الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 27-8-2015

سوريا في الصحافة العالمية 27-8-2015

29.08.2015
Admin



إعداد مركز الشرق العربي
عناوين الملف
1. واشنطن بوست :دينيس روس :المزعج في صفقة إيران
2. الإيكونوميست: 15/8/2015 حرب الدعاية.. دحض رسالة "داعش" الوحشية صعب بطريقة مدهشة
3. نيويورك تايمز: 24/8/2015 :فرصة للدبلوماسية في سورية
4. نيويورك تايمز تكشف كذب تقارير البنتاغون حول محاربة تنظيم الدولة
5. معهد واشنطن :كيف تسير الحرب ضدّ تنظيم «الدولة الإسلامية»؟ آراء عشرة خبراء
6. الغارديان: هل ستغير روسيا موقفها لكسر جمود الأزمة السورية؟
7. ليبايراسيون: قائد سابق في سلاح الجو السوري.. “نظام الأسد مدين لجرائمه بالبقاء صامدا”
8. ترك برس : هل يلتقي نهج الثعلب التركي والنسر الأمريكي في سوريا؟
9. إيكونوميست: الجيوش العربية تنهشها المظاهر والفساد
 
واشنطن بوست :دينيس روس :المزعج في صفقة إيران
دينيس روس
الاتحاد
تاريخ النشر: الخميس 27 أغسطس 2015
ما زال كثير من أعضاء الكونجرس حائرين في أمر الصفقة النووية مع إيران... ونحن مثلهم، والحائرون يقرون بفوائد الصفقة. فالصفقة تعرقل تخصيب اليورانيوم وفصل البلوتونيوم والوسائل غير المعلنة للحصول على قنبلة نووية في السنوات الخمس عشرة المقبلة. ومقارنة مع الوقت الحاضر الذي لا تبعد فيه إيران عن قدرة الانطلاق لإنتاج قنبلة نووية إلا ثلاثة أشهر، كما أن لديها مخزوناً من اليورانيوم منخفض التخصيب يكفي عشر قنابل، فلا يكاد يكون هناك شك في أن الصفقة تجعلنا في حال أفضل بكثير لتتمخض عن فترة سابقة على الانطلاق مدتها عام ولا تسمح للإيرانيين إلا بالحصول على مواد أقل مما يكفي قنبلة واحدة في السنوات العشر المقبلة. ولا نعتقد أيضاً أن الكونجرس إذا عرقل الصفقة سيجري التفاوض على صفقة أفضل. فهل سيكون أعضاء مجموعة 5+1 مستعدين للعودة إلى طاولة التفاوض لأن الكونجرس رفض الصفقة؟ نشك في ذلك.
وإذن، فإذا كانت الصفقة ذات فوائد واضحة وليس هناك بديل تفاوضي واضح لها، فلماذا نظل حائرين؟ ببساطة لأن الصفقة لا تضع قيوداً على مقدار ما يستطيع الإيرانيون بناءه وتوسعته في بنيتهم التحتية النووية بعد 15 عاماً، وحتى شروط المراقبة التي تستمر فيما يتجاوز الخمسة عشر عاماً قد يتبين أنها غير كافية مع نمو البرنامج النووي الإيراني. وقدرة إيران على زيادة إنتاجها بشكل كبير من المادة المخصبة بعد 15 عاماً قد تكون كبيرة مع تركيبها خمسة نماذج متقدمة من أجهزة الطرد المركزي بدءاً من العام العاشر من الاتفاق.
وقد أكد الرئيس أوباما أن الاتفاق يعتمد على التحقق وليس على الثقة. والتحقق لا يعني فحسب أنه يمكننا ضبط الإيرانيين متلبسين بالغش، بل الأهم أن يدركوا أنهم سيدفعون ثمناً كبيراً عندما نضبطهم. وبمعنى آخر: فالردع محوري ليس فقط في أن نضمن مراعاة الإيرانيين للاتفاق ولكن أيضاً في منعهم من تطوير أسلحة نووية. ويتعين أن تعرف إيران أننا لن نسمح لها أبداً بأن تصبح دولة نووية. وقد حان الوقت كي يعلم الإيرانيون والعالم أن طهران إذا انحرفت ناحية امتلاك سلاح نووي، وخاصة بعد العام الخامس عشر، فسيؤدي هذا إلى استخدام القوة. وعند هذه المرحلة سيكون قد فات أوان العقوبات في منع واقع وجود إيران نووية.
