الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 29/11/2017

سوريا في الصحافة العالمية 29/11/2017

30.11.2017
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
 
الصحافة الامريكية :  
الصحافة البريطانية :  
الصحافة الروسية والفرنسية :  
الصحافة الامريكية :
واشنطن بوست: ترمب يوافق بوتين على إنقاذ نظام الأسد
قالت "واشنطن بوست" إن هدف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من النشاط الدبلوماسي الحالي حول سوريا هو الحفاظ على استمرار نظام بشار الأسد في السلطة لأجل غير مسمى لتوفير منصة جديدة لبلاده في الشرق الأوسط وتهميش الولايات المتحدة.
وأضافت الصحيفة -في افتتاحية لها اليوم- أنه وللأسف يبدو أن الرئيس دونالد ترمب أكثر من سعيد وهو يؤيد مشروع بوتين، فقد تبنى بحماسة خطط الأخير خلال مكالمة هاتفية بينهما استغرقت ساعة كاملة. علما أن هذا المشروع من شأنه أن يعزز الوجود الإيراني في سوريا أيضا.
وأشارت إلى موافقة تركيا وإيران والسعودية على المقترحات الروسية بإجراء محادثات جديدة بين نظام الأسد ومجموعات المعارضة حول دستور جديد للبلاد، قائلة إن الرياض نظمت اجتماعا للمعارضة لتشكيل فريق مشترك بعد أن أزاحت أكثر من عشرة من القادة القدامى الذين رفضوا استمرار الأسد في السلطة.
وقالت الصحيفة أيضا إن مسؤولي إدارة ترمب أشاروا إلى التزام بوتين بإجراء انتخابات تشرف عليها الأمم المتحدة نهاية المطاف، ويشارك فيها نصف عدد سكان سوريا الذين نزحوا إلى الخارج.
وكانت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" تسعى إلى الحفاظ على نفوذ سياسي في عملية الانتقال هذه بالحفاظ على قوات لها بشمال شرق سوريا لمساعدة القوات العربية الكردية التي تسيطر على آبار النفط الرئيسية، لكن ترمب وعد الآن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بوقف تزويد واشنطن هذه القوات بالأسلحة، وهو قرار يبدو أنه أدهش فريق الأمن القومي الأميركي وفاجأه.
وعلقت الصحيفة بأن بوتين ربما يفشل في قيادته تسوية في سوريا رغم ضعف المعارضة وعدم اتساق الولايات المتحدة، حيث اضطر إلى تأجيل مؤتمر في سوتشي بالقرم كان يأمل من ورائه بحث مقترحات للدستور، إذ قالت المعارضة إنها تفضل أن ينعقد ذلك في جنيف، بينما اعترض أردوغان على مشاركة الأكراد. وبالأمس أجلت حكومة الأسد إرسال وفد إلى جنيف رغم تأكيد بوتين مشاركة النظام السوري.
وانتهت موسكو حاليا لتحل محل واشنطن في لعب دور القوة التي تقود تسوية لأسوأ صراع في الشرق الأوسط. وقالت الصحيفة إن ترحيب ترمب بهذا التطور شهادة أخرى على حرصه اللافت للاهتمام بمصالح الكرملين، كما أنه يأتي بعد السجل الكارثي في سوريا للرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، وكلاهما يمثلان تسارعا في انهيار قيادة الولايات المتحدة للعالم.   
========================
«واشنطن بوست»: من دون استراتيجية في سوريا لا يملك ترامب خطة لمواجهة طهران
لندن – «القدس العربي»: من إبراهيم درويش: في مقال لجنيفر روبن في صحيفة «واشنطن بوست» عن استراتيجية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن إيران أشارت إلى أنها لن تكون مكتملة من دون استراتيجية واضحة في سوريا. وتحدثت بهذا الصدد عن تقرير المعهد اليهودي للأمن القومي الأمريكي أعدته مجموعة من الجنرالات والدبلوماسيين السابقين حذروا فيه من تزايد التأثير الإيراني في سوريا عقب هزيمة تنظيم الدولة. جاء في التقرير إنه في الوقت الذي تقوم فيه الإدارة بألعاب من أجل عدم تجديد المصادقة على الاتفاقية النووية وإلغائها، إلا أنها خسرت المعركة الحقيقية. وهي بحاجة حسب التقرير إلى القيام بشكل متماسك ومنسجم بالتحرك ضد إيران ووضع العقبات أمام طهران ورغبتها بتحقيق انتصار شامل لنظام بشار الأسد، هذا إن كانت جادة بالتصدي للسلوك الإيراني في المنطقة. وأشارت إلى أن الوقت مهم في الوقت الذي سيطرت فيه القوات المدعومة من إيران على الأراضي التي تمر طرد تنظيم الدولة منها باستثناء تلك التي سيطرت عليها الجماعات المدعومة من الولايات المتحدة. وهذه الانجازات إضافة لدور إيران كمتحكم في شؤون سوريا ما بعد الحرب وإنشائها الجسر البري الممتد من حدودها حتى البحر المتوسط تمثل تهديداً للولايات المتحدة. وهناك حاجة لاستراتيجية متماسكة تنظر أبعد من سقوط تنظيم الدولة وحرمان إيران من تحقيق أهدافها التي تزعزع استقرار المنطقة واستعادة النفوذ الأمريكي على حساب طهران.
وتقول روبن إن انتصاراً كاملاً للأسد بدعم إيراني وروسي سيؤثر على مصداقية الولايات المتحدة والتزامها بالمنطقة ويقوي بالضرورة من موقع إيران كقوة متسيدة على مفترق طرق استراتيجي في الشرق الأوسط. وترى الكاتبة أن النفوذ الإيراني المتزايد في المنطقة واضح من لبنان الذي تحدث فيه رئيس وزرائه عن التدخل الإيراني في شؤون البلاد.
وفي اليمن الذي أطلق منه الحوثيون صاروخاً ضد السعودية. وترى الكاتبة أن غياب الخطة الدبلوماسية والاستراتيجية واضح من عدم تمتع وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون بوضع في داخل الإدارة واستمرار تدمير وزارته. ولا يمكن بناء استراتيجية معقدة من دون مسؤولين أكفاء لا يعملون فقط مدراء لأقسامهم. وبدلاً من اتهام البيت الأبيض تتهم الكاتبة تيلرسون بأنه هو المسؤول عن تفكيك وزارته. فقد عمل على تدمير معنويات العاملين معه وقام بدفع عدد من المسؤولين منهم للتقاعد بشكل قضى على المعرفة المؤسساتية للوزارة. وبناء على هذه الظروف فقد نرى كما تقول انتصاراً لإيران بعد العملية العسكرية الناجحة التي أشرفت عليها وزارة الدفاع (البنتاغون) في الأيام الأخيرة من رئاسة باراك أوباما وحتى الآن. وترى الكاتبة أن شقوق الصدع واضحة في إدارتي أوباما وترامب. فالإدارة السابقة لم تعبر عن اهتمام بدعم الجماعات غير الجهادية ثم حسب تقرير المعهد اليهودي «فشلت في الالتزام بالخط الأحمر الذي رسمته بشأن استخدام نظام بشار الأسد السلاح الكيميائي عام 2013. وبعدما أخبرت إيران الدبلوماسيين الأمريكيين أنها لن تواصل المحادثات لو حاولت أمريكا فرضه».
وقام ترامب بتسريع عملية تدمير النفوذ الأمريكي في المنطقة بعدما وافق على «هدنة» عززت قوة الروس والإيرانيين، ولم تقرن الصواريخ التي أطلقها في نيسان /أبريل بأية سياسة حول مستقبل سوريا.
وحسب تقرير المعهد فيجب على الولايات المتحدة أن تنشر قواتها في سوريا، سواء على الأرض حيث يوجد الآن نحو 2.000 جندي وفي السماء وذلك لتوفير الأمن في أثناء عملية الإعمار ولمنع ظهور تنظيم الدولة من جديد أو سيطرة الأسد عليها. وطالب التقرير بدعم قوات سوريا الديمقراطية للحفاظ على المناطق التي طردت تنظيم الدولة منها وذلك لمنع عودة التنظيم من جديد أو سيطرة نظام الأسد عليها. وسيساعد هذا على «تعزيز سلطة قوات سوريا الديمقراطية» ويسهم في تشكيل سوريا ما بعد الحرب. ويدعو التقرير إلى تعاون أمريكا مع الحلفاء (إسرائيل) لاعتراض الشحنات العسكرية الآتية من إيران إلى سوريا عبر البر العراقي ما سيسهم في إضعاف قدرة إيران على الاحتفاظ بوجود عسكري في سوريا ويؤثر في فاعلية الجماعات الوكيلة لها. ويدعو التقرير واشنطن العمل مع حلفائها لدمج انظمة الدفاع الصاروخية بدرجة تمنع من توسع العدوان الإيراني في المنطقة ومحاولاتها المستمرة نقل التكنولوجيا المتقدمة إلى حزب الله. وبرغم اعتراف مؤلفي التقرير أنه لا يمكن تحقيق انتصار وإطاحة الأسد بعد فشل الإدارتين الذريع إلا أن الخطوات التي يقترحونها تساعد على الأقل ببناء نوع من النفوذ ضد إيران. ومن دون هذه الإجراءات فمخاطر مواجهة عسكرية بين إسرائيل وحلفاء إيران (حزب الله والنظام السوري) تتزايد وهو نزاع قد يدخل المنطقة في جولة جديدة من الحرب.
========================
نيويورك تايمز: كيف توحد الإيرانيون ضد ترامب والسعودية؟
نشرت "نيويورك تايمز" تقريرا لثوماس إيردبرنك، حول حالة الوحدة التي تمر بها إيران بسبب مواقف ترامب والسعودية.
ويبدأ الكاتب تقريره بوصف لوحة إعلانية ضخمة في أكثر ميادين طهران ازدحاما، تحمل رسما لشاب في زي الحرس الثوري، يمد يده داعيا الإيرانيين لمتابعة طريقه، ويجتمع الشباب الصغار تحت اللوحة، ويلوحون بشارة النصر، ويأخذون صور "سلفي" مع اللوحة.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21" إلى أن الشاب على اللوحة هو محسن حجاجي، البالغ من العمر 26 عاما، الذي كان مجهولا مثله مثل آلاف المقاتلين الإيرانيين الذين تناوبوا على الجبهات في العراق وسوريا في السنوات الأخيرة، لكن بعد أن أسره تنظيم الدولة ونشر له فيديو ثم قام بقطع رأسه في آب/ أغسطس، حولته الحكومة الإيرانية إلى بطل حرب ووجه لدفعة جديدة من القومية الإيرانية.
