الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 3/12/2017

سوريا في الصحافة العالمية 3/12/2017

04.12.2017
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
 
الصحافة الايطالية والتركية :  
الصحافة الروسية :  
الصحافة العبرية :  
الصحافة الايطالية والتركية :
صحيفة إيطالية: هناك تحالف خفي بين إيران ومصر
نشرت صحيفة "لي أوكي ديلا غويرا" الإيطالية تقريرا، تحدثت فيه عن التحالف الخفي بين إيران ومصر، على الرغم من سعي السيسي إلى طمأنة حليفته السعودية بنفي وجود علاقة بين القاهرة وطهران. وقد اتضحت مختلف جوانب هذا التحالف؛ من خلال العديد من المواقف الدبلوماسية التي تبنتها مصر.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن العلاقة بين مصر وإيران تتراوح بين العداوة والصداقة. ففي عهد جمال عبد الناصر اتسمت العلاقة بين البلدين بالعداء والخلاف، خاصة في عهد الشاه "خادم الأمريكيين"، لتعود إلى الاستقرار في عهد السادات.
وفي فترة حكم السادات، وقّعت مصر اتفاقية سلام مع إسرائيل، تعرف باتفاقيات "كامب ديفيد"، الأمر الذي كلف السادات كثيرا، حيث عزمت الدول العربية على نقل مقر جامعة الدول العربية من القاهرة إلى تونس.
وأشارت الصحيفة إلى أن العلاقات المصرية الإيرانية تميزت بالاستفزاز والتهكم، فعلى خلفية استضافة الرئيس أنور السادات لمحمد رضا بهلوي، الذي كان على علاقة جيدة معه؛ لاستفزاز طهران والسخرية منها، عمدت إيران إلى تسمية شارع باسم قاتل السادات، خالد الإسلامبولي. وطيلة ثلاثة عقود، ظلت العلاقة بين إيران والسعودية خلال فترة حكم حسني مبارك متوترة، ما أدى إلى انقسام الشرق الأوسط إلى تيارين؛ سني وشيعي.
وذكرت الصحيفة أنه بعد الإطاحة بحسني مبارك في ثورة 25 كانون الثاني/ يناير، بدأت تلوح في الأفق احتمالات بدء مرحلة جديدة من العلاقات بين إيران ومصر بعد عقود من القطيعة. ولقد كان ذلك خلال فترة حكم الإخوان، عند أول زيارة قام بها مرسي لطهران، علما بأنها كانت أول زيارة يقوم بها رئيس مصري إلى إيران منذ سنة 2012. كما يبذل السيسي جهودا لإعادة تحسين هذه العلاقة، حيث عمد إلى انتهاج سياسة جديدة مخالفة لسياسة مبارك، ما جعل من مصر منبرا يدعو إلى خلق توازن في جميع أنحاء الشرق الأوسط.
وبينت الصحيفة أن المواقف الدبلوماسية التي تبنتها مصر تؤكد وجود تحالف يربطها بإيران، خاصة بعد إعادة تأسيس العلاقات الدبلوماسية معها في بداية الأزمة بين طهران والرياض، التي تعدّ المورد الرئيسي للنفط في مصر. لتشهد بذلك العلاقة نوعا من التحسن من خلال زيارة الرئيس الإيراني أحمدي نجاد إلى القاهرة سنة 2013، وهي أول زيارة يؤديها رئيس إيراني لمصر.
ونوهت الصحيفة بأنه من بين المواقف التي تدل على تناقض مواقف مصر مع الغرب، رفضها التصويت على قرار مجلس الأمن الدولي بإدانة الغارات الروسية السورية على حلب. كما رحب وزير الخارجية المصري بالتواجد الروسي في سوريا. أما بالنسبة لإيران، بطلة الحرب السورية، فهي المستفيد الوحيد من اقتراح مصر كوسيط لمحادثات السلام للأزمة السورية.
وأوضحت الصحيفة أن أهم مظاهر التحالف الخفي بين إيران ومصر تتجلى في الحرب السورية، خاصة أن الحلفاء القدامى لمصر رفعوا أسلحتهم في وجه دمشق سنة 2011.
في الواقع، إن فكرة نشأة تحالف بين مصر وإيران وروسيا وسوريا تثير قلق الغرب. فلطالما كانت العلاقات بين إيران وروسيا من جهة ومصر وروسيا من جهة أخرى طيبة منذ القدم، حيث سعى عمالقة الشرق الأوسط إلى التقرب من موسكو؛ لخلق توازن في ظل توتر العلاقات مع إسرائيل والغرب.
وبناء على ذلك، يمكن أن يُنتج التحالف بين مصر وإيران سيناريوهات لم يسبق لها مثيل، ليتمكن بذلك هذان البلدان من تجاوز الصراع السني الشيعي، وإعطاء حياة جديدة للمواجهة الجيوسياسية بين الرياض وطهران.
وفي الختام، أشارت الصحيفة إلى أن إيران تجني ثمار عشرين عاما من الإرهاب المسلط عليها من قبل التيارات السنية، والتي عمدت إلى إقصائها من الساحة الدولية. وكنتيجة لذلك، عمدت طهران إلى إنشاء تحالف مع موسكو في الحرب السورية. وفي نهاية المطاف، تعتبر مصر إيران عملاقا ديمغرافيا، وتمثلان -بعد إسرائيل- القوى العسكرية الكبرى في الشرق الأوسط.
