الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 5/10/2017

سوريا في الصحافة العالمية 5/10/2017

07.10.2017
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
 
الصحافة الامريكية :  
الصحافة العبرية والايرلندية :  
الصحافة الامريكية :
ديلي بيست :احذروا من الإناث في تنظيم الدولة فقد يَكُنَ أخطرُ من الرجال.
https://newsyrian.net/ar/content/احذروا-من-الإناث-في-تنظيم-الدولة-فقد-يَكُنَ-أخطرُ-من-الرجال
الكاتب الأصلي:
Anne Speackhard- Ardian Shajkovci
3 تشرين اﻷول (أكتوبر), 2017
الديلي بيست The Daily Beast
يثير هذا التقرير الصادر عن المركز الدولي لدراسة التطرف العنيف، تساؤلات مُرعبة حول المجندات العائدات من "أرض الخلافة" - إذا ما كان بمقدورهن العودة أصلاً.
كلمة المحرر: كريستوفر ديكي،  محرر الأخبار العالمية.
بينما تعقبت الشرطة الإسبانية عناصر الخلية الذين نفذوا هجوماً إرهابياً أرعب البلاد يوم الخميس، من جديد وبشكل يمكن التنبؤ به، كانت الأسماء التي برزت على السطح تعود لذكور غالبيتهم في سن الشباب إذ يُشكلُ هذا السن النموذج الكلاسيكي للجهاديين، بيد أنه يرى كثير من خبراء مكافحة الإرهاب اليوم بروز نوعٍ جديد من التهديد يُسميه الفرنسي /آلان باور/ المتخصص بعلم الإجرام"تأنيث" الدولة الإسلامية المزعومة، المحاصرة في الشرق الأوسط والتي تتطلع إلى تشديد وطأة حملتها الانتقامية المروعة ضد الغرب.
ورغم أنه لربما تكون نسبة النساء في صفوف التنظيم قليلة بعبارات نسبية، إلا أن باور يقول: "لم نكن نرى الكثير من النساء داخل تنظيم الدولة من قبل". ففي فرنسا على سبيل المثال، فككت الشرطة الفرنسية العام الماضي خلية جميع أفرادها من النساء اللواتي خططن لركن سيارة مفخخة قرب كاتدرائية نوتردام في العاصمة باريس وهي وجهة سياحية بارزة وذات أهمية دينية أيضاً.
في هذه الأثناء، تقول مصادر أمنية فرنسية إن قوات المهام الخاصة الأوروبية /الكوماندوس/ تستهدف النساء المقاتلات في صفوف تنظيم الدولة في ميادين القتال في الشرق الأوسط تماماً كما هو حال نظرائهم من الرجال، بمهمات التعقب والقتل. وبالفعل هناك تقليد قديم وشائع في أوساط أجهزة الأمن الأوروبية يقول: "اقتلوا النساء أولاً"- وقد وثقت الصحفية البريطانية إلين ماكدونالد هذا التقليد بالتفصيل عام 1991 بعد إجرائها بحثاً موَسَعاً حول الإرهابيات في صفوف اليسار المتطرف والفلسطينيين. وقبل 45 عاماً، تَحدث خبير أمني رفيع المستوى إلى ماكدونالد قائلا: "تتمتعُ الإرهابيات بشخصيات أقوى ومزيدٍ من القوة والسلطة من نظرائهن الإرهابيين". وهناك أمثلة عِدة نرى فيها كيف أن الإرهابيين المحاصرين ترددوا قبل إطلاق النار على عكس النسوة اللواتي أطلقن في الحال".
ودرست ميا بلوم عن كثب دوافع وتأثير النساء اللواتي نفذن عمليات انتحارية بدءاً من روسيا مروراً بسيريلانكا بالإضافة إلى الشرق الأوسط. وكتبت بلوم في دراستها عام 2011 التي حملت اسم مفاجأة مذهلة: النساء والإرهاب، ما يلي: "تميل الانتحاريات للنجاح أكثر من الانتحاريين" وإن الرسالة التي توصِلها هجماتهن إنما هي مميزة عن رسالة الرجال بحيث تقول: "لم يعدُ الإرهاب ظاهرة هامشية لاسيما وأنت مُحاط بالمتمردين".
ولكن لماذا بحق السماء تنضم النساء إلى "خلافة" تنظيم الدولة الإسلامية الوحشية والعنيفة في الغالب والكارهة للنساء عقائدياً؟.
في الحقيقة، إن هذه الدراسة التالية التي أعدتها آنا سبيكهارد وأرديان شاجكوفسي من المركز الدولي لدراسة العنف المتطرف، والمرتكزة على مقابلات شاملة ومضنية مع العشرات من الرجال والنساء الذين قاتلوا في صفوف تنظيم الدولة ومن ثم تخلوا عنه أو وقفوا ضده، لَتُجيب على أسئلة حساسة في توقيت حساس حول "تأنيث" تنظيم الدولة.
بروكسل- عندما كانت لورا باسوني في سن التاسعة عشرة فقط وتحولت إلى الإسلام، تخلى زوجها عنها. ولأنها كانت عازمة على تعميق التعبير عن إيمانها أملاً في جذب اهتمام رجل يحافظ على التزاماته بالحياة الزوجية والعائلية، فقد ردت باسوني على خطوة زوجها بإنشاء حساب فيسبوكي أكثر ورعاً وإخلاصاً، وسرعان ما اتصل بها أحد المُجَنِدين في صفوف تنظيم الدولة الإسلامية.
وعَدَ هذا المُجَنِدُ لورا باسوني بزوجٍ لن يتركها أبداً وبيتٍ في سوريا ودراسة جيدة لابنها وأن يُدربها لتصبح ممرضة. ولأنها  كانت محطمة القلب ومن باب رغبتها بالإيمان، وافقت باسوني على السفر إلى الدولة الإسلامية. وتَجَنُباً لكشف أمرها، سافرت  براً إلى فينيسيا /البندقية/ مع طفلها والرجل الذي اختارته بناءً على نصيحة المُجَنِد ثم قصدوا مدينة أزمير التركية على متن سفينة سياحية. ومن هناك، تابعوا رحلتهم بسيارة أجرة إلى غازي عنتاب ومنها عبروا الحدود إلى سوريا للالتحاق بصفوف تنظيم الدولة. كانت باسوني ترى في رحلتها أنها فترة رومانسية أكملت فيها زواجها من شخص غريب تقريباً.
وكان انضمام باسوني إلى تنظيم الدولة بعيداً كل البعد عما كانت تتصوره، وانتهى الأمر بها إلى البقاء في "بيت الأخوات" بينما التحق زوجها بدورة تدريبية لتعلم القتال وأصول الشريعة. ودُعِيَت باسوني أيضا للخدمة مع التنظيم كفتاة إغواء على الإنترنت أو عنصر في شرطة الآداب أو /الحسبة/ بيد أنها رفضت كِلا العرضين.
بعد ذلك أصيبت باسوني بخيبة أمل كبيرة لا سيما وأنها وجدت نفسها حبيسة المنزل بينما كان زوجها بعيداً يقاتل مع التنظيم. والحقيقة لم تتبلور أي من وعود التجنيد لصالح التنظيم، بصورة مادية- حيث لم تتلقَ باسوني أي تدريب على التمريض كما أنها لم تجد الثراء. ووجدت نفسها مضطرة أن تترك ابنها يلعب وحيداً في الخارج دون مراقبة وتوجيه أو أن يذهب إلى المسجد مع "الأخوة" وهم مقاتلون آخرون في صفوف التنظيم. ولأنها رأت بأمِ عينها مدى صغر سن الشباب الذين جندهم تنظيم الدولة في ما يسمى أشبال الخلافة حيث يصبح الكثير منهم انتحاريين، فقد خشيت لورا باسوني من أن يواجه ابنها مصيراً مماثلاً، كما وأصبحت حامِلاً.
باتت باسوني يائسة من الهرب فأخذت ابنها بسيارة أجرة وتوجهت صوب حدود أراضي تنظيم الدولة بيد أن السائق الخائف سلمهما إلى شرطة التنظيم. بعد ذلك وافق زوج باسوني على أن يشهد لصالحها ثم وضعوها رهن الإقامة الجبرية تحت حراسة عناصر التنظيم أثناء غياب زوجها مما حال دون محاولتها الهروب مجدداً.
تمكنت باسوني في نهاية المطاف من إقناع زوجها بأن ينضم إليها في محاولة للفرار، وبمساعدة المهربين شقت العائلة الصغيرة المكونة من ثلاثة أفراد طريقها إلى بلجيكا.
 