وتعلق الصحيفة قائلة إنه "بعد سنوات من التشكك، أو ببساطة عدم الاكتراث بأي شيء سياسي، انجرفت الطبقة الوسطى المدنية نحو موجة من الحماسة القومية، ويمكن عزو هذا التغير في المواقف إلى عاملين مرتبطين: انتخاب الر ئيس الأمريكي دونالد ترامب رئيسا، والتنافس المتزايد مع السعودية المنافس الطائفي لإيران على الهيمنة الإقليمية".
ويلفت إيردبرنك إلى أن الإيرانيين استمعوا عام 2016 لترامب خلال حملته الانتخابية، يشجب الاتفاقية النووية الإيرانية، ويصفها بأنها "أسوأ صفقة تم التفاوض عليها"، ووعد بتمزيقها، كما شاهدوه رئيسا يبيع السعودية أسلحة بقيمة 100 مليار دولار، ويشارك في رقصة الحرب التقليدية السعودية، بالإضافة إلى أن سياسات الأمير السعودي الشاب، محمد بن سلمان، الذي ينظرون إليه على أنه شخص متهور ولا يمتلك الخبرة، تثير قلقهم.
ويفيد التقرير بأنه في الوقت ذاته، فإن الإيرانيين يرون أن لديهم شيئا يفخرون به، حيث تؤدي المليشيات المدعومة إيرانيا دورا رئيسيا في هزيمة تنظيم الدولة في سوريا في العراق، ما زاد من نفوذ إيران الإقليمي.
وتبين الصحيفة أن "أشهر نجمين اليوم في إيران، وهي البلد التي تملك صناعة أفلام ومسرح وموسيقى مزدهرة، ليسا ممثلين ولا مغنيين، لكنهما مسؤولان في المؤسسة الرسمية: قائد الجهد الحربي الإقليمي الإيراني اللواء قاسم سليماني، ورئيس الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، الذي أصبح يمثل إيران المتزنة".
ويقول الكاتب: "باختصار يبدو أن ترامب والسعوديين ساعدوا الحكومة الإيرانية لتحقيق ما لم تستطع تحقيقه من خلال سنوات من القمع: الدعم الواسع لوجهة النظر المتطرفة بأنه لا يمكن الوثوق في الرياض وأمريكا، وأن إيران اصبحت قوية اليوم وتستطيع التحديق في أعدائها".
ويذكر التقرير أنه في اليوم الذي حددته الحكومة لإحياء ذكرى حجاجي، فإن حسين زادة، البالغ من العمر 33 عاما، الذي تخرج من كلية الدراما/ المسرح في جامعة طهران، ويعد نفسه إصلاحيا، خرح مبكرا وهو يرتدي الأسود، ويحمل رسما للشهيد الجديد، وبدا كأي من المتطرفين الذين يدعمون حكومة رجال الدين.
ويقول زادة للصحيفة: "هناك الكثير مثلي هنا، لا يهتمون كثيرا بالجمهورية الإسلامية وقوانينها.. لكن اليوم يتعلق بأمر أكبر من ذلك، فواحد منا قتل، وفي الوقت ذاته يحطم الرئيس الأمريكي قلوبنا بخطابه وتهديداته، ويجب علينا أن نختار طرفا، وأنا اخترت بلدي".
وينوه إيردبرنك إلى أن المتشددين في إيران فرحون بهذا التحول في حظوظهم، بعد أن خسروا شعبيتهم خلال سنوات الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، حيث يقول المحلل السياسي المتشدد حميد رضا تارغي: "شكرا لترامب على تعليقاته المجنونة وخداعه وغشه، لقد أثبت ما كنا نقوله دائما  لفترة طويلة، وهو أنه لا يمكن وضع الثقة في أمريكا.. كثير لم يصدقونا لكنهم اليوم يصدقوننا".
وبحسب التقرير، فإن بذور القومية الجديدة زرعت عندما تم انتخاب حسن روحاني، الذي يعد معتدلا، للرئاسة عام 2013، فكانت أول بارقة أمل للطبقة الوسطى منذ قمع المظاهرات في الشوارع بعد انتخابات 2009، التي اعتبرت مزورة على نطاق واسع، لافتا إلى أن الرئيس روحاني وعد بعقد اتفاق نووي للتخلص من المقاطعة الدولية لإيران بسبب برنامجها النووي، التي أثرت في اقتصاد البلد وعزلتها، وعندما تم توقيع الاتفاقية في 2015 فرح الإيرانيون؛ بسبب فرصة تحولهم آخيرا إلى بلد "عادي".
وتستدرك الصحيفة بأن إدارة ترامب جاءت بعد ذلك، وكان تركيزها الأحادي على إيران، بصفتها مصدرا للمشكلات في الشرق الأوسط كلها، كما ذكر وزير الدفاع الأمريكي في العديد من المناسبات، وبدأت زعامات إيران بالترويج للقضايا الوطنية، حيث وجدوا فرصة في التغيير لتدعيم مصداقيتهم التي كانت تترنح.
ويشير الكاتب إلى أنه تم عرض الصواريخ في وسط المدن، حيث تأتي العائلات والأطفال ويتصورون بجانبها، وشجع الإعلام على "الحج السنوي" مشيا على الأقدام إلى العراق، الذي يشارك فيه الملايين، بصفته شعارا لقوة إيران الدينية والقومية، وقال الزعيم الروحي لإيران آية الله علي خامنئي، الذي قلما يعلق على الموسيقى، بأن أغنيته المفضلة هي "إيران، لو كسروا قلبك" وهي أغنية تمجد إيران.
وينقل التقرير عن أستاذ علوم الاجتماع وأحد قيادات تيار الإصلاح حميد رضا جاليبور، قوله إن كثيرا من الإيرانيين يحتفون بتجريب الصواريخ، مشيرا إلى أن ذلك ينطبق حتى على العلمانيين تماما؛ لأن تلك التجارب تشعرهم بالقوة والأمان، وأضاف جاليبور أن الضغط من أمريكا والتهديد المتزايد من السعودية خلقا جوا يتحد فيه الإيرانيون بالشعور "نحن ضدهم".
وتعلق الصحيفة قائلة إن "هذا التضامن الجديد ضد التهديدات الخارجية ليس جديدا في إيران، ولا يحمي الحكومة من الانتقادات كلها، فبعد الزلزال الذي وقع هذا الشهر في غرب إيران مثلا، انتقد الكثير من الناس المسؤولين الرسميين؛ لفشلهم في توفير المساعدات اللازمة بسرعة".
ويستدرك إيردبرنك بأنه تجسيدا للروح الجديدة، فإن الإيرانيين في أنحاء إيران قاموا بالتعاون على جمع الماء والطعام والخيام، ونقلوها في سياراتهم إلى منطقة الكارثة.
ويبين التقرير أنه "بسبب الطبيعة الدينية للحكم في إيران، فإنه كانت هناك صيغة اصطناعية من القومية، حيث يربط كل شيء بالدين، وكان من المخالف للقوانين في بعض الأحيان الافتخار بتاريخ البلد قبل الإسلام، لكن بسبب هذه الحالة من الوحدة فإنه تم تخفيف القوانيين ما دامت العروض تشجع الوطنية، فسمحت الحكومة مثلا في شهر تشرين الأول/ أكتوبر باستخدام أحد القصور السابقة للشاه الموالي للغرب، محمد رضا بهلوي لإجراء عرض متعدد الوسائط، حيث يقوم الممثلون بتمثيل أجزاء من ملحمة (شاهنامه)، التي تتحدث عن تاريخ إيران قبل الإسلام، وتعكس الملحمة زمنا شبيها بهذا الزمن مرت به إيران، حيث كانت محاطة بالمنافسين، وعانت من العزلة". 
وتلفت الصحيفة إلى أن حوالي أربعة آلاف شخص من الطبقة المتوسطة في إيران اجتمعوا في إحدى الأمسيات، الرجال يلبسون البزات والنساء يحملن الحقائب اليدوية المصممة في القصر في شمال طهران؛ ليحضروا العرض، حيث عرضت صور لقصر داريوس على البناء، في الوقت الذي قام فيه ممثلون بأداء أدوار شخصيات أسطورية من تاريخ إيران الطويل.
ويذكر الكاتب أنه عندما وقف همايون شاجريان وغنى أغنية "بلدي إيران" وقف الجمهور احتراما، وكثير منهم كانت دموعهم تسيل على وجناتهم، مشيرا إلى أن المقاعد كانت محجوزة كلها للعرض لمدة 30 يوما.
ويذهب التقرير إلى أن الحدود والجغرافيا تعد نقاط تحشيد للقوميين، فعندما خطب ترامب في تشرين الأول/ أكتوبر لتحديد معالم استراتيجيته تجاه إيران، قال إنها "دكتاتورية" يقودها "زعماء قتلة ينشرون الموت والدمار والفوضى في أنحاء العالم كله، إلا أن ما أزعج الإيرانيين أكثر هو عندما قال "الخليج العربي" بدلا من "الخليج الفارسي"، فهبت وسائل الإعلام الإيرانية بشجب استخدامه لهذا الاسم خلال دقائق، واشتركت في ذلك الوسائل التي تديرها الحكومة وغيرها.
ورد روحاني بعد ساعتين، قائلا: "كيف يمكن لرئيس ألا يكون تعلم اسم الخليج الدولي التاريخي؟"، وأشار إلى أن خرائط البحرية الأمريكية تسميه الخليج الفارسي.
وتختم "نيويورك تايمز" تقريرها بالإشارة إلى أن الإيرانيين هاجموا حساب "إنستغرام" الخاص بترامب، وتركوا حوالي 3 ملايين تعليق حول الخليج الفارسي، وقال الصحافي الإيراني بهرام كلباسي المقيم في أميركا: "لا أعرف طريقة أسرع لتوحيد الإيرانيين خلف الحكومة من ذلك"، ونصح ترامب بأن يذهب ضد الاتفاقية النووية الضرورية للاقتصاد، وألا يتعرض لفارسية الخليج.