========================
ديلي صباح  :ما هي الخطوة التالية في سوريا ما بعد داعش
إبراهيم كالن - ديلي صباح - ترجمة وتحرير ترك برس
الآن وبعد أن هزمت داعش في سوريا، هل ستوقف الحكومة الأمريكية دعمها لحزب الاتحاد الديمقراطي وذراعه العسكري وحدات حماية الشعب،الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني؟ وقد نوقش هذا السؤال خلال المكالمة الهاتفية التي أجريت أخيرا بين الرئيس، رجب طيب أردوغان، والرئيس الأمريكي، دونالد ترامب في 24 نوفمبر/ تشرين الثاني. وكان رد ترامب إيجابيا، مضيفا أن الدعم العسكري الضخم الذي تقدمه الولايات المتحدة إلى وحدات حماية الشعب كان ينبغي أن ينتهي من قبل. ولم تمض سوى بضعة أيام حتى أصدر البنتاغون بيانا يتناقض مع تصريح ترامب. فماذا يعني ذلك كله بالنسبة إلى سوريا وتركيا والعلاقات التركية الأمريكية؟
تظهر التصريحات المتناقضة الصادرة عن واشنطن التباينات داخل الادارة الامريكية الحالية. يمكن للمرء أن يفترض أن كلمة الرئيس نهائية، ويجب أن تمتثل لها الوكالات ذات الصلة. توقعت أنقرة أن توقف واشنطن دعمها العسكري والمالي والسياسي للفروع السورية لحزب العمال الكردستاني بعد هزيمة داعش في الرقة وبقية سوريا. وفي النهاية، كرر مسؤولون أمريكيون للسلطات التركية أن علاقتهم مع حزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات حماية حزب الشعب كانت "عابرة مؤقتة" وأن الأسلحة التي أعطيت لهم ستسترد.
وتستند السياسة الأمريكية الداعمة لجماعة مرتبطة بالإرهابيين في سوريا إلى الادعاء بأنها القوة الأكثر فعالية ضد داعش. ومن أجل تقديم مزيد من التبرير لذلك الادعاء، نشرت وسائل الإعلام الأمريكية عدة تقارير على مدى العامين الماضيين مع صور لفتيات مقاتلات في صفوف وحدات حماية الشعب. ومعظم هذه التقارير تبيض صفحة حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب من الجرائم التي ارتكبوها في سوريا، بما في ذلك اضطهاد السكان المحليين، من الأكراد والعرب، والتهجير القسرى للسكان المحليين، والتغيير الديموغرافي، وتجنيد الأطفال، وتدمير القرى، وإغلاق الأحزاب السياسية المعارضة، ومكاتبها ووسائل الإعلام، فضلا عن كثير من الجرائم الأخرى.وذهبت هذه التقارير أبعد من ذلك، وتغزلت في إرهاب حزب العمال الكردستاني باستخدام صور النساء، وهي أداة ناجعة لبيع الدعاية للجماهير الغربية، ولكنها إهانة للجسد والشخصية الأنثوية. ومن بين المفارقات الكثيرة لهذه السياسة، هذه المفارقة المدهشة: أن حليف أمريكا الأفضل في سوريا هو منظمة إرهابية ماركسية لينينية تحارب تركيا، التي هي حليف رئيسي للولايات المتحدة، وتسعى إلى الحكم الذاتي والاستقلال النهائي في سوريا.
إن الادعاء بأن وحدات حماية الشعب هي القوة الأكثر فعالية ضد داعش لا علاقة له بالحقائق المطروحة على الطاولة. ولو كانت الولايات المتحدة قد قدمت الدعم إلى مجموعة أخرى مثل الجيش السوري الحر أو التركمان أو جماعات كردية غير حزب العمال، لصاروا القوة الأكثر فعالية ووجهوا ضربة قوية لداعش دون التسبب في أي مشاكل أمنية للدول المجاورة. وبدلا من ذلك، نبذت الولايات المتحدة جماعات المعارضة الأخرى واختارت العمل مع جماعة إرهابية ماركسية لينينية قومية انفصالية.
وهذه مسألة خطيرة ترتبط بوحدة أراضي سوريا وأمن تركيا القومي. هل ستكون الولايات المتحدة قادرة على نزع سلاح وحدات حماية الشعب والسيطرة عليه بعد هزيمة داعش وضمان التزامها بوحدة سوريا وسلامة أراضيها؟  هذا أمر مستبعد؛ لأن الولايات المتحدة تستخدم حزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات حماية الشعب لأغراضها الخاصة، مثلما يستخدمان هما أيضا الولايات المتحدة لمصالحهما.
أما اعتراض تركيا على هذه السياسة، فهو اعتراض مبرر تماما؛ لأن أي دعم يقدم إلى حزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات حماية الشعب هو دعم غير مباشر، ودعم مباشر في بعض الحالات، لحزب العمال الكردستاني، ومن ثم فهو يشكل تهديدا للأمن القومي لتركيا. إن كل سلاح وكل رصاصة ترسل إلى وحدات حماية الشعب هو خطوة لإطالة عمر حزب العمال الكردستاني.
والآن وبعد هزيمة داعش في سوريا، يجب على الإدارة الأمريكية أن تنهي ارتباطها بحزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات حماية الشعب، وأن تركز على تأمين الوحدة السياسية السورية وسلامة أراضيها تحت مظلة محادثات السلام في جنيف وأستانا. وكما أعلنت جماعات المعارضة السورية في الرياض يوم 22 نوفمبر / تشرين الثاني، يجب على بشار الأسد الرحيل كجزء من عملية الانتقال السياسي، لأنه ليس الشخص الذي يضمن وحدة سوريا أو استقرارها. وإذا كانت إيران وروسيا تريان أن الأسد أفضل حليف لهما، فإن عليهما إدراك أن مصالحهما في سوريا لن تتحقق مع بقاء الأسد في السلطة.