ومن المهم بشدة أن يعلن الرئيس هذا بوضوح خاصة مع الأخذ في الاعتبار تردده الملحوظ في استخدام القوة، فلو أن أوباما واضح تماماً بشأن استخدام القوة في حال انتهاك إيران التزاماتها، لقبل المجتمع الدولي مشروعية استخدام ضربات عسكرية كرد. صحيح أن أوباما أكد أهمية منع إيران «من الحصول أبداً على سلاح نووي»، والأهم من ذلك أنه ذكر أن إدارته «ستتخذ أي وسائل لازمة... ومنها الوسائل العسكرية» لمنع إيران من الحصول على أسلحة نووية. وهذا تصريح مهم، ولكن أعقبته لغة أضعف «إذا سعت إيران إلى الحصول على سلاح نووي فكل الخيارات متاحة أمام الولايات المتحدة بما في ذلك الخيار العسكري -وستظل متاحة في أثناء فترة الاتفاق وفيما بعدها». فمن المؤكد أنه لا حاجة بنا أن نتكلم عن خياراتنا ولكن عن استعدادنا لاستخدام القوة، إذا انحرف الإيرانيون ناحية الحصول على سلاح نووي خاصة بعد العام الخامس عشر، فالتهديد بالقوة سيردع الإيرانيين على الأرجح.
ويتعين أن يعلم الإيرانيون أيضاً أنهم إذا أنتجوا يورانيوم عالي التخصيب -الذي لا يوجد غرض مدني مشروع يبرره، فإننا سنعتبر هذا نية لصنع سلاح وسنتصرف بناء عليه، ولا يوجد ذكر لليورانيوم عالي التخصيب في خطاب الرئيس.
وتعزيز أدوات الردع ضروري في معالجة النقاط الهشة التي نراها في الاتفاق. وصدور بيان أكثر صراحة بشأن عواقب تحرك إيران صوب امتلاك سلاح نووي أو إنتاج اليورانيوم عالي التخصيب سيخفف بعض مخاوفنا. وكذلك مهمٌّ دعم الشركاء العرب البارزين لمواجهة زيادة الدعم الإيراني المحتمل لـ«حزب الله» والمليشيات الشيعية الأخرى بعد تخفيف العقوبات الاقتصادية. والردع سيكون أكثر فاعلية والتطبيق الكامل للاتفاق أكثر ترجيحاً، إذا أدرك الإيرانيون أن هناك ثمناً لكل تجاوز مهما كان صغيراً، وأننا سنرفع التكلفة مع كل تصرف لهم يزعزع استقرار المنطقة.
دينيس روس: زميل في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى
ديفيد بترايوس: القائد السابق للقوات الأميركية في العراق وأفغانستان والمدير السابق لـ«سي. أي. إيه»
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
======================
الإيكونوميست: 15/8/2015 حرب الدعاية.. دحض رسالة "داعش" الوحشية صعب بطريقة مدهشة
تقرير خاص – (الإيكونوميست) 15/8/2015
 ترجمة: علاء الدين أبو زينة
القاهرة - رجل ملثم يقف خلف ضحية راكع، مستعداً لقطع حنجرته، أو لوضع رصاصة في رأسه، أو لفصل رأسه عن جسده بالسيف. لم يكن تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" هو الذي اخترع هذا الشكل الدموي من الصنعة المسرحية، لكنه أصبح الآن مالكه الأوحد في حقيقة الأمر. لقد أصبح القتل المتلفز (الذي يكون جماعياً في كثير من الأحيان) هو العلامة التجارية الرئيسية لنسخة المجموعة المخصوصة من الجهاد. وكان آخر ظهور لها في 12 آب (أغسطس)، عندما وزعت المجموعة الصور المروعة التي تعرض جثة رهينة كرواتي مقطوعة الرأس في مصر، كما زُعم. وتوزيع مثل هذه الصور مروع؛ بل كونها أصبحت مألوفة للمشاهدين، هو شيء أكثر فظاعة وترويعاً.
