الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 27/5/2019

سوريا في الصحافة العالمية 27/5/2019

28.05.2019
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
 
الصحافة البريطانية :
الإيكونوميست :طريق بوتين إلى دمشق: مغامرة روسيا في سورية تثمر بسخاء.. ولكن إلى متى؟
https://menafn.com/arabic/1098573523/طريق-بوتين-إلى-دمشق-مغامرة-روسيا-في-سورية-تثمر-بسخاء-ولكن-إلى-متى؟
صحيفة: بريطانيا تخطط لمحاسبة مواطنيها المنتسبين لميليشيات "سوريا الديمقراطية"
https://nedaa-sy.com/news/13773
 
الصحافة الامريكية :
معهد واشنطن :هل تحاول روسيا وإيران و«حزب الله» تكرار السيناريو السوري في فنزويلا؟
https://www.washingtoninstitute.org/ar/policy-analysis/view/are-russia-iran-and-hezbollah-trying-to-reprise-syria-in-venezuela


الصحافة البريطانية :
الإيكونوميست :طريق بوتين إلى دمشق: مغامرة روسيا في سورية تثمر بسخاء.. ولكن إلى متى؟
https://menafn.com/arabic/1098573523/طريق-بوتين-إلى-دمشق-مغامرة-روسيا-في-سورية-تثمر-بسخاء-ولكن-إلى-متى؟
(MENAFN - Alghad Newspaper) تقرير خاص - (الإيكونوميست) 12/5/2019
ترجمة: علاء الدين أبو زينة
موسكو- هدر قطار النصر العظيم ماراً عبر ثماني مناطق زمنية قبل أن يعود صارفاً إلى أرض المعرض العسكري الذي أقيم خارج موسكو الشهر الماضي. واندفعت عرباته، واحدة في إثر أخرى، محملة بالجوائز القادمة من سورية، بالإضافة إلى أحمال عربات من الوطنية ونظريات المؤامرة. ثمة في المعرض عربة همفي أميركية الصنع، مجدورة بثقوب الرصاص؛ وثلاث شاحنات صغيرة حُولت إلى أكباش نطاح لمفجري المركبات الانتحاريين. وتضمنت القنابل الكثيرة يدوية الصنع واحدة مخبأة في علبة بيرة روسية.
وسط ضجيج فرق الموسيقى العسكرية، يروي المحاربون المخضرمون الذين شاركوا في الصراع، من على المنصة، كيف تدخلت روسيا في العام 2015 لمنع سقوط سورية في أيدي الجهاديين، وخاصة "داعش"، الذي تلقى التسليح سراً من حلف "الناتو". ويقول أحد المرشدين: "الكثير مما ترونه الآن هنا يمكن أن يكون الأميركيون قد سلموه (للمتشددين) مباشرة. وليس هذا رأيي وحدي. الكثيرون يعتقدون ذلك". ولا يهم أن تكون روسيا قد خاضت معظم القتال ضد مجموعات أخرى غير "داعش"، أو أن تكون أميركا قد فعلت الكثير في القتال من أجل سحق "خلافة" داعش.
وثمة معروض آخر، والذي يُزعم أنه مختبر للأسلحة الكيميائية، فيه براميل من السلائف التي عليها كتابات إنجليزية -في محاولة بائنة لاتهام الثوار باستخدام غاز الكلورين في دوما في العام 2018. وكانت القوى الغربية قد ألقت باللوم في الهجوم الكيميائي على نظام بشار الأسد، وقصفت القواعد الجوية السورية في رد انتقامي.
إذا وضعنا عنصر الدعاية جانباً، فإن روسيا مبتهجة حقاً بانتصارها السوري. فقد أنقذت الرئيس بشار الأسد مقابل كلفة منخفضة نسبياً؛ وأصبحت صانع ملوك في سورية؛ وعادت لتكون وسيط قوة في الشرق الأوسط للمرة الأولى منذ تفكك الاتحاد السوفياتي. وكل هذا يختلف بشكل يستحق الامتنان عن خبرة أميركا، التي تحول غزوها للعراق إلى كارثة دموية؛ أو عن الأوروبيين الغربيين، الذين أدت حملتهم الجوية في ليبيا للإطاحة بالدكتاتور معمر القذافي إلى تقسيم البلد. ولعل الأمر الأكثر أهمية هو أن كسر الهيمنة الأميركية في الشرق الأوسط يُظهر أن روسيا ليست مجرد "قوة إقليمية"، كما وصفها الرئيس الأميركي باراك أوباما ذات مرة، وإنما هي قوة عالمية.