ولكن ثمة قضية أكبر وأخطر في الوقت الحالي، حيث تتشكل في سوريا ما بعد داعش، لعبة جديدة للسلطة تتنافس فيها دول لتحقيق مكاسب استراتيجية وإقليمية في سوريا. تريد روسيا وإيران ضمان نفوذهما في سوريا بإبقاء الأسد في السلطة، بينما تستعد الولايات المتحدة للبقاء شرق نهر الفرات كقوة موازنة لهما. ولكن هذا لن يؤدي إلا إلى صراعات جديدة وعدم استقرار في سوريا وخارجها. ومن المرجح أن يؤدي التدافع على سوريا إلى إثارة مزيد من التوترات الإثنية والطائفية، وتفكك سوريا، وإرساء الأساس للموجة التالية من التهديدات الأمنية المحتملة.
وبدلا من ذلك، ينبغي أن تركز جميع البلدان على التحول السياسي وتسليم الدولة السورية والأراضي إلى أصحابها الشرعيين، أي الشعب السوري. ومن مصلحة جميع أصحاب المصلحة العملُ مع الشعب السوري نفسه من أجل الوحدة السياسية والانتقال والاستقرار. إن تحويل سوريا إلى ساحة للمواجهة بين القوى العظمى لن يستفيد منها أحد.أن روسيا مع بعد الأسد وما بعد داعش يجب أن تكون سببا لاحتفال الشعب السوري وملايين اللاجئين بدلا من  الدخول في مغامرة أخرى في مواجهة جيوسياسية مكلفة.
========================
الصحافة الروسية :
نيزافيسيمايا غازيتا: الروس يقاتلون في سوريا والصين تربح
تحت عنوان “الصين تريد أخذ سوريا دون قتال”، كتب أيغور سوبوتين، في “نيزافيسيمايا غازيتا” عن أن دمشق تنتظر من بكين إرسال قوات برية لدعمها.
يقول سوبوتين: وفقا للطبعة العربية من “الخليج الجديد”، تأمل بكين في إرسال مجموعتين من القوات الخاصة لدعم الأسد- النمور السيبيرية والنمور الليلية.
وأخذ المقال عن أليكسي ماسلوف، رئيس مدرسة الدراسات الشرقية في المدرسة العليا للاقتصاد، قوله لنيزافيسيمايا غازيتا: “في وقت مبكر من العام 2016، كانت هناك معلومات مسربة تقول إن الصين على وشك البدء في إرسال قوات إلى سوريا. في الواقع، منذ العام 2016، لم ترسل الصين أي شخص إلى أي مكان. ولكن في الآونة الأخيرة، كانت هناك تقارير تفيد بأن جمهورية الصين الشعبية مستعدة للمشاركة في ترتيبات ما بعد الحرب في سوريا.. أي أنها مستعدة لاستثمار الأموال في سوريا، وفي إعادة بناء الاقتصاد، والسيطرة على بعض الأراضي، و.. الاستفادة من النصر الذي حققته القوات الروسية والأمريكية”.
وأضاف ماسلوف: الاستثمار، سيتم في الطرق وسكك الحديد.. أي ما يؤثر في النهاية على التجارة في حد ذاتها، وقال: “هذه هي النقطة الرئيسية. فالصين نادرا ما تشارك في المهام الإنسانية البحتة، مثل توزيع المواد الغذائية، ولكن تشارك بنشاط في تلك الأشياء التي تسمح لها بالسيطرة على مجال الاقتصاد”.
وفي الوقت نفسه، على ما يبدو، تحاول الصين تجنب الموضوع الزلق حول دعم النظام السوري. فالـ” الصين-كما يقول ماسلوف- حذرة جدا بشأن هذا الأمر”. ويضيف أن الصين تقول دائما: “نؤيد اليوم النظام الرسمي”. و”بعبارة أخرى، إذا كان هناك، على سبيل المثال، اتفاق على مغادرة بشار الأسد منصبه، فإن الصين ستتعاون مع أي نظام آخر. الآن، بالنسبة للجانب الصيني، فإن أهم شيء هو التحوط من المخاطر وفهم إلى أي درجة الناس الذين تتحدث معهم هم حقا أولئك الذين سيبقون في سوريا للسنوات الخمس إلى الست المقبلة”.
========================
سفابودنايا براسا :هذه أسباب تواجد الجيش الصيني في سوريا
نشرت صحيفة "سفابودنايا براسا" الروسية تقريرا تحدثت فيه عن الوضع العام في سوريا، الذي أصبح أكثر تعقيدا من أي وقت مضى، ما يستدعي التساؤل عن مستقل سوريا في ظل مشاركة العديد من القوى العسكرية العظمى في هذه الحرب.
وقالت الصحيفة، في تقرير ترجمته "عربي21" إن العالم بأسره ينتظر معرفة مصير سوريا بعد تدخل القوى العالمية في الحرب الأهلية، الذي كان له تأثير كبير على البلاد. ومن السذاجة الاعتقاد بأن السلام قادم لا محالة إلى سوريا وأنه سيتم القضاء كليا على تنظيم الدولة في المنطقة. وفي هذا الإطار، اجتمع قادة روسيا، وتركيا وإيران في سوتشي لمناقشة مستقبل سوريا، فيما أجرت المعارضة السورية محادثات أخرى، معتبرة أن رحيل الأسد ضروري للمرور إلى المرحلة الانتقالية.
وأضافت أن سوريا تحولت إلى نموذج للتجارب السياسية لعدد من القوى الدولية، وهذه سابقة فريدة من نوعها في التاريخ الحديث. ولعل خير دليل على ذلك تواجد اثنين من القوى العسكرية العظمى في الآن نفسه على الأراضي السورية، وهي روسيا والولايات المتحدة الأمريكية، ولكل منهما مهاجمه الجيوسياسي. وفي الآونة الأخيرة، قررت قوة عسكرية كبرى ثالثة الانضمام إلى اللعبة الجيوسياسية في سوريا، ما يشير إلى أن وجود قوتين فقط في سوريا لم يعد كافيا.
