الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 3/1/2018

سوريا في الصحافة العالمية 3/1/2018

04.01.2018
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
 
الصحافة الامريكية :  
الصحافة العبرية :  
الصحافة البريطانية والروسية :  
الصحافة الامريكية :
سلايت الامريكي :كريم ساجدبور :تمدد إيراني في الخارج وخيبة في الداخل
النسخة: الورقية - دولي الأربعاء، ٣ يناير/ كانون الثاني ٢٠١٨ (٠٠:٠ - بتوقيت غرينتش)
لا شك في أن نفوذ إيران زاد في الخارج، إثر الفراغ السياسي في الشرق الأوسط. ففي 2003، أطاح الأميركيون حكومة العراق، وملأت طهران فراغ السلطة هناك. وساهمت انتفاضات 2011 في العالم العربي، في انهيار الحكومات المركزية في دول مثل سورية إلى حد ما، واليمن. وعلى رغم أن نفوذ إيران تمدد في الشرق الأوسط، أغفل الأميركيون أن الخيبات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية كانت تتعاظم في الداخل الإيراني. وما يؤجج الاحتجاجات اليوم في إيران هو خليط من ارتفاع كلفة المعيشة والفساد والقمع. وأعتقد أن المتظاهرين هم ممن انتخب الرئيس حسن روحاني، ليس محبةً به، بل لأنه الخيار الأقل سوءاً. لذا، تتعذر على روحاني الدعوة إلى قمعهم والانقضاض عليهم. وما يبعث على القلق هو قول بعض الإيرانيين إن «الحرس الثوري» يغض النظر عن الاحتجاجات وينتظر تعاظمها ذريعةً لقمعها وتعزيز قبضته على البلاد. والمحتجون من غير قائد، وهم غير منظمين وغير مسلحين، على خلاف الحرس الثوري وميليشا الباسيج المدججة بالسلاح والمنظمة على أمثل وجه. و «الحرس» له باع طويل في القمع والسيطرة على الجموع. وهم خبراء في هذا المجال، وبارعون فيه. فهم لا يعتمدون على أجهزة القمع الإيرانية فحسب، بل على ميليشيات دربوها في العقود الماضية، مثل «حزب الله» في لبنان. ويعد «الحرس» ميليشيات أفغانية وباكستانية للقتال في سورية. وإذا شعروا بأن الاعتماد على الإيرانيين متعذر في قمع أبناء بلدهم، لجأوا إلى المرتزقة الشيعة.
والإيرانيون دعموا الاتفاق النووي. فطموح المجتمع الإيراني هو محاكاة كوريا الجنوبية وليس كوريا الشمالية. والثورات أو الانتفاضات تندلع حين ترتفع توقعات الناس، ثم تخيب وتصطدم بالواقع. وهذا ما خلص اليه كراين برينتون في كتاب عن الثورات. وفي التظاهرات لم أسمع أي شعار يندد بالعقوبات أو بأميركا أو بدونالد ترامب. فالشعارات كلها تندد بالقيادة الإيرانية والفساد وسوء الإدارة. وأغفل المراقبون أن الناس يكابدون خيبات يومية. وكثُر من الصحافيين يقرأون تغريدات محمد جواد ظريف، وزير الخارجية، القائلة إن الإيرانيين كلهم يدعمون الحرس الثوري ويعارضون السياسة الأميركية. وهذا في بلد عدد سكانه 80 مليون نسمة، ومجتمعه متنوع. وكثر يكرهون النظام. وما تعلمناه في أميركا مفاده أن الإحصاءات والاستفتاءات كلها عجزت عن توقع فوز ترامب. واليوم، حريّ بنا الإقرار بتواضع قدرتنا على الحكم على الأمور والتنبؤ بمآلها.
 
* باحث، عن «سلايت» الأميركي، 1/1/2018، إعداد منال نحاس
========================
توقعات ‘‘ستراتفور‘‘ لعام 2018: الاتجاهات العالمية
هيئة التحرير – (ستراتفور) 21/12/2017
توقعات "ستراتفور" السنوية للعام 2018: الاتجاهات العالمية
ترجمة: علاء الدين أبو زينة
- امتلاك بيونغ يانغ رادعا نوويا يساهم بسياسة الاحتواء القلِق
- تعميق التعاون الصيني الروسي يهدد استراتيجيا أميركا
- النووي الكوري يحفز سياسة أميركية متشددة تجاه إيران
- ستستغل موسكو التوتر بين واشنطن وطهران لتوسيع نفوذها
- التعاون بالطاقة لن ينزع فتيل المنافسة المتفاقمة بالشرق الأوسط
- ظروف الجغرافيا السياسية لحقبة الحرب الباردة عائدة وبنزعة ثأر
- سوق السيارات الكهربائية تحدٍ جديد تواجهه السعودية ومنتجو النفط
لمحة عامة:
مراجعة الحسابات في مسألة كوريا الشمالية:
مع أنه لا يمكن استبعاد التهديد بنشوب حرب في شبه الجزيرة الكورية، فإن الولايات المتحدة ربما تحاول تجنب توجيه ضربة وقائية مكلفة ضد برنامج الأسلحة النووية للشمال، والتي يمكن أن تعيد إغراق الاقتصاد العالمي في الركود مرة أخرى. وبدلا من ذلك، سوف يؤدي عرض بيونغ يانغ لرادع نووي قابل للاستخدام في العام المقبل إلى بدء عهد جديد وغير مستقر من سياسة الاحتواء.
التحوط في كل مكان:
سوف يشكل تعميق التعاون بين الصين وروسيا تهديدا استراتيجيا للولايات المتحدة، مما يدفع واشنطن إلى محاولة مواجهة الشراكة الناشئة عن طريق تعزيز حلفائها في المناطق الأوراسية الحدودية. وسوف تُعرِّف سيولة التحالفات بين القوى العظمى النظام الدولي باطراد بينما توازن موسكو وبكين نفسيهما في مقابل بعضهما البعض، تماما بينما يحاول العديد من حلفاء الولايات المتحدة الاحتفاظ بعلاقاتهم مع واشنطن.
وضع العلاقات التجارية في الاختبار:
سوف يمضي البيت الأبيض قدُما بأجندة تجارية هجومية تستهدف الصين، والمكسيك وكوريا الجنوبية واليابان. وفي حين يتعلق اتفاق الولايات المتحدة التجاري مع كوريا الجنوبية على خيط، فسوف تكون للضوابط التي يفرضها القانون والكونغرس على السلطة التنفيذية الأميركية فرصة أفضل للإبقاء على اتفاق التجارة الحرة لأميركا الشمالية قائما. وسوف تُعري أحادية الجانب الأميركية المتصاعدة في مجال التجارة نقاط ضعف منظمة التجارة العالمية، لكنها لن تمزق التكتل أو تؤذن باندلاع حرب اقتصادية.
مراجعة إيران:
سوف تؤدي إنجازات كوريا الشمالية في مجال الأسلحة النووية إلى تحفيز سياسة أميركية متشددة تجاه إيران، بما يعرض للخطر خطة العمل الشاملة المشتركة. وبينما تضم الولايات المتحدة والسعودية وإسرائيل الصفوف ضد إيران، فإن المعارك بالوكالة عبر الشرق الأوسط ستتكاثف. لكن إيران لن تخرج من الاتفاق مع الغرب. ومع ذلك، سوف تستغل روسيا التوتر المتصاعد بين واشنطن وطهران، بالإضافة إلى ميزتها في ميدان المعركة السوري، لتوسيع نفوذها في الشرق الأوسط على حساب الولايات المتحدة.
*إدارة استراتيجية خروج للنفط:
يأمل منتجو النفط الرئيسيون في البقاء على المسار لإعادة التوازن إلى سوق النفط العالمية في العام 2018. ومع اقتراب الموعد النهائي لاتفاقيتهم لتحديد الإنتاج وخفض المخزونات، فإن مستوى الامتثال سينخفض بين أعضاء منظمة "أوبك" وغير الأعضاء فيها على حد سواء. لكن السعودية وروسيا ربما تتمكنان، حتى مع ذلك، من العمل معا لمواجهة ارتفاع متوقع في إنتاج نفط الصخر الزيتي في الولايات المتحدة.
المرحلة القادمة من الإصلاح في الصين:
سوف ينقضُّ الرئيس الصيني، شي جين بينغ، على المصالح المحلية الراسخة بينما تتعامل الحكومة المركزية مع عنوان المرحلة القادمة من برنامجها الإصلاحي: إعادة توزيع الثروة. ومن شأن تباطؤ قطاع العقارات واستحقاقات ديون الشركات أن تضاعف الضغوط المالية على حزام الصدأ شمال شرق الصين في العام 2018، لكن بكين تمتلك الأدوات التي تحتاجها لمنع حدوث أزمة ديون منهجية.
فرنسا تجد صوتها:
سوف تجد فرنسا نفسها أقرب إلى أن تكون على قدم المساواة مع ألمانيا في العام المقبل، لأنها تدافع عن المصالح الأوروبية الجنوبية وتناقش إصلاح منطقة اليورو. وسوف يرسل احتمال قدوم حكومة متشككة في الأوروبية في إيطاليا موجات من الارتجاف عبر الأسواق المالية، لكن ذلك البلد لن يغادر منطقة العملة الأوروبية الموحدة.
الشعبوية في أميركا اللاتينية:
سوف يتسبب السخط الشعبي من المؤسسة السياسية بموسم انتخابات أكثر تنافسية في ثلاثة من أكبر اقتصادات أميركا اللاتينية: المكسيك والبرازيل وكولومبيا. وإذا وصل رئيس شعبوي إلى سدة الرئاسة في المكسيك، فإن الكونغرس سيمنعه من إجراء أي تغييرات كاسحة في السياسة. وفى الوقت نفسه، سوف تتاح للبرازيل والأرجنتين نوافذ ضيقة لتنفيذ الإصلاحات المحلية والمضي قدماً في المحادثات التجارية في السوق المشتركة للجنوب قبل أن تشرع القيود السياسية في التراكم ضدهما.
*   *   *
في عالم اليوم، تصبح الدول أكثر ترابطا بشكل متزايد عبر الجو والبر والبحر والفضاء السيبراني. وبينما ربطت العولمة بين البلدان والقارات، فإن حدود الخريطة وحواجز الجغرافيا قد أصبحت، في بعض النواحي، بالية عفا عليها الزمن. والآن، يمكن أن تكون للأحداث في إحدى المناطق بسهولة عواقب في منطقة أخرى، بل وحتى أن تُحدث موجات ارتدادية في جميع أنحاء العالم. وفيما يلي، سوف نستكشف تلك الأحداث التي لها أكبر الأثر على صنع القرار الدولي خلال فترة التوقعات.