تعيد جولة "الاختراق السوري"، كما يسمى المعرض قرب موسكو، إحياء التقليد السوفياتي القديم لـ"قطارات العرض الجوالة". وكان ستالين، على سبيل المثال، قد استخدمها للتباهي بالانتصارات السوفياتية على النازيين. وعندما وصل آخر قطار إلى موسكو، تسلق تلاميذ الجيش الشباب دبابة وهم يهتفون: "إلى برلين"! وجاء الكثير من الروس -أكثر من مليون زائر، وفقاً للسلطات- لإلقاء نظرة معجبة على المنهوبات من سورية. وقال أنطون سيدوروف، التاجر والمحارب القديم في البحرية الروسية، والذي جلب ابنه ابن الأربع سنوات معه: "إنهم لا يقاتلون ضد بعض رجال القبائل الذين يطلقون السهام، وإنما ضد أناس ذوي قدرات تقنية خطيرة -دبابات، عربات مدرعة، ومدافع هاون". وحتى يتم وقف الإرهاب في روسيا، كما أضاف، "علينا أن نحارب الإرهاب خارج أراضينا".
في الحقيقة، فاجأت روسيا نفسها ببراعتها. ويتذكر الكثيرون من الروس كيف أن التدخل في أفغانستان في العام 1979 ساعد على تدمير الاتحاد السوفياتي. وكشفت حرب روسيا في جورجيا في العام 2008 عن العديد من أوجه القصور، وليس أقلها الأداء البائس للقوات الجوية. كما جلب عليها ضمها شبه جزيرة القرم وحربها غير المعلنة في شرق أوكرانيا في العام 2014 العقوبات الغربية والعزلة.
"كان النجاح العسكري (في سورية) أكبر بكثير مما توقع أي أحد"، يقول فيودور لوكيانوف، وهو مستشار للحكومة الروسية في مجال السياسة الخارجية، "أظهرت روسيا في سورية أن لديها درجة كبيرة من الفعالية في استخدام القوة العسكرية، مقارنة بالتجربتين السابقتين في جورجيا وأوكرانيا. وسياسياً، كانت المفاجأة أكبر".
تحولت موسكو إلى مركز للدبلوماسية في الشرق الأوسط. وفي العام 2017، أصبح الملك سلمان أول ملك سعودي يزور روسيا. والتقى رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين أكثر من عشر مرات منذ التدخل. والدبلوماسيون الروس الذين أمضوا عقوداً كمشاهدين لإدارة أميركا لعملية السلام الإسرائيلية-الفسطينية، أصبحوا يسعَدون الآن بمعرفة أن على أميركا أن تشاهد، مثل الروس، تركيا وإيران وهما تتفاوضان على مستقبل سورية. ومغلقة أذنيها عن التحذيرات من حلول كارثة إنسانية وشيكة، استأنفت الحكومة السورية هذا الشهر، مدعومة بقاذفات القنابل الروسية، عملياتها العسكرية لاستعادة محافظة إدلب؛ آخر منطقة رئيسية ما تزال في أيدي المتمردين.
من المدهش أن روسيا تمكنت من الحفاظ على صداقتها مع كل أطراف الخصومات الإقليمية المريرة: إسرائيل وإيران؛ تركيا والأكراد؛ والمملكة العربية السعودية وقطر. وبالنسبة لقادة الجيش الروسي، كانت الحرب في سورية حقل تجارب للتكتيكات والأسلحة الجديدة، ومعرضاً حياً لصادرات الأسلحة.
كما أبرمت روسيا والمملكة العربية السعودية اتفاقاً غير مسبوق في أوائل العام 2017 للحد من إنتاج النفط. وقد ساعد ما يدعى اتفاق "أوبيك-زائد" على رفع الأسعار التي كانت قد هبطت إلى ما دون 30 دولاراً للبرميل في العام 2016، لتصل إلى المستوى الحالي الذي يتجاوز 60 دولاراً للبرميل. وفي رأي السيد لوكيانوف، ما كان بالإمكان إبرام هذه الصفقة لولا مكانة روسيا المتحسنة في المنطقة.