ولو  تم إلقاء القبض عليهم لكان من المرجح جداً أن يتم قطع رأس زوجها وإعادتها إلى مدينة الرقة/ معقل التنظيم في سوريا/ من ثم إجبارها على الزواج من مقاتل آخر. وبحسب روايات شهود عيان في مشروعنا الذي يحمل اسم "مقابلات مع المنشقين عن تنظيم الدولة" ، فقد قام المهربون باغتصاب بل وفي بعض الأحيان قتل نساء أُخريات حاولن الفرار.
اليوم، يقضي زوج باسوني فترة محكوميته في بلجيكا في حين تم إخلاء سبيلها بشروط وإعادة أطفالها الذين انتُزِعوا مِنها مؤقتاً إليها حيث يعيشون اليوم في رعايتها.
وتقضي باسوني وقت فراغها بإلقاء المحاضرات على مسامع الشباب البلجيكي حول مخاطر الانضمام إلى تنظيم الدولة. وإليكم هنا مقطع فيديو لمقابلة مع المركز الدولي لدراسة العنف المتطرف.
تأخذ قصة باسوني نمطاً مشابهاً لقصص الكثير من النساء اللواتي يلتحقن بصفوف تنظيم الدولة الإسلامية. وغالباً ما ينطوي الطريق إلى العنف دائماً على التفاعل الكلاسيكي بين أربعة عوامل مهمة أولها التنظيم فأيديولوجيته فالدعم الاجتماعي وأخيراً المحفزات الشخصية ونقاط الضعف، ولكن هناك أيضاً وعلى نحوٍ عادي أسباباً أكثر تحديدا.
أحد هذه الأسباب هو الغضب السياسي، حيث رأى كثير من المسلمين من الرجال والنساء في أرجاء المعمورة بأمِ أعينهم كيف غرقت سوريا في أتون الفوضى والعنف في ظل حكم بشار الأسد. وقد تنامى الغضب في قلوبهم وهم يشاهدون سياسة الأرض المحروقة التي انتهجها الأسد ليس فقط ضد معارضيه بل وضد المدنيين أيضاً. إن استمرار ارتكاب هذه الممارسات الوحشية إلى يومنا هذا والتي غالباً ما تعادل بوحشيتها تلك التي يرتكبها تنظيم الدولة ضد السكان المحليين الذين يتحدّون حكمه، لا تضيع سدى على المجندين المحتملين. وكما هو الحال مع نظرائهم من الرجال، كانت دوافع بعض النساء اللواتي انضممن إلى تنظيم الدولة في وقت مبكر من بداية الصراع، متأصلة في القلق البالغ من وحشية الأسد في سوريا، ورداً على المأزق السياسي الذي تمر به البلاد.
 
وبالفعل فقد حَرَضَت سَرَدية تنظيم الدولة ومن قبله تنظيم القاعدة، نساءً أخريات على الانضمام إلى صفوف هذه الجماعات، لا سيما وأنها تقول إن الإسلام والمسلمين وأراضيهم تتعرض لهجوم القوى الغربية وإن الجهاد الدفاعي بات أمراَ ضرورياً.
وتم إغراء تلك النساء عبر أشرطة الفيديو التصويرية على موقع يوتيوب والتي تظهر المعاناة الحقيقية للمسلمين والظلم الذي يتعرضون له في كل بقاع الأرض تحت حكم الديكتاتوريين المدعومين من قبل القوى الغربية. و لربما يكون للأثر النفسي لصور الحروب التي يتابعها الغربيون مجتمعة مع الخسائر في صفوف المدنيين، دوراً مهماً في قرار النساء بمحاولة الدفاع عن المستضعفين.
في الحقيقة، غالباً ما تبني النساء والفتيات تقيمهن بشكل أكثر ارتباطاً مما يفعل الرجال فيما يتعلق بمسألة الحكم الأخلاقي، ولربما يحكمن على ما قد يُعرفُ عادة بأنه عمل لا أخلاقي أنه أخلاقي فعلاً إذا كان ينقذ الحياة وبالأخص حياة شخص ما تربطهن به علاقة.
لقد نجح تنظيما الدولة الإسلامية والقاعدة في كسب الولاءات لدعم أمة عابرة للحدود /الأمة الإسلامية/ وبناء فكرة العائلة الأكبر وتعني /الأقارب الوهميين في مصطلح العلوم الاجتماعية/ عبر تأسيس دولة الخلافة الإسلامية المزعومة.  كما ونجح التنظيمان أيضاً في الاستفادة من مختلف أبعاد الشعبوية وتعزيز مذهب لا يحاول اللعب بمشاعر المسلمين في أرجاء المعمورة فحسب، بل ويوحد مطالبهم ضد العدو المشترك وهو الغرب.
و لك أن تُضيف إلى هذا الخطاب خطاب التمييز والتهميش المعقد بحق المسلمات في الدول الغربية. وفي أوروبا، قد تجد النساء اللواتي يُردنَ ارتداء الحجاب أو النقاب/ غطاء كامل للوجه/ أو برقعاً للغرض ذاته، أنفسهن خارجات عن القانون في بعض البلدان كما قد يتم تهميشهن في أماكن العمل أو تجاهلهن بالوظائف لا بل قد تتعرض بعضهن للمضايقات في الشارع.
ويمكن أن يكون المُجَنِدون الذين يبشرون بتحرير المرأة وتمكينها سياسياً واقتصاديا، مقنعين جداً بالنسبة للنساء اللواتي يشعرن بالخيبة والقلق من جراء العيش في الغرب، حيث يُحكى لهن عن دولةٍ طوباوية تضم جميع المسلمين وأن تكون مسلماً فيها لهي ميزة ضد الضرر، وحيث يوعَدُ جميع الراغبين بالانضمام لها بالكرامة والشرف والغاية والأهمية ناهيك عن المنفعة المادية من قبيل توفير السكن المجاني والتدريب على العمل والرعاية الصحية المجانية والرواتب والحياة الرغيدة.
وبالنسبة لكثير من النساء اللواتي يلتحقن بصفوف تنظيم الدولة، فإن الانتقال الجغرافي إلى سوريا والعراق يشكل هروباً ساحراً من المشاكل الشخصية والعاطفية- فمثلاً أن يهربن من أبٍ أو زوجٍ سكيرٍ عنيفٍ لا يُطاق – أو عدم قدرتهن على اجتذاب رجلٍ يجدنَ فيه شريك حياتهن المناسب.
 
حتى وقت قريب جداً، وعندما بدأ يخسر مساحات كبيرة من الأراضي في سوريا والعراق، كان تنظيم الدولة يزعم أنه يجسد المُثُل الإسلامية بصورتها الحقيقية. ودُعيت النساء للانضمام إلى التنظيم أملاً في التكفير عن ذنوبهن وبالتالي دخول الجنة بعد الموت.
ووفقاً لدعوة الخلافة فإنه يمكن لأي رجل أو امرأة /أذنبَ/ت/ أن يعتق نفسه/ا/  من خلال الانضمام إلى تنظيم الدولة والأهم من ذلك عبر التطوع لتنفيذ عملية انتحارية. وليس هناك ما يعادل "نيلَ الشهادة" لمن يؤمن بها لضمان مكان فوري له في الجنة.
كثيراً ما يُعتَقَدُ أنه يتمُ إكراه النساء أو حتى إجبارهن على أن يتبعنَ أزواجهن في الانضمام إلى تنظيم الدولة. وفي بعض الحالات، تلعب المخاوف من الهجران، والولاء والتخويف دوراً في ذلك.
وهذا ما حدث مع الأوربية /ليلى/ عندما سافر خطيبها في البداية إلى اسطنبول بهدف الانضمام إلى تنظيم الدولة، سلمته للشرطة. اعتقدت ليلى أنها أنقذت خطيبها من الذهاب والالتحاق بصفوف التنظيم، بيد أنها اكتشفت بعد زواجها أن زوجها لم يتخلَ عن حلمه.
 