سوف تتبنى الولايات المتحدة على مضض سياسة احتواء تجاه كوريا الشمالية عندما تحقق بيونغ يانغ رادعا نوويا موثوقا قابلا للاستخدام، وهو ما قد يتم في العام 2018.
سوف يشكل تحالف ناشئ بين الصين وروسيا تحديا متزايدا للهيمنة الأميركية، على الرغم من أن التحالفات ستبقى سائلة وفضفاضة في جميع أنحاء العالم.
بالعمل ضمن حدود منظمة التجارة العالمية وخارجها، ستتابع الولايات المتحدة أجندة تجارية عدوانية ضد الصين والمكسيك وكوريا الجنوبية واليابان.
مع انتعاش سوق النفط العالمية، ستتحمل المملكة العربية السعودية عبء الإبقاء على تخفيضات الإنتاج قائمة، بينما يحاول منتجو النفط الآخرون التراجع عن حصصهم المتفق عليها. وسوف يتطلع السعوديون إلى روسيا للمساعدة في التصدي لزيادة متوقعة في إنتاج النفط من الصخر الزيتي في الولايات المتحدة.
الجغرافيا السياسية عائدة بنزعة انتقام
سوف تبدأ الدول في جميع أنحاء العالم السنة الجديدة مع القليل من الأخبار الجيدة. فبعد عقد من الأزمة المالية التي هزت العالم حتى أسسه، شرع النمو في الناتج المحلي الإجمالي العالمي أخيراً في التقاط أنفاسه. وتقدر منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي أن الاقتصاد العالمي سينمو بنسبة تتجاوز 3.5 في المائة في العام 2018 -وهي أسرع وتيرة نشهدها خلال ثماني سنوات.
لكن العديد من المشاكل الهيكلية العميقة التي كشفت عنها الأزمة المالية سوف تبقى، مما يؤشر على انتعاش أكثر هشاشة مقارنة بدورات عودة الاقتصاد في الماضي. وعلاوة على ذلك، فإن عددا من المخاطر الجيوسياسية -الصراع الذي يلوح في الأفق في شبه الجزيرة الكورية، والتهديدات بنشوب حرب تجارية عالمية، وخطوط القتال الصارخة التي رسمت في الشرق الأوسط، والقلق على الديون الصينية والإيطالية -على سبيل المثال لا الحصر- يمكن أن توقف التعافي الاقتصادي قبل أن ينجز. وكما قال مستشار الأمن القومي الأميركي هـ. م. ماكماستر مؤخراً، فإن "ظروف الجغرافيا السياسية لحقبة الحرب الباردة عائدة، وهي تعود بنزعة ثأر بعد هذه الإجازة التي أخذناها من التاريخ في فترة ما بعد الحرب الباردة".
سوف تؤثر هذه التهديدات في حد ذاتها على كيفية تكيف الحكومات والشركات مع بيئة دولية أكثر توترا في العام 2018. ومع ذلك، فإن النتيجة الأسوأ لكل من هذه المخاطر ليست بالضرورة هي الأكثر احتمالا. ولأن الولايات المتحدة هي الجهة الفاعلة الوحيدة التي لديها القدرة على ترجيح موازين عدة سيناريوهات في أي من الاتجاهين، فإن أي توقعات للعام المقبل يجب أن تبدأ من واشنطن.
حتى الآن، كان أمام العالم عام لمراقبة رئاسة دونالد ترامب. ومع أن هناك بعض الجوانب الفريدة في ولايته، والتي ستكون بذلك عابرة في تأثيرها، فإن الكثير من تصرفات ترامب تنبع من قوى أكثر عمقاً، والتي ستستمر إلى ما هو أبعد من فترته في المنصب. وفيما يتعلق بالجوانب الأولى، صنعت حفنة من التحقيقات التي أجريت حول السلطة التنفيذية الأميركية الأخبار على مدى العام 2017. وقد عمل الكونغرس على تقييد يدي الرئيس فيما يتعلق برفع العقوبات المفروضة على روسيا. (وربما يحاول المشرعون أيضا منع ترامب من الانسحاب بشكل أحادي من اتفاقية التجارة الحرة لأميركا الشمالية في العام 2018). كما تدخلت مؤسسة الأمن القومي من أجل المحافظة على التزامات أميركا تجاه حلف الناتو، بينما تحاول الحدَّ بوضوح من المخاطر المرتبطة بإشعال حرب مع كوريا الشمالية أو التخلي عن الاتفاق النووي مع إيران. وقد تحدت الأرقام على مستوى الولايات والشركات وعلى المستوى المحلي صراحة محاولات ترامب الانسحاب من اتفاق باريس بشأن التغير المناخي وتخفيض دعم الدولة لمصادر الطاقة البديلة والمتجددة.
لكن ترامب لا يعتبر نفسه أيضا مدينا للفضل للحزب الجمهوري أو لمستشاريه للأمن القومي، وقد عرض ترددا أقل من معظم رؤساء الولايات المتحدة في إقالة المعارضين أو تعيين الموالين الذين يلتزمون بأجندته. وبذلك، فإن ترامب يتمتع بهامش مناورة أوسع مما كان لدى معظم أسلافه، والذي يستطيع أن يعمل ضمنه، وهو ما لا يقتصر تأثيره على خطر توسيع الشقوق في الحزب الجمهوري في سنة انتخابية وحسب، وإنما سيعمل أيضاً على إبقاء حلفاء الولايات المتحدة وخصومها على حد سواء واقفين على رؤوس أصابع أقدامهم بينما يحاولون التمييز بين الخطاب والواقع فيما يصدر عن البيت الأبيض.
التكيف مع كوريا شمالية نووية
سيكون أكثر قرارات ترامب جلبا للتبعات هو كيفية التعامل مع تطوير كوريا الشمالية السريع لترسانتها النووية. ويبدو أن نافذة توجيه الولايات المتحدة ضربة استباقية تهدف إلى تدمير برنامج بيونغ يانغ تنغلق سريعاً. ومع أنه لا يمكن استبعاد توجيه ضربة وقائية، فإن ثمنها الباهط –نشوب حرب فوضوية تعيد العالَم وراء إلى الركود الاقتصادي- سيجعل الولايات المتحدة أكثر احتمالاً لتكييف نفسها مع الواقع غير المريح لامتلاك كوريا الشمالية رادعاً نووياً عاملاً. وسوف يؤذن ذلك بالقبول ببداية حقبة جديدة غير مستقرة من الردع النووي بينما تتبنى الولايات المتحدة وحلفاؤها الآسيويون سياسة احتواء تجاه "المملكة المتنسكة". وسوف يزيد التدهور التدريجي لاتفاقيات السيطرة على الأسلحة التي أُبرِمت في القرن العشرين من تعقيد الأمور فقط بينما تحاول روسيا والصين موازنة توسيع الولايات المتحدة شبكتها للدفاع الجوي.
في الحقيقة، وجدت روسيا والصين مؤخرا سببا إضافيا للتعاون بدلا من المنافسة مع بعضهما البعض. ويعمل كلا البلدين على عزل نفسيهما عن الضغوط الأميركية والتقليل من نفوذ واشنطن في المسارح الاستراتيجية في جمع أنحاء العالم. ولتحقيق هذه الغاية، اتفقت الدولتان على تقسيم للعمل من نوع ما: فحيث تتقاسم كلا الدولتين المصالح، تتعامل روسيا مع القضايا الأمنية وفق ما تراه مناسباً، في حين تتولى الصين القيادة في الشؤون التجارية. كما عمَّقت موسكو وبكين تعاونهما في التمويل، والتجارة، والطاقة، والأمن السيبراني والدفاع.
على الرغم من أن هذه الشراكة الناجمة تشكل خطرا استراتيجياً على الولايات المتحدة، فإنها ستوفر أيضاً فرصة كبيرة يمكن استغلالها بينما تحاول واشنطن تعزيز حلفائها في جوار روسيا والصين. (يمكن أن تشكل تايوان بشكل خاص مصدرا للخلاف بين واشنطن وبكين في العام القادم). ومع ذلك، لا تشبه البيئة الدولية اليوم حقبة الحرب الباردة، عندما كانت خطوطا أكثر وضوحا تحدد التحالفات، وعندما انخرطت القوى العظمى في منافسات محصلتها صفر. وسوف تعمل الاعتمادية التجارية المتبادلة، وغياب الثقة المتبادل والضمانات الأمنية غير الموثوقة على تشجيع الحلفاء الظاهريين على التحوط ضد بعضهم البعض من أجل حماية أنفسهم. وسوف تكون هذه العلاقات السائلة هي التي تحدد النظام الدولي في العام 2018 وما وراءه.
أجندة تجارية أميركية حازمة
لن يُعفي التهديد الذي تشكله كوريا الشمالية أياً من الصين وكوريا الجنوبية أو اليابان من صرامة الولايات المتحدة في مجال التجارة. وتبدو إدارة ترامب فريدة في رغبتها في الفصل بين أزمة كوريا الشمالية وبين أجندتها التجارية. وفي التزام بقرار البيت الأبيض استهداف البلدان التي تعاني الولايات المتحدة من عجز تجاري كبير معها، سوف تبقى الصين والمكسيك وكوريا الجنوبية في مرمى نيران واشنطن في العام 2018. (كما اكتشفت إدارة ترامب بسرعة، فإنه ليس من السهل عزل ألمانيا عن بقية الاتحاد الأوروبي الذي يحميها إلى حد ما من التدابير التجارية العقابية للبيت الأبيض".
في حال وصلت المفاوضات إلى طريق مسدود، فسيكون تخلي الولايات المتحدة عن اتفاقها التجاري مع كوريا الجنوبية أكثر ترجيحاً من التخلي عن الاتفاقيات الأخرى المطروحة على الطاولة. وكانت الروابط التي تربط اقتصاد الولايات المتحدة بكوريا الجنوبية أضعف من تلك التي تربطها بدول مثل المكسيك. ومع أن إدارة ترامب يمكن أن تختار الانسحاب من اتفاقية "نافتا" في العام القادم، فإن مؤيدي الكتلة –بمن فيهم المشرعون الأميركيون الذين سيزنون مخاطر الانسحاب بينما يتجهون إلى انتخابات منتصف المدة- سوف يحاولون أن يوقفوا قانونياً الخطوات التي يتخذها الرئيس، من أجل منع المعاهدة التجارية من الانهيار. وعلى العموم، فإن دور الكونغرس الأميركي في تنظيم التجارة الخارجية والنزاعات القانونية سوف يستمر في الحيلولة دون اتخاذ إجراءات تنفيذية في السنة الجديدة.
