الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 29-8-2015

سوريا في الصحافة العالمية 29-8-2015

30.08.2015
Admin



إعداد مركز الشرق العربي
عناوين الملف
1. فورين بوليسي :ماركو روبيو: 25/8/2015 :لم يفت الأوان لإنقاذ العراق وسورية بعد
2. بروجيكت سنديكيت : يوشكا فيشر :أوروبا وشلل الهجرة
3. إسرائيل هيوم :يعقوب عميدرور: 28/8/2015 :الابتعاد عن الساحة السورية
4. صحيفة "ذا هيل" الأمريكية: كلفة الحملة العسكرية الأمريكية ضد داعش بلغت 4 مليار دولار 27 أب ,2015  19:20 مساء
5. واشنطن بوست: “منحبِّك”.. أنجيلا ميركل غدت البطلة غير المتوقعة للسوريين
6. ديلي تلغراف: السعودية تقاتل في اليمن وأنظارها على سوريا
7. "فاينانشيال تايمز": "أردوغان" يحول تركيا إلى سوريا جديدة
8. هافينغتون بوست: إسرائيل تضاعف جيشها لحالة التأهب والحذر على الحدود السورية
9. صحيفة سليت الفرنسية :الاعتقاد بأن توسع داعش “لغز” هو تجاهل لكيفية التصدي له
10. فورين بوليسي :ما لا يريد البيت الأبيض سماعه: مواجهة داعش ستستمر لعقود من الزمن
11. نيويورك تايمز :عندما يجتمع قادة أوروبا على بعد ميل واحد من جثث سبعين لاجئا
12. إسرائيل اليوم :يعقوب عميدرور:  هل يجدر بنا أن نرد؟
 
فورين بوليسي :ماركو روبيو: 25/8/2015 :لم يفت الأوان لإنقاذ العراق وسورية بعد
 ترجمة: علاء الدين أبو زينة
 
كان آب (أغسطس) دائماً شهراً حزيناً بشكل خاص في تاريخ الصراع المأسوي الجاري في سورية.
في 20 آب (أغسطس) 2012، بعد عام واحد من تصريحه بأن "الأسد يجب أن يذهب"، حذر الرئيس باراك أوباما الدكتاتور السوري بشار الأسد من أنها ستتم "محاسبته من قبل المجتمع الدولي" إذا استخدمت حكومته الأسلحة الكيميائية. وفي ذلك الوقت، كان عدد القتلى جراء الصراع في سورية يقدر بحوالي  20.000 شخص.
بعد حوالي سنة بالضبط من ذلك، استخدم نظام الأسد الأسلحة الكيماوية في إحدى ضواحي دمشق، مما أسفر عن مقتل الرجال والنساء والأطفال بشكل وحشي. وكان رد فعل الرئيس أوباما هو اقتراح فاتر بتوجيه ضربات عسكرية ضد نظام الأسد، فقط ليتراجع عن ذلك ثم يبرم صفقة مع الأسد، والتي يفترض أنها تجرد النظام من أسلحته الكيميائية. وللمرة الأولى في الذاكرة الحديثة، وضع رئيس أميركي خطاً أحمر لدكتاتور ثم فشل في تطبيقه.
بحلول شهر آب (أغسطس) من العام 2014، كانت الفوضى في سورية تجتذب الجهاديين من جميع أنحاء العالم، والذين استغلوا وضع الدولة الفاشلة الذي أصبحت سورية فيه الآن، وبدأت الولايات المتحدة عمليات عسكرية ضد "الدولة الإسلامية"، وهي جماعة إرهابية متنكرة في شكل "خلافة".
الآن، وبعد سنة واحدة من بدء العمل العسكري ضد "الدولة الإسلامية"، ما يزال التقدم بعيداً جداً عن أن يكون كافياً. وتواصل مجموعة "الدولة الإسلامية" اجتذاب المجندين من مختلف أنحاء العالم، وتسيطر على مساحة كبيرة في سورية والعراق. والأسد ما يزال في السلطة، بدعم من روسيا وإيران، حتى بينما ترتكب قواته الفظائع ضد الشعب السوري على أساس يومي.
في الأثناء، واجهت الجهود الأميركية لتدريب الثوار السوريين، وجنود الجيش العراقي، والبشمرغة الكردية، ورجال القبائل السنية من أجل استعادة المناطق في سورية والعراق، تحديات كبيرة. وقد تم بالكاد تدريب نحو 10.000 مقاتل في العراق وسورية.
هذه الأعداد التافهة لا تستطيع أن تفعل الكثير لوقف ما يقدر بنحو 20.000 إلى 30.000 مقاتل الذين حشدتهم "الدولة الإسلامية" من أجل توسيع حكمها الوحشي المتعطش للدماء عبر مساحة كبيرة من العراق وسورية. كما أن المنظمات التابعة لمجموعة "الدولة الإسلامية" تطل برؤوسها القبيحة أيضاً في مناطق لا تقل بعداً عن ليبيا وأفغانستان.
بالنظر إلى أن "الدولة الإسلامية" ألهمت مسبقاً إرهابيين ترعرعوا في الوطن في الولايات المتحدة، فإن على كل الأميركيين أن ينظروا بجزع كبير إلى فشل الرئيس أوباما في إلحاق الهزيمة بهذا التهديد، وإلى تجاهله المستمر لسورية.
كما كنتُ قد قلتُ قبل أربع سنوات، يجب على الولايات المتحدة أن تفعل المزيد لتدريب ودعم المقاتلين المناهضين لمجموعة "الدولة الإسلامية" في كل من العراق وسورية. وقد حذرت قبل طويل من ملء الجهاديين الفراغ الذي خلفه الصراع في سورية، بأننا نحتاج إلى محاولة تحديد الأعضاء المعتدلين في المعارضة، والذي يمكن أن نقوم بتدريبهم وتجهيزهم لإسقاط الأسد.
بعد سنوات من ذلك، فشلت إدارة أوباما في القيام بذلك بشكل فعال في سورية، وهي تناضل لتنفيذ تدريب القوى المعادية لمجموعة "الدولة الإسلامية" في العراق. ونحتاج، على سبيل المثال، إلى رفع القيود الهازمة للذات التي تمنع أفراد القوات الأميركية من استدعاء ضربات جوية لدعم عمليات الجيش العراقي  والاختلاط مع الوحدات التي قاموا بتدريبها.
من أجل إتاحة النجاح العسكري ضد "الدولة الإسلامية"، علينا أولاً أن نضع استراتيجية عسكرية لحشد معارضة سنية كبيرة لهذه المجموعة الإرهابية، في كل من سورية والعراق وفي المنطقة الحدودية.
سوف تكون أكبر عقبة أمام مثل هذه الاستراتيجية هي عمل الإدارة سيئ التدبير والذي بلا مقابل بمد يدها إلى إيران. ويخشى حلفاؤها من أن الرئيس يخطط لمنح إيران تخفيفاً كبيراً في العقوبات، ربما بقيمة مئات المليارات من الدولارات، من دون المطالبة بنزع سلاح برنامجها النووي.
وكبرت مخاوفهم لأن فشلنا في عمل المزيد لوقف فظائع الجهاديين عبر سورية والعراق سمح لإيران بأخذ الدور الأبرز في التحالف المضاد لمجموعة "الدولة الإسلامية". وتقف الميليشيات المدعومة من إيران في الخطوط الأمامية للقتال في كل من سورية والعراق –وهو تطور يقود العديد من السنة إلى استنتاج أن "الدولة الإسلامية" و"جبهة النصرة" -فرع القاعدة الرسمي في سورية- هما أقل الشرين.
يجب علينا إيضاح أن الولايات المتحدة ليست لديها خطة سرية (كما يتصور الكثيرون من منظري نظرية المؤامرة في الشرق الأوسط) لاستبدال هيمنة "الدولة الإسلامية" على العراق وسورية بهيمنة إيرانية.
في العراق، سيكون من المحتم أن نستخدم كل وسائل الضغط المتاحة للولايات المتحدة من أجل التفاوض على اتفاق لتقاسم السلطة، والذي يعطي للمحافظات ذات الأغلبية السنية، مثل الأنبار ونينوى، ضمانات بأن بغداد سوف تحترم حقوقهم، حتى بعد إلحاق الهزيمة بمجموعة "الدولة الإسلامية". ولا يريد السنة المخاطرة بتكرار الفشل الذريع الذي حدث عندما قامت إدارة أوباما بسحب كل القوات الأميركية المقاتلة من العراق في العام 2011.
سوف يتطلب التوصل إلى مثل هذا الاتفاق إرسال ممثلين أميركيين رفيعي المستوى إلى بغداد، من مستوى الفريق الدينامي للجنرال ديفيد بترايوس، المتقاعد الآن، والسفير الأميركي في ذلك الحين إلى العراق رايان كروكر، واللذين أشرفا كلاهما على "زيادة عديد القوات" في العام 2007. وحتى في هذا الوقت، ما يزال لواشنطن نفوذ في العراق، كما بينت الإدارة عندما ساعدت في الإطاحة بنوري المالكي، الطائفي، من رئاسة الوزراء في العام الماضي. ولكن البيت الأبيض مشتت الانتباه لم يقم منذ ذلك الحين باستخدام النفوذ الذي نتمتع به هناك إلى أقصى مدى ممكن.
في سورية أيضاً، ثمة القليل من العجب في أن الولايات المتحدة غير قادرة على العثور على أكثر من 60 متطوعاً لتقوم بتدريبهم، بالنظر إلى الظروف المفروضة على برنامجنا للتدريب وعدم اليقين إزاء الأشواط التي سنقطعها لدعم المقاتلين بمجرد أن يعودوا إلى ميدان المعركة. فللحصول على التدريب الأميركي، يجب أن يتعهد الثوار بأنهم سيقاتلون "الدولة الإسلامية" فقط وليس نظام الأسد المسؤول عن الغالبية العظمى من الوفيات في حرب حصدت أرواح أكثر من 240.000 مليون إنسان. ويجب علينا إيضاح أن الولايات المتحدة ستقاتل الشرور التي يمثلها كل من "الدولة الإسلامية" والأسد.
يجب على الولايات المتحدة أن تعمل مع حلفائنا، من العرب والأوروبيين، من أجل فرض منطقة حظر للطيران فوق أجزاء من سورية، والتي تمنع سلاح جو الأسد من إسقاط قنابل البراميل وقنابل غاز الكلورين على الأحياء المدنية. وعلينا أيضاً أن نعمل مع حلفائنا، خاصة مع الدول المجاورة، مثل الأردن وتركيا، لإقامة مناطق آمنة في المناطق الحدودية لسورية، حيث يمكن أن تبدأ المعارضة المعتدلة بالحكم بحرية ودون خوف من تهديد هجمات النظام (أو الدولة الإسلامية).