النجاح الذي أحرزه "داعش" في كسب أتباع بمثل هذه الرسائل يحير أعداءه، وهم كثر. والواقع أنه ليس لديه أصدقاء على الإطلاق؛ وربما تكون كراهية كل شيء يتصل بـ"داعش" هي الشيء الوحيد الذي يوحد الشيعة والسنة؛ السعودية وإيران؛ وأميركا وروسيا؛ وتركيا ونظام الأسد في سورية. وفي داخل هذا التحالف المتنافر، ثمة اعتقاد متزايد بأن معركة الأفكار والصور قد تكون مهمة بنفس أهمية الحرب على الأرض. فبعد كل شيء، نجحت الحكومات مراراً في القضاء على الجماعات الإرهابية، فقط لتجد جماعات جديدة، غالباً ما تكون مشابهة -وإنما أكثر سوءاً، وهي تظهر لتحل محلها.
لذلك اتخذ كل بلد ذي أغلبية مسلمة تقريباً شكلاً من أشكال التدابير المضادة لأيديولوجيا تنظيم "داعش"، بدءاً من الضغط على السلطات الدينية التقليدية، ذهاباً إلى عزل المجموعة، وإلى تشجيع الرسوم الكاريكاتورية التي تسخر منها. وقد انضم عدد متزايد من الدول الغربية، بما في ذلك بريطانيا وأميركا، إلى هذه الحرب الدعائية، أيضاً. بعض الدول استأجرت بعض الكتبة الرقميين ليعملوا على تقويض رسالة "داعش" على الإنترنت -على سبيل المثال من خلال تسليط الضوء على جرائمها الوحشية ضد إخوتها المسلمين. وضغطت دول أخرى على شركات الإنترنت لكي تراقب محتواها، وإغلاق الحسابات المرتبطة بـ"داعش" حيثما كان ذلك ممكناً. وعلى الرغم من حذرهم من مغبة الخوض في معارك حول العقيدة، يفضل بعض المسؤولين الغربيين علناً تشجيع الإسلام "المعتدل".
من الطبيعي أن يكون قياس الأفكار المتصارعة أصعب من تقييم الحرب الحركية، ومن الممكن أن تكون مثل هذه المبادرات قد هزت القبول الذي يلاقيه "داعش" لدى الجمهور. ومع ذلك، من الواضح أيضاً أن المجموعة ما تزال تشكل مصدر إلهام للكثيرين. فمنذ أيلول (سبتمبر)، نفذ التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ويحارب المجموعة أكثر من 6.000 غارة جوية، وقتل، وفقاً لمصادر استخباراتية أميركية، ما يصل إلى 15.000 من مقاتليها. ومع ذلك، ارتفعت تقديرات قوة الجماعة في الفترة نفسها من نحو 20.000 إلى 30.000 جندي، لتصل إلى نحو 70.000 مقاتل، بما في ذلك 15.000-20.000 من المقاتلين الأجانب.
على الرغم من بعض التراجعات في الأراضي، ما تزال مجموعة "داعش" تهيمن على منطقة في حجم بريطانيا. وقد ولدت فروعاً مزدهرة بوحشية في نصف دزينة من البلدان الأخرى، من أفغانستان إلى مصر ونيجيريا وتونس واليمن. كما أن حجمها، والأهم من ذلك، براعتها في التجنيد، أصبحت تقزم الآن ما كان لدى تنظيم القاعدة، وهي مجموعة لها 20 سنة من الخبرة أكثر من "داعش" في الأعمال الإرهابية. كما أن نمط الخلافة المعلنة ذاتياً، سواء في اللباس أو الكلام أو القسوة، أصبح هو ما يتطلع إليه الجهاديون الراغبون في كل مكان الآن.