ربما يكون الفصل بين الأمن القومي والتجارة فريداً بالنسبة لإدارة ترامب، لكن النزعة الحمائية، مقرونة برغبة في الاستخفاف بقواعد وأحكام منظمة التجارة العالمية، كانت موجودة في واشنطن قبل أن يصل ترامب إلى البيت الأبيض. وقد تبنَّت واشنطن منذ وقت طويل رأيا يقول بأن منظمة التجارة العالمية لا تتمتع بالتأهيل ولا الأدوات لمحاسبة الصين على انتهاكاتها للتجارة الحرة، والتي ترتكبها ماركتها الخاصة من رأسمالية الدولة. وعلى الرغم من أن الاتحاد الأوروبي واليابان يشاركان الولايات المتحدة رغبتها في تطبيق أكثر حزماً لأحكام منظمة التجارة العالمية، فإن واشنطن لن تعتمد على الاحتمال الضئيل بأن تدفع هذه الهيئة التجارية الدولية ثقيلة الحركة بإصلاحات عبر بيروقراطيتها المضجرة القائمة على الإجماع.
بينما تضع الصين مباشرة تحت عينيها، سوف توجه واشنطن صفعة إلى بكين عن طريق اتخاذ تدابير عقابية في التجارة، والاستثمار، وفرض أحكام الملكية الفكرية، والتي يمكنها أن تقول إنها داخل أو خارج نطاق اختصاص منظمة التجارة العالمية، اعتماداً على التصنيف الذي يكون أكثر ملاءمة لاحتياجاتها. وقد نفضت الولايات المتحدة الغبار مسبقاً عن اثنتين من الأدوات التجارية المهمة المتوفرة تحت تصرفها: تحقيق وفق القسم 301 في سرقة الملكية الفكرية والنقل القسري للتكنولوجيا، وتحقيق وفق القسم 232 حول ما إذا كانت مستوردات الصلب الصيني تُلحِق الضرر بالأمن القومي، بحيث تخضع بذلك للتعريفات الجمركية. (من المقرر إجراء مراجعة للحالة الأولى في آب (أغسطس)، ومراجعة للقضية الثانية في كانون الأول(يناير)، حيث سيكون لدى الرئيس عند أي من النقطتين 90 يوما للتصرف إزاء القضية المعنية). كما ستواصل واشنطن الضغط على الاتحاد الأوروبي من أجل منع الصين من الحصول على مكانة "اقتصاد السوق" من منظمة التجارة الدولية –وهي تسمية تزعم بكين أن المنظمة وعدتها بها في العام 2016، والتي سيكون من شأنها أن تجعل فرض تدابير لمكافحة الإغراق ضد الصين أكثر صعوبة. ومع أن صدور حكم على التحدي القانوني في هذا الشأن لن يحدث حتى العام 2019، فإن لجنة من منظمة التجارة الدولية سوف تراجع هذه القضية في العام 2018.
سوف تستمر فظاظة إدارة ترامب التي تشكل علامتها المميزة، وسعيها إلى تنفيذ أجندتها التجارية من جانب واحد، في قرع أجراس الإنذار وإثارة القلق في جميع أنحاء العالم، تاركة الانطباع بأن البيت الأبيض عازم على تفكيك منظمة التجارة العالمية وتدمير النظام التجاري العالمي الذي كانت الولايات المتحدة تدعمه منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. لكن هذا النوع من القلق غير مبرر على الأرجح. فمع أن الولايات المتحدة ستكون أكثر رغبة في العمل بشكل مستقل خارج حدود منظمة التجارة العالمية، فإنها لن تتحمل المخاطر الاقتصادية التي ستنجم عن الانسحاب من الكتلة. وبدلاً من ذلك، سوف تعتمد واشنطن على منظمة التجارة العالمية كهيئة إنفاذ، حتى بينما تقوم بتعويض ضعف المؤسسة بإجراءات خاصة بها.
على الرغم من التصعيد، سوف يحجم البيت الأبيض عن بدء حرب تجارية. وفي حين أن شركاء الولايات المتحدة التجاريين سيراقبون تحركاتها مع بعض المخاوف، فإنهم سيستجيبون بلطف في الجزء الأكبر. وسوف يحاول البعض، مثل اليابان، تثبيط مناورات واشنطن عن طريق تسليط الضوء على علاقاتهم الاستراتيجية مع الولايات المتحدة واستثماراتهم فيها. وسوف يتحدى آخرون ممن يكونون تحت خط النار المباشر للبيت الأبيض الهجمات التجارية للولايات المتحدة، من خلال رفع قضايا في منظمة التجارة العالمية وفي المحاكم الأميركية، حيث يمكن أن تستمر عمليات المقاضاة للتتجاوز فترة ترامب الرئاسية الحالية. وبالنسبة للصين، سوف تتقاطع بعض الإجراءات التجارية العقابية الأميركية بدقة مع إصلاحات بكين المحلية، ولن تشكل تهديداً وجودياً للاقتصاد الصيني.
تعافٍ خام
باستثناء حدوث صدمة رئيسية للاقتصاد العالمي، يأمل منتجو النفط من أعضاء منظمة "أوبك" ومن غير الأعضاء فيها تحقيق هدفهم المتمثل في إعادة التوازن إلى سوق النفط في العام 2018. وبينما تواصل مخزونات العالم الانخفاض في النصف الأول من العام، فإن الانقسامات السياسية في العراق والقيود على القدرات الإنتاجية في ليبيا ونيجيريا سوف تخفف من احتمال قيام منتجي النفط بتمديد اتفاقهم بخصوص الحد من الإنتاج إلى العام 2019. وسوف يعقد الموقعون على الاتفاق اجتماعا حاسما في حزيران (يونيو) لمراجعة مدى التقدم الذي تم إحرازه.
سوف يكون السؤال الأكبر في العام الجديد هو: بأي قدر من النجاح ستتمكن السعودية وحلفاؤها في الخليج من ضمان الاستمرار في تطبيق الاتفاق على حصص الإنتاج حتى نهاية مدته. وسوف يحاولون تحمل الجزء الأكبر من عبء إدامة تخفيضات الإنتاج بينما يشرع الامتثال للاتفاق في التسرب بين الأعضاء الآخرين التواقين إلى الخروج منه. وبينما يقترب موعد انتهاء صلاحيته، يرجح أن يرتفع إنتاج الولايات المتحدة من نفط الصخر الزيتي وسط ارتفاع أسعار النفط. وفي إطار عزمهما على تثبيط حدوث انتعاش قوي في إنتاج الولايات المتحدة من الصخر الزيتي،  ربما تستمر السعودية وروسيا في التعاون في قطاع الطاقة لوقت طويل بعد أن تنتهي الحصص الحالية. وعلى سبيل المثال، يمكن أن تستخدم السعودية المساعدة الروسية في تنويع قطاع الطاقة لديها بينما تعمل مع موسكو على تقييد الإنتاج.
لكن التعاون في مجال الطاقة لن يفعل الكثير لنزع فتيل المنافسة التي تتفاقم في الشرق الأوسط. وسوف يؤدي تعهد إدارة ترامب بمنع طهران من اتباع خطى كوريا الشمالية إلى إعادة طهران ومصير الاتفاق النووي مجدداً إلى دائرة الضوء. وسوف تعيد السعودية وإسرائيل، العاكفتين على كبح النفوذ الإيراني بينما تحظيان بمباركة البيض الأبيض، تنشيط حملتهما لإضعاف إيران وحلفائها، بما فيها جماعة حزب الله اللبنانية المتشددة.
بدعم من روسيا، سوف تحصل إيران على الموارد اللازمة للتمسك بموقفها بينما تتصاعد الحرب بين الوكلاء الإقليميين. لكنها ستكون حريصة على عدم إغضاب أوروبا، التي ستكون ضرورية لإعاقة أي جهد تبذله الولايات المتحدة لتمزيق خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي الإيراني). ولن يمتثل الاتحاد الأوروبي، إلى جانب الصين وروسيا والهند، بشكل كامل لمحاولات الولايات المتحدة إعادة فرض عقوبات على قطاع الطاقة في إيران. أما إذا انهار الاتفاق النووي، فإن منتجي النفط ربما يتخلون عن تخفيضات إنتاجهم في وقت مبكر، بينما تتحرك السعودية وروسيا بسرعة لتعويض خسارة الإمدادات النفطية الإيرانية في السوق.
ينبع الكثير من أهمية أجندة الإصلاح السعودية والانهماك في إنعاش أسواق النفط العالمية من التحدي طويل الأجل الذي تواجهه المملكة ومنتجو النفط الآخرون: توسع سوق السيارات الكهربائية. وعلى مدى العام الماضي، قادت كل من أوروبا والصين والهند مبادرات سياسية هدفت إلى تعزيز تبني المركبات التي تعمل بالطاقة البديلة. وبالإضافة إلى ذلك تشير تقارير هذه الصناعة إلى طلب متصاعد على بطاريات السيارات والليثيوم التي تُصنع منه. وعلى الرغم من أن هذا الاتجاه سوف يستغرق عقوداً حتى يتكشف، فإن الاستثمار في إنتاج السيارات الكهربائية والتقنيات ذات الصلة سوف يرتفع في العام الجديد. ولأن مصادر الليثيوم متركزة في حفنة من الدول فقط، بما فيها الأرجنتين وتشيلي وبوليفيا، فإن العديد من هؤلاء المنتجين سيكونون في وضع جيد للاستفادة من الاهتمام المتزايد بالليثيوم –خاصة الأرجنتين، بما أن "السوق المشتركة للجنوب"، التي ينتمي إليها هذا البلد، ستقوم بتحرير سياساتها التجارية في العام 2018.
========================
أن بي آر: أين ذهب مسلحو تنظيم الدولة بعد هزيمتهم؟
سلطت هيئة الإذاعة العامة الأميركية الضوء على مستقبل مسلحي تنظيم الدولة في العراق وسوريا بعد الحرب، وقالت إن التنظيم لم يعد يتحكم في مدن كبرى، وفقد الكثير من كوادره وتبعثر مقاتلوه في الصحراء؛ لكن المسلحين ما زالوا يمتلكون الأسلحة والخطط لنشر فوضى جديدة بالمنطقة.
أضافت الهيئة -في تقرير لها على موقعها- أن كبار مسؤولي وزارة الدفاع الأميركية قد أكدوا مراراً أن الحرب مع المتطرفين لم تنتهِ بعد، وأن القوات الأميركية ما زالت تتعقب جيوب مقاومة للتنظيم في العراق وسوريا، على أمل إحكام السيطرة على المناطق.
