الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 28/11/2017

سوريا في الصحافة العالمية 28/11/2017

29.11.2017
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
 
الصحافة الامريكية :  
الصحافة العبرية :  
الصحافة الروسية والفرنسية :  
الصحافة التركية :  
الصحافة الامريكية :
فردريك سي هوف - (نيوزويك) 20/11/2017 :هل سيساعد ترامب الأكراد السوريين على الاستقلال؟
فردريك سي هوف - (نيوزويك) 20/11/2017
ترجمة: عبد الرحمن الحسيني
يألف القراء المنتظمون لهذا العمود بشكل كبير الأطروحة التي عُرضت هنا لأكثر من عامين ونيف: يجب تحييد "داعش" بسرعة في شرقي سورية؛ ويجب تجميع ائتلاف لقوة برية تضم من يرغب تحت القيادة الأميركية لإجهاض عمليات "داعش" الإرهابية في تركيا وأوروبا الغربية، وللتقليل للحد الأدنى من الخسائر المدنية السورية في شريط المعركة الحضرية المعقد؛ ويجب وضع وتنفيذ خطة استقرار لما بعد انتهاء القتال، والتي تهدف إلى إبقاء "داعش" ميتا، وتعتمد على المجالس المحلية قبل "داعش" وعلى المعارضة السورية للأسد.
وكانت الفكرة هي الاستفادة من هزيمة "داعش" بتحويلها منطقة مستقرة ومحمية في شرق سورية، حيث يمكن الإسراع في إيصال المساعدات الإنسانية والبدء في إعادة الإعمار، ومن أجل إبعاد مسبب الإرهاب وفشل الدولة في سورية -نظام الأسد- عن المنطقة.
لكن هذه التوصيات ظلت مستبعدة تماما بالنسبة لإدارة أوباما غير المبالية بالمجازر ضد المدنيين، والشغوفة باستيعاب إيران.
في الجزء الأكبر من ثلاثة أعوام، ظلت "قوة شريكة" تهيمن عليها قوات حماية الشعب الكردية -التابعة للمجموعة الإرهابية حزب العمال الكردستاني- هي المكون القتالي البري للائتلاف المعادي لـ"داعش" الذي تقوده أميركا.
وكانت هذه حملة متمهلة: واحدة منحت "داعش" الوقت لتخطيط وتنفيذ مجازر متعددة في أماكن أوروبية مختلفة. ولأنها ورثت من سابقتها السياسة المعادلة للفوضى، فإن إدارة ترامب -الملتزمة بوقف تحرك إيران نحو تحقيق الهيمنة الإقليمية- قامت بتسريع إيقاع المعركة ضد "داعش"، لكن عليها الآن التفكير بما ستفعله بالنسبة لشرق سورية، حيث تلوح في الأفق بوادر هزيمة "داعش" النهائية في وقت قريب.
إذا كنا لنصدق تقرير هيئة الإذاعة البريطانية (بي. بي. سي) الأخير عن إخراج إرهابيي "داعش" بواسطة الحافلات من الرقة المدمرة، فإن التقديرات المبكرة لأهمية هزيمة "داعش" لن تكون واعدة.
ومع ذلك، تحاول الإدارة التمسك بنهر الفرات كـ"خط لعدم الاشتباك"، والذي لا يجب أن يتجاوزه المقاتلون الأجانب الشيعة بقيادة إيران، وما تبقى من فلول جيش نظام الأسد.
ولكن، ماذا عن الاستقرار والحوكمة في منطقة شرق الفرات في سورية، وأجزاء من حلب ومحافظتي الرقة ودير الزور ومحافظة الحسكة؟
باعتباره كان أحد شخصيات إدارة أوباما التي رفضت بشدة المساعدة في تشكيل سلطة حاكمة بعد "داعش"، يقول المبعوث الرئاسي الخاص للتحالف العالمي ضد "داعش" (السيد بريت مكغورك) شاكيا: "لا توجد لدينا حكومة يمكن أن نعمل معها...".
في الأثناء، ركزت العمليات العسكرية ضد "داعش" في سورية بشكل رئيسي على محافظتي الرقة ودير الزور. وسكان هاتين المحافظتين عرب بأغلبية ساحقة. وحتى على الرغم من دمج قوات حماية الشعب الكردية في داخل قوات سورية الديمقراطية الأوسع -مكون القوة البرية التي تحارب "داعش" والمعززة بآلاف من المساعدين غير الأكراد- ما من شك في أن قوات حماية الشعب الكردية هي المسؤولة.
إذا ما كانت "الخطة" الأميركية تقضي بالسماح لقوات سورية الديمقراطية بتأسيس مجالس بلدية ومديريات نواح في المناطق غير الكردية، فإن المسرح سوف يكون معدا لصعود استياء شعبي، والذي من المؤكد أن نظام الأسد وداعميه ومتطرفين آخرين سوف يستغلونه. ولن يقدر أحد احتلال قوات سورية الديمقراطية بما ليس فيه: توسع حكم قوات حماية الشعب الكردية إلى ما هو أبعد من المناطق ذات الأغلبية الكردية من سورية.
يشكل دور قوات حماية الشعب الكردية في الحملة الحازمة ضد "داعش" واحدا من الأسباب الرئيسية في تدهور العلاقات الثنائية بين حليفي الناتو، الولايات المتحدة وتركيا. ولم يكن تخريب العلاقة بين الحليفين مبررا؛ فقد استغرق قرار واشنطن شن حرب بطيئة وبأقل كلفة ضد عصابة مجرمة وقاتلة تتمتع بوصول عابر للقوميات ثلاثة أعوام حتى أمكن قمع مجموعة من الأشرار متعددي الألوان والأعراق والجنسيات واللصوص والمغتصبين.
مع ذلك، احترم المستشارون العسكريون الأميركيون على الأرض شجاعة وقدرات القوات الكردية الشريكة.
لن تكون عملية تربيع دائرة العداوة التركية الكردية بهدف إضفاء الاستقرار على شرقي سورية وجعله بعيدا عن متناول أيدي نظام الأسد بانتظار تسوية سياسية سورية عملية سهلة في ضوء غياب تخطيط لاستقرار أكيد لما بعد القتال طيلة الأعوام الثلاثة الماضية. وفي الحقيقة، قد لا تكون هذه المهمة قابلة للإنجاز. ولكن، هل هي جديرة بالمحاولة؟
قد يجد أولئك الذين يقفون على الجوانب المتعارضة للقسمة التركية- الكردية؛ أولئك الذين يقولون: "لا تتخلوا عن الأكراد" وأولئك الذين يعطون الأولوية لـ"ترميم العلاقات مع حليف في الناتو"، قد يجدون حاجة إلى دفعة دبلوماسية قوية من جانب الولايات المتحدة لتكون النقطة الوحيدة التي يتفقون عليها.