قد يكون أحد الأسباب أنه  منذ إعلانها إقامة خلافة في العراق وسورية العام الماضي، تفوقت مجموعة "داعش" على كل سابقاتها من المجموعات الإرهابية بجودة دعايتها. وتسبق منتجاتها من أفلام الفيديو نتاجات المجموعات الأخرى "جيلاً إلى الأمام"، كما يرجح كوري داوبر ومارك روبنسون، خبيرا الإعلام في جامعة ولاية كارولينا الشمالية. وفي دراسة حديثة، يفصل الخبيران مجموعة من التقنيات المتطورة التي تستخدمها المجموعة لزيادة قوة منتجاتها البصرية، من العناية باختيار الألوان المتناقضة بشكل صارخ –فكروا في الأزياء السوداء والحلل البرتقالية- إلى استخدام كاميرات متعددة، والتركيز الضيق، والزوايا "الذاتية"، والأصوات الحميمة المصاحبة لخلق تأثير شاهد العيان عند المشاهدين.
وبالإضافة إلى الامتياز والتفوق في مهارات الإنتاج، نجحت المجموعة في الوصول إلى الجماهير. ويعتقد ألبرتو فرنانديز، الذي كان يدير وحدة اتصالات مكافحة الإرهاب في وزارة الخارجية قبل أن ينضم مؤخراً إلى معهد بحوث إعلام الشرق الأوسط، أن المتعاطفين مع "داعش" يملكون أكثر من 50.000 حساب على "تويتر". وتنتشر العديد من هذه الحسابات عبر منطقة الشرق الأوسط. وهذا يعني إمكانية تضخيم كل رسالة تبثها المجموعة بسرعة. ورصدت دراسة عن ناتج "داعش" الدعائي في أسبوع واحد، والتي أجراها أهارون زيلين من معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، صدور 123 نشرة إعلامية في ست لغات، 24 منها أشرطة فيديو. وتم إعداد الصور الوحشية بحيث تثير الصدمة وتجذب انتباه وسائل الإعلام الرئيسية.
مع ذلك، ربما لا يكون العنف هو أكثر رسائل مجموعة "داعش" البصرية قوة. وفي تحليل مفصل لدعايتها، يشخص شارلي وينتر، من مؤسسة كويليام، هذه المسألة، فيشير إلى طائفة من الثيمات الأخرى التي تضم فكرة الرحمة، ودور الضحية، والانتماء، والطوباوية، بالإضافة إلى الحرب والقتل. وبدلاً من تقطيع الرؤوس، تحلم المجموعة بالأخوة السنية وإعادة بعث مجد المسلمين الذي يلهم الناس، كما يقول السيد وينتر.
في حين كان سرد الجهاديين السابقين كله عن "مقاومة" أعداء متخيلين، فإن "داعش" ينادي بما وصفه السيد وينتر بأنه "دعاية المنتصر". وبالبناء على مواطن الشكوى البالية للإسلام السياسي، فإن المجموعة لا تتحدث فقط عن إقامة خلافة، وإنما تقوم بإقامتها فعلياً (بشكل ما). إنها لا تتحدث كلامياً فقط عن إزالة الحدود الاستعمارية، وإنما تقوم بتجريفها مادياً. وهي لا تقوم بمجرد التطلع إلى إعادة إنتاج "الشريعة الكاملة"، وإنما تفرض النسخة غير المعدلة والأكثر قسوة من القانون الإسلامي، والتي لم يشاهَد لها مثيل على مدى قرون، إن لم يكن على الإطلاق.
في بحث السيد زيلين في إنتاج أسبوع واحد من الدعاية الداعشية، لم تكن أكثر من ثلث رسائل "داعش" تتحدث عن الحرب. وبدلاً من ذلك، كانت هذه الرسائل تشيد بالخلافة وفضائلها الإسلامية، وتعرض افتتاح المستشفيات، وأولاد المدارس المبتسمين، والمواطنين وهم يعلنون بحماس ولاءهم للخليفة. ويقترح تشارلز ليستر، الباحث في بروكينغز، أن مثل هذه الصور الإيجابية تفسر بقاء "داعش" في السلطة. ويقول: "في كل من سورية والعراق، يعرض داعش نفسه على أنه جيش وعلى أنه دولة بديلة أيضاً، والتي تدافع عن الناس وتحل محل الأنظمة السياسية القمعية أو الفاشلة التي تُفهم على أنها ظالمة للمسلمين السنة". وقد سمحت هذه الدعاية لمجموعة "داعش" بإرساء جذور يمكن أن تساعدها على البقاء لوقت طويل، كما يقول.