========================
"واشنطن بوست": الأسد باقٍ لأجل غير مسمّى.. هذه خطّة موسكو في الشرق الأوسط
انتقدت صحيفة "واشنطن بوست" الرئيس الأميركي دونالد ترامب كونه يخلي منطقة النفوذ الأميركي في الشرق الأوسط شيئاً فشيئاً لروسيا، مشيرة إلى الدور الروسي الكبير في تسوية النزاع بسوريا، وهي التسوية التي وجدت، وبشكل غريب، ترحيباً كبيراً من قبل ترامب.
ومن المقرر أن يتم الثلاثاء عقد جلسة جديدة من المباحثات بشأن سوريا تحت إشراف الأمم المتحدة وذلك عقب مؤتمرات استضافتها روسيا والمملكة السعودية الأسبوع الماضي، وأيضاً محادثة هاتفية مطولة استمرت لساعة كاملة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأميركي دونالد ترامب.
البيانات العلنية والإحاطة التي قدمت حول ما جرى خلال تلك المحادثات بقيت متناقضة ولكنها قدمت صورة واحدة وبسيطة وبليغة على أن الدعم الروسي الكبير للأسد خلال الصفحة العسكرية سيستمر دبلوماسياً.
وتناولت الصحيفة صورة استقبال بوتين للأسد في موسكو، مؤكدة أن الصورة كانت تقدم شرحاً بليغاً للدور الروسي وهي أن موسكو نجحت من إنقاذ الأسد من هزيمة عسكرية وأسهمت في تحقيقه سلسلة من الانتصارات على المعارضة المدعومة من الغرب خلال العامين الماضيين.
كما أن الاجتماعات التي احتضنتها روسيا بعد استقبال الأسد، تؤكد مجدداً على أن دبلوماسية موسكو عقب النصر العسكري ستركز على بقاء الأسد في السلطة إلى أجل غير مسمى، مما سيوفر منصة جديدة لروسيا في الشرق الأوسط وتهميش أكبر لأميركا. ولسوء الحظ، تقول "واشنطن بوست"، إن الأكثر سعادة بمشروع روسيا الداعم للأسد هو ترامب، رغم أن هذا المشروع الروسي سيعزز من نفوذ إيران في سوريا.
ترامب وعقب اتصاله مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أبدى حماسة لدعم المشروع الروسي في سوريا، الذي ينص على مفاوضات بين الأسد والمعارضة من أجل وضع دستور جديد، وهو مشروع ساندته أيضاً تركيا وإيران، بينما أسهمت السعودية في دعمه من خلال عقد مؤتمر موسع للمعارضة السورية بالرياض استبعدت خلاله كل الأطراف السورية المعارضة التي رفضت قبول استمرار الأسد بالسلطة.
مسؤولون في إدارة ترامب قالوا إن بوتين تعهد بإجراء انتخابات تحت إشراف الأمم المتحدة في نهاية المطاف بمشاركة جميع السوريين بما في ذلك نصف السكان النازحين الذين شردتهم الحرب.
ولكن لو أن انتخابات حرة ونزيهة ستجري فلن يكون هناك مكان للأسد وهو ما تدركه أيضاً موسكو، لذا فإن موسكو وطهران لن تقبل إتمام الخطة والسير بها إلى النهاية.
البنتاغون يسعى إلى الحفاظ على النفوذ من خلال هذه العملية السياسية التي يرى فيها أنها ستوفر له بقاء أطول لدعم القوات الكردية العربية المشتركة الموجودة في شمال سوريا، التي تسيطر على الحقول النفطية الرئيسية في البلاد، في وقت وعد ترامب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأنه سيوقف شحنات الأسلحة الذاهبة للقوات الكردية، وهو التصريح الذي شكل مفاجئة لفريق الأمن القومي الأميركي.
يمكن القول إن بوتين سيفشل في إقامة مستوطنة روسية في سوريا على الرغم من ضعف المعارضة وانعدام التعاون مع أميركا وهو ما يفسر تأجيل مؤتمر كان يأمل أن ينظمه بوتين في سوتشي في وقت لاحق من هذا الأسبوع لمناقشة المقترحات الدستورية، حيث أن المعارضة السورية رفضت ذلك وفضلت التفاوض في جنيف، في حين اعترض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على مشاركة الأكراد.
ولكن رغم هذا الفشل الذي يبدو أنه فشل مبكر لجهود بوتين، إلا أن الأكيد أن روسيا حلت محل الولايات المتحدة في الوقت الحالي كقوة لتسوية أهم نزاع في الشرق الأوسط، كما أن ترحيب ترامب بهذا الدور الروسي بعد السجل الكارثي لسلفه باراك أوباما في سوريا، سيؤدي إلى تسارع انهيار القيادة العالمية الأميركية.
(واشنطن بوست - الخليج أونلاين)
========================
معهد الشرق الاوسط : خلافات عميقة بين إيران وروسيا بشأن سوريا
رصد مركز أبحاث أمريكي، وجود خلافات عميقة بين إيران وروسيا تتمثل في شكوك طهران بأن موسكو تسعى إلى إخراجها من سوريا بعد أن أوشكت الحرب الأهلية على الانتهاء.
واعتبر معهد الشرق الأوسط في واشنطن، أن قمة سوتشي الأسبوع الماضي بين زعماء روسيا وإيران وتركيا كشفت تلك الخلافات، خاصة بعد قيام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بإجراء مكالمة هاتفية مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب قبل القمة، تركزت على الموضوع السوري ونوايا موسكو بعد انتهاء الحرب.
وأعرب المعهد في تقرير نشره مساء أمس، عن اعتقاده بأن طهران بدأت تساورها الشكوك بشأن النويا الروسية، وأنها تعتقد بأن موسكو تسعى لصفقات من خلف ظهرها.
وقال التقرير:”بينما بدأت الحرب في سوريا تضع أوزارها وبدأ معها موقف روسيا كراع نهائي لأية تسوية هناك، يلاحظ أن إيران بدأ يساورها القلق لأنها لا تريد أن تخسر النفوذ الذي حققته خلال السنوات السبع الماضية في سوريا”.
وأضاف:”إن مكالمة بوتين مع ترامب قبل قمة سوتشي الهادفة لطمأنة الأمريكيين بشأن نوايا روسيا في سوريا، أثارت أعصاب طهران بشكل كبير، فيما كشفت القمة الخلاف المتصاعد بين طهران وموسكو، إذ إن الإيرانيين باتوا يشككون بأن روسيا تسعى إلى إبرام صفقات من وراء ظهورهم، ليس مع الأمريكيين فحسب بل مع إسرائيل ودول عربية متنازعة مع إيران”.
ووفقًا للتقرير، فإن إيران قلقة بشكل أساسي من وعود موسكو للأمريكيين والإسرائيليين وغيرهم، بأنها ستعمل لتخفيف الوجود الإيراني في سوريا بشكل تدريجي قبل إنهائه كلياً.
وختم قائلاً:”هذا بالطبع يعطي المتشددين الإيرانيين زخمًا إضافيًا، إذ إن الكثير من الفرقاء في طهران كانوا دومًا متشككين بأن التعاون بين إيران وروسيا في سوريا هو ذو طبيعة تكتيكية وليست استراتيجية… ويبدو أن نتيجة قمة سوشي أثبتت أنهم على حق”.
========================
تشاثام هاوس :كيف يقسم النظام السوري حلب ويحكمها؟
خالد الخطيب - (تشاثام هاوس) تشرين الأول (نوفمبر) 2017
ترجمة: عبد الرحمن الحسيني
يوم 22 كانون الأول (ديسمبر) من العام 2016، عندما استولى النظام السوري على حلب مع مغادرة آخر مقاتل من الثوار منطقتها الشرقية، سقطت المدينة في أيدي ثلاث سلطات: أجهزة أمن الدولة؛ والميليشيات الموالية للنظام؛ وحزب البعث. وتعمل كل هذه السلطات الثلاث على ابتزاز سكان حلب، بينما يميز عناصر الأمن بين سكان الشرق والغرب في الخدمات والمعاملة على حد سواء.
بعد الاستيلاء على المدينة، أحكمت أجهزة الأمن التابعة للنظام قبضتها على المدينة، وأطلقت يد المليشيات الموالية التي مضت قدماً في تهديد وابتزاز السكان. ومنح النظام أيضاً فرع حلب من حزب البعث وميليشياته المسلحة الخاصة صلاحيات واسعة النطاق.
الأجهزة الأمنية
تستغل الأجهزة الأمنية التابعة للنظام سكان حلب لأسباب عسكرية واقتصادية. ففي المناطق الشرقية على وجه الخصوص، يتعرض المدنيون العائدون إلى منازلهم لمداهمات أمنية، كما اعتقل النظام العديد منهم لفشلهم في الالتحاق بالخدمة العسكرية الإجبارية. ومنذ أوائل العام 2017، تم اعتقال الكثيرين ممن هم تحت سن الأربعين عاماً وأجبروا على الانضمام إلى الجيش والمليشيات المتحالفة كجنود احتياط، قبل أن يتم زجهم في المعارك ضد "داعش" في شرق وجنوب شرق حلب، وحتى في منطقة صحراء بادية الشام.
وفي غرب حلب، أصبح الناس مصدر دخل للأجهزة الأمنية. وقد نفذت فروع الأمن العسكري واستخبارات القوة الجوية والمخابرات السياسية حملات التجنيد الإجباري لابتزاز الأثرياء، الذين يدفعون لأجهزة الاستخبارات "خاوات" شهرية لترك أبنائهم وشأنهم أو لتسهيل أمر خروجهم إلى خارج سورية.
المليشيات
أهم الميليشيات في حلب هي لواء الباقر، الذي يضم أعضاء من قبيلة البكارة الموالية للنظام ولواء القدس الذي يضم مقاتلين من مخيمي النيرب والحندرات للاجئين الفلسطينيين بالقرب من حلب، سوية مع مقاتلين سوريين من المدينة. وثمة أيضاً مليشيات شيعية غير سورية، مثل مجموعات حركة النجباء العراقية، وأنصار الله وحزب الله اللبناني، والتي حافظت على قواعدها العسكرية عند الحافة الشرقية للمدينة بالقرب من كلية المدفعية ومنطقة الأسد وحي الحمدانية.
قتل أعضاء هذه المليشيات أناساً وزرعوا الخوف بين السكان في حلب التي شهدت العديد من الجرائم المتكررة وعمليات القتل والسلب. وكان واحد من أكثر الأحداث مأساوية قتل الطفل، أحمد جاويش، يوم 11 حزيران (يونيو) بيد أحد رجال المليشيات.