بعد ذلك، واجهها زوجها بخيارٍ صعب ألا وهو الطلاق إذا رفضت السماح له بالانضمام إلى تنظيم الدولة، أو كما قال لها: "كونكِ زوجة مسلمة جيدة تدعم وتطيع زوجها" أملاً في أن يتحقق كل ما أراد، فما كان منها إلا أن أطاعته.
قٌتِلَ زوج ليلى تاركاً إياها حامِلاً و تخشى أن يتم إجبارها على الزواج من مقاتل آخر حالها حال غيرها من الأرامل في صفوف التنظيم. كافح والدها بشجاعة لتوظيف مجموعة من المهربين سعياً لإخراجها من سوريا قبل أن تضع طفلها داخل حدود الدولة الإسلامية، ووافقت ليلى على ذلك. ولكن حالما بدأت طريق حريتها المحفوف بالمخاطر، أدرك تنظيم الدولة أنها تحاول الهرب وعليه راسَلَ والديها مطالباً إياها بالعودة لكي تلد طفلها أولاً وتُرَبيه وكما نصت الرسالة: "الطفل لنا" لكنها في نهاية المطاف تمكنت من الفرار مع الطفل.
ولحسن الحظ، لم تواجه ليلى مصير كثير من النساء اللاتي تم تهريبهن بمفردهن إلى بر الأمان إذ تعرضن للاغتصاب والإكراه من قبل مجرمين.
 
ووفقاً لإحصائيات تمكن من جمعها الباحثون في المركز الدولي لدراسة التطرف العنيف، فإن معدل النساء الأجنبيات العائدات من تنظيم الدولة هو أقل بكثير من معدل الرجال. ومن غير المرجح أن يكون ذلك صحيحاً لأنهن يُردن البقاء مع التنظيم. وربما يعكس الحقيقة القائلة بأنه من الصعب أن تهرب المرأة من تنظيم الدولة دون أن تملك المال وبالتالي تعيش باستمرار تحت سيطرة الرجال ولا تخرج من البيت إلا بصعوبة بالغة ثم تتعرض للسلب والنهب من جانب المُهربين حالما تبدأ الرحلة. 
واجهت النساء اللواتي ولدنَ داخل أراضي الدولة الإسلامية، صعوبات بالهرب مع أطفالهن الذين لا يملكون وثائق هوية مُعترفُ بها رسمياً. فعلى سبيل المثال، اتصلت أم بلجيكية في تنظيم الدولة بقنصلية بلادها في تركيا قبل محاولتها الفرار من أراضي التنظيم إلا أنهم قالوا لها إنه يتعين على زوجها ووالد أطفالها الحضور لتقديم طلب للحصول على أوراق لأطفالها. قررت الأم البقاء بدلاً من محاولة الهرب دون يقين من ضمان الحصول على وثائق أطفالها في نهاية المطاف بحسب المقابلات التي أجريناها في بلجيكا العام الماضي.
وقد نجح تنظيم الدولة في جذب البالغات والمراهقات إذ هربت فتيات المدارس من لندن وسكوتلندا أو هولندا وقيرغيزستان للانضمام إلى تنظيم الدولة. وفثتِنَ بعضهن بالمغامرة وتَحَمَسنَ بفعل رجال وعدوهنَ وعوداً رومانسية.
وبالانتقال إلى منشورات مدونة مسؤولي التجنيد في تنظيم الدولة على الانترنت مثل /أم ليث/ و /طير الجنة/، نجد أنه من المرجح أن تلك الفتيات كُنَ يعتقدن أنهن ماضياتٍ في مجازفة رومانسية بطولية لتحسين حياتهم مادياً وإيجاد الحب اللامشروط، والثقة والإخلاص. وإن الوعود بالحياة الإسلامية والثروة وعلاقات الحب المُتَقِد لهي حالة مشتركة بين مسؤولي التجنيد على الانترنت من الذكور والإناث.
 
وفي نفس اليوم الذي نشرت فيه شريط الفيديو الخاص به على صفحتها المزيفة على فيسبوك، اتصل مقاتل فرنسي بالصحفية الفرنسية آنا إيريل التي لعبت دور مراهقة ضعيفة صغيرة السن. وبسهولة كبيرة، يمكن أن توفر العلاقات على شبكة الانترنت الاتصال المتكرر وتنقل الاهتمام والعلاقة الحميمة الحقيقية. وكان هذا المقاتل الذي يحاول تجنيد الصحفية يطاردها باستمرار عبر مكالمات سكايب والرسائل النصية بالإضافة إلى الحديث معها مرات عديدة في اليوم الواحد. ويمكن أن تكون هذه كمية مُسَكِرة من الاهتمام بالنسبة لامرأة شابة وحيدة ومرتبكة. وغالباً ما يتحدث المُجندون على شبكة الانترنت إلى ضحاياهم أكثر من حديثهم إلى أفراد أسرِهِم، مُرَكِزين على نقاط الضعف والحاجيات.
كثير من الذين انضموا إلى تنظيم الدولة ومن بينهم النساء، كانوا يعتقدون أن "خلافة" التنظيم سوف تقدم طراز حياة إسلامياً "نقياً" وأنها سوف تدير شؤونها وفقاً لـلمُثُل الإسلامية النقية، رغم سفك الدماء والوحشية التي أصبحت سمة مميزة لهذا التنظيم.
وفي واقع الأمر، يلجأ تنظيم الدولة لاستخدام القسوة للتعبير عن الشجاعة، وبالإضافة إلى نجاحاته الميدانية، تمكن التنظيم عامي 2014 و2015 من استقطاب آلاف المقاتلين من جميع أنحاء العالم من بينهم مئات النساء من أجل ما صَوره على أنه قضية منتصرة.
ويكمن جزء من قوة تنظيم الدولة في قدرته على شيطنة خصومه ومعارضيه وتفادي الصراع الأخلاقي الذي ينشأ مع القتل والمشاركة في الأعمال الوحشية. وعندما تتساءل النساء عن هذا المشهد المروع يجيب التنظيم أن "كل الثورات تتطلب سفك الدماء، ولكن في النهاية إن من سيعيش الإسلام "النقي" هم المقاتلون الذين يقاتلون من أجل القضية.
في الحقيقة غالباً ما يعمل المُجَنِدون لصالح تنظيم الدولة كمُعجبين يوفرون حاجيات ضحاياهم في اللقاءات الأولى بعد ذلك يستدرجونهم إلى التنظيم شيئا فشيئا إلى الحدٍ الذي لا يوفر فيه لهم أي شيء بل يحصد أرواحهم بدلاً من ذلك.
 
وبحسب تقرير أوردته صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية عام 2015،  فقد تساءلت شابة أمريكية، تركتها والدتها المتعاطية للخمور برعاية جديها في ولاية واشنطن، عن السبب الذي يدفع بتنظيم الدولة لقطع رأس صحفي. وتلقت هذه الشابة جواباً على سؤالها من قِبلِ مسؤولي التجنيد في التنظيم- الذين أخبروها أن "سفك الدماء هو سمة مميزة لجميع الثورات" وأن هذه أي "ثورة التنظيم" لا تختلف عن غيرها، ثم بدؤوا بإغرائها للانضمام إليهم عبر إغداق الاهتمام الزائد، والهدايا عليها.
الشيء ذاته حصل لمراهقة لندنية تابعت حسابات تنظيم الدولة على موقع تويتر لتكتشف أن التنظيم تابعها وفجأة جعل منها شخصاً "مشهوراً" لدى كثير من المتابعين، ثم راسلها بهدف إقناعها بالانضمام إلى صفوفه. أخبروها أنه كونها مسلمة، فيتوجب عليها الهجرة، ويعني أن تسافر للعيش في الدولة الإسلامية بدلاً من العيش مُذنِبةَ في المملكة المتحدة "الكافرة" على حد تعبيرهم. وعندما احتجت بأنها ما تزال صغيرة جداً من أن تتزوج أحد "الإخوة"، أخبروها بأنها تستطيع أن تتزوج بعد عام أو نحو ذلك. وعندما استرعت قضيتها اهتمام السلطات البريطانية، اعترفت الفتاة بذلك من خلال الصور التي تلقتها وتظهر مساكن التنظيم في سوريا, وكانت تعتقد أنها سوف تسافر إلى "ديزني لاند" الإسلامية.
المتحولون إلى الإسلام هم أكثر عرضة للتجنيد لصالح تنظيم الدولة، لاسيما وأنه غالباً ما تكون معرفتهم بأمور الدين محدودة جداً. وغالباً ما يريد هؤلاء إثبات أنفسهم  ويلجؤون أحياناً إلى العنف كوسيلة للتعبير عن إخلاصهم. وفي الوقت ذاته، قد يبتعدون عن أفراد عائلاتهم مما يتركهم لقمة سائغة في أفواه الآخرين الذين يبدؤون بملء تلك الهوة. 
 