بعبارات أخرى، في سياق الدول المنهارة، يعمل "داعش" مثل مافيا أو عصابة شوارع، قاسية وإنما ضرورية ولها ميثاقها الخاص للشرف. ويصف دون وينسلو، مؤلف كتاب عن كارتيلات المخدرات المكسيكية، مزج "داعش" المشابه للعنف المفرط بأعمال حماسية من الفضائل المدنية "تواصل إرهابوي". ويقول أنها بعد أن دفعت الدولة المكسيكية إلى الرد بوحشية مكافئة لوحشيتها، "كانت الكارتيلات تواصل الصراع من خلال قيامها ببناء العيادات والكنائس والملاعب، وإقامة المهرجانات للأطفال واحتفالات عيد الأمهات، والتي تعطي فيها لكل امرأة غسالة أو ثلاجة".
إن سياق أرض العصابات الذي يعمل "داعش" ضمنه، سواء كان ذلك في العراق أو سورية أو شبه جزيرة سيناء المصرية التي ينعدم فيها القانون، أو في سرت الليبية حيث سيطرت المجموعة على أراضٍ، هو ما يفسر جزءاً من حصانة أتباعها أمام الإقناع. وبذلك، أصبحت الشخصيات الإسلامية التقليدية، وحتى المبشرين الجهاديين الذين يُنظر إليهم على أنهم ليسوا متطرفين بما يكفي، بلا سلطة على مجموعة تؤمن بأن معظم المسلمين خرجوا عن الصراط المستقيم. ويقول السيد فرنانديز من معهد بحوث إعلام الشرق الأوسط: "إن داعش هو نتاج دمقرطة المعرفة والمعلومات. ويتم ترويج أطروحته الدينية عن طريق أناس ليس لهم أي تفويض أو رصيد سوى القتال، وكونهم على الأرض ومنخرطين في العمل".
كل هذا يعني أن الطريقة الأكثر فعالية لمكافحة دعاية "داعش" لن تكون استخدام الدعاية المضادة، وإنما العمل المضاد. ويقول السيد ليستر: "إن المفتاح لهزيمة داعش هو حل الإخفاقات المجتمعية والسياسية في العراق وسورية". لكن من المضني إعادة تجميع أجزاء الدول التي تفتتت أو التي بصدد الفشل معاً. وفي هذه الأثناء، ربما يكون قتال المجموعة هو الخيار الأفضل. ويقول السيد فرنانديز: "إن داعش هو عبارة عن سمكة بخاخة (منتفخة). إنها تنفخ نفسها لكي تبدو أكبر مما هي فعلاً". وبذلك، لن يكون هناك ما هو أكثر تدميراً لدعايتهم من إلحاق هزيمة عسكرية مناسبة بهم.
 
*نشر هذا الموضوع تحت عنوان: Islamic State: The propaganda war
ala.zeineh@alghad.jo
======================
نيويورك تايمز: 24/8/2015 :فرصة للدبلوماسية في سورية
افتتاحية – (نيويورك تايمز) 24/8/2015
 ترجمة: علاء الدين أبو زينة
الغد
قيام ميليشيات "داعش" بقطع رأس عالم الآثار السوري خالد الأسعد، الذي ضحى بحياته من أجل أن يحمي بعض أعظم كنوز سورية، كان تذكيراً مروعاً بكيف أن "داعش" قام بتحركاته العقائدية والإقليمية الوحشية بتعقيد –واستغلال- الصراع الذي مزق سورية إرباً لأكثر من أربع سنوات بشكل كبير.
لكن استكمال الاتفاق النووي الإيراني في الشهر الماضي خلق مساحة لانطلاقة جديدة لحل سياسي للحرب المدمرة الدائرة بين الرئيس السوري بشار الأسد والثوار الساعين إلى الإطاحة به، والتي أزهقت أرواح نحو 250.000 شخص وأجبرت 11 مليوناً آخرين على الخروج من ديارهم، حيث رفعت موجة قوية من الاجتماعات الدبلوماسية عالية المستوى منسوب الآمال بأن يكون مثل هذا الجهد لحل الأزمة قائماً في نهاية المطاف.