أخيراً، يجب علينا أن نبدأ خطة مكثفة الآن، بالتعاون مع الحلفاء والمنظمات متعددة الأطراف، لتحضير حل لما بعد الحرب في سورية، بمجرد الإطاحة بالأسد –كما سيكون الحال في نهاية المطاف. وهذا هو نوع التخطيط الذي فشلت إدارة أوباما في القيام به في ليبيا، والذي فشلت إدارة بوش في فعله في العراق –وكلاهما حالات فشل سنستمر في دفع ثمن باهظ لهما.
وحتى مع هذه الأعمال، فإن الفشل الجاري في التعامل الكامل مع التهديد الذي تشكله مجموعة "الدولة الإسلامية" وقبض نظام الأسد الوحشي على السلطة، سوف يشكل تحديات ومخاطر على الأمن الأميركي لعقود قادمة. ومن عشرات الآلاف من الأطفال المصدومين في مخيمات اللاجئين عبر المنطقة، إلى العنف الجنسي والتطهير العرقي للأقليات الدينية، تضخَّم سرطان الأزمة السورية ليتحول إلى كابوس إقليمي ذي تداعيات هائلة على مستقبل الأجيال في الشرق الأوسط وما وراء البحار.
بينما يأتي آب (أغسطس) آخر ويمضي في هذا الصراع الذي أصبحت له الآن تداعيات جيلية على الأمن العالمي، ما تزال الاستراتيجية الأميركية في فوضى شاملة. وسوف يكون نقض المكاسب التي حققتها كل من إيران ومجموعة "الدولة الإسلامية" حين سعتا إلى ملء الفراغ الذي خلفه فك الارتباط الأميركي، أمراً صعب التحقيق. وكذلك هو شأن إنهاء حكم الرعب لنظام الأسد مرة وللأبد، أيضاً. وسيكون تحقيق الأمرين أكثر صعوبة مما لو كنا قد تصرفنا مباشرة عند بدء الحرب الأهلية في سورية، كما حث بعضنا الرئيس أوباما ووزيرة الخارجية في ذلك الحين، هيلاري كلينتون. لكن تحقيق ذلك الآن ليس مستحيلاً بعد أيضاً.
======================
بروجيكت سنديكيت : يوشكا فيشر :أوروبا وشلل الهجرة
الغد
يوشكا فيشر*
 
برلين- لقرون عديدة، كانت أوروبا قارة مبتلاة بالحروب، والمجاعات، والفقر. وكان الحرمان الاقتصادي والاجتماعي يدفع الملايين من الأوروبيين إلى الهجرة. وقد أبحروا عبر المحيط الأطلسي إلى أميركا الشمالية والجنوبية، وإلى أماكن نائية مثل أستراليا، للهروب من البؤس والسعي إلى حياة أفضل لأنفسهم وأطفالهم.
وكانوا جميعهم، بلغة المناقشة الدائرة حالياً حول الهجرة واللاجئين، "مهاجرين لأسباب اقتصادية". وخلال سنوات القرن العشرين، أصبح الاضطهاد العنصري، والقمع السياسي، وويلات حربين عالميتين، من الأسباب الغالبة للهروب.
واليوم، أصبح الاتحاد الأوروبي بين أكثر مناطق العالم الاقتصادية ثراء. ولعقود من الزمن، كان المنتمون إلى الغالبية العظمى من الأوروبيين يعيشون في دول ديمقراطية مسالمة تحترم حقوقهم الأساسية. وتحول بؤس أوروبا وهجرتها إلى ذكرى بعيدة (إن لم يكن النسيان قد طوى هذه الذكرى تماماً).
غير أن العديد من الأوروبيين يشعرون بأنهم باتوا مهددين مرة أخرى، ليس من روسيا التي تمارس ضغوطاً عدوانية على جاراتها، وإنما بسبب اللاجئين والمهاجرين -أفقر الفقراء. وفي حين غرق المئات من لاجئي القوارب في البحر الأبيض المتوسط هذا الصيف، تتعالى أصوات في مختلف أركان أوروبا تقريباً، وبعد ستة وعشرين عاماً من سقوط الستار الحديدي، بالعزل والترحيل الجماعي وبناء جدران وأسوار جديدة. وفي مختلف أنحاء أوروبا تتفشى مشاعر كراهية الأجانب والعنصرية الصريحة، والنزعات القومية، حتى أن أحزاب اليمين المتطرف بدأت تكسب الأرضية.
ليست هذه إلا بداية الأزمة، لأن الظروف التي تحرض الناس على الفرار من أوطانهم سوف تزداد سوءً. ويبدو أن الاتحاد الأوروبي، الذي تتمتع أكثر بلدانه بأكبر وأفضل نظم الرفاهة الاجتماعية تجهيزاً، أربكته هذه الأزمة، سياسياً، وأخلاقياً وإدارياً.
يساعد هذا الشلل في خلق تهديد كبير للاتحاد الأوروبي. فلا أحد يعتقد جاداً أن الدول الأعضاء الفردية -وخاصة إيطاليا واليونان، البلدين الأكثر تضرراً- قادرة على التغلب بمفردها على التحديات بعيدة الأمد التي تفرضها الهجرة على نطاق واسع. ولكن العديد من الدول الأعضاء ترفض تنظيم أي جهد أوروبي مشترك، وهو الموقف الذي يهدد بالتعجيل بتآكل التضامن داخل الاتحاد الأوروبي وتعزيز الاتجاه الحالي نحو التفكك.
هناك ثلاثة أسباب واضحة للهجرة الحالية إلى أوروبا: استمرار الضائقة الاقتصادية في غرب البلقان؛ والاضطرابات في الشرق الأوسط الكبير؛ والحروب الأهلية والصراعات في أفريقيا. ومن شأن اشتداد أو توسع الحرب في شرق أوكرانيا أن يضيف سريعاً سبباً رابعاً للفرار إلى أوروبا.
بعبارة أخرى، تمتد جذور كل الهجرة التي تواجهها أوروبا حالياً إلى أزمات خطيرة في المناطق المجاورة لها. وعلى الرغم من ذلك، فإن الاتحاد الأوروبي لا يستطيع أن يفعل الكثير لمعالجة أي من هذه الأزمات. ومن الواضح أن الاتحاد الأوروبي يجب أن يعمل بشكل كبير على تعزيز سياسته الخارجية الأمنية المشتركة، بما في ذلك سياسة الجوار الأوروبي، من أجل معالجة أسباب الهجرة في المنبع بشكل أكثر فعالية. ولعل الفشل الأشد وضوحاً من رفض البلدان الأعضاء مساندة مثل هذه الإصلاحات يتمثل في فشلها في التحرك، لأسباب ليس أقلها أنها خلقت فراغ الشرعية الذي يملؤه الآن الشعبويون الكارهون للأجانب.
لا تستطيع أوروبا، نظراً لضعف سياستها الخارجية، أن تخلف أكثر من تأثير بسيط على الحروب والصراعات التي تعصف بأفريقيا والشرق الأوسط (ولو أن نفوذها، مهما كان صغيراً، يجب أن يستخدم ويطور). غير أن غرب البلقان تشكل قصة مختلفة. فقد أصبحت كرواتيا بالفعل عضواً في الاتحاد الأوروبي؛ وبدأت صربيا والجبل الأسود مفاوضات العضوية؛ وأصبحت ألبانيا ومقدونيا مرشحتين للانضمام؛ وباتت البوسنة والهرسك وكوسوفو من الدول المرشحة المحتملة. وهنا، يتمتع الاتحاد الأوروبي بقدر كبير من النفوذ.
تظل الأسباب الكامنة وراء عدم مشاركة الاتحاد الأوروبي بشكل أكثر نشاطاً في غرب البلقان -وهي المنطقة حيث يمكنه أن يحدث كل الفارق من خلال دعم التحديث الاقتصادي والإداري ومشاريع البنية الأساسية لربط المنطقة بالمراكز الصناعية في الاتحاد- سراً تتكتم عليه المفوضية الأوروبية والبلدان الأعضاء. غير أن النتيجة العبثية هي أن المواطنين من البلدان المرشحة لعضوية الاتحاد الأوروبي يخضعون لإجراءات اللجوء، وذلك بسبب عدم وجود إمكانية لهجرتهم القانونية إلى الاتحاد الأوروبي.
يشكل الغجر حالة خاصة. فالغجر يمثلون أقلية كبيرة في غرب البلقان وكثيراً ما يواجه أفرادها تمييزاً بالغ القسوة. وهي مشكلة تشمل أوروبا بالكامل. فقد عانى الغجر بشكل غير متناسب على الإطلاق بعد انهيار الشيوعية في العام 1989، حيث اضطروا إلى حد كبير إلى العمل في وظائف صناعية لا تتطلب مهارات، وهي أول الوظائف التي يتم الاستغناء عنها. والواقع أن العديد منهم -من المواطنين الحاليين أو المحتملين في الاتحاد الأوروبي- ارتدوا إلى الفقر المدقع. ويشكل استمرار التمييز ضدهم فضيحة تشمل أوروبا بالكامل، ولا بد أن يسارع الاتحاد الأوروبي، وبلدانه الأعضاء والبلدان المرشحة لعضويته، إلى التصدي لهذه القضية.
إن أزمة اللاجئين هذا الصيف تسلط الضوء على مشكلة بنيوية أخرى وأكبر كثيراً في أوروبا: المشكلة الديموغرافية. ففي ظل الشيخوخة السكانية والانكماش السكاني، تحتاج القارة بشدة إلى الهجرة. وعلى الرغم من هذا، فإن كثيرين في أوروبا يعارضون الهجرة بقوة، لأنها تعني أيضاً التغيير الاجتماعي.
في الأمد البعيد، سوف يكون لزاماً على صناع السياسات أن يشرحوا لأبناء شعوبهم لماذا لا يمكنهم الحصول على الازدهار الاقتصادي، ومستوى مرتفع من الضمان الاجتماعي، ولماذا في مجتمعاتهم يفرض أصحاب المعاشات عبئاً متزايداً على الناشطين اقتصادياً. ومن المؤكد أن قوة العمل في أوروبا يجب أن تنمو، وليس هذا سوى أحد الأسباب التي ينبغي أن تحمل الأوروبيين عن التوقف عن التعامل مع المهاجرين باعتبارهم تهديداً والبدء في النظر إليهم بوصفهم فرصة.
*كان وزير خارجية ألمانيا ونائب مستشارها من 1998-2005، وهي فترة تميزت بدعم ألمانيا لتدخل الناتو في كوسوفو في العام 1999، أعقبته معارضتها للحرب في العراق. لعب دوراً في حزب تأسيس حزب الخضر الألماني، وقادة لعقدين تقريباً.