في منطقة "درع الفرات" التي تسيطر عليها تركيا والتي تقع شمال محافظة حلب، ما تزال الحكومة السورية المؤقتة -التابعة للائتلاف الوطني السوري المعادي للأسد- تقدم الحوكمة للمواطنين السوريين (بدعم تركي قوي). وتظل مسألة مراجعة وتنقيح فعالية الحكومة السورية المؤقتة مختلطة؛ حيث أن لها العديد من المنتقدين في دوائر المعارضة، لكنها تعمل في داخل سورية على الأقل.
على واشنطن فتح مباحثات مع كل من أنقرة وقوات حماية الشعب الكردية/ قوات سورية الديمقراطية، بهدف التوصل إلى ترتيب مقبول من الجانبين للحوكمة المؤقتة في منطقة سورية المحمية. وسوف يكون الهدف بالنسبة للعناصر الكردية في قوات سورية الديمقراطية هو العودة إلى محافظة الحسكة كردية التكوين في جزئها الأكبر.
وسوف يتم توسيع تواجد قوات سورية الديمقراطية -بمساعدة تركية- إلى تلك الأجزاء من محافظتي الرقة ودير الزور التي طرد منها "داعش". وتستطيع الحكومة السورية المؤقتة العمل عن كثب مع المجالس المحلية -خاصة إذا وصلت ومعها موارد نقدية كبيرة- (كما تعمل مع منطقة درع الفرات). ومن المكن أن يتم تعزيزها بشخصيات من المعارضة السورية ينحدرون في أصولهم من شرق سورية.
سوف تحاول الولايات المتحدة، سوية مع هذا الجهد، التوصل إلى علاقة "عش ودع غيرك يعيش" بين الأكراد السوريين وأنقرة، في انتظار التوصل إلى تسوية سياسية شاملة في سورية؛ تسوية من شأنها خلق حكم محلي ممكّن في سياق وحدة إقليمية سورية ووحدة وطنية.
ثمة متخصصون في السياسة التركية ممن سيحذرون من أن أي محاولة أميركية لإدخال تركيا في عملية الاستقرار في شرقي سورية بحيث لا تتضمن انخراط القطع التام للروابط بين واشنطن والأكراد السوريين سوف تلاقي الرفض من جانب أنقرة، خاصة وأن استراتيجية الرئيس أردوغان الرئيسية للانتخابات الرئاسية في العام 2019 كانت إضافة مستوى عالٍ من العداء تجاه حزب العمال الكردستاني (المحظور تركيا) والأكراد السوريين التابعين له إلى القومية التركية.
قد يكون هذا التحليل صحيحا تماما. والسؤال هو ما إذا كانت واشنطن تتوافر على الإرادة والحصافة اللازمتين لممارسة ضغط دبلوماسي كثيف يستهدف تربيع هذه الدائرة الصعبة جداً.
يبقى أن نرى ما إذا كانت أدارة ترامب تتوافر على قدر من الاهتمام أكبر من سابقتها بجعل هزيمة "داعش" تصب لصالح شيء في المعركة الأوسع ضد الهيمنة الإقليمية الإيرانية والتطرف الإسلامي الذي يستلهم إجرام العائلة الحاكمة في سورية.
========================
واشنطن بوست: “حزب الله” قوة عظمى وعابرة للحدود
نشرت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية تقريرا عن وضع تنظيم “حزب الله” اللبناني ما قبل استقالة رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري وما بعد عودته إلى لبنان وعزوفه عن الاستقالة الأخيرة.
أشارت مراسلة الصحيفة في بيروت إلى أن الدول العربية تعمل وتسعى بأشكال مختلفة للضغط على الدولة اللبنانية من جهة و”حزب الله” المتهم بعلاقاته الوطيدة مع إيران. وبحسب الصحيفة فتنظيم “حزب الله” اللبناني عزز وضعه كقوة إقليمية في المنطقة من خلال تمدد قواته العسكرية إلى خارج الحدود اللبنانية.
وتابعت الصحيفة أن السعودية حاولت الضغط على لبنان وحزب الله من خلال استدعاء الحريري وإجباره على الاستقالة وأخذه كرهينة لإجبار حزب الله الخروج من السلطة عبر إسقاط الحكومة التي يشارك فيها، لكن ما حصل جاء بعكس التوقعات السعودية حيث أدت الخطوة السعودية غير المدروسة إلى توحيد اللبنانيين المطالبين بعودة الحريري ومن ضمنهم “حزب الله” الذي تعاطف بقوة مع رئيس الحكومة.
وعلق رافاييل لو فافر من مركز كارنيغي للشرق الأوسط على ما حصل أخيرا في لبنان لصحيفة “واشنطن بوست”، قائلاً: “أمل السعوديون أن تحدث استقالة الحريري صدمة، أن تُحلّ الحكومة، ويترك حزب الله وحلفاؤه الحقائب الوزاريّة والمراكز المهمة في السلطة. ولكن هذا لم يحدث”. وأضاف: “أصبح حزب الله أقوى بعد اندلاع الحرب السورية، وهو مؤثّر حتى في المؤسسات الأمنية اللبنانية”.
واضاف  لوفافر: “خسر الحزب آلاف المقاتلين في سوريا، لكنّه جنّد عددًا من العناصر أيضًا، واكتسب مهارات جديدة حوّلته إلى جيش مصغّر. فلديه الآن فرق مدفعية، وحدات قوات خاصة تنسّق مع القوات الروسية والسورية في سوريا، ويقود هجمات معقدة”. (سبوتنيك)
========================
أمهات داعش.. ورقة الإرهاب لإعادة تنظيم صفوفه.. واشنطن بوست: الداعشيات يتعهدن بتربية جيل جديد من "أبناء الخلافة".. وهاربة من ميادين القتال: سأربى أبنائى على الشهادة.. وخبراء: تلقين تدريب على عمليات انتحارية
فى محاولة للإعادة تنظيم صفوفه بعد الهزائم التى تكبدها فى سوريا والعراق، كشفت صحيفة "واشنطن بوست" فى تقرير لها اليوم، أن "داعش" بدأ اللجوء إلى استخدام النساء من أجل ما أسمته الصحيفة بإطلاق "التجسيد القادم" للتنظيم الإرهابى.
