الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 5/2/2018

سوريا في الصحافة العالمية 5/2/2018

06.02.2018
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
 
الصحافة الامريكية :  
الصحافة التركية :  
الصحافة العبرية والفرنسية :  
الصحافة الامريكية :
فورين بوليسي :كيف يمكن إيقاف الحرب بين تركيا والأكراد السوريين؟
جيمس جيفري؛ وديفيد بالوك - (فورين بوليسي) 25/1/2018
ترجمة: عبد الرحمن الحسيني
بينما كانت الحكومة الأميركية تعلن خططها لسورية في الأسبوع قبل الماضي، بدأ حليفان أميركيان رئيسيان القتال ضد بعضهما بعضا: تركيا والأكراد في سورية. وكان وزير الخارجية الأميركية ريكس تلرسون، حاول في وقت سابق الخروج بشيء متوازن حول هذا المأزق؛ حيث أشار إلى "مخاوف تركيا الأمنية المشروعة"، لكنه أشار أيضاً إلى "مجموعة المقاتلين متعددي الأعراق الذين يدافعون موطنهم في داخل سورية". فما هي السياسة الأميركية الحقيقية هنا، وماذا يجب أن تكون؟
تماماً مثلما طالب الأتراك منذ طويل وقت، أصبحت للولايات المتحدة الآن سياسة متماسكة في سورية. وبالإضافة إلى ذلك، فإن تركيا تتقاسم هذه الأهداف. أولاً، يجب حل الصراع الأساسي بين الشعب السوري ونظام بشار الأسد من خلال عملية سياسية تحت قيادة الأمم المتحدة، والتي تفضي إلى قيام دولة موحدة في مرحلة ما بعد الأسد. وثانياً، يجب أن يضمحل النفوذ الإيراني في سورية، ويجب الحفاظ على جيران سورية آمنين من كل التهديدات التي تخرج من سورية. ويفي الهدف الأول بهدفي تركيا الرئيسيين منذ العام 2011: التخلص من الأسد؛ وقيام سورية موحدة وعدم إقامة كردستان سورية مستقلة تحت الحكم الممكن للحلفاء السابقين لعدو تركيا، حركة حزب العمال الكردستاني. ويفي الهدف الثاني، التقليل من نفوذ إيران في سورية وضمان عدم خروج تهيدات من هناك، باهتمام تركيا الدبلوماسي طويل الأمد (والذي يعود وراء إلى زمن النزاعات الإمبراطورية العثمانية-الفارسية)، المتمثل في احتواء "التوسع الفارسي" كما طالب الرئيس رجب طيب أردوغان علانية مؤخراً.
على الرغم من خطاب أردوغان الرنان المعادي للغرب ونزعة الاستبداد المحلية، فإن تركيا تشترك في توجه أساسي مع الولايات المتحدة وأوروبا. ومثل تلك في الدول العربية وإسرائيل، فإن المصالح التركية تواجه التهديد من إيران التوسعية التي لقيت التمكين من روسيا، وهما العدوان التقليديان الرئيسيان لكل من الإمبراطورية العثمانية وتركيا الحديثة.
لكن تجمع المصالح هذا لا يعني أن كل شيء على ما يرام بين أنقرة وواشنطن. فلأردوغان ومعظم الشعب التركي مشاكل رئيسية مع دعم الولايات المتحدة لحزب الوحدة الديمقراطي الكردي السوري وجناحه العسكري، وحدات حماية الشعب، بالإضافة إلى القوة العسكرية الكردية العربية المشتركة التي تهيمن عليها، قوات سورية الديمقراطية. وما تزال تركيا عالقة في معركة مع حزب العمال الكردستاني، المجموعة المسجلة في قائمة الإرهاب التركية، ولا تستطيع القبول بتواجد قوات سورية الديمقراطية التابعة لحزب العمال الكردستاني، كما وصفها مؤخراً الناطق بلسان أردوغان، على طول الحدود الجنوبية.
وكانت الولايات المتحدة قد واجهت صعوبات في إقناع تركيا بأن دعمها لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري ولقوات سورية الديمقراطية كان، وفق تصريحات المسؤولين الأميركيين، إجرائياً ومستنداً بشكل وحيد على فائدتهم ضد تنظيم "داعش"، في جزء منه بسبب الصلات الشخصية القوية التي تشكلت بين القوات الأميركية على الأرض وبين المقاتلين الأكراد الذين ما يزالون نشطين وفعالين ضد "داعش". وكانت سلسلة من التحركات الأميركية المتخبطة عند كل مستوى قد جعلت الأمور أكثر سوءاً، بما في ذلك وعد قطعه نائب الرئيس الأميركي السابق، جو بايدن، علناً للأتراك بأن الوحدات المقاتلة الكردية سوف تنسحب إلى ما وراء نهر الفرات، بالإضافة إلى وعد الرئيس دونالد ترامب لأردوغان بوقف شحنات الأسلحة الأميركية للأكراد في الحال، وإعلان من وزارة الدفاع الأميركية الشهر الماضي بأنها سوف تدرب عناصر من قوات سورية الديمقراطية لتعمل كحرس حدود -عند الحدود التركية. وهكذا يترتب على واشنطن إخراج نفسها من حفرة عميقة وضعت فيها.
وقد باشرت بفعل ذلك بإعلانها أنها ليست لها روابط مع أي قوة أخرى تابعة لحزب الوحدة الديمقراطي السوري في الجيب المنعزل في عفرين في شمال غربي سورية. وقد هاجمت القوات التركية الجيب الآن، وحثتها الولايات المتحدة على ممارسة ضبط النفس، لكنها لم توقفها. كما واجه تلرسون صعوبات في امتداح دور تركيا في سورية، وفي الالتزام بالتعاون مع أنقرة، وانتقاد قوات سورية الديمقراطية وحزب الوحدة الديمقراطي السوري الكردي -ضمناً- لعدم السماح بما فيه الكفاية من الحكم الذاتي المحلي والديمقراطية، و"لتهديدهما" الدول المجاورة (أي تركيا).
السؤال الأكبر الآن هو، كيف تتواءم المصالح الأميركية طويلة الأمد في تركيا مع الشراكة الأميركية الناجحة جداً في ميدان المعركة، والتي دخلت عامها الثالث مع حزب الوحدة الديمقراطي السوري الكردي ضد "داعش"؟ سوف يترتب على الولايات المتحدة تثليث تحالفها الحيوي مع أنقرة، وتعهدها العلني بالحفاظ على شراكتها مع حزب الوحدة الديمقراطي الكردي السوري، (بما في ذلك حوالي 2000 مستشار عسكري أميركي) على الأقل في العامين المقبلين. وثمة طريقة للأمام، مخادعة لكنها أساسية، التوفيق بين المصالح الأميركية وبين حلفائهم الأتراك والأكراد السوريين على حد سواء.
تكمن الخطوة الأولى في تشجيع حزب الوحدة الديمقراطي السوري الكردي على النأي بنفسه أكثر عن حزب العمال الكردستاني، بينما يتم تذكير تركيا بشكل خاص بأن الحزب حافظ بشكل كبير على تعهده الذي التزم به في العام 2012 بعدم تقديم أي دعم مادي لحزب العمال الكردستاني في داخل تركيا. ومن المفيد تذكر أن تركيا عملت في العام 2015 مع الحزب بشكل جيد لتسهيل العمليات العسكرية الناجحة ضد "داعش" في مدينة كوباني، "عين العرب"، التي تقع مباشرة على الحدود التركية، ثم تم الاحتفاء بزعيم الحزب، صالح مسلم، كضيف شرف على الحكومة التركية. لكن هذا الوفاق الهش سقط ضحية لانهيار وقف إطلاق النار بين حزب العمال وتركيا وانهيار مباحثات السلام في وقت لاحق من ذلك العام -وهو ما جعل الدعم العسكري الأميركي لحزب الوحدة الديمقراطي السوري مصدر توتر دائم للعلاقات مع تركيا.
