الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 3/10/2018

سوريا في الصحافة العالمية 3/10/2018

04.10.2018
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
 
الصحافة الامريكية :
  • ستريت جورنال: أمريكا تسحب قواتها من الخليج العربي رغم التصعيد مع إيران 
http://o-t.tv/xDp
  • معهد واشنطن :إيران تطلق صواريخ على أهداف تنظيم «الدولة الإسلامية» في سوريا للمرة الثانية
https://www.washingtoninstitute.org/ar/policy-analysis/view/for-a-second-time-iran-fires-missiles-at-is-targets-in-syria
 
الصحافة البريطانية :
  • إيكونوميست  :مقايضة بين روسيا وإسرائيل ... في سورية
 
http://www.alhayat.com/article/4605507/رأي/الصحافة-العالمية/مقايضة-بين-روسيا-وإسرائيل-في-سورية
 
  • التايمز: طبول حرب تقرع بين إيران وأمريكا.. ما طبيعتها؟
 
https://arabi21.com/story/1127072/التايمز-طبول-حرب-تقرع-بين-إيران-وأمريكا-ما-طبيعتها#tag_49219
 
الصحافة الروسية:
 
  • كوميرسانت : إيران أرادت الاستعراض أمام الدول الغربية بضرب دير الزور
 
https://www.baladinews.com/ar/news/details/36002/صحف_روسية_إيران_أرادت_الاستعراض_أمام_الدول_الغربية_بضرب_دير_الزور
 
  • سفوبودنايا بريسا: “إف 35” الإسرائيلية تجس نبض إس 300
 
https://www.raialyoum.com/index.php/سفوبودنايا-بريسا-إف-35-الإسرائيلية-تجس/
 
الصحافة التركية :
 
  • صحيفة أكشام  :وسط بحر من الأزمات.. تركيا ترفع علم الدبلوماسية الإنسانية
 
http://www.turkpress.co/node/53336
 
الصحافة الفرنسية :
 
  • لوموند :إدلب... الحلقة الأخيرة من حلقات الحركة السوريّة وتاريخها
 
http://www.alhayat.com/article/4605512/رأي/الصحافة-العالمية/إدلب-الحلقة-الأخيرة-من-حلقات-الحركة-السورية-وتاريخها
 
 
  • صحيفة فرنسية: الحرب السرية بين فرنسا وإيران تظهر للعلن
 
https://7al.net/2018/10/02/صحيفة-فرنسية-الحرب-السرية-بين-فرنسا-وإ/
 
  • لوموند :لماذا عارضت واشنطن سقوط الأسد؟.. الإجابة في وثيقة أمريكية مسربة
 
https://www.ultrasawt.com/لماذا-عارضت-واشنطن-سقوط-الأسد؟-الإجابة-في-وثيقة-أمريكية-مسربة/الترا-صوت/سياق-متصل/سياسة
 