وأوضحت أنه تم الإعلان رسميا عن انطلاق العملية العسكرية الصينية في سوريا. ويتمثل سبب هذا التدخل الرئيسي في محاربة المواطنين الصينيين الذين انضموا إلى تنظيم الدولة. وفي إطار توضيح أهدافها الحقيقية، تسعى الصين إلى منع أي تهديد من قبل أعضاء الحركة الإسلامية في تركستان الشرقية، الذي يشمل الأويغور. وتجدر الإشارة إلى أن مثل هذه الحركات الانفصالية الشعبية تمثل تهديدا حقيقيا لأمن الصين، كما أنها مسؤولة عن تنفيذ عشرات الهجمات في الصين.
وإلى جانب محاربة كل من روسيا والولايات المتحدة الأمريكية والجيش السوري إلى جانب الأكراد لتنظيم الدولة في المنطقة، قررت الصين فجأة العمل عسكريا في سوريا للهدف نفسه. وفي هذا الصدد، أوضح الخبير العسكري الأسترالي، ريتشارد فرانك، حقيقة هذا التدخل العسكري وأسبابه المباشرة ودور الغرب في دفع الصين لذلك.
وتساءلت الصحيفة عن الدوافع وراء إرسال الصين لقواتها إلى سوريا؟ على ضوء هذا السؤال، أوضح الخبير أن محاربة الإرهابيين الصينيين الذين كانوا فيما مضى أقل خطورة مما هم عليه الآن، يعتبر من بين الأسباب التي تفسر تدخل الصين في سوريا. فقد تمكنت هذه العناصر الإرهابية الصينية من الحصول على تجربة عسكرية واسعة من خلال تواجدهم في الشرق الأوسط كعناصر لتنظيم الدولة. وبناء على هذا المعطى، من الممكن أن يستمر نشاط الإرهابيين ذوي الأصول الصينية في الصين.
ووفقا لهذا الخبير العسكري، تحاول الصين حماية أراضيها بأساليبها الخاصة، كما يبدو أن الصين اختارت حل المشكلة عن طريق التدابير العسكرية. من جهتها، تحاول كل من روسيا، وأستراليا، والمملكة المتحدة وغيرها من الدول، منع عودة الإرهابيين من سوريا والعراق إلى بلدانهم الأصلية. لذلك، يبدو جليا أن الصين قد قررت السير على خطى هذه البلدان.
وأشارت الصحيفة إلى أنه كان أمام الصين العديد من الفرص للتدخل في الحرب السورية، إلا أنها فضلت عدم التدخل. وفي هذا الصدد، أكد الخبير أن لهذا التأجيل عدة مبررات سياسية. ففي حال اختارت الصين التدخل عسكريا في سوريا، في وقت سابق، كانت ستحتاج موارد أكثر بكثير مما ستحتاج إليه الآن، خاصة وأن الحرب كانت حامية الوطيس وكان من الممكن أن تكلف الصين خسائر مادية جسيمة.
وبيّن الخبير أن اتخاذ الصين لهذا القرار جاء بعد زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى بكين. في الواقع، تفهم الولايات المتحدة أنه سيكون لتدخل القوات الصينية في سوريا تأثير كبير على روسيا، نظرا لأهمية العلاقات التي تجمعها بالصين. لذلك، تعتبر مساعدة الصين للمعارضة السورية فرصة للضغط على الأسد. إضافة إلى ذلك، قد يتسبب ذلك في توتير العلاقات بين بكين وموسكو. فمما لا شك فيه، ستصبح الصين منافسة لروسيا في سوريا، وستحاول البحث عن طريق لتعزيز دورها في المنطقة والتفوق على خصومها.
وفي الختام، أكدت الصحيفة أن الصين ستعتمد على بعض القوات المحلية في سوريا، إلا أنه من غير المعروف من هي هذه القوات بالتحديد. وبطبيعة الحال سيمثل ذلك نقطة تحول بالنسبة للأسد وحليفته الأهم روسيا. ورغم العلاقات التي تجمع بين روسيا والصين، إلا أنه على بكين الالتزام بالاقتراح الأمريكي الذي يقتضي الضغط على روسيا في سوريا، نظرا لرغبة بكين في تطوير التعاون الاقتصادي مع واشنطن، وعدم استعدادها للتخلي عن هذه المشاريع التي تخدم مصالحها الاقتصادية بالأساس.
========================
الصحافة العبرية :
صحيفة إسرائيلية تكشف عدد قتلى الغارة على موقع إيراني بدمشق
كشفت صحيفة اسرائيلية، عدد قتلى الحرس الثوري الإيراني، في الغارة الأخيرة التي استهدفت قاعدة عسكرية إيرانية قرب العاصمة السورية دمشق.
وقالت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، إن الغارة التي وقعت ليلة الجمعة، أسفرت عن مقتل 12 عسكريا إيرانيا.
ففي حين لم يصدر أي تأكيد رسمي بأعداد القتلى من قبل وكالة الأنباء الإيرانية، والسورية، قالت الصحيفة الإسرائيلية، إن الغارة دمرت مخزنا للأسلحة قرب منطقة الكسوة بدمشق.
وأوضحت الصحيفة أن الهدف من الغارة، هو تدمير قاعدة عسكرية كانت إيران تعمل على بنائها، على بعد 50 كم من الحدود مع إسرائيل.
ورغم الصمت الإسرائيلي الرسمي على الغارة، إلا أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو حذر قبل أيام من أن إسرائيل لن تقبل بوجود إيراني في سوريا.