نتيجة لذلك، ثمة مصدر جديد للتباهي بروسيا في العالم الأوسع. وقد استخدم الرئيس بوتين نجاحه السوري لخدمة مصالحه في أماكن أخرى. وهو يخطط لاستضافة قمة مع القادة الأفارقة في تشرين الأول (أكتوبر)، وكان قد أرسل المستشارين والشركات العسكرية الخاصة لمساعدة بعض المستبدين هناك. كما تساعد روسيا أيضاً على دعم نظام نيكولاس مادورو في فنزويلا. وفي الحقيقة، أصبحت أميركا هي التي تشتكي هذه الأيام من تدخل روسيا في مدارات نفوذها، وليس العكس.
لم تكن هذه المنافسة نتاجاً لقناعة أيدولوجية بقدر ما هي خدمة للمصلحة الذاتية. ولكن، إذا كانت أميركا قد أعلت من شأن الديمقراطية حتى وقت قريب، فإن روسيا تصبح، في الواقع، أكبر مدافع عن الاستبداد -من وجهة نظر الحكام العرب على الأقل.
يعتقد الذين يراقبون شؤون الكرملين أن القليل من هذا كله كان في ذهن الرئيس بوتين عندما أمر قواته بالذهاب إلى سورية. كانت أولويته هي منع انهيار نظام الرئيس الأسد، ومجابهة خطر احتمال أن تصبح سورية مصدِّراً للجهادية إلى روسيا. وثمة سبب آخر، هو محاولة الخروج من العزلة الدبلوماسية التي واجهها بسبب أوكرانيا.
ولكن، كيف نجحت روسيا حيث فشل الآخرون؟ في جزء منه، استوعبت دروس أميركا في العراق، معتمدة أكثر ما يكون على قوة نيرانها الجوية وعلى الوكلاء المحليين على الأرض: الجيش السوري، القوات الإيرانية، مقاتلي حزب الله من لبنان، وآخرين. كما أنها استندت أيضاً إلى تجربة المستعربين التي غذاها الراحل يفغيني بريماكوف، وزير الخارجية ورئيس الوزراء السابق. ويقول المفكر الروسي: "دمشق أقرب إلى سوشي من معظم المدن الأوروبية. تشعر روسيا بوجود صلة وثيقة تربطها بالشرق الأوسط، في جزء منه بسبب إرث الإمبراطورية البيزنطية".
من جهتها، تتذكر إسرائيل أن الاتحاد السوفياتي كان أول بلد يعترف بدولتها اليهودية المولودة حديثاً بحكم الأمر الواقع، وأنه زودهابالأسلحة الحاسمة عن طريق تشيكوسلوفاكيا. ويلاحظ السعوديون أن الاتحاد السوفياتي كان أول بلد يقيم علاقات دبلوماسية مع المملكة السعودية الجديدة في العام 1926 (للأسف، تم إعدام السفير السوفياتي إلى هناكفي عمليات التطهير التي نفذها ستالين).
وتلعب اللامبالاة دوراً. فالسيد بوتين أقل عناية من القادة الغربيين بالرأي العام أو مجموعات المجتمع المدني التي تثير صخباً حول أعمال روسيا. وهو لا يسأل عن الديمقراطية وحقوق الإنسان. ويلاحظ دبلوماسي عربي: "لدينا مصلحة مشتركة في عدم التدخل في شؤوننا الداخلية". ومن وجهة نظر القادة العرب، خان الرئيس أوباما حليفة المصري، حسني مبارك، في حين وقف الرئيس بوتين بجانب الرئيس الأسد. وحتى لو كان دونالد ترامب أكثر انحيازاً إلى الرجال الأقوياء، فإنهم يجدونه مراوغاً. ويقول الدبلوماسي: "إننا نختلف مع روسيا في العديد من الأشياء. ولكن عندما يقدم بوتين التزاماً، فإنه يفي به". ومن الغريب أن قادة إسرائيل والخليج يواصلون الصمت إزاء دور روسيا في تقديم الدعم الجوي لـ"المحور الشيعي" المذموم؛ وبدلاً من ذلك، يقولون إن روسيا تشكل ثقلاً موازناً لنفوذ إيران في سورية.