 
الصحافة الامريكية :
ستريت جورنال: أمريكا تسحب قواتها من الخليج العربي رغم التصعيد مع إيران 
http://o-t.tv/xDp
قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" إن الجيش الأمريكي قد قلص من تواجده في منطقة الخليج العربي على الرغم من زيادة حدة التصعيد التي تتخذها الولايات المتحدة ضد إيران.
وأشارت الصحيفة نقلاً عن مسؤولين أمريكيين إلى أن الولايات المتحدة قد سحبت سفناً وطائرات وصواريخ ستكون ضرورية في أي مواجهة محتملة مع إيران. حيث لم تتواجد أي حاملة طائرات أمريكية في الخليج العربي منذ أن غادرت "ثيودور روزفلت" نحو المحيط الهادئ في آذار. وهي أطول فترة زمنية، خلال عقدين، لم تشهد فيها مياه المنطقة أي تواجد لحاملة طائرات وذلك وفقاً لمسؤولين على دراية بالموضوع.
وبالإضافة إلى ذلك، سيقوم وزير الدفاع الأمريكي (جيم ماتيس)، بسحب أربعة أنظمة دفاع صاروخي من طراز "باتريوت" من الأردن والكويت والبحرين في تشرين الأول، وذلك في إطار إعادة تنظيم القدرات العسكرية الأمريكية بعيداً عن الشرق الأوسط باتجاه روسيا والصين، حسبما قال مسؤولون أمريكيون للصحيفة الأسبوع الفائت.
وقال المسؤولون الأمريكيون إن لديهم ما يكفي من الموارد العسكرية في المنطقة لمواجهة إيران وغيرها إلا أنهم وفي الوقت نفسه اعترفوا بأن حاملات الطائرات وبطاريات صواريخ "باتريوت" كانت بمثابة استعراض للقوة. مع ذلك حذر العديد من المحليين العسكريين من عواقب سحب الأصول العسكرية هذه.
ورأى (مارك دوبويتز) الرئيس التنفيذي لـ "مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات"، والتي تتخذ من واشنطن مقر لها وتركز على إيران، أن "المشكلة، في أن الرئيس يبدو وكأنه نمر على تويتر.. فإذا لم يكن النهج الكلامي مدعوماً بتهديد موثوق ووجود موثوق للقوة العسكرية، إذا هنالك خطر أن تقول أيران أن أمريكا الناعمة وليست أمريكا العازمة، هي التي تقف وراء خطاب الرئيس الصارم".
التهديد القومي الأول
ويرى المدافعون عن الإدارة، أن الضغوط الأمريكية والضغط الموجه على شكل عقوبات اقتصادية، هي شكل من أشكال الردع التي من الممكن أن تدفع إيران نحو إجراء محادثات، في سيناريو مشابه لما حدث في كوريا الشمالية.
ولهذا، صرح (جون بولتون) مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض، الأسبوع الماضي، أن واشنطن تتوقع "تغيرات هائلة" في السلوك الإيراني.
ويعتبر البيت الأبيض إيران، التهديد الرئيسي لأمن للولايات المتحدة، حيث خصص (ترامب)، يوم الثلاثاء، جزءاً من خطابه، الذي استغرق 35 دقيقة أمام الأمم المتحدة، لانتقاد إيران بشدة، قائلاً "زعماء إيران يزرعون الفوضى، الموت والدمار. لا يحترمون جيرانهم ولا الحدود، ولا يحترمون حقوق السيادة للدول".
وكان البيت الأبيض قد صرح بأن الجنود الأمريكيون المتواجدين في سوريا، من الممكن أن يركزا على إيران بعد انتهائهم من قتال "تنظيم داعش".
ويرى البنتاغون، أن دخول الحرب ضد "داعش" في طورها الأخير، يسمح له بنقل الموارد الرئيسية باتجاه روسيا والصين، بما يتماشى مع "التقرير الاستراتيجي السنوي" الذي يصدره البنتاغون. ونتيجة لذلك، تقول الصحيفة، إن حاملات الطائرات بدأت هذا العام بزيادة دوريات المراقبة التي تقوم بها في المحيط الأطلسي والهادئ.
تحولات استراتيجية
وتشير الصحيفة إلى أن البنتاغون لا تتوفر لديه حاملات طائرات كافية لتقوم بجولات بشكل متزامن بين الشرق الأوسط وأوروبا وأسيا.
كما أن الإصلاحات المتراكمة، تسببت بقلة عدد حاملات الطائرات المتوفرة لهذا العام، أما الحاملات التي في الخدمة، فتتنقل بين المحيط الهادئ والمحيط الأطلسي، حسبما قال (بريان كلارك)، كبير الزملاء في "مركز التقييمات الاستراتيجية والموازنة" والذي يراقب عمليات الانتشار العسكرية.
واعترف المسؤولون بالبحرية الأمريكية، بأنهم يواجهون بعض الصعوبات، نتيجة للتحول في الأهداف الاستراتيجية، ونتيجة لعمليات الصيانة.
وقال (جريج هيكس) رئيس "قسم المعلومات" في البحرية الأمريكية "نحن في عصر التنافس بين القوى العظمى" وأضاف "لكي ننافس في بيئة كهذه، نحن بحاجة إلى زيادة قدرات البحرية وسعتها". حيث تضع البحرية هدفاً يتمثل بتوسيع أسطولها ليضم 335 سفينة حربية بدلاً من 300 وذلك خلال السنوات القادمة.
وأشار إلى أن البحرية تقوم بوضع الحاملات في أحواض بناء السفن، بهدف تقليل زمن تراكم عمليات الإصلاح. واستنتج تقرير حكومي أمريكي أن البحرية قد تحتاج إلى 23 عاماً لتتمكن من الانتهاء من الإصلاحات المطلوبة.
وقال (كلارك) أن النقص في الحاملات قد يستمر لمدة عامين آخرين، وأشار إلى أن المسؤولين في البحرية على علم بهذه المشكلة، إلا أنهم لم يظهروها إلى العلن، لتجنب الاعتراف بالنقص الحالي الحاصل في عدد الحاملات.
==========================
معهد واشنطن :إيران تطلق صواريخ على أهداف تنظيم «الدولة الإسلامية» في سوريا للمرة الثانية
https://www.washingtoninstitute.org/ar/policy-analysis/view/for-a-second-time-iran-fires-missiles-at-is-targets-in-syria
فرزين نديمي
متاح أيضاً في English
1 تشرين الأول/أكتوبر 2018
في الساعات الأولى من يوم الإثنين، الأول من تشرين الأول/أكتوبر، أطلقت إيران ستة صواريخ أرض-أرض فوق العراق ضد أهداف تابعة "للتكفيريين" في سوريا شرق نهر الفرات مستهدفةً منطقتَي أبو كمال وهجين في محافظة دير الزور، وفقاً لـ «الحرس الثوري الإسلامي» الإيراني. وقد استُتبع القصف الصاروخي بضربات جوية باستخدام سبع طائرات "شبح" مسلّحة بدون طيار من طراز "الصاعقة" ضد "مواقع إرهابية وبنى تحتية داعمة لها."
وكان الهدف من هذه الضربات هو الرد على الأحداث التي وقعت في 22 أيلول/سبتمبر عندما قام مسلحون يرتدون الزي العسكري الموحد بإطلاق النار على عرض عسكري في الأحواز، جنوب غرب إيران، مما أسفر عن مقتل نحو أربعين شخصاً وجرح عشرات آخرين. وقد تبنّى كل من الانفصاليين الأهوازيين (وفقاً للّفظ العربي المحلي لهؤلاء السكان مقابل اللفظ الفارسي) وتنظيم «الدولة الإسلامية» المسؤولية عن الهجوم، على الرغم من أن المتحدثين باسم الأهوازيين نفوا لاحقاً ضلوعهم في الحادثة، بينما عرض الموقع الإلكتروني لتنظيم «الدولة الإسلامية» رسائل فيديو كان قد سجّلها منفّذو الهجوم. وردّاً على ذلك، تعهّد المتحدث باسم «الحرس الثوري» الإيراني في 23 أيلول/سبتمبر بـ "عملية انتقام ساحقة" في المستقبل القريب "داخل المنطقة وخارجها على حدٍّ سواء"، واصفاً الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة بـ"الأطراف الرئيسية الداعمة للإرهاب".
وفي بيانه، زعم «الحرس الثوري» أن الهجوم في الأول من تشرين الأول/أكتوبر تسبب في سقوط عدد كبير من الضحايا في صفوف الأشخاص نفسهم الذين سهّلوا عملية الثاني والعشرين من أيلول/سبتمبر، في الوقت الذي كرر فيه التهمة الإيرانية بوجود صلة بين التنظيم المستهدف والولايات المتحدة و"الطغاة في المنطقة"، مع إشارة هذا النعت لدول الخليج. وأظهرت إحدى الصور التي يُزعم أنها تظهر أحد الصواريخ مثبَّت على منصة الإطلاق، شعارات "الموت لأمريكا" و"الموت لإسرائيل" و"الموت للسعوديين". وقد تلتزم إيران بشعارات محض ضد هؤلاء الخصوم الثلاثة إذا بقيت قادرة على استخدام قوتها الصاروخية ضد معارضيها من غير الدول في المنطقة. ومن ناحية أخرى، أكد اللواء محمد باقري، رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، أن هذا الهجوم لا يمثل سوى المرحلة الأولى من العملية، وثمة المزيد من المراحل في المستقبل.
تقييم الأسلحة المستخدمة
وفقاً لوسائل الإعلام الإيرانية، كانت الصواريخ الستة المستخدمة في ما أُطلق عليها بعملية "ضربة محرّم" - كما حدث في الضربة الانتقامية الأولى ضد أهداف تنظيم "الدولة الإسلامية" في شرق سوريا، وتحديداً في بلدة الميادين في حزيران/يونيو 2017 - من نوعي "ذو الفقار" و"قيام" التي يتراوح مداها 700-750 كيلومتر و 750-800 كيلومتر على التوالي. ومع ذلك، تشير التقارير إلى أن صواريخ "قيام" التي استُخدمت في الهجوم الأخير كانت نسخة محسّنة - كما ظهر للمرة الأولى على شاشات التلفزيون الإيراني منذ بضعة أيام - مزودة بـ "مركبة فصل عائدة مسيّرة ورأس حربي". ويمكن لصاروخ "قيام-1"،  كنقطة مقارنة أساسية، حمل رأس حربي وزنه 747 كيلوغراماً.
ووفقاً لبعض التقارير أُطلقت هذه الصواريخ من القاعدة نفسها التي استخدمت في ضربة الميادين، بالقرب من كرمنشاه، على مسافة 570 كيلومتراً من أهدافها المزعومة. وتجدر الإشارة إلى أن مقاطع الفيديو المصورة بهواتف المتفرجين أظهرت على الأقل انفجار أحد تلك الصواريخ في الهواء بعد فترة وجيزة من إطلاقه، ليصطدم بعد ذلك بالأرض بالقرب من المناطق السكنية. ويدل هذا على المشاكل المستمرة للموثوقية التي تعاني منها ترسانة الصواريخ البالستية الإيرانية.