يجب أن تتمثل الخطوة التالية في إقامة قنوات مباشرة لاستئناف المباحثات بين حزب الوحدة الديمقراطي السوري الكردي وتركيا، وبين الحزب وما تبقى من الاتجاه السائد في المعارضة العربية السورية المعتدلة، والذين سوف تدعمهم تركيا. ومن خلال اتصالاتنا الهادئة وغير الرسمية على مدار الشهور القليلة الماضية مع كل الأطراف، بدا أنها منفتحة على مضض على هذا الخيار. وبعد ملاحظات تلرسون، ذهب الناطق الأوروبي السابق بلسان الحزب، نواف خليل، إلى حد الترحيب علانية بهذا التصريح عن التزام أميركي "متوازن" مع كل الحلفاء في سورية وما حولها. وتشترك كل هذه الأطراف بمصلحة قوية هي معارضة الأسد وإيران وتجنب النزاع المسلح بينها، والحفاظ على روابطها الأمنية والدبلوماسية الثنائية مع واشنطن.
أما الخطوة الثالثة فأكثر صعوبة، لكنها ضرورية بإلحاج. وهي تتعلق بتطمين تركيا، حتى بطريقة أكثر صراحة مما قاله تلرسون أخيراً من أن الولايات المتحدة سوف تعارض بقوة أي انفصال كردي أو توسع مناطقي في سورية، وأي محاولات مستقبلية من جانب حزب الوحدة الديمقراطي السوري الكردي للتعاون مع حزب العمال الكردستاني في داخل تركيا. وفي المقابل يجب على الولايات المتحدة تطمين أصدقائها الأكراد السوريين بأن واشنطن سوف تعمل مع تركيا لمنع أي توغلات تركية أو أي عمليات عسكرية في داخل الجيوب التي تقع تحت سيطرة حزب الوحدة الديمقراطي الكردي السوري في شرقي سورية، وسوف يجعل التواجد العسكري الأميركي الصغير المستمر في تلك الجيوب من ذلك الالتزام أكثر مصداقية. وعلى المدى الأطول، قد يكون من الممكن تشكيل ائتلاف إيجابي غير رسمي بين هذه الأطراف الإقليمية المتعادية راهناً، ائتلاف يعزز النفوذ الموالي لأميركا والمعادي لإيران والمعادي للأسد وراء الزاوية الشمالية الشرقية من سورية. ومن دون هذا التعاون، الذي يشمل حزب الوحدة الديمقراطي، فإن التواجد الأميركي في شمال شرقي سورية -وبذلك سياسة واشنطن السورية برمته- سوف يكون من الصعب إدامتها. ولن يصب ذلك في مصلحة تركيا، خاصة إذا أفضى إلى إقدام تركيا على احتلال كل شمال شرق سورية في وجه مقاومة شرسة، أو السماح بأن تقع تلك المنطقة (والقوة العسكرية الموالية للأكراد هناك) تحت سياط نظام الأسد ونظام إيران.
قد يبدو هذا التصور طوباوياً الآن، لكن من الجدير تذكُّر أن تركيا والأكراد العراقيين كانوا أعداء قبل أقل من عقد –وقد أصبحوا اليوم أصدقاء؛ حيث يتدفق النفط يومياً من كردستان العراق إلى تركيا.
ليس "الصراع العرقي القديم" بين الأتراك والأكراد حاجزا يستحيل تخطيه من أجل تحقيق مصالح استراتيجية واقتصادية مشتركة -خاصة في وجه أعداء مشتركين.
ويكمن المفتاح في نبذ الأكراد لحلم زعيم حزب العمال الكردستاني، عبد الله أوغلان، ويجب على الأتراك القبول بدرجة ما من الحكم الذاتي المحلي الكردي في الدول المجاورة، في مقابل الجائزة الأكبر، وهي احتواء إيران والأسد وروسيا -وكلها تشكل تهديداً أكبر لتركيا وحزب الوحدة الديمقراطي السوري الكردي. ومن شأن هذه التسوية أن تخدم المصالح التركية والكردية والأميركية جميعاً.
========================
"نيويورك تايمز": نجاح عملية عفرين يُعزز مكانة الجيش السوري الحر
تحت عنوان "بعض اللاجئين السوريين يعودون إلى القتال إلى جانب تركيا" نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية تقريرا عن الهجوم الذي يشنه الجيش التركي على مدينة عفرين السورية- المعروف باسم عملية "غصن الزيتون"، والأسباب التي دفعت الجيش السوري الحر للانضمام إلى صف القوات التركية ضد قوات سوريا الديمقراطية في المنطقة.
وبحسب التقرير، تعتمد تركيا على قوة جديدة مدربة من قبل أمريكيين تضم 20 ألف رجل و3 فيلق عسكري في الوقت الذي تحاول فيه إقامة منطقة عازلة داخل سوريا، لكن هؤلاء الجنود ليسوا أتراك بل مقاتلين عرب في الغالب من الجيش السوري الحر، الذين تدربوا وتجمعوا من قبل "سي آي إيه" والحلفاء الغربيين للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد.
وكان للجيش السوري الحر- الذي كان يعمل لصالح الولايات المتحدة واستنفد بشكل سيء بعد سبع سنوات من القتال على جبهات متعددة- قضية مشتركة مع تركيا منذ فترة طويلة، مما أدى إلى غضب الأمريكيين.
أهداف مشتركة
ومن ناحية أخرى، فإن الجماعات الكردية تحت مظلة قوات سوريا الديمقراطية، تعتبرها واشنطن الأداة القتالية المفضلة على الأرض في حين أن هذه الجماعات لا تحظى بقبول لدى السوريين المحليين، لأنهم أخرجوهم من منازلهم، كما تعتبرهم تركيا تهديدا أمنيا لها.
في الأسبوع الماضي، في مقهى في كيليس، وهي مدينة تركية صغيرة على بعد أميال قليلة من الحدود السورية، عاد العقيد محمد حمادين، ضابط سابق في الجيش السوري وقائد جبهة الشام أكبر فصيل من الجيش السوري الحر، لبضع ساعات بعد أن قاد هجوم على مواقع كردية على جبل جنوب الحدود.
وذكر حمادين، 40 عاما، أن قواته السورية تتشارك أهداف مع تركيا، أولها رحيل الأسد إضافة إلى كره حزب العمال الكردستاني، الذي شن تمرد انفصالي لمدة 3 عقود في تركيا.
سوريا موحدة
ومثل معظم أعضاء المعارضة السورية في تركيا، وصف العقيد جميع الجماعات الكردية المسلحة، بغض النظر عن تواجدهم في أي جانب من الحدود، باعتبارهم جزءا من حزب العمال الكردستاني، وقال: "تركيا لديها الحق في مهاجمة حزب العمال الكردستاني من أجل أمنها القومي، ولديهم الحق في تطهير المنطقة لأن حزب العمال يمكنه مهاجمة مدنها من الحدود".
وبينما يريد هو وقواته رحيل الأسد، يرغب حمادين بقاء سوريا موحدة، في حين يري الأكراد، الذين يعيشون في تركيا وسوريا والعراق، منذ فترة طويلة إقامة دولة لهم، وقال حمادين: "أهم سبب لقتالهم هو أنهم انفصاليون، هم يريدون كانتونات خاصة بهم على الحدود الشمالية".