قد يكون السبب الرئيسي الذي يجعل بإمكان روسيا أن تتحدث إلى كل اللاعبين في المنطقة هو أنها ليست أميركا. بالنسبة لمعظمهم، تبقى أميركا حامياً مهماً للغاية، ولذلك تكون خيبة أملهم أعظم بكثير عندما تبدو أميركا وكأنها تفقد الاهتمام بهم. وقد شعر قادة إسرائيل والخليج بالخيانة عندما تفاوض الرئيس أوباما على الصفقة النووية في العام 2015 للحد من برنامج إيران النووي في مقابل رفع جزئي للعقوبات. وهم يهتمون أقل بكثير بحقيقة أن روسيا تبيع إيران تكنولوجيا نووية مدنية، أو أنها عقدت صفقات مقايضة لمساعدة إيران على التحايل على العقوبات. وإذا كان حكام المنطقة يغازلون روسيا، فإن ذلك يجري في معظمه من أجل استعادة التزام أميركا تجاههم.
وسط الكبرياء المتضخمة في موسكو، هناك الكثير من العصبية أيضاً. ربما تكون الأراضي الروسية شاسعة، لكن اقتصادها لا يتجاوز حجم اقتصاد كوريا الجنوبية. وقد انخفض دخل الروس الحقيقي القابل للتصرف لخمس سنوات على التوالي. ومع كل عروض الوطنية، فإن الدعم المحلي للحرب في سورية ضعيف: وفقاً لمركز ليفادا، وهو مؤسسة استطلاعات مستقلة، فإن 35 في المائة لا يوافقون على سياسة روسيا في سورية، في مقابل 51 في المائة ممن يفعلون؛ ويعتقد المعظم أن العملية العسكرية يجب أن تنتهي.
يمكن أن يصبح الرأي العام أكثر عدوانية إذا سارت الأمور خطأ في سورية، وهو ما يعرف المسؤولون الروس أنه احتمال وارد جداً. وهم يتعلمون درساً آخر من الحرب الأميركية سيئة النتائج في العراق: أن كسب انتصار عسكري قصير الأمد هو أسهل كثيراً من خلق تسوية سياسية دائمة. ويريد قليل من الخارجيين أن يدفعوا الأموال لإصلاح الضرر الذي أحدثته روسيا. كما أن روسيا عالقة مع حليفها المحلي؛ فالرئيس الأسد قوي بما يكفي لمقاومة المطالب الروسية بتقديم تنازلات سياسية، لكنه أضعف كثيراً من أن يتم تهديده من دون المخاطرة بانهياره. ثم هناك المزيد من المخاطر الكارثية: اندلاع مواجهة مع تركيا بسبب إدلب، مثلاً، أو غزو تركي في سورية من أجل طرد الأكراد السوريين، أو حتى نشوب حرب بين إسرائيل وإيران. ويشعر عدد كبير إلى حد لافت من الخبراء الروس بالقلق من أن "تنهار (المغامرة) مثل بيت من ورق".
باختصار، تظل القوة التي يحاول السيد بوتين أن يعرضها في الخارج، على أمل أن تحسن موقفه في الوطن، هشة في الحقيقة. وقد يترك العالم متعدد الأقطاب الذي سعى إلى تحقيقه روسيا على الهوامش؛ فهي لا تمتلك القوة العسكرية للولايات المتحدة ولا القوة الاقتصادية للصين. وفي مفارقة موحية، يريد القليلون في موسكو أن لا تغادر أميركا أفغانستان، خشية أن يؤدي انسحابها إلى زعزعة استقرار الطرف الجنوبي لروسيا.
في الوقت الحالي، ربما يحب السيد بوتين رؤية الوطنيين وهم يهتفون: "إلى برلين"! لكن الخطر بالنسبة إليه هو أنهم ربما يشرعون أيضاً في هتاف: "أعيدوا أولادنا إلى الوطن".
===========================
صحيفة: بريطانيا تخطط لمحاسبة مواطنيها المنتسبين لميليشيات "سوريا الديمقراطية"
https://nedaa-sy.com/news/13773
أكدت صحيفة "الغارديان" البريطانية أن لندن تخطط لمحاسبة مواطنيها المنتسبين لميليشيات سوريا الديمقراطية والتي تشكل وحدات الحماية عمادها.
وأوضحت الصحيفة أن عدداً من الشخصيات والناشطين البريطانيين أعربوا في رسالة وجَّهوها إلى وزير الداخلية البريطاني ساجد جاويد عن قلقهم إزاء خطة أعدها الأخير لتجريم مقاتلي ميليشيات الحماية، معتبرين القتال إلى جانب الميليشيات "عملاً بطولياً".