ومع ذلك، تبقى صواريخ "قيام" و"ذو الفقار" المستخدمة في الضربة من بين أبرز الأنواع المتعددة الاستعمالات في ترسانة «الحرس الثوري» الإيراني. وبما أنها مزودة برؤوس حربية منفصلة، كان يتم التخلص من جسم الصاروخ بشكل تلقائي في منتصف رحلته في مكان ما في الصحراء الغربية العراقية. وقد قيل في الأصل أن صاروخ "قيام" البالغ وزنه ستة أطنان مصمم لاستهداف القواعد الأمريكية ضمن نطاقه الذي يتراوح ما بين 750 و 800 كيلومتراً، ويهدف أيضاً إلى الوصول إلى الرياض انطلاقاً من مواقع آمنة في جبال زاغروس، جنوب غرب إيران.
وفي حين أظهر كل من "ذو الفقار" و"قيام" افتقاره إلى الجدارة الموثوقة واتّصافه بدقة مخيبة خلال الضربة المنفذة في حزيران/يونيو 2017، إلا أن هجوم التاسع من أيلول/سبتمبر 2018 بواسطة ستة صوارخ "فاتح-110" ضد أهداف كردية شمال العراق أظهر تحسناً كبيراً - إن لم يكن ما حدث سوى محض الصدفة - في قصف الغرفة نفسها التي كان يُعقد فيها اجتماع قادة «الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني» المتمرد. وتعتبر هذه الضربة أقرب ما وصلت إليه إيران حتى اليوم في تنفيذ ما يُعرف بضربة دقيقة بدقة قطع الرؤوس. وفي وقت لاحق، ادّعى مسؤول في «الحرس الثوري» أن مسؤولاً رفيعاً في الاستخبارات السعودية كان حاضراً في ذلك الاجتماع. أما فيما يتعلق بعملية الأول من تشرين الأول/أكتوبر، فقد أشارت طهران إلى أنها جاءت في أعقاب عمل استخباراتي واسع النطاق دام عشرة أيام. ومن المحتمل أن يكون هذا التحقيق قد استند على المواقع المحلية التي عززها الجيش السوري و«حزب الله» اللذان شنّا في عام 2017 هجوماً لاستعادة أبو كمال، المعقل الأخير لـ تنظيم «الدولة الإسلامية» في شرق سوريا. ورغم مواجهة تلك العملية مقاومة شديدة، إلا أن القوات السورية والإيرانية تسيطر حالياً على أبو كمال، وبالتالي من المحتمل أنها ساعدت على إيجاد أهداف للضربة.
أما بالنسبة للطائرات المسلحة بدون طيار التي استُخدمت في الهجوم، فإن طائرة "الصاعقة" التي تعمل بالطاقة النفاثة هي نسخة مصغرة عن طائرة "السيمرغ"، التي هي بحد ذاتها نسخة من طائرة الاستطلاع الأمريكية "الشبح" بدون طيار من نوع "آر-كيو-170 سانتينل". وبالعودة إلى عام 2011، تمكنت إيران من الاستحواذ على طائرة "سانتينل" سليمة نسبياً كانت قد هبطت متحطمةً على الأراضي الإيرانية. وقبل عامين بالضبط، أي في عام 2016، تم كشف النقاب عن طائرة "الصاعقة" وهي تحمل في هيكلها الخارجي أربعة قذائف "سديد" صغيرة القطر موجّهة بنظام كهربائي بصري؛ وبالمقارنة، فإن النسخ المستخدمة في أحدث الضربات السورية كانت قد أقلعت من إيران وهي تحمل على ما يظهر قنبلة ضوئية وحيدة في داخلها. وتتوفر نسخ مختلفة من هذا السلاح، من بينها طائرة مخصصة للعمليات الليلية، سبق وأن استخُدمت جميعها على نطاق واسع في الطائرات الإيرانية بدون طيار من طراز "شاهد 129" فوق سوريا في السنوات الأخيرة. وفي شباط/فبراير 2018، أَسقطت طائرة مقاتلة تابعة لـ "سلاح الجو الإسرائيلي" ما بدا وكأنها طائرة "صاعقة" فوق شمال إسرائيل. هذا ومن المعروف أن "القوة الجوية الفضائية التابعة لـ «الحرس الثوري»" الإيراني تسيّر طائرات بدون طيار من طراز "الصاعقة" و"سيمرغ" من قاعدة الشهيد عبد الكريمي جنوب شرق كاشان. وتقع المسافة البالغة 980 كيلومتر بين هذه القاعدة والأهداف المحتملة لـ تنظيم «الدولة الإسلامية» شرق أبو كمال ضمن نطاق طائرة "الصاعقة" التي تقدر بحوالي 1,000 كيلومتر.
خطوات إيران المقبلة
في أعقاب الضربة الإيرانية على أهداف تنظيم «الدولة الإسلامية»، لا يزال بإمكان إيران أن تختار، في المرحلة المقبلة من هذه العملية، استهداف التنظيمات الانفصالية الأهوازية عبر محاولة اغتيال قادتها في الخارج، كما فعلت في تشرين الثاني/نوفمبر 2017 حين اتضح أنها قتلت أحد هؤلاء القادة الذي كان مقيماً في لاهاي. ومن المرجح أيضاً أن تضع إيران نصب عينيها على المعاقل القليلة المتبقية لـ تنظيم «الدولة الإسلامية» شرق سوريا لاختبار صواريخها أو طائراتها بدون طيار بشكل أكبر.
ولم تُحدَّد بعد دقة الهجوم الأخير وفعاليته من خلال إجراء تحليل مستقل. ولكن من خلال قيام إيران بشن هجوم مشترك بالصواريخ وإطلاق طائرات بدون طيار، أرادت طهران إظهار استعدادها وعزمها على الانتقام من أي هجمات ضد أعمدة السلطة وفقاً لتصورها الذاتي. وهذه هي الحالة على الرغم من أنه قد استغرق عشرة أيام للمسؤولين العسكريين من أجل تحديد أهدافهم. وكان الهدف من الخطوة أيضاً استعراض قدرات الردع الهجومية لدى «الحرس الثوري» أمام خصومه في الرياض وأبوظبي.
علاوة على ذلك، إذا نجح «الحرس الثوري» بالفعل في تكرار أدائه في «إقليم كردستان» في شرق الفرات بشكل يمكن التحقق منه، فقد يكون ذلك السيناريو مرعباً للقوات الحليفة للولايات المتحدة ودول الخليج في المنطقة. ومما يبعث على القلق بشكل خاص هو احتمال السماح لحوثيي اليمن المتحالفين مع إيران بتطبيق مثل هذه التقنيات على صواريخهم من طراز "بركان-2 أتش" في نطاق 1,000 كيلومتر.
 فرزين نديمي هو زميل مشارك في معهد واشنطن، ومتخصص في الشؤون الأمنية والدفاعية المتعلقة بإيران ومنطقة الخليج.
==========================
الصحافة البريطانية :
إيكونوميست  :مقايضة بين روسيا وإسرائيل ... في سورية
http://www.alhayat.com/article/4605507/رأي/الصحافة-العالمية/مقايضة-بين-روسيا-وإسرائيل-في-سورية
إيكونوميست *
أدت «سلسلة من الحوادث التراجيدية» إلى ما حصل، قال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في وصف سقوط طائرة التجسس الروسية فوق سورية في 17 أيلول (سبتمبر). وفي وقت أول، بدا أن بوتين يقر بأن ما جرى هو حادثة ولا يلقي باللائمة على إسرائيل. وسبق للمقاتلات الإسرائيلية أن شنت هجمات جوية على الأراضي السورية. ولكن، مع مرور الأيام، زاد غضب روسيا. وزعم جنرالاتها أن المقاتلات الإسرائيلية استخدمت الطائرة الروسية درعاً تحتمي بها (وهذا ما نفته إسرائيل). ثم في 24 أيلول، أعلنت روسيا أنها ستزود السوريين بمنظومة أس - 300 الدفاعية الجوية المتطورة، وهذا في مثابة انعطاف في استراتيجيتها الإقليمية.
ومنذ تدخلت روسيا في الحرب الأهلية السورية لدعم الديكتاتور بشار الأسد في 2015، سعت إلى تجنب نزاع مع إسرائيل. وفي الأشهر الـ18 الماضية، شنت إسرائيل أكثر من مئتي غارة جوية على أهداف تابعة لإيران في سورية. وحال خط ساخن للتنسيق بين مقر القوات الإسرائيلية الجوية في تل أبيب ومقر عمليات روسيا في حميميم، دون صدام جوي بينهما. واستندت الإجراءات العسكرية إلى اتفاق مضمر بين بوتين ونتانياهو، رئيس وزراء إسرائيل، مفاده أن حملة إسرائيل الجوية لن تعيق مساعي روسيا إلى إنقاذ الأسد، وأنها (روسيا) في المقابل لن تعوق استهداف الأهداف الإيرانية في سورية. لكن قرار موسكو تطوير الأسلحة الجوية السورية يفاقم تعقيد التفاهم المضمر هذا. والحق يقال «أس -300» هي منظومة دفاعية رائعة مجهزة برادار قادر على رصد أكثر من مئة هدف في وقت واحد، ويبلغ مداه 300 كلم. وتزويد سورية بمثل هذه المنظومة يهدد سعي إسرائيل إلى توجيه ضربات إلى أهداف إيرانية هناك. لذا، لطالما عارض نتانياهو تسليم الحكومة السورية هذا السلاح (وروسيا تشغل هذه المنظومة في سورية، لكنها لم تستخدمها ضد إسرائيل). ولن يحول السلاح الجديد هذا دون تراجع إسرائيل عن ضرباتها في سورية. فمقاتلات «أف - 35» قادرة على تفادي منظومة أس – 300 وتدميرها. لكن عمل سوريين غير مدربين على أمثل وجه مع نظرائهم الروس في تشغيل المنظومة، يزيد خطر التصعيد. وأعلن وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، أن المنظومة هذه ستنقل إلى الجيش السوري خلال أسبوعين. ويطعن بعض المراقبين في احتمال تسليم الروس هذه الأسلحة إلى السوريين. فنزولاً على ضغوط أميركا وإسرائيل، تأنت موسكو 9 سنوات قبل تسليم مثل هذه المنظومة إلى إيران. وقد يكون التلويح بتسليم هذه المنظومة إلى السوريين من قبيل الضغط على إسرائيل لحملها على تقييد تدخلها في سورية.
وسعت موسكو إلى الموازنة بين إسرائيل وأعدائها في الشرق الأوسط. وكان بوتين أول رئيس روسي يزور إسرائيل (مرتين). ووقف نتانياهو إلى جانب الرئيس الروسي في الاستعراض العسكري الروسي هذا العام. لكن الصداقة بين الرجلين والبلدين لم تحل دون دعوة موسكو «حماس» إلى العاصمة الروسية لم تحل كذلك دون مساعدة إيران في برنامجها النووي ولا دون تسليح سورية.