وتتحمل المليشيات أيضاً المسؤولية عن موجة متصاعدة من عمليات اختطاف المدنيين بغية ابتزاز أهلهم وانتزاع فدىً ضخمة منهم لتغطية احتياجاتها المالية الخاصة. وهم يعمدون لتقوية أنفسهم مالياً عبر تشكيل عصابات متخصصة في السرقة والقتل وإدارة دور الرذيلة وبيع المخدرات.
تتقاطع مصالح المليشيات مع مصالح الأجهزة الأمنية، مما يسمح للمليشيات بالسيطرة على معظم البنية التحتية الإنتاجية الحيوية وسبل توليد الثروة في المدينة. وهناك مضايقات متزايدة للصناعيين والتجار من كلا الطرفين، بينما المليشيات التي تسيطر على نقاط التفتيش العسكرية بفرض ضرائب على التنقل في طرق مختلفة في المدينة ومحيطها. وقد عملت القوى الثلاث، المليشيات والأجهزة الأمنية والفرع المحلي لحزب البعث، على إفشال العديد من محاولات الصناعيين لإعادة فتح مصانعهم. وقد أجبر ذلك بعضهم على دفع مبالغ نقدية ورشى من أجل تأمين استئناف نشاطهم التجاري.
حزب البعث
الذراع الثالث للثالوث الذي يحكم حلب هو حزب البعث العربي الاشتراكي. وكان النظام قد حل فرع حلب في الحزب بعد وقت قصير من سيطرته على المناطق الشرقية من المدينة. لكن للحزب الآن تجسد جديد بقيادة قاضٍ، أمين النجار. وفور توليه المنصب، عمد النجار إلى جلب أعضاء جدد إلى "فروع الحزب" في حلب والريف المحيط بها، ووفر للجناح العسكري في الحزب، كتائب البعث، مقار جديدة في المدينة وفي ريف حلب الشرقي.
كان النجار حريصاً على إحياء فروع الحزب وإعادة تأطير شبكات التجسس والتعقب المكونة من كوادر حزب البعث، حيث يتم إرسالهم إلى أنحاء مختلفة من المدينة والمناطق الريفية المحيطة بها. وأقام عدة مؤتمرات ونظم مناسبات حزبية بهدف زيادة هيمنة ونفوذ أعضاء الحزب في المدينة.
قسّم واحكم
منذ وقت مبكر من العام 2017 فرضت سلطات النظام الثلاث سياسة التفريق بين شرق وغرب حلب. وما تزال المناطق الشرقية، حيث ما يزال النظام مسؤولاً منذ 11 شهراً، تخلو من الخدمات العامة، على الرغم من التماسات سكانها الفقراء. وما تزال هذه الضواحي تعاني من انقطاع متواصل تقريباً للكهرباء والمياه، إلى جانب انهيار الكثير من نظام التصريف الصحي بسبب سنوات القصف عندما كان الثوار يسيطرون على المنطقة. ويعيش السكان تحت الظل الدائم لاتهامهم بأنهم كانوا في السابق يحتضنون قوات الثورة، ويواجهون تهديدات بأنهم سوف يدفعون ثمن ذلك. وقد تعرض العديد ممن عادوا إلى منازلهم إلى الاعتقال والتعذيب والحرمان من الحقوق.
يعاني أكثر من نصف الضواحي الشرقية من التدمير الشديد. وعلى الرغم من الوعود التي بذلها النظام عبر وسائل الإعلام بإعادة الإعمار وإصلاح الضرر الذي تسبب به قصفه للمناطق الشرقية، ليست هناك إي إشارة على ذلك. وفي الوقت نفسه، يقدم النظام الخدمات العامة لسكان غرب المدينة كمكافأة على ولائهم له.
========================
فورين أفيرز :مخابرات "داعش" ترفض أن تموت
فيرا ميرونوفا؛ وإيكاترينا سيرغاتسكوفا؛ وكرم الحمد – (فورين أفيرز)
ترجمة: علاء الدين أبو زينة
في عتمة منزل آمن في الموصل يؤوي عشرة جنود عراقيين، يومض الضوء الأزرق من الأجهزة المحمولة لاثنين من الضباط المنشغلين في تحديد أماكن السيارات المفخخة، والعبوات الناسفة البدائية، وقواعد "داعش"، وتعقب أسماء أعضاء التنظيم. وكان الذين يزودونهما بهذه المعلومات مدنيين موجودين عميقاً في مناطق "داعش". وعلى الجانب الآخر من جبهة المعركة، كانت المسألة نفسها تحدث في الاتجاه المعاكس. وكانت هذه العمليات الأخيرة أكثر تطوراً وتعقيداً بالعديد من الطرق. وحتى في هذا الوقت، بينما تتفكك المنظمة الإرهابية، ما يزال مكتب استخباراتها يشكل تحدياً خطيراً.
حرب المعلومات
بالنسبة للعديد من المدنيين الذين يزودون السلطات العراقية بالمعلومات عن "داعش"، فإن القيام بذلك هو طريقتهم للصمود في وضع بائس. وقال لنا أحد ضباط الاستخبارات العسكرية العراقية: "الكثير من الناس في الموصل أرادوا التعاون معنا لأنهم يريدون الانتقام من "داعش" لقتله أفراداً من عائلاتهم". وبالنسبة لآخرين، كان الهدف من قبول الوظيفة هو محض الفائدة المالية –المدفوعات التي يعتمد حجمها على المعلومات التي يتم تقديمها.
كانت عملية جمع المعلومات سهلة بما يكفي. وقد فعلت إحدى المُخبرات الإناث في الموصل ذلك بالعبث مع مسلحي "داعش". ولتجنب جذب الانتباه، كانت تسير مع أبناء وبنات شقيقها الصغار، لأنه ليس لها أولاد. وعملت امرأة أخرى كمصففة شعر، وتجسست على قادة "داعش" من خلال زوجاتهم اللواتي كُن يزرن صالونها في كثير من الأحيان.
أما الجزء الصعب من العمل فهو إيصال المعلومات التي يتمكن المخبرون من جمعها. كانت المناطق التي يسيطر عليها "داعش" محاطة بالقوات العراقية والقوات المتحالفة معها، ولذلك كان من المستحيل تمرير المعلومات بشكل شخصي. كانت ما تزال هناك مقاهٍ للإنترنت في "الدولة الإسلامية". أما في الموصل على الأقل، وفقاً للسكان المحليين، فإنه "لم يكن هناك موظفون فيها لم يكونوا من عناصر "الأمني" (جهاز الأمن الداخلي لدى "داعش")، و"لم يكن هناك أي زبائن ليسوا من أعضاء التنظيم" أيضاً. كما كان "داعش" يشتبه دائماً بالأجهزة الإلكترونية المتطورة. وفي نفس يوم استيلائه على الموصل، قيل إنه اعتقل مدنياً بتهمة التجسس لأنه كان يرتدي ساعة رياضية مزودة بنظام لتحديد الموقع الجغرافي (جي. بي. أس).
مع أن بعض المُخبرين كانوا يمتلكون هواتف أقمار صناعية، فإن الطريقة الأكثر مُباشرة لبث المعلومات كانت من خلال هاتف محمول بسيط. لكن "داعش" حظر هذه الهواتف، وهو ما عنى وجوب أن يكون المخبرون خلاقين في إخفائها. وقد فعلت المُخبرة الأنثى المذكورة ذلك بإخفائه في حمالة صدرها؛ ووضعها آخرون في أعالي الأشجار، وفي أوانٍ مختلفة في المطبخ، وفي قطع الأثاث. وقال لنا أحد الأشخاص أنه دفن جهاز هاتفه في الحديقة، وكان يستخرجه مرة واحدة في الأسبوع فقط لإرسال المعلومات.
ومن هناك، أصبحت الأمور أكثر خطورة فحسب: لم يكن من السهل العثور على تغطية خليوية جيدة في الموصل، ولذلك ترتب على المخبرين إرسال الرسائل النصية من أماكن مرتفعة، مثل الطوابق العليا للبنايات أو الأحياء المرتفعة على التلال. وبطبيعة الحال، كان أعضاء "داعش" يعرفون هذا جيداً، ولذلك قاموا بتفتيش كل شخص يذهب إلى هذه المناطق في مواعيد متباعدة. وإذا وجدوا هاتفاً يحتوي على رسائل ذات صلة، فإن ذلك يعني إعدام حامله. بل إن الهاتف الخالي من الرسائل كان أكثر إثارة للاشتباه. وكان يعني تعرض مالكه للتعذيب.
على الرغم من المخاطر المتضمنة، واصل المخبرون عملهم ولعبوا دوراً حاسماً في التحضيرات للحرب ضد "داعش" وخلال سير العمليات الرئيسية، مثل تلك التي حدثت في الموصل.
جمع المعلومات
بينما خاطر المخبرون بأرواحهم من أجل الحصول على المعلومات عن "داعش" وتقديمها للقوات العراقية، كانت المعلومات تتدفق أيضاً في الاتجاه المعاكس: من المتعاطفين مع "داعش" الموجودين خارج مناطق التنظيم إلى القيادة والسيطرة في "داعش". وكانت طرقهم في جمع المعلومات متطورة نسبياً لأنهم لم يعتمدوا على خبرة العراقيين الذين عملوا مع أجهزة مخابرات صدام حسين فحسب، وإنما على خبرة المقاتلين الأجانب من البلدان المختلفة أيضاً.
في مرحلة التحضير للسيطرة على المدن والبلدات العراقية الرئيسية، يبدأ "داعش" بجمع المعلومات عن طريق اختراق مختلف المؤسسات الحكومية هناك. وكان السكان المحليون يعرفون ذلك، لكنهم كانوا خائفين من الإبلاغ عن أي شيء. وعلى الرغم من أن "داعش" ركز على المؤسسات والأجهزة الأمنية، فإنه كان يجري أيضاً عمليات تجسس اقتصادي. وعلى سبيل المثال، زرع التنظيم قبل الاستيلاء على الموصل عملاء في متحف المدينة الذي نهبه لاحقاً. ووفقاً لمديرة المتحف، ريا عبدالمحسن، فقد جاء إلى المتحف قبل استيلاء "داعش" على المدينة موظف جديد مثير للشبهة، والذي كان يجمع المعلومات على الأرجح حول أماكن تخزين أغلى القطع الأثرية فيه.
