يَحدُث الآن؟
لدى الحكومة الإيرانية سجل معدل الإعدامات الأعلى بالنسبة لحصة الفرد في العالم، وهي تعامل المرأة كمواطنة من الدرجة الثانية، وتضطهد المثليين والأقليات الدينية، وتخنق حرية التعبير. وفي حين أن هناك ميلاً طبيعياً بين الناس المحترمين في كل مكان إلى أن يشهدوا نجاح حركة سلمية للحقوق المدنية في إيران، فإن هناك الكثير من الأسباب التي تدعو إلى الاعتقاد بأن مثل هذه الحركة لن تنجح. فمؤسسات النظام القهرية –قوات الحرس الثوري وميليشيا الباسيج- منظمة ومسلحة ووفيرة، ومتمرسة جيداً في علم القمع الوحشي. في حين أن المعارضة للحكومة، على النقيض من ذلك، غير مسلحة، بلا قيادة، وبلا دفة. وبالإضافة إلى ذلك، لدى إيران عشرات الآلاف من رجال الميليشيات الشيعية تحت تصرفها -بما في ذلك حزب الله اللبناني- الذين كانت ترعاهم منذ سنوات، وفي بعض الحالات منذ عقود. وبالنسبة لهذه القوات المتمرسة في القتال، فإن سحق المتظاهرين الإيرانيين العزل هو مهمة أسهل بكثير من محاربة الثوار السوريين أو الجهاديين السُّنة.
بينما أعرب البعض عن الأمل في أن تجبر هذه الاحتجاجات الحكومة الإيرانية على محاولة مخاطبة المظالم الشعبية، فإن التاريخ يُظهر أن العكس هو الصحيح على الأرجح. وفي الأسابيع والأشهر القادمة، يجب أن يتوقع المرء من النظام أن يصبح أكثر قمعية باطراد. وعادة ما تزدهر قوات الأمن الإيرانية عندما يكون هناك انعدام للأمن. بل إن بعض الإيرانيين يخشون أن تكون قوات الحرس الثوري قد سمحت للمتظاهرين بالازدياد حتى تستخدم ذلك ذريعة لتوسيع سلطتها باسم الأمن القومي.
ما الذي يمكن أن تفعله الولايات المتحدة؟
من الطبيعي أن تستدعي الثورات الشعبية ضد نظام شعاره الرسمي "الموت لأميركا" دعماً قوياً من الساسة الأميركيين. والسؤال الآن، كما كان دائماً، هو: ما الطريقة البناءة أكثر ما يكون، والتي تستطيع بها واشنطن أن "تدعم" مثل هذه الاحتجاجات؟ في أعقاب حرب الخليج في العام 1991، جاء تشجيع الرئيس جورج بوش الأب الشائن للشيعة العراقيين على الثورة ضد صدام حسين. وعندما فعلوا ذلك تعرضوا للذبح، وتوجه الغضب العالمي إلى بوش أكثر من صدام. وفي العام 2009، عرضت إدارة أوباما دعماً فاتراً فقط للـ"الحركة الخضراء" في إيران، وهو موقف وصفته هيلاري كلينتون لاحقاً بأنه كان أكثر شيء ندمت عليه كوزيرة للخارجية.
ما الذي يجب على القادة الأميركيين أن يفعلوه إذن؟ بينما تكون التعبيرات المصاغة بعناية للتضامن مع الناس –وإنما ليس التحريض- جيدة مبدئياً، بالنظر إلى نفوذ واشنطن الضئيل على طهران، فسوف يكون لمثل هذه التصريحات على الأرجح تأثير محدود فقط (على النقيض من التصريحات الرسمية عن الأنظمة الاستبدادية التي للولايات المتحدة نفوذ حقيقي عليها، مثل نظام مبارك في مصر). ولعل الأمر الأكثر أهمية من التصريحات العامة هو السياسات الأميركية التي يمكن أن تكبح قدرة النظام القهرية وإمكانية قيامه بتعتيم وقطع الاتصالات.