ومع تعاظم عزلة روسيا في الغرب، زادت أهمية علاقاتها بإسرائيل. فهذه مصدر دعم تكنولوجي وسياسي لا يستخف به. وسعى الكرملين إلى تقييد الخطاب المعادي لإسرائيل حين التنديد بالغرب. وإثر إسقاط الطائرة في سورية، التزمت روسيا نبرة من يشعر بخيانة الثقة. ولسان حال خطابها أنها فعلت كل ما في وسعها لمراعاة إسرائيل ولكنها لم تلق غير الغدر. واتصل نتانياهو مرتين ببوتين، وأرسل قائد قواته الجوية إلى موسكو. ولكن، يبدو أن الكرملين يسعى إلى خدمات أكبر من إسرائيل مقابل التهدئة ونزع فتيل التوتر.
* عن «إيكونوميست» البريطانية، 27/9/2018، إعداد منال نحاس
==========================
التايمز: طبول حرب تقرع بين إيران وأمريكا.. ما طبيعتها؟
https://arabi21.com/story/1127072/التايمز-طبول-حرب-تقرع-بين-إيران-وأمريكا-ما-طبيعتها#tag_49219
ثمنت صحيفة "التايمز" في افتتاحيتها قرار إدارة الرئيس دونالد ترامب البقاء في سوريا، مشيرة إلى مرحلة جديدة من النزاع في هذا البلد.
 وتقول الافتتاحية، التي جاءت تحت عنوان "التهديد الإيراني"، إن إيران تبحث عن دعم الدول الأوروبية في المواجهة مع الولايات المتحدة.
 وتبدأ الصحيفة افتتاحيتها، التي ترجمتها "عربي21"، بالإشارة إلى ما كتبه الروائي والفيلسوف الروسي ليو تولستوي عن أعظم محاربين، وهما الصبر والزمن، "وإيران لا تملك أيا منهما، ونتيجة لهذا فإن الحرب الباردة بين واشنطن وإيران اليائسة تزداد سخونة، وتقرع طبول حرب محتملة وخطيرة على أكثر من جبهة، مع اقتراب موعد الحظر الشديد على تصدير النفط".
 وتشير الافتتاحية إلى أن "نقطة المواجهة، التي تتركز حول 12 ميلا وتمتد ما بين الحدود السورية والعراقية، تحولت إلى ساحة للتنافس بين المليشيات التي تدعمها إيران، وتلك التي تدعمها الولايات المتحدة، ومضيق هرمز هو النقطة الثانية المرشحة للمواجهة، فالبحرية الإيرانية، وتحت قيادة جديدة، قد تجد طرقا لعرقلة نقل نفط الخليج إلى الغرب، وقامت إيران بمناورة بحرية في المضيق في آب/ أغسطس".
 وتحذر الصحيفة من أن "القواعد الأمريكية في العراق باتت عرضة للخطر، فقد تعرضت مجمعات أمريكية في البصرة وبغداد الشهر الماضي لضربات صاروخية، والهجمات بالصواريخ على مواقع لتنظيم الدولة في سوريا ليست مجرد عملية مكافحة إرهاب، فهي إشارة لإسرائيل وأمريكا على أن طهران لا تزال جاهزة لهجمات من الجو، فيما يحذر الخبراء الأمريكيون من إمكانية شن إيران حربا إلكترونية (سايبرية)".
 وترى الافتتاحية أن "الهدف الاستراتيجي الذي تعمل إيران على تحقيقه هو بناء ممر بري يمتد من أراضيها عبر العراق وسوريا إلى لبنان، فيما تعمل أمريكا على منع إيران من السيطرة، لهذا تراجع الرئيس ترامب عن قراره الأول الداعي للاستعجال والخروج من سوريا، وتعهد مبعوث الخارجية الأمريكي الجديد إلى سوريا بجعل الحياة أكثر بؤسا لـ(جثة النظام المعلقة) و(ترك الروس والإيرانيين والخروج من هذه الفوضى)، وقال مستشار الأمن القومي جون بولتون إن القوات الأمريكية ستظل في سوريا طالما بقيت القوات الإيرانية فيها".
 وتلفت الصحيفة إلى أن "كلا البلدين يسيران نحو التصادم في ظل تصميم واحدة على بناء نسخة حديثة من الإمبراطورية الفارسية، وأخرى تريد نزع أنياب الملالي، وبالنسبة لطهران فإن العقوبات الأمريكية على النفط هي بمثابة حرب مالية، وقامت سبع ناقلات إيرانية على الأقل بتغيير بياناتها؛ حتى لا تتمكن الولايات المتحدة من تحديد الوجهة المقصودة، والهدف واضح، وهو إدارة عملية مستورة للتحايل على السيطرة الأمريكية، والتلويح بالحرب، وتوسيع مساحة الخلاف بين الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين".
وتفيد الافتتاحية بأن "الدبلوماسيين الإيرانيين لم يخفوا فرحتهم عندما انضمت بريطانيا وفرنسا وألمانيا إلى كل من الصين وروسيا للبحث عن طرق للتحايل على العقوبات الأمريكية، ولو حاولت إيران ضرب الولايات المتحدة بأي طريقة فإن على الأوروبيين التفكير مرة ثانية".
 وترى الصحيفة أن "على الغرب ألا يسمح لإيران بتقسيمه، بل يجب عليه التعاون معا، والعمل على دق إسفين في المحور الذي يربط إيران وروسيا".
 وتستشف الافتتاحية خلافا بينهما، ففي العام الماضي وعد رئيس النظام السوري إيران بمنحها حقوق التنقيب عن الفوسفات في منطقة تدمر، لكنه منح الآن رخصة لروسيا حتى عام 2068، وليس لطهران، وحاول الإيرانيون الحصول على أراض مهمة تقع بين داريا في ريف دمشق ومقام السيدة زينب، وتم إحباط المحاولة أيضا، مشيرة إلى أنه منذ عام 2011 مددت إيران قروضا بقيمة 7 مليارات دولار، لكنها اسبتعدت من كل مشروع إعادة إعمار.
 وتقول الصحيفة إن "أي شخص يعتقد أن الحرب السورية في طريقها للنهاية عليه التفكير مرة أخرى، فهناك مرحلة جديدة من الحرب تحاول فيها الولايات المتحدة، أو من خلال حلفائها، ردع إيران عن القيام بعمليات تخريب في المنطقة".
 وتختم "التايمز" افتتاحيتها بالقول إن أمريكا محقة بالبقاء والثبات في مكانها.
 ونشرت صحيفة "التايمز" تقريرا لمراسل شؤون الشرق الأوسط ريتشارد سبنسر، يقول فيه إن وجود قوات الحشد الشعبي على الحدود العراقية مع سوريا يعلم نقطة انطلاق في ما يطلق عليه "الهلال الشيعي"، الذي يمتد من طهران عبر العراق وسوريا إلى الحدود اللبنانية مع إسرائيل، حيث مقاتلي حزب الله.
 ويؤكد التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، أن جود هذه الجماعات كان وراء قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إعادة التفكير في الوجود الأمريكي وسحب الجنود بعد هزيمة تنظيم الدولة، مشيرا إلى أن البعض يخشى من عودة الفوضى التي تبعت الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، عندما قتلت مليشيات تابعة لطهران المئات من الجنود الأمريكيين والبريطانيين. 
 ويقول سبنسر إن "المواجهة تبدو في أفضل حالاتها في المنطقة الممتدة من القائم على الجانب العراقي إلى مدينة البوكمال في حدود سوريا مع العراق، وتسيطر على الجانب الغربي من المعبر بين البلدين مليشيات تابعة للحشد الشعبي".
وتذكر الصحيفة أنه بحسب الصور الفضائية التي التقطتها شركة إسرائيلية، فإن هناك قاعدة عسكرية يعتقد أنها تابعة لمليشيا موالية لإيران على الجانب السوري من الحدود.
 وينقل التقرير عن محلل عراقي، قوله إن في القاعدة حوالي 8 آلاف مقاتل عراقي وأفغاني ومن دول أخرى عبر المنطقة، مشيرا إلى أن ثمة مليشيا من الحشد الشعبي تدير نقطة التفتيش على الحدود مع بلدة القائم.
 ويعلق الكاتب قائلا إن التحول في موقف ترامب الداعي للعزلة والعزوف عن المغامرات الخارجية، الذي تبناه أثناء الحملة الرئاسية، إلى المشاركة العسكرية في النزاعات، جاء نتيجة لمطالب من مسؤولين في إدارته، مثل وزير الخارجية مايك بومبيو، ومستشار الأمن القومي جون بولتون، الذين قالوا إن العزلة في سوريا لا تتواءم مع أهداف الإدارة التي تريد مواجهة التوسع الإيراني في المنطقة، حيث يعتقد المسؤولون أن إيران تقوم بخلق "هلال شيعي" من طهران إلى البحر المتوسط.
وتورد الصحيفة نقلا عن دبلوماسي في المنطقة، قوله إن "ترامب يعارض البقاء في سوريا، لكن على ما يبدو فإن الحالة المستقرة، كما يطلقون عليها، قد حصلت على ما تريد.. ولا يبدو أن هناك انسحابا قريبا للقوات".
ويلفت التقرير إلى أن العراق يشهد حالة أمنية مستقرة منذ هزيمة تنظيم الدولة، ولديه جيش نظامي مرتبط ببريطانيا والولايات المتحدة، مستدركا بأن الاستقلال الذي تتمتع به المليشيات واضح في مقراتها في بغداد وعلى طول الطريق الصحراوي المؤدي إلى الحدود.
ويفيد سبنسر بأن الجيش يسيطر على الطريق الذي أعيد فتحه بعد هزيمة تنظيم الدولة، لكن المرحلة الأخيرة ومن بداية القائم تسيطر عليها مليشيات الحشد الشعبي.
وتنوه الصحيفة إلى أنه بالإضافة إلى الجهود العسكرية والبقاء في سوريا، فإن الدبلوماسية الأمريكية شهدت حالة من الانتعاش في العراق، فقد خاض المبعوث الأمريكي بريت ماكغيرك، المبعوث الأمريكي لدول التحالف ضد تنظيم الدولة، معركة حامية لتأمين رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، الذي تثمن واشنطن جهوده بموازنة مصالحها في العراق إلى جانب المصالح الإيرانية، رغم أنه جاء في المرتبة الثالثة في انتخابات أيار/ مايو.
ويستدرك التقرير بأنه في المقابل، فإن الجنرال قاسم سليماني يحاول بناء تحالف شيعي في مركزه هادي العامري، زعيم كتلة الفتح التي جاءت في المرتبة الثانية في الانتخابات، وهو يقود منظمة بدر، التي تعد من أكبر مكونات الحشد الشعبي.