ولفت التقرير إلى أن الحرب على تنظيم الدولة في العراق ربما تجرى بطريقة واضحة، لكنها معقدة بالنسبة لسوريا حيث دمرت الولايات المتحدة وشركاؤها الأكراد هناك، التنظيم في شرق البلاد وتحديداً شرق نهر الفرات، لكن بعض فرق التنظيم تفر الآن نحو الغرب؛ لاعتقادهم أن فرص نجاتهم أكبر في المناطق التي يسيطر عليها نظام الأسد المدعوم من روسيا وإيران.
وحول عدد مقاتلي التنظيم المتبقين، قال الموقع إن الأرقام كلها مجرد تخمينات، فقد أشارت وكالة المخابرات المركزية الأميركية «سي آي أيه» إلى أن المسلحين وصل عددهم إلى 31 ألفاً إبان ذروة قوتهم عام 2015، لكن الجيش الأميركي يعتقد أن عددهم وصل الآن لحوالي ألف منتشرين في مناطق بالعراق وسوريا.
د. دانيال بايمان، أستاذ العلوم السياسية بجامعة جورج تاون ومؤسسة بروكنجز، أكد أن آلافاً من مقاتلي التنظيم قُتلوا في ميدان القتال، بينما قام من تبقى منهم بتقسيم أنفسهم إلى فرق لأهداف متباينة، فقد فر بعضهم، بينما اندمج آخرون مع السكان المحليين في العراق وسوريا.
يقول د. بايمان: البعض الآخر -وخاصة الأجانب- إما سيختلطون مع السكان المحليين في العراق وسوريا أو يعودون إلى بلادهم في أوروبا والغرب وآسيا.
أما الخبير في شؤون مكافحة الإرهاب نيك راسموسين، فقد لفت إلى مشكلة تصورها البعض منذ سنوات وهي عودة آلاف المتطرفين من مناطق الصراع التي توقف القتال فيها.
وهوّن التقرير الأميركي من الأخبار التي تزعم اندثار التنظيم؛ لسبب بسيط -كما يقول- وهو وجود سابقة مهمة تتمثل في أن تنظيم القاعدة الذي سبق تنظيم الدولة في العراق قد تفتت تقريباً على يد القوات الأميركية والعراق عام 2007، لكنه عاد للظهور بقوة عام 2011 مع أن الظروف أصبحت مواتية، كفوضى الربيع العربي، بحسب التقرير.
وتؤكد جايل ليمون -من مجلس العلاقات الخارجية في واشنطن- على هذه النقطة بالقول: «من السهل جداً قتل إرهابي، لكن صعب قتل أيديولوجيا»، مشيرة إلى أنه ما دامت الظروف مهيأة للتمرد، فمن الصعب إنهاء الحروب».;
========================
وول ستريت: كيف يحاول تنظيم الدولة العودة من جديد؟
نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" تقريرا لكل من رجاء عبد الرحيم في بيروت وإيزابيل كولز في بغداد، تناقشان فيه توجهات تنظيم الدولة في المرحلة القادمة.
وتقول الكاتبتان إنه بالرغم من الادعاءات السورية والعراقية بالانتصار على تنظيم الدولة، إلا أن آلافا من مقاتلي التنظيم لا يزالون يتحصنون في كلا البلدين، وقاموا بهجمات مؤخرا على أهداف مدنية وعسكرية، بحسب تحالف تقوده أمريكا ويحارب المجموعات المتطرفة.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن المقاتلين المختبئين في المناطق الصحراوية أو الجبلية أو بين المدنيين في البلدان المجاورة يقومون بتصعيد هجمات الكر والفر الآن، وبعد أن خسروا مساحات واسعة من الأراضي التي كانوا يسيطرون عليها, التي استولوا عليها قبل عدة سنوات، بحسب المسؤولين في التحالف والناشطين المحليين والخبراء الآخرين.
وتنقل الصحيفة عن الخبير العراقي في تنظيم الدولة هشام الهاشمي، قوله: "طريقتهم في القتال هي مثل الذئب الجريح.. الذئب هو الحيوان الوحيد الذي لا يهرب عندما يجرح.. بل يهاجم".
وتلفت الكاتبتان إلى أن التحالف الذي تقوده أمريكا يفسر هذا التطور بحذر على أنه دليل على تراجع التنظيم، "فبينما يستمر (التنظيم) في خسارة الأرض والنفوذ والتمويل والقدرات التقليدية، نتوقع أن يعودوا لجذورهم الإرهابية، بالقيام بهجمات بارزة على مدنيين عزل.. وهناك أقل من 3000 إرهابي يتم تصيدهم في المناطق الصحراوية في سوريا"، بحسب ما قاله التحالف الأسبوع الماضي.
ويورد التقرير نقلا عن التحالف, قوله إن الحلفاء السوريين قتلوا أكثر من 20 من مقاتلي التنظيم في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر، عندما اقتربت إحدى القوافل من قاعدة التنف العسكرية في جنوب شرق سوريا، حيث توجد قوات أمريكية وقوات سورية حليفة لأمريكا، مشيرا إلى أن هجمات مقاتلي تنظيم الدولة تستهدف المقاتلين الذين تدعمهم أمريكا وقوات النظام، إلا أن التنظيم وجه أيضا هجمات ضد مخيمات النازحين السوريين، الذين فروا من المناطق التي كان يسيطر عليها التنظيم.
وتذكر الصحيفة أن متمردين في العراق يرتدون ملابس المليشيات التي تدعمها الحكومة، قاموا بإقامة حواجز عسكرية في منطقة الحويجة جنوب كركوك، وقاموا باغتيال قائد شرطة محلي وابنه، وقتلوا في هجوم منفصل زعيما قبليا وزوجته بحسب الشرطة العراقية، لافتة إلى أن المتطرفين قاموا بعد ذلك بأيام بمهاجمة دورية عسكرية بالقرب من المكان ذاته، وقتلوا جنديين عراقيين.
وتفيد الكاتبتان بأنه سمح للعديد من المتطرفين الذين لا يزالون في سوريا والعراق بتجنب حرب مدن، وهو ما حصل في الرقة، بموجب صفقة انسحاب مثيرة للجدل؛ للتسريع في إنهاء القتال في معقل التنظيم السابق في سوريا.
وينوه التقرير إلى أن الجيش العراقي أعلن بعد اقتلاع تنظيم الدولة من الموصل في حزيران/ يونيو، عن عدة انتصارات ضد المتطرفين في معاقل التنظيم القوية في تلعفر والحويجة ووادي الفرات، لافتا إلى أن تلك المعارك توجها خطاب رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في كانون الأول/ ديسمبر، بأن هزيمة التنظيم في العراق قد تحققت.
وبحسب الصحيفة، فإن تقدير التحالف الذي تقوده أمريكا بأن تلك المعارك بعد سقوط الموصل ستستغرق أشهرا، بناء على تقارير استخبارية، بأن آلاف المقاتلين يستعدون للوقوف بقوة أمام الهجمات، لكن في النهاية لم يستمر القتال سوى أيام، ولم تواجه القوات العراقية أي مقاومة تذكر.
وتنقل الكاتبتان عن العقيد سيث فولسوم، الذي يقود القوة العسكرية الأمريكية، التي ساعدت القوات العراقية الشهر الماضي على تطهير المنطقة بالقرب من الحدود السورية من تنظيم الدولة، قوله: "(إن ما حصل) يثير التساؤل: أين ذهب جميعهم؟"، وأضاف: "أظن أن هناك احتمالا جيدا بأن الكثير منهم هرب عبر الحدود.. فكانت لديهم فرصة في الهروب من الباب الخلفي حينها، وأظن أن ذلك هو ما حصل".
ويبين التقرير أن الدول الغربية خشيت بأن نهاية لـ"الخلافة" التي أعلنها تنظيم الدولة في سوريا والعراق، ستؤدي إلى تدفق المقاتلين الأجانب إلى بلدانهم للقيام بهجمات هناك، إلا أن معظم الهجمات التي قام بها التنظيم مؤخرا كانت في سوريا والعراق، منوها إلى أن مجموعة منتسبة للتنظيم في أفغانستان أعلنت يوم الخميس مسؤوليتها عن الهجوم في كابل، الذي قتل 41 شخصا.
وتورد الصحيفة نقلا عن المحللة لدى معهد دراسات الحرب في واشنطن جنيفر كفاريلا، قولها بأن الحفاظ على خلايا نائمة ضروري لاستراتيجية تنظيم الدولة بعيدة المدى التي تهدف لعودته، ولذلك كان قراره للانسحاب مبكرا من عدة ساحات في سوريا في العراق يهدف إلى الحفاظ على إمكانياته للاستخدام المستقبلي.
وتنقل الكاتبتان عن سكان محليين، قولهم إن العديد من مقاتلي تنظيم الدولة قاموا بحلق لحاهم، وغيروا مظهرهم الخارجي؛ للفرار مع النازحين المدنيين، فيما دفع البعض مبالغ للمهربين ورشاوى المقاتلين الذين يحرسون الحواجز، للوصول إلى أجزاء من سوريا تحت سيطرة القوات التي تدعمها أمريكا أو الثوار الذين تدعمهم تركيا، بحسب المدنيين الذين فروا من تلك المناطق.
ويفيد التقرير بأن الهاشمي يقدر بأنه تبقى في العراق ما بين 800 إلى 850 مقاتلا من مقاتلي التنظيم، سيقومون بإزعاج القوات الأمنية على مدى العامين القادمين، مشيرا إلى أن كثيرا من المقاتلين الباقين وجدوا ملاذا آمنا في مناطق لطالما كانت خارجة عن سيطرة الحكومة، مثل جبال حمرين في الشمال والصحراء الغربية الواسعة ذات الأودية العميقة، التي تجعل الاختباء فيها سهلا، كما يعتقد بوجود آلاف أخرى من المتطرفين مختبئين في منطقة صحراوية أخرى في شرق سوريا.
وتشير الصحيفة إلى أن المتطرفين، كما فعلوا في الماضي، يستغلون الثغرات بين مراكز القيادة الأمنية في المحافظات المختلفة، حيث أدى الهجوم، الذي قامت به القوات العراقية للسيطرة على مناطق سيطر عليها الأكراد في شمال العراق في شهر تشرين الأول/ أكتوبر، إلى خلق فراغ أمني أعطى المتطرفين فرصة للتسلل إلى أجزاء في المنطقة، بحسب المسؤولين الأمنيين والمحللين والمدنيين.
وتورد الكاتبتان نقلا عن عقيد في الشرطة العراقية في منطقة الحويجة جنوب كركوك، قوله إن بقايا تنظيم الدولة هددوا المدنيين بعدم التعاون مع القوات الأمنية أو المنظمات الدولية التي تعمل في إعادة الإعمار، مشيرتين إلى أن القوات الأمنية تجهز نفسها للقيام بعملية في المنطقة لتطهيرها من مقاتلي التنظيم الفارين، بحسب مصادر في قيادة العمليات في كركوك.