يذكر أن الغارة جاءت بعد ثلاثة أسابيع من تقرير لشبكة "BBC" البريطانية تحدث عن قيام إيران ببناء قاعدة عسكرية دائمة في سوريا جنوب دمشق.
========================
معاريف: طريقة فحص التواجد الايراني في سوريا ليس من خلال عدد الجنود او قربهم من الحدود بل من زاوية الاستراتيجية الاقليمية والدولة
بقلم: ايلي بن مئير
في الاسابيع الاخيرة يحتدم الخطاب الجماهيري، الاعلامي والسياسي حول تعميق التواجد الايراني في سوريا. ويكثر المتحدثون المختلفون في الجدال في عدد الجنود الايرانيين الذين يتواجدون في الجارة من الشمال، على مسافتهم من الحدود، على الاتفاق بين الولايات المتحدة، روسيا والاردن حول ايجاد قاطع بلا تواجد ايراني وعلى ما هو متوقع من روسيا والولايات المتحدة في هذا الموضوع. ولكن ليس مؤكدا على الاطلاق بان هذا هو الحوار الصحيح والهام في هذه المسألة.
يذكرني هذا الجدال بايام ماضية، كان فيها أحد مواضيع البحث الاساسة في شعبة الاستخبارات العسكرية هو تهديد القوات المرسلة من الدول العربية على اسرائيل. فقد حلل الجيش الاسرائيلي وشعبة الاستخبارات قدرات حركة جيشي العراق وايران، حجب القوات المحتملة والجدول الزمني لوصولهم الى مجال القتال على مقربة من الحدود. ولكن هذا الحوار أقل اهمية اليوم، ولثلاثة اسباب: تغير ظاهرة الحرب، حقيقة أن مزايا التهديدات العسكرية على اسرائيل – بما فيها الحدود المادية بين الدول – هي اقل اهمية بكثير ومصالح طهران في المجال.
فايران لا تملك فقط مئات صواريخ أرض – أرض قادرة على الوصول الى كل نقطة في دولة اسرائيل – بل بنت ايضا فرعا ارهابيا في لبنان وفي سوريا في شكل منظمة حزب  الله،  التي لديها قدرات عسكرية متنوعة مباشرة وغير مباشرة بجوار حدود اسرائيل. في ضوء ذلك هل التهديد من جهتها يتغير حين تكون لها طائرات وبضعة الاف من الجنود في الاراضي السورية؟
ان الشكل الصحيح للبحث في المسألة ليس عبر المنشور التكتيكي لحجم القوات، والمسافة بالكيلومترات عن الحدود، بل عبر الزاوية الاستراتيجية الاقليمية والدولية. لا شك أنه في هذه النظرة يتجسد تغيير هام في النظام الاقليمي، وفي الزاوية الاسرائيلية يدور الحديث عن تطور سلبي للغاية.
في مركز البحث يفهم النفوذ الايراني في المجال والتغيير بقوتها وحجمها في ضوء النشاط المتحقق في سوريا. على هذا الاثر أن يدرس من عدة جوانب: السكان السوريون المحليون والنظام السوري برئاسة بشار الاسد او كل نظام آخر يتحقق في الدولة؛ الاردن وأمنه القومي؛ الثقة الذاتية لمنظمات الارهاب في المنطقة، وبشكل خاص حزب الله وحماس؛ وقدرات الحركة لدى عناصر الارهاب المحليين في سوريا، التشديد على مجال هضبة الجولان ضد اهداف اسرائيلية.
لا شك عندي أنه في مثل هذه النظرة الاقليمية، فان ايران تزيد جدا نفوذها وتواجدها في المجال، بشكل يشكل امكانية كامنة خطيرة من ناحية اسرائيل وذلك اساس في جانب النشاط التخريبي المعادي والارهاب من هضبة الجولان والثقة الذاتية المتعاظمة لحزب الله وحماس في غزة بشكل عام وفي احداث التصعيد المستقبلية بشكل خاص.
وجملة عن الاردن: الخوف في المملكة من قدرة النفوذ الايرانية على الاستقرار في الدولة وعلى نشاط الارهاب من الاراضي السورية ضدها من شأنه أن يؤثر على سياقات اتخاذ القرارات من الملك في اوضاع مختلفة.
منشور مراكز الثقة
في الدائرة البعيدة من الاصح فحص هذا حيال الدول السُنية، ولا سيما العراق، السعودية، تركيا ومصر. لا شك أن حقيقة أن طهران تؤثر، ان لم نقل تسيطر اليوم على أربع عواصم – دمشق في سوريا، بغداد في العراق، صنعاء في اليمن وبيروت في لبنان – تشكل وجع رأس ومصدر قلق لحكام الدول السُنية. فهؤلاء يفهمون جيدا بان القصة الهامة ليس كم جندي ايراني سيكونون على الاراضي السورية أو على مقربة من الحدود مع السعودية، بل تأثير آيات الله على السكان السُنة وعلى دفعهم  لاحداث اضطراب داخلي في اراضي الدول الاخرى. تجربة الماضي تفيد بانه الى جانب القلق العميق والنشاط الواسع ضد التوسع الايراني تميل هذه الدول ايضا الى خلق حوار ولقاءات مصالح مع ايران، مثابة “اذا لم تكن تستطيع الانتصار علينا، فانضم اليها”. حتى لو كان الحديث يدور احيانا فقط عن مسيرة تجري من فوق السطح، فلا يزال الحديث يدور عن تطور محتمل سلبي للغاية.