وذكر حمادين أنه كثيرا ما وقفت الميليشيات الكردية في صف الحكومة السورية ضد الجيش السوري الحر في الحرب، إذ ساعدت في حصار حلب وتهجير العرب من قراهم واستبدالهم بالأكراد، مضيفا: "لقد ارتكبوا العديد من الإهانات، هم نفعيون جدا لتحقيق أهدافهم الخاصة وإنشاء دولة مستقلة".
وبحسب التقرير، بعدما نشر جنود الجيش السوري فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي يظهرون أنفسهم متجهين إلى الحدود للانضمام إلى العملية التركية، توافد متطوعون سوريون إلى مركز تجنيد في مدينة أورفا للانضمام لهم، وقال حمادين: "الناس يتطوعون. من الجيد أنهم يريدون الانضمام لكن لدينا أعداد كافية".
العداء مع الأكراد
ومن جانبهما، أوضح شقيقان سوريان، مرشد وبشار شيخ نايف، لماذا تدعم أسرتهما تركيا في عمليتها الأخيرة، ففي البداية أشارا إلى أنهما انضما إلى التظاهرات المناهضة لحكومة الأسد في 2011، وسجن مرشد، شرطي سابق يبلغ 32 عاما، لدى الحكومة السورية لمدة 18 أشهر، وأطلق سراحه مقابل الإفراج عن جنود سوريين.
ومن بين 8 أشقاء في عائلة نايف، انضم 5 منهم إلى الجيش السوري الحر خلال سنوات، وقاتلوا أعداء مختلفين، أولا قوات الحكومة السورية ثم القوات الروسية والإيرانية، ثم عناصر تنظيم داعش الإرهابي، والآن الميليشيات الكردية المدعومة من واشنطن، الذين يلقون باللوم عليهم لإخراجهم من منازلهم.
ووفقًا لرواية الشقيقين، قُتل شقيقان أحدهما خلال قتال الحكومة والآخر خلال قتال داعش، في حين أصيب بشار، 22 عاما، إثر قتال ضد داعش في عملية مبكرة إلى جانب الجيش التركي، في حين انضم اثنان من أشقائهم إلى العملية الأخيرة ضد الميليشيات الكردية في عفرين السورية.
وفي حديثه عن المقاتلين الأكراد، قال الشقيق الأكبر نايف: "لقد كنا جيران، لم تكن هناك مشكلة حتى أصبحت قوات سوريا الديمقراطية عدوة لنا وطردتنا من قرانا"، مشيرا إلى أن عائلته فرت إلى تركيا إذ استولت الميليشيات الكردية على مسقط رأسها وتل رفعت والقرى المحيطة في عام 2016.
تضييق الخناق على معارضي "غصن الزيتون"
وعلى هاتفه، كشف مقطع فيديو نزوح اللاجئين، إذ نزح حوالي 200 ألف من السكان العرب من 15 قرية وبلدة شمال حلب، توجهوا إلى مخيمات غارقة في الطين.
وبحسب نايف، مات والده بعد فترة قصيرة على خلفية فقدان منزلهم، كما كانت والدتهم تموت إثر إصابتها بمرض السرطان، متابعا: "إذا نحن لدينا قضية مشتركة، هناك مصلحة مشتركة لقتال حزب العمال الكردستاني مع تركيا. أنقرة حليفتنا وساعدت الشعب كثيرا".
وأعطى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تأييدا قويا للجيش السوري الحر في كلمة ألقاها الثلاثاء، مقارنا إياه بالقوات الوطنية التركية التي حاربت من أجل الاستقلال في مطلع القرن العشرين، وقال: "الجيش السوري الحر تشكيل مدني ينظمه أشخاص تجمعوا لحماية بلادهم. نحن سعداء بأن نكون جنبا إلى جنب مع إخواننا السوريين في نضالهم من أجل الحرية".
وأوضحت الصحيفة أن الدعم القومي للحملة العسكرية يزداد في تركيا في حين يُضيق الخناق على المعارضة إلى حد كبير، وقد تم اعتقال حوالى 300 شخص، بمن فيهم أعضاء الجمعية الطبية التركية، للتعبير عن انتقادهم للعملية على وسائل الإعلام الاجتماعية.
تعزيز مكانة الجيش السوري الحر
ولفتت إلى مخاوف ناشطين سياسيين وحقوقيين من أن تؤدي العملية إلى معاناة المزيد من المدنيين، أو إثارة الفتنة بين المجتمعات الكردية والعربية في سوريا، في حين حذر البعض من استخدام المقاتلين السوريين من قبل القوى الأجنبية.
وقال الناشط المعارض يوسف موسى "عفرين ليس معركتنا. نحن السوريون نحترم أن تركيا حليفة للثورة السورية لكنها تحاول اتخاذ إجراءات لصالحها".
ومع ذلك، أشارت الصحيفة إلى أنه في حين أن عملية تركيا في عفرين قد تم اعتبارها معركة ضيقة ضد الانفصاليين الأكراد، فإن سيطرة الجيش السوري الحر على هذه المنطقة من شأنها تعزيز مكانته، بعد أن فقدها كقوة معارضة في حين اكتسبت قوات سوريا الديمقراطية، التي تعتبرها واشنطن شريكا فعلا في الحرب ضد داعش، مكانة بارزة.
رحيل الأسد
وبمساعدة تركيا، يريد الجيش السوري الحر الاستيلاء على الريف الشمالي حول تل رفعت وفتح ممر لمقاطعة إدلب الشمالية الغربية لإنقاذ أكثر من مليون من المدنيين المحاصرين والمقاتلين، كما تعهد أردوغان بالسيطرة على منطقة 20 ميلا على طول الحدود التركية مع سوريا، ودعا قوات الولايات المتحدة إلى الانسحاب من مدينة منبج السورية.
ووفقًا للتقرير، لم يحدد حمادين إلى أي مدى سيذهب جنوده، لكنه استبعد أي مواجهة مع القوات الأمريكية، وقال إنه يأمل في دعم الولايات المتحدة ضد الأسد، وأردف قائلا: "أمريكا لديها القدرة على فعل أي شيء، نحن نتطلع إليها لإجبار نظام الأسد على الرحيل".
========================
بلومبيرغ :الأزمة السورية... محادثات إلى الأبد!
ليونيد بيرشيدسكي
توجَّه وفد من المعارضة السورية إلى منتجع سوتشي الروسي للمشاركة في مؤتمر سلام، هذا الأسبوع، وبمجرد أن وقعت أعين أعضاء الوفد على شعار المؤتمر (علم نظام الرئيس بشار الأسد بين جناحي حماية) أداروا ظهورهم وعادوا إلى أنقرة، من دون حتى اجتياز بوابة فحص جوازات السفر. ولا بد أن هذا التصرُّف قد أسعد الروس، الذين لم تكن لديهم رغبة حقيقية في حضور معارضي الأسد المؤتمر.
ويُعتبر هذا المثال الأحدث على اللعبة التي تمارسها روسيا داخل سوريا؛ فهي غير مهتمة بالتوصل إلى أي صورة من صور التسوية للصراع، حتى وإن كانت تساير جهود عملية السلام.
جدير بالذكر أن الموقف الرسمي الروسي يتمثل في دعم سلامة أراضي سوريا، وحل سياسي تحت رعاية الأمم المتحدة لوضع نهاية للحرب الأهلية في البلاد. وقد خدم مؤتمر الحوار الوطني السوري الذي انعقد في سوريا هذا الهدف بوضوح، إلا أن روسيا كانت تعرف مسبقاً أن مفاوضي المعارضة السورية الذين تعترف بهم الأمم المتحدة لن يحضروا، وأن المنظمين بذلوا قصارى جهدهم ليخيفوا أي شخص آخر رغب في الحديث ضد الأسد.