أحد الاقتراحات الملموسة هو إيضاح أن الشركات والبلدان في جميع أنحاء العالم التي تتواطأ مع مؤسسات إيران القمعية –بما فيها تلك التي تقدم تقنية الرقابة التكنولوجية- سوف تواجه التوبيخ والعقاب من الولايات المتحدة. كما يجب على الولايات المتحدة أن تقوم أيضاً بتحشيد الشركاء الدوليين الذين لديهم علاقات عاملة مع إيران –بمن فيهم أوروبا، واليابان، وكوريا الجنوبية والهند- لإضافة أصواتهم في التعبير عن القلق والإدانة لقمع طهران. وكانت رئيسة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، فيدريكا موغيريني، صامتة بشكل ملحوظ.
بالنظر إلى غموض النظام الإيراني وعدم إمكان الوصول إليه من أجل إجراء تحقيق مستقل، فإن الأيام والأسابيع المقبلة لا يمكن التنبؤ بها على الإطلاق. ويبدو خامنئي وحراسه من الحرس الثوري الإيراني متخندقين بقوة لدى النظر إليهم من على بعد آلاف الأميال، ولكننا نعرف أيضاً من التاريخ أن الاستقرار الاستبدادي يمكن أن يكون وهماً. ففي آب (أغسطس) 1978، قدّرت وكالة المخابرات المركزية الأميركية بثقة أن الملكية البهلوية في إيران "ليست في وضع ثوري -أو حتى قبل ثوري". وبعد خمسة أشهر، غادر الشاه -الذي أصيب بسرطان متقدم من دون أن تعلم بذلك حتى أسرته- لتكون مغادرته بلا عودة. وكانت صحة خامنئي مصدراً للتكهنات الكثيرة لسنوات، لكنه تم كتم حقيقتها باعتبارها سراً من أسرار الأمن القومي.
كان الفيلسوف الإيطالي أنطونيو غرامشي يحب أن يقول: "أنا متشائم بسبب الذكاء، وإنما متفائل بسبب الإرادة". وتعرض ألفان وخمسمائة سنة من الحضارة الفارسية وسعي بطول قرن من أجل الديمقراطية الأمل في نجاح الإرادة الإيرانية التي لا يمكن كبحها من أجل التغيير. لكن تاريخ الجمهورية الإسلامية الذي دام أربعة عقود من الوحشية يشير إلى أن التغيير لن يأتي بسهولة، ولن يكون سلمياً، أو قريباً.
========================
الصحافة العبرية والروسية :
معاريف :إيران.. ومسار التفافي على "حزب الله"
بقلم: يوسي ميلمان
فلنقل ذلك على الفور: توقيت بيان جهاز الأمن العام عن الكشف واعتقال عملاء المخابرات الإيرانية هو بيان صدفة ولا علاقة له على الإطلاق بالأحداث الأخيرة في جبهة إيران.
وزارة المخابرات الإيرانية مسؤولة عن أعمال جمع المعلومات والعمليات التخريبية الخاصة، الإرهاب والاغتيالات خارج حدود الدولة.
وكانت الوزارة مرتبطة في الماضي بالعمليات في الأرجنتين في التسعينيات ضد سفارة إسرائيل و»أمية» بيت الطائفة اليهودية في الدولة، وكذا بالجهود لضرب السفارات الإسرائيلية، الدبلوماسيين الإسرائيليين وبالأهداف اليهودية خارج البلاد.
وغير مرة كشفت أجهزة الأمن في أوروبا مبعوثين من المخابرات الإيرانية متخفين في شكل سياح أبرياء يحاولون التقاط الصور وجمع المعلومات عن ممثليات إسرائيل وعن مؤسسات يهودية، كما أن وزارة المخابرات مسؤولة عن تصفية معارضي النظام في أرجاء أوروبا وعن الخطط للعمليات في الولايات المتحدة.
قبل بضع سنوات اعتقل في إسرائيل مواطن إيراني أرسل مع جواز سفر أجنبي لمهام تصوير مواقع وجمع معلومات، ومنذئذ وهو يقضي عقوبته في السجن.
وحاولت المخابرات الإيرانية في الماضي العمل أيضا من خلال تجنيد فلسطينيين وعرب إسرائيليين، ولكنها ركزت أعمالها أساسا على قناتين: زادت مساعي قتال السايبر التي تقوم بها كي تجمع المعلومات وتشوش على شبكات حرجة، واستخدمت حزب الله لمهام جمع المعلومات، وتجنيد العملاء والتخريب.
وجندت المنظمة الشيعية اللبنانية على مدى السنين عربا إسرائيليين (في بعض الحالات كان الثمن يدفع بالمخدرات) أو فلسطينيين من غزة أو من الضفة.