في المنشور الدولي، كلما وسعت اسرائيل نفوذها في الدول السُنية – وسوريا في المركز – تتحسن مكانتها الدولية وتكبر حيويتها لاستقرار المنطقة وهكذا لمصالح دول العالم، ولا سيما روسيا. ومنذ اليوم يبدو ان لموسكو مصالح مشتركة متعاظمة مع طهران، بشكل يجعل بوتين لا يعمل ضد الجمهورية الاسلامية بشدة، مثلما تطلب اسرائيل. كما أن المصالح الامريكية في العراق، هي مصالح لايران تأثير حاسم عليها، وكذا ايضا في اماكن اخرى. لهذا تأثير ايضا على رغبة دول العالم لتقليص نشاطات اخرى على ايران، بما في ذلك مشاريع في مجال الصواريخ الباليستية والنووي.
واخيرا، في وضع يكون فيه تصعيد عسكري في المنطقة، سواء حيال حزب الله في لبنان وحتى حيال حماس في غزة، ازداد الاحتمال في أن تكون حدود اسرائيل – سوريا متفجرة اكثر مما في الماضي، وذلك بسبب تواجد لاعب لنفوذ على السكان المحليين في المجال. أحداث منفردة اصطدمنا بها في حملات سابقة، مثل اطلاق نار محدودة لصواريخ من سوريا و/أو من لبنان الى الاراضي الاسرائيلية ستكون أكثر تواترا وأوسع بكثير.
وعليه، فما الذي ينبغي عمله؟ أولا، تصعيد المتابعة الاستخبارية لمجالات التواجد الايراني (وليس فقط في سوريا) والتركيز على مراكز القوة وطرق تأثيرها على اصحاب القرار في هذه الدول، على السكان المحليين وعلى منظمات الارهاب المختلفة.
ثانيا، ينبغي تحويل التهديد الى فرصة. يمكن التهديد والعمل من ناحية سياسية أو عسكرية، علنا أو سرا، ضد مصالح ايران في المجال. اضافة الى ذلك، كلما كانت لطهران مصالح كثيرة وعميقة أكثر، تتسع امكانية تضارب المصالح لديها مع القوى العظمى، مع التشديد على روسيا وتركيا. هذه الفجوة يمكن ويجب العمل على تعميقها وتأكيدها.
واضافة الى ذلك، علينا أن نخرج من النظرة الاسرائيلية الضيقة وان نعرض بتوسع التغيير السيء الذي يسببه النفوذ الايراني المتعاظم في هذا المجال للاردن، للسعودية، لتركيا، للعراق وغيره. وهكذا نوضح بان الحديث لا يدور فقط عن الخطر على المصلحة الاسرائيلية بل على الاستقرار الاقليمي بشكل عام.
في السطر الاخير، لا شك أن تحديا هاما آخذا في التعاظم لدولة اسرائيل في المجال السوري والذي تأثيراته هي اقليمية ودولية. من الصحيح ان نفحصه اساسا عبر المنشور الاستراتيجي وبقدر أقل في الزاوية العملية – التكتيكية. فحص صحيح للتحدي سيؤثر ايضا على سبل العمل لمواجهته وسيسمح لاسرائيل بتوفير ردود مختلفة على المشكلة.
========================
هآرتس: لإيران طموحان في سوريا.. ومحاولات إسرائيل طردها من قد تتفاقم وتتطور إلى حرب
تم النشر: 21:52 02/12/2017 AST تم التحديث: 22:11 02/12/2017 AST
قال وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، الثلاثاء الماضي، 28 نوفمبر/تشرين الثاني، في مقابلةٍ مع صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية: "لا توجد قوة عسكرية إيرانية في سوريا. وإيران ليست على حدودنا. صحيحٌ أنَّ هناك بعض الخبراء والمستشارين، لكن لا توجد قوة عسكرية هناك"، حسب تقرير لصحيفةHaaretzالإسرائيلية.
انتقد تقرير لصحيفةHaaretzالإسرائيلية تناقضات وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، في حديثه التطميني حول عدم تواجد قوة إيرانية في سوريا أو بحدود بلاده.
كاتب التقرير كتب ساخراً أليس ليبرمان نفسه من حذَّر قبل أسبوعين فقط، أثناء زيارته للقيادة الشمالية للجيش، من أنَّ "إسرائيل لن تسمح بتدعيم القوات الشيعية والإيرانية في سوريا؟ وألم يقل رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في أغسطس/آب الماضي، في ختام اجتماع لمجلس الوزراء، إنَّه "أينما يظهر تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) تحل إيران"، مُعلِناً أنَّ إسرائيل تعترض بشدة على ترسيخ إيران وتوابعها قبضتها هناك.
وعقب أسبوعين، وأثناء اجتماعه مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، قال نتنياهو إنَّ إيران تقوم ببناء منشآتٍ لإنتاج صواريخ دقيقة في سوريا ولبنان. وقال رئيس الأركان الإسرائيلي غادي إيزنكوت، الذي عادةً ما يكون حذراً للغاية، في حديثٍ مع صحيفة "إيلاف" السعودية الإلكترونية، إنَّ إسرائيل تُطالب بانسحاب إيران وميليشياتها الشيعية في سوريا، على الأقل إلى الشرق من الطريق السريع الرابط بين دمشق والسويداء، الذي يقع على بُعد 60 كيلومتراً من الحدود مع إسرائيل في مرتفعات الجولان. وأضاف إيزنكوت: "لن نسمح بأي وجودٍ إيراني. لقد حذَّرناهم بعدم بناء محطاتٍ أو قواعد عسكرية هناك".
ويقول تقرير الصحيفة إنَّ "اتجاه التصريحات التي تصدرها إسرائيل غير واضح"، فهل الإيرانيون موجودون بالفعل في جنوبي سوريا؟ وإذا كان الأمر كذلك، ما صفتهم؟ هل هم موجودون كمستشارين مرافقين للميليشيات الشيعية أم كوحداتٍ فعلية من الحرس الثوري؟
وهل تعتبر إسرائيل هذه الميليشيات قوةً إيرانية فعلية؟ وهل تسري المُعارضة الإسرائيلية وخطوطها الحمراء الجديدة على وجود إيران في جميع أنحاء سوريا أم في جنوبها فقط؟ وهل توجد بالفعل مصانع للأسلحة والمعدات الحربية الإيرانية في سوريا ولبنان أم لا توجد؟".