*خاص بـ "الغد"، بالتعاون مع "بروجيكت سنديكيت"، 2015
======================
إسرائيل هيوم :يعقوب عميدرور: 28/8/2015 :الابتعاد عن الساحة السورية
الغد الاردنية
في الأسبوع الماضي ضجت مدافع الجيش الإسرائيلي في هضبة الجولان ردا على نار الصواريخ نحو إسرائيل. وبعد ذلك صفيت – حسب بيان الجيش الإسرائيلي – الخلية التي نفذت العملية قبل بضعة أيام من ذلك. في البلاد يوجد خلاف حول الرد الإسرائيلي المناسب. ثمة من يدعي أن إسرائيل ملزمة بأن ترد بشكل قاطع، وألا تكتفي بنار جانبية في منطقة الحدث أو بعملية موضعية فقط ضد المنفذين.
فضلا عن ذلك، في نظرة أوسع، ثمة من يدعي أن إسرائيل منشغلة جدا في التهديد الإيراني، حتى وإن كان خطيرا بحد ذاته، لدرجة انها تتجاهل القوة السنية الصاعدة في ارجاء سورية في شكل حركات ثوار متطرفة، مثل "داعش" او كتلك القريبة من القادمة. وعليه، كما يدعون، فإنه عندما يتحقق هذا التهديد، لن تكون إسرائيل جاهزة كما ينبغي لمواجهته.
يجدر قبل كل شيء أن نوضح عما يدور الحديث. تعمل في هضبة الجولان اليوم قوات للثوار، من المتشددين إلى هذا الحد أو ذاك، في القسم الجنوبي فقط. وفي هذه اللحظة لا يوجد هؤلاء الثوار يعملون ضد إسرائيل، بل يركزون على إسقاط الأسد ونظامه. أي منهم لا يعتبر عاطفا كبيرا على إسرائيل – بل العكس هو الصحيح أغلب الظن – ولكن يوجد لهم هدف وطالما لم يتحقق هذا، فإنهم لن يتوجهوا إلى أعداء آخرين. وبالمقابل، في وسط الهضبة وفي شمالها تعمل قوات تؤيد الحكم العلوي وتخدمه. وهي توجد على اتصال مباشر مع إيران أو مع حزب الله، الذي هو مثابة الذراع الطويلة للحكم الإيراني في المنطقة. السلاح، المال، التوجيه بل وأحيانا القيادة في الميدان هي للإيرانيين، أحيانا بالتعاون مع حزب الله وأحيانا بدونه. ومع أن هناك أميركيين يدعون أنهم تلقوا وعودا بأنه في أعقاب الاتفاق النووي سيتوقف قسم من أعمال الإرهاب والعداء من الإيرانيين – ولكن الإيرانيين الكبار في لبنان وفي سورية لم يسمعوا بعد عن ذلك، بل أنهم يوسعون أعمالهم.
الجهاد الإسلامي، الذي ذكر اسمه في الحدث، هو تنظيم اقيم ومول ويعمل بتوجيه إيراني مباشر. وبقدر ما فإنه يتبع النزوات الإيرانية حتى أكثر من حزب الله الذي يحافظ على مظهر خارجي "بالاستقلال اللبناني".
أمام إسرائيل مسألتان مختلفتان؛ الأولى تتعلق بعموم السياسة الإسرائيلية بالنسبة للحرب في سورية: حرب العلويين والشيعة ضد السوريين، حرب المنظمات المسلحة مثل جبهة النصرة وداعش ضد الحكم السوري، المسنود بإيران وبروسيا ويعمل إلى جانب حزب الله وميليشيات شيعية أجنبية. هل ينبغي لإسرائيل أن تتخذ موقفا وتعمل ضد أحد الطرفين أو لصالح أي منهما؟ هل من الأفضل النظام المعروف على كل مشاكله، أم أن الافضل هي المنظمات المتطرفة جدا، التي امتنعت حتى الآن عن العمل ضد إسرائيل، ولكن واضح ان يوم دولة اليهود سيأتي إلى قلب جدول اعمالها.

المسألة الثانية مختلفة جوهريا، ولكن يمكنها أن تؤثر ايضا على الجواب الأول: كيف ينبغي لإسرائيل أن ترد عندما تنفذ عملية ضدها في هضبة الجولان؟ هي تكتفي فقط بالحد الأدنى اللازم وبتركيز ردها على القاطع الذي وقع فيه الحدث؟ أم عليها أن توسع ردها كي تردع من يقف خلف العملية؟.
مبدئيا، يبدو أن على إسرائيل أن تحذر جدا من أن تصبح جزءا من النزاع الذي لا ينتهي في سورية، إذ من ناحيتها لا يوجد طرف واحد أفضل من خصمه. امام التطرف الذي لا يمكن فهمه والوحشية غير الإنسانية لداعش، تقف قدرة حزب الله على تفعيل مئة الف صاروخ تحت عصا القيادة الإيرانية، في الوقت الذي تكون هذه هي مصلحتها.
وكلما ضعف الأسد، يصبح اكثر تعلقا بإيران وحزب الله، ولكن تقل ايضا قدرته على مساعدتهم، وربما اهم من ذلك – يجتذب حزب الله إلى العمل في سورية، على حساب قدرات المنظمة في الجبهة أمام إسرائيل. فلماذا ينبغي لإسرائيل أن تتدخل في صالح أي من الطرفين؟ أوليس من الأفضل ان يستنزف الطرفان دم بعضهما؟ لماذا ينبغي لإسرائيل أن تعرض للخطر أي من جنودها في صالح من سيكون عدوها غدا أو بعد غد؟ هذا المنطق ليس مفهوما لي.
كقاعدة، يبدو أنه سيكون أصعب على إسرائيل التصدي لعدو تقف خلفه دولة تساعده على التعاظم من أن يتصدى لمنظمة قد تكون أكثر وحشية، ولكن لا توجد دولة ملتزمة بمساعدتها على بناء قدراتها. وبأخذ هذه القاعدة بالحسبان، ليس لإسرائيل مصلحة للتسهيل على حزب الله وعلى الأسد حليفة، رغم أن البديل هو تنظيم رهيب مثل داعش. ولكن في نفس الوقت يبدو أن إسرائيل لن تكسب شيئا إذا ما سرعت سقوط الأسد وساعدت على فتح الباب لسيطرة منظمات متطرفة على ما يتبقى من سورية. وعليه يبدو أن عدم تدخل إسرائيل هو السياسة العاقلة.
بالمقابل، هناك نوعان من الأحداث يكون فيهما على إسرائيل أن تعمل دون مراعاة مسألة مَن مِن الطرفين في سورية يخدم عملها. الحالة الأولى هي عندما تنقل إيران أو سورية لحزب الله سلاحا محطا للتوازن، سلاحا يعطيه قدرة من شأنها أن تعرقل إسرائيل في كل مواجهة مستقبلية. في مثل هذه الحالة على إسرائيل أن تمنع نقل السلاح بالقوة، في عملية دقيقة قدر الإمكان، ولكن دون مراعاة عمق العملية وقربها من ذخائر أولئك الذين يساعدون الحكم – سواء كان هؤلاء رجال الأسد، الإيرانيين وحتى الروس.
الحدث الثاني هو عندما تنفذ عملية مباشرة ضد إسرائيل من هضبة الجولان أو من مجال آخر. بعد حدث كهذا على إسرائيل ان تجتهد كي تعثر على منفذي العمليات، وإذا كان ممكنا مرسليهم المباشرين – والمس بهم. وعندما لا تكون إمكانية كهذه (وهذا هو الوضع بشكل عام)، ينبغي ضرب أهداف توضح لمرسلي الإرهاب بأنهم غير محصنين.
والتلميحات التي يبثها الرد يجب أن تكون شديدة الوضوح بما يكفي من أجل إيضاح موقف إسرائيل، ولكن دون إلزام الطرف الآخر بالرد بشدة. في الوضع الحالي ليس لإسرائيل مصلحة في أن تبدأ عملية "ذهب كرسي – جاءت طاولة"، والتي يعرف المرء كي تبدأ ولكن لا يعرف المرء أن تنتهي. إن إيجاد التوازن الحساس في الرد الحاد بما يكفي من أجل تأكيد الجدية، ولكن ليس ردا يدهور الوضع، هو التحدي الصعب في أوضاع من هذا القبيل.
بالنسبة للمستقبل: "لا تظهر بعد علائم على الأرض، ولكن لا ينبغي أن أتفاجأ إذا كانت ستكون للاتفاق بين الولايات المتحدة وإيران تأثيرات سلبية في سورية. فمن جهة، هناك تخوف من أن سير الولايات المتحدة مع إيران يمكنه أن يحقق وقوف سُنة أكثر إلى جانب تنظيم داعش المتطرف. ومن جهة أخرى، معقول أن يشعر الإيرانيون (وربما ليسوا هم وحدهم) بأنهم أقوى في أعقاب الاتفاق، فيكون التعبير عن ذلك تدخلا أعمق في سورية في صالح الأسد، جهود أكبر لتعزيز حزب الله بسلاح حديث والعمل على عمليات في هضبة الجولان.
يجب أن نكون مستعدين لمواجهة التأثيرات السلبية للاتفاق في مكان غير متوقع في سورية.
======================
صحيفة "ذا هيل" الأمريكية: كلفة الحملة العسكرية الأمريكية ضد داعش بلغت 4 مليار دولار 27 أب ,2015  19:20 مساء
القسم : مقالات مترجمة
المصدر: عربي برس - ترجمة: ريم علي
بعد سنة من اطلاق البنتاغون لحملة الضربات الجوية ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق و سوريا قاربت كلفة الحملة العسكرية الأمريكية ضد داعش 4 مليار دولار.
وقال المتحدث باسم الجيش الأمريكي بيل أوربان أنه بتاريخ 15 آب عام 2015 بلغت الكلفة الإجمالية للعمليات المتعلقة بضرب الدولة الإسلامية منذ بدئها بتاريخ 8 آب عام 2014 3.7 مليار دولار بمتوسط يومي بلغ 9.9 مليون دولار ل 373 يوم من العمليات.
وقد نشرت التقديرات الحديثة مساء يوم الثلاثاء، وتبين التفاصيل المحدثة للكلفة الإجمالية الصادرة عن وزارة الدفاع الأمريكية أن متوسط الكلفة اليومية قد زاد قليلاً، حيث كانت في الأسابيع الأولى 5.6 مليون دولار ومع توسع الحملة ازدادت الكلفة اليومية إلى 10.5 مليون دولار.
======================
واشنطن بوست: “منحبِّك”.. أنجيلا ميركل غدت البطلة غير المتوقعة للسوريين
كلنا شركاء
أصدرتْ ألمانيا هذا الأسبوع قراراً صغيراً ولكنه في غاية الأهمية، وهو يتعلق بكيفية تعاملها مع المهاجرين السوريين، حيث ستسمح ألمانيا بموجب القرار الجديد للسوريين بالبقاء في ألمانيا والتقدم بطلبٍ  للجوء فيها بدلاً من إعادتهم إلى أول دولةٍ وصلوها من دول الاتحاد الأوروبي ؛ حيث جرت العادة خلال العقود الماضية على إعادة اللاجئ إلى أول بلد أوروبي دخله ، إذ كان القانون يسمح لألمانيا بإعادة اللاجئين بموجب اتفاقيةٍ خاصةٍ بين دول الاتحاد الأوروبي وتُعرف باسم اتفاقية دبلن.