ويقول الكاتب إن هذه معركة لن ينتصر فيها أي طرف، فإيران متفوقة ميدانيا، حيث تقوم مع المليشيات الموالية لها ببناء قواعد عسكرية من حدودها عبر العراق، مستدركا بأن الأمريكيين لديهم ورقة نفوذ، وهي وقف الدعم المالي الحيوي للعراق في حال وصل السياسيون الموالون لإيران إلى السلطة في بغداد.
وتنقل الصحيفة عن الدبلوماسي، قوله: "كانت أمريكا واضحة في حديثها مع العراقيين عن طبيعة الحكومة العراقية القادمة، والقرارات التي يتخذها وزراء ينظر إليهم على أنهم أتباع لإيران، ستكون لها تداعيات في ما يتعلق بمستوى الدعم الأمريكي".
ويجد التقرير أنه مع أن العقوبات الامريكية على إيران تحد من قدرة الأخيرة على دعم حلفائها، إلا أنها لم تتخل بعد عن الساحة، لافتا إلى أن سكان مدينة القائم، الذين يحاولون إعادة بناء حياتهم بعد سنوات من سيطرة تنظيم الدولة، يتمنون لو يتركون لحالهم.
وتختم "التايمز" تقريرها بالإشارة إلى قول رئيس البلدية أحمد الجديان: "نرغب برحيل الحشد الشعبي في أقرب وقت"، ويضيف: "يقول الحشد الشعبي إنه السلطة العليا، فيما تقول الحكومة إنها السلطة العليا، ونحن عالقون في الوسط، وتحول العراق إلى ساحة تحل فيه بقية الدول مشكلاتها".
==========================
الصحافة الروسية:
كوميرسانت : إيران أرادت الاستعراض أمام الدول الغربية بضرب دير الزور
https://www.baladinews.com/ar/news/details/36002/صحف_روسية_إيران_أرادت_الاستعراض_أمام_الدول_الغربية_بضرب_دير_الزور
سلطت بعض الصحف الروسية الضوء على القصف الصاروخي الإيراني في سوريا، أمس الاثنين، ورأت أنها ضربة استعراضية أكثر من كونها انتقامية كما روج "الحرس الثوري".
وترى إن إيران تحاول استعراض قوتها أمام الدول الغربية التي تهدد نفوذها، لاسيما في سوريا، وتضغط عليها للخروج منها، خاصة أنها استهدفت مواقع قريبة من وجود قوات التحالف.
وقالت صحيفة "كوميرسانت" الروسية، نقلا عن ممثل ميليشيا "الحرس الثوري" في البرلمان الإيراني؛ إن الضربة الصاروخية الإيرانية على مواقع في محافظة دير الزور السورية يوم أمس، كانت رسالة للمجموعات "الإرهابية ومموليها"، مفادها أنهم سينالون الجزاء إذا اعتدوا على إيران.
وأوضحت الصحيفة إن الهدف الحقيقي من الضربة الجوية الإيرانية في الأراضي السورية، هو إبراز إمكانيات إيران للولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها، لافتة إلى إنه بإمكان إيران تخويف خصومها بواسطة صواريخها.
ونوهت الصحيفة إلى أن ضربة الأول من أكتوبر/تشرين الأول، هي الضربة الإيرانية الثانية من هذا النوع منذ بدء أحداث الحرب في سوريا، وقامت إيران بتوجيه الضربة الأولى في يونيو/حزيران 2017.
وتواجه إيران في سوريا حرباً باردة من قبل الدول الفاعلة، تهدف لإخراجها بعد أن دخلت لمساندة نظام الأسد ظاهرياً منذ بدء الحراك الشعبي ضده، وعينها على البحر المتوسط.
==========================
سفوبودنايا بريسا: “إف 35” الإسرائيلية تجس نبض إس 300
https://www.raialyoum.com/index.php/سفوبودنايا-بريسا-إف-35-الإسرائيلية-تجس/
تحت العنوان أعلاه، كتب ألكسندر سيتنيكوف، في “سفوبودنايا بريسا”، حول بحث إسرائيل عن طائرات تعجز إس 300 الروسية عن إسقاطها.
وجاء في المقال: وسائل الإعلام الإسرائيلية، أحيانا، تثني على إس 300 الروسية، وأحيانا تستخف بها. من جهة أخرى، بصرف النظر عما يقولون، فإن إس 300 باتت من تقنيات الأمس، في حين أن الطيارين اليهود مجهزين بأحدث التقنيات. علاوة على ذلك، لدى تل أبيب الآن طائرة F-35 “Lightning II” …
الحال الآن، ليحصل ما سيحصل فكله نحو الأفضل. حتى لو تخيلنا أن الطائرة F-35 ستكون قادرة على اختراق منطقة تغطية إس 300، سيحصل خبراؤنا العسكريون بالنتيجة على معلومات… تمكنهم من أجل زيادة حساسية رادار المنظومة. السؤال الوحيد هو، هل سيقدمون على ذلك في البنتاغون، ويعطون الضوء الأخضر للإسرائيليين؟
ربما، بسبب ذلك، يضع سلاح الجو الإسرائيلي في المعركة مع إس 300 حصرا مقاتلات إف 15 وإف 16، على ما يبدو، لعدم رفع السرية عن الخصائص الحقيقية لـ إف 35. فعلى الأرجح، أجريت مشاورات جادة بين تل أبيب وواشنطن.
بالمناسبة، يعتقد المحلل الإسرائيلي دايف ماجومدار، الذي يقوم بمراجعات الدفاع  للمجلة الأمريكية The National Interest ، بأن الطائرات المقاتلة من الجيل الرابع لن تتغلب على حاجز إس 300، ولكن فيما يتعلق ب إف 35، فلديه رأي معاكس.
ومع ذلك، حتى لو وجه الجيش الإسرائيلي ضربة بـ إف 35، فلن يتحدد الفائز. والحقيقة هي أن منطوات الصواريخ الروسية متحدة بشبكة حاسوب، لذا، فمن المرجح أن لا يمر هجوم المقاتلات الإسرائيلية مرور الكرام. و”بالنسبة لطائرات F-15 و F-16 و F / A-18، فإن منظومة إس 300 مفترسة، ومن الأفضل عدم الاقتراب منها”. هكذا، يحذر ماجومدار الطيارين الإسرائيليين. من دون شك يمكن للطيارين اليهود التعامل مع بطارية واحدة، أمّا مع شبكة منها، فلن يستطيعوا إطلاقا.
لذلك، سيكون على الجيش الإسرائيلي البحث عن مناطق عمياء في منظومة الدفاع الجوي الروسية.
وفي هذا الصدد، شدد ماجومدار على أن نجاح إس 300 سيعتمد على مكان نشرها في سوريا ومن سيعمل عليها. اتضح أن الطيارين اليهود لديهم “مسارات جوية” سرية، استخدموها، على سبيل المثال، خلال قصف حماه وحلب. بدا كأنهم يأتون من العدم. هذا ممكن فقط إذا تمكن المهندسون الإسرائيليون من إتقان تكنولوجيا نسخ رموز الاستجابة.. في حالة معينة، تم السماح للمقاتلات الأمريكية بالتحليق عبر الحدود الأردنية والعراقية من دون سابق إنذار.  (روسيا اليوم)
==========================
الصحافة التركية :
صحيفة أكشام  :وسط بحر من الأزمات.. تركيا ترفع علم الدبلوماسية الإنسانية
http://www.turkpress.co/node/53336
أفق أولوطاش – صحيفة أكشام – ترجمة وتحرير ترك برس
تأسست الأمم المتحدة من أجل حماية السلام، أي الإنسان، بيد أن الإنسانية هي من تدفع ثمن ابتعاد المنظمة الدولية عن الغاية الرئيسية لوجودها.
تركيا من أكثر الدول التي تؤكد على ضرورة تركيز الأمم المتحدة على غايتها الرئيسية، وعلى استخدام الدبلوماسية الإنسانية بكافة أدواتها.
فأنقرة لا تكتفي بتوجيه النداءات فقط، وإنما تقدم نموذجًا للدبلوماسية الإنسانية عمليًّا من خلال سياسة خارجية تركز على الإنسان.
تعمل الدبلوماسية الإنسانية على إقناع صناع القرار بأن يضعوا في اعتبارهم مصالح الشرائح الضعيفة وغير القادرة على تلبية احتياجاتها الإنسانية، والمعرضة للتهديد والاستغلال.
وإذا وضعنا في الاعتبار أن هذا التعريف يشمل أكثر من مليار إنسان يتضح بشكل أفضل مدى أهمية الدبلوماسية الإنسانية.
ولأسباب ناجمة عن الوقوع في بيئة تحيطها بها الأزمات المختلفة كما هو الحال بالنسبة لتركيا، هناك ضرورة ملحة لوضع الدبلوماسية الإنسانية  في مركز حلول الأزمات.
 هناك جانب أخلاقي ووجداني للتركيز على الإنسان. مثلًا، من غير الممكن ألا نتعامل بإنسانية وأخلاق ووجدان مع منطقة تتعرض للاضطهاد والاغتصاب والتهجير والإبادة كميانمار.
للأسف ليس هناك ضمير مشترك للعالم، فلا تتخذ كل الدول نفس الموقف الأخلاقي والوجداني من الإبادة في ميانمار. أو لنقل إن مصطلحات من قبيل الأخلاق والوجدان لا قيمة لها في المواقف الدولية عندما يتعلق الأمر بالمصالح القومية.
وحتى في هذه الحالة، هناك نواح تتعلق بالسياسة الواقعية والمصالح القومية، تفرض التركيز على الإنسان.
أبرز مثال على ذلك رأيناه مؤخرًا في إدلب. من الواضح أن بعض الدول التي رفعت صوتها بشأن إدلب، لم تكن أولويتها سلامة 3 ملايين شخص يعيشون هناك. ولم يكن من المنتظر أن يقدم من صمتوا أمام ما حدث في حلب والغوطة الشرقية، معاملة خاصة لإدلب.
لكن الأصوات تعالت أكثر لأن التأثيرات الحقيقية لعدم حماية الأرواح في إدلب كانت ستطال الجميع بشكل مباشر أو غير مباشر.
وحتى لو انعدمت الأسباب الإنسانية فإن الأزمات الاقتصادية والسياسية والأمنية الناجمة عن موجة هجرة جديدة، فرضت على بعض الدول المحافظة على الوضع الراهن في إدلب.
بمعنى أن الدبلوماسية الإنسانية الناجحة لتركيا أزالت في الوقت الحالي المخاوف الإنسانية لبعض الدول، والسياسية الواقعية لبعضها الآخر.
لا يمكن النجاح الدائم لأي مبادرة لا تركز على الإنسان. ومن غير الممكن إيجاد حلول مستدامة للأزمات ومكافحة الإرهاب بفعالية من دون التركيز على الإنسان. وهناك العشرات من الأمثلة في التاريخ الحديث على صحة هذه النظرة.
==========================
الصحافة الفرنسية :
لوموند :إدلب... الحلقة الأخيرة من حلقات الحركة السوريّة وتاريخها
http://www.alhayat.com/article/4605512/رأي/الصحافة-العالمية/إدلب-الحلقة-الأخيرة-من-حلقات-الحركة-السورية-وتاريخها