ويقول العقيد فولسوم: "نحن في الواقع لسنا متأكدين ماذا سيأتي لاحقا.. وإن كان هناك تنظيم الدولة رقم 2.. وقد أثبت التاريخ أن المناطق غير المسيطر عليها تشكل أرضية خصبة للتطرف".
ويلفت التقرير إلى أن لتنظيم الدولة تاريخا حافلا بإعادة اختراع نفسه، فبعد أصوله المرتبطة بتنظيم القاعدة في العراق، تحالف مع الثوار المعادين للحكومة في سوريا، ثم أصبح شبه دولة تسيطر على مساحات شاسعة، وعاد الآن إلى كونه تمردا من جديد.
وتختم "وول ستريت جورنال" تقريرها بالإشارة إلى قول كفاريلا: "لا يمكن القضاء على تمرد بالقوة العسكرية فقط، فما دامت المدن العراقية مدمرة، وما دام الوكلاء الإيرانيون يزدادون قوة، وما دام نظام الأسد يقوى سيبقى تنظيم الدولة يمثل عباءة المقاومة السنية، مهما كان بشعا".
========================
«ذا أتلانتيك» :جوشوا جليتزر يكتب: المخاطر تحاصر الشرق الأوسط بعد زوال «داعش»
نقلا عن مجلة «ذا أتلانتيك» الأمريكيةمع انتهاء عام 2017، يبدو أن كبار منظّرى الحملة التى تقودها الولايات المتحدة لطرد تنظيم «داعش» من العراق وسوريا- متفائلون على نحو مبرر، وبشكل يبعث على الارتياح.
وعلى كل حال، فالإنجازات التى تحققت فى السنوات الثلاث الأولى للحملة كثيرة، ومنها القضاء على قادة «داعش» الرئيسيين، وتطهير ما يسمى بـ«العواصم المزدوجة» فى الموصل والرقة، والحد من الملاذات الآمنة الإقليمية التى يمكن من خلالها شن هجمات، وفى 9 ديسمبر الماضى، أعلن رئيس الوزراء العراقى، حيدر العبادى، النصر على «داعش» فى العراق.
ولكن سيكون من السذاجة أن نحتفل بالنصر مع بداية العام الجديد، هذا لأن الخطوة الأخيرة من هزيمة جماعة إرهابية يمكن أن تكون الأصعب، كما تعلم الولايات المتحدة بشكل جيد جدا من بقايا التنظيم السابق لـ«داعش»، وهو «القاعدة» فى العراق، كما أن التحديات الإقليمية التى قامت واشنطن بقمعها من خلال الغموض المتعمد فى صياغة السياسات التى تسمح لمختلف الجماهير بفهم السياسة نفسها بشكل مختلف مما يسمح بمرونة التطبيق، سيصبح من المستحيل تجاهلها ويصعب إدارتها.
وهناك 4 نقاط رئيسة يشوبها الغموض فى استراتيجية واشنطن المستمرة، ويرجع ذلك جزئيا إلى أنها أثبتت جدواها، بل ربما كانت ضرورية للحملة ضد «داعش»، فى حين أن البعض منها سبق الحملة، وبعضها ظهر خلالها.
وبما أن هذا الغموض يثبت أنه غير مستدام، قد تضطر الولايات المتحدة إلى القيام بشىء صعب جدا حيثما يتعلق الأمر بسياسة الشرق الأوسط، وهو تخييب أمل بعض الذين اعتقدوا أنهم يستطيعون الاعتماد على واشنطن، والاستعداد للمواجهة مع الآخرين الذين حاولوا تأجيل الصراع.
لنكن واضحين، لم يكن هذا الغموض المستمر خطأ من جانب واشنطن، بل على العكس من ذلك، فإن زملائى وأنا فى إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، الذين عملوا على مكافحة الإرهاب والقضايا الإقليمية فى الشرق الأوسط، يعتقدون فى الحفاظ على هذا الغموض فى المراحل الرئيسية، حتى لو كنا لا نفكر دائما على أنه «غموض» فى حد ذاته فى ذلك الوقت، خاصة أن واشنطن اشتركت مع مجموعة ضعيفة من الشركاء لإزاحة «داعش» دون الزج بأعداد هائلة من القوات الأمريكية، فساعد هذا الغموض فى دفع الحملة.
وعلاوة على ذلك، فإن عدم القدرة على الحفاظ على هذا الغموض لا ينبغى أن ينظر إليه على أنه دليل على فشل إدارة ترامب التى حافظت على زخمها فى الحملة ضد «داعش» فى العراق وسوريا، وإلى حد ما، كان هذا الغموض مؤقتا بالضرورة، ومع ذلك، ينبغى أن نشعر بالقلق من أن الدبلوماسية غير السليمة والهوس الأيديولوجى قد يسرعان من زوالهما، وهو احتمال ينطوى على عواقب وخيمة.
إن الغموض الذى وضعناه بعناية، كان يتعلق بمستقبل الأكراد العراقيين، لقد كانت واشنطن واضحة أن علاقتها مع الأكراد، الشركاء الأساسيين فى الحملة ضد «داعش»، هى علاقة خاصة، وفى الوقت نفسه، أكدت واشنطن مرارا وتكرارا التزامها بدولة عراقية واحدة، وهو شرط مسبق لعلاقات سلسة مع بغداد، وهى شريك حاسم آخر ضد «داعش».
لكن ماذا عن توق الأكراد إلى الاستقلال، الذى وضعهم على خلاف مع بغداد؟ لسنوات كان خط واشنطن هو رفض غامض متعمد للتعامل مع هذه القضية، وتعهد الولايات المتحدة فى نفس الوقت بالسلامة الإقليمية لدولة عراقية وصداقة خاصة مع الأكراد فى شمال البلاد. ومع ذلك، وكما كشفت الشهور الماضية، فإن الوضع الآن لا يسمح بالغموض، حيث تواصل دبابات بغداد احتلال حقول النفط الكردية، فى أعقاب تصويت كردستان من أجل الاستقلال، والسماح لتلك الدبابات بالتحرك، يشير إلى أن واشنطن بالفعل تميل نحو بغداد.
وهذا يقودنا إلى الغموض الثانى فى مسألة الأكراد، ولكن على الجانب الآخر من الحدود العراقية مع سوريا، كان الأكراد السوريون لا غنى عنهم فى تقليص الملاذ الآمن الذى كان يتمتع به «داعش»، حيث قام التنظيم بالتخطيط لشن هجمات إرهابية فى جميع أنحاء العالم، لكن الأكراد السوريين أيضا لديهم طموحات على الأقل على درجة معينة من الحكم الذاتى، إن لم يكن الاستقلال التام، الذى يسبب القلق فى العواصم الإقليمية الرئيسية، وبالتحديد فى دمشق، التى تسعى إلى إعادة تأكيد السيطرة على كل سوريا، وأنقرة التى ترى الأكراد السوريين لا يمكن تمييزهم عن الإرهابيين الأكراد المسؤولين عن سنوات من الهجمات الدموية داخل تركيا.
ماذا عن الأكراد السوريين ورغبتهم فى الحكم شبه الذاتى على الأقل داخل الدولة السورية؟ ظلت واشنطن غامضة بشأن هذه المسألة، مما يضمن أن يبقى الأكراد السوريون شريكا حيويا فى تطهير «داعش» من معاقله مثل الرقة، مع الحفاظ أيضا على تركيا كمضيف للعمليات ضد «داعش» فى المنطلقة عبر قاعدة «أنجرليك» الجوية، ولكن مع تطهير الرقة ودمشق، بدعم روسى، التى تسعى لتعزيز سيطرتها على سوريا التى مزقتها الحرب، ستضطر واشنطن قريبا إلى إظهار المدى الذى ستذهب إليه لدعم الأكراد السوريين. كما أن إيران، وهى شريك رئيسى آخر فى دمشق، تتصارع للتأثير فى سوريا بعد «داعش».
ولم تكن واشنطن بطبيعة الحال غامضة حول وجهة نظرها بشأن جوانب معينة من سلوك طهران، مثل دعمها للجماعات الإرهابية مثل «حزب الله»، ولكن عندما يتعلق الأمر بدور إيران فى الحرب ضد «داعش» فى سوريا، فإن الولايات المتحدة تعلقت بالغموض الثالث، وهو قبول أن «عدو عدوى» يمكن أن يكون صديقا مقبولا، فى بعض النواحى، لبعض الوقت، وذلك الوقت ينفد.
وفى الوقت الذى تصطدم فيه القوات العسكرية المختلفة فى أماكن أكثر تشددا، وهى الآن خالية من«داعش» فى سوريا، تقوم القوات الأمريكية بإسقاط الطائرات الإيرانية دون طيار فى المجال الجوى السورى، وكيفية التعامل مع إيران الآن فى سوريا بينما تتساقط طائراتها بدون طيار يشكل تحديا يتجاوز نقطة الغموض.
وأخيرا، هناك مستقبل سوريا ودور بشار الأسد فيه، ودور راعيه، فلاديمير بوتين، والبيانات الصادرة عن واشنطن فى أوقات مختلفة، والتى تنص على أن «الأسد يجب أن يذهب»، ووصف نهج واشنطن فى هذه المسألة بالغامض- قد تبدو غريبة.
وبطبيعة الحال، لم يتم الوفاء بهذه الدعوة، على الرغم من جرائم الأسد، إذن هل يجب أن تكون واشنطن «واقعية» حول مستقبل سوريا، عبر هيكل دستورى جديد، على الأقل بالاسم، يجعل الأسد شيئا آخر غير «الرئيس» السورى، حتى لو كان عمليا يحتفظ بدور حاكم مهيمن، وحول الحكم شبه الذاتى للأكراد؟!
وأيا كان الأمر، فمع أن «داعش» يلعب دورا أقل فى إملاء الطريقة التى تفكر بها الولايات المتحدة حول سوريا، والقوات العسكرية الروسية التى تستفز بشكل متزايد القوات الأمريكية داخل حدود سوريا، فإن نافذة الغموض ستغلق بسرعة.
وقد تكون تلك الأمور الغامضة غير مستدامة بطبيعتها، لكن ضعف التنسيق فى واشنطن ودبلوماسية «الصم» فى الخارج، والنهج الأيديولوجى للسياسة الخارجية قد يسرعان من زوالهما فى عام 2018، ويجعلهما خطرين بلا داع.
على سبيل المثال، فإن الدعوة التى وجهها وزير الخارجية، ريكس تيلرسون، فى توقيت خاطئ إلى الميليشيات المدعومة من إيران لمغادرة العراق، تفاقم بوضوح النزاع الخطير بالفعل بين بغداد والأكراد العراقيين.