إضافة إلى ذلك جند حزب الله أصحاب جنسيات أجنبية (بريطانية، ألمانية ودنماركية ضمن أخرى) وبعث بهم إلى مهام مختلفة في إسرائيل. في بعض الحالات نشرت في الماضي ألقت المخابرات الإسرائيلية القبض عليهم.
إن حقيقة أن هذه المرة قررت المخابرات الإيرانية العمل بشكل مباشر ودون وساطة حزب الله يمكنها أن تشهد على خيبة أمل من قدرة المنظمة اللبنانية في هذا المجال، أو كبديل على أن حزب الله ببساطة مشغول جدا في القتال في سورية وفي حماية نظام بشار الأسد.
الواضح هو أن المخابرات الإيرانية تواصل العمل بشكل مباشر أو غير مباشر بلا انقطاع، بكل الوسائل التي تحت تصرفها وفي أفضل ما تستطيع، كي تتسلل إلى إسرائيل.
أما مكافحة المخابرات الإسرائيلية لهذا النشاط الإيراني فهو حيوي للغاية في المسعى لإحباط أعمال التجسس والإرهاب.
========================
صحفي عسكري روسي صورا لطائرات مدمرة في قاعدة الحميميم التي تعرضت لقصف من مسلحي المعارضة.
ونشر رومان سابونكوف الصور على وسائل التواصل الاجتماعي بعد ورود تقارير عن تعرض القاعدة للقصف.
وكانت القوات المسلحة الروسية قد اعترفت بوقوع الهجوم على القاعدة في 31 ديسمبر/كانون الأول، ومقتل اثنين من العسكريين لكنها نفت أن يكون أدى لتدمير طائرات.
وكانت صحيفة كوميرسانت الروسية قد قالت استنادا إلى مصادر دبلوماسية عسكرية إن سبعة طائرات قد دمرت في أقوى هجوم على القاعدة الواقعة بالقرب من اللاذقية.
ووصف المهاجمون بأنهم "متشددون إسلاميون".
طائرة روسية
وقال سابونكوف في منشوره على موقع فيكونتاكتي إن الخسائر كانت ست طائرات من طراز Su-24 وواحدة من طراز Su-35S وواحدة من طراز An-72 وأخرى من طراز An-30 بالإضافة إلى مروحية من طراز Mi-8.
وقال في حديث لبي بي سي إنه حصل على الصور من مصدر يمكن الوثوق به.
طائرة
يذكر أن قاعدة حميميم هي القاعدة الرئيسية التي تنطلق منها الطائرات الروسية لتشن غارات على مواقع للمعارضة.
وتفيد تقارير أن الغارات الروسية أدت إلى مقتل الكثير من المدنيين، وهو ما تنفيه موسكو.
وتحتفظ القوات الروسية ببطاريات الصواريخ بعيدة المدى المضادة للطائرات في القاعدة، وتقول إنها الآن محصنة ضد الهجمات.
========================
الصحافة الالمانية والفرنسية والبريطانية :
صحف ألمانية: عام 2018 سيحسم مسألة إعادة اللاجئين السوريين
تساءلت صحيفة "دي فيلت" الألمانية "إلى أية درجة تعتبر سورية آمنة"، وكتبت: "الحرب الأهلية في سوريا تنتهي، وتنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي في الواقع قد هًزم، والنظام السوري استعاد السيطرة على أراضٍ واسعة بمساعدة روسيا".
وتابعت الصحيفة: "وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين، ففي النصف الأول من عام 2017 وحده، عاد حوالي 440 ألف شخص إلى القرى والمدن التي فروا منها داخل البلاد، كما عاد 300 ألف لاجئ آخر من بلدان مجاورة".
وأضافت الصحيفة: "سوريا تبدو آمنة. ومنذ بداية الحرب الأهلية في عام 2011، فرّ ما يقدّر بـ 700 ألف سوري إلى ألمانيا"، وتساءلت: "أليس عليهم العودة إلى ديارهم، وإذا لزم الأمر بالترحيل؟ (...) في الواقع، فإن السؤال حساس جداً من الناحية السياسية (...)، يجب أن يكون هذا العام حاسماً لهذه المسألة فيما إذا تم إعلان أن سوريا آمنة - ويجب على السوريين العودة، كما تتعرض السياسة الألمانية لضغوط لأن طالبي اللجوء يسمح لهم بالبقاء في ألمانيا بشكل دائم بعد ثلاث سنوات، شريطة أن تتوفر لديهم المهارات اللغوية ويكونوا قادرين على تأمين معيشتهم".