ويحمل القرار بشائر خيرٍ لعشرات آلاف السوريين الذين وصلوا إلى ألمانيا حتى الآن خلال العام الحالي. وتُعتبر قوانين اللجوء في ألمانيا مريحةً نسبياً، لذلك يسعى الكثيرون للحصول على حق اللجوء في هذا البلد. وينصَُ التغيير الطارئ الذي أجرته ألمانيا على قانون اللجوء على تقصير فترة الانتظار القانونية بشكلٍ كبيرٍ، وينبغي على كافة اللاجئين” حتى وإن كانوا من ذوي الحالات الحرجة” قضاء فترة الانتظار حتى يتم النظر بأمر لجوئهم.
وقرَّر السوريون عبر وسائل التواصل الاجتماعي ردّ الجميل للقرار الألماني من خلال شكرهم للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل شخصياً. فقد انتشرت في الأيام القليلة الماضية الصور التي تشيد بالمستشارة ميركل والتي قام بمشاركتها عددٌ غفيرٌ من السوريين عبر شبكات التواصل الاجتماعي
حيث قام الشاعر السوري لقمان ديركي بمشاركة عددٍ من الصور التي تُكيل الثناء على ميركل، ومنها الصورة الواردة أدناه، والتي تجمع بين صورةٍ  لوجه ميركل وقد ازدانت بقصيدةٍ رومانسية:
كما بعث آخرون رسائل شكرٍ إلى المكتب الاتحادي الألماني للهجرة واللاجئين (BAMF) بعد إعلانه القرار الجديد.
وقد واجهت ميركل سيلاً من الانتقادات بسبب سياسات الهجرة، فبعد أن بكت طفلةٌ فلسطينيةٌ أثناء حديثها مع ميركل خلال لقاءٍ تلفزيوني في شهر يوليو تموز الماضي، تعرَّضت الزعيمة الألمانية للانتقاد على اعتبار أن ردة فعلها افتقدت إلى الحس الإنساني المطلوب. كما واجهت ميركل ردة فعلٍ شديدةٍ من المعارضين للهجرة حيث قُوبلت بوابلٍ من صيحات الاستهجان والاستنكار، عندما زارت مخيماً للاجئين قرب مدينة دريزدن في مطلع الأسبوع الحالي.  
ومن بين التغريدات كتبت جنان موسى تحت هذه الصورة مايلي:
يقوم الأصدقاء السوريون على الفيسبوك بمشاركة هذه الصورة للمستشارة الألمانية المرفقة بعبارة “منحبّك” ليعبروا عن شكرهم لها لاستقبال السوريين في ألمانيا”.
وغرَّدت جويس كرم على الصورة التالية لميركل قائلةً:
صورة وضعها ناشطون سوريون يشكرون فيها المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل على استقبالها للاجئين. ويحاكي هذا الشعار شعاراً اُستخدم قبلاً لتمجيد بشار الأسد، كما يُعبّر الشعار الجديد عن السخرية من انعدام الدعم العربي للاجئين السوريين”. 
ترجمة: مهدي سليمان
======================
ديلي تلغراف: السعودية تقاتل في اليمن وأنظارها على سوريا
تبوك الحدث - متابعات :
نشرت صحيفة “تلغراف” البريطانية، تقريرا حول “نجاح” العملية العسكرية التي تقودها المملكة السعودية في اليمن، بينت فيه مظاهر تطور القدرات العسكرية للمملكة، وتوقعت أن تتوجه الرياض إلى سوريا عسكريا، بعد انتهائها من مشكلة الحوثيين المدعومين من إيران.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته “عربي21، إن الضربات الناجحة التي وجهها التحالف الذي تقوده العربية السعودية للمتمردين الحوثيين في اليمن، تمثل نقطة تحول مهمة في الاستراتيجية الدفاعية التي تسعى المملكة لتطويرها.
فمنذ أن قرر أوباما الذهاب في طريق التقارب مع إيران؛ فقد قررت المملكة وضع استراتيجية جديدة للدفاع عن مصالحها، تمكنها من استعمال قدراتها العسكرية الذاتية، دون الاعتماد على قدرات حلفائها التقليديين؛ مثل الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، “وعندما حاولت إيران الإطاحة بالحكومة اليمنية المنتخبة في اليمن، الذي يمثل جارا وحليفا استراتيجيا للرياض؛ فقد قررت المملكة حشد قواتها للمواجهة”.
واعتبرت الصحيفة أن النتائج الأولية للحملة العسكرية السعودية؛ لا تمثل فقط دليلا على نجاح الاستراتيجية الجديدة، وإنما تمثل أيضا فاتحة لتحركات أخرى ستليها، بهدف فرض الاستقرار خلال السنوات القادمة في الشرق الأوسط الذي تعصف به الصراعات، وخاصة في ما يخص الحرب الأهلية السورية.
وأضافت أن الحرب في اليمن انطلقت شرارتها الأولى في آذار/ مارس الماضي، عندما اضطرت الحكومة الشرعية المنتخبة، بقيادة الرئيس منصور هادي، إلى الهروب أمام تقدم المليشيات الحوثية والجنود الموالين للرئيس السابق علي عبدالله صالح، ما دفع المملكة إلى إقامة تحالف واسع تحت قيادتها، وإطلاق حملة جوية وبحرية، بالتوازي مع دراسة إمكانية شن هجوم بري، شرط إبقاء الخسائر المدنية عند الحد الأدنى.
وقالت الصحيفة إنه خلال التحضيرات للحملة البرية التي انطلقت بهمّة عالية في شهر تموز/ يوليو؛ فقد تم إنشاء معسكرات تدريب في المملكة، لتدريب خمسة آلاف متطوع يمني كبداية، وما إن أصبحوا جاهزين لخوض المعارك؛ حتى أطلقت السعودية عملية “السهم الذهبي”، التي تمثل خطة متكاملة جمعت بين القدرات الجوية والبحرية والبرية للدول العربية المشاركة، مع دعم خاص من الفرقة الخاصة رقم 64 في القوة البرية الملكية السعودية.
وأشارت إلى أن الخطة المتكاملة شملت إدخال القوات اليمنية عبر البر والبحر، مدعومة من قبل وحدات خاصة سعودية ومصرية وإماراتية، بهدف السيطرة على مواقع حيوية في عدن بأسرع وقت ممكن، وتطهير المدينة من فلول قوات صالح والحوثيين، وفتح المطار والميناء البحري للشروع في إدخال المساعدات الإنسانية.
وأضافت أن هذه الخطوات مهدت الطريق لبقية المتطوعين للذهاب لتلقي التدريب في القواعد العسكرية السعودية، والعودة بشكل آمن للالتحاق بلجان المقاومة الشعبية وقوات الجيش الموالية للرئيس هادي، التي كانت تسيطر على عدن وتسعى للتقدم نحو تعز، ثالث أكبر مدينة يمنية.
وقالت الصحيفة إن التحالف العربي واجه في البداية مقاومة عنيفة من قبل قوات الحوثي وصالح، المتحالفة تحت إمرة قائد عسكري بارز في حزب الله اللبناني، وهو خليل حرب، الذي كان مكلفا بالدفاع عن عدن وما جاورها، “ولكن هذه المقاومة تم كسرها بفضل الاستراتيجية السعودية، التي عمدت إلى تقطيع أوصال القوات المعادية وعزلها عن بعضها، ثم شن هجمات واسعة ومتزامنة”.
واعتبرت أن الدرس المستفاد من نجاح التحالف العربي؛ يتمثل في كونها المرة الأولى التي تتمكن فيها مجموعة دول عربية من إنشاء تحالف فيما بينها، والقيام بعملية عسكرية واسعة النطاق تكللت بالنجاح، ما يعني أن هذه الحملة الناجحة ستكون نموذجا لما سيكون عليه الوضع في المستقبل، فمن المتوقع أن الملك سلمان، بعد أن يتأكد من هزيمة الحوثيين المدعومين من إيران، سيحول نظره نحو سوريا.
وحذّرت الصحيفة من أن الوضع في سوريا أكثر تعقيدا من اليمن، بسبب الصلابة التي أظهرها الجيش السوري والمليشيات الإيرانية، أثناء قتالهم ضد مختلف قوات المعارضة، ولكن رغم ذلك؛ فإن المؤشرات الأولية توحي بأن تدخلا عسكريا في سوريا بقيادة المملكة قد يكون ناجحا وفعالا.
وأضافت: “بشار الأسد اعترف بنفسه بأن جيشه أصابه الإنهاك، كما أن الوضع في سوريا يعد أفضل من اليمن، من ناحية وجود فصائل معارضة قوية وجاهزة للتحرك بشكل منسق، على غرار أحرار الشام في الشمال، وجيش الفتح في الجنوب، حيث إن هذه المجموعات اكتسبت صلابة وخبرة ميدانية، وتتمتع بقدر من الدعم الشعبي في سوريا”.
وزادت بأن الحضور الجوي لتحالف تقوده السعودية؛ سيعني حظر الطيران على النظام السوري، وبالتالي إيقاف مأساة إلقاء البراميل المتفجرة على المدن، ما يتيح للفصائل المعارضة، باستثناء تنظيم الدولة والقاعدة، التحرك بحيوية وحرية أكثر.
وفي الختام؛ أكدت “تلغراف” أنه في ظل اتساع رقعة الفوضى والعنف في العالم العربي، وجنوح الدول الغربية نحو خيار الجلوس على الربوة والاكتفاء بالمشاهدة؛ فإنه يبدو أن الرياض أمام فرصة للاضطلاع بمسؤولية قيادة تحالف دولي لاستعادة الاستقرار في المنطقة.