ومع أن الأمر لم ينجح بصورة كاملة (فقد بدا وزير الخارجية سيرغي لافروف متضايقاً أثناء افتتاحه المؤتمر)، فإن المؤتمر سمح في الجزء الأكبر منه للمندوبين المؤيدين للأسد بتناول وجبات لذيذة وحَمْل كثير من الهدايا في طريق عودتهم.
أما ما نجحت روسيا بالفعل في تحقيقه داخل «سوتشي»، فهو تنظيم هالة أمام المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، الذي ساوره القلق، بداية الأمر، من أن روسيا وتركيا وإيران (الدول الثلاث التي تقف خلف المؤتمر) تحاول بناء بديل للمحدثات السورية الرسمية في جنيف. وعليه، قرر مؤتمر «سوتشي» رسمياً التنازل عن المحادثات حول دستور جديد إلى لجنة جديدة مقرها جنيف تمثل جميع الأطراف. وبدا دي ميستورا، على الأقل ظاهرياً، راضياً، وشكر المندوبين والمنظمين على مساندتهم العملية التي تقودها الأمم المتحدة.
ومع هذا، من المحتمل ألا يشعر دي ميستورا بالدهشة إذا تأزَّمت الجهود داخل اللجنة الجديدة منذ اللحظة الأولى لعملها. في الحقيقة، لا تحتفي روسيا بأنصار الأسد لرغبتها في توجيههم نحو «جنيف»، وإنما لرغبتها في أن يشعروا بأنها تقدِّرهم باعتبارهم حلفاء على الأمد الطويل.
في يوليو (تموز) 2014، صدَّق البرلمان الروسي على اتفاق مع نظام الأسد يسمح لروسيا بالإبقاء على قاعدة جوية لها في حميميم لمدة 49 عاماً أخرى على الأقل، مع إمكانية تجديد المدة كل 25 عاماً. وأُقِر اتفاق مشابه بالنسبة للقاعدة البحرية في طرطوس، التي تطورت سريعاً من منشأة متواضعة لإعادة الإمداد أثناء الحرب السورية، وتشهد مزيداً من التوسعات في الوقت الراهن.
والواضح أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يشعر بالندم على الخطوات التي اتخذها في وقت سابق نحو تقليص الوجود العسكري الروسي بالخارج، ومن الواضح أن القاعدتين السوريتين تشكلان أهمية كبرى بالنسبة له باعتبارهما المعقلَيْن الوحيدين لروسيا على مستوى الشرق الأوسط.
ومع هذا، من غير المحتمل أن يبقي القاعدتين تبعاً لخطة على غرار تلك التي اقترحتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا ودول إقليمية أخرى، التي التقى ممثلون عنها بمعارضين سوريين تعترف بهم الأمم المتحدة في فيينا، الأسبوع الماضي. وتدور الفكرة الرئيسية للخطة في التنازل عن جزء كبير من سلطات الأسد لصالح البرلمان والأقاليم.
ومع هذا، فإنه ليس هناك ما يدعو البرلمان للاعتراف بالاتفاقات التي أبرمها الأسد مع الكرملين. في الواقع، ليس هناك داخل سوريا غير الأسد والموالين المخلصين له ممن لديهم مصلحة عميقة في الإبقاء على مثل هذه الاتفاقات. ويتمثل السبيل الوحيد لاحتفاظ الأسد والمقربين منه بالسلطة المطلقة في استمرار حالة الانقسام داخل سوريا، مع هيمنة كل القوى الأجنبية المتدخلة في الشأن السوري على مناطق سيطرة عسكرية فعلية على الأرض.
وبغضِّ النظر عما يقوله مسؤولون روس، بما في ذلك بوتين، حول التوصُّل لحل سياسي، فإن هدفهم الحقيقي يتمثل في استمرار المحادثات حول دستور سوري لمدة 49 عاماً، ثم لمدة 25 عاماً أخرى.
أما الولايات المتحدة، فلها موقف مختلف تماماً من سوريا التي يتمركز بها نحو 2000 جندي أميركي.
وفي الوقت الذي يجري فيه وصف الوجود الأميركي في سوريا بأنه لأجل غير مسمى، ويركز على «التهديد الاستراتيجي» الصادر عن إيران، والتصدي لجماعات إرهابية، فإن الولايات المتحدة تملك بالفعل ما يكفي من قواعد داخل الشرق الأوسط. ومن شأن إقرار حل سياسي داخل سوريا، خصوصاً إذا تماشى مع الخطوط العريضة التي أُقِرَّت في فيينا، التخفيف من حدة مثل هذه التهديدات. وسيكون من الكافي بالنسبة للولايات المتحدة الاحتفاظ بوجود لها في العراق المجاور.
وبالمثل، نجد أن تركيا مشاركة في سوريا ما دامت الفوضى هناك تخلق تهديداً على حدودها. ومع ذلك، لا يبدو أن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان يؤمن بإمكانية إقرار حل سياسي دائم، ويبدي تقديراً إزاء قبول روسيا بتحركاته ضد الأكراد السوريين.
بوجه عام، يبدو التقسيم الفعلي وتجميد الصراع بصورة جزئية (مثلما الحال في شرق أوكرانيا، حيث يمارس الناس حياتهم اليومية بصورة طبيعية، ولا يوجد عمل عسكري ضخم يجري على الأرض) الخيار الوحيد المقبول بالنسبة لروسيا، والأمثل بالنسبة لإيران، لأنه يمكنها من إبقاء نفوذها على الأسد، وثاني أفضل سيناريو بالنسبة لتركيا ومصدر إزعاج لا داعيَ له بالنسبة للولايات المتحدة. ونظراً لأنه من غير المحتمل أن تصدق روسيا أي ضمانات غربية بخصوص إمكانية احتفاظها بقواعدها لأجل غير مسمى، في ظل أي ترتيبات بديلة، فإنه لا تبدو أي من البدائل الأخرى مقبولة.
ويضع هذا دي ميستورا في موقف لا يُحسَد عليه، ذلك أنه سيُضطَر إلى حضور مزيد من حفلات السيرك التي تنظمها روسيا، في الوقت الذي يعوق جانب الأسد إجراء مزيد من المحادثات.
* بالاتفاق مع «بلومبيرغ»
========================
الصحافة التركية :
قرار :مساهمات الجيش السوري الحر خلال عمليتي درع الفرات وغصن الزيتون
هاكان البيرق – صحيفة قرار – ترجمة وتحرير ترك برس
صرّح "ميهميت آكف بيركير" نائب الكتلة البرلمانية لحزب الشعب الجمهوري في ولاية "كلس" التركية ببيان لصحيفة "نيويورك تايمز" معلّقاً خلاله على عملية غصن الزيتون التي تنفذها القوات المسلحة التركية في بلدة عفرين السورية، وأفصح فيه عن معارضتهم للحرب إلى جانب صعوبة التعبير عن ذلك، لأن التعبير عن أي شعور ضد عملية عفرين في الزمن الذي ارتفع فيه الفخر الوطني سيؤدي إلى ردود فعل كبيرة.
وعند تحليل البيانات الصادرة عن نوّاب حزب الشعب الجمهوري ضد الجيش السوري الحر نتوصّل إلى النتيجة التالية:
يفرغ نوّاب حزب الشعب الجمهوري غضبهم على الجيش السوري الحر لأنهم لا يستطيعون فعل ذلك تجاه القوات المسلحة التركية، ولا تقتصر المسألة على ذلك، بل يشير وصف نوّاب حزب الشعب الجمهوري لعناصر الجيش السوري الحر بـ "قطيع الكلاب" إلى وجود عداء عميق تجاه العرب أيضاً، إذ لا يوجد تفسير آخر لما وصفه النوّاب بحق الجيش السوري الحر الذي يضحي بدمائه إلى جانب تركيا، في حين لم يسبق أن استخدموا هذا التعبير في وصف بي كي كي الذي سفك دماء الشعب التركي لسنوات عديدة.