وواصلت الصحيفة: "تم منح 290 ألف سوري الحماية في عام 2016، إذن حتى إذا تم تمديد وقف الترحيل مرة أخرى في نهاية عام 2018، عندها يمكنهم البقاء بشكل دائم اعتباراً من 2019. لكن تقييم الوضع في سوريا أمر معقد".
وسط استمرار الحرب في سوريا، ترى صحيفة "دي فيلت" أن تقييم الوضع في سوريا معقد
وتساءلت: "ما هي سوريا في الواقع؟ هل هي حلب الشرقية التي دمرت تماماً؟ هل هي اللاذقية، حيث يقضي الناس إجازتهم على الشاطئ تحت حكم الأسد؟ هل هي الإقليم الكردي في الشمال الشرقي على الحدود التركية، والتي تعيش بسلام، وحيث لا كلمة للأسد هناك؟ هل هي المناطق التي لا يزال القتال فيها مستمراً؟ وما هي قيمة السلام، بعد أن فاز ديكتاتورٌ هاجم شعبه بالحرب؟
وختمت: "إن البلد مليء بنقاط التفتيش، وهناك هجمات، وقتل، واحتجاز للرهائن. وتعرف السلطات الأمنية السورية بالتعسف والوحشية. وقد اعتقل النظام مئات الآلاف منذ عام 2011".
كما سلّطت صحيفة "هانوفرشه ألغماينه تسايتونغ" الضوء على النقاش حول اللاجئين في ألمانيا، وكتبت: "سيكون توافق ألماني حول موضوع اللاجئين مطلوباً على وجه السرعة، والذي يمكن أن يكون من خلال فتح المجال بشكل أكثر من ذي قبل للذين يلتزمون بالقوانين، حتى بالنسبة لمسألة لم شمل العائلة. أما بالنسبة لأولئك الذين لا يلتزمون بالقوانين، والذي يبدأون بإخفاء هوياتهم، والحصول على أموال مزدوجة من أكثر من جهة، والتحرش بالنساء أو الظهور كمجرمين صغار، فيجب معاقبتهم بشدة وبوتيرة جديدة وترحيلهم".
وأضافت الصحيفة: "من شأن ذلك أن يهدّئ السكان المحليين ويوضّح أكثر للمهاجرين الصغار الذين يتأرجحون بين انتهاك القانون والالتزام به أنه فقط من يلتزم بالقوانين يحصل على فرصة".
ترى صحيفة "هانوفرشه ألغماينه تسايتونغ" أنه يجب تسهيل لم الشمل للاجئين الملتزمين بالقوانين
أما صحيفة "هاندلسبلات" الصادرة في دوسلدورف فسلطت الضوء على سياسة أمريكا تجاه إيران، وكتبت: "الرئيس ترامب يكتشف حقوق الإنسان. وهذا يأتي بشكل غير متوقع، ففي السنة الأولى من حكمه، لم تكن هذه القضية على رأس جدول أعمال سياسته الخارجية. ولكن تسليطه للضوء على معنى حقوق الإنسان العالمية في ضوء الاحتجاجات في إيران لا يجب ربطه في الوقت نفسه بشعور مكتشف حديثاً لمعاناة المضطهدين."
وتعلل الصحيفة ذلك بأن "الاحتجاجات في إيران يمكن أن تمكّن الرئيس الأمريكي أيضاً من المضي قدماً في تحقيق أهدافه الاستراتيجية، بالنظر إلى تأثير طهران في الشرق الأوسط والاتفاق على البرنامج النووي الإيراني (...) وفي حين أن الرئيس يميل إلى الإبقاء على علاقة باردة جداً مع العديد من زعماء الحكومات والدول الغربية، فقد بدا أنه في الأشهر الماضية كان على ما يبدو يشعر بالراحة في الشراكة مع حكام مستبدين".