======================
"فاينانشيال تايمز": "أردوغان" يحول تركيا إلى سوريا جديدة
الجورنال
يواجه الرئيس التركى رجب طيب أدروغان موجة غضب عارمة، سواء بالداخل أو الخارج، تسببت فى تراجع شعبيته وحزبه بصورة غير مسبوقة، وتوقعات بخسارته الانتخابات المقبلة، بالإضافة إلى مخاوف من تحويل تركيا إلى سوريا جديدة مع نزوح أكثر من ١٠٠ ألف تركى من مناطق الصراع الحالية بينه وبين الأكراد، وخارجيًا وصفته جبهة النصرة السورية بأنه يمثل «إبليس اللعين على الأرض».وكانت آخر قراراته المثيرة للخجل وقف خدمة تويتر، أمس الجمعة، وذلك لوقف حشد الجماهير للخروج فى مظاهرات حاشدة ضده، وتزايد الحملات المناهضة له ولحكومته. وكانت جبهة النصرة، أحد أبرز فصائل المعارضة المسلحة، التى تحارب بشار الأسد فى سوريا، شنت هجومًا حادًا على أردوغان، وحذرته من المضى قدمًا فى خططه الشيطانية تجاه سوريا والمنطقة، ووصفته فى بيان لها بأنه «إبليس اللعين».وجاء فى البيان «أطل علينا إبليس اللعين (أردوغان) مستنفرًا خيله ورجاله، وداعيًا مجلس شوراه من النصارى وطواغيت العرب والعجم، لإقامة منطقة عازلة لتكون عرشه الذى سيتربع عليه، وحجر الأساس الذى سيبنى عليه، صرح طاغوته، وقد صدرت فتوى أجازت للحكومة التركية القيام بهذا العمل».وكانت صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية حذرت من أن تركيا فى طريقها لحرب أهلية، وأنها قد تتحول إلى سوريا جديدة، بسبب سياسات أردوغان التى تدفع الآلاف من الشباب إلى حمل السلاح ضده بسبب سياساته العنيفة والحرب الأهلية التى أشعلها ضد الأكراد.كما حذرت صحيفة «توداى زمان» التركية من دخول البلاد فى فوضى عامة، خاصة بعد تزايد أعداد اللاجئين الأتراك والفارين من مناطق الصراع بين الأكراد وأردوغان إلى أكثر من ١٠٠ ألف لاجئ، فروا إلى مدن أخرى شمال البلاد، الأمر الذى يهدد بكارثة حقيقية.وانتقدت الصحيفة ممارسات الأجهزة الأمنية والعسكرية فى البلاد والتى تحولت إلى ما يشبه ميليشيات مسلحة تتبع أردوغان، وذلك بعد أن أعلنت مناطق آمنة خاصة بقرار من المحافظين فى ٧٧ منطقة فى ١٥ مدينة بتركيا، فضلًا عن ٦ مناطق عسكرية مؤقتة، وفرضت حالة الطوارئ العسكرية فى ١٥ مدينة، وهجرت مناطق بأكملها من المواطنين.وفى ظل التطورات الأخيرة تراجعت شعبية أردوغان وحزبه العدالة والتنمية إلى أدنى معدلاتها مؤخرًا، وتزايدت التكهنات بفقدانه المزيد من المقاعد فى الانتخابات البرلمانية نوفمبر المقبل، ووفقًا لأحدث الاستطلاعات فقد تراجعت نسبة تأييد الحزب إلى ٣٨.٩٪، وهى أقل من النسبة التى حصل عليها فى انتخابات ٧ يونيو الماضى، وبلغت ٤٠.٧٪.وجاءت تصريحات أردوغان الأخيرة لتزيد من غضب الشعب، خاصة بعدما هدد فى خطابه الأخير بأن الفوضى ستعم البلاد إذا لم يفز حزبه فى الانتخابات المقبلة، وتحدث عن مؤامرة كونية على تركيا وعليه هو شخصيًا، وأن هناك أيادى خارجية تعبث بأمن البلاد.وزاد الغضب الشعبى بعد إهانته لأسرة أحد الجنود الذين استشهدوا مؤخرًا فى مواجهات مع حزب العمال الكردستانى، حيث احتد أردوغان على شقيقة الجندى، التى عبرت عن مدى ألمها وحزنها لفقدان شقيقها، وقال لها فى مكالمة هاتة سجلتها الأسرة ونشرتها «توداى زمان»: «إذا كنتى حزينة فلماذا اختار أخوكى الانضمام للجيش.. ومن أجبره على هذه المهنة؟».
======================
هافينغتون بوست: إسرائيل تضاعف جيشها لحالة التأهب والحذر على الحدود السورية
رصد: كلنا شركاء
نشرت صحيفة هافنجتون بوست، في نسختها الفرنسية، تقريرا عن مضاعفة الجيش الإسرائيلي لحالة التأهب والحذر على الحدود السورية، وذلك إثر الهجمات التي تعرض لها، والمنسوبة لحركة الجهاد الإسلامي المدعومة من إيران، في سياق يسيطر فيه فيلق القدس بقيادة قاسم سليماني، على المناطق المحاذية للحدود، ما يزيد من تخوف إسرائيل، التي تخشى كذلك التعرض لهجمات من الفصائل المحاربة للنظام السوري، أو التعرض لهجوم كيميائي، بعد أن انتشرت أخبار تؤكد حيازة جماعات مسلحة أسلحة كيميائية.وذكر التقرير، الذي ترجمته “عربي21، أن الأوساط العسكرية في شمال إسرائيل تعيش حالة استنفار قصوى بينما يبدو الرأي العام الإسرائيلي منشغلا بتفاصيل حياته اليومية؛ حيث لاحظ الجيش الإسرائيلي منذ مدة وجود نشاط كثيف في المنطقة للجماعات التي تقاتل النظام السوري، ولكن حدة التوتر ازدادت في الأيام الأخيرة.
وقالت الصحيفة، إن مخاوف الجيش الإسرائيلي تحولت إلى واقع، بعد سقوط  قذائف صاروخية، تم إطلاقها من هضبة الجولان، ولم تسفر عن أية إصابات، ولكنها أدت إلى نشوب بعض الحرائق.  وكما كان متوقعا، قامت وحدات جيش الاحتلال الإسرائيلي، الموجودة في المنطقة، بالرد على تلك الضربات، وتعزيز دفاعاتها والرفع من درجة جهوزيتها في المنطقة.
وذكرت الصحيفة أن المعلومات الاستخباراتية التي حصلت عليها قيادة المنطقة الشمالية، تفيد بأن كتائب حركة الجهاد الإسلامي الموجودة في المنطقة، هي التي قامت بإطلاق الصواريخ في محاولة منها للتصعيد، تحت إشراف ميداني من قادة عسكريين إيرانيين.وأوضح التقرير أن هذا الحادث، الذي جدّ مؤخرا، يعتبر الأخطر منذ مدة، وهي أول مرة تسقط فيها صواريخ قادمة من سوريا على منطقة الجليل، منذ حرب 1973 أو حرب يوم الغفران كما يسميها الإسرائيليون، عندما تمكنت آنذاك مجموعات قادمة من سوريا من دخول الجليل.
واعتبرت الصحيفة أنه من المؤكد أن بشار الأسد لديه مشاغل أخرى أكثر مصيرية في الوقت الحالي، ولكن تحت الضغط الذي يخضع له من قبل حزب الله وإيران اللذين يدعمانه ضد المعارضة، فإنه مضطر للتغاضي عما يحدث على الحدود، على الرغم من خطر التعرض لرد فعل قوي من الجيش الإسرائيلي.
وأضافت الصحيفة أن المعلومات الاستخباراتية التي حصلت عليها القيادة العسكرية في منطقة الشمال، تفيد بأن قائد التحركات في المنطقة هو قاسم سليماني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، حيث يتحكم سليماني ورجاله في المنطقة الحدودية المحاذية لإسرائيل، وبالتالي لم تعد إسرائيل تواجه على حدودها جيشا نظاميا، سواء أكان ذلك الجيش اللبناني أم السوري، وإنما مجموعة من الجماعات المسلحة التي تأتمر مباشرة بأوامر من طهران.
وأشار التقرير إلى أن الجيش الإسرائيلي قام بتحصين المواقع الحدودية، واتخاذ التدابير اللازمة، بما في ذلك إعداد خطط تكتيكية، والتحضير لعمليات إنزال وتسلل داخل الأراضي السورية.
وعلى أرض الواقع، أجرت إسرائيل مناورات كبرى استعدادا لأي طارئ، بما في ذلك التوغل داخل الأراضي السورية؛ و قد تم تسريب هذه المناورات حتى تظهر إسرائيل أنها على استعداد وتأهب دائمين وأنها لا تترك شيئا للصدفة.
وأكدت الصحيفة أن إسرائيل تهتم بالجانب الدفاعي، وأن لديها مخاوف جدية من إمكانية حصول هجمات بالأسلحة الكيميائية إذا تمكنت الجماعات الإسلامية من الحصول على بعض منها.
وقالت إن إسرائيل تتخوف من سيناريو آخر، كأن يتمكن مسلحون مثلا من التسلل إلى داخل  البلدات الإسرائيلية واختطاف بعض سكانها وأخذهم كرهائن.
وأشارت الصحيفة إلى أن الشغل الشاغل لإسرائيل حاليا هو خطوات إيران، على الرغم من كل هذه السيناريوهات المحتملة؛ فإيران مازالت محل اهتمام متواصل من قبل الإسرائيليين؛ كما أن الملف النووي الإيراني مازال محل نظر في القدس المحتلة، خاصة بعد تسريب بعض الفقرات السرية للاتفاق بين إيران والغرب، الذي ينص على أن إيران ستتولى بنفسها مراقبة أنشطة موقع فيرشين النووي.
واختتمت الصحيفة بأنه في حال ثبوت صحة هذا التسريب، فإن ذلك الاتفاق سيكون شبيها بتكليف القط بحراسة الحليب، وإن هذا الاتفاق سيكون مزحة سيئة وسيكون أكبر مهزلة في التاريخ.
======================
صحيفة سليت الفرنسية :الاعتقاد بأن توسع داعش “لغز” هو تجاهل لكيفية التصدي له
نشر في : السبت 29 أغسطس 2015 - 04:20 ص   |   آخر تحديث : السبت 29 أغسطس 2015 - 04:28 ص
صحيفة سليت الفرنسية – التقرير
اعترض أستاذ العلوم السياسية على ما ادعاه مسؤول سابق في منظمة حلف شمال الأطلسي من أن توسع تنظيم داعش هو لغز. ليوضح أنه يمكن شرح الاستراتيجية التي ينتهجها هذا التنظيم.
اعتبر مسؤول سابق في منظمة حلف شمال الأطلسي، اشترط عدم الكشف عن هويته، في مقال طويل نشر في مجلة “نيويورك ريفيو أوف بوكس” أن تقدم تنظيم داعش هو لغز، قائلًا: “لم نلحظ تاريخيًا مثل هذا التقدم المفاجئ وغير المفهوم والمستحيل عكسه، الذي قام به تنظيم داعش، إلا مع تقدم الوندال في شمال إفريقيا الروماني”.