وبالمثل، فإن سوء معالجة القضايا الرئيسية فى العلاقات (الأمريكية- التركية) يزيد من تفاقم مسألة مستقبل الأكراد السوريين ويثير احتمالات حدوث أزمة بين واشنطن وأنقرة.
إن الانسحاب من الغموض سيكون طريقا صعبا لأى إدارة، وهناك سبب وراء عدم اتخاذ الولايات المتحدة جانب فى هذه المنافسات والصراعات المشحونة، ووسط كل الفوضى داخل إدارة ترامب، ناهيك من حالة وزارة الخارجية الهشة، حتى التركيز الأساسى اللازم لإيجاد وسيلة من خلال هذه التحديات وإرساء الأساس لإقامة منطقة أكثر استقرارا غير موجود.
وقد تكون نهاية الغموض الاستراتيجى المزروع بعناية فى الشرق الأوسط أمرا لا مفر منه، غير أن الإدارة الماهرة للدبلوماسية الصعبة مسألة اختيار، وحينما نبقى عيوننا على الطريق المتعرج إلى الأمام يمكننا أن نأمل فقط بسائقين واعين.
ترجمة- مروة الصواف
========================
الصحافة العبرية :
«هآرتس»: إيران تنفق مليارات في حروب بالوكالة في المنطقة.. أين تذهب هذه الأموال؟
بدأت موجة الاحتجاج، وفقًا لمصادر إيرانية، في مدينة مشهد، وكان ينظمها في الأصل رجال دين متشددون، وهم منافسو الرئيس حسن روحاني، الذين سعوا للاستفادة من الاضطرابات التي اندلعت بسبب البطالة وارتفاع الأسعار.
إذا كان هذا هو الدافع بالفعل، فيبدو أنه قد ارتد بنتيجة عكسية، مع انتشار الاحتجاجات بسرعة إلى عشرات المدن في جميع أنحاء إيران وباتت تستهدف الآن ليس فقط حكومة روحاني «المعتدلة» ولكن أيضًا المؤسسة الأكثر صلابة حول المرشد الأعلى علي خامنئي وحلفائه، بما في ذلك الحرس الثوري، بحسب تقرير نشرته صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية.
أحد الشعارات الكثيرة التي تُسمع في الاحتجاجات هو «لا غزة، لا لبنان، لا سوريا، حياتي لإيران!» – والتي تشير على ما يبدو إلى المليارات التي أنفقتها طهران على حلفائها في جميع أنحاء المنطقة، بدلًا من الاستثمار في الاقتصاد الراكد في الداخل.
ومن المفارقات التي رصدها تقرير الصحيفة الإسرائيلية هي أن الاحتجاجات، التي كان يخطط لها خصوم روحاني المتشددون للضغط عليه، قد ارتدت بنتيجة عكسية بطريقة مماثلة.
اقرأ أيضًا: مترجم: اعتراضًا على أسعار البيض ثم لإسقاط النظام.. ماذا يحدث في إيران الآن؟
في الأشهر الأخيرة، كان أحد النقاشات الرئيسية التي تدور في الكواليس في المؤسسة الإيرانية هو ما إذا كان سيتم عمل استثمار كبير آخر في سوريا. ومع اندلاع الحرب الأهلية السورية على ما يبدو، سعى الحرس الثوري إلى الاستفادة من الأموال التي أنفقها هناك وترسيخ وجوده من خلال بناء قاعدة جوية دائمة ومرافق لرسو السفن على ساحل البحر الأبيض المتوسط. وهذا يعني إنفاق مئات الملايين على الأقل، إن لم يكن مليارات، على البناء.
ووفقًا لمصادر المخابرات الغربية، فإن الفصائل المقربة من روحاني تعارض إنفاق هذه الأموال التي يقولون إنها ضرورية لتحسين البنية التحتية وتوفير فرص العمل في الداخل. ويبدو أن النقاش الذي دار خلف الأبواب المغلقة في طهران قد امتد إلى شوارع المدن الإيرانية.
العراق وشبه الجزيرة العربية
قال التقرير: «لا يمكن تقييم حجم تمويل إيران لحلفائها ووكلائها في المنطقة بدقة، ويرجع ذلك جزئيًا إلى أن جزءًا كبيرًا من التمويل يأتي في شكل أسلحة ومعدات، فضلًا عن نقل المقاتلين والإمدادات باستخدام الطائرات التي تشغلها الدولة الإيرانية وشركات الطيران. وتقدم إيران دعمًا لا يقدر بثمن لحلفائها أيضًا من خلال خدمات ضباطها كمستشارين عسكريين وبإنشاء ميليشيات شيعية تدربها وتنشرها في جميع أنحاء المنطقة».
وقد استثمرت إيران في السنوات الأخيرة المليارات في دعم حلفائها في لبنان وقطاع غزة واليمن والعراق والمملكة العربية السعودية والبحرين، ولكن قبل كل شيء، منذ عام 2011، أنفقت الأموال في الإبقاء على الرئيس السوري بشار الأسد في السلطة.
وقد جاء الاستثمار الإيراني في نظام الأسد خلال السنوات الست ونصف السنة الماضية بأشكال مختلفة ويصعب تحديده كميًا. أقامت البنوك الإيرانية المملوكة للدولة خطوط ائتمان للحكومة السورية بقيمة 3.6 مليار دولار في عام 2013 ومليار دولار في عام 2015 للسماح للنظام بشراء النفط والسلع الأخرى من إيران.
ولا يشمل مبلغ الـ4.5 مليار دولار إمدادات الأسلحة التي تصل يوميًا إلى طائرات الشحن الإيرانية في مطار دمشق ونشر آلاف المستشارين العسكريين للجيش الإيراني والحرس الثوري على حد سواء – ويقدر أن ألفًا منهم قد قتلوا خلال العمليات – والقوة الأكبر من الميليشيات الشيعية، ولا سيما مقاتلي أفغانستان الذين تشرف عليهم وتمولهم إيران. وقد شارك ما يقرب من 50 ألفًا من أفراد الميليشيات في سوريا، تتكفل إيران بدفع رواتب شهرية تبلغ 300 دولار لكل فرد، كما تدفع إيران تكاليف أسلحتهم وتنقلاتهم. وبعبارة أخرى، أنفقت إيران المليارات سنويًا على نظام الأسد خلال السنوات الست الماضية.
تجدر الإشارة إلى أن حوالى 100 ألف مقاتل من الميليشيات المدعومة من إيران يعملون في العراق في السنوات الأخيرة، وكلاهما يقاتل تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) ويزيدون من مصالح إيران في الأراضي المجاورة. وعلى الرغم من أن جزءًا من تمويل هذه الميليشيات يأتي أيضًا من مصادر عراقية، فإن إيران تستأثر بالنصيب الأكبر فيما يتعلق بدفع رواتب هذه الميليشيات.
حزب الله
وبطبيعة الحال، فإن منظمة حزب الله كانت الجماعة الشيعية التي اكتسبت أكبر قدر من السخاء الإيراني بين الميليشيات الشيعية في المنطقة. وتصل تقديرات تمويل إيران للمجموعة اللبنانية إلى ما بين 60 مليون دولار إلى مليار دولار سنويًا. ويأتي هذا الدعم في شكل دعم مالي مباشر وكميات هائلة من الأسلحة التقليدية الأساسية وأنظمة الأسلحة المتقدمة ومرافق التدريب في إيران والاستثمار في مشاريع البناء في لبنان لتعزيز مكانة إيران وحزب الله في البلاد.
أشار التقرير إلى أن النموذج الذي قامت به إيران في لبنان منذ منتصف الثمانينيات من القرن الماضي، بتدريب وتسليح حزب الله باعتباره وكيلًا محليًّا لها، تم تكراره مع الجماعات الشيعية المناهضة للحكومة في السعودية والبحرين، والميليشيات في العراق منذ الغزو الأمريكي عام 2003 والحوثيين في اليمن منذ عام 2015 على الأقل. وفي هذه الحالة، جاءت المساعدات على شكل صواريخ بعيدة المدى أيضًا، والتي أطلقها الحوثيون على السعودية، بما في ذلك الرياض.
مقاتلو حزب الله – لبنان.
ولم تحصل الجماعات الشيعية فقط على الأسلحة والأموال. قدرت المخابرات الإسرائيلية أن الدعم المالي الذي تلقته الجماعات الإسلامية في غزة يبلغ نحو 100 مليون دولار سنويًا، على الرغم من أن هذا الدعم قد انخفض منذ بداية الحرب الأهلية السورية، حيث قامت حماس، التي كانت قريبة من الجماعات السنية المتمردة في سوريا، بقطع علاقاتها مع إيران مؤقتًا ونظام الأسد.
وعلى مدى العامين الماضيين، أعيد تأسيس تلك العلاقات، وأصبح الدعم المالي لحركة حماس الآن يبلغ حوالي 50 مليون دولار، في حين تتلقى حركة الجهاد الإسلامي، والتي لم تخفض مستوى العلاقات مع طهران، حوالي 70 مليون دولار.
وقد حاول الحرس الثوري، الذي أشرف على هذه الاستثمارات، أن يجعل من بعضها مربحًا. استخدمت سوريا الكثير من الأموال لدفع تكلفة النفط والغاز الإيراني الذي لم يكن لدى إيران عملاء له عندما كانت تخضع للعقوبات، وقدم الدعم لنظام الأسد جزئيًا في مقابل حقوق التعدين في سوريا واستئجار الأراضي للزراعة. لكن الأمر سيستغرق بعض الوقت، وربما سنوات، إلى أن تهدأ الأمور في سوريا بما فيه الكفاية لكي يرى الإيرانيون أي أرباح.
بحسب التقرير، ألغى الاتفاق النووي الإيراني، الذي أنهى معظم العقوبات المفروضة على إيران، تجميد عشرات المليارات من الدولارات التي وصلت إلى خزائن النظام، ولكنها لم تترجم بعد إلى ازدهار يمتد إلى الشعب الإيراني. ويبدو أن محاولة المتشددين التي قاموا بها الأسبوع الماضي لإثارة الغضب إزاء روحاني الذي تقود حكومته المحادثات النووية، قد أدت أيضًا إلى انفجار الغضب صوب استثمارات المتشددين التي تصل إلى المليارات، وهي الاستثمارات التي كان روحاني أقل تأييدًا لها.
وفي كلتا الحالتين، يمكن أن تكون الأخبار سيئة لكل من الأطراف المتنافسة في القيادة الإيرانية. وبمجرد دفع الناس إلى الشارع، يصبح من الصعب جدًا، إن لم يكن مستحيلًا، توجيه غضبهم.