بانجامان بـــارت، سيسيل هينيـــون، ألان كافال، لور ستيفان، مجيد زروكي *  | منذ 8 ساعات في 3 أكتوبر 2018 - اخر تحديث في 2 أكتوبر 2018 / 19:01
يتعثر نظام بشار الأسد في طريق استعادته السيطرة، بواسطة حليفيه الروسي والإيراني، على الأراضي السورية، بثنية جغرافية تقع في الشمال الغربي هي قطاع إدلب. ويقيم في القطاع فوق 3 ملايين شخص، نصفهم هربوا من مسارح حرب أخرى، ويحتشدون بين الحدود التركية، إلى الغرب، وبين مناطق يحتلها أنصار أنقرة المسلحون، إلى الشمال، وآلة النظام السوري وأعوانه، إلى الجهات الأخرى. وينتمي عشرات آلاف المسلحين إلى كوكبة من الجماعات المسلحة المتفرقة المشارب والأهواء الأيديولوجية: من إسلاميين بعضهم تجوز مخالطتهم ومعاملتهم تساندهم تركيا، وآخرون لا تجوز فيهم لا هذه ولا تلك، إلى أنصار «الجهاد» وهم الكثرة الغالبة. وعلى حدود القطاع، يحشد النظام قواته. وتشن الطائرات الحربية الروسية غاراتها منذ بعض الوقت. وينتظر الهجوم الحاسم رسو ميزان القوى والعلاقات الدولية بين أنقرة وموسكو وطهران على قرار مناسب. ففي خريف 2018، ينبغي أن تبلغ الحرب بين النظام والانتفاضة خاتمتها، وعلى الأرض التي شهدت بدايتها، قبل 7 أعوام.
ففي أوائل حزيران (يونيو) 2011، كانت ريح الثورة تنفخ منذ أسابيع على المنطقة الريفية والمحافظة القائمة في شمال غربي سورية. وفي مدينة سراقب الصغيرة، إلى الشرق، تتابعت التظاهرات السلمية منذ 25 آذار (مارس). وهتف مئات من السوريين في الشوارع بشعارات مناهضة للنظام. وبعد شهر على هذه التظاهرات، انتقلت حركة المعارضة إلى إدلب، مركز المحافظة المعروفة باسم المدينة. ورد النظام بالقمع. فأوقف المعارضين، ونشر مدفعيته، وحلقت حوامات الهيليكوبتر في سماء البلد وفتحت نيرانها. ومذاك، انقلبت إدلب شاغلاً ومحل اهتمام بعد أن كانت، مدينة محافظة، مغمورة وفقيرة. فهي ممر تجاري إلى تركيا القريبة، وأرضها قاحلة تنبت الزيتون الذي يعصر ثمره زيتاً، ولا تعرف بغير بعض المواقع الأثرية فيها. وفي أسابيع قليلة قدمتها الحوادث إلى موقع الصدارة.
وفي 4 حزيران (2011)، على مسافة 50 كلم الى الجنوب الغربي من إدلب، اجتمع نحو ألف شخص في جسر الشغور ليشيّعوا شاباً قتلته قوات الأمن في اليوم السابق. واحتل قناصو النظام السطوح المطلة على ساحة البلدة وطرقاتها. وسار في وسط الجمع مسلحون فتحوا النار على القناصة. فسقط قتلى من الطرفين. وأحصت لجنة العفو الدولية («أمنستي إنترناشونال») 25 قتيلاً من المدنيين. وفي 6 حزيران، أعلنت دمشق أن 120 شرطياً دعوا إلى المساندة قتلوا قبل أن يتاح لهم التدخل، وأن كتيبة مدرعة في طريقها إلى جسر الشغور نُصب لها مكمن ووقعت فيه. وكانت خسارة النظام، يومها، الأثقل في خسائره، والعلامة البارزة على اجتياز المحافظة عتبة «السلمية» التي امتنعت التظاهرات في المناطق السورية عن اجتيازها في حينها. وآذن ذلك بابتداء الحرب. ويروي المعارضون صيغة أخرى لواقعة جسر الشغور: كان قتلى الشرطة ضحايا مجزرة ارتكبتها قوات النظام في متمردين رفضوا تنفيذ أمر رؤسائهم بإطلاق النار (وخصت الصحافية اللبنانية – الأسترالية رانيا أبو زيد الحادثة الأم هذه برواية تفصيلية في كتابها: «لا جواز لعودة الى الوراء»، واونوورلد بابليكيشن، 400 صفحة).
ومن الشهود الذين تحدثت رانيا أبو زيد إليهم، فؤاد، شاب اعتنق الثورة السلمية، وحضر التشييع. ويرى فؤاد في الاشتباك المسلح ثأر «الأبناء» من «الجرائم التي ارتكبت في حق آبائهم وأجدادهم». وهو يعني بـ»الجرائم» قمع قوات أمن حافظ الأسد، والد بشار، أهل جسر الشغور إبان انتفاضة الإخوان المسلمين (1979 - 1982)، الناشطين في المنطقة. وثقل القمع طوال عقود وجذوة تذكر الماضي الأليم هما السبب في استقبال إدلب المعارضة المسلحة، جزئياً. فقرب المحافظة من تركيا اضطلع بدور حاسم في الأمر. ووسع الجماعات المسلحة تهريب السلاح. وانسحاب قوى الأمن إلى المراكز المدينية الكبيرة، يسَّر التهريب. ولم يجمع معارضو نظام الأسد على هذا المنحى. ففؤاد الذي «يكره النظام» لا يرى في المسلحين وأعمالهم ما يرضيه، على ما تلاحظ رانيا أبو زيد.
وعاملٌ آخر كان له دور في اندلاع الأعمال المسلحة، هو محاذاة إدلب، المحافظة ذات الغالبية السنية، محافظة اللاذقية، معقل سلالة آل الأسد، من الأقلية العلوية. وغداة مهاجمة جسر الشغور، عمد النظام إلى تجميع قواته وتواتر عملياته، من قصف واعتداءات الشبيحة وإعدامات من غير محاكمة واشتباكات محلية وكمائن. وفي الأثناء، امتدت التظاهرات وتكاثرت، واختلطت بالإضرابات. فتراجعت قوى الأمن، وخسرت الموقع تلو الموقع. وتخلى النظام، صيف 2012، عن معبر باب الهوى الحدودي، إلى الشمال من مدينة إدلب. وبعد أشهر قليلة، سيطر الجيش السوري الحر على سراقب. وانضم الى «الجيش الحر»، ونواته الأولى من الضباط والجنود الذين تركوا قوات النظام، الثوار الذين أخرجوا من ضواحي حمص قسراً.
وأيقظ اتساع الانتفاضة على النظام اهتمام بعض الدول الإقليمية التي تجمعها بالمنتفضين روابط ومصالح قديمة وقوية، وعلى رأسها دول خليجية متفرقة. وقدَّرت هذه الدول أن الانتفاضة وسيلة إلى كسر «المحور الشيعي» الذي يصل إيران بـ»حزب الله» اللبناني من طريق سورية. ولم تلبث هذه المقاصد والاستراتيجيات أن غلبت على الأماني المحلية، ورجحت كفة التمويل والتسليح على كفة العوامل والمثل الأولى. وفي أواخر 2012، انعقد مؤتمر أنطاليا، في تركيا، وحسم مسألة تهميش ألوية «الجيش الحر» التاريخية، وقدَّم عليها الجماعات الإسلامية. وعينت ألوية «الجيش الحر» مجلساً عسكرياً أعلى، ترأسه العميد سلام إدريس، لكنه كان صفر اليدين من الأدوات والوسائل التي تمكنه من بلوغ غاياته. وبقيت مناشدات الألوية المعارضة، وتنادت هذه إلى إعلان ولاءاتها «الإسلامية». وظهرت جماعات مسلحة تبارت في التطرف، وافاها أجانب يتوقون إلى «الجهاد»، ويسهل عليهم تملق حرس الحدود التركي التسلل إلى الداخل السوري.
وعلى رغم عسكرة الحركة المتعاظمة، وهاجس القصف الجوي المقيم، حاول الناشطون المدنيون السهر على دوام روح الانتفاضة السلمي والاجتماعي. ففي كفرنبل، استمر الأهالي على التظاهر أيام الجمع، ورفعوا لافتات كتبوا عليها شعارات انتقادية ساخرة لا تنضب ابتكاراتها. وغطت جدران سراقب كتابات غرفت من معين أشعار الشاعر الفلسطيني المعروف، محمود درويش. وفي أنحاء متفرقة من محافظة إدلب، نظمت نشاطات إسعاف، وبادر معلمون إلى فتح أبواب المدارس مجدداً...
وأفضى تكاثر الجماعات المسلحة المحلية إلى شيوع الاضطراب والفوضى. وانتشر وباء أعمال الخطف وابتزاز الفدية. وضاق الأهالي ذرعاً بالجماعات المسلحة، وبالمتطرفة منها على وجه الخصوص. وغرقت منطقة إدلب كلها في أزمة متفاقمة. فقرب الحدود التركية، تكاثرت مخيمات اللاجئين. واعتاش النازحون السوريون من المساعدات الإنسانية. وانهارت شبكة الأعمال الزراعية التي كانت تعيل 70 في المئة من السكان. وحرق القصف والقتال الحقول، ودمر أبنية الري التحتية. وفي كانون الأول (ديسمبر) 2013، نهب تحالف جماعات مسلحة إسلامية مخازن أسلحة الجيش السوري الحر. وأسقط في يد الديبلوماسيين الغربيين: فبين رعاة التحالف الجديد حليفان هما قطر وتركيا. وتصدرت المشهد السياسي والقتالي في محافظة حلب، مطلع 2014، جبهة النصرة، فرع «القاعدة» السوري. وتعاظم قوة هذا التيار «الجهادي» كان ثمرة مباشرة لتردي قوة الألوية المنتسبة إلى «الجيش الحر». ورفد خلايا «النصرة» الأولى جهاديون مجربون قدموا من العراق والقوقاز.
وعلى خلاف منافسيهم من تنظيم داعش - أنصار المجابهة الرأسية وإقامة الخلافة في الحال - مال مقاتلو جبهة النصرة، المتحدرون من الرحم العراقي، إلى تكتيك الذوبان في المشهد السوري المنتفض، ومداراة الأهالي. ودعا زعيم التنظيم، أبو محمد الجولاني، في 2013 إلى تلافي الأخطاء التي وقع فيها «القاعدة» في بلاد أخرى مثل عنف المجاهدين العراقيين الممنهج الذي استجلب عليهم رفض الأهالي وتأنيب أسامة بن لادن. ويرقى تسلل الجولاني الى سورية، إلى أواخر صيف 2011. وأوكل إليه تنظيم القوى المقاتلة الأولى. ومعرفته بالميدان السوري قوية. فسورية كانت ممر آلاف المتطوعين للقتال في العراق غداة 2003، والغزو الأميركي. وعفا بشار الأسد عن مئات من المعتقلين الإسلاميين، وعدد منهم من إدلب ومحافظتها، سرعان ما انضموا إلى الجبهة التي كان الإعلان عن ولادتها في كانون الثاني (يناير) 2012.