وتندرج قصة المراهقة الأمريكية شانون كونلي في السياق ذاته، حيث تحولت كونلي من المسيحية الكاثوليكية إلى الإسلام في سن الـ17 ومن ثم حاولت الانضمام إلى تنظيم الدولة في سن الـ19. وجدت كونلي تفسيراتها للإسلام على شبكة الانترنت وأقنعها المتطرفون المتبنون للعنف أن الإسلام يتعرض للهجوم وأن الغرب هو عدو هذا الدين. وعندما استرعت كونلي انتباه مكتب التحقيقات الفيدرالية الأمريكية / إف بي اي/، أجروا مقابلة معها اعترفت خلالها  بتحميل تعليمات حول كيفية تنفيذ هجوم ضد كبار الشخصيات داخل الولايات المتحدة، وأنها باتت تؤمن أن القواعد العسكرية بل وحتى المدنيين الذين يترددون عليها يمكن أن تكون أهدافاً مشروعة لهجمات التنظيم.
وتواصلت كونلي أيضاَ عبر سكايب مع مقاتل تونسي وأغرِمَت به، حيث أقنعها بأن تصبح بطلة عبر تركها لعملها في تنظيف الأسِرة، والزواج منه، والعمل كطبيبة مع تنظيم الدولة. وبناءً على ذلك، حاولت شانون السفر إلى سوريا بيد أنها شعرت بخيبة أمل كبيرة عندما تم اعتقالها على المَدرج وهي تحاول الصعود على متن طائرة من مدينة دينفر في ولاية كولورادو، وهي اليوم محتجزة داخل سجن شديد الحراسة.
وكثيراً ما تترك الفتيات اللواتي يسافرن بهدف الانضمام إلى تنظيم الدولة، زميلات الدراسة وأفضل الأصدقاء، خلف ظهورهن. وواصلت شابتان بوسنيتان كُن قد نشأنَ في فيينا، التواصل مع واحدة من صديقاتهن على الأقل عبر مواقع التواصل الاجتماعي ويُرَجَحُ أنهن دعياها للانضمام إلى صفوف التنظيم. ويبدو أن إحدى الفتيات في مدرسة لندنية كانت قد أثرت على ثلاثة من زميلاتها للحذو حذوها بالانضمام إلى التنظيم.
 
وطبيعية هي آثار العدوى في أوساط الشباب لا سيما المُراهقات، وقد لوحظت فيما يتعلق بالانتحار والأوبئة الصحية النفسية، إنه لأمر متوقع وينبغي علينا حمايته فيما يتعلق بتجنيد الإرهابيين أيضاً.
وإن اللواتي ينضممن إلى تنظيم الدولة إنما ينضممن إلى جماعة تكرهُ النساء، بيد أنه من المهم ملاحظة أنه يتم تمكينهن بشتى السبل أيضاً. وتُدعى النساء الأجنبيات في تنظيم الدولة إلى الخدمة في جهاز الحسبة / شرطة الآداب/، حيث توكل إليهن مهمات إنفاذ قوانين اللباس وتفسيرات التنظيم المتشددة لقانون الشريعة الإسلامية.
وحقيقة فإن تلك النسوة مسلحات ويعملن بصفة أعلى من المواطن العادي ولا يُجبنَ عملياً على أي شخص متمتعاتٍ بمكانة مرموقة لربما لن يجدن مثلها في بلدانهن الأصلية.
و أيضاً قد تتمتع النساء اللواتي لا يتقاضين رواتب عالية في بلدانهن، بمنزل جميل يستولي عليه التنظيم كغنيمة من الأعداء، أو بأسيرةٍ تُجبر على العبودية وتقوم بالطبخ وأعمال التدبير المنزلي، وفي بعض الحالات تعتني برغبات الزوج الجنسية. وحتى ما بين النساء، يتعلم المؤمن الحقيقي بنظر التنظيم أن يُجرد هؤلاء الأسيرات من إنسانيتهن ويُشرعن استعبادهن.
وإذا لم يَكُنَ في جهاز الحسبة، تُدعى الشابات الأجنبيات في التنظيم إلى الالتحاق بمجموعة من النساء تعمل خارج مدينة الرقة /عاصمة التنظيم في سوريا/  بهدف استقطاب نساء أخريات فضلاً عن الرجال إلى صفوفه. وإن النساء اللواتي يُغرينَ الرجال للانضمام للتنظيم قويات فعلاً. ويبدو أن المجند الأمريكي في صفوف التنظيم ويدعى محمد جمال خويس قد انضم تحديداً لغاية في نفسه تتمثل بالفوز بوعود الزواج الأنثوية، حيث غادر خويس الولايات المتحدة في إجازة مزعومة ، بيد أنه انتقل إلى اسطنبول عبر طريق دائري. وزعم فيما بعد أنه كان قد التقى بامرأة تزوجها على الفور وسافر بصحبتها إلى العراق بهدف الانضمام إلى تنظيم الدولة.
وخلافاً لبعض الافتراضات، فإن الإناث اللواتي يلتحقن بصفوف تنظيم الدولة لا يتعرضن للاغتصاب الجماعي من قبل مقاتليه، بل من المتوقع أن يَكُنَ متزوجات ، ناهيك عن أن التنظيم يدير مكتباً للزواج لهذا الغرض خصيصاً. ويتم تلقين النساء اللواتي يتزوجن من مقاتلي التنظيم،الإيمان بالفوائد الروحية "لاستشهاد" أزواجهن، بل ويرحب البعض منهن بمكانتهن القيمة كأرملة "شهيد" بصفتها فائدة إيجابية. وعلاوة على ذلك، فإن تنظيم الدولة يعد بمنافع التَرَمُل لزوجات مقاتليه في حال استشهاد أزواجهن.
 
وبحسب المنشقين عن التنظيم من الذين قابلناهم، فإنه في الواقع نادراً ما يتم الدفع لهؤلاء الأرامل بشكل ثابت، بل على العكس حيث يجدن أنفسهن وقد تم تسليمهن إلى أصدقاء أزواجهن، أو أنهن مضطرات للعيش في ظروف معيشية قاسية تنذر بكارثة وذلك إلى أن يوافقن على الزواج مجدداً- حيث يتزوج بعضهن أكثر من 13 مرة على التوالي. وأخبرتنا إحدى المنشقات عن التنظيم وتحمل طفلها بين ذراعيها، أنها هربت لأنها لم تكن تريد أن يتم إجبارها على الزواج للمرة الرابعة بعد مقتل زوجها الثالث.
تقبل معظم الدول رعاياها من النساء العائدات من صفوف تنظيم الدولة في سوريا والعراق وكثير من هذه الدول لا تلاحقهن قانونياً – أو إذا ما حدث ذلك فعلاً فإنهن يتلقين أحكاماً مخففة. ويرجع هذا إلى فكرة أنهن لم يفعلن شيئاً سوى إطاعتهن لأزواجهن نتيجة لخداعهن أو إكراههن، الشيء الذي لا يكون غالباً بيت القصيد.
وأخبرتنا السلطات القانونية وأجهزة المخابرات في البلقان وآسيا الوسطى أن النساء كأنهن "أموات في الحياة" / يُطِعنَ أزواجهن الذين يسيطرون عليهن/، بيد أن بحثنا يُظهِرُ أنه غالباً ما تتبع النساء في تنظيم الدولة أزواجهن إلى العراق وسوريا بملء إرادتهن بل وحتى كُن قد انضممن إليهم لتنفيذ هجمات إرهابية جرى الإعداد لها داخلياً.
لربما  كانت بعض النسوة قد وافقت على الانضمام إلى تنظيم الدولة خوفاً من تخلي أزواجهن عنهن، أو من الفقر، ومع ذلك فقد كان البعض منهن مُحرِضات على ذلك. ففي قيرغيزستان على سبيل المثال، أقنعت جدتان أحفادهما للسفر إلى سوريا والانضمام إلى تنظيم الدولة مُعتقِدتين أنهم سوف يحسنون من وضعهم المادي، ويكونون قادرين على العيش وفق القيم الإسلامية الصحيحة هناك. ولدى تحررهما من هذا الوهم، تمكنت إحدى الجدات من تهريب حفيدها وإعادته إلى بلاده حيث قال أقرباء الجدة الذين قابلناهم في قيرغيزستان، إنه نقل رسالة من بقية أفراد العائلة العالقين في سوريا، جاء فيها: "إنه الشخص الوحيد الذي استطعنا تهريبه، نحن تائهون وفقدنا الأمل".
 