========================
معاريف  :شرق أوسط جديد..سقوط النظام سيجلب الخلاص لملايين الإيرانيين
أفرايم غانور
Jan 03, 2018
الأحداث في إيران هي أمل وبشرى كبرى لدولة إسرائيل خاصة وللشرق الأوسط عامة. فالمظاهرات العنيفة المنتشرة في الدولة كالنار في الهشيم تخلق أجواء الثورة. ما بدأ بهمس في مدن المحيط، انتشر في الأيام الأخيرة إلى نحو 70 مدينة، ما يذكر بقدر ما ببداية «الثورة السورية الكبرى» التي فتتت ودمرت سورية.
تذكر أيضا حركة الاحتجاج التي ثارت في إيران في 2009 في أعقاب فوز محمود أحمدي نجاد على مير حسين موسوي في الانتخابات للرئاسة. فالشعور بأن النتائج زورت أخرج إلى الشوارع في حينه آلاف الإيرانيين وخلق حركة احتجاج نالت اسم «الثورة الخضراء» (اللون الذي كان يتماثل مع موسوي).
لم ينل الاحتجاج في حينه بالتأييد المرجو من الغرب. فبعد 24 يوما من الكفاح العنيد لمواطنين كثيرين، ولا سيما طلاب من الجامعات في أرجاء إيران، نجحت قوات الأمن والحرس الثوري في القمع بثمن دموي ذاك الاحتجاج الذي تطلع لأن يؤدي إلى انقلاب ضد نظام آيات الله.
في هذه الساعات، حين تنظر أعين كثيرة في العالم وبالأساس في الشرق الأوسط إلى طهران، يجدر بنا أن نقول إن سقوط نظام آيات الله سيجلب الخلاص ليس فقط لملايين الإيرانيين الذين يعيشون تحت نظام وحشي، طاغ وفاسد، بل سيغير بشكل جوهري الشرق الأوسط ويخلق هنا جدول أعمال جديد.
يبدأ هذا في لبنان، الذي استعبد في السنوات الأخيرة برغم أنفه لإملاءات حزب الله، الذراع التنفيذية لإيران. والآن يمكن لهذه الدولة أخيرا أن تتحرر من هذا العبء الثقيل المهدد. فليس لحزب الله ببساطة قدرة وجود بهذه الحجوم لولا نظام آيات الله الذي يضخ كل سنة مليارات الدولارات لتعزيز قوته وقدراته.
من هنا إلى الجار الأكبر من الشرق، سورية بشار الأسد، التي لا تزال تعيش تحت رحمة إيران وحزب الله. إذا سقط النظام في طهران، ستفقد دعمه، ما سيعزز مكانة الروس في سورية.
ونسير جنوبا نحو اليمن، حيث الحوثيون، الجناح الشيعي في الدولة، يستخدمه نظام آيات الله، وبوساطته سيطر نحو ثلاث سنوات على الدولة، التي يعمل منها أيضا ضد السعودية، وفقا للتعليمات التي تأتي من طهران. الحوثيون هم أيضا سيفقدون مصدر قوتهم. ولم نتحدث بعد عن حماس، الجهاد الإسلامي والمنظمات الصغيرة الأخرى التي تعمل في قطاع غزة وتقيم قدراتها على الدعم الإيراني. هذه المنظمات ستفقد هي أيضا أساس وجودها من دون المساعدة والمال اللذين يأتيان من طهران.
إن سقوط النظام الإيراني سيكون أيضا صفعة غير بسيطة للرئيس التركي رجب طيب اردوغان، الذي غمز مؤخرا لنظام آيات الله ولا سيما بسبب المصلحة المشتركة في الصراع ضد الأكراد.
من رأى في آيات الله رفاق سلاح سيتعلم أن العالم لا يسير هكذا دوما، وأن الفساد، الطغيان والقمع ليست بالضبط الصيغة الصحيحة لنظام مستقر على مدى الزمن.
دول الخليج، الذي فرض نظام آيات الله عليها الرعب، ستتمكن من تنفس الصعداء والعودة إلى الأيام الطيبة التي كانت لها في عهد الشاه الفارسي.
ولكن، فضلا عن مواطني غيران الذين سيتحررون من عبء آيات الله فإن نجاح مثل هذا الانقلاب، الذي سيؤدي في النهاية إلى انتهاء نظام آيات الله، سيجعل دولة إسرائيل الرابح الأكبر من الخطوة. إن التهديد النووي على أمن إسرائيل سيزول وأعداؤها الألداء ـ حزب الله، حماس والجهاد الإسلامي ـ سيبقون بلا مصادر وجود، ومستوى الإرهاب سينخفض. أما الفلسطينيون، الذين استمدوا التشجيع، الدعم والقوة من النظام الذي حدد دولة إسرائيل بأنها العدو الأكبر والهدف للاحتلال والتصفية ـ فكفيلون بأن يفقدوا الأمل وربما يفهموا أخيرا أن الحل هو في التسوية والتوافق وليس بالحروب.
وهكذا، فإن نجاح الاحتجاج في إيران كفيل بأن يجسد رؤيا شمعون بيرس الراحل حول الشرق الأوسط الجديد.
معاريف 2/1/2018
========================
معاريف: احتجاجات إيران « بشرة عظيمة » لإسرائيل
 (العرب نيوز _ طريقك لمعرفة الحقيقة) - انبأت صحيفة "معاريف" العبرية، إن إسرائيل ستكون الرابح الأكبر حال تطورت الاحتجاجات في إيران إلى ثورة وانتهت بإسقاط نظام الملالي.
واعتبرت في تحليل نشره الكاتب "إفرايم جنور" الثلاثـاء 2 يناير 2017 أن الأحداث التي تشهدها إيران حاليا بشرى عظيمة لإسرائيل وللشرق الأوسط بأسره.
ورأى الكاتب، أن وقوع النظام الإيراني سيتبعه فقد "حزب الله" في لبنان، ونظام بشار الأسد في ســوريا، وحماس والجهاد الإسلامي في قطاع غزة والحوثيين في الـيـمن، مصدر قوتهم والداعم الرئيس لهم.
إلى نص المقال:
الأحداث في إيران أمل وبشرى عظيمة لإسرائيل علي الرغم من وللشرق الأوسط عامة. المظاهرات العنيفة المنتشرة في البلاد كالنار في الهشيم تخلق أجواء ثورة. ما بدأ بالهمس في المدن البعيدة، تفشى في الأيام الأخيرة في نحو 70 مدينة، ما يعيد للأذهان إلى حد ما اندلاع "التمرد السوري الكبير" الذي فتت ســوريا ودمرها.
كما يعيد للأذهان حركة الاحتجاج التي اندلعت في إيران عام 2009 في أعقاب فوز محمود أحمدي نجاد على مير حسين موسوي في انتخابات الرئاسة. الشعور بأن النتائج زُورت أخرج وقتها آلاف الإيرانيين للشوارع وأوجد حركة احتجاج حظيت بلقب "الثورة الخضراء" (اللون الذي كان مرتبطا بموسوي).لم يحظ الاحتجاج وقتها بالدعم المأمول من قبل الغرب. وبعد 24 يوما من النضال العنيد من قبل الكثير من المواطنيين، وخاصة طلاب الجامعات في أنحاء إيران، نجحت قوات الأمن والحرس الثوري في قمع دموي لذلك الاحتجاج، الذي طمح في الدفع نحو ثورة ضد نظام الملالي.
الآن، وفيما تتوجه أنظار العالم بأسره وخاصة في الشرق الأوسط لطهران، يجدر القول بأن وقوع نظام الملالي لن يجلب الخلاص لملايين الإيرانيين الذين يعيشون تحت نظام وحشي واستبدادي وفاسد فحسب، وإنما سيؤدي ذلك أيضا إلى تبديل جذري في الشرق الأوسط وخلق جدول أعمال جديد هنا.
يبدأ هذا في لبنان، الذي استُعبد في السنوات الأخيرة رغما عنه لإملاءات حزب الله، الذراع العملياتي لإيران. الآن يمكن لهذه الدولة أخيرا التحرر من هذا العب الثقيل بما يحمله من تهديد. ليس لدى حزب الله ببساطة القدرة على التواجد في هذه الأجواء دون نظام آيات الله، الذي يضخ سنويا مليارات الدولارات لتعزيز قوته وقدراته.
وإلى الجارة الكبيرة شرقا، ســوريا بشار الأسد، التي لا تزال تحت رحمة إيران وحزب. إذا سقط النظام في طهران، فسوف تخسر دعمه لها، ما سيعزز وضع الروس في ســوريا.
ولنعرج إلى الـيـمن، حيث الحوثيين، الفصيل الشيعي في البلاد، الذي يتم تشغيله من قبل نظام الملالي، والذي نجح بمساعدته قبل ثلاث سنوات في الاستيلاء على البلاد، التي ينطلق منها للعمل ضد الـسعـودية أيضا وفقا للتعليمات القادمة من طهران. مسلحو وملشيات الحوثي أيضا يتخيل أن يفقدوا مصدر قوتهم.
ومازلنا لم نتحدث عن حماس، والجهاد الإسلامي، والتنظيمات الصغيرة الأخرى الناشطة في قطاع غزة وتستند في قدراتها على الدعم الإيراني. ستفقد تلك التنظيمات قاعدة وجودها دون المساعدة والأموال القادمة من طهران.
وقوع النظام الإيراني سيكون كذلك صفعة ليست بالهينة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي غازل حديثآ نظام الملالي، لاسيما من منطلق المصلحة المشتركة في الصراع ضد الأكراد.
إسرائيل ستكون الرابح الأكبر حال اندلاع ثورة
من رأى في نظام الملالي رفيق سلاح سيعلم أنه لن يبقى للأبد، وأن الفساد، والطغيان والقمع ليس الصيغة الصحيحة لنظام مستقر طوال الوقت. يمكن لدول الخليج التي يهددها نظام الملالي أن تتنفس الصعداء وتعود لأيامها الجيدة إبان عهد الشاه الفارسي.
لكن، وبصرف النظر عن المواطنين الإيرانيين الذين سيتحررون من الملالي، فإن نجاح هذه الثورة، التي ستؤدي لنهاية نظام الملالي، ستجعل من إسرائيل الرابح الأكبر من تلك الخطوة.
سينتهي التهديد النووي على أمن إسرائيل، وأبرز أعدائها- حزب الله، وحماس والجهاد الإسلامي- لن يكون لهم أي مصادر للبقاء، ويتنبئ أن ينخفض منسوب الإرهاب.
الفلسطينيون، الذين استمدوا التشجيع، والدعم والقوة من النظام الذي وسم إسرائيل كأكبر عدو، وكهدف للاحتلال والتصفية- يمكن أن يفقدوا الأمل وربما يفهمون أخيرا أن الحل في التسوية والاتفاقات وليس في الحروب.