نساء من داعش
وقال مسئولين وخبراء أمن بحسب ما نشرته الصحيفة، إنهم كانوا يتوقعون على مدار أشهر موجة من العائدين من دولة "الخلافة" المزعومة، لكن لم يتوقعوا أن يكون من بينهم مئات من زوجات وأمهات المقاتلين الذين تبنى عددًا مقلقا منهن أيديولوجية الجماعة ولا يزال ملتزم بأهدافها.
وأشارت الصحيفة إلى أن هؤلاء النساء من شمال أفريقيا وحتى أوروبا الغربية، يمثلن تحديا غير متوقع لمسئولى تنفيذ القانون الذين كانوا يستعدون لتدفق الرجال، ولكنهم وجدوا أنفسهم يقررون مصير عشرات النساء والأطفال، ورغم أن عددا قليلا من النساء حاربن فى المعارك، إلا أن الحكومات بدأت تعتبرهن جميعا تهديد محتملا سواء على المدى القصير أو فى المستقبل.
وتذهب الصحيفة إلى القول بأنه بعدما أصبحت خسارة دولة الخلافة أكثر تأكيدا فى الأسابيع الماضية، أصدر قادة التنظيم توجيهات صريحة للعائدات من النساء للاستعداد لمهام جديدة تشمل تنفيذ هجمات انتحارية وتدريب لتصبحن إرهابيات فى المستقبل.
وتحدثت الصحيفة عن واحدة من هؤلاء، أطلقت على نفسها زهرة، وتقول إنها دخلت سوريا وخرجت منها دون أن يشعر بها أحد، وتقول زهرة: " سأربى أبناء وبنات أقوياء وسأخبرهم عن الحياة فى الخلافة، وحتى لو لم نكن قادرين على الحفاظ عليها، فإن أبنائنا سيعودون يوما".
وقالت آنا سبيكهارد، مدير المركز الدولى لدراسة التطرف العنيف، إنه هناك بالتأكيد حالات لنساء تم استقطابهن لداعش، لكن هناك آخريات أصبحن متطرفات بالفعل وبعضهن تولى القيام بأدوار مهمة.
واعترفت واحدة من النساء اللاتى أجرى معها المركز مقابلة، وهى من كوسوفو، أنها عادت لبلادها فقط لأنها كانت فى الأسابيع الأخيرة للحمل وأرادت رعاية طبية أفضل، وتوضح سبيكهارد أنها خرجت من أرض داعش لتلد طفلها لكنها تقول إنها تريد أن ترجع وأردت أن يكبر نجليها  ليكونا من الشهداء.
وعلى مدار أشهر كان مسئولو مكافحة الإرهاب يتوقعون موجة من العائدين من "دولة الخلافة" لكن ليس هذا، ففى المغرب، سافر نحو 1600 من المقاتلين الرجال إلى العراق وسوريا منذ عام 2012 للانضمام إلى داعش مع عدد مقارب تقريبا من النساء والرجال، بحسب الأرقام التى قدمتها مجموعة "صوان" التى تقدم المشورة للحكومات والشركات فى الشئون الأمنية.
مقاتلات من داعش
وتباطئ تدفق المقاتلين من شمال إفريقيا وأوروبا العام الماضى فى ظل الضربات الجوية التى وجهتها قوات التحالف التى قطعت خطوط الإمداد وحاصرت معاقله، ووصل عدد قليل من المقاتلين الذكور إلى بلادهم برغم مخاوف من هجرة جماعية مع اقتراب سقوط دولة داعش، لكن القنصليات الأجنبية فى تركيا حوصرت بمئات من النساء والأطفال، من زوجات وأمهات وقريبات مقاتلى داعش، اللاتى يريدن العودة لأوطانهن.
وقد عادت عشرات النساء المغربيات بالفعل، بينما لا تزال هناك العشرات فى الانتظار فى مراكز الاحتجاز فى تركيا حيث يتم مراجعة قضاياهن.
ويعترف مسئولو المغرب بأن النساء يمثلن معضلة لصناع القرار وقوات تنفيذ القانون، فالبلد ملتزم بقبول رعاية مواطنيه، لكن لم يضع سياسة لكيفية التعامل معهم، فمن ارتكبوا جرائم سيتم الزج بهم فى السجن، لكن القانون أقل وضوحًا بشأن كيفية التعامل مع الأمهات والزوجات اللاتى لا يوجد لديهن سجل للعنف أو تاريخ للمشاركة المباشرة فى التطرف.
ويقول مسئول مغربى رفيع المستوى رفض الكشف عن هويته أن كل النساء يقولن نفس القصة، أزواجهن ذهبوا لأسباب مالية وهن تبعناهم لأنه لا خيار لديهن، ورغم أن الأكثرية من هؤلاء النساء يقولن إنهن عازمات على مواصلة حياتهن السابقة، إلا أن هناك مخاوف بين خبراء الأمن من أن بعضهن لا يزال يحمل أفكارا متطرفة وسيسعى إلى ترويجها ين أفراد عائلاتهن.
========================
الصحافة العبرية :
هآرتس :ترامب يتعامل مع الشرق الأوسط كـ "صفقة تجارية"
بقلم: تسفيا غرينفيلد
دعا الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بشار الاسد، قبل نحو أسبوع، ثم دعا بعد ذلك الرئيس الايراني والرئيس التركي الى مدينة سوتشي من اجل إبلاغهم كيف ستكون ترتيبات الحكم في سورية. الاستنتاج كما يبدو هو أن دونالد ترامب يواصل سياسة سلفه، ويترك عن الشرق الاوسط و»مصالح اسرائيل» لتعسف بوتين. ولكن أحداثاً وقعت، مؤخراً، تظهر إمكانية اخرى، وهي أن هناك الآن انعطافة سياسية دولية هي الأهم منذ الحرب الباردة.
ترامب وبوتين يتصرفان كأنهما يتقاسمان مناطق سيطرتهما. ليس وفقا لخطوط ايديولوجية، بل حسب مصالح اقتصادية فقط. ترامب كما هو معروف، يعتبر نفسه قبل كل شيء رجل أعمال. فمنذ المناظرات العلنية مع هيلاري كلينتون قال إنه يسعى الى اقامة علاقات جيدة مع بوتين، ولم يتعامل أحد بجدية مع ذلك. اعتقد الجميع أن ترامب يشير بذلك الى تدخل روسيا في الانتخابات في صالحه، ولكن يبدو أنه كان يقصد أكثر من ذلك بقليل.