وقارنت الصحيفة مواقف ترامب المختلفة من مسألة حقوق الإنسان في كل من السعودية وإيران، وكتبت: "في أول زيارة خارجية له إلى المملكة العربية السعودية، أكد (ترامب): 'نحن لسنا هنا لإسداء النصائح"، ولم يشر إلى حالة حقوق الإنسان في المملكة (...) وما يثير الدهشة أكثر هي الأصوات الصادرة عن ترامب فيما يتعلق بالاضطرابات في إيران (...) والذي يرى أن إيران واحدة من خصومه الرئيسيين على الساحة العالمية. وقد أوضح خلال الحملة الانتخابية أنه يعتبر النظام في طهران تهديداً وجودياً للاستقرار في الشرق الأوسط بسبب دعمه للمنظمات الإرهابية مثل حزب الله اللبنانى".
ترى صحيفة "هاندلسبلات" أن حديث ترامب عن حقوق الإنسان بسبب الاحتجاجات في إيران أمر غير متوقع
وتابعت الصحيفة: "وهو (ترامب) لم يغير من موقفه هذا، الذي هو من الثوابت القليلة في سياسة ترامب الخارجية السابقة (...) وفي ضوء هذا الوضع الأولي، فإن إضعاف الحكومة في طهران من خلال الأزمة الداخلية هناك لابد أن يكون مناسباً لأمريكا. ورد الفعل القاسي للنظام الإيراني على المظاهرات (...) يمكن أيضاً أن يسهل على ترامب بلوغ هدف آخر وهو إنهاء الاتفاق النووي. والفرصة لتحقيق هذا في متناول اليد في غضون أيام قليلة".
وأضافت: "بعد أن رفض ترامب التصديق على الاتفاق في تشرين الأول/أكتوبر، ينتهي الموعد النهائى لذلك الأسبوع القادم، حيث يتعين على الحكومة الامريكية إنهاء تخليها عن العقوبات المفروضة على إيران، وإذا لم تفعل ذلك فإن الاجراءات العقابية ضد طهران والمؤجّلة حالياً ستدخل حيز التنفيذ. وهذه ستكون نهاية الاتفاق".
أما صحيفة "لاندسهوتر تسايتونغ" فكتبت عن المظاهرات في إيران: "عدم وجود قيادة للتمرد الجديد قد يشكّل قوته أيضاً، فمن الصعب أن يتغلب النظام الإيراني بنفسه على حركة بلا رأس. وسيظل الاستياء من (أولئك الموجودين هناك) باقياً، حتى وإن نجح في إخماد الاحتجاجات مرة أخرى".
واختتمت الصحيفة: "ويتحدث عن ذلك نسبة كبيرة من المتظاهرين الشباب أيضاً والذين يطالبون بوجود منظور لحياتهم. في إيران تختمر المسألة، والعنف هنا ليس حلاً على الأقل على المدى الطويل".
========================
لوموند: الاحتجاجات كشفت عورة طهران
هل يمكن لإيران الحفاظ على وضعها قوةً إقليمية مسيطرة في ظل أوضاعها الداخلية؟ سؤال طرحه كاتب صحفي في مستهل مقال له تعليقا على ما شهدته إيران طوال أسبوع من احتجاجات الشوارع في طهران ومدن أخرى كثيرة، قائلا إن انفجار الأوضاع فيها ظرفيا كان أو دائما سيؤثر على المنطقة برمتها.
يقول آلين فوشار في عموده بصحيفة لوموند  إن إيران تتلذذ اليوم بانتصارها في سوريا، ونفوذها المدوي في العراق، وتحكمها في جزء من السلطة في لبنان، لكن الوضع في بيتها الداخلي أقل إشراقا.
ويضيف أن إيران خرجت من سنوات الحرب التي دمرت الشرق الأوسط قوةً إقليمية، فحلفاؤها يتحكمون في بغداد ودمشق وبيروت، مما يعطيها تفوقا إقليميا لكنه ذو كلفة داخلية، فاستثمار طهران "الخارجي" - السياسي والعسكري والاقتصادي- كلفها مئات الملايين من الدولارات إن لم نقل المليارات.
وللتعليق على هذا الوضع، تساءل فوشار "هل يمكن لطهران، والحالة هذه، أن تستمر في دعم نظام بشار الأسد في سوريا والاستمرار في تمويل الأصدقاء والمليشيات المسلحة في العراق وتحمل فاتورة حزب الله الباهظة في بيروت؟ وإلى متى ستظل تموّل حروبا بالوكالة ضد عائلة آل سعود وتدفع التمويلات لحركة حماس الفلسطينية؟".