بحثت طويلاً عن سبب واقعي يفسر شعور الكراهية الذي ينمّيه حزب الشعب الجمهوري تجاه الجيش السوري الحر، في حين أن الأخير قد حارب إلى جانب القوات التركية في عملية درع الفرات ضد تنظيم داعش الإرهابي وقدم عشرات الشهداء خلالها، كما يستمر في الوقوف إلى جانب القوات المسلحة التركية خلال عملية غصن الزيتون ضد بي كي كي مقدماً العديد من الشهداء أيضاً، كما أنه لم يظهر أي تصرّف يتسبب بإزعاج الحكومة التركية، ويتخذ خطواته في ظل الإدارة التركية وتوقعاتها والاتجاهات التي حددتها مسبقاً، كما أظهرت التحليلات الأخيرة حول التطورات الجارية أن الجيش السوري الحر قد ساهم كثيراً في الحفاظ على أمان الأراضي التركية، ونظراً إلى هذا الواقع لم أتمكن من إيجاد سببا مقنع لهذا الحقد والغضب الذي عمّ في أرجاء حزب الشعب الجمهوري تجاه الجيش السوري الحر والعرب.
نحن نتحدث عن أشخاص يزعمون منذ عشرات السنين إلى الآن أن العرب قد خانوا القوات التركية خلال الحرب العالمية الأولى، ويظهرون عداءهم ل لعرب في كل فرصة، ونتيجة لذلك لا يبدون أي اهتمام للجيش السوري الحر الذي سار في المقدّمة وجعل من نفسه دروعاً بشريةً من أجل حماية القوات التركية خلال عمليات درع الفرات وغصن الزيتون.
يزعم حزب الشعب الجمهوري أن ذكر القوات المسلحة التركية والجيش السوري الحر في الإطار ذاته لا يليق بالجيش التركي، لكنهم لا يدركون أن تنفيذ عملية غصن الزيتون التي تهدف إلى تغيير النظام في بلدة عفرين يحتاج إلى التعاون مع السوريين أيضاً، لأن ذلك يمثل ضرورةً  سياسية واجتماعية ونفسية ودبلوماسية.
ونقلاً عن زعيم لحزب الشعب الجمهوري "كمال كليجدار أوغلو":
"يريدون تقديم النجاح الذي حققته القوات المسلحة التركية في الآونة الأخيرة لعناصر الجيش السوري الحر، لكن لماذا يختبئ الجيش التركي خلف الجيش السوري الحر؟ هذا أمر مزعج بالنسبة لنا، ونشعر بالأسى تجاه ذكر الجيش التركي إلى جانب الجيش السوري الحر، وإن أرادت الدولة التركية تنفيذ عملية عسكرية فيتوجّب عليها الاعتماد على قواتها المسلحة فقط دون التعاون مع أي جهة أخرى".
خلال عملية درع الفرات قدمت القوات المسلحة التركية ما يقارب الـ 70 شهيداً، في حين قدم الجيش السوري الحر ما يقارب الـ 60، أما خلال عملية غصن الزيتون فقد كان ثلاثة أرباع الشهداء ينتمون للجيش السوري الحر، نحن لا نفرّق بين الشهداء ونعتبرهم جميعاً في سبيل الله والإسلام، لكن حزب الشعب الجمهوري يفرّق بينهم.
لذلك يجدر بنا توجيه هذا السؤال لكليجدار أوغلو: ماذا كنتم ستفعلون لو أن الجيش السوري الحر لم يشارك في هذه العمليات وبالتالي كان جميع الشهداء من القوات التركية؟.. بالطبع كنتم ستلومون الحكومة التركية على دعمها للجيش السوري الحر منذ بداية الحرب في سوريا، كما ستثيرون الفوضى بحجة أن الجيش التركي ينفذ عملية عسكرية في الأراضي السورية بينما يكتفي الجيش السوري الحر بالمشاهدة.
========================
صباح :السبب الحقيقي وراء الدعم الدولي لحزب العمال الكردستاني
هاكان جليك – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس
حققت عملية غصن الزيتون، التي يخوضها الجيش التركي على الحدود مع سوريا، نجاحًا كبيرًا حتى الآن.
وأزعم أنه لا يوجد قوة مسلحة أخرى في العالم تنفذ عملياتها في مكافحة الإرهاب بحذر شديد على غرار ما يفعله الجيش التركي. هذا التعامل الدقيق ظهر في العمليات داخل البلاد وفي عملية درع الفرات.
ولو أن تركيا لم تبدِ هذه العناية لوصلت منذ مدة بعيدة وسط مدينة عفرين ولسوت المناطق التي مرت بها بالأرض.
وبينما تمثل هذه الحقيقة للعيان، يلجأ البعض ممن يقيمون علاقات تحالف مع حزب العمال الكردستاني إلى الكذب بالقول إن "تركيا تقتل المدنيين".
كما أن هناك أصوات تتعالى من بعض البلدان في هذا الخصوص، لكن لا يوجد من يصغي إليها. وعلى الأخص فرنسا، التي استعمرت قرابة ثلث العالم على مدى قرون، هي آخر بلد يمكنه أن يعطي درسًا لتركيا عن "الاستعمار".
كما أن أنقرة تردد منذ اليوم الأول لعملية غصن الزيتون أنها ليست عملية تهدف لاحتلال أراضي الآخرين.
ما فعله الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون هو نفاق بامتياز. فهو القائل، بعد إجراء اتصالات مستمرة مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، "لو تعلمون ما أصعب أن تكونوا مجبرين على تحمل هذا الأمر".
تحاول فرنسا تشويه صورة تركيا في مسعى منها للعودة إلى دائرة الفاعلين في الشرق الأوسط، بعد أن أصبحت خارجها.
أعتقد أن بعض الاعتراضات ستصدر عن روسيا أيضًا مع مرور الوقت في عملية عفرين. فتقدم تركيا وتحولها إلى فاعل مؤثر أكثر في سوريا أمر لا تحبذه موسكو.
وتقديم روسيا دعمها للعملية، أو على الأقل عدم اعتراضها عليها، يقف وراءه تطلعات روسية إلى تدهور العلاقات بين أنقرة وواشنطن. فروسيا ترحب بتباعد المسافة أكثر بين تركيا والناتو والغرب.
الدول المنافسة لتركيا على مختلف الأصعدة، اتخذت حتى اليوم من المسألة الأرمنية والقضية القبرصية وورقة العضوية التامة في الاتحاد الأوروبي، ذرائع لجأت إليها. والدور الآن جاء على حزب العمال الكردستاني.
ولهذا فإن هذه المنظمة الانفصالية تحظى اليوم بالاهتمام والدعم، كما لم تحظَ بهما في أي وقت مضى. ومؤخرًا أدلى نواب في البرلمان الألماني عن حزب الخضر بتصريحات مناهضة لتركيا، وهم يعصبون رقابهم بوشاحات ملونة بالأصفر والأحمر والأخضر (ألوان حزب العمال).