اذا كانت روسيا تستطيع أن تكسب من الاستثمارات الضخمة في سورية في فترة اعادة الاعمار، فان الولايات المتحدة تستطيع أن تكسب من الاستثمارات الضخمة في السعودية المنوي اعادة بنائها في ظل حكم ولي العهد محمد بن سلمان. ولكن الصفقة الاجمالية تحتاج الى تغيير في الشرق الاوسط. ولأن الصفقة الاجمالية تقتضي هذا التغيير فقد أعلن ترامب فجأة أنه سيؤيد ويدفع الى عقد اتفاق سلام بين اسرائيل والفلسطينيين. خطوته الثانية كانت في السعودية. فبعد الزيارة التي أغدق فيها عليه الاحترام من الملك سلمان تبين أن محمد، ابن الملك الشاب، تم تعيينه حاكما فعليا، وأن الحاكم الجديد قرر بناء السعودية الحديثة، وشنّ الحرب ضد مؤامرات ايران ووكلائها في المنطقة. وفي الوقت ذاته هدد ترامب بصورة موازية بالغاء الاتفاق مع ايران. المرحلة القادمة في الخطة مرتبطة كما يبدو باقصاء رئيس الحكومة اللبناني، سعد الحريري، عن منصبه، واعلان ابن سلمان أن لبنان لن يسمح له بالتعاون مع «حزب الله» (هكذا تبين أن ترامب هو الرجل الصحيح في المكان الصحيح).
يبدو أن الخطوات القادمة في الخطة تحتاج تدخل اسرائيل. رغم أن روسيا تعهدت كما يبدو بأن تصد بدرجة معينة ايران (وربما كوريا الشمالية ايضا)، لذلك تم عقد لقاء سوتشي، لا تثق السعودية بذلك، وتفضل التحالف مع اسرائيل المهددة بصورة مباشرة مثلها. هكذا تبين فجأة أن رئيس الاركان أجرى مقابلة مع موقع سعودي على الانترنت، وأعلن أن اسرائيل مستعدة للتعاون مع الدول العربية المعتدلة. ويتبين ايضا لماذا اصبح الاتفاق مع الفلسطينيين أمرا ملحا على جدول أعمال ترامب: السعودية لا يمكنها كما يبدو عقد تحالف مع إسرائيل دون حل معقول للقضية الفلسطينية. ولأن اسرائيل سترفض منح كل الفلسطينيين حقوقاً كاملة فيها، فقد بقي فقط حل الدولتين لشعبين بهذه الصيغة أو تلك.
هذا ما يمكن أن يحدث في المستقبل كما يبدو. اسرائيل والسلطة الفلسطينية يمكنهما الاحتجاج على ذلك. ولكن لا يوجد ولن يكون لهما أي بديل آخر. السعودية (وبعدها العراق) هي في هذه الاثناء فرصة تجارية مهمة جداً بالنسبة لترامب والاقتصاد الأميركي، حيث لن يسمح لبنيامين نتنياهو ونفتالي بينيت أو محمود عباس بافشال الخطة، وستتعاون روسيا اذا تم تحقيق مصالحها. والصغط في الشمال سيستمر الى حين تفهم اسرائيل الرسالة. إن من لا يؤمنون بأن ترامب يستطيع التخطيط لعمليات طويلة المدى كهذه يفوتون فرصة رؤية التاريخ في تشكله.
 
عن «هآرتس»
========================
يديعوت :دعوكم من ضمّ الجولان وركِّزوا على صواريخ "حزب الله" وإيران
بقلم: شمعون شيفر
ادعى اللواء احتياط عميرام لفين، نهاية الاسبوع ، أن اسرائيل ملزمة بان تطالب في كل تسوية تتعلق بترسيم الحدود السورية، مع نهاية الحرب الاهلية هناك، بأن يعترف زعماء روسيا، ايران، وتركيا بالسيادة الاسرائيلية على هضبة الجولان. وأعرب لفين عن خيبة أمله من أن اسرائيل لم تشارك في الحرب في سورية، وشرح بأن هذا هو السبب الذي سيجعل من الصعب علينا الحصول على قسم من الغنيمة التي يبحث فيها بوتين، روحاني، واردوغان.
لفين، فيما يتعلق بقضيتنا، هو بمثابة صدى مضخم لمفاهيم مصدرها العقول الامنية والمسؤولون السابقون في أسرة الاستخبارات، والتي في أفضل الأحوال هي هذيانات، وفي الحالة الاقل تشهد على أنهم لم يتعلموا شيئاً، ولم يستخلصوا الدروس من مصائب سنوات الغرق في لبنان في العام 1982 والتحالفات المجنونة مع الكتائب المسيحية في دولة الأرز.
إن أصحاب القرار عندنا، ويقال هذا ثناء على نتنياهو، اتخذوا جانب الحذر اثناء سنوات الحرب الاهلية في سورية، ورفضوا الاستجابة للطلبات من جانب الثوار. فقد اكتفت اسرائيل بمنح علاج طبي لآلاف ممن اصيبوا في الحرب، ورسمت سلسلة من الخطوط الحمر الرامية الى حماية مصالحها الامنية.
والان يأتي الخبراء في طرفنا ويشيرون الى تغيب الأميركيين عن طاولة الرمال التي ترسم عليها خريطة المصالح في المنطقة. وفضلا عن ذلك، بزعمهم أصبح بوتين رب البيت في الشرق الاوسط، فيما أن رب بيتنا، الرئيس ترامب خارج اللعبة. غير أنه من المجدي أن نذكر من نسي بأن الروس، بعد سنوات طويلة من الغرق في الوحل في أفغانستان، خرجوا من هناك مع الذيل بين الساقين، حيث إنه من السابق لاوانه جدا الاعلان عن ان بوتين من شأنه أن يبقى المنتصر بلا منازع في العاب الدوري مع تركيا وايران.
لا أحد يمكنه ان يضمن بان التسويات التي يتفق عليها حول سورية ستصمد. فكل عوامل التفجير تبقى في الميدان: الاسلام المتطرف، الاكراد، الكراهية بين العلويين والاكثرية السنية في سورية. واذا ما سمحتم لي ان اكون متهكما، فسأسأل ماذا حصل في لقاءات «التنسيق» التي لا تنتهي والتي تباهى نتنياهو بها كلما سارع الى سوتشي او موسكو للقاء مع بوتين؟ فمن كثرة «التنسيق» نجد الايرانيين وفروعهم يقتربون من الحدود في هضبة الجولان!
لقد بات مكتظا في الساحة الاقرب الى حدودنا الشمالية. بوتين، كما يمكن الافتراض، دون صلة بالتهديدات التي يطلقها نتنياهو وليبرمان، سيلجم الإيرانيين، ولن يسمح لهم بحرية عمل ضد أهداف في اسرائيل. غير أنه لا يمكن لاي تنسيق أن يمنع في المستقبل مواقع خلل، من شأنها بسهولة أن تتدهور الى اشتعال لم يقصده أي طرف.