وخلافاً لبعض الافتراضات المجتمعية التي تقلل من أهمية دور النساء كمرتكباتٍ لأعمال العنف، فإنه كثيرا ما تكون النساء في تنظيم الدولة أدوات للعنف داخل الجماعة، إذ أخبرتنا نساء عَملن بأنفسهن سابقا في قسم الحسبة/ شرطة الآداب/ عن جلد وضرب نساء أُخريات بالمسننات المعدنية كنوعٍ من العقاب. وبصورة مماثلة، تفيدُ تقارير صادرة عن أولئك المتواجدين في الميدان /قاطع سوريا/ أنه جرى تدريب النساء في تنظيم الدولة على رمي القنابل اليدوية واستخدام الأسلحة، ناهيك عن تعليمهن لتنفيذ مهمات "استشهادية".
وبالفعل، فقد جرى تغيير شهادات زواج زوجات مقاتلي التنظيم خلال السنوات القليلة الماضية لِتفيد أنه لا يتوجب على المرأة طلب الإذن من زوجها إذا ما أرادت أن "تستشهد" ولا تحتاج سوى إلى إذن الخليفة أبو بكر البغدادي.
وإذا ما اقتَفينا آثار العديد من الجماعات الإرهابية المحافظة التي لا تشجع على انخراط الإناث في القتال، لوجدنا أن تنظيم الدولة لا يُمانع من الزج بهن في العمليات الانتحارية إذا شعر بأن الخناق يضيق عليه، حيث تكشفت هذه الحقائق خلال المعركة الماضية في مدينة الموصل العراقية.
وينبغي أن نتوخى الحذر لا سيما وأننا ندرك أن ليس كل النساء في تنظيم الدولة قد أُجبِرنَ على الانضمام إلى صفوفه، كما أنهن لا يفتقرن للقوة فيما يتعلق بالأدوار التي يلعبونها داخل التنظيم. كما يجب أن نَحذَرَ العائدين من صفوف التنظيم من الرجال والنساء على حدٍ سواء.
 
وفي الوقت الذي غالباً ما يتم فيه تصوير النساء اللواتي يلتحقن بتنظيم الدولة على أنهن قد تعرضن لـ"غسيل الدماغ" من جانب الرجال، فإن الانحياز الثقافي الذي يتغاضى عن دور المرأة في العنف كمشاركة بملء إرادتها، بالإضافة إلى السرديات التي تنكر دور المظالم السياسية التي تدفع بالنساء إلى أحضان التنظيم، لهي أمور قد تكون خطيرة جداً.
وقد اعتمد تنظيم الدولة على العنصر النسائي في الأعمال اللوجستية والدعائية والتجنيد والشرطة. وخلال المعارك الأخيرة لاستعادة مدينة الموصل/عاصمة تنظيم الدولة في العراق/ أرسل التنظيم عدة نساء لشن هجمات انتحارية تستهدف القوات المهاجمة.
وبغض النظر عن جنسه، فمن المرجح أن كل الذين انضموا إلى تنظيم الدولة كانوا يعانون من بعض المشاكل النفسية والاجتماعية قبل أن يغادروا بلادهم مما جعلهم هدفاً سهلاً للتجنيد لصالح التنظيم، وفور التحاقهم به غالباً ما يتم تسليحهم وتلقينهم أيديولوجية شريرة فاسدة.
وأخبرنا الرجال الذين خضعوا للتدريب على أصول الشريعة كيف اضطروا لقطع رأس أحد السجناء قبل مبايعتهم لهذه الجماعة الإرهابية، بينما حدثتنا النساء في سلك الحسبة عن تحويلهن إلى سَجاناتٍ ساديات. وبالرغم من أنه غالباً ما يتم تسليح النساء بنسبة أقل، إلا أنه هناك دليل متزايد على تدريب الكوادر النسائية على استخدام الأسلحة خلال العام الماضي.
وتزامناً مع تزايد دعوات تنظيم الدولة لتنفيذ هجمات ضد الغرب انطلاقاً من الداخل، فإنه من غير الواضح ما إذا كان بمقدوره الوصول من جديد إلى النساء اللواتي عُدنَ إلى ديارهنَ هرباً من صفوفه. فعلى سبيل المثال، لم تتم ملاحقة زوجة أحد مقاتلي التنظيم في كوسوفو قانونياً بتهمة السفر والانضمام إلى جماعة إرهابية، على عكس زوجها الذي يقضي اليوم حكماً بالسجن لمدة أربعة أعوام ونصف ولا يزال موالٍ للتنظيم بينما تعيش زوجته بكامل حريتها في المجتمع على الرغم من أنها تحت مراقبة الشرطة. ومن المعروف أنها مستمرة بالتواصل مع تنظيم الدولة عبر الانترنت، بالإضافة إلى التواصل مع زوجها الذي عبر عن استعداده للعودة إلى صفوف التنظيم إذا ما تم إطلاق سراحه.
وهناك أمثلة أخرى وافرة على المقاتلين الأجانب العائدين من صفوف تنظيم الدولة وغيره من الجماعات الإرهابية حيث استمر هؤلاء بالعمل في بلدانهم كخلايا نائمة واسترجعوا نشاطهم بمرور الزمن. و إن احتمالية أن تفعل نساء تنظيم الدولة الشيء ذاته لهو عامل لا يمكننا تجاهله إطلاقاً.
 
وفي تجربتنا هذه، فقد تواصل تنظيم الدولة مع عناصر كانوا قد انشقوا عنه في السابق، مُصِراً على أن يواصلوا خدمتهم حتى ولو كانوا يرغبون بقطع علاقتهم بالجماعة. وبالمثل، فمن المرجح أن يواجه العائدون الذين لربما قد واجهوا صعوبات في السفر إلى سوريا والعراق للانضمام إلى التنظيم، هذه الصعوبات نفسها إن لم تكن ضغوطات أسوأ لدى عودتهم. وقد شاهد هؤلاء بأم أعينهم الوحشية المفرطة التي قد تتركهم في حالة من الصدمة.
وكشفت المقابلات في الماضي مع الفلسطينيين المصابين بصدمات نفسية في كثير من الأحيان، مدى سهولة التطوع لتنفيذ عملية انتحارية إذا ما كان المرء فاقداً لحسهِ نفسياً نتيجة لحالة اضطراب ما بعد الصدمة.
وكما قال أحد الذين أُجريت معهم مقابلة: "إن تنفيذ عملية انتحارية هي خطوة صغيرة نتخذها لا سيما وأننا ميتون مُسبقاً".
 
وفي الواقع، فإن أيديولوجية "الشهادة" نوع من الإسعافات الأولية النفسية عند تطبيقها على الأشخاص الذين يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة. ويحظى المصابون بشفاء مباشر من الذكريات المؤلمة وحالات ما بعد الصدمة، من خلال الهروب إلى موتٍ يعتقدون أنه وبكل بساطة مدخل إلى الجنة والمجد، وحتى أنهم قد يصلون إلى حالة من النشوة في التذمر ويتابعون حياتهم الخاصة بهذه الطريقة.
وقد تعمل نقاط الضعف هذه نفسها والتي تعقب الصدمة النفسية، لصالح النساء العائدات من صفوف تنظيم الدولة، اللواتي لا يُحاكَمَنَ في حالاتٍ كثيرة ولا حتى يُفوضن لأي نوع من العلاج بالرغم من العار المحتمل أنهن يعانين منه بالإضافة إلى المشاكل الشخصية والنفسية الاجتماعية وصعوبات تتعلق بالاندماج بالمجتمع من جديد.
وقد لا يؤدي التعاطف الشعبي مع النساء العائدات من صفوف تنظيم الدولة اللواتي غالباً ما تصدُرُ بحقهن أحكاماً مُخففة أكثر أو حتى عفو، إلا إلى تعقيد آفاق التعامل الفعال مع العائدات اللواتي يحتجن إلى رعاية واهتمام خاصين. ونَرى أنه ينبغي تأمين المحاكمة القانونية لأي شخص ينضم إلى تنظيم الدولة بحكم احتمال إصابته بالصدمة بفعل ما تعرض له، وحيث يمكن أيضاً أن يكون قد خضع للتدريب العقائدي، بالإضافة إلى التدريب على استخدام الأسلحة، وأن ينال حكماً مخففاً بالسجن أو يتفادى فترة سجنه عبر الالتزام التطوعي بالانخراط في برنامج نفسي.
ومن شأن برنامج إعادة تأهيل جيد التنفيذ أن يساعد تلك النسوة على فهم ومعالجة الأسباب الشخصية التي انسجمت ولاقت صداها مع دعوات تنظيم الدولة للتجنيد، وأفعالهم العنيفة، فضلاً عن  حثهم على إيجاد  حلول أخرى لمشاكلهم النفسية الاجتماعية و/ أو/ المخاوف بشأن مظالمهم.
وقد لا يشارك بعض العائدين من صفوف تنظيم الدولة في برنامج إعادة التأهيل طواعية، وقد يتظاهر البعض الآخر بالتعاون فقط. ومع ذلك، فإنه إذا ما نُفِذَ برنامج إعادة التأهيل بشكل جيد ٍ وتقييمات دقيقة، فيمكن إعادة تأهيل الكثيرين ويعاودون الاندماج في المجتمع بحالة نفسية تجعل من غير المحتمل أن يتم التلاعب بهم مرة أخرى أو تلبية نداء الإرهاب.
 