وإلا فكيف يمكن تفسير الدعم المقدم لوحدات حماية الشعب، ذراع حزب العمال في سوريا، رغم قتلها المدنيين، وتنفيذها هجمات بواسطة انتحاريين؟
========================
صباح :طيور الولايات المتحدة الجارحة ومنبج
أوكان مدرس أوغلو – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس
لا يمكن للرادارات رصدها بسهولة. وباستطاعتها حمل منظومات صاروخية جو-جو، وجو-أرض. تواصل القيام بطلعات استكشافية خاصة حاليًّا تحسبًا لاحتمال امتداد عملية غصن الزيتون، التي أطلقها الجيش التركي ضد العناصر الإرهابية في عفرين، إلى مدينة منبج.
تستخدم الولايات المتحدة طائرة إف-22 رابتور (الطير الجارح) وهي أكثر المقاتلات تطورًا في سلاح الجو الأمريكي، كدرع لحماية منبج (الخاضعة لسيطرة وحدات حماية الشعب)، وكأنها توجه رسالة إلى تركيا.
فهل يمكن ربط هذا التصرف بعلاقة التحالف التي تربط بين البلدين؟
التحليلات التي أجريت خلال اجتماع مجلس الأمن القومي التركي المنعقد في 17 يناير/ كانون الأول الماضي تؤكد أن الولايات المتحدة ستصر على اتباع "استراتيجية عناد"، بقدر ما ظهر من توتر وتشوش ذهني لدى الإدارة الأمريكية.
خبراء متابعون لشؤون المنطقة تحدثت إليهم، يشيرون إلى أن البيت الأبيض يعتقد بأنه قادر على إقناع الشارع الأمريكي بقضية استخدام تنظيم وحدات حماية الشعب الإرهابي في القضاء على تنظيم داعش.
ويوضح الخبراء أن العلاقات مع تركيا ليست قضية ذات أولوية بالنسبة للسياسة الداخلية في الولايات المتحدة.
ويؤكدون أن المسؤولين الأمريكيين عملوا في كل مناسبة على اختبار مدى عزم أنقرة، وسعوا إلى معرفة مضمون الاتفاق، الذي توصلت تركيا وروسيا إليه بشأن مناطق خفض التصعيد.
باختصار.. تستعرض الولايات المتحدة قوتها العسكرية في مواجهة حليفتها في الناتو، بهدف تحاشي مواجهة الجيش التركي.
قضية أخرى تتابعها أنقرة عن كثب، وهي احتمال انتقال إرهابيي وحدات حماية الشعب، التي تتخفى تحت اسم قوات سوريا الديمقراطية، إلى منطقة عفرين.
فمن المعروف أن شاحنة محملة بالأسلحة والذخائر أُرسلت إلى عفرين من أجل إمداد قوات وحدات حماية الشعب في المدينة، إلا أن الجيش السوري الحر تمكن من إيقاف الشحنة بفضل تبادل المعلومات الفوري مع الاستخبارات التركية.
ويلفت الخبراء أن وحدات حماية الشعب لم تستخدم سوى 10 في المئة من الأسلحة التي حصلت عليها من الولايات المتحدة، في قتالها ضد تنظيم داعش، وأنها تحتفظ بقدرات عسكرية يمكن أن تسلح جيشًا نظاميًّا.
ويشير الخبراء إلى أن وحدات حماية الشعب تستعد لاستخدام المدنيين كدروع بشرية أو لإلباس عناصرها ملابس مدنية وإدخالهم إلى المناطق المسكونة في عفرين للقتال فيها
ولهذا فإن أنقرة تخطط لتنفيذ عمليات محددة الهدف من خلال التقدم خطوة خطوة ويومًا بعد يوم، عقب حصار عفرين. بمعنى أن الجيش التركي لا يجابه العدو الذي يراه في مواجهته فحسب، وإنما القوة العالمية التي تسلحه وتزوده بالأفكار والخطط.
========================
الصحافة العبرية والفرنسية :
اسرائيل اليوم :كيف تجاهلت واشنطن أكراد سوريا؟
التقى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الأسبوع الماضي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو. في لقائهما، وضع الزعيمان أساسا آخر في مبنى العلاقات المتوثقة بين الدولتين. فالحوار والكيمياء بين الزعيمين ساعد إسرائيل على تحقيق مصالحها الأمنية حيال الجبهة الشمالية، برغم «الحلف الثلاثي» ـ التدخل العسكري الروسي في سوريا الذي يجري بمساعدة إيران ومنظمة حزب الله.
لقد جرى لقاء نتنياهو وبوتين في الوقت الذي عقد فيه الروس في سوشي ـ منزل الاستجمام المحبوب من بوتين ـ المؤتمر الروسي العام، كمسمار آخر في نعش الثورة السورية. وتجدر الإشارة إلى أن معسكر الثوار في سوريا قاطَع الحدث، ولكن هذا لم يغير للروس الكثير. ففي ختام المداولات في سوشي، اتفق على تشكيل لجنة لصياغة دستور سوري جديد، وكأن غياب الدستور هو الذي شكل مصدر مشاكل سوريا. ولكن لا قلق، فبشار الأسد يمكنه أن ينتخب نفسه رئيسا حتى حسب الدستور السوري الجديد.
غير أنه مثلما في الماضي، الأقوال في جهة والواقع على الأرض في جهة أخرى. في سوريا نفسها فتحت جبهة قتال جديدة، هذه المرة بين الأتراك والأكراد. فقد بدأ الجيش التركي حملة «غصن الزيتون»، التي لا تستهدف جلب البشرى في أن الطوفان بات خلفنا مثلما في قصة نوح والغراب، بل تصفية الأمل الكردي في حكم ذاتي في القسم الشمالي من سوريا.
يتبين اردوغان مرة أخرى كقوي على الضعفاء، وفي كل الأحوال فإن تطلع الأكراد يعنيه كما يعنيه ثلج العام الماضي. والعطف يبقيه للفلسطينيين وبينما الأكراد هم في نظره إرهابيون، فإنه يعانق حماس بحرارة.
في الثلاث سنوات الأخيرة قاتل الأكراد في سوريا حرب الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش. فهم الذين احتلوا منه عاصمته، الرقة، واسقطوا – إلى جانب إخوانهم في العراق ـ الخلافة التي أقامها في المنطقة. والمساعدة الجوية التي تلقوها، مثلما هو أيضا السلاح الذي منحه لهم الأمريكيون، كانت المفتاح المهم في الطريق للنصر. ولكن على الأرض كان المقاتلون الأكراد هم الذين هزموا جهاديي داعش.
والآن، حين جاءت لحظة وجبة النصر، يتبين للأكراد أنهم دعوا إلى الحفلة ليس كأحد المحتفلين بل كإحدى الوجبات في قائمة الطعام. لقد كان الأكراد جيدين بما يكفي كي تلقي بهم واشنطن إلى المعركة ضد داعش، ولكن من اللحظة التي انتهت فيها الحرب بالنصر، فإنهم أصبحوا بلا فائدة بل وعبء، ومن هنا الاستعداد للتخلص منهم أو ببساطة تجاهلهم وتركهم لمصيرهم. لا شك أن الأكراد يتبينون كالحلقة الضعيفة في لعبة الشرق الأوسط وبالأساس كمن أحد ليس مستعدا لمساعدتهم. في واقع الأمر، من خلف الأكراد تقف الولايات المتحدة غير أن هذه تظهر كنمر من ورق او كمن تكون حساباتها الباردة من الربح والخسارة هي دوافعها، ولهذا فإنها لا تتردد في التخلص من ذخر زائد في اللحظة التي تنخفض فيها قيمته. هكذا براك اوباما مع حسني مبارك في كانون الثاني 2011 وهكذا الآن ترامب مع الأكراد.