تلكم أسئلة من بين أخرى طرحها المحتجون أنفسهم، إذ يريدون أن يكون الاهتمام بهم أولوية الأولويات، ولذلك خرجوا بالعشرات والمئات والآلاف، دون دعم سياسي ولا تنظيم مسبق في نحو ثلاثين مدينة، منددين بالفساد والبطالة وعدم المساواة.
وإذا ما استثنينا تركيا فإن إيران هي ثاني أغنى بلد في المنطقة بعد السعودية، لكن اقتصادها متصلب ومملوك للدولة أو في أيدي مؤسسات ومجموعات ذات صلة بالسلطة مع اعتماد كبير على عائدات النفط والغاز، ينضاف إلى ذلك قلة الاستثمارات الأجنبية لعدم رغبة "متشددي" النظام فيها وعداء الرئيس الأميركي الحالي دونالد ترمب المعلن لإيران، حسب فوشار.
ولفت الكاتب إلى أن وقوع هذه الاحتجاجات بالتزامن مع مناقشة السلطات الإيرانية لميزانية البلاد جعلها حساسة، إذ إن "الحرس الثوري" يريد أن يحتفظ بنصيبه الذي يضمن له الاستمرار في التفوق العسكري والاقتصادي وتمويل طموحاته الخارجية، بما في ذلك ما يتهمه به البعض من محاولة إقامة قواعد عسكرية باهظة التكاليف في سوريا.
وختم الكاتب بقوله إن هذه الاحتجاجات كشفت عورة طهران وعجزها عن التغلب على تناقضاتها الداخلية، لكن من شأن دعوات ترمب المتكررة لتغيير النظام الإيراني ودعمه اللامحدود للسعودية ولسياسات اليمين الإسرائيلي أن يضعف الإصلاحيين الإيرانيين ويقوي شوكة المتشددين وحرسهم الثوري، على حد تعبير فوشار.
وهذا الرأي يتناغم مع رأي الخبير السياسي المختص في الصراعات الحربية جيرار شاليان الذي يرى أن الاحتجاجات المذكورة لن تقوض سلطة إيران الحالية.
وفي مقابلة له مع صحيفة لوفيغارو أرجع الخبير السبب في ذلك إلى أن "نظام الملالي"، ذا الطابع القومي المتشدد، لا يزال يحظى بتأييد جزء من الشعب الإيراني، ملفتا إلى نجاح إيران في هزيمة الجهاديين المهددين لأمنها وتعزيز مكانة الشيعة.
========================
الغارديان :"المختفون" في سجون تنظيم الدولة
وننتقل إلى صحيفة الغارديان ومقال لكريم شاهين وأحمد حاج حمادو في اسطنبول بعنوان "الأسر تواصل البحث عن أقاربها المختفين في سجون تنظيم الدولة السرية".
وتقول الصحيفة إن أسر مئات المدنيين الذين اختطفهم تنظيم الدولة الإسلامية ويحتجزهم في سجونه السرية تطالب الجماعات المسلحة التي طردت التنظيم من الرقة، عاصمته في سوريا، بمساعدتها في معرفة مصير ذويهم.
ويقول أقارب المختفين إن المئات، ربما الآلاف، ممن اختطفهم واحتجزهم تنظيم الدولة الإسلامية ما زالوا مفقودين، على الرغم من اندحار التنظيم واختباء الباقين من مسلحيه في الصحراء.
ونقلت الصحيفة عن عامر مطر، وهو مخرج أفلام وثائقية من الرقة ويقيم حاليا في ألمانيا ويحاول تسليط الضوء على المختفين في سجون التنظيم، قوله "لدينا مئات الأسماء والصور والتواريخ. ليست لدينا قائمة كاملة، ولكننا نكتشف أسماء جديدة كل يوم". وكان محمد نور، شقيق مطر، قد اختطفه التنظيم في أغسطس/آب 2013، وما زال مختفيا حتى الآن.
وتقول الصحيفة إن خلافة تتظيم الدولة الإسلامية انهارت بفعل العمليات العسكرية المنسقة في سوريا والعراق، ولكن لم يسع أحد لمعرفة مصير آلاف السجناء الذين احتجزهم التنظيم في منطقة شاسعة من الأراضي في دولتين.
========================