ولمن يتهجم على الأميركيين بدعوى أنهم انسحبوا من المنطقة، وتركوا المنصة لبوتين، فاني أقترح عليهم مشاهدة المسلسل الذي يبث على الكوابل عن حرب فيتنام. يتبين ان الولايات المتحدة لم تشفَ من المعركة التي جبت 58 الف قتيل من بين جنودها وأحدثت شروخا عميقة في المجتمع الأميركي. فالقيم الاساس، التي تربط الامة في كيان واحد، قد دمرت. واذا أضفنا الى ذلك الشرخ الأميركي الداخلي بعد حرب العراق في 2003، سنفهم لماذا لم تسارع ادارتا اوباما وترامب الى ادخال ايديهما في اللجة المتلظية حولنا.
ومع ذلك، من المحظور أن ننسى: أميركا تبقى القوة العظمى الاهم في العالم، وحتى لو لم يكن مندوبوها يجلسون ويحطمون الرأس ليقرروا ماذا سيكون مصير جبهة النصرة أو كل تنظيم آخر يحاول اسقاط الاسد، فان الولايات المتحدة موجودة في وعي كل من يرغب في المس باسرائيل. في يوم الامر، مثلما حصل في الماضي، ستقف الى جانبنا.
من يواصل عندنا المطالبة باعتراف دولي بضم هضبة الجولان سيتبين أن مديري اعادة تقسيم لسورية سيمارسون علينا الضغوط للوصول الى تسوية في اطارها تنسحب اسرائيل الى حدود 1967. اذا كنتم تريدون أن تواصلوا التمتع بالمشهد الطبيعي وبالاكواخ السياحية في الجولان فاسكتوا وركزوا على الأمر الاساس: حماية مواطني اسرائيل من عشرات الاف الصواريخ التي يعدها «حزب الله» لنا. صاروخ موجه الينا في المعركة الاولى، من شبه المؤكد أنه سيطلق في المعركة الثالثة.
عن «يديعوت»
========================
تقرير إسرائيلي: تل أبيب و«داعش» قد يتحالفان في سوريا
أورد تقرير استخباراتي إسرائيلي، أمس، أن مصالح إسرائيل وتنظيم "داعش" الإرهابي قد تتلاقى مؤقتًا في سوريا ما يجعلهما حليفين ضد إيران "العدو" المشترك للجانبين.
وقال التقرير الصادر عن مركز "مئير عميت" للمعلومات الاستخباراتية (تابع لوزارة الخارجية الإسرائيلية): إن "مواجهة الوجود الإيراني في سوريا سيجعل إسرائيل و(داعش) حليفين بطريقة ما"، وفقًا لـ"الأناضول"
وأشار التقرير، إلى أن إسرائيل لم تعد تخشى "داعش"، بعد سقوط مشروع التنظيم الإرهابي، مؤكدًا أن القلق الرئيسي في تل أبيب يتمحور حول الوجود الإيراني في سوريا، وفقًا لصحيفة "جيروزليم بوست".
وتابع - أن تنظيم "داعش" ما زال يحتفظ بقدرات قتالية عالية رغم تفككه، وسيعود إلى نمط حرب العصابات، وربما ينفذ هجمات كر وفر ضد القوات الإيرانية في سوريا.
ونوه التقرير إلى أن إيران والجماعات المسلحة التابعة لها ستحاول فتح جبهة ضد إسرائيل من سوريا، وستعزز قدرات حزب الله اللبناني لمواجهتها، موضحًا أن الوجود الإيراني في سوريا يزيد من احتمال الاحتكاك مع إسرائيل، ويمكن أن يؤدي إلى تصعيد بين البلدين في توقيت غير مناسب لطهران.
تجدر الإشارة أن إيران لا تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، وتتهمها تل أبيب بتشكيل خطرًا إستراتيجيًا يهدد أمنها، نظرا لعدم اعترافها بشرعيتها، ودعمها للحركات الفلسطينية واللبنانية المناوئة لها.
========================
الصحافة الروسية والفرنسية :
نيزافيسيمايا : دولتان عربيتان تبديان الاستعداد لدعم المشروع الكردي في سوريا
بغداد/ NRT
شككت صحيفة روسية، في التزام الولايات المتحدة بوعودها لتركيا بوقف تسليح القوات الكردية السورية، مرجحة في الوقت ذاته وجود دولاً عربية قد تأخذ هذا الدور بدلاً من واشنطن.
وكان وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، قد صرح بأن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، قد أكد عزم واشنطن على التقيد بوعودها بشأن وقف دعم أكراد سوريا، وذلك في إطار مكالمة هاتفية مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
ونقل تقرير لصحيفة "نيزافيسيمايا" Nizavisimaya" الروسية، نشر مؤخرا، عن بعض المراقبين شكوكهم إزاء حقيقة التأويلات التي صرح بها القادة في أنقرة؛ نظراً إلى أنها بعيدة كل البعد عما يحدث على أرض الواقع، مشيرين إلى وجود أطراف أخرى مستعدة لتمويل وتسليح الكرد عوضاً عن الولايات المتحدة.
ويقول مدير مركز الدراسات الإسلامية بمعهد التنمية الابتكارية، كيريل سيمينوف، تعليقاً على نوايا ترمب، إنه "ينبغي أن ندرك أن الأمر لا يعدو أن يكون سوى مجرد مكالمة هاتفية، ومن الصعب الجزم بماهية السياق الذي ورد خلاله ذكر الكرد، وإلى أي مدى يمكن أن تتوافق هذه الوعود مع التحديات المستقبلية".
وأضاف المحلل الروسي، أن "الحرب ضد التنظيم أوشكت على النهاية؛ ومن ثم لا جدوى من تزويد القوات الكردية، التي قد أنهت مهمتها بالفعل ولا تزال تمتلك بعض الأسلحة التي قد تسمح لها بتحقيق أهدافها، بالمزيد من الدعم العسكري".
وأردف قائلاً، "عموماً، لا يمكن الجزم بأن تصريحات ترامب تفيد بأنه يعتزم فعلاً وقف الدعم الموجه للكرد؛ نظراً إلى أن البنتاغون وعد في وقت سابق بالحفاظ على وجوده العسكري داخل كردستان السورية".
ورأى سيمينوف أنه "في ظل وجود قواعد عسكرية أميركية بسوريا، فليس هناك أي داعٍ لتقديم السلاح للكرد".