يُخيَّل أن الأسد هو الرابح الأكبر من الورطة في شمال سوريا. فالمواجهة التركية الكردية تسمح له أن يقضم بمواظبة كل المناطق المحمية التي أعلن عنها الروس والأمريكيون بصخب قبل بضعة أشهر فقط. هذه المناطق كان يفترض أن تتمتع بالحماية من جيش الأسد، ولكن الاتفاقات هي شيء والواقع في سوريا شيء آخر تماما. وفي كل الاحوال، بالنسبة لموسكو والأسد أيضًا، ينبغي احترام الاتفاقات طالما كانت تخدم مصالحك؛ فالاتفاقات تُنوّم الخصم، وتسمح لك أن تستعد لتوقع الضربة الحاسمة في الطريق للنصر.
من شأن الأكراد أن يتبينوا أن الأقوياء فقط هم من يبقون في منطقتنا، وفقط لمن هو قوي وقادر على أن يدافع عن نفسه مضمونة المساعدة من الخارج. إذا ما تمكنوا من الصمود وضد القوات التركية، فقد ترتفع قيمتهم في نظر الأمريكيين بل والروس أيضا، وربما، الامر الذي لا يبدو أنه سيحصل، فحتى أوروبا ستستيقظ.
ايال زيسر
اسرائيل اليوم 4/2/2018
========================
يديعوت :حرب الشمال المرتقبة وعجز حكومة الحريري
سمدار بيري
Feb 05, 2018
ثلاثي العلم الذي يقود لبنان، الرئيس المسيحي الماروني، رئيس الوزراء المسلم السني ورئيس البرلمان المسلم الشيعي، لا ينجح في أن يقرر إذا كان طوفان التهديدات من إسرائيل يستهدف الكشف عن مخططات لحملة عسكرية أم أن رئيس الوزراء نتنياهو، وزير الدفاع وكبار رجالات الجيش الإسرائيلي لا يقصدون إلا التخويف.
ولم نذكر حزب الله، الذي يمسك بالخيوط كلها في لبنان وليس له مصلحة حقيقية في جولة ثالثة من الخراب والدمار. فبعد 2000 قتيل في سوريا ومئات المعوقين والجرحى، والتقليص الأليم في ميزانية التمويل الإيرانية، لحزب الله شؤون أكثر إلحاحا.
فالوصف التصويري في أسلوب ليبرمان في أنه في الجولة التالية لن يكون وضع يتشمس فيه اللبنانيون على شاطئ البحر ويختبئ الإسرائيليون في الملاجئ، أدى بنصرالله لأن يقرع الأجراس بأن «إسرائيل أيضا تعرف أنها في الحرب التالية ستدفع ثمنا باهظا». لدى الثلاثي الحاكم في بيروت، عندما يتحدث ليبرمان عن «الأحذية على الأرض»، فإنه يؤشر إلى صيف حار.
من المهم الانتباه إلى أن القيادة في بيروت لم يخرج عنها نفي للخطة الإيرانية لتحسين قدرات حزب الله من خلال مصانع انتاج الصواريخ الدقيقة. فإما ألا يكونوا شركاء في السر أم أنهم يختارون الصمت. فبعد أن دمرت إسرائيل البنى التحتية الصناعية الإيرانية في سوريا، حسب منشورات أجنبية، ينقل الحرس الثوري الجهد إلى لبنان من دون أن يطلب الإذن من القيادة الرائدة. الحقيقة؟ كميات الصواريخ لدى حزب الله حتى قبل إقامة المصانع الجديدة في جنوب لبنان مذهلة. ونصرالله يحرص على أن تقوم وسائل الإعلام، الأجنبية أساسا، بالعمل نيابة عنه. فمنذ الآن يدور الحديث عن آلاف الصواريخ التي يمكنها أن تدقق نحو أهداف في حيفا وتل أبيب وتصل حتى إيلات. كمية الصواريخ غير الدقيقة، وتلك للمدى المتوسط، والحوامات، أكبر بكثير. أما الرقابة عندنا فلن تسمح بالكشف.
وهاكم موضوع التوقيت: في الأسبوع الأول من شهر أيار ستجرى الانتخابات للبرلمان اللبناني. لعشر سنوات، بسبب شؤون الأمن، الحرب الأهلية في سوريا والنزاعات الداخلية، فإن ولاية البرلمان في بيروت، حيث لحزب الله حق الفيتو على القرارات المهمة، مددت المرة تلو الأخرى. فقد أقسم رئيس الوزراء الحريري الآن على أن الانتخابات ستجرى في 6 أيار، وهو لا يعتزم التأجيل، مهما كان الأمر. وبعد أسبوع من ذلك بالضبط، في 12 أيار، سيكون الرئيس ترامب ملزما بأن يقرر ماذا سيكون مصير الاتفاق النووي مع إيران. ويحرص ترامب على ان يغرد بأنه لن يكون بصّيما.
من الجانب اللبناني، هذا الأسبوع من أيار سيكون دراماتيكيا. في الكرياه في تل أبيب يتنبأون بصعود حزب الله في البرلمان حتى أغلبية 70 من مئة. كل هذا شريطة ألا تقع «مفاجآت سوداء». من ناحية إسرائيل فإن سيطرة حزب الله على مؤسسات الدولة في لبنان وعملية اتخاذ القرارات هي خطوة يجب وقفها. كيف توقف؟ لا حاجة لخيال منفلت العقال.
ما الذي يمكن للحريري أن يفعله كي يوقف تعزيز قوة حزب الله بإسناد إيراني؟ صفر مربع. فحزب الأغلبية لديه سيبقى على أي حال يعمل مع ممثلي حزب الله في البرلمان، والبرلمان اللبناني على أي حال ليس له وزن.
كل المحاولات البائسة لجمع سلاح حزب الله ردت باحتقار. فنصرالله يحمي لبنان من العدو الصهيوني، ومقاتلو منظمة الإرهاب هم جنوده ضد إسرائيل، بالضبط مثلما هم يقاتلون لبقاء بشار الأسد في سوريا.
على مدى السنين اعتدنا على أن نرى في لبنان ملعبَا للحرب. أحد لا يطلب الإذن لإطلاق الطائرات المأهولة وغير المأهولة من سلاح الجو في الطريق إلى الضرب، وفقا لمصادر أجنبية، لأهداف محددة في سوريا. وفجأة يبقى لبنان مكانة دولة سيادية مسؤولة، والآن يستعرضون العضلات في التوقيع على عقود للتنقيب عن النفط في «الكتلة 9» داخل البحر، والتي توجد بمحاذاة الحدود مع إسرائيل. لبنان الرسمي يقسم على ألا يتراجع في هذا الموضوع، ولكن طبول الحرب من جانب إسرائيل تتركها لبنان لمعالجة الآخرين.
يديعوت 4/2/2018
========================
هآرتس: الجيش الاسرائيلي يستعد لأكبر مناورة عسكرية شمال فلسطين
أفادت صحيفة هآرتس العبرية،  بأن جيش الاحتلال الإسرائيلي يستعد لأكبر مناورة عسكرية شمال فلسطين المحتلة.
ورجحت الصحيفة أن المناورات تأتي في سياق التوتر الحاصل بين لبنان وسوريا والاحتلال الإسرائيلي في الآونة الأخيرة، مشيرة الى أن المناورة ستعقد في منتصف العام الجاري 2018.
وقالت الصحيفة إن المناورة العسكرية الكبيرة “تهدف للعمل في المناطق البعيدة وفي عمق أراضي العدو”، لافتةً الى أن الجيش سيستخدم خلال المناورة الهبوط بالمظلات الثقيلة المحملة بالمعدات والذخائر.
وفي وقت سابق مساء أمس، أعلن جيش الاحتلال الاسرائيلي، عن بدء مناورة عسكرية للجيش تنتهي يوم الأربعاء المقبل يشارك فيها كافة وحدات الجيش في المنطقة الجنوبية.