وكان تحليل مسؤولي المخابرات الإسرائيليين، الذين طُلِب منهم هذا الأسبوع محاولة إدراك ما يحدث في ظل هذه الفوضى، للوضع هو أنَّ التحركات الإيرانية في سوريا هي جزء من جهودها لتشكيل "المستقبل"، وذلك بعد انتصار نظام الأسد وانهيار داعش في القطاعات الشرقية للبلاد.
وهناك سباقٌ ضد الزمن يجري هناك، على الغنائم التي خلَّفتها قوات داعش التي فرَّت هاربة، يدور بين تحالف قوات سوريا الديمقراطية، التي تجمع ميليشيا كردية مع معارضين سُنّة، بدعمٍ من الولايات المتحدة من جهة، وإيران والميليشيات الشيعية التي تعمل بدعمٍ مالي من إيران وتخضع لنفوذها من جهةٍ أخرى.
ممر إيران التي تطمح له
تحاول إيران باستمرار وفق صحيفةHaaretzإقامة ممرٍ بري تحت سيطرتها، يبدأ من العراق مروراً بسوريا ووصولاً إلى لبنان. ولهذا، يستثمر اللواء قاسم سليماني، قائد فيلق القدس، الذي يُعَد جزءاً من الحرس الثوري الإيراني، جهوداً كبيرة في السيطرة على مدينة البوكمال السورية، التي تقع في موقعٍ استراتيجي على الممر المزعوم. وجرى تصوير سليماني كبطلٍ وطني في العاصمة الإيرانية، طهران، هذا الأسبوع بعد الانتصار على داعش.
ولا يزال الإيرانيون يبحثون عن إنجازاتٍ على الأرض في سوريا، لأنَّهم يدركون أنَّ المرحلة المقبلة، متمثلةً في التسوية السياسية بسوريا، التي تقودها روسيا، ستكون أكثر صعوبةً. وانتهى اجتماع القمة الذي عقده الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأسبوع الماضي في منتجع سوتشي الروسي دون الوصول إلى اتفاق.
أسئلة بحاجة إلى إجابة
وتظل أسئلة كبرى كثيرة، كوضعية الأكراد ومستقبل بشار الأسد، دون أجوبة. ويشوب التحركات الأخرى التعقيد أيضاً. إذ تريد طهران بناء قاعدةٍ بحرية وجوية في سوريا، وبدأت بالفعل في بناء قاعدةٍ جنوبي دمشق. وفي الوقت نفسه، تسعى للحصول على موافقةٍ لبدء التعدين في سوريا، بما في ذلك بحثاً عن اليورانيوم. وتمارس طهران أيضاً ضغوطاً على الأسد لتوقيع عقود مشاريع تجارية ضخمة كجزءٍ من الجهود المزعومة لإعادة إعمار سوريا.
لكنَّ كلاً من الأسد وروسيا لديهما تحفظات بشأن تحركات إيران، إلى جانب وجود تهديداتٍ إسرائيلية في الخلفية. وفي هذه الأثناء، لم يجرِ تسوية أي شيء. ويبدو أنَّ بناء مصانع الأسلحة في لبنان قد توقف أيضاً، بينما قُصِف مصنع أسلحة كبير بسوريا، على صلةٍ بإيران، في سبتمبر/أيلول الماضي. وجرى اتهام إسرائيل بشن هذا القصف، لكنها لم ترد رسمياً على هذه الادعاءات.
وفيما يتعلق بالقوات على الأرض، تعتقد إسرائيل حسب صحيفةHaaretzأنَّ هناك حالياً عدة مئات من المقاتلين الإيرانيين في سوريا. وينتمي هؤلاء إلى الحرس الثوري، ويعمل بعضهم كمستشارين وبعضهم الآخر كقادة لتوجيه العمليات العسكرية للميليشيات السورية والشيعية. ويتقاضى مقاتلو الميليشيات العراقية والأفغانية والباكستانية أجورهم من طهران. وهناك الآن عدة آلاف من هؤلاء في سوريا، إلى جانب 7000 مقاتل من حزب الله اللبناني. ويُوجَد مقاتلو حزب الله، والميليشيات، وعدد قليل من المستشارين الإيرانيين على خط المواجهة مع المعارضة في جنوبي سوريا. وحتى الآن، لم تتم رؤيتهم قريباً من الحدود مع إسرائيل في هضبة الجولان.
إيران وحلمها في سوريا
وفقاً لتحليل إسرائيل، ترغب طهران في إقامة مركزٍ متقدم في سوريا، كما فعلت من قبل مع حزب الله في لبنان. وقد تكون تلك عملية بطيئة وتدريجية، لكن ليس لدى الإيرانيين نية للتخلّي عن هذا الهدف. وتهدف تحرُّكات إسرائيل على الأقل لمنع احتمال قيام وجود إيراني في جنوبي سوريا، وتقليص فرص إقامة قواعد وميناء في شمالها. وهذه هي الخلفية الخاصة بالتهديدات، التي تدعمها الآن "حملات" الدبلوماسيين ومسؤولي المخابرات الخاطفة التي تُرسَل إلى العواصم الأوروبية والولايات المتحدة، لشرح وجهة نظر إسرائيل حول الأوضاع في جنوبي سوريا، والتطورات في لبنان بعد الاستقالة المليئة بالانعطافات لرئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري.