وتقول الصحيفة الروسية، إن "هناك عدة أدلة تثبت تورط المملكة العربية السعودية والإمارات في دعم المشروع الكردي بشمال سوريا".
وحسب الصحيفة، فقد زودت دولة الإمارات العربية المتحدة، في وقت سابق، كردستان السورية بجملة من الأسلحة في إطار التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب، بقيادة الولايات المتحدة.
وفي هذا الصدد، ذكر سيمينوف أنه "بعد انتهاء الحرب ضد تنظيم داعش، قد تتكفل أطراف أخرى بدعم الكرد عسكرياً خارج إطار التحالف. ومما لا شك فيه، سيؤثر هذا الأمر بشكل سلبي على علاقات هذه الجهات بتركيا".
وقال سيمينوف إنه "في وقت سابق، قام وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج بزيارة إلى الرقة. كما أيدت الإمارات علناً استقلال كردستان العراق، ويمكنها مواصلة السير على النهج ذاته، من خلال دعم القوات الكردية بسوريا، وخاصة في ظل اختلاف وجهات النظر بين السعودية وتركيا إزاء العلاقة بقطر، أصبح محور أنقرة- طهران- الدوحة جلياً للعيان".
========================
لوفيغارو: البوكمال آخر حلقات الهلال الشيعي
يؤرخ طرد عناصر الدولة الإسلامية من مدينة البوكمال السورية لحقبة جديدة تكون فيها إيران قد فتحت للمرة الأولى منذ ثورة 1979 ممرا أرضيا متواصلا يربط طهران وبغداد ودمشق وبيروت.
مما يعني، حسب تقرير للكاتب جورج مالبرينو بصحيفة لوفيغارو، أن عملية البوكمال التي توجت باستعادة القوات الحكومية السورية المدعومة بقوات الحرس الثوري الإيراني والميليشيات اللبنانية والعراقية، سيكون لها ما بعدها.
فقد تمكنت هذه القوات، في سباق محموم مع أكراد سوريا المدعومين أميركيا، من بسط سيطرتها على هذه المدينة، في حين فر الجهاديون السنة إلى صحراء الأنبار العراقية فاكتملت بذلك الحلقة الأخيرة من "الهلال الشيعي"، الذي حذر منه الملك عبد الله الأردني عام 2004.
ويثير هذا الأمر، حسب الكاتب، حفيظة المملكة العربية السعودية التي تواجه بالوكالة عدوها الشيعي الإيراني في العراق وسوريا، ولكن أيضا في لبنان واليمن والبحرين.
وتهدف هذه المواجهة السياسية إلى السيطرة على الشرق الأوسط، لكنها تؤجج التوترات الدينية بين الشيعة والسنة على وجه العموم، والملاحظ أن اليد العليا في هذه الحرب هي حتى الآن لإيران لأن نهجها في التعامل مع هذه الأحداث أثبت أنه أكثر فاعلية.
فهي تعتمد على ميليشيات تنتشر في مناطق نفوذها، بعضها أقوى حتى من الجيوش الوطنية، "فطهران استطاعت بدهائها أن تنشئ شبكات محلية تمكنها من بسط نفوذها -في مناطق متفرقة- دون الحاجة إلى الانتشار هناك على نطاق واسع"، حسب أحد الخبراء العسكريين.
ومن أذرع إيران التي تحدث عنها التقرير حزب الله اللبناني وقد أنشئ أصلا لتحدي الاحتلال الإسرائيلي، والحشد الشعبي بالعراق الذي ترتبط أهم مكوناته كتائب بدر وكتائب حزب الله العراقي وعصائب الحق مباشرة بفيلق القدس تحت إمرة قاسم سليماني.
وينقل الكاتب عن مقال في مجلة فورين بوليسي أن إيران وحلفاءها تمكنوا من الانتصار حتى الآن في كل الميادين التي دخلوا في صراع مع السنة فيها، ويتساءل الكاتب "لكن ما الذي تبحث عنه إيران عبر دفع بيادقها هنا وهناك"؟
ويذهب مالبريبنو أبعد من ذلك فيقول إن طهران، التي أنعشها الاتفاق النووي لعام 2015، تعطي أحيانا الانطباع بأنها إنما تريد استعادة الإمبراطورية الفارسية.
========================
الصحافة التركية :
صحيفة تقويم :هل ستبقى أمريكا خارج الحل السياسي في سوريا أم ماذا؟
حسن بصري يالتشين – صحيفة تقويم – ترجمة وتحرير ترك برس
اجتماع "سوتشي" ليس نهاية الأمر بل هو مرحلة من المراحل، ويجب استيعاب فكرة أنه بمثابة تجهيز لمؤتمر "جنيف"، جميع الأطراف على دراية بعدم إمكانية إيجاد حل للقضية السورية من دون وجود أمريكا بشكل أو بآخر، ولهذا السبب يدرك الجميع أن اجتماع سوتشي هو تجهيز للمرحلة التالية، ويعقدون الاتفاقات بناء على هذا الأساس.
التجهيز لمؤتمر جنيف
يسعى الجميع لأن تكون في يده ورقة رابحة عندما تعود أمريكا إلى الساحة، إذ تسعى روسيا لإبقاء تركيا وإيران إلى جانبها، وبذلك عندما تعود أمريكا بصورة واضحة ستقف روسيا في وجهها في إطار حلف قوي، وتحاول حماية مناطق نفوذها في سوريا في حال عقد اتفاق فيما يخص حماية وحدة الأراضي السورية، وستسعى لتوسيع نطاق أنشطتها في حال تشكّل خيار جديد مثل تأسيس اتحاد، ومن جهة أخرى تركيا ترى أن ما يحدث هو مرحلة عابرة، وتسعى إلى زيادة قوتها من خلال توطيد علاقاتها مع روسيا في حال عودة أمريكا، وعملية درع الفرات هي أحد الأمثلة الواردة في هذا الصدد، وكذلك عملية إدلب وتحديد شروط الدستور الجديد الذي سيوضع في سوريا، إضافةً إلى تحقيق الاتفاق فيما يخص إبقاء حزب الاتحاد الديمقراطي خارج إطار الأحداث، تركيا تريد أن تكون قد أنهت مشاكلها واكتسبت بعض الحلفاء إلى جانبها حين يأتي موعد مؤتمر جنيف، لذلك اجتماع سوتشي هو مرحلة مرتبطة بهذه الغاية.