وقال المتحدث باسم الجيش:” سيبدأ الجيش الإسرائيلي مساء السبت مناورة واسعة النطاق لاختبار الجهوزية والاستعدادات لحالات الطوارئ ستشارك فيها كافة وحدات الجيش في المنطقة الجنوبية”.
واشار الى أنه خلال التدريب سيتم تفعيل نظام الاتصال واستدعاء قوات الاحتياط “حيچان” لتجنيدهم للخدمة وسيتخلل التدريب حركة نشطة للجيش في غلاف غزة ويتوقع أن ينتهي التدريب يوم الأربعاء
وكانت وسائل اعلام عبرية قد نشرت أخبار حول مشاركة أمريكية في هذه المناورة حيث وصلت معدات عسكرية وبطاريات صواريخ الى الاراضي المحتلة قبل ايام.
وفي السياق، أفاد مراسل شهاب صباح اليوم، أن حدود قطاع غزة شهدت الليلة الماضية إطلاق قنابل انارة ونار كثيف وتحليق لطيران الاستطلاع الاسرائيلي وحركة نشطة للآليات.
وأضاف مراسلنا أن بحر شمال القطاع شهد صباح اليوم حركة نشطة للزوارق الحربية، ضمن المناورة الكبيرة التي أعلن عنها جيش الاحتلال مؤخرا.
========================
لو فيغارو - سوريا: أردوغان لم يُطمئن ماكرون
لم يحدّد الرئيس التركي، في مكالمة هاتفية مع نظيره الفرنسي، تاريخَ انتهاء الهجوم المناهض للأكراد.
يريد رجب طيّب أردوغان الحصولَ على «ضمانات بشأن الحكم المحلّي في عفرين» قبل إنهاء الهجوم العسكري الذي تقوده أنقرة منذ 20 كانون الثاني على هذه المنطقة في شمال غرب سوريا التي يسيطر عليها أعداؤه، مقاتلو «حزب الاتحاد الديموقراطي» الأكراد.
ووفقاً لأحد المصادر الدبلوماسيّة المطّلعة، هذا هو جوهر ما أعلنَه الرئيس التركي يوم السبت في مكالمة هاتفية مع إيمانويل ماكرون دامت ساعةً كاملة. وتقول مصادر في الإليزيه: «إذا حصَل الأتراك على هذه الضمانات، ستنتهي العملية العسكرية. مضيفةً أنّه «ما دام حزب الاتّحاد الديموقراطي سيّدَ هذه المنطقة، التي يَسكنها ليس فقط الأكراد بل العرب أيضاً، فلن تكون تركيا راضية».
ولقد قصَف الطيران والمدافع التركية، لمدّة خمسة عشر يوماً، مواقعَ «حزب الاتحاد الديموقراطي»، الفرع المحلي لـ»حزب العمّال الكردستاني»، الذي تَعتبره أنقرة منظمةً إرهابية.
وتهدف عمليّة «غصن الزيتون»، المفتوحة على خمس جبهات على طول الحدود بين الدولتين، إلى طردِ مقاتلي «حزب الاتحاد الديموقراطي» من منطقة عفرين. ولكنّ توسُّعها ناحية الشرق، وخصوصاً ضدّ مدينة منبج التي يسيطر عليها «حزب الاتحاد الديموقراطي»، وحيث يتمركز 200 جندي أميركي، يثير مخاوفَ شديدة.
وحذّرَ إيمانويل ماكرون يوم الأربعاء في «لو فيجارو» من أيّ محاولة «غزوٍ» تركية في سوريا، ممّا أثارَ غضَب وزير الخارجية التركية مولود جاويش أوغلو الذي انتقد «شتائم» باريس. وأقرَّ مسؤول تركي بأنّه «عادةً، تُسلَّم الرسائل الأكثر أهمّية وجهاً لوجه وليس عبر الصحافة».
فكانت مكالمة السبت الهاتفية فرصةً للتناقش. وأفاد قصر الأليزيه: «لقد تحدَّث ماكرون وأردوغان مع بعضهما البعض كالعادة بصراحة تامّة «. وقال أردوغان لماكرون إنّه «فوجئ قليلاً، لا بل استغرَب سماع ماكرون يتحدّث عن «غزو» لسوريا من قبَل بلاده.
وقال الرئيس التركي لنظيره الفرنسي إنّه «لم يفهَم لماذا كان قد استخدم كلمة «غزو»، في حين أنّ الهجوم التركي هو جزءٌ مِن عملية مكافحة الإرهاب التي يقودها التحالف الدولي - الذي تنتمي إليه فرنسا - ضدّ داعش في سوريا والعراق. فأجاب ماكرون أنّه استخدم أسلوبَ الاحتمال في مقابلته مع «لو فيغارو» عندما قال إنّه «إذا تبيَّن أنّ هذه العملية التركية ستأخذ منعطفاً آخر [...] فعندئذ، يُسبّب هذا الأمر لنا مشكلةً حقيقية».
«تطهير عفرين» فقط
وبعد ذلك، أكّد أردوغان لماكرون أنّ تركيا «لا تطمع في أراضي بلدٍ آخر»، وفقاً لِما ذكرَته وكالة الأنباء الرسمية الأناضول. وأضاف أنّ العمليّة الجارية «تهدف فقط لتطهير» منطقة عفرين من «العناصر الإرهابية»، مِثل عناصر «حزب الاتّحاد الديموقراطي».
فهل طمأنَ أردوغان رئيس الدولة الفرنسية؟ «نحن لن تستخدمَ كلمة «طمأنة»، أجابَ الأليزيه، حيث ذكّروا أنّه بعد مقابلة هاتفية سابقة، كان ماكرون قد قال إنّه «مطمئنّ» لوعود أردوغان، التي بقيَت حتّى الآن «افتراضية». باختصار، ينبغي توخّي الحذر.
وذكّر ماكرون، متفهّماً «المصالحَ الأمنية» لتركيا، أنّه لا يَجدر بهذا الأمر إخفاءَ «نوايا أخرى»، أي الوجود الدائم والموسّع للقوّات التركية في شمال شرق سوريا. يريد مسؤولون في الأليزيه أن يصدّقوا أنّ «أردوغان قد فهمَ ذلك جيّداً». لكنّ الرئيس التركي تحَفَّظ في الكشف عن بقيّة خطة معركتِه.
«لا يجيب أردوغان بالتحديد عن الإطار الزمني (لهذه العملية)، ولكنّه أكّد من جديد أنّها عملية لوقتٍ محدّد وموجّهة»، وهذا تأكيد كرَّره في المقابلة التي منحَها الزعيم التركي لصحيفة «لا ستامبا» يوم الإثنين، عشية زيارته، في إيطاليا.
ولكن في الوقت نفسه، هدّد نائب رئيس الوزراء بكر بوزداغ معلِناً لمحطّة «سي أن أن تورك» أنّه «إذا لم تنسحب قوات «حزب الاتحاد الديموقراطي» من منبج، فسنذهب إلى منبج وشرق الفرات، وحذَّر الولايات المتّحدة، التي لها 2000 رَجل في هذه المناطق، بأنّه «إذا ما ارتدى جنود الولايات المتّحدة زيّاً إرهابياً أو تواجدوا مع الإرهابيين خلال هجوم ضدّ الجيش، فلن يكون هناك أيّ طريقة للتمييز بينهم».
وأمام خطر توسّعِهم، ذكّرَ ماكرون أردوغان بأنّه «لا يجب على تركيا أن تطلقَ عمليات برّية جديدة» في شرق سوريا. وسيُجري الرئيسان اتّصالاً هاتفياً جديداً في الأسابيع القليلة المقبلة.
=======================