بعد أن استولى "داعش" على مناطق رئيسية، حاول جمع المعلومات الاستخبارية عن المناطق الخاضعة للسيطرة العراقية. وكان سواقو سيارات الأجرة المحليون مفيدين بشكل خاص في هذا الإطار، خاصة عندما كان التنقل بين المناطق الخاضعة لسيطرة "داعش" وبقية العراق متاحاً بحرية. وقد تم اعتقال معظم هؤلاء السواقين لاحقاً. وبالإضافة إلى ذلك، تم في العام 2015 اعتقال مدراء في الكثير من فنادق بغداد بسبب تعاونهم مع "داعش". وفي العام 2016، تم اعتقال أستاذ مدرسة في كردستان،- -ليس لأنه قام بتقديم المعلومات لـ"داعش" فحسب، وإنما لقيامه بشراء أرصدة هاتفية لهم حتى يتمكنوا من استلام المعلومات.
في الوقت نفسه، كان "داعش" يتجسس على المدنيين في مناطقه الخاصة. وعلى سبيل المثال، استخدم التنظيم الأطفال للتنصت على المحادثات في الشوارع، وفي الأسواق، وحتى في حركة الشارع. وكان البالغون يرتادون الأماكن العامة الأخرى. ويقول أحد عناصر مخابرات "داعش": "كنتُ أذهب إلى محلات الحلاقين في المدينة وأستمع إلى الأحاديث بينما أنتظر دوري. وذهبتُ إلى المساجد بعد الصلوات واستمعتُ إلى ما يتحدث عنه الناس بينما أتظاهر بأنني أقرأ القرآن".
التجسس ومكافحة التجسس
في إحدى المراحل، يبدو أن "داعش" تمكن من اختراق قوات العدو. وقد اشتبه بعض عناصر المخابرات الكردية بأن بعض الجنود في قوات البشمرغة كانوا متعاطفين مع "داعش" وقاموا بتمرير المعلومات إلى المجموعة. ووفقاً لهلكورد حكمت، المتحدث باسم وزارة البشمرغة في حكومة إقليم كردستان، فإنه "حتى هذا الوقت، لم نعثر على أعضاء من "داعش" في البشمرغة، لكني لا أقول أن ذلك مستحيل". وفي سورية، لدى "داعش" جواسيس في المجموعات المسلحة الأخرى من غير الدول. وفي وقت قريب هو قبل شهرين فقط، تم التعرف إلى مقاتل أجنبي ينتمي إلى تنظيم هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) كمخبِر لـ"داعش".
بدوره، طور "داعش" عملية معقدة لمكافحة التجسس والتي ركزت على الإمساك بالأشخاص الذين يتجسسون عليه من الداخل. وكان التفكير بالحاجة إلى مثل هذه العملية مفهوماً. فعندما شرعت القوات العراقية في استعادة الأراضي، بدأ الكثير من أعضاء التنظيم من المستويات الدنيا والوسطى يفكرون في التعاون مع الحكومة العراقية من أجل الحفاظ على أرواحهم. ومع الوقت، أصبح "داعش" أيضاً أكثر قلقاً من التعرض للاختراق من أجهزة الاستخبارات الأجنبية. ولم يُقتصر الأمر على أن ضربات التحالف الجوية تستهدف قادة التنظيم بدقة، وإنما تحدث الزعماء الأجانب علناً عن اختراق "داعش". وكما لاحظ الزعيم الشيشاني رمضان قاديروف، "حتى قبل أن يصبح "داعش" معروفاً كـ"داعش"، كان لنا عملاؤنا هناك".
كان المسؤول عن استئصال الخونة هو جهاز الأمن الداخلي لتنظيم "داعش"، المعروف باسم "الأمني"، الذي استقطب بعضاً من أكثر أعضاء التنظيم خبرة وتفانياً، واستخدم إجراءات تحقق بالغة الصرامة. وعلى سبيل المثال، كان من الطبيعي أن يغير المقاتلون في سورية المجموعات التي ينتمون إليها عدة مرات، لكن "الجهاز الأمني" جند فقط أولئك الذين لم يقاتلوا مع أي مجموعات أخرى غير "داعش". وبالإضافة إلى أعضاء "الأمني"، استخدم "داعش" جيشاً من المخبِرين الذين عملوا متخفين وكانوا يقبضون مكافأة تبلغ 5.000 دولار عن كل جاسوس يتم القبض عليه. ولم يكن ذلك الأجر مرتفعاً فحسب (متوسط راتب المقاتل في "داعش" يتراوح بين 100 و250 دولارا في الشهر)، وإنما كان عمل المرء مُخبراً يشكل طريقة لتحقيق قفزة في المهنة. وقد بدأ شخص شبه أمي عمله كمخبر في قريته خارج الموصل، وتمكن لاحقاً من الحصول على وظيفة في محكمة استئناف "داعش" في الموصل. وعمل بعض المدنيين كمخبرين للـ"أمني" لأنه ساعد أعمالهم التجارية. وعلى المستوى النظري، كان بوسع كل شخص افتتاح عمل في مناطق "داعش"، أما في الممارسة، فكان الشخص يحتاج إلى ثقة المنظمة. وأمكن كسب هذه الثقة عن طريق تزويد "داعش" بالمعلومات.
لأن "داعش" كان خائفاً جداً من التعرض للاختراق على مستوى المنظمة، فقد استخدم باستمرار مخبرين متخفين لمراقبة أعضائه أنفسهم. وفي حالة المقاتلين الأجانب، عادة ما بدأت هذه المراقبة حتى قبل أن يأتي المقاتل إلى سورية. أولاً، كان مخبرو "داعش" بين أنصار المجموعة في المجتمعات الغربية يتحققون من المقاتلين المحتملين، ثم يتم رصدهم بشكل متواصل بعد وصولهم إلى تركيا. وعلى سبيل المثال، قام مقاتل محتمل من كازاخستان بتصوير نفسه وهو يعبر الحدود إلى سورية من تركيا. ولاحظ مهرِّب ذلك، فاعتقل "الأمني" المقاتل على الفور، وتم إعدامه لاحقاً –كل ذلك حتى قبل أن ينضم إلى المجموعة. وقد اشتبه "داعش" بأنه كان يصوِّر فيلماً للمعبر حتى يرسل إحداثياته إلى حكومة أجنبية. وفي داخل التنظيم "كان كل فرد في حالة خوف دائم من التجسس عليه"، كما يتذكر مقاتل سابق في التنظيم. ووفقاً له، كان من المستحيل مناقشة أي شيء، حتى مع الأصدقاء من نفس العِرق في وحدة المقاتل، لأن مخبري "الأمني" كانوا يسجلون المحادثات.
قام التنظيم بإعدام غالبية الجواسيس المشتبه بهم، وإنما تمت تبرئة بعض المحليين في بعض الأحيان وإطلاق سراحهم. ووفقاً لمقاتل أجنبي سابق في "داعش" (وسجين لاحقاً لدى التنظيم)، فإن الجاسوس المزعوم الذي لا يتوفر دليل موثوق ضده كان يستطيع رشوة "الأمني" لتسريع العملية، وكان بوسع بعض المحليين استخدام صلاتهم ومعارفهم لإخراجهم من السجن. وقد سُجن أحد المدنيين بتهمة التجسس، لكن سراحه أطلِق لاحقاً. وقال: "خرجتُ فقط لأن أحد أقاربي كان يحتل منصباً رفيعاً في المنظمة. وقد ساعدني، لكنه ندم على ذلك في وقت لاحق لأن ذلك كلفه خسارة ترقية". وفي حالة الأجانب المتهمين بالتجسس، كان الوضع أكثر خطورة. وقال عضو في "داعش" سُجِن مع أناس أُعدِموا لاحقاً كجواسيس لجهاز الاستخبارات الاتحادي الروسي، أن "واحداً منهم، وكان نصف كازاخي ونصف كابارديني، كان صديقاً لوقت طويل لعضو كبير ناطق بالروسية في "الأمني" من كابارديانو بلكاريا أيضاً. ولكن، حتى ذلك لم يساعد".
عادة ما نُفذت عمليات إعدام السجناء المحليين في الأماكن العامة على سبيل التحذير. وكان المقاتلون الأجانب يُجبرون على تسجيل اعترافاتهم بالذنب بالفيديو قبل الإعدام. ثم يتم توزيع هذه الفيديوهات للاستهلاك العالمي. وكان من المعروف في السجن أن السجين سيُعدم بعد الاعتراف، ولذلك رفض الكثيرون من المقاتلين الأجانب القيام بذلك، في محاولة لكسب الوقت.
من المؤكد أن كل ذلك كان مثيراً للجدل، حتى داخل "داعش" نفسه. وقد رفض بعض المقاتلين التعاون مع "الأمني" على أسس أخلاقية. ويبدو أن القوة حاولت في بعض الأحيان تجنيد الحراس الشخصيين لكبار القادة، لكن العديد منهم رفضوا التجسس على الناس الذين يُفترض أنهم يحمونهم. وكان بعض المقاتلين النظاميين أكثر صراحة في رفضهم، وتعرض مخبرو "الأمني" لهجمات في بعض الحالات. وعلى سبيل المثال، اشتبه مقاتل أجنبي تونسي بأن سائق سيارة الأجرة التي يستقلها عضو في الأمني، لأن لديه –على الرغم من ارتدائه ملابس مدنية- مسدسا أوقنبلة يدوية في سيارته. وقد طعنه المقاتل التونسي بسكين. وفي الحقيقة، دخل المئات من الناس السجن بسبب مهاجمتهم أعضاء في "الأمني".
مع مرور الوقت، تسارعت مثل هذه المواجهات، حتى أن بعض وحدات "داعش" هاجمت "الأمني". وعلى سبيل المثال، في العام 2015، عندما اعتقل "الأمني" فتاة عمرها 16 عاماً من كازاخستان، أخد والدها الذي كان عضواً في وحدة هجومية من "داعش" عشرة مقاتلين بأسلحة ثقيلة إلى السجن للمطالبة بإطلاق سراح ابنته. وأطلق حراس السجن من "الأمني"، الخائفون على أرواحهم، سراح الفتاة. وفي وقت لاحق، تعرض كل الذين شاركوا في الهجوم للاعتقال أو أنهم اختفوا.