ووفقاً للمصادر فإن من بين الموقعين على الرسالة أكاديميين ومتطوعين بريطانيين وأمريكيين وألمان وإيطاليين في صفوف ميليشيات الحماية، وعوائل أربعة مقاتلين قتلوا في المعارك ضد تنظيم الدولة في سوريا.
ويُذكر أن الداخلية البريطانية حذرت قبل أيام مواطنيها من السفر أو البقاء في "مناطق النزاع" بسوريا، وتوعدت المخالفين بالملاحقة والسجن مدة عشر سنوات.
===========================
الصحافة الامريكية :
معهد واشنطن :هل تحاول روسيا وإيران و«حزب الله» تكرار السيناريو السوري في فنزويلا؟
https://www.washingtoninstitute.org/ar/policy-analysis/view/are-russia-iran-and-hezbollah-trying-to-reprise-syria-in-venezuela
جاي سولومون
23 أيار/مايو 2019
في الوقت الذي يتحدى فيه الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو الضغوط الدولية للاستقالة، يضاعف حلفاؤه في الشرق الأوسط وروسيا ودول أخرى جهودهم الرامية إلى تحقيق نصر جيوسياسي آخر ضد الولايات المتحدة. وتوشك هذه الأزمة على أن تتحول إلى إعادة إحياء الوضع في سوريا، حيث تعاون الرئيس بشار الأسد مع تحالف مماثل من الدول والميليشيات لمواجهة مجموعة من العقوبات الاقتصادية والعمليات العسكرية التي قادتها الولايات المتحدة.
ووفقاً لمسؤولين أمريكيين، ربما يعمل حلفاء مادورو على إيجاد سبل جديدة لدعم الرجل القوي. فبالإضافة إلى شراء النفط الفنزويلي الخاضع للعقوبات لدعم [الموارد] المالية لحكومته، يُعتقد أن روسيا نشرت حوالي 150 من أفرادها العسكريين والأمنيين في كاراكاس خلال الأشهر الأخيرة. كما بدأت إيران بتيسير رحلات أسبوعية إلى كاراكاس، ربما لنقل الإمدادات العسكرية إلى مادورو. ومن ناحية أخرى، نشر «حزب الله» اللبناني وكوبا شبكةً من مسؤولي الاستخبارات [في فنزويلا] لمساعدة مادورو على الحفاظ على سيطرته على الجيش والشوارع، وفقاً لمسؤولين فنزويليين وأمريكيين تمّ إطلاعهم على المعلومات الاستخبارية ذات الصلة.
وإذا صمد مادورو، ستحقق روسيا وإيران و«حزب الله» انتصاراً كبيراً آخر ضد الغرب، مما يكرر بشكل أساسي دفاعهم عن الأسد في النصف الغربي من الكرة الأرضية بتكلفة أقل بكثير في الأرواح والأموال. وسيرسّخون لهم موطئ قدم في أمريكا اللاتينية يتحدون من خلاله حلفاء الولايات المتحدة وسط استفادتهم في الوقت نفسه من الطاقة والثروة المعدنية الهائلة لفنزويلا. ويساور المسؤولون الأمريكيون القلق بشكل خاص من قدرة «حزب الله» على استغلال الدولة الضعيفة لتحقيق المزيد من العائدات من تهريب المخدرات.
الضغط على واشنطن لكي تفعل المزيدمن أجل منع مادورو من تحقيق هذا الانتصار، فرضت إدارة ترامب عقوبات إضافية على فنزويلا وحلفائها، وتعاونت في الوقت نفسه مع رئيس "الجمعية الوطنية" لفنزويلا خوان غوايدو من أجل فصل القيادة العسكرية والسياسية عن مادورو. واعترفت واشنطن بغوايدو كزعيم فنزويلا في كانون الثاني/يناير بعد اتهامها مادورو بتمديد فترة رئاسته عن طريق الاحتيال. وحذت 53 دولة أخرى حذو الولايات المتحدة على هذا الصعيد.
لكن المعارضة الفنزويلية تضغط على المسؤولين الأمريكيين ليكونوا أكثر صرامةً. وتشمل الخطوات التي تدرسها الإدارة الأمريكية حالياً فرض عقوبات ثانوية تستهدف أي شركة أجنبية أو شخص أجنبي يزاول الأعمال مع أي من الكيانات الفنزويلية الخاضعة للعقوبات. وتدرس وزارة الخزانة الأمريكية أيضاً ما إذا كانت سستحوذ على الأصول الفنزويلية في الخارج، بحجة أنها تدعم الأنشطة الإجرامية لحكومة مادورو. بالإضافة إلى ذلك، تسعى واشنطن لتقديم حوافز مالية ودبلوماسية أكبر للزعماء السياسيين والعسكريين الفنزويليين الذين ينشقّون عن مادورو ويدعمون غوايدو، الذي فشلت محاولته للتحريض على الانشقاقات في صفوف الجيش في وقت سابق من هذا الشهر.