ولئن كنا نستعد لعودة المقاتلات الأجنبيات من صفوف تنظيم الدولة، فإننا بحاجة أيضاً وبشدة إلى توعية الشباب والشابات حول حقيقة التنظيم وتجنيدهم على الانترنت وجهاً لوجه. وبالرغم من خسارته السريعة للأراضي التي يسيطر عليها، إلا أن تنظيم الدولة كان قد أصدر عدداً لا حصر له من المواد الدعائية ومن المرجح أن يمضي في تعميمها على شبكة الإنترنت وبالتالي فمن المرجح أيضاً استمرار "خلافة التجنيد الرقمية".
وستظل مفيدة المبادرات من قبيل مشروع السردية الهادفة لتحطيم اسم تنظيم الدولة  وذلك باستخدام مُطَلعِين لإدانة التنظيم والتدخل بعملية تجنيده وتعطيلها. ومن خلال مزيج من التعليم والوقاية وتدابير التدخل المباشر، يمكننا ضمان سلامة مواطنينا في الوقت الذي يحاول فيه التنظيم إعادة تشكيل نفسه في مواجهة خسارته للمساحات التي يسيطر عليها، والعودة الحتمية لمعظم مقاتليه الأجانب إلى ديارهم.
 
---------------------------------
الكتّاب
- انا سبيخارد (Anne Speackhard)  حاصلة على شهادة دكتوراه - أستاذة مشاركة في الطب النفسي بجامعة جورج تاون ومديرة المركز الدولي لدراسة التطرف العنيف وقد أجرت مقابلات مع ما يقرب من 500 إرهابي وأفراد أسرهم ومؤيديهم في أنحاء مختلفة من العالم بما في ذلك الضفة الغربية وقطاع غزة في فلسطين، والشيشان والعراق والأردن وتركيا والعديد من الدول الأوروبية.ألفت سبيخارد عدة كتب عن الإرهاب من بينها " عروس تنظيم الدولة:  طريق إحدى الشابات إلى الإرهاب المحلي".
- أرديان شاجكوفسي (Ardian Shajkovci )  حاصل على  شهادة الدكتوراه  ومدير البحوث و هو من كبار الزملاء الباحثين في المركز الدولي لدراسة التطرف العنيف. 
========================
معهد واشنطن :بعد الاستفتاء الكردي: التداعيات الإقليمية
http://www.washingtoninstitute.org/ar/policy-analysis/view/after-the-kurdish-referendum-regional-implications
مايكل نايتس, ديفيد بولوك, و بلال وهاب
متاح أيضاً في English
3 تشرين الأول/أكتوبر 2017
"في 29 تموز/يوليو، خاطب ديفيد بولوك ومايكل نايتس منتدى سياسي في معهد واشنطن. وبولوك هو زميل "كوفمان" في المعهد ومدير "منتدى فكرة". ونايتس هو زميل "ليفر" في المعهد، وكان قد عمل في جميع محافظات العراق وأمضى بعض الوقت ملحقاً بقوات الأمن في البلاد. وقد أدار النقاش بلال وهاب، زميل "سوريف" في المعهد، ومواطن من كردستان العراق".
ديفيد بولوك
أظهر الاستفتاء الذي أُجري في «إقليم كردستان العراق» - في تجربة مباشرة أولى حصلت في 25 أيلول/سبتمبر 2017 - أنّ الأكراد يسعون إلى الاستقلال وإلى إقامة دولة تتمتع بحكم ذاتي لأسباب معنوية وعملية على حد سواء. ويستقي هذا المسعى جذوره أيضاً من أحداث تاريخية ووعود لم تفِ بها الحكومة العراقية.
من الناحية المعنوية، تستند حجج الأكراد إلى ثلاثة أسس: (1) الحق في تقرير المصير، (2) تاريخ من القمع، شمل إبادة جماعية على يد حكومات عراقية متعاقبة، و(3) واقع أنه على مدى السنوات الخمس والعشرين الماضية أقام أكراد العراق منطقةً مستقرة ومسالمة وديمقراطية نسبياً ومتسامحة لا تطرح تهديداً على الدول المجاورة. وبالفعل، خلال السنوات القليلة الماضية، كان «إقليم كردستان العراق» واحةً من الاستقرار وسط أعمال العنف، حيث واجهت العراق وسوريا ودولاً أخرى في المنطقة حروباً وإرهاباً. كما شكّل «إقليم كردستان» ملاذاً لنحو مليوني لاجئ - معظمهم من العرب وليس من الأكراد - ومن جهتهم أثبت المقاتلون الأكراد أنهم خصم شرس في المعركة ضد تنظيم «الدولة الإسلامية».
ومن وجهة نظر أربيل، ترتبط الحجة العملية بعدم كفاية اتفاق الحكم الذاتي المبرم مع بغداد خلال السنوات الخمس عشرة الماضية. وبعبارة أوسع، لا تريد كردستان، بفضل استقرارها وفعاليتها في محاربة تنظيم «الدولة الإسلامية»، أن يتمّ اعتبارها من المسلّمات والتقليل من شأنها. وعلى وجه الخصوص، يتمحور استياء الأكراد حول تصوّرهم بأنه لا يتمّ تقاسم الإيرادات النفطية بشكل عادل، والحاجة إلى استفتاء موعود حول كركوك وأراضٍ أخرى يطالب بها «إقليم كردستان»، إلى جانب الدعم غير الكافي للقوات المسلحة الكردية - "البيشمركة" - على شكل أموال وتدريب وأسلحة.
وهناك سبب آخر للاستفتاء، كان قد أعرب عنه رئيس «حكومة إقليم كردستان» مسعود بارزاني ومستشاروه، ينطوي على تنامي الخلاف العرقي بين الأكراد والعرب، لا سيما في وقت يهيمن فيه العرب الشيعة على الحكومة في بغداد. ويؤكد قادة كردستان أيضاً أن النفوذ الإيراني الكبير أساساً في العراق آخذ في الازدياد، وهي ديناميكية قد تعقّد التعاون بين بغداد وأربيل بشكل أكبر، والأسوأ من ذلك، قد تعرّض الأكراد للقمع مرة أخرى.
ومن الواضح أن قادة «إقليم كردستان» تصرفوا الآن انطلاقاً من خوفهم من ألا تساهم ترتيبات الحكم الذاتي، بما أنها لم تتحقق بعد، سوى في تأزيم الوضع في المستقبل. كما أنهم شعروا، انطلاقاً من اعتقادهم بأنه تتمّ تقوية القوات المسلحة العراقية، بأن تأثيرهم على قضية كركوك قد يضعف، مما يعزّز احتمال حصول مواجهة عسكرية مستقبلية مع بغداد حول الأراضي المتنازع عليها. وبطبيعة الحال، تقدّم الحكومة العراقية حججاً مضادة لهذه الادعاءات، ولكنها للأسف ترفض اليوم التفاوض بشأن خلافاتها مع «حكومة إقليم كردستان».
وإذا استؤنفت هذه المفاوضات في نهاية المطاف، كما يجب أن يحصل، يقول زعماء «حكومة الإقليم» بصورة غير علنية إنها قد تشمل حدوداً معيّنة بين العراق وكردستان، بما فيها تلك حول كركوك. وحتى قبل ذلك، فإن كردستان مستعدة لبدء حوار مع بغداد حول تسويات محتملة بشأن أمن الحدود وضبط المطار. وأخيراً - من المهم أن يؤخذ هنا في عين الاعتبار التداعيات الإقليمية وحدود الأراضي - إن الاستفتاء لا ينطبق سوى على «إقليم كردستان العراق»، وليس على السكان الأكراد في سوريا أو تركيا أو إيران.
ومع ذلك، فمن وجهة نظر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لم يكن الاستفتاء مُرحّباً به نظراً إلى الروابط القريبة على نحو آخر بين تركيا و«حكومة إقليم كردستان» والمسألة المعقدة للعلاقات المتوترة بين أردوغان والشعب الكردي في تركيا. أما إيران فتعارض بشدة أكبر الخطوات التي تتخذها كردستان تجاه الاستقلال، وتخشى من فقدان نفوذها هناك واحتمال نشوء مخافر عسكرية أمريكية أمامية جديدة على حدودها. كما ادّعى الزعماء الأتراك والإيرانيون أن يداً إسرائيلية تعمل في كردستان، حيث "نقلت" وسائل الإعلام التركية والإيرانية رفع أعلام إسرائيلية في أربيل. غير أنه خلال أسبوع كامل أمضاه المتحدث هناك، لم يُشاهِد أي علم من هذا القبيل - إنما ممارسة منظمة وسلمية للإرادة السياسة المحلية.
مايكل نايتس
يُعزى توقيت الاستفتاء جزئياً إلى الرغبة في إقامته قبل أن يتحوّل التوازن العسكري لصالح العراق الفدرالي، ولكن السياسة المحلية الكردية هي التي أمْلَت في الغالب الموعد المحدد له. ومن المقرر أن يجري «إقليم كردستان» انتخابات برلمانية في تشرين الثاني/نوفمبر 2017، وهناك أيضاً مسألة الرئاسة، حيث تجاوز رئيس «حكومة إقليم كردستان» مسعود بارزاني مدة ولايته القانونية في عام 2013. ورأت قيادة «حكومة الإقليم» ضرورة تحقيق إنجاز مهم قبل انتهاء رئاسة بارزاني.