وبالتالي، فإن نجاح الاحتجاج في إيران من شأنه أن يحقق رؤية الراحل شيمون بيريز (رئيس إسرائيل السابق) في الشرق الأوسط الجديد.
========================
الصحافة البريطانية والروسية :
«الإندبندنت»: «2018» قد يشهد عودة «داعش»
الواقع اون لاين - شهد عام 2017 هزيمة تنظيم "داعش" الإرهابي في سوريا والعراق، بعد إعلانه إنشاء دولة الخلافة في 2014، التي تساوت في حجمها مع مساحة بريطانيا.
وقدمت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية، تساؤلًا عما يحمله عام 2018 للتنظيم، خاصة بعد عام منى فيه بأكبر خسائره منذ إنشائه.
أشارت الصحيفة إلى أن "داعش" ليس مجرد جماعة دينية متطرفة، فما جعله يصل لتلك الدرجة من الخطورة هو أنه بالإضافة لثرواته، فإن معظم قادته على درجة عالية من المهارة العسكرية التي طوروها بعد عقد كامل من الحروب الشرسة.
وأضافت أن قادة التنظيم توقعوا أنهم سيخسرون العديد من المناطق التي سيطروا عليها، حيث إنهم لن يستطيعوا الصمود أمام هجوم بري مدعوم من طيران التحالف الدولي في العراق، ومن القوات الجوية الروسية في سوريا.
رئيس الوزراء العراقي حيدر البغدادي في الموصل
ووضعوا في الاعتبار التحول لحرب العصابات، والتي سيعتمدون فيها على الهجوم المباغت والكمائن، جنبًا إلى جنب مع العمليات الإرهابية لترويع المدنيين.. وهي الطريقة نفسها التي اعتمد عليها تنظيم القاعدة للنجاة بعد الهزيمة التي تلقاها في العراق على يد التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في 2006 و2007، بحسب الإندبندنت.
وتراجع التنظيم للصحراء العراقية، وانتظر الفرصة المناسبة للظهور مرة أخرى، والتي حلت مع بداية الحرب الأهلية في سوريا عام 2011.
وتساءلت الصحيفة.. هل سيعود تنظيم داعش مجددًا؟
المواطنون في بغداد يحتفلون بسقوط تنظيم داعش، ولكن شابت الاحتفالات حالة من الحذر خوفًا من أن تكون مبكرة بعض الشيء، وأن التنظيم لم يمت تمامًا، فمن الممكن أن تكون فكرة الخلافة قد ماتت، إلا أن "أبو بكر البغدادي" ما زال على قيد الحياة، بالإضافة إلى أنه بعد سقوط الموصل، لم يحارب "داعش" حتى "الجندي الأخير" في أي من معاقله المتبقية، سواء في تل عفر والحويجة أو حتى في الدفاع عن الرقة، وهو ما قد يشير إلى أن التنظيم يتصرف كأنه مصمم على الحفاظ على بعض قدراته القتالية، وفقًا لـ"الصحيفة".
عودة ظهور تنظيم "داعش" مرة أخرى ستكون أكثر صعوبة من المرة الأولى، حيث أصبحت القوى المحلية والإقليمية والدولية أكثر يقظة عما قبل، وهو ما أفقدها عنصر المفاجأة.
الخيار البديل الذي من الممكن أن يلجأ إليه التنظيم الإرهابي، هو أن يغادر قادته ومقاتلوه إلى دول أخرى، حيث سيواجهون مقاومة أقل مما هي عليه في سوريا والعراق، وهو ما يحدث في اليمن وليبيا وأفغانستان وغيرها من البلاد.
بعض الدبلوماسيين أشاروا إلى أن هناك وجودا لـ"داعش" في الجانب المعارض للحوثيين باليمن، حيث يملك التنظيم فرصة للعودة مرة أخرى، مستغلا الفوضى والحرب الأهلية وضعف الدولة في تلك المناطق.
ووفقًا لـ"الإندبندنت" يعد الأمل الأخير للتنظيم الإرهابي، هو أن تعمي نشوة الفوز أعداءهم، ويبدؤوا في اضطهاد المناطق ذات الأغلبية السنية، التي من الممكن أن تنظر إلى "داعش" مرة أخرى على أنه مُحرر لهم، لكن تلك المناطق التي رحبت بالتنظيم فيما مضى، اكتشفت أنهم طغاة وأكثر سوءًا ممن سبقوهم.
وقالت الصحيفة: إن "(داعش) يموت الآن، ولكن من الممكن أن يقتل المزيد من الناس، خلال سكرات الموت".
========================
روسكايا فيسنا: كيف يمكن للاحتجاجات في إيران أن تهدد روسيا؟
نشرت صحيفة "روسكايا فيسنا" الروسية تقريرا، تحدثت فيه عن الاضطرابات التي شهدتها إيران في الأيام القليلة الماضية ولا تزال تعيشها، نتيجة المظاهرات والاشتباكات بين الشعب ورجال الشرطة.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن الوضع في إيران لا يزال يشوبه الغموض، حيث ليس من الواضح ما إذا كانت السلطات ستتمكن من احتواء هذه الاحتجاجات في غضون الأيام القليلة القادمة، أم إنها ستستمر وتتنامى. وقد يشكل ذلك تهديدا لاستقرار إيران أبرز حلفاء روسيا، الأمر الذي قد يؤثر بشكل سلبي على مصالح موسكو في سوريا.
وأكدت الصحيفة أن المظاهرات التي تجتاح الشوارع الإيرانية في الوقت الراهن، مختلفة عن الاحتجاجات التي شهدتها طهران  في سنة 2009. ففي الواقع، ينتمي المحتجون الإيرانيون إلى الطبقة الفقيرة من المجتمع، في حين لا يسعون إلى الحرية، وإنما تعد الاضطرابات الاقتصادية دافعهم الرئيسي للتظاهر. وفي الفترة الأخيرة، كان الوضع الاقتصادي في إيران مترديا، حيث كانت الأجور تُدفع بشكل متأخر، كما ارتفعت نسبة البطالة وارتفعت الأسعار، ما جعل الحياة أكثر صعوبة بالنسبة لهذه الطبقة الفقيرة.
وأفادت الصحيفة بأن هناك جملة من الأسباب التي تفسر صعوبة العيش في إيران. فبعد أن تولى حسن روحاني السلطة، وعد بأنه سيعمل برفقة حكومته على التوصل إلى اتفاق مع الغرب، ما من شأنه النهوض بالوضع الاقتصادي في البلاد. وفعليا، تم رفع بعض العقوبات على إيران، واستؤنفت عمليات بيع النفط، ولكن ذلك لم يعد بالفائدة على الطبقة الفقيرة في إيران.
وأشارت الصحيفة إلى أن فوائد الإصلاحات التي قامت بها الحكومة، كانت حكرا على الأغنياء على حساب الفقراء في إيران، في الوقت ذاته، حاولت الحكومة محاربة بعض البنوك غير القانونية التي تقدم المال مع فوائد كبيرة، إلا أنها لم تتمكن من حل العديد من المشاكل الاقتصادية الأخرى التي عمقت الهوة بين الفقراء والأثرياء.
وأوضحت الصحيفة أنه بالإضافة إلى الأسباب الداخلية، فإن هناك العديد من العوامل الخارجية التي زادت الوضع تأزما في إيران. ففي الولايات المتحدة، وصل ترامب إلى السلطة وقام بفرض المزيد من العقوبات على إيران. من جهة أخرى، بادرت طهران بالتدخل في الحرب السورية، ما كلفها الكثير من الأموال. فعلى الرغم منمشاركة القوات الروسية ومساهمتها بشكل كبير في دعم دمشق، إلا أن الإنفاق العسكري الإيراني لم ينخفض. بالإضافة إلى ذلك، تساند إيران الجماعات الموالية لها في كل من العراق واليمن ولبنان وغزة.
وأضافت الصحيفة أن من بين العوامل الخارجية الأخرى، العداوة التي تكنها كل من السعودية وإسرائيل والولايات المتحدة لإيران، في حين أن هذه الدول تتمتع بالكثير من الموارد، ولم تخف رغبتها الشديدة في تغيير السلطة في إيران. وعلى الرغم من أن خصوم إيران لا يقفون بصفة مباشرة خلف موجة الاحتجاجات التي اهتزت على وقعها إيران، إلا أنهم سرعان ما أعلنوا تأييدهم لهذه الاحتجاجات.
والجدير بالذكر أن مشاركة بعض من وكلاء هذه الدول في المظاهرات بدا جليا، حيث ارتفعت شعارات من قبيل "كفى اهتماما بسوريا وغزة، أولا يجب رعاية الإيرانيين"، "ويسقط الدكتاتور الدموي روحاني"، إذ ترددت مثل هذه الشعارات على لسان ما بين 30 و50 شخصا فقط، بينما لزم الآخرون الصمت. ولكن وسائل الإعلام الغربية تحاول دعم هذه القوى الصغيرة بهدف التصعيد. وفي هذا السياق، يعتبر ترامب أن الوقت قد حان لتغيير النظام في إيران.
وأوردت الصحيفة أن المتظاهرين الإيرانيين قد تلقوا العديد من الرسائل على التلغرام من جهات خارجية تحثهم على التظاهر وحتى الاشتباك مع رجال الشرطة. ولذلك، قامت السلطات بحظر الإنترنت وخاصة بالنسبة للهواتف الجوالة في محاولة للتصدي إلى موجة الاحتجاجات.
وأبرزت الصحيفة أن أكثر ما يثير غضب الشعب الإيراني يتمثل في قدرة الأثرياء في إيران على الزيادة في حجم ثرواتهم على حساب بقية الشعب. ويحيل ذلك إلى شبهات فساد، ليس فقط من قبل الحكومة الحالية، وإنما منذ عهد الرئيس السابق، محمود أحمدي نجاد.
وأفادت الصحيفة بأن إيران، في الوقت الحالي، تشهد وضعا معقدا للغاية. ومن دون شك، يصب هذا الأمر في مصلحة المملكة العربية السعودية، كما أنها قد تغتنم إسرائيل الفرصة في ما يتعلق بحركة حماس، مع العلم أن ترامب يعتبر طهران عقبة رئيسية أمامه لتحقيق مخططاته في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية.
وأشارت الصحيفة إلى أنه في حال استمرت موجة الاحتجاجات في التصعيد في إيران، قد تنهار جميع إنجازات روسيا في سوريا. وفي حال، تغيّر نظام الحكم في إيران، ومالت طهران باتجاه واشنطن، فإنه سيكون لذلك تبعات خطيرة على روسيا.
=======================