على الرغم من أن هذه الرقابة الداخلية المعقدة حمت المجموعة، فإنها زادت من انعدام الثقة في المنظمة وقيادتها أيضاً، وهو ما أفضى إلى نشوب النزاعات الداخلية وإلى سقوط "داعش" في نهاية المطاف.
لم ينتهِ الأمر بعد
في العراق، انتهت حرب الأسلحة، لكن حرب المعلومات لم تفعل. فقبل كل شيء، تمكن العديد من أكثر أعضاء "الأمني" خبرة وتفانياً من الهرب عندما سقط "داعش". وقد تمتع هؤلاء، بالمقارنة مع مقاتلي التنظيم الآخرين، بحرية نسبية في الحركة. ولذلك، عندما بدأت العملية العراقية في الموصل انتقل العديد من العملاء إلى المناطق المحررة، وكانوا يزودون "داعش" منها بأحدث المعلومات عن حركة القوات العراقية. وحتى في ذلك الوقت، لم يكن وجودهم سراً بالنسبة للسكان المحليين. في البداية، رفض الذكور في المناطق المحررة حتى حلق لحاهم، خائفين من بقاء عناصر "الأمني" في الخلف لمراقبة الذين ينتهكون سياسات "داعش" الخاصة باللباس والمظهر. ووفقاً لعضو كبير في "الأمني"، والمختبئ الآن، فإن هناك نحو 1.500 من أعضاء "داعش" ما يزالون متمركزين في الموصل ومستعدين لحمل السلاح.
مع ذلك، من غير الواضح ما إذا كان "داعش" سيتمكن من اختراق مؤسسات فرض القانون المحلية مرة أخرى. فقد حلت قوات الحشد القبَلي، التي تتكون في معظمها من الجماعات السنية المحلية، محل نظيرتها الشيعية غير المحلية، قوات الحشد الشعبي، وهي مسؤولة عن الأمن في العديد من المناطق. ومع أن ضباط قوات الحشد القبَلي يتمتعون بثقة السكان المحليين أكثر من قوات الحشد الشعبي، فإن بعض المدنيين (والجماعات المسلحة الأخرى) يخشون أن تكون قوات الحشد القبَلي مخترقة فعلاً من "داعش". وربما تكون هذه المخاوف محقة. فخلال تدريب ما قبل الانتشار في العام الماضي، اكتشفت ميليشيات الحشد القبَلي واعتقلت جاسوساً لـ"داعش" في صفوفها. ووفقاً لفيصل جبار، قائد إحدى مجموعات الحشد القبَلي المتمركزة في غرب الموصل، فإن "هذه المخاطر حقيقية جداً، لكننا نبذل قصارى جهدنا لتقليلها. وعلى سبيل المثال، حتى ينضم أحد إلى مجموعتنا، فإنه يجب أن لا يكون قد خضع لحكم "داعش" في الموصل، وأن تكون معه توصيات من المجتمع، ونقوم بالتحقق من اسمه مع المؤسسات الأمنية في كل من كردستان وبغداد". ولكن، لا تعمل كل المجموعات بهذه الدقة، خاصة عندما يكون من الصعب العثور على مرشحين مؤهلين.
يتطلب حل مشكلة استخبارات "داعش" أن تكسب القوات العراقية ثقة السكان المحليين، وأن تزيد من تعاونها الاستخباراتي مع مختلف الجماعات المسلحة ومختلف البلدان. وسوف يكون من الأسهل القبض على مخبر لتنظيم "داعش" إذا تقاسمت المجموعات المتمركزة في نفس المدينة المعلومات الاستخبارية. وليست هذه مشكلة تخص العراق وحده. فقد كان الأجانب في "الأمني" (وخاصة في قيادته) من بين أعضاء التنظيم الأكثر احتمالاً للهروب من العراق وسورية والتوجه إلى أماكن أخرى –بما فيها أوروبا. وما يزال البعض منهم يعملون مع "الأمني". وهم يستطيعون إدارة أنشطة "داعش" في المكان الجديد، ببساطة.
========================
بريتبارت الأمريكي: تكريم طفل إيراني حصل على فرصة « الموت من أجل بشار »
هكذا عنون موقع بريتبارت الأمريكي تقريرا اليوم الثلاثاء.
وإلى مقتطفات من النص الأصلي
أعلنت قناة إيرانية تابعة للدولة تقريرا يظهر إرسال طفل في الثالثة عشر من عمره إلى سوريا للقتال لصالح الديكتاتور بشار الأسد تحت قيادة "زعيم الإرهاب" الجنرال قاسم سليماني.
وذكر  التقرير أن إيران "فخورة" بإرسال الأطفال للقتال في الحرب الأهلية السورية.
السبت الماضي، بثت شبكة "إذاعة جمهورية إيران الإسلامية" فيديو يظهر طفلا في الثالثة عشر يدعى "نعماتي" يتحدث عن القتال في سوريا تحت قيادة سليماني.
ويذكر أن سليماني هو قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني.
وقال الطفل خلال الفيديو المذكور: “كما قلت لقاسم سليماني، فإن الدفاع عن زينب هو هدف كل شيعي".
ووفقا لتقاليد الشيعة ، فإن مسجد زينب، الذي يقع ببلدة السيدة زينب في العاصمة السورية دمشق يحتوي على قبر زينب، ابنة الإمام علي وفاطمة بنت النبي محمد.
لكن المسلمين التابعين للمذهب السني يؤمنون أن قبر زينب يقع في القاهرة.
وبعد محاورة  الطفل الذي ينتمي ينتمي لمدينة مازندران شمال إيران، أثنى عليه المذيع قائلا "ما شاء الله، إنه أصغر طفل محارب، إنه لأمر ساحر رؤية مثل هذا الشهيد الذاتي".
وخلال الفيديو، سأل المذيع الطفل، الذي كان محاطا بالعديد من المسلحين،  إذا ما كان يعلم أنه قد يموت، فرد قائلا: “نعم، ولست قلقا على الإطلاق. الشهادة شرف أتطلع له".
وأثنى عليه المذيع مجددا قائلا: “ما شاء الله ما شاء الله".
استخدام الأطفال في عمليات عسكرية يخالف المواثيق الدولية التي تدعي إيران أنها أحد أطرافها.
وفي 1977، جرى إضافة بورتوكولات إلى اتفاقايات جنيف التي تعزي إلى عام 1949 من أجل استغلال أطفال تحت 15 عاما كجنود.
وفي 1989، وضعت "اتفاقية حقوق الطفل" أي شخص تحت 18 عاما في خانة الطفولة.
========================
معهد واشنطن :تاريخ روسيا المشبوه في مكافحة الإرهاب..لماذا موسكو شريك غير موثوق للغرب
نظريًا، تقف روسيا إلى جانب الولايات المتحدة في الحرب على الإرهاب. فقد عانى كلاهما من هجمات إسلامية متطرفة على أراضيهما، وكلاهما يعارض تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش). وغالباً ما أعرب الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما عن استعداده للعمل مع روسيا في سوريا. وفي حزيران/يونيو 2016، اقترح بناء شراكة عسكرية. وفي هذا الصدد، أكّد خلفه الرئيس دونالد ترامب باستمرار أنه يرحّب بمساعدة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لمحاربة "داعش". وفي 11 تشرين الثاني/نوفمبر، أكّد ترامب وبوتين على عزمهما على هزيمة "داعش" في سوريا في بيان مشترك، وناقشا بعد عشرة أيام التعاون في مكافحة الإرهاب عبر الهاتف.
إلا أنّ هذا التفاؤل بشأن العمل مع روسيا ضدّ الإرهاب ليس في محلّه. فمن سوريا إلى أفغانستان، بذل بوتين جهودًا لتشجيع الإرهاب أكثر من محاربته. فقد حافظت موسكو على علاقاتها مع جماعات إرهابية مثل "حزب الله" وحركة "طالبان". ويشير تاريخ روسيا إلى أنها لن تكون وسيطًا نزيهًا أو شريكًا للغرب يعوّل عليه في مكافحة الإرهاب.
استراتيجية موسكو في سوريا
من أجل فهم خطأ اعتبار روسيا حليفة في مكافحة الإرهاب، يكفي النظر إلى سوريا. فقد كان هدفها، منذ بداية الانتفاضة في عام 2011، أن تدعم نظام الرئيس بشار الأسد. وكان ذلك الهدف الرئيسي من تدخل موسكو العسكري في سوريا في أيلول/سبتمبر 2015، وليس محاربة تنظيم "داعش" أو الجماعات الإرهابية الأخرى.
وتجدر الإشارة إلى أنّ معظم الأسلحة التي نشرتها موسكو في سوريا لا تمت بصلة إلى محاربة "داعش". فقد سمحت وحدات الدفاع الجوي والبحري الروسية المتقدمة لموسكو بتوسيع وجودها وعرض قوّتها، ما يشير إلى أن هدفها الحقيقي هو الحد من قدرة الغرب على المناورة في المنطقة. وفي هذا الإطار، أشارت تقارير عدّة إلى أنّ معظم الضربات الجوية الروسية كانت خارج المناطق الخاضعة لسيطرة "داعش"، وقد استهدفت المعارضة السورية أولاً. وفي بعض الحالات، ساهمت هذه الضربات حتى في تعزيز قوة "داعش".
فضلاً عن ذلك، وبحسب بعض التقارير، أنشأت روسيا غرف عمليات مشتركة في اللاذقية ودمشق. في تشرين الثاني/نوفمبر 2015، بدأت موسكو تعمل "رسميًا" مع "حزب الله" في البلاد لإقامة قنوات اتصال وربما تنسيق العمليات العسكرية في سوريا، بالرغم من أنّ الوفد الأول لـ"حزب الله" زار موسكو في تشرين الأول/أكتوبر 2011. وتشير التقارير الأخيرة إلى أن "حزب الله" يقاتل جنبًا إلى جنب مع الجنود الروس في سوريا. ويشير تقرير حديث صادر عن "مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي" في كانون الثاني/يناير 2017، قال أحد قادة "حزب الله" المتمركز في حلب إنّ "علاقتنا مع الروس أكثر من ممتازة".
آنا بورشفسكايا هي زميلة "آيرا وينر" في معهد واشنطن، حيث تركز على سياسة روسيا تجاه الشرق الأوسط.