بطبيعة الحال يحاول كل طرف إقناع الآخر بموقفه في أثناء كل خطوة تُخطى من هذه المرحلة، إذ تسعى روسيا وإيران إلى حماية مكاسبهما، وفي هذا السياق قد تحاول الأخيرتان استخدام حزب الاتحاد الديمقراطي كسلاح ضد تركيا في بعض الأحيان، ربما لم يهدد حزب الاتحاد الديمقراطي إلى الآن سوى تركيا ولكن يمكننا توقع أنه سيشكل تهديداً بالنسبة إلى النظام السوري أيضاً في المستقبل القريب، إذ سيخرج حزب الاتحاد الديمقراطي عن كونه قضية تركيا فقط، لذلك سيكون أقل استخداماً من قبل روسيا، ولكن روسيا ستسعى للضغط على تركيا إلى ذلك الوقت، ولهذا السبب  تشكل روسيا المصدر الأقوى للإشاعات التي تشير إلى أن حزب الاتحاد الديمقراطي سيشارك في المفاوضات.
إبقاء حزب الاتحاد الديمقراطي في الخار
إنه احتمال ضعيف ولكن قد تصعّب روسيا هذا الأمر، وتحاول التأثير على إرادة تركيا، حينها سيكون أمام تركيا خياران، إما أن توقف هذه المرحلة أو أن ترضى بوجود حزب الاتحاد الديمقراطي، وبما أن الخيار الثاني غير مقبول فيجب على تركيا أن توضّح أنها جاهزة لإيقاف المرحلة في حال وجود الحزب، كما أن روسيا لن ترغب بوجود الحزب وعدم وجود تركيا، لذلك ستحاول إبقاء الطرفين معاً إلى جانبها ولكن حزب الاتحاد الديمقراطي ليس قوة لا يمكن الاستغناء عنها، إذ ستنهار المرحلة بأكملها في حال خروج تركيا، وتعود العديد من استثمارات روسيا إلى نقطة الصفر، ستضطر روسيا حينها للعودة إلى البداية، ولا أعتقد أن روسيا قد تخاطر في ذلك.
إبقاء أمريكا في الداخل
تركيا تقيّم هذه المرحلة خطوة تلو الأخرى، وهذه سياسة في غاية الذكاء، إذ يجب في البداية إنشاء طاولة حوار وإبقاء حزب الاتحاد الديمقراطي خارجها، ثم إنشاء طاولة حوار وإبقاء أمريكا داخلها، إذ ستتحدد نسبة راحة تركيا على الطاولة التي توجد فيها أمريكا أيضاً بناءً على مدى نجاح الخطوة الأولى.
التوازن الأمريكي ضد روسيا
إن الشرط الرئيس بالنسبة إلى تركيا هو إبقاء حزب الاتحاد الديمقراطي في الخارج وأمريكا في الداخل، وهناك من يعتقد أن هذه المسألة قد تجد حلاً بإجراء المفاوضات مع روسيا فقط دون الحاجة لأمريكا، وهذا أمر غير صحيح، لأن روسيا ستضغط على تركيا عندما تبقى لوحدها، ويجب على تركيا أن توازن هذا الضغط من خلال إبقاء أمريكا داخل الإطار، لهذا السبب يجب توقّع إبقاء حزب الاتحاد الديمقراطي في الخارج وتدخّل أمريكا لتحقيق التوازن ضد روسيا.
========================
ستار :من المستفيد الأكبر من الحرب في سوريا؟
بيريل ديدي أوغلو – صحيفة ستار – ترجمة وتحرير ترك برس
يبدو أن الحرب الأهلية المستمرة منذ 6 سنوات إلى الآن في سوريا قد عادت اليوم إلى نقطة البداية، إذ كان الأسد على رأس الحكومة في البداية واليوم يتوضّح أن وجوده في السلطة سيستمر خلال الفترة القادمة أيضاً، نُصح الأسد حينها بوضع دستور جديد والذهاب إلى الانتخابات في حين رفض الأسد هذه النصيحة، والآن عدنا إلى النقطة ذاتها، إيران تدعم الميليشيات الشيعية المسلحة وتركيا تدعم الجيش السوري الحر في سوريا، لم تشهد هذه الحالة أي تغيير ملموس، في حين تسعى المجموعات الكردية منذ البداية إلى استغلال الفرصة التي شكلتها الحرب الأهلية من أجل مستقبلهم، ولا تزال تستمر في ذلك.
نُصح الأسد قبل بداية الحرب بالاستماع إلى مطالب الفئات المختلفة من الشعب وتنفيذها بناء على الأغلبية التعددية، أو على وجه أدق نُصح بتطبيق النموذج العراقي في سوريا ومنع الأكراد من تشكيل معسكرات في المنطقة، ولا تزال هذه المسألة عند نقطة البداية دون أي تطور في هذا الصدد.
على الرغم من عدم وجود أي تغيير في ظروف سوريا الداخلية ومواقف البلدان المجاورة تجاه ذلك إلا أن الملايين من الشعب السوري قد غادروا بلادهم، في حين خسر مئات الآلاف من الأشخاص أرواحهم وتدمرت سوريا لتتحول إلى أنقاض، لكن مع ذلك هناك من خرج مستفيداً من هذه الظروف.
الميزة النسبية لروسيا
لما كانت أمريكا قادرة على إنشاء قواعد عسكرية في سوريا لولا وقوع الحرب الأهلية السورية وانتشار المخاوف تجاه داعش في العالم وعدم تمكّن الأسد من إدارة البلاد، وكل ذلك يشير إلى أن أمريكا كانت أحد المستفيدين من الظروف الداخلية لسوريا.
لكن أثبتت مشاهد ما قبل اجتماع "سوتشي" أن المستفيد الأكبر من أوضاع الحرب السورية هي روسيا، إذ حلت روسيا مكان إيران من خلال تحويل أنشطة إيران في سوريا لصالح الحكومة الروسية، كما نجحت الأخيرة في ضم تركيا إلى صفوفها بسبب الخطر الذي يشكله حزب الاتحاد الديمقراطي.
استطاعت روسيا أن تلفت انتباه تركيا في خصوص مكافحة حزب الاتحاد الديمقراطي من خلال تحويل تطبيقات أمريكا التي تهدف إلى استفزاز تركيا والضغط على سياستها الداخلية إلى فرصة لإنشاء تحالف استراتيجي مع تركيا، وأصبحت فيما بعد الدولة الوحيدة الوسيطة بين جميع الدول التي لا تستطيع الحوار وجهاً لوجه، إذ غدت روسيا وسيطاً لجميع المسائل الخطيرة بين تركيا-أمريكا وإيران-السعودية وإيران-تركيا وحتى بين إيران-إسرائيل.