روابط مادورو بالمحور الإيراني - الروسي
إن مادورو، ومعلّمه الدكتاتور الراحل هوغو تشافيز، يتشاركان تاريخاً طويلاً من التحالف مع "محور المقاومة" الذي تشكّله كل من روسيا وكوبا وإيران ضد الولايات المتحدة وإسرائيل. وكان تشافيز يلتقي بانتظام بالرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد المعروف بتطرفه الذي هدد بمحو إسرائيل عن الخارطة. كذلك، صنّفت الولايات المتحدة مسؤولاً رفيعاً متمرساً آخر هو وزير الصناعة والإنتاج الوطني الفنزويلي طارق العيسمي على أنه "ملك المخدرات" واتهمته باستقدام عملاء لـ «حزب الله» إلى فنزويلا. وفي وقت سابق من هذا الشهر، نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" محتويات تقييم داخلي أجرته أجهزة المخابرات الفنزويلية خلُص إلى أن العيسمي ووالده السوري المولد قاما بتجنيد هؤلاء العملاء وتدريبهم "بهدف توسيع شبكات الاستخبارات في جميع أنحاء أمريكا اللاتينية و...العمل في الاتجار بالمخدرات".
وبسبب هذه الروابط، تمكّن حلفاء مادورو الأجانب من إسناده بسرعة بعد أن أطلق غوايدو ثورته بدعم من الولايات المتحدة في كانون الثاني/يناير. وبدأت موسكو بإرسال الإمدادات إلى كاراكاس، كما زادت شركة الطاقة الروسية "روزنفت" التابعة للحكومة من مشتريات النفط من شركة الطاقة العملاقة الفنزويلية "بتروليوس دي فنزويلا" الخاضعة للعقوبات. وتسيطر "روزنفت" عملياً على الشق المالي لـ"بتروليوس دي فنزويلا" منذ أن بدأت الشركة في التخلف عن الاستثمار في السندات الروسية.
وتتماشى هذه الخطوات مع استنتاجات تقرير غير سري صدر عن "وكالة المخابرات الدفاعية" الأمريكية في شباط/فبراير، والذي وصف كيف سعت روسيا إلى توسيع قدراتها العسكرية والاستخبارية في أمريكا اللاتينية من خلال علاقتها بفنزويلا وكوبا ونيكاراغوا. واستشهد التقرير ببيانات مفتوحة المصدر تُظهر أن روسيا شحنت أسلحةً بقيمة 11 مليار دولار إلى فنزويلا بين عامَي 2001 و 2013، مما يجعل الكرملين أكبر مزوّد للأسلحة إلى كاراكاس بهامش كبير. كما وثّق التقرير أن جنوداً فنزويليين يحضرون بانتظام المناورات الحربية الروسية، وأن موسكو نشرت قاذفات بعيدة المدى في فنزويلا "لإظهار القدرات الروسية في منطقة خضعت تاريخياً لنفوذ الولايات المتحدة". ووفقاً لوزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، تتمتع موسكو بنفوذ كبير في البلاد لدرجة أنها تمكنت على ما يبدو من منع مادورو من الفرار من كاراكاس في وقت سابق من هذا الشهر بعد أن سعى غوايدو إلى التحريض على الانشقاقات في صفوف الجيش. وفي هذا السياق، قال بومبيو لقناة "سي أن أن": "كان لديه طائرة على مدرج المطار، وكان مستعداً للمغادرة صباح اليوم كما نفهم الوضع، لكن الروس أوعزوا بأنه يجب أن يبقى".
وبالمثل، عززت طهران دعمها الدبلوماسي والمالي لمادورو هذا العام. فقد ذكرت وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية أن وزير الدفاع أمير حاتمي زار كاراكاس في كانون الثاني/يناير لمناقشة قضايا أمنية، في حين سافر مسؤولون إيرانيون بارزون إلى موسكو في شباط/فبراير لمناقشة دعم مادورو. وذكّرت هذه الرحلات اجتماعات موسكو السرية التي عقدها مسؤولو الأمن الروس والإيرانيون في موسكو عام 2015، قبل فترة وجيزة من شن عملية عسكرية مشتركة لدعم النظام السوري.