وبرزت «النصرة» قوة عسكرية منظمة وفاعلة. ومكنتها درايتها بالعمليات الانتحارية من اختراق خطوط الأعداء الأمامية على نحو قدّرته الجماعات الأخرى تقديراً عالياً. فكانت سباقة إلى الاستيلاء على قاعدة تفتناز الجوية، في كانون الثاني 2013، غير بعيد من إدلب. وكان هذا إنجازها العسكري الأول. وجمعت الموارد المالية من «القاعدة» العراقية، أول أمرها، ثم استغنت عنها، بعد القطيعة، بـ»الغنيمة» المحلية، وبعمليات خطف مجزية، مثالها خطف راهبات معلولا، والإفراج عنهن لقاء 15 مليون دولار سددتها قطر، إلى تسديدها عمليات أخرى. فبسطت «الجبهة» نفوذها على ضواحي محافظة إدلب، وانفردت بالنفوذ حيث وسعها ذلك. فأنشأت شرطة «شرعية»، وأعدمت «بغايا» و»مدمنين»، وأسكتت المعارضين المدنيين. وأرست أركان إمارة جهادية، آن كانت الجماعات الأخرى تقتتل ويمزق بعضها بعضاً.
وفي 2014، قضت «النصرة» على منظمتين تولت الولايات المتحدة تدريبهما وتسليحهما واستولت على سلاحهما. ورداً على قصف طائرات من غير طيار أميركية بعض قادتها في 2015، خطفت «النصرة» عشرات من مقاتلي «الفرقة 30» من «الجيش الحر»، التي ترعاها واشنطن، واستولت على سلاحهم الجديد. فخلصت واشنطن من الحادثة إلى الامتناع من المجازفة بتسليح المعارضين السوريين بسلاح مضاد للطائرات، على رغم ملاحظة «الجيش الحر» أن الامتناع الأميركي قوى «النصرة». وفي 28 آذار (مارس) 2015، يوم السبت، سيطر تحالف تقوده «النصرة» على إدلب في أعقاب معارك دامت 5 أيام، وهربت قوات النظام من المدينة. واتخذ أبو محمد الجولاني منها «عاصمة» ولايته. ولم يشأ الجولاني مهاجمة الساحل العلوي، خشية تكتل أهله، على قول الشيخ عبدالله المحيسني. فتوجه إلى حماة، وقدّر أن انهيار النظام هناك (كان ليفتح) الطريق إلى دمشق.
وبينما كانت مدن منتفضة أخرى تتضوّر جوعاً، كانت مخابز إدلب تخبز الطحين الوفير، وتتولى دائرة القمامة البلدية رفعها، وتباع بندورة (طماطم) إدلب في أسواق دمشق. فالمحافظة واسعة المساحة على نحو تتعذر معه محاصرتها. لكن قبضة الإسلاميين عليها، وتشدّدها، أدت إلى هرب الموظفين، وأرادت السيطرة على المجالس المحلية المدنية. وابتزت الجمعيات غير الحكومية. فانفض الناشطون الذين وفدوا إلى إدلب وغادروها إلى تركيا وغيرها. وفي ليلة 10 حزيران 2015، تسلل أحد قادة «النصرة» إلى ضيعة قلب لوزة الدرزية، وأراد مصادرة دار أحد السكان. فأوقع الاشتباك 23 قتيلاً من أهل القرية، معظمهم من آل الشبلي. وحمل دروز جبل السماق على تغيير معتقدهم عنوة، خلافاً لالتزام الجولاني على «الجزيرة». وحيث تغلب «النصرة» تفرق بين الجنسين، وتقيم المحاكم الشرعية، وتقصي «الكفار» و»المرتدين» وتنتزع أولادهم من أهلهم وتقرهم على تعليمها ومقررها الدراسي.
وقلبت الحملة الروسية الجوية الموازين. فاستعاد النظام ضاحيتي دمشق المولوية وداريا. وخسرت المعارضة حلب الشرقية في كانون الأول (ديسمبر) 2016. فكانت ضربة قاصمة. ووجهت الجماعات المسلحة في مناطق «التهدئة» إلى إدلب. وفي أستانة، عاصمة كازخستان، صيغت في كانون الثاني (يناير) 2017، خطة جديدة رسمتها موسكو، وقضت بـ»مصالحات» أخرجت الجماعات المتفرقة من شمال حمص والغوطة الشرقية (دمشق) ومحافظة درعا. وقضت الخطة بمحاربة الجماعات «الإرهابية» ومنها جماعة الجولاني. وعلى هذا، وسع بشار الأسد، تسانده موسكو، القضاء على المعارضة، جماعة بعد جماعة، وبلداً بعد بلد. وغرقت صفوف المعارضة في نزاعات مسلحة وثارات وتصفيات لا نهاية لها. وتستقبل إدلب فلول هذه الجماعات وضغائنها. وضمت «النصرة» بعض هذه الجماعات أو أجزاء منها تحت اسم هيئة تحرير الشام. وشنت هجمات مميتة على حمص (2/2017) وعلى حي شيعي في دمشق (3/2017). ورد النظام بغاز السارين في 4/4/2017، على خان شيخون. وقصف كل المراكز الطبية والمستوصفات التي وسعه بلوغها. وأوكل الاتفاق الروسي – التركي الأخير تقويض هيئة تحرير الشام إلى تركيا.
* فريق مراسلين، عن «لو موند» الفرنسية، 1617/9/2018، إعداد منال نحاس
==========================
صحيفة فرنسية: الحرب السرية بين فرنسا وإيران تظهر للعلن
https://7al.net/2018/10/02/صحيفة-فرنسية-الحرب-السرية-بين-فرنسا-وإ/
نشرت صحيفة الأوبزرفاتور الفرنسية تقريراً عن الحرب السرية المحتدمة منذ شهور بين باريس وطهران، والتي بدأت تتوضح معالمها اليوم. حيث يكشف التقرير عن تمكن السلطات الفرنسية من تفكيك خلية إيرانية وتجميد الأصول المالية لعدة أشخاص يترأسهم “جاسوس طهران في أوربا” المدعو أسد الله أسدي الذي خطط لهجومٍ إرهابي في مدينة فيلبينت بالقرب من باريس في شهر حزيران الماضي والذي كان سيذهب ضحيته المئات من الأبرياء.
حيث تم تجميد الأصول المالية لكل من أسد الله أسدي وسعيد هاشمي موغادام بالإضافة لبعض من يعمل في وزارة المخابرات الإيرانية. في الوقت الذي صرح فيه مصدر دبلوماسي فرنسي بأن وزارة المخابرات الإيرانية تقف وراء العمل الإرهابي الذي تم إحباطه في الثلاثين من شهر حزيران الماضي والذي استهدف تجمع للمعارضة الإيرانية في المدينة المذكورة.
ويبين التقرير بأن السلطات البلجيكية قد قامت، بناءاً على معلومات قدمها لها جهاز الموساد الإسرائيلي، بتوقيف سيارة مرسيدس في الثلاثين من شهر حزيران الماضي. وقد كان في داخلها زوجان بلجيكيان من أصول إيرانية، حيث تم ضبط مواد قوية الانفجار من نوع TATP مع صاعقة تفجير في حقيبة السيدة. ليعترف الرجل وزوجته فيما بعد بأن هدفهما كان تفجير مقر اجتماع لمجموعة معارضة إيرانية تدعى “مجاهدو الشعب” في مدينة فيلبينت.
وقد كان من المفترض أن يحضر هذا الاجتماع مجموعة من الشخصيات الهامة من ضمنها بيرنارد كوشنير وزير الخارجية الفرنسي السابق واستيفان هاربر رئيس الوزراء الكندي السابق ورودولف جولياني عمدة مدينة نيويورك السابق والمحامي الحالي لدونالد ترامب. وقد كان الغرض من هذا الاجتماع التحضير لمظاهرات استنكار للجولة الأوربية للرئيس الإيراني روحاني والتي تبدأ في اليوم التالي للاجتماع. وأضاف الزوجان بأن المواد المتفجرة قد أعطيت لهما في صباح اليوم ذاته في لوكسمبورغ من قبل أسد الله أسدي، وهو دبلوماسي في السفارة الإيرانية في فيينا.
وبذلك تم تعميم المعلومة على كافة أجهزة المخابرات الأوربية التي تعمل على مكافحة التجسس والتي تعتبر فيينا ومنذ زمنٍ طويل مركزاً للتجسس الإيراني في أوربا وتعتبر كذلك أسد الله أسدي زعيم العمليات السرية الإيرانية في القارة العجوز. ليتم بعد بضعة أيام القبض على أسدي الذي كان في إجازة في ألمانيا. وباءت كل محاولات طهران بإطلاق سراح أسدي بحجة الحصانة الدبلوماسية بالفشل. فقد اعتبر القضاء الألماني أن أسدي لم يعد محمياً عندما تم اعتقاله في بلد لم يكن معتمداً فيه كدبلوماسي. وبذلك وافقت ألمانيا يوم الاثنين الماضي على تسليمه إلى بلجيكا حيث يجب محاكمته بجرم محاولة الهجوم الإرهابي على مدينة فيلبينت الفرنسية.
ويكشف التقرير بأن السلطات الفرنسية قد نفّذت عملية يوم الثلاثاء في الثاني من شهر تشرين الأول الحالي, في إطار مكافحة الإرهاب، في مدينة غراند سنيث في شمال البلاد ضد جمعية شيعية تدعى مركز زهرة فرنسا. حيث تؤكد الأوبزرفاتور بأن هذه العملية على صلة مباشرة بالعمل الإرهابي الذي تم إحباطه في مدينة فيلبينت قرب باريس. وقد تم اعتقال أحد عشر شخصاً ضمن هذه العملية التي وصفتها السلطات الفرنسية بأنها جزء من مكافحة الإرهاب معتبرة أنشطة مركز زهرة باريس داعمة لعدة منظمات إرهابية تعمل لصالح حركات تدعو إلى أفكار تناقض قيم الجمهورية الفرنسية.
وتختم الأوبزرفاتور تقريرها بالقول بأن هذه القضية تأتي اليوم في أسوء توقيت حيث تحاول فرنسا إنقاذ الاتفاق النووي الإيراني بعد أن انسحبت الولايات المتحدة الأمريكية منها. حيث برر دونالد ترامب انسحابه بأن تنفيذ هذا الاتفاق سيمنح إيران المليارات من الدولارات مما يمكنها من رعاية الإرهاب في العالم. وهي حجة لها وزنها اليوم!
==========================
لوموند :لماذا عارضت واشنطن سقوط الأسد؟.. الإجابة في وثيقة أمريكية مسربة
https://www.ultrasawt.com/لماذا-عارضت-واشنطن-سقوط-الأسد؟-الإجابة-في-وثيقة-أمريكية-مسربة/الترا-صوت/سياق-متصل/سياسة
ألترا صوت – فريق التحرير
كشفت صحيفة لوموند ديبلوماتيك الفرنسية في تقرير نشرته قبل أيام أن وثيقة عسكرية أمريكية أُعدت قبل سبع سنوات توقعت فشل المعارضة السورية في إسقاط رئيس النظام السوري بشار الأسد، معتبرًة أن إسقاط النظام السوري من الناحية النظرية ممكن، لكنه من الناحية العملية صعب التحقق، وهو ما يعطي إجابة رغم أنها غير كاملة، إلا أنها توضح بعضًا من الأسباب التي دفعت إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما لعدم التدخل في سوريا.