وتجتذب هذه التحركات آذاناً مصغية، لكن يبدو أنَّ الأوان قد فات بالفعل في سوريا. وفيما يتعلق بالإيرانيين، فقد جاؤوا إلى سوريا وهم ينوون البقاء. وإذا حاولت إسرائيل إرغامهم على الرحيل، قد يؤدي ذلك إلى احتكاكٍ عسكري قد يتدهور إلى صراعٍ أوسع نطاقاً.
تَقبُّل القوة الإسرائيلية
كان من المُقرَّر أن تصل حاملة المروحيات البريطانية "إتش إم إس أوشن"، التي تُعَد جزءاً من أسطول حلف شمال الأطلسي (الناتو) في البحر المتوسط، إلى ميناء مدينة حيفا في إسرائيل يوم الأربعاء. واعتيد على أن تكون تلك الزيارات استثناءً. فبغض النظر عن الأسطول السادس الأميركي والسفينة الفرنسية الوحيدة، قلَّص أعضاء الناتو من عرض العلاقات العسكرية المفتوحة مع إسرائيل. ومنذ عشرين عاماً مضت، حين بدأت إسرائيل إجراء مناورات بحرية مُشتركة مع الولايات المتحدة (في ذلك الوقت إلى جانب صديقتها المقربة تركيا)، كانت تلك المناورات عادةً تتألّف من مهام بحث وإنقاذ. وهي مناورات أقرب إلى كونها مناوراتٍ احتفالية قليلة المضمون.
لكنَّ الزمن تغيَّر. ففي الشهر الماضي، دشَّن سلاح الجو الإسرائيلي مناورات مشتركة كبيرة في صحراء النقب تحت اسم "العلم الأزرق"، واستضافت أسلحة الجو التابعة للولايات المتحدة وست دول أوروبية. وقال العميد أمنون عين دار، رئيس قسم الطيران في سلاح الجو الإسرائيلي لصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، إنَّ هذه العملية تمثل تتويجاً لخطة التدريب السنوية لسلاح الجو مع القوات الأجنبية، والتي جرت في إطارها العديد من المناورات في الخارج.
وأضاف أنَّه في ضوء الاضطرابات الإقليمية، "من المهم أن تكون إسرائيل جزءاً من تحالف القوى الإيجابية. فأنتَّ ترى هنا تعبيراً عما يمكن أن توفره القوة الجوية لبلدٍ ما من حيث علاقاتها الاستراتيجية والدبلوماسية". وقال إنَّ التدريبات المُشتركة توفر أساساً جيداً للتعاون العملياتي، إذا كانت هناك حاجة لذلك في أي وقتٍ من الأوقات.
إسرائيل كقوة في المنطقة
وبصفة عامة، تستفيد إسرائيل حالياً من صورتها في العالم العربي كقوةٍ كبيرة، ويوجد في الدول الغربية أيضاً تقدير متزايد لقدراتها العسكرية والتكنولوجية. وأصبحت الأضرار الناجمة عن ضعف أداء الجيش الإسرائيلي في حرب لبنان الثانية طي النسيان منذ فترةٍ طويلة. فالموقف الجديد تجاه إسرائيل مرتبطٌ بكونها مُتصدِّرةً للحرب على الإرهاب، وبتقدير عملياتها السرية في معظم الأحيان. ولا شك في أنَّ المؤسسات العسكرية في الغرب والدول العربية الصديقة على دراية تامة بقدرات إسرائيل، وهو ما أدَّى إلى رغبةٍ متزايدة في التعاون مع الجيش الإسرائيلي ومع المخابرات العسكرية، وغيرها من أجهزة المخابرات، كجزءٍ من الحرب على الإرهاب.
ويبدو أنَّ الساحة الدولية أكثر استعداداً للتحالفات المشتركة ضد الإرهاب، خاصةً بعد نجاح الحملة ضد تنظيم داعش في العراق وسوريا. وربما يجري شيءٌ آخر على قدمٍ وساق: على خلفية الفظائع التي تحدث في الحروب العالم العربي، يتخذ جيراننا وجهات نظر أقل حدة تجاه الأنشطة اليومية المرتبطة بالاحتلال الإسرائيلي، بما في ذلك مقتل العديد من المدنيين الفلسطينيين في جولات الحرب على غزة (لأنَّ الدول الغربية، فيما عدا روسيا بالطبع، لم تُبدِ في حروبها بالشرق الأوسط حذراً أكبر مما أظهرته إسرائيل في غزة).
ويرتبط هذا بشكلٍ غير مباشر بمقابلة إيزنكوت مع صحيفة إيلاف. إذ كانت هذه اللفتات في الواقع متبادلة، من جانب رئيس الأركان الذي وافق على إجراء مقابلة على موقع سعودي على شبكة الإنترنت، ومن جانب المملكة التي وافقت على بث المقابلة. وقال إيزنكوت في المقابلة إنَّه اتفق مع ما قاله رئيس الأركان السعودي في اجتماعٍ لقادة الجيوش استضافه الأميركيون في واشنطن، نهاية شهر أكتوبر/تشرين الأول، إذ تحدَّث الجنرال السعودي عن ضرورة التصدي للتوسُّع الإيراني في المنطقة. بعبارةٍ أُخرى، ليس لدى الاثنان مشكلة في الجلوس معاً كزملاء في مؤتمر (على النقيض من رئيس الأركان اللبناني، الذي غادر في اللحظة الأخيرة بسبب وجود إيزنكوت). وليس هذا ازدهاراً كاملاً أو رومانسية علنية مع الكتلة السُّنّيّة، لكنَّها علاقاتٌ تدريجية قيد التشكُّل، علاقاتٌ كان من المستحيل تصوُّرها قبل خمس سنوات.
=======================