========================
الصحافة البريطانية :
إندبندنت: بريطانيا تنافق بإدانة الحصار بسوريا دون اليمن
انتقدت صحيفة إندبندنت إدانة بريطانيا الغاضبة للحصار الذي يعانيه السوريون داخل وطنهم من خلال "أسلوب التجويع أو الاستسلام"، كما وصمه وزير خارجيتها بوريس جونسون.
ووصفت هذا الأسلوب بالنفاق الذي يحركه الجشع التجاري، لأن جونسون -الذي قال هذا العام "معا يجب أن نوضح بغضنا لأسلوب الأنظمة بالمجاعة أو الاستسلام"- كان يتحدث عن سوريا، ولكن عندما يتعلق الأمر باليمن، حيث الحصار والمجاعة على أشدها بدعم عسكري ودبلوماسي بريطاني، لم يتحدث بهذه الطريقة.
وبدلا من ذلك، يكون "القلق العميق" والمكالمات الهاتفية المهذبة هي النمط اليومي السائد وليس البغض، وبالتأكيد ليس التصميم على إنهاء الأزمة
وأشار كاتب المقال توم ديل إلى وجود اختلافات مهمة بين الأزمات في البلدين، بما في ذلك حجم القتل، ومع ذلك هناك أيضا العديد من المتشابهات التي هي بمثابة حقائق غير مريحة لدبلوماسيي بريطانيا.
ففي كلتا الحالتين لا تزال هناك حكومة قائمة ذات شرعية محلية قليلة لأن القانون الدولي الذي يجسده مجلس الأمن الدولي يمنحها السيادة ولأن القوى الأجنبية تزودها بوسائل نشر العنف الجماعي والمجاعة ضد سكانها. وفي كلتا الحالتين، بالرغم من أن جرائم الحرب ترتكبها جميع أطراف النزاع بلا شك، فإن تلك التي تقوم بها دولة ذات سيادة هي الأوسع والأكثر فتكا. وفي كلتا الحالتين ترتكب هذه الجرائم تحت راية مكافحة الإرهاب وضد التدخل الأجنبي.
وأردفت الصحيفة أن بريطانيا مع ذلك ترفض الاعتراف بأن خنق شمال اليمن هو في الواقع حصار، مناقضة بذلك كبار الناشطين في المجال الإنساني والأدلة الواضحة للأطفال المرضى الذين نادرا ما تتصدر صورهم عناوين الأخبار.
وترى الصحيفة أن بريطانيا متواطئة بكذبتين تمكنان الحصار والحرب التي هي جزء من الحصار؛ الكذبة الأولى أن التحالف يدافع عن نظام شرعي في اليمن، يرأسه عبد ربه منصور هادي الذي تعترف به الأمم المتحدة، ومع ذلك يجلس في قصر بالرياض يصدر بيانات غير فعالة لبلد لا يستمع إليه.
والكذبة الثانية هي أن حصار التحالف لشمال اليمن محركه في ذلك هو الحاجة لمنع تهريب الأسلحة الإيرانية للمتمردين الحوثيين، وهذا يتنافى مع رؤية مجموعة الخبراء الأمميين بعدم وجود أدلة كافية تؤكد أي تزويد كبير للأسلحة من إيران للحوثيين، وليس هناك دليل على أن الصاروخ الذي أطلق مؤخرا باتجاه الرياض كان مهربا بواسطة إيران.
وختمت الصحيفة بأنه ما دام الحصار والقصف تحت غطاء بريطانيا الدبلوماسي مستمرين، فستبقى هذه الدولة ليست منافقة ولا يهمها إلا نفسها فقط، بل شريك في التجويع البطيء لليمن أيضا.
========================
التايمز : لعبة بوتين الشرق أوسطية خدعت الولايات المتحدة
يرى روجر بويز في مقاله لصحيفة التايمز أن بوتين قد تفوق في دهائه السياسي في ما يسميه "لعبته السياسية الشرق أوسطية" على كل من الرئيسين الأمريكيين باراك أوباما ودونالد ترامب عبر استخدام واقعية سياسية وخبرته في المنطقة.
ويقول الكاتب إن تدخل روسي لعامين في سوريا يكلفها أكثر من مليوني ونصف دولار يوميا، وقد خسرت روسيا أحد قادتها العسكريين الكبار في سوريا، لكن الحرب فتحت أيضا منجما لشركات بيع الأسلحة الروسية.
ويضيف أن الحملة التي يفترض أنها شنت ضد تنظيم الدولة الإسلامية سمحت لموسكو باختبار ليس أقل من 600 نوع من أسلحتها، بما فيها مخزونات الأسلحة القديمة، إذ حتى طائرات إس- يو 25 التي يصفها الكاتب بأن قنابلها لم تصب أهدافها بشكل دقيق في نحو 1600 حادثة في مناطق المعارضة السورية، باتت تُباع الآن بشكل جيد.
بوتين يدعو خلال لقائه الأسد في سوتشي إلى "تسوية سياسية طويلة الأمد" في سوريا
بوتين وترامب: مقارنة بين رجل الظل وعاشق الأضواء
ويقول الكاتب إن الرئيس الروسي قد ربح سوريا وكل ما يحتاجه الآن أن يربح معركة السلام، ليقدم نفسه إلى بقية بلدان الشرق الأوسط بوصفه الرجل الذي لا يتخلى عن حلفائه في الضراء أو السراء وأنه سيصبح لاعبا معترفا به في المشهد العالمي.
سيناريو مستقبلي
ويشير المقال إلى أن ثمة لحظات تحتاج فيها موسكو وواشنطن للتعاون بوضوح، لكن بوتين كانت لديه في معظم الأحيان نية اللعب على ترامب وخداعه.
ويرسم الكاتب ما يراه سيناريو ما يسميه نصر بوتين الذي سيبدو بنظره كالتالي: بقاء الأسد في السلطة حتى يجد الكرملين بديلا مناسبا، ستوسع روسيا قاعدتها البحرية في طرطوس لاستيعاب عشرات السفن الحربية وستسعى أيضا لتقرير من سيمثل المعارضة في مفاوضات الطاولة المستديرة المستقبلية، وأن تتولى أمريكا والاتحاد الأوروبي قائمة تمويلات إعادة بناء البنية التحتية المحطمة في سوريا، على أن تنسحب الولايات المتحدة بعد فترة وجيزة، بوصة بوصة، من الشرق الأوسط.
ويتساءل الكاتب كيف يمكن أن تخدع الولايات المتحدة بهذه الطريقة؟ ويجيب على تساؤله معيدا بداية ذلك إلى استخفاف أوباما بخبرة بوتين في الشرق الأوسط.
ويضيف أن بوتين، ضابط المخابرات السابق، قد تدرب على يد رئيس الوزراء والقيادي السابق في المخابرات الروسية والمستعرب يفغيني بريماكوف، الذي علمه كيف يستخدم الشرق الأوسط كرصيد ومنطقة نفوذ ضد الولايات المتحدة.
ويخلص الكاتب إلى أن الهدف الرئيسي لسياسة بوتين الشرق أوسطية هو حماية روسيا من المتمردين الإسلاميين فيها، ولكن في المستوى الأعم أيضا إظهار تعب الولايات من الحرب وترددها في القيادة.
========================
الغارديان :حماقة الحرب"
تكرس صحيفة الغارديان افتتاحيتها للموضوع ذاته تحت عنوان "حماقة الحرب وسخرية مفاوضات السلام المترددة".
وتنطلق الافتتاحية من أن أحد دروس التاريخ يشير إلى أن خطط السلام يصوغ مفرداتها المنتصرون، موضحة أن بعد نحو عام تقريبا من سقوط حلب، آخر معقل مدني كبير للمعارضة السورية المسلحة، في أيدي القوات الحكومية، تعود دبلوماسية صنع السلام إلى الواجهة مع المفاوضات التي ترعاها الأمم المتحدة في جنيف المرتقبة هذا الأسبوع.
وتضيف الصحيفة أن ذلك أمر مرحب به على الرغم من أن الآمال بتحقيق تقدم كبير فيها ضعيفة، إذ منذ عام 2012 حدثت جولات كثيرة من المفاوضات وانقضت من دون أي ثمار حقيقية.
وتشير الافتتاحية إلى ستة أعوام من الحرب حولت سوريا إلى أرض يباب، وأن نهاية الضربات الجوية والتجويع والحصارات وغرف التعذيب لا يمكن أن تكون في يوم قريب.
وتشدد الصحيفة على أن هذه حرب ليس فيها منتصرون، بعد مقتل ما يقدر بنصف مليون شخص ونزوح الملايين.
وتخلص إلى أن السلام المستدام لن يتحقق ما لم تتح الفرصة للسوريين لاختيار من سيحكمهم وطريقة هذا الحكم.
========================
الصحافة الروسية والفرنسية :
موسكو تايمز :فلاديمير فرولوف : خريطة الطريق الروسيّة في سورية
النسخة: الورقية - دولي الأربعاء، ٢٩ نوفمبر/ تشرين الثاني ٢٠١٧ (٠٠:٠ - بتوقيت غرينتش)
يبدو أنّ فلاديمير بوتين عازم على إنهاء العملية العسكرية الروسية في سورية قبل أن يتفرغ لتجديد ولايته الرئاسية في آذار (مارس) المقبل. وشاغل الكرملين وضع الحرب هذه وراءه. فهي تشتت القوة و «ملهاة» خلال الحملة الانتخابية. وتحتاج موسكو إلى تسوية سياسية تسمح لها بتعزيز وجودها العسكري في سورية، وترسخ دورها الجيوسياسي الجديد قوةً رئيسية في الشرق الأوسط على قدم المساواة مع الولايات المتحدة. وهذا الشهر، من طريق مناورة ديبلوماسية سياسية سريعة وخاطفة، اقترح بوتين خطوة ديبلوماسية كبيرة لجمع لاعبين سوريين بارزين وفرض تسوية سياسية مرقعة جمعت بعناية لتراعي توازنات (سورية واقليمية).