والآن بعد أن تم إجراء الاستفتاء من قبل «حكومة إقليم كردستان»، لا بدّ من التركيز على دور تركيا في أي عقوبات تُفرض على الأكراد. وما كانت العقوبات لتكتسي أهميةً لو كانت إيران والعراق هما فقط من يفرضانها على الأكراد، غير أن دخول تركيا على الخط يجعل الوضع في غاية الخطورة بالنسبة للأكراد العراقيين. فقد سخّرت هذه الجهات جهودها وقدراتها كافة من خلال التحالف مع الرئيس أردوغان: إنّ دعمه هو الذي سمح للأكراد الذين لا يملكون منفذاً بحرياً بتصدير النفط وتجاهل قوانين بغداد.
إن خسارة أردوغان ستغيّر قواعد اللعبة بالنسبة لـ «حكومة إقليم كردستان»، إذ بإمكانه أن يوقف كافة إيرادات الحكومة من النفط والجمارك، مما يترك الإقليم مفلساً ومعزولاً عن العالم. ويشعر أردوغان باستياء كبير وبإهانة شديدة من أن «حكومة إقليم كردستان» لم تفاجئه بموعد الاستفتاء فحسب، بل أجرته رغم اعتراضاته القوية. يجب على الدبلوماسية الأمريكية والكردية أن تركز على تهدئة أردوغان، والحكومة العراقية أيضاً، من خلال التقليل من شأن مخاطر التحركات الكردية الأحادية الجانب تجاه الاستقلال أو ضم المناطق المتنازع عليها مثل كركوك.
ليس من مصلحة الولايات المتحدة أن ترى حليفاً لها، «حكومة إقليم كردستان»، يُهزم على يد إيران وتركيا في خطوة ستكون مشجعة لإيران، كما أنه ليس من مصلحة واشنطن أن ترى موسكو تهيمن على الوساطة في هذا الموضوع. يتعين على مبعوث أمريكي قيادة جهود الوساطة لضمان مشاركة الأكراد في الانتخابات العراقية المزمعة في عام 2018، الأمر الذي سيعزّز التحالف المعتدل المحتمل الذي قد يُعيد تعيين العبادي رئيساً للوزراء. ومن شأن المفاوضات التي تجري بين بغداد و«حكومة إقليم كردستان» بوساطة الولايات المتحدة أن تقلل أيضاً من فرص عودة تنظيم «الدولة الإسلامية» إلى الحدود المتنازع عليها بين الأراضي الاتحادية والكردية. فالأكراد هم الكيان الوحيد في العراق الذي واجه إيران، وخاصة حول هذا الاستفتاء. وقد لا تكون الولايات المتحدة راضية عن إجراء الاستفتاء، لكن على واشنطن أن تعترف بأن تمتُّع «إقليم كردستان» بدرجة من الحكم الذاتي سيشكل ملاذاً مفيداً إذا ما هيمنت إيران على العراق الاتحادي.
أعدت هذا الملخص رانيا سعيد عبدالله. 
========================
نيويورك تايمز: الأسد منبوذ.. وصحيفة تشرين تترجمها: الأسد صمام الأمن العالمي
http://souriali.net/?p=27082
كتب بواسطة محرر سوريالي التاريخ: أكتوبر 05, 2017فى :سياسة, صورة وخبرية107 مشاهدة
أوردت صحيفة تشرين التابعة للنظام السوري خبراً منقولاً عن صحيفة نيويورك تايمز الأميركية، تمدح فيه الأخيرة رئيس النظام بشار الأسد وتصفه بصمام الأمن العالمي، إلا أن الصحيفة الأميركية لم تذكر شيئاً مما ورد في خبر تشرين.
وعنونت تشرين خبرها “نيويورك تايمز: الرئيس الأسد صمام الأمن والهدوء في المنطقة والعالم”، واصفة الصحيفة الأميركية بأنها “الأكثر شهرة في العالم”.
وقالت تشرين إنه “بدا لافتاً تأكيد الصحيفة (الأميركية) أن بقاء الرئيس الأسد في السلطة هو الخيار الأفضل لأوروبا وهو صمام الأمن والهدوء ليس فقط في المنطقة بل العالم بأسره”، فيما لم تنشر نيويورك تايمز أيّاً من ذلك بل وصفت الأسد بأنه شخص “منبوذ في معظم العالم”.
وأضافت تشرين ناسبة إلى نيويورك تايمز “أوردت الصحيفة أن الرئيس الأسد طهّر سورية من الأخطار ووحد السوريين حول مشروع وطني رغم كل ماخسرته سورية من الشباب والبنى التحتية”، بينما ذكرت الصحيفة الأميركية في مقالها الأصلي أن استمرار الأسد في السلطة “له عواقب خطيرة على البلد وعلى الشرق الأوسط، ويؤثر على آفاق الاستقرار في مستقبل سورية وعودة اللاجئين إلى وطنهم واستفادة الحكومة السورية من الدعم الدولي لإعادة إعمار مدنها المدمرة”.
وتأسست صحيفة تشرين عام 1975، وهي واحدة من ثلاثة صحف سورية رسمية إلى جانب “البعث” و”الثورة”.
========================
الصحافة العبرية والايرلندية :
هآرتس :تأييد انفصال الأكراد لا يخدم المصالح الإسرائيلية
http://www.al-ayyam.ps/ar_page.php?id=124d2875y307046517Y124d2875
بقلم: مئير مسري
الاستفتاء الشعبي، الذي قامت به كردستان العراق، الاسبوع الماضي، ليس الاستفتاء الاول منذ سقوط صدام حسين في العام 2003. ولكن في هذه المرة أجري الاستفتاء بدون موافقة الحكومة المركزية في بغداد. فقد أعلنت السلطات في اربيل عن نيتها في التقدم نحو الانفصال، ومن المهم التأكيد على أنهم تحدثوا عن "انفصال" وليس عن استقلال. حسب القانون الدولي، يعبر الانقسام عن انفصال أحد مكونات الدولة.
تقيم إسرائيل علاقة استراتيجية منذ سنوات كثيرة مع الأكراد بشكل عام ومع اكراد العراق بشكل خاص. عليها احترام ارادة الشعب الكردي والاعتراف بدولته، لكن من الافضل أن تقوم بذلك مع باقي المجتمع الدولي، شريطة أن يتم الانفصال بصورة قانونية وليس بصورة عنيفة. تصريحات رئيس الحكومة نتنياهو المؤيدة  لانفصال الاكراد تطرح سؤال هل دعم انفصال الاكراد أحادي الجانب يخدم المصالح الاسرائيلية؟ والجواب على ذلك سلبي.
أولاً، من غير المعقول أن حكومة اسرائيل، التي تعارض التدخل الاجنبي في كل ما يتعلق بمصير "المناطق الفلسطينية"، تؤيد بموازاة ذلك مشاريع انفصالية إقليمية. لا سيما ازاء حقيقة أن تقدم المسيرة السلمية بين اسرائيل والفلسطينيين نحو الحل الدائم حسب مبدأ الدولتين يعتبر أمرا ملحا وشرعيا أكثر من الانفصال الكردي في شمال العراق. إضافة الى ذلك، يوجد للاكراد في العراق الآن مواطنة، وهم يشاركون في السلطة هناك، في حين أنه لا يوجد للفلسطينيين حقوق مدنية في اسرائيل.
ثانيا، الأكراد يلعبون دورا مركزيا في النظام العراقي منذ العام 2003، وفقا للدستور العراقي، وهم يتمتعون بحكم ذاتي واسع يحافظ على التوازن في النسيج السياسي العراقي. فهم يتولون عدداً من المراكز الحساسة، من رئاسة العراق وحتى الأجهزة الاستخبارية. انفصال الاكراد سيحول العراق الى دولة عربية ذات اغلبية شيعية حاسمة، ستمهد الطريق لسيطرة إيرانية على الدولة. على اسرائيل أن تسأل نفسها ما هو الافضل بالنسبة لها – علاقة دبلوماسية وتعاون أمني مع دولة اسلامية آسيوية مثل اذربيجان أو علاقة خاصة مع مكون مؤثر في قلب دولة عربية مهمة مثل العراق، يكون بالامكان مستقبلا اقامة علاقات رسمية معهم؟
ثالثا، من الافضل أن لا تقوم اسرائيل بتغذية الاعتقادات السائدة في المنطقة بأنها تحاول تشجيع الفوضى والانقسام. يجب أن نتوقع منها التصرف كدولة مسؤولة تحترم وحدة وسيادة الدول المجاورة، بالضبط مثلما تعارض، حقاً، تدخل الدول المجاورة في شؤونها.
رابعا، سياسات اسرائيل السابقة نحو توجهات انفصالية في العالم كانت قائمة في معظم الحالات على احترام القانون الدولي وسيادة الدول. الانفصال أحادي الجانب للإقليم الكردي يشكل خرقا للدستور العراقي، الذي يقضي بأن اجراء استفتاء شعبي حول تقرير المصير يحتاج الى اجراءات قضائية لم يتم احترامها من قبل حاكم اربيل، الذي انتهت ولايته في العام 2013.
لم تعترف اسرائيل بالانفصال أحادي الجانب لكوسوفو في العام 2008، واشترطت اعترافها بها بموافقة الحكومة الصربية والامم المتحدة. لماذا هي تنتهج اذا نهجا مزدوجا؟ اسرائيل بحاجة الى سياسة خارجية متزنة وثابتة توجه بواسطة مبادئ واضحة، وليس من خلال ردود فعل عشوائية.