ونشر أستاذ العلوم السياسية كوستانتينو، أستاذ مساعد في العلوم السياسية في جامعة ميامي، مقالًا في صحيفة واشنطن بوست يعترض فيه على هذه الادعاءات للمسؤول العسكري في الناتو. ويرى هذا الأكاديمي أنه من خلال بحث مقارن، بناء على نظريات من العلوم السياسية، يمكننا شرح ظهور وطريقة عمل تنظيم داعش؛ وذلك من خلال ثلاثة عناصر:
التعامل السني
سر ولاء السكان السنة لتنظيم داعش يستجيب لديناميكيتين متكررتين في سياق الحرب الأهلية. أولاهما، استخدام العنف لتشكيل سلوك المدنيين؛ ففي المناطق التي يسيطر عليها التنظيم، امتنع عن ممارسة العنف العشوائي ضد قاعدته الشعبية المتكونة من السنة لتجنب نفور السكان. أما الديناميكية الثانية فهي إضفاء الطابع المؤسسي على العنف من خلال تطبيق الشريعة؛ حيث لا يزال إنفاذ أحكام الإعدام يطبق بطريقة منظمة وموضوعية.
كما يرى السنة العراقيون والسوريون في تنظيم داعش أنه “أهون الشرين” في السياق الحالي. ومقارنة بالأنظمة الحالية التي قمعت مواطنيها من السنة لعقود طويلة؛ فإن تنظيم داعش يعتبر الضامن الأساسي لمصالح السكان السنة، على الرغم من تعصبه الديني. ونفس هذا الموقف موجود في بعض دول البلقان وإفريقيا جنوب الصحراء وآسيا.
الجانب العسكري
القول بأن تنظيم داعش يتحدى النهج التقليدي للحرب غير المتكافئة على غرار حرب العصابات ليس صحيحًا؛ فوفقًا لكوستانتينو، يعتبر ماو تسي تونغ أحد منظري هذا النوع من الحرب، والذي طبق حرب التمرد في ثلاث مراحل: أولًا اغتيال العناصر الرئيسة للحكومة، وفي مرحلة ثانية شن هجمات حرب العصابات لإضعاف الحكومة بصورة تدريجية، وأخيرًا تنفيذ حرب تقليدية للاستيلاء على السلطة.
وحرب داعش ليست استثناء لهذه المبادئ، فقد وصل هذا التنظيم إلى المرحلة الثالثة بعد سنوات من التمرد في الظل لكسب النفوذ والموارد إلى أن تمكن من مصادر القوة بما فيه الكفاية لتنفيذ الحرب التقليدية. وكان الظهور السريع لهذا التنظيم في وقت ملائم بشكل خاص، وذلك مع ضعف الحكومتين السورية والعراقية بعد الحرب التي دامت لسنتين ضد التمرد ومع تفشي الفساد العميق والسياسة اللاأخلاقية للأنظمة القائمة.
استراتيجية التوسع
بالنسبة للمسؤول العسكري، فإن استراتيجية تنظيم داعش غامضة؛ لأنه من غير المعقول أن تكون له القدرة على فتح العديد من الجبهات في وقت واحد كما هو الحال اليوم. إلا أن الأكاديمي كوستانتينو يرى أنه يمكن شرح هذه الاستراتيجية؛ فقد ارتكب تنظيم داعش بعض الأخطاء، كما أنه ليس في مأمن من بعض الإخفاقات العسكرية مثل هجوم أربيل في عام 2014. هذا النصر ضد هذا التنظيم الذي حققه الائتلاف المتكون من جبهة النصرة، ومن كتائب سلفية ومن مجموعات تابعة للجيش السوري الحر، والذين أرادوا وقف توسع هذا التنظيم بسبب التهديد الذي أصبح يمثله. وبفضل الموارد الضخمة التي تحصل عليها عند سيطرته على مدينة الموصل في العراق، تمكن هذا التنظيم من مقاومة هذا الائتلاف ورد الهجوم
كما يساهم تقدم هذا التنظيم وسيطرته على أراضٍ جديدة في مضاعفة موارده تطبيقًا للنموذج المعروف عند تحليل الحروب الأهلية؛ فالجماعة المتمردة الأقوى تستخدم قوتها من أجل التخلص من كل الجماعات المنافسة الأخرى، وذلك تزامنًا مع عجز الحكومة على رد الفعل وعلى المواجهة؛ بهدف توسيع قاعدة مواردها ومنع تشكيل منافسين جدد داخل المعارضة.
الأدوات موجودة
وهكذا، فإن النظريات القائمة حول التمرد والإرهاب يمكنها شرح الاستراتيجية التي ينتهجها تنظيم داعش. ويرى أستاذ العلوم السياسية أنه “علينا بالطبع أن نواصل العمل لتقديم الدعم لأولئك الذين يواجهون هذا التنظيم، مع عدم الاستسلام لإغراء الانهزامية من خلال وصف تقدّم تنظيم داعش على أنه لغز؛ فبهذا الموقف نحرم أنفسنا من أفضل الأدوات التي ستمكنّنا من فهم ومواجهة هذا التنظيم”.
 
======================
فورين بوليسي :ما لا يريد البيت الأبيض سماعه: مواجهة داعش ستستمر لعقود من الزمن
نشر في : السبت 29 أغسطس 2015 - 03:57 ص   |   آخر تحديث : السبت 29 أغسطس 2015 - 03:57 ص
يتنبأ كبار الجنرالات بأنّ مواجهة تنظيم داعش ستستمر لأكثر من عقد من الزمان، وهذه ليست الرسالة التي يريد البيت الأبيض أو الكونغرس سماعها
فورين بوليسي – التقرير
مع مشاهدة الجنود الأمريكان يجلسون في قاعة مغبّرة في بغداد، يطرح كبار ضباط الجيش الأمريكي بعض الأسئلة على القوات الأمريكية هناك.
تساءل الجنرال مارتن ديمبسي: “هل تمّ إرسالهم إلى العراق من قبل؟“. ومن أصل 200 جندي في القاعة، رفع ثلاثة أرباع الموجودين أيديهم.
كم منكم يعتقد أنه سيأتي إلى العراق مرة أخرى؟“، رفعوا أيديهم جميعًا.
فقال ديمبسي: “أعتقد أنكم محقون في ذلك. ربما نستمر في هذه الحرب لبعض الوقت“.
هذه المحادثة، التي دارت في يوليو الماضي خلال زيارة ديمبسي الأخيرة إلى العراق قبل أن يترك منصبه، توضح ما وصفه ضابط كبير في البنتاغون بأنّه “صراع الأجيال” ضد تنظيم الدولة الإسلامية. وعلى الرغم من التقييمات المتفائلة من البيت الأبيض، لكنّ الجنرالات يعتقدون بأنّ الحرب ستمتد إلى أبعد من ذلك في المستقبل، بعد فترة طويلة من انتهاء ولاية الرئيس باراك أوباما.
في مقابلة مع صحيفة “فورين بوليسي” في يوليو الماضي، وقبل وقت قصير من تنحيه عن منصب نائب رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة للجيش الأمريكي، شبّه الأدميرال ساندي وينفيلد الحملة ضد تنظيم الدولة الإسلامية بالحرب الباردة.
وقال وينفيلد: “أعتقد أنه سيكون صراعًا بين الأجيال“.
وفي الوقت نفسه، قال رئيس هيئة أركان الجيش الأمريكي المنتهية ولايته، الجنرال راي أوديرنو، للصحفيين: “في رأيي، سيمثل تنظيم داعش مشكلة على مدى السنوات العشر أو العشرين القادمة. إنها ليست مشكلة تمتد لعامين فحسب”.
لكنّ المسؤولين في البيت الأبيض، ومعظم أعضاء الكونغرس، يترددون في التحدث علنًّا بشأن إلى متى قد تستمر الحملة ضد داعش، وهذا يسبب الكثير من الإحباط للقادة العسكريين. بالنسبة لأعضاء الحزبين السياسيين، فهم يعترفون بأنّ الحرب قد تطول لمدة 10 إلى 20 عامًا أخرى؛ وهذا أمر محفوف بالمخاطر السياسية، وسيتطلب مواجهة قرارات صعبة حول إرسال القوات للقتال، والميزانيات، والاستراتيجيات الخاصة.
وبدلًا من ذلك، فإنّ البيت الأبيض يتحدث بشكل غامض عن عملية “طويلة الأمد” دون التطرق تحديدًا إلى توقعات الجنرالات لحرب محتملة قد تستمر إلى عشر سنوات. لكنّ المسؤولين اعترفوا أنّ المعركة ستستمر بعد انتهاء فترة رئاسة أوباما في عام 2017، وستترك الرئيس القادم مع خيارات صعبة حول كيف يمكن توسيع تلك الحملة الضعيفة.
وفي حين أنّ الإدارة الأمريكية قد ابتعدت عن الحديث عن إلى متى ستستمر هذه الحرب، اتهم بعض المشرعين الجمهوريين -من بينهم السيناتور جون ماكين (النائب الجمهوري عن ولاية أريزونا)- والمحللين العسكريين البيت الأبيض بتقديم سرديات إيجابية بشكل مفرط عن تلك الحملة المتعثرة.
والآن، تواجه الإدارة الأمريكية مزاعم مثيرة للجدل بأنّ الجيش قد سعى لتزوير تقارير استخباراتية لنقل صورة أكثر تفاؤلًا عن الحرب ضد داعش.
ولذلك؛ أجرى المفتش العام لوزارة الدفاع تحقيقًا في مزاعم أحد المحللين بوكالة استخبارات الدفاع يدّعي أنّه تمّ تنقيح التقييمات بشكل غير صحيح من قِبل القيادة المركزية الأمريكية، وفقًا لصحيفة نيويورك تايمز.
أثارت هذه المزاعم تساؤلات عديدة حول تسييس الحملة الجوية وحملت أصداء الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، كما تمّ توجيه الاتهامات ضد مسؤولين في إدارة الرئيس جورج دبليو بوش بتزوير تقارير استخباراتية حول مخزونات أسلحة الدمار الشامل لتعزيز الأساس المنطقي للتدخل العسكري في العراق.
تدرك لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ حقيقة المزاعم بأنّ التقديرات الاستخباراتية قد تمّ استخدامها أو تعديلها بشكل غير صحيح“، وفقًا لتصريح أحد الموظفين في مكتب السيناتور ريتشارد بور، رئيس لجنة السياسة الخارجية، لصحيفة “فورين بوليسي” يوم الخميس الماضي.
ولكن، مع احتواء القضية على بعض المبلغين عن المخالفات المزعومة، قال بعض المسؤولين في الكونغرس إنهم لم يتمكنوا من مناقشة أي جانب من جوانب التحقيق أو حتى مناقشة ما إذا كان المشرعون سيقومون بتحقيقات خاصة بهم.
لقد أدان أوباما كيف تمّ تزوير الاستخبارات في الفترة التي سبقت غزو العراق عام 2003. وفي خطابه في 5 أغسطس، دافع عن الاتفاق النووي مع إيران، وقال إنّ الحرب الأمريكية المشؤومة في العراق كانت نتاج “عقلية بالغت في التهديدات خارج نطاق الاستخبارات المتوفرة“.
وبعد توليه منصبه، تعهد أوباما بتنفيذ وعد انتخابي لجلب الحرب في العراق إلى “نهاية مسؤولة” من خلال سحب القوات الأمريكية في عام 2011.