لكنه ما يزال من غير الواضح ما إذا كان لدى الولايات المتحدة وروسيا وإيران وسورية والسعودية، واللاعبين الرئيسيين الآخرين في المنطقة، شعور بالإلحاح والإرادة السياسية لوضع سورية على مسار أكثر استقراراً. ومع ذلك، من الواضح أن من الصعب –من دون تحقيق تسوية سياسية في سورية- رؤية كيف يمكن تشكيل حملة موحدة فعالة ضد "داعش"، وإجهاض عزمه على تأسيس خلافة في سورية والعراق.
يبقى النشاط الدبلوماسي الأخير حول سورية معقداً وغامضاً. فقد أقامت روسيا، أقوى داعم للرئيس الأسد علاقات جديدة مع السعودية التي تشكل عدوه اللدود وأحد الممولين الرئيسيين لجماعات الثوار السورية؛ كما توسطت في عقد لقاء بين مسؤولي الاستخبارات السوريين والسعوديين. وفي وقت سابق من هذا الشهر، التقى وزيرا الخارجية الروسي والسعودي في موسكو، بينما كان محمد جواد ظريف، وزير خارجية إيران التي تشكل حليف الرئيس الأسد الرئيسي الآخر، في دمشق ليلتقي مع الرئيس الأسد. وقبل أسبوع من ذلك، عقد وزير الخارجية الأميركية جون كيري ونظيراه الروسي والسعودي أول لقاء ثلاثي لهم لبحث الموضوع السوري أيضاً.
ثمة أسباب قوية لمحاولة الحيلولة دون المزيد من انهيار الدولة السورية: فالرئيس الأسد الذي يعاني في ميدان المعركة وفي تجنيد القوات لجيشه، يصبح أضعف باطراد. والأميركيون والروس والسعوديون، من بين آخرين، يخشون أن يتمكن "داعش" الذي يسيطر مسبقاً على جزء كبير من سورية، والأقوى من المجموعات المتشددة والمسلحة الأخرى هناك، من أخذ زمام السيطرة في سورية في حال سقوط النظام.
في هذه الأثناء، فشلت إلى حد كبير خطة الرئيس أوباما لتجهيز وتدريب قوات برية من الثوار السوريين، والتي يمكنها أن تعتمد على الضربات الجوية الأميركية ضد "داعش" لتأمين الأراضي. كما تظل الجماعات المتمردة التي كان يُنظر إليها على أنها شركاء محتملون في القتال ضد "داعش" غير منظمة وتشتبك في معارك مع بعضها البعض في كثير من الأحيان.
حتى مع ذلك، وعلى الرغم من أهمية هذه اللحظة، فإنه يبدو أن هذه المناورات الدبلوماسية تجري لأغراض مخصوصة، حيث يبدو أن الأطراف تختبر المياه أكثر من كونها تطور خطة معدة بشكل كامل للمضي قدماً إلى حل. وكانت العملية الوحيدة الملموسة هي إعلان متواضع غير ملزم تبناه مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في الأسبوع الماضي، والذي يحث الحكومة السورية وخصومها على مناقشة عملية "انتقال سياسي" على أساس الخطوط التي اتفق عليها الدبلوماسيون في جنيف في العام 2012.
ما تزال العقبات التي تحول دون التوصل إلى مثل هذا الانتقال هائلة، لأسباب ليس أقلها عدم وجود أي إجماع على كم يمكن أن تدوم هذه الفترة الانتقالية، ومتى –إذا كان ذلك ممكناً أصلاً- قد يتنحى السيد الأسد. وقد أصرت الولايات المتحدة وآخرون، من بينهم المملكة العربية السعودية وتركيا، على وجوب أن يذهب الأسد، بينما تمسكت به كل من روسيا وإيران. ويعتقد المسؤولون الأميركيون أن روسيا ربما تكون مستعدة لقطع الروابط مع السيد الأسد كجزء من خطة لاستقرار سورية من دونه، والتي تمنع استيلاء "داعش" على السلطة، لكن أياً من الخطط التي تم طرحها لم تحظ بالقبول حتى هذه اللحظة.