يؤيد الشعب اليهودي الحرية، وقد قدم الكثير من الضحايا من اجل الحصول على دولة خاصة به. ولكن الفرق بينه وبين الاكراد هو أنه لم يكن له خيار. شعوب المنطقة رأوا فيه عدواً، فاضطر الى حمل السلاح وتحقيق حريته بالقوة من خلال احترامه لقرارات الأمم المتحدة. الأكراد في العراق، الآن، في المقابل، يقفون أمام فرصة تاريخية لبناء كيان وطني من خلال التعاون مع مكونات عراقية أخرى، في الوقت الذي يحظون به بصلاحيات واسعة في اطار النظام الديمقراطي الفيدرالي القائم في العراق منذ سقوط نظام البعث.
من واجبنا الآن أن نقول لأصدقائنا الأكراد إنه لا يوجد مستقبل لاستقلال اقليم كردستان العراق بدون تعاون اقليمي وموافقة حكومة بغداد. وكما هو معروف، اذا تمسك الاكراد بالانقسام، واستمروا في السير نحو دولة مستقلة وفقا للقانون الدولي وبموافقة بغداد، مثلما تصرف جنوب السودان، فسيجدون اسرائيل على رأس قائمة المؤيدين لهم من اجل تحقيق تطلعاتهم القومية.
 
 عن «هآرتس»
========================
آيريش تايمز: لهذه الأسباب.. سلمان يغازل بوتين
http://www.masralarabia.com/صحافة-أجنبية/1460510-آيريش-تايمز--لهذه-الأسباب--سلمان-يغازل-بوتين
وائل عبد الحميد 04 أكتوبر 2017 22:52
"السعودية تغازل بوتين حيث تنظر إلى ما وراء اعتمادها على الولايات المتحدة"، وفقا لتقرير بصحيفة آيريش تايمز الأيرلندية للصحفي مايكل جانسن تعليقا على زيارة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز لموسكو  اليوم الأربعاء.
 يذكر أن نائب رئيس الوزراء الروسي دميتري روجوزين استقبل الملك سلمان في مطار موسكو في غياب الرئيس فلاديمير بوتين أو رئيس الوزراء دميتري مدفيديف.
 وإلى نص التقرير
وصول الملك سلمان إلى موسكو في زيارة تاريخية تستغرق ثلاثة أيام يمثل علامة على اعتراف السعودية بأن روسيا عادت إلى الشرق الأوسط كلاعب رئيسي.
هذا الدور في الشرق الأوسط كان يمارسه في مرحلة ما الاتحاد السوفيتي الذي دأب على دعم الجمهوريات العربية بينما كان الغرب يساند الممالك.
محادثات الملك سلمان التي ستجرى غدا الخميس تكشف سعي المملكة إلى التحرك وراء اعتمادها طويل الأمد على الولايات المتحدة.
الموضوعات الرئيسية على أجندة اللقاء تتضمن سوريا وإيران والنفط ومد نطاق العلاقات التجارية.
يذكر أن المملكة السعودية وروسيا كانتا في جانبين متضادين في الحرب السورية
وقدمت الرياض أسلحة وأموال إلى جماعات مسلحة تسعى إلى الإطاحة بالرئيس بشار الأسد.
 وبالمقابل، دعمت موسكو الرئيس السوري على مدى العامين الماضيين، وقدمت له غطاء جويا وأسلحة ومستشارين عسكريين بغية انتزاع المكاسب التي حققها المتمردون.
وبدافع إدراكها أن انتصار الأسد- سوريا أمر واقع، قللت السعودية خسائرها من خلال وقف مساعداتها للمتمردين ووقعت على خطة روسية إيرانية تركية لتقليص العنف في سوريا.
ويفرض ذلك وقف إطلاق نار أو مناطق عدم نزاع مع الترويج لمفاوضات سلام بين الحكومة والمعارضة السورية التي دأبت السعودية على رعايتها.
وفي مقابل التعاون مع موسكو في سوريا، سوف تضغط السعودية على روسيا لاحتواء تأثير غريمتها إيران في سوريا ما بعد الحرب.
يذكر أن إيران عززت الجيش السوري المجهد بمليشيا شيعية.
وبينما كان الاتحاد السوفيتي الدولة الأولى التي تؤسس علاقات دبلوماسية مع المملكة السعودية عام 1926، جمدت الرياض المناهضة للشيوعية علاقاتها مع موسكو عام 1938 ولم تستأنف العلاقات حتى ظهور روسيا الاتحادية عام 1990.
وازدهر التعاون الثنائي بين البلدين العام الماضي عندما انضمت السعودية وروسيا، أكبر منتجين للنفط في العالم، إلى القوى التي تحاول إقناع منظمة أوبك وأعضاء خارج المنظمة بتقليص صادرات البترول من أجل استقرار سعر النفط عند مستويات تتراوح بين 50-60 دولارا للبرميل.

وتسعى الأطراف لمد نطاق ذلك الاتفاق لما بعد مارس 2018 الموعد المحدد لانتهائه.
وقبيل زيارة سلمان، قال وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك لقناة العربية السعودية: “تركيزنا لا ينصب فقط على تعزيز تعاوننا حول الاتفاقية بين أعضاء منظمة الأوبك وخارجها لكنه أيضا يستهدف تقوية التعاون في قطاعات النفط والغاز والكهرباء والطاقة المتجددة ومنتجات أخرى".
وتتأهب السعودية وروسيا للإعلان عن تمويل بقيمة مليار دولار للاستثمار في مشروعات الطاقة وعقد مناقشات حول استثمارات سعودية في مشروعات النفط والغاز الطبيعي بروسيا، بالإضافة إلى مشروع مشترك بين أرامكو وأكبر شركة بتروكيماويات روسية لبناء محطات طاقة بالمملكة، على أن تساعد موسكو الرياض في عمليات الحفر والخدمات النفطية الأخرى.
وفي مايو الماضي، سافر ولي العهد محمد بن سلمان، نجل الملك المفضل بالنسبة له، إلى موسكو للترويج لمشروع رؤية المملكة 2030، التي تستهدف تنويع مصادر دخل الاقتصاد السعودي بعيدا عن النفط.
بن سلمان، المحرك الرئيسي للتغيير في المملكة المتشددة، أحدث تحولا 180 درجة يتعلق بسياسة بلاده مع روسيا.
========================