ولكنّ الحرب لم تنتهِ في الموعد المحدد لها. وأرسل أوباما 3400 جندي إلى العراق لمساعدة القوات المحلية في المعركة ضد تنظيم الدولة الإسلامية، هذا التجسيد القاتل لخطر التطرف الذي أوقف الاحتلال الأمريكي الذي استمر لما يقرب من تسع سنوات. كما شنّت الحملة الجوية التي قادتها الولايات المتحدة أكثر من 6400 ضربة جوية ضد أهداف تنظيم الدولة الإسلامية.
وهذا يعني أنّ أوباما سيترك منصبه مع عدم وجود احتمال لوضع حد للدور الأمريكي في صراع تكلّف أكثر من 3.7 مليارات دولار بعد سنة واحدة فقط، وقوّض خطط البنتاغون لـ”إعادة تشكيل” قواته بعد سنوات من الحروب الطاحنة لمكافحة التمرد.
وبينما كان مسؤولو الإدارة الأمريكية مترددين في تقديم توقعات أكثر دقة حول مدة الحملة، قال أوديرنو للصحفيين في يوليو الماضي إنّ تنظيم الدولة الإسلامية سيكون “مشكلة طويلة الأمد” خلال العقد القادم أو ربما أكثر من ذلك، رُغم أنه ليس متأكدًا بشأن مدى خطورة هذا التهديد في السنوات المقبلة.
كان أوديرنو يعبر عن رأي شائع بين القادة العسكريين الأمريكان، الذين غالبًا ما يتذمرون من غياب التخطيط الاستراتيجي المتماسك من جانب البيت الأبيض والكونغرس.
وقال ضابط عسكري كبير: “هذه ليست مهمة تستغرق سنتين أو ثلاث سنوات. نحن نتحدث عن حرب قد تستمر إلى عشر سنوات“.
ورفض مسؤول كبير بالإدارة الأمريكية الحديث عما إذا كان البيت الأبيض يتفق مع توقعات أوديرنو، قائلًا: “من المستحيل إعطاء أي إجابة دقيقة خارج جدول زمني على المدى الطويل“.
وأضاف المسؤول الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته: “تعتقد هذه الإدارة أنّ الجهود ستستمر ما دام الهدف منها تدمير تنظيم داعش في نهاية المطاف. وهناك عدد قليل من المتغيرات التي ينطوي عليها ذلك”.
هناك بعض الدلائل القليلة التي تشير إلى أنّ الحملة الحالية لم تحول المد ضد تنظيم الدولة الإسلامية بأي طريقة مجدية، وهذا يعزز الشعور بطول أمد هذا الصراع. كما تحدث مسؤولون أمريكان عن النجاح الذي حققته القوات العراقية والكردية بدعم من القوة الجوية الأمريكية في استعادة السيطرة على مدينتي تكريت والفلوجة وإعادة السيطرة على الأراضي في شمال سوريا، في حين صدت هجمات تنظيم الدولة الإسلامية عند جبل سنجار في شمال العراق. ولكنّ تنظيم الدولة الإسلامية لا يزال يسيطر على مساحات واسعة من العراق وسوريا، بما في ذلك المدن العراقية الرئيسة في الموصل والرمادي، ويقدّر مسؤولو الاستخبارات الأمريكية أنّ التنظيم تمكّن من تجديد صفوفه من المقاتلين واستبدال الذين قُتلوا من قِبل واشنطن وحلفائها.
وقال مسؤولون في الإدارة وضباط بالجيش الأمريكي إنه على الرغم من عدم وجود أي تقدم ملحوظ، لا توجد مناقشات سياسية مثيرة داخل البيت الأبيض حول كيفية إدارة الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية.
وليس هناك ما يدل على أنّ البيت الأبيض يخطط لإعادة النظر في استراتيجيته، على الرغم من النتائج المخيبة للآمال على أرض الواقع.
ديمبسي وغيره من كبار قادة الجيش، الذين عانوا من التجربة الكارثية التي أعقبت الغزو الأمريكي للعراق في عام 2003، لا يدعمون خروجًا جذريًا عن النهج الحالي، كما أنهم لا يرون بديلًا مجديًا دون المخاطرة بوجود مستنقع آخر في العراق وسوريا.
ويصرّ مسؤولو الإدارة الأمريكية على أنّ كبار الجنرالات لا يضغطون من أجل إرسال قوة كبيرة من القوات البرية أو إدماج قوات العمليات الخاصة مع القوات العراقية في القتال.
جيشنا لا يضغط من أجل هذا”، وفقًا لما صرّح به مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية مُطّلع على المناقشات المتعلقة بالسياسة العامة، مشيرًا إلى أنّ معظم القادة يؤيدون النهج الحالي.
معظم المرشحين الجمهوريين للرئاسة، الذي ينتقدون أوباما بسبب تعامله مع تنظيم الدولة الإسلامية ويعدون باتخاذ نهج أكثر صرامة، لا يضغطون لإرسال القوات الأمريكية المقاتلة إلى العراق وسوريا.  
وقال بعضهم إنهم قد يرسلون قوات العمليات الخاصة لمرافقة القوات العراقية في المعركة؛ إلّا أنّ الجمهوريين لم يقدموا سوى تفاصيل قليلة عن مدى استعدادهم للقيام بذلك بشكل مختلف، وتجنبوا الخوض في مسألة كم عدد السنوات التي تحتاج إليها الولايات المتحدة لشنّ حرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية.
كما دعا السيناتور ليندسي غراهام صراحة إلى إرسال قوة برية كبيرة، وحثّ على نشر 10 آلاف جندي أمريكي في العراق وأكثر من ذلك في سوريا.
ويعارض غراهام فرض أي قيود على التدخل العسكري الأمريكي ضد تنظيم الدولة الإسلامية، وقال المتحدث باسمه، كيفن بيشوب، إنّ غراهام يدعم “كل ما يتطلبه الأمر ما دام الوضع يقتضي ذلك”.
كما تحدث تيم كين، السيناتور الديمقراطي، عن حرب مفتوحة، لكنه ألقى اللوم على الكونغرس الذي يسيطر عليه الجمهوريون لعدم إجراء تصويت على تفويض استخدام القوة العسكرية في العراق وسوريا.
وقال كين في رسالة عبر البريد الالكتروني: “في رأيي، هذا لا يتعلق بالصراحة من جانب الإدارة الأمريكية ولكن بالـ12 شهرًا من تنازل الكونغرس عن مسؤوليته الدستورية“.
وقال الجنرال جوزيف دانفورد، الذي من المقرر أن يحل محل ديمبسي في رئاسة هيئة الأركان الأمريكية المشتركة، إنّ المشرعين قد وافقوا على ـن تصويت الكونغرس للسماح بإرسال القوات الأمريكية لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية من شأنه أن يرسل إشارة وحدة وتماسك للحلفاء والخصوم، وفي الوقت نفسه، تقديم الطمأنينة للقوات في ساحة المعركة.
لكنّ الكونغرس اختار عدم التصويت لأنه قد ينطوي على مناقشة كاملة بشأن الحرب والموارد اللازمة. كما أوضح البيت الأبيض أنه سيبقى على موقفه تجاه حملته العسكرية دون إجراء أي تغيير سياسي.
ومع ذلك، قد تكون الإدارة الأمريكية منفتحة لإجراء مناقشة عامة عن تلك الحملة. وأشار مسؤول كبير في الإدارة أنّ البيت الابيض قد يحاول الانخراط في النقاش العام الأوسع عن الحرب في وقت لاحق هذا العام، بعد تحويل تركيزه عن تصويت الكونغرس في سبتمبر القادم بشأن الاتفاق النووي الإيراني.
======================
نيويورك تايمز :عندما يجتمع قادة أوروبا على بعد ميل واحد من جثث سبعين لاجئا
نشر في : السبت 29 أغسطس 2015 - 03:37 ص   |   آخر تحديث : السبت 29 أغسطس 2015 - 03:39 ص
نيويورك تايمز – التقرير
لقد تحول محور تركيز القادة الأوروبيين -الذين يحضرون يوم الخميس اجتماع قمة في فيينا- إلى أزمة اللاجئين المتزايدة في أوروبا بالفعل، وذلك بعد أن جاء الخبر الفظيع الذي أكد العثور على جثث متحللة لأكثر من 70 شخصًا، يُفترض أنهم لاجئون هربوا إلى أوروبا، وكانت الجثث معبأة في شاحنة على بعد ميل واحد فقط من فيينا، تركها هناك على ما يبدو تجّار البشر.
وقالت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، إنها اهتزت بشدة لسماعها هذا الخبر، وحثت زملاءها الأوروبيين على وضع خطة موحدة؛ للتعامل مع أكبر موجة من اللاجئين منذ الحرب العالمية الثانية؛ تشمل مئات الآلاف من الناس اليائسين الفارين من الحروب في الشرق الأوسط، وإفريقيا؛ بهدف الحصول على السلامة، والأمان في أوروبا الغربية.
وهذا ما ينبغي على الأوروبيين فعله؛ ولكننا سمعنا مثل هذه النداءات من قبل، ولم تفشل أوروبا في العمل على نظام مشترك لتوزيع حصص اللاجئين فقط، بل قطعت بعض الدول؛ مثل فرنسا وبريطانيا على وجه الخصوص، أشواطًا طويلة في منع الناس من الاقتراب من حدودها. وفي الوقت نفسه، لم يفعل الاتحاد الأوروبي شيئًا يُذكر لمساعدة الدولتين الأكثر استقبالاً للاجئين، وهما إيطاليا واليونان.
وفي الواقع، كان الغرض من الاجتماع إيجاد سبل لجعل منطقة البلقان أكثر ازدهارًا، ولوقف هرب اللاجئين الذين يسعون لجعل أوروبا وطنًا لهم. واتخذت المجر، على سبيل المثال، موقفًا متشددًا جدًا؛ حيث تقوم ببناء سياج من الأسلاك الشائكة على طول حدودها مع صربيا، وتهدد بإرسال قوات لمنع اللاجئين من الوصول إلى حدودها.
وبما أن الطريق إلى إيطاليا عن طريق ليبيا والبحر الأبيض المتوسط بات أكثر صعوبة وتكلفة، أصبح اللاجئون يتوجهون بشكل متزايد إلى اليونان، في محاولة للوصول لاحقًا إلى أوروبا الغربية عبر البلقان. ودخل حتى الآن 181 ألف لاجئ هذا العام إلى أوروبا عن طريق اليونان أولاً، عابرين امتداد ضيق من البحر بين تركيا واليونان. ومن هناك، تشق الجموع طريقها عبر مقدونيا، صربيا، وصولاً إلى الحدود المجرية. ومن ثم، يأمل اللاجئون بالانطلاق من هناك نحو ألمانيا، أو نقاط أخرى في أوروبا الغربية.