تعمدت  أمريكا دعم الجماعات الإسلامية المعارضة للنظام السوري بدلًا عن الجماعات العلمانية أو الديمقراطية
النخبة العلوية فشلت في الانقلاب على بشار الأسد
الوثيقة التي نشرت لأول مرة كمسودة توقعات داخلية أعدتها قوات مشاة البحرية الأمريكية (USMC) بالاشتراك مع محللين من معهد ستراتفور للدراسات الاستراتيجية والأمنية، ومسؤولين من المركز الأمريكي للإعلام في آب/أغسطس 2011، وحصلت الصحيفة الفرنسية عليها من أرشيف موقع ويكيليكس للوثائق المسربة، كانت جزءًا من مجموعة ملخصات للمعلومات الاستخبارية الخاصة بالبحرية الأمريكية، جرى الحصول عليها من خلال رسائل البريد الإلكتروني المسربة لمعهد ستراتفور، ونشرت ضمن مجموعة الرسائل المسربة ما بين عامي 20122014.
تقول الصحيفة الفرنسية إن الوثيقة حذرت من أن سوريا "ستشهد صراعًا عنيفًا طويلًا سيشعل الاضطرابات الطائفية"، وعلى الرغم من توقعها احتمالية سقوط النظام السوري، لكنها اعتبرت أن الفترة الزمنية لتغييره ستكون "دموية وطويلة"، وفيما توقعت انهيار "النظام السوري العلوي – البعثي" خلال السنوات الثلاثة القادمة (20112014) فإنها استبعدت أن تتمكن المعارضة من التغلب على النظام السوري.
وعوضًا عن إمكانية انهيار النظام السوري أمام المعارضة، توقعت الوثيقة أن النظام السوري سيواجه تهديدًا أكبر من داخل أركانه بحسب المركز الأمريكي للإعلام، والذي تحدث عن محاولة رجال الأعمال، والقيادات في النظام السوري بالانقلاب عليه خوفًا من ضعفه، وتشير الوثيقة إلى أن واشنطن كانت تنظر لدور المعارضة السورية المسلحة في الصراع باعتباره مؤقتًا، يساهم في الضغط على قوات النظام السوري كي تنهار، ما سيحدث "انقلابًا علويًا ضد نظام الأسد"، ويتم التخلص بعدها من المعارضة السورية المسلحة.
وكان لافتًا في الوثيقة عدم استبعادها تغيير النظام في سوريا، لكنها في الوقت نفسه نوهت إلى أن المعارضة السورية المسلحة لا تملك القدرة الكافية لإضعاف قوات النظام السوري بسبب انقسامها فيما بينها، كما أنها أشارت إلى أن الدول الإقليمية أو حتى واشنطن لم تبدِ اهتمامًا للتعامل مع ما وصفته بـ"الآثار السلبية" الناجمة عن تغيير النظام السوري.
انهيار النخبة العلوية المعارضة
لعل أهم ما جاء في الوثيقة بالمقام الأول الحديث عن محاولة النخبة العلوية المعارضة إحداث تغيير داخل بنية النظام السوري التي تضعضعت ما بين عامي 20122015. وبالعودة إلى الفترة التي أعدت فيها الوثيقة لأول مرة، يتبين بالفعل كيف قام النظام السوري بالقضاء على ضباط من صف النخبة أو معارضين بارزين كانت تربطهم علاقات مع الأطراف الدولية الفاعلة في الشأن السوري.
وكانت بدايتها في آب/ أغسطس 2011 حين أصدر الأسد مرسومًا عزل من خلاله وزير الدفاع الأسبق علي حبيب، الذي ينتمي للطائفة العلوية، وعين بدلًا منه اللواء داوود راجحة الذي قتل في تفجير خلية الأزمة، وأشارت تقارير صحفية حينها أن الأسد قام بعزل حبيب لأنه رفض إشراك عناصر الجيش في قمع المظاهرات، فيما قالت تقارير ثانية إنه عزل بسبب رفضه أن تكون عناصر الجيش تابعة لأفرع المخابرات في التصدي لقمع المظاهرات، كما ارتبط اسم حبيب منذ أن تم عزله بأن يكون أحد الأسماء الفاعلة في المرحلة الانتقالية.
وبعدها بأقل من عام حصل تفجير ما يعرف بخلية الأزمة في منطقة الروضة القريبة من القصر الجمهوري، وكان حينها ضباط من الصف الأول يعقدون اجتماعهم الأسبوعي عندما انفجرت عبوة ناسفة، قتلت جميع المتواجدين بينهم آصف شوكت، زوج شقيقة الأسد، وكان الناجي الوحيد وزير الداخلية محمد الشعار، وتحدثت تقارير عن ضلوع إيران بالوقوف وراء التفجير بعد أن رفضت الخلية تدخل الحرس الثوري الإيراني في قمع المظاهرات، وخوف الأسد منهم بسبب امتلاكهم لعلاقات جيدة مع موسكو.
 كما أن النظام السوري عمد إلى اعتقال المعارض السوري البارز، وأحد المؤسسين لهيئة التنسيق الوطنية، عبد العزيز الخيّر المنحدر من مدينة القرداحة، مسقط رأس الأسد، وصادف يوم 20 أيلول/ سبتمبر الماضي الذكرى السنوية السادسة لاعتقاله. كان الخيّر واحدًا من الأسماء المتوافق عليها بين حلفاء الأسد أنفسهم لإمكانية قيادة مرحلة انتقالية في سوريا، قبل أن يقوم النظام السوري باعتقاله على طريق مطار دمشق الدولي بعد عودته من زيارة للصين أجراها مع صديقيه ماهر الطحان وإياس عياش.
كذلك فإن الوثيقة كانت صائبة في توقعها نظريًا، بعد أن شهدت قوات النظام السوري انهيارات متتالية، حتى وصلت لسيطرة قوات المعارضة على محافظة إدلب في أيلول/سبتمبر 2015، وكان النظام السوري في طريقه للانهيار بشكل كامل بعد أن فقد السيطرة على أكثر من 70% من مناطق سيطرته، لكن التدخل الروسي في أيلول/سبتمبر 2015 بالإضافة للدعم الإيراني ساعده على استعادة قوته مقابل تراجع المعارضة السورية.
دعم المتطرفين والحرب على المعارضة الديمقراطية
وبالانتقال للقسم الثاني من الوثيقة، فقد عبّرت عن قلق المسؤولين الأمريكيين من احتمال تنامي النفوذ الإيراني في سوريا، لذلك طالبت الولايات المتحدة بالعمل مع حلفائها الإقليميين، السعودية، مصر، وتركيا، لدعم الجماعات الإسلامية حتى تستطيع منع إيران، وحزب الله اللبناني من التوّسع في سوريا. وقالت الصحيفة الفرنسية إن أمريكا سعت لدعم الجماعات الإسلامية المعارضة للنظام السوري بدلًا عن الجماعات العلمانية أو الديمقراطية، حيثُ كان يسود اقتناع لدى المسؤولين الأمريكيين بدعم الجماعات الإسلامية على أن تبقى تحت مظلتها.
ولعل الجزء الأهم كان عدم وجود رغبة أو مخطط لدى واشنطن من التدخل عسكريًا في سوريا، فقد ذكرت الوثيقة أن المحللين الذين أعدوها أظهروا خوف واشنطن من الوضع الطائفي الذي اعتبرته "أكثر تعقيدًا" من أن تتحمله واشنطن، الأمر الذي دفعها للاقتناع بتقسيم سوريا على أسس "عرقية وطائفية".
كيف عملت الإدارات الأمريكية على عدم حل الأزمة السورية؟
يجمع كافة المحللين على أن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما فشلت في إنهاء الأزمة السورية، بعدما ترددت في توجيه ضربة عسكرية للنظام السوري عندما نفذ هجومًا بالسلاح الكيميائي على ريف دمشق في آب/ أغسطس 2013، راح ضحيته أكثر من ألف مدني، معظمهم من الأطفال والنساء، قبل أن يعدل عن الضربة نهائيًا بعد موافقة النظام السوري على تسليم السلاح الكيميائي للأمم المتحدة، لكن ذلك لم يمنع النظام السوري من استخدام السلاح الكيميائي من جديد، ويبدو الوصف الأبرز للسياسة التي انتهجتها إدارة أوباما في سوريا مبدأ "لا ضرر ولا ضرار".
وإلى جانب ذلك ساهمت إدارة أوباما سابقًا، ودونالد ترامب لاحقًا بتأجيج الصراع الإقليمي عندما مضت بقرار دعمها لقوات سوريا الديمقراطية التي تقودها وحدات حماية الشعب الكردية، الرامية لإنشاء حكم إدارة ذاتية للأكراد شرق سوريا، وهو الأمر الذي تؤكد رفضه تركيا لحماية أمنها القومي، وهو ما زاد من تباعد المصالح المشتركة بين البلدين.
ساهمت إدارة أوباما سابقًا، ودونالد ترامب لاحقًا بتأجيج الصراع الإقليمي عندما مضت بقرار دعمها لقوات سوريا الديمقراطية التي تقودها وحدات حماية الشعب الكردية
وبالطبع فإن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لم تكن أفضل حالًا من سلفه أوباما، رغم توجيهها ضربات صاروخية استهدفت مواقع عسكرية للنظام السوري، لكنها كانت بمثابة حفظ لماء الوجه، وجرى تنفيذ الضربات بعد إخطار القوات الروسية عبر الخط الساخن قبل وقت، ما أعطى النظام السوري فرصة لإخلاء مقراته من الأسلحة، والمقاتلات الحربية قبل بدء الهجمات، حيثُ كانت الضربات نوعًا من استعراض القوة التي يحاول ترامب إظهارها في خطاباته أو تغريداته على تويتر.
وبالمقارنة بين إدارتي ترامب وسلفه أوباما، يظهر أنهما وقعتا في الخطأين نفسهما، الأول اتجاههما لعقد اتفاقيات هدنة مع الروس في سوريا، الأمر الذي استغله النظام السوري لاستعادة السيطرة على كافة معاقل المعارضة السورية باستثناء محافظة إدلب، والثاني فشلهم في منع إيران من التوّسع إقليميًا في سوريا والعراق، حتى باتت تسيطر نظريًا على طريق بغداد – دمشق السريع وصولًا إلى جنوب لبنان.
لخصت الوثيقة فعليًا الأسباب التي دفعت واشنطن للإحجام عن التدخل بشكل حاسم لدعم المعارضة السورية "الديمقراطية والعلمانية" على حساب القوى الإسلامية، وذلك في سبيل منع إيران من التوّسع إقليميًا في سوريا، لكن الواضح أنها رغم الأخطاء التي ارتكبتها، لم تقم على إعادة تقييم للأزمة السورية لتحديد خيارات بديلة، إنما عملت على المضي في تنفيذ المخرجات التي خلصت إليها الوثيقة ما زاد المشهد السوري تعقيدًا، وحوله إلى كارثة إنسانية من الممكن أن تكون الأسوأ في القرن الجاري.
=========================