الثقة المشبوهة
الرئيس الروسي "بوتين" هو من يبلغ أمريكا عن الأحداث والمخاطر المحتملة في المنطقة، لذلك من الآن فصاعداً يمكن اعتبار أن روسيا ستكون المرجع الأقوى في خصوص مستقبل سوريا بعد أن أصبحت قادرةً على تحديد السياسة الخارجية والداخلية لأمريكا.
توجد ثلاث مناطق رئيسة في سوريا، المنطقة التي تقع تحت سيطرة الأسد بدعم من روسيا وإيران والمنطقة التي تسيطر عليها القوات التي تدعمها تركيا والمنطقة التي يسيطر عليها حزب الاتحاد الديمقراطي بدعم من أمريكا، ذلك بعد الآن مهما حاولت المجموعات أن تتحالف ومهما كانت توقعاتها في هذا الخصوص إلا أنها ستضطر للوقف عند نطقة "السلطة وفقاً للمناطق الجغرافية".
في هذه الحالة يمكن لتركيا أن تكون في المقام الأول لتمارس الضغط في خصوص مسألة المضطهدين من قبل النظام والإصرار على بقاء المناطق الآمنة في سوريا خالية من السلاح بشكل كامل، كما يمكن للأخيرة أن تتوجه لمحاولة كسب المجموعات الكردية التي تستطيع أن تضع حداً لحزب الاتحاد الديمقراطي، لكن الأمر الأهم من ذلك يجب على تركيا أن لا تترك زمام الأمان في حال وصول روسيا إلى درجة تحديد مجرى الأحداث، إذ يمكن أن تتغير اليد المسيطرة على بي كي كي وحزب الاتحاد الديمقراطي، وروسيا تعطي التلميحات في هذا الصدد، لذلك أمريكا تزيد في دعمها لهذه التنظيمات، وبالتالي يزداد انقطاع العلاقات الأمريكية-التركية مع زيادة هذا الدعم، وهذا الانقطاع يسرّ الرئيس الروسي "بوتين" جداً.
========================
ملليت :هل تتخلى روسيا عن حزب العمال الكردستاني؟
سربيل تشويكجان – صحيفة ملليت – ترجمة وتحرير ترك برس
مسألة حزب العمال الكردستاني وذراعه في سوريا حزب الاتحاد الديمقراطي أهم قضية بقيت معلقة في قمة سوتشي بين زعماء تركيا وروسيا وإيران.
تصر تركيا على عدم دعوة حزب الاتحاد الديمقراطي إلى مؤتمر الحوار الوطني السوري المزمع عقده بميادرة روسية. وفي مواجهة هذا الإصرار لم تتخذ موسكو موقفًا محددًا بعد.
بنظرة واقعية إلى المشهد نرى أن روسيا على أعتاب اتخاذ قرار خطير بالنسبة لتركيا، لكنها حتى إن وجدت صيغة حلًّا جزئيًّا ولم تدعُ حزب الاتحاد الديمقراطي، إلا أن ذلك لا يعي أنها سوف تتخلى عن ورقة حزب العمال الكردستاني.
وهاكم الأسباب:
1- لا يمكن أن ننتظر من الرئيس الروسي أن يتخلى تمامًا عن العلاقات الجيدة، التي أقيمت في سوريا مع حزب العمال الكردستاني إبان الحرب الباردة، عندما كان بوتين يعمل في الاستخبارات الروسية برتبة عقيد. أفضل من يعرف حزب العمال، بل من دربه هي الاستخبارات الروسية والسورية. وعلى الرغم من أن الأسد وحزب العمال، صديقي بوتين القديمين، يملكان أجندات مختلفة هذه الأيام، لكن يمكننا القول بكل أريحية إن الرئيس الروسي قادر على جمعهما في اتجاه واحد.
2- من المؤكد أن الولايات المتحدة وروسيا ستدخلان في صراع على سوريا. وتتعلق إمكانية الوجود الأمريكي على الأراضي السورية بإقامة تحالف مع أحد اللاعبين المحليين خلال مرحلة إعادة إعمار البلاد. ومن الواضح أن هذا اللاعب هو حزب العمال الكردستاني. يسيطر حزب العمال اليوم تحت مسمى "قوات سوريا الديمقراطية" على 25% من مساحة سوريا، وعلى نصف الثروات الطبيعية تقريبًا.دخول روسيا في اشتباك ساخن من أجل إعادة المنطقة المذكورة إلى الأسد ليس خيارًا صائبًا، وفي هذا الوضع يبدو التصرف الأسلم سحب حزب العمال الكردستاني من يد الولايات المتحدة، عوضًا عن مجابهته. ولهذا لن يكون من المفاجئ أن تتخذ روسيا موقفًا يحمي الحزب، ويقدم له رشوة أكبر من تلك التي تقدمها الولايات المتحدة. وهذه الرشوة قد تكون المزيد من النفوذ ونظام "فيدرالي" في سوريا الجديدة.
3- تمسك روسيا بورقة حزب العمال الكردستاني كأداة مفيدة يمكن استخدامها عند الضرورة في مواجهة تركيا وإيران والعراق وسوريا. وهذه الخبرة اكتسبتها روسيا خلال فترة تفكك الاتحاد السوفيتي.
4- من الواضح أن روسيا باقية في سوريا من خلال وجودها في ميناء اللاذقية وقواعدها الجوية. ويتوجب أن يستند هذا الوجود إلى استراتيجية مبنية على التوازنات الداخلية في سوريا.
5- رغم فقدانهم الحافز اليوم إلا أن العرب السنة ما يزالون عنصرًا قادرًا على قلب التوازنات الداخلية في سوريا ضد المصالح الروسية. والطريق إلى تغييبهم هو سيطرة الأكراد بقيادة حزب العمال الكردستاني، الذي يمكن بدوره أنه يتعاون مع الأسد. فإذا أصبح حزب العمال لاعبًا سياسيًّا في الدستور السوري وتم دمجه في المنظومة، عندها يمكن لموسكو إقامة النظام الذي تريد بفضل تعاونها مع الأسد والأكراد.
6- تعتبر موسكو امتلاك حزب العمال سلطة "مستقلة" في منطقة معينة أمرًا طبيعيًّا بموجب ثقافة السياسة والحكم في روسيا، التي تتكون من عدد كبير من المناطق الفيدرالية والمستقلة. لكن هذه النظرة تتناقض مع الأطروحات التركية.
7- أخيرًا لا تعتبر روسيا حزب العمال الكردستاني منظمة إرهابية.
فهل تغير روسيا هذا الموقف وتسمح لتركيا بدخول عفرين وضرب حزب العمال الكردستاني؟
إذا فعلت ستكون مفاجأة سارة...
========================