وتتوقع الأمم المتحدة أن عدد اللاجئين الذين يصلون إلى البلقان يوميًا سيصبح 3000 لاجئ قريبًا. ويشعر الأوروبيون العاديون بالقلق على نحو متزايد. وفي ألمانيا، التي تسير على الطريق لاستقبال 800 ألف من طلبات اللجوء هذا العام، ارتفع معدل جرائم الكراهية المعادية للأجانب بالفعل.
ونأمل بأن يصدم الاكتشاف المأساوي لجثث السبعين لاجئًا يوم الخميس تلك الدول الأوروبية التي رفضت حتى الآن إجراء ذلك النوع من العمل المنسق الذي تريده ميركل، والضروري بشكل واضح. وسيكون هذا التنسيق منصفًا لليونان وإيطاليا، اللتين تدفعان تكلفة مرتفعة جدًا، وصربيا ومقدونيا، اللتين تطمحان في الحصول على عضوية الاتحاد الأوروبي، واللتين تواجهان صعوبات في التعامل مع الوضع الحالي.
وطرح وزير خارجية النمسا، سيباستيان كورتس، الخميس، خطة تدعو لنظام حصص بين جميع الدول الـ 28 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، وإنشاء ملاذات آمنة لأولئك الذين يطلبون اللجوء في أوروبا، ومنح اللاجئين المؤهلين مرورًا آمنًا للبلدان التي يقصدونها، وشن حملة على مهربي البشر. وتمثل هذه التدابير التفكير الخلاق، والرؤوف، الذي تحتاجه أوروبا.
======================
إسرائيل اليوم :يعقوب عميدرور:  هل يجدر بنا أن نرد؟
اخر اخبار سوريا اليوم في موقع الخبر السابع
في الاسبوع الماضي ضجت مدافع الجيش الإسرائيلي في هضبة الجولان ردا على نار الصواريخ نحو إسرائيل. وبعد ذلك صفيت ـ حسب بيان الجيش الإسرائيلي ـ الخلية التي نفذت العملية قبل بضعة ايام من ذلك. في البلاد يوجد خلاف حول الرد الإسرائيلي المناسب.
ثمة من يدعي بأن إسرائيل ملزمة بأن ترد بشكل قاطع والا تكتفي بنار جانبية في منطقة الحدث او بعملية موضعية فقط ضد المنفذين.
فضلا عن ذلك، في نظرة أوسع، ثمة من يدعي بان إسرائيل منشغلة جدا في التهديد الإيراني، حتى وان كان خطيرا بحد ذاته، لدرجة انها تتجاهل القوة الجهادية السنية الصاعدة في ارجاء سوريا في شكل حركات ثوار متطرفة، مثل الدولة الإسلامية (داعش) او كتلك القريبة من القادمة. وعليه، كما يدعون، فانه عندما يتحقق هذا التهديد، لن تكون إسرائيل جاهزة كما ينبغي لمواجهته.
يجدر قبل كل شيء ان نوضح عما يدور الحديث. تعمل في هضبة الجولان اليوم قوات للثوار، من المتطرفين إلى هذا الحد او ذاك، في القسم الجنوبي فقط. وفي هذه اللحظة لا يوجد هؤلاء الثوار يعملون ضد إسرائيل، بل يركزون على اسقاط الاسد ونظامه. أي منهم لا يعتبر عاطفا كبيرا على إسرائيل ـ بل العكس هو الصحيح اغلب الظن ـ ولكن يوجد لهم هدف وطالما لم يتحقق هذا، فانهم لن يتوجهوا إلى اعداء آخرين. وبالمقابل، في وسط الهضة وفي شمالها تعمل قوات تؤيد الحكم العلوي وتخدمه.
وهي توجد على اتصال مباشر مع إيران او مع حزب الله، الذي هو مثابة الذراع الطويلة للحكم الإيراني في المنطقة. السلاح، المال، التوجيه بل واحيانا القيادة في الميدان هي للإيرانيين، احيانا بالتعاون مع حزب الله واحيانا بدونه.
ومع أن هناك أمريكيين يدعون بانهم تلقوا وعودا بانه في اعقاب الاتفاق النووي سيتوقف قسم من اعمال الإرهاب والعداء من الإيرانيين ـ ولكن الإيرانيين الكبار في لبنان وفي سوريا لم يسمعوا بعد عن ذلك، بل انهم يوسعون اعمالهم. الجهاد الإسلامي، الذي ذكر اسمه في الحدث، هو تنظيم اقيم ومول ويعمل بتوجيه إيراني مباشر.
وبقدر ما فانه يتبع النزوات الإيرانية حتى اكثر من حزب الله الذي يحافظ على مظهر خارجي «بالاستقلال اللبناني».
 
سهم مرتد للاتفاق
 
امام إسرائيل مسألتان مختلفتان. الاولى تتعلق بعموم السياسة الإسرائيلية بالنسبة للحرب في سوريا: حرب العلويين والشيعة ضد السوريين، حرب المنظمات الجهادية مثل جبهة النصرة وداعش ضد الحكم السوري، المسنود بإيران وبروسيا ويعمل إلى جانب حزب الله وميليشيات شيعية اجنبية. هل ينبغي لإسرائيل أن تتخذ موقفا وتعمل ضد أحد الطرفين او لصالح أي منهما؟ هل من الاضل النظام المعروف على كل مشاكله، ام ان الافضل هي المنظمات المتطرفة جدا، التي امتنعت حتى الان عن العمل ضد إسرائيل، ولكن واضح ان يوم دولة اليهود سيأتي إلى قلب جدول اعمالها؟

المسألة الثانية مختلفة جوهريا، ولكن يمكنها أن تؤثر ايضا على الجواب الاول: كيف ينبغي لإسرائيل أن ترد عندما تنفذ عملية ضدها في هضبة الجولان؟ هي تكتفي فقط بالحد الادنى اللازم وبتركيز ردها على القاطع الذي وقع فيه الحدث؟ أم عليها أن توسع ردها كي تردع من يقف خلف العملية؟
مبدئيا، يبدو أن على إسرائيل أن تحذر جدا من أن تصبح جزءا من النزاع الذي لا ينتهي في سوريا إذ من ناحيتها لا يوجد طرف واحد افضل من خصمه. امام التطرف الذي لا يمكن فهمه والوحشية غير الانسانية لداعش، تقف قدرة حزب الله على تفعيل مئة الف صاروخ تحت عصا القيادة الإيرانية، في الوقت الذي تكون هذه هي مصلحتها.
وكلما ضعف الاسد، وان كان يصبح اكثر تعلقا بإيران وحزب الله، ولكن تقل ايضا قدرته على مساعدتهم، وربما اهم من ذلك ـ يجتذب حزب الله إلى العمل في سوريا، على حساب قدرات المنظمة في الجبهة امام إسرائيل. فلماذا ينبغي لإسرائيل أن تتدخل في صالح أي من الطرفين؟ أوليس من الافضل ان يستنزف الطرفان دم الوحد الاخر؟ لماذا ينبغي لإسرائيل أن تعرض للخطر أي من جنودها في صالح من سيكون عدوها غدا أو بعد غد؟
هذا المنطق ليس مفهوما لي. كقاعدة، يبدو أنه سيكون اصعب على إسرائيل التصدي لعدو تقف خلفه دولة تساعده على التعاظم من أن يتصدى لمنظمة قد تكون اكثر وحشية، ولكن لا توجد دولة ملتزمة بمساعدتها على بناء قدراتها. وبأخذ هذه القاعدة بالحسبان، ليس لإسرائيل مصلحة للتسهيل على حزب الله وعلى الاسد حليفة، رغم ان البديل هو تنظيم رهيب مثل داعش. ولكن في نفس الوقت يبدو أن إسرائيل لن تكسب شيئا إذا ما سرعت سقوط الاسد وساعدت على فتح الباب لسيطرة منظمات سنية متطرفة على ما يتبقى من سوريا. وعليه يبدو أن عدم تدخل إسرائيل هو السياسة العاقلة.
بالمقابل، هناك نوعان من الاحداث يكون فيهما على إسرائيل أن تعمل دون مراعاة مسألة مَن مِن الطرفين في سوريا يخدم عملها. الحالة الاولى هي عندما تنقل إيران أو سوريا لحزب الله سلاحا محطا للتوازن، سلاحا يعطيه قدرة من شأنها ان تعرقل إسرائيل في كل مواجهة مستقبلية.

في مثل هذه الحالة على إسرائيل أن تمنع نقل السلاح بالقوة، في عملية دقيقة قدر الامكان، ولكن دون مراعاة عمق العملية وقربها من ذخائر اولئك الذين يساعدون الحكم ـ سواء كان هؤلاء رجال الاسد، الإيرانيون وحتى الروس.
الحدث الثاني هو عندما تنفذ عملية مباشرة ضد إسرائيل من هضبة الجولان او من مجال آخر. بعد حدث كهذا على إسرائيل ان تجتهد كي تعثر على منفذي العمليات، واذ كان ممكنا مرسليهم المباشرين ـ والمس بهم. وعندما لا تكون امكانية كهذه (وهذا هو الوضع بشكل عام)، ينبغي ضرب اهداف توضح لمرسلي الإرهاب بانهم غير محصنين.
والتلميحات التي يبثها الرد يجب أن تكون شديدة الوضح بما يكفي من اجل ايضاح موقف إسرائيل، ولكن دون الزام الطرف الاخر بالرد بشدة. في الوضع الحالي ليس لإسرائيل مصلحة في ان تبدأ عملية «ذهب كرسي ـ جاءت طاولة»، والتي يعرف المرء كي تبدأ ولكن لا يعرف المرء أن تنتهي. ان ايجاد التوازن الحساس في الرد الحاد بما يكفي من أجل تأكيد الجدية، ولكن ليس ردا يدهور الوضع، هو التحدي الصعب في اوضاع من هذا القبيل.
بالنسبة للمستقبل: «لا تظهر بعد علائم على الارض، ولكن لا ينبغي أن اتفاجأ إذا كانت ستكون للاتفاق بين الولايات المتحدة وإيران تأثيرات سلبية في سوريا. فمن جهة، هناك تخوف من أن سير الولايات المتحدة مع إيران يمكنه أن يحقق وقوف سُنة اكثر إلى جانب تنظيم داعش المتطرف.
ومن جهة اخرى، معقول ان يشعر الإيرانيون (وربما ليسوا هم وحدهم) بانهم اقوى في اعقاب الاتفاق، فيكون التعبير عن ذلك تدخل اعمق في سوريا في صالح الاسد، جهود اكبر لتعزيز حزب الله بسلاح حديث والعمل على عمليات في هضبة الجولان. يجب ان نكون مستعدين لمواجهة التأثيرات السلبية للاتفاق في مكان غير متوقع في سوريا.
======================