علاوةً على ذلك، يساور الإدارة الأمريكية القلق من استئناف إيران رحلاتها الأسبوعية إلى فنزويلا في نيسان/أبريل، مستخدمةً شركة الطيران الوطنية "ماهان إير". وكانت وزارة الخزانة الأمريكية قد فرضت عقوبات على شركة الطيران عام 2011 زاعمةً شحنها أسلحة إلى حلفاء إيران في سوريا ولبنان واليمن بالنيابة عن «الحرس الثوري الإسلامي» الإيراني. ويشعر المسؤولون الأمريكيون بالقلق من أن الرحلات الجوية إلى فنزويلا قد تكون لغرض مماثل - ولا سيما أنها بدأت بعد أسبوع واحد فقط من زيارة وزير الخارجية الفنزويلي خورخي أرياسا إلى لبنان وسوريا للقاء اثنين من أقرب حلفاء طهران هما بشار الأسد والأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله.
الأنشطة العملياتية والأنشطة المتصلة بالمخدرات التابعة لـ «حزب الله»
أصبحت إدارة ترامب أكثر قلقاً بشأن «حزب الله» وسط استمرار أزمة فنزويلا. فالميليشيا الوكيلة لإيران تنشط في أمريكا اللاتينية منذ عقود، وغالباً ما تتغلغل بين مجموعات المهاجرين العرب لتنفيذ العمليات. فعلى سبيل المثال، خلُص المحققون إلى أن الحزب قام بالتنسيق مع إيران لتفجير السفارة الإسرائيلية ومركزاً للجالية اليهودية في بوينس آيرس في أوائل التسعينيات، مع اتهام بعض كبار المسؤولين الأرجنتينين بالتواطؤ في الجريمة الأخيرة. ومؤخراً، أدرجت وزارة الخزانة الأمريكية "البنك اللبناني الكندي" في عام 2011 على اللائحة السوداء بتهم تبييض مئات ملايين الدولارات من أموال تجارة المخدرات في أمريكا اللاتينية عبر حسابات تابعة لـ «حزب الله» في بيروت.
واليوم، يزعم أبرز مساعدي غوايدو أن عناصر «حزب الله» كانوا يعملون مع حكومة مادورو والمخابرات الكوبية لمراقبة المعارضة الفنزويلية. كما أعربوا عن مخاوفهم من أن الحزب ربما يساعد قوات الأمن التابعة لمادورو على السيطرة على الحشود [في أوساط الشعب الفنزويلي].
غير أن أكبر مخاوف واشنطن تتمثل في أن «حزب الله» سوف يستخدم الاضطرابات المالية والسياسية التي تشهدها فنزويلا لزيادة عائداته من الإتجار بالمخدرات في وقت تراجع فيه الدعم الإيراني للحزب إلى حدّ كبير. ووفقاً لأعضاء في حكومة غوايدو، ازدادت مبيعات الكوكايين من فنزويلا بشكل كبير هذا العام في ظل تفاقم المشاكل المالية لمادورو. وكما حصل في قضية "البنك اللبناني الكندي"، فرضت الوكالات الأمريكية عقوبات على عدد من كبار مسؤولي «حزب الله» والمسؤولين الفنزويليين في السنوات الأخيرة لتواطئهم المزعوم في تبييض أموال تجارة المخدرات (على وجه التحديد، الكوكايين الأمريكي اللاتيني الذي تم بيعه في أوروبا) عبر حسابات في لبنان.
الخاتمة
أخيراً، لا يزال كبار المسؤولين الأمريكيين واثقين بأن مادورو لن يصمد حتى نهاية العام [الحالي]، معللين ذلك بالآثار المدمّرة للحرب المالية التي يشنها الغرب على حكومته واستمرار أزمة انقطاع الكهرباء في البلاد. ومع ذلك، لا يستبعدون استخدام القوة العسكرية للإطاحة به إن استمرت الأزمة، أو إذا أظهرت منظمات إرهابية مثل «حزب الله» علامات على كسب موطئ قدم أكبر لها في البلاد. وكما قال أحد كبار المسؤولين: "لنرى إلى أي نقطة وصلنا في هذه الهاوية".
 جاي سولومون هو زميل مساعد في معهد واشنطن.
==========================