وتوجه بوتين إلى إيران في الأول من تشرين الثاني (نوفمبر) لبحث هذا المسعى الديبلوماسي مع الرئيس الإيراني، حسن روحاني، والمرشد الأعلى، علي خامنئي. والتقى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ثلاث مرات في تشرين الثاني (نوفمبر). وأقنع الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بإصدار بيان مشترك مع بلاده حول سورية على هامش قمة آبيك في فيتنام. ونقل الرئيس السوري، بشّار الأسد، في زيارة سرية إلى سوتشي ليعرض عليه تفاصيل التسوية. ثم استضاف قمة ثلاثية بين روسيا وتركيا وإيران حول سورية في المدينة نفسها. وكان الاجتماع الأول من نوعه، ويذكرنا بـ»قمة الترويكا» عام 1945 في مؤتمر يالطا لتقسيم مناطق النفوذ في أوروبا ما بعد الحرب الثانية. وابلغ بوتين شخصياً في اتصالات هاتفية اللاعبين الخارجيين الرئيسيين كلهم، تفاصيل خططه ومساعيه: ترامب، ورئيس الوزراء الإسرائيلي ورؤساء دول عربية بارزة. كل هذا في يوم واحد. وهذا النشاط المحموم يُسلط، من جهة، الضوء على دور روسيا البارز في سورية والشرق الأوسط الكبير، وقدرتها على تحويل القوى الخارجية إلى أصحاب مصالح (أو أسهم) في الخطة الروسية. ويُظهر، من جهة أخرى، لعامة الروس عظمة بوتين لاعباً دولياً بارزاً. وبعد أن فازت موسكو إلى حد كبير، بالحرب الدائرة ورجحت كفة الأسد، تسعى الى كسب السلام والنأي بنفسها عن التكاليف الاقتصادية والسياسية والعسكرية الطويلة الامد المترتبة على الحفاظ على وحدة سورية. ويحتاج بوتين إلى «غطاء» أو مشروعية دولية لابرام تسوية سياسية تبقي الأسد في السلطة، على أقل تقدير، في المرحلة الانتقالية ومرحلة إعمار سورية. وهذا من ابرز الدواعي الرئيسية وراء جهود موسكو لحماية النظام من اتهامات استخدامه الأسلحة الكيماوية، وهي اتهامات موثوقة وموثقة.
ولكن روسيا لا تمسك بجميع الأوراق في سورية، ولا يمكنها فرض إرادتها وحدها من دون مشاركة اللاعبين الخارجيين. ولا يخفى ان أنقرة وطهران هما ابرز شركاء موسكو في عملية أستانة، ولكن أميركا هي «الفيل في غرفة» التفاوض (المشكلة أو في هذا السياق الدور المسكوت عنه)، حين يستضيف بوتين الزعيمين التركي والإيراني. ويبدو أن الرئيسين الاميركي والروسي توصلا إلى تفاهم حول ملامح التسوية «ما بعد داعش» في سورية. وفي مقابل تخفيف واشنطن نبرة دعواتها الى رحيل الأسد، وافقت موسكو على مرابطة عسكرية أميركية طويلة الأمد في شرق وجنوب سورية. ويدعو الاتفاق في 8 تشرين الثاني (نوفمبر) المبرم بين أميركا وروسيا والأردن حول منطقة خفض التصعيد في جنوب سورية، إلى الحفاظ على مجالس الحكم المحلية التي تسيطر عليها المعارضة في معزل عن النظام. وقد ينطبق الترتيب نفسه على جزء كبير من شمال شرق سورية، الذي يسيطر عليه اليوم «اتحاد القوى الديمقراطية» السورية والجيش الأميركي. وتشمل هذه المنطقة الرقة - عاصمة داعش السابقة - وهي في مثابة إقليم حكم ذاتي جديد للمعارضة. وتضمن موسكو بقاء هذه المنطقة خارج نفوذ إيران والأسد، وسيشارك هذا الاقليم في مشروع تقاسم السلطة بموجب الدستور السوري الجديد.
وهذا الاتفاق هو أقرب إلى ارساء حكم ذاتي كردي في سورية. فشطر راجح من «قوات سورية الديموقراطية» هم مقاتلون من وحدات «حماية الشعب الكردية»، على رغم المشاركة الشكلية العربية السنية. ويقضي التفاهم بين اميركا وروسيا كذلك بمناعة المناطق الخاضعة للحماية الأميركية في شمال الشرق والجنوب، وتحولها إلى حصن ضد التوسع الإيراني. وعلى رغم محدودية قدرتها على احتواء نفوذ طهران في سورية، وحاجتها الى قوات برية ايرانية الولاء للحؤول دون تمرد مرجح، وافقت موسكو على قيود محددة على انتشار القوات الشيعية المدعومة من إيران في جوار الحدود مع إسرائيل. وفي الواقع، على رغم ظهور واشنطن إثر القمة الروسية- التركية- الإيرانية على أنها طرف مهمش، إلا أنّ موسكو تنحو إلى المواءمة والتنسيق مع واشنطن في سورية. من جانبها، يبدو أن أميركا تسلم بقدرة روسيا على تحريك احجار عملية التسوية وترجيح كفة الأسد في «مؤتمر الشعوب السورية» الذي تروج له روسيا وتعتزم عقده في سوتشي في 2 كانون الأول (ديسمبر)، مع مشاركة 1300 مندوب من 33 مجموعة سياسية.
وستستخدم موسكو منتدى سوتشي الذي اتفق عليه قادة روسيا وتركيا وإيران لـ «ترويض» المعارضة السورية المسلحة وتمييع نفوذها وكبحه من طريق مشاركة جماعات موالية لموسكو والأسد- وهذه لن تصر على تنحي الأسد الفوري شرطاً مسبقاً للانتقال السياسي. ويبدو أن الدول العربية موافقة على هذه الاستراتيجية. فالرياض استقبلت جولة جديدة من المحادثات لتشكيل «وفد معارضة موحد» وجديد.
وفي لفتة إلى موسكو، أجيزت مشاركة بعثة مراقبة روسية رفيعة المستوى في المحادثات هذه بقيادة المبعوث الخاص لبوتين إلى سورية، ألكسندر لافرنتيف. ويبدو أن الاتفاقات المبرمة في القمة الروسية الإيرانية-التركية متواضعة، إلى حد ما، ولم تكشف معالم واضحة للتسوية السياسية في سورية، ولم يعلن بعد عن تفاصيل مؤتمر سوتشي السوري، بما في ذلك من سيسمح لهم بالمشاركة (لا اتفاق على المشاركة الكردية). ولكن الثابت إلى اليوم هو أن مؤتمر سوتشي سينتهي إلى دستور سوري جديد وإطار زمني للانتخابات الرئاسية والبرلمانية الجديدة في سورية.
وعلى رغم تباينه من خارطة طريق السلام الاممية، إلا أن مؤتمر سوتشي يقوض إمساك الأسد بمقاليد الدستور، ومن المرجح أن يؤدي إلى تقليص السلطة الرئاسية. والأغلب على الظن أن الخطوة الروسية المقبلة هي تنصيب نائب الرئيس السوري السابق، ووزير الخارجية السابق، فاروق الشرع، وهو سنّي، رئيساً لمؤتمر سوتشي، وترجيح فرص أن يتولى قيادة سورية ما بعد الحرب. ولا شك في أن موسكو توازن بين كرات ديبلوماسية كثيرة، لكن إذا أخفقت جهودها في صنع السلام، لن ينجم إخفاقها عن عدم المحاولة والوقوف موقف المتفرج.
 
* محلل سياسي، عن موقع «موسكو تايمز» الروسي، 23/11/2017، إعداد علي شرف الدين.
========================
لوموند: الوضع بالغوطة الشرقية من سيئ إلى أسوأ
تفاقم الوضع الإنساني المتدهور أصلا في منطقة الغوطة الشرقية المحاصرة منذ أربع سنوات من قبل قوات بشار الأسد، بحسب ما أفادت به صحيفة لوموند الفرنسية.
وتتعرض هذه المنطقة الواقعة على أبواب دمشق لقصف القوات الموالية لنظام الأسد منذ أربع سنوات.
غير أن الوضع الإنساني في هذه المنطقة، التي يسكنها ما يقارب 375 ألف نسمة، يشهد منذ أسابيع تدهورا شديدا بسبب القصف المتواصل للقوات الحكومية والطائرات الروسية، رغم أن الغوطة الشرقية إحدى المناطق الأربع المعروفة بمناطق "خفض التوتر".
هذا القصف طال كل شيء في المنطقة، بما في ذلك نقاط توزيع المساعدات الإنسانية والبنى التحتية المدنية الأخرى.
وحال تصعيد العنف دون إرسال قافلة إنسانية جديدة، كان من المقرر أن تتبع شاحنات الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر التي دخلت مدينة دوما في 12 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، وهي تحمل ما يكفي لإنقاذ نحو عشرين ألف شخص، رغم أن سكان المدينة هم ستة أضعاف ذلك العدد -على أقل تقدير- ولم تصلهم قافلة إغاثة منذ أغسطس/آب الماضي.
ولا يمكن إرسال المساعدات دون موافقة الحكومة السورية، التي اتخذت الحصار والعقوبة الجماعية تكتيكا حربيا لإجبار فصائل المعارضة المسلحة على الاستسلام، غير أن المتضرر الأكبر -حسب الأمم المتحدة- هم المدنيون.
وتضاعفت أسعار الأدوية والأغذية التي تهرب إلى الغوطة الشرقية عبر عسكريين مرتشين؛ حيث وصل سعر الخبز في دوما مثلا إلى أربعين ضعف سعره بدمشق.
ويصف طبيب من كفر بطنا في اتصال له مع صحيفة لوموند الوضع الصعب للمنطقة قائلا "لا يوجد عمل والناس فقراء والعديد من المنتجات -بما في ذلك علاج الأمراض المزمنة- لا يمكن الحصول عليها، فهناك نقص في الأدوية وحليب الأطفال، إننا نفتقر لكل شيء".
ومع بداية فصل الشتاء، يُخشى أن يؤدي نقص زيت الوقود المستخدم في التدفئة إلى تفاقم الحالة الكارثية للسكان.
ونسبت لوموند لمصدر لم تسمه القول إن اتفاقا لإجلاء المقاتلين وعائلاتهم من الغوطة الشرقية، على غرار ما حدث في معاقل الثوار السابقة، مثل داريا أو مضايا، ربما ينفذ في المرحلة القادمة، ينقل بموجبه المقاتلون والمدنيون الرافضون للاستسلام إلى منطقة إدلب التي يسيطر عليها الثوار في شمال البلاد.
لكن إذا لم يتوقف القصف أو تخف حدته فإن سكان الغوطة سيتعرضون لمأساة حقيقية، و"إذا استمر الحصار، فإن وضعنا سيتحول من سيئ إلى أسوأ"، وفقا للطبيب الذي تحدثت إليه الصحيفة.
========================