لا شك أن انخراط روسيا في الجهد المبذول لحشد تحالف ضد "داعش"، والذي كانت الولايات المتحدة تعمل عليه منذ السنة الماضية، هو موضع ترحيب، بالنظر إلى تصلب روسيا السابق. فوراء في العام 2011، عندما أطلق السيد الأسد شياطين الغضب باستخدامه القوة ضد المتظاهرين السلميين، قامت روسيا –مدعومة من الصين- بتعطيل كل المحاولات في مجلس الأمن للضغط على السيد الأسد من خلال العقوبات الاقتصادية والوسائل الأخرى لتشجيع السعي إلى حل سياسي.
بالنظر إلى عديد الأرواح التي فُقدت منذ ذلك الحين، والطريقة التي فتحت بها الحرب المتواصلة الأبواب أمام "داعش"، فإن من المؤسف أن تكون موسكو قد جاءت متأخرة إلى الطاولة. ومع ذلك، يبدو أن ثمة رغبة جادة الآن في السعي إلى حل سياسي، وهو ما يجب تشجيعه. وتتحمل روسيا وإيران مسؤولية خاصة عن المضي بهذا المسعى إلى الأمام.
*نشرت هذه الافتتاحية تحت عنوان:
 An Opening for Diplomacy in Syria
======================
نيويورك تايمز تكشف كذب تقارير البنتاغون حول محاربة تنظيم الدولة
الخميس 13 ذو القعدة 1436هـ - 27 أغسطس 2015مـ  09:14    سوريا
الدرر الشامية:
أكدت وزارة الدفاع الأمريكية: إنها تحقق في "احتمال لجوء مسؤولين عسكريين إلى إعادة كتابة تقارير استخباراتية لإعطاء نظرة إيجابية أكثر بشأن التحالف العسكري ضد تنظيم الدولة" ، بحسب صحيفة نيويورك تايمز.
وأطلق المفتش العام التحقيق بعدما تحدث محلل مدني واحد على الأقل في وكالة استخبارات الدفاع عن أدلة تؤكد أن مسؤولين في القيادة الوسطى الأمريكية يعيدون كتابةَ تقارير استخباراتية تقدم للرئيس باراك أوباما ومسؤولين آخرين.
ونقلت الصحيفة معلوماتها عن مسؤولين حكوميين لم تكشف عنهم، إلا أنه ليس واضحًا متى تم تغيير التقارير أو من المسؤول عنها ، وبحسب توجيهات لمكتب مدير الاستخبارات الوطنية التي تشرف على 17 وكالة استخباراتية، يمنع "تحريف" أي تقييم تحليلي.
وقال المسؤولون لنيويورك تايمز: إن شكاوى رُفعت إلى المفتش العام في جهاز الاستخبارات، وبعد ذلك استلم القضية المفتش العام في البنتاغون، ومن شأن ذلك إذا تبينت صحته أن يُظهر السببَ وراء اختلاف التصريحات حول التقدم في الحرب ضد التنظيم.
وكانت تقارير البنتاغون تتحدث دائمًا عن ضربات جوية مستمرة ضد التنظيم، وعن تراجُع مستمر له في العراق وإعاقة لتقدمه في سوريا، إلا أن تنظيم الدولة يتحرك بأريحية على مساحات واسعة ومكشوفة في كل من البلدين دون أن يتعرض للضرب من التحالف الذي تشارك فيه أقوى دول العالم.
======================
معهد واشنطن :كيف تسير الحرب ضدّ تنظيم «الدولة الإسلامية»؟ آراء عشرة خبراء
مايكل نايتس و هارون ي. زيلين
20 آب/أغسطس 2015
"في مجموعة من الآراء نُشرت مؤخراً، يشارك اثنين من زملاء المعهد في التعبير عن وجهتي نظرهما حول الوضع في العراق. إقرأ المجموعة الكاملة من الملاحظات من على موقع "ميوزنينغز أون إيراك"."
مايكل نايتس
في الحديث عن العراق فقط، والذي من الواضح أنّه جبهة واحدة من الحرب الأوسع [ضد تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» («داعش»)/«الدولة الإسلامية»]، ينبغي على أيّ تقييمٍ لمستوى التقدّم الحالي أن يأخذ بعين الاعتبار وجهة نظر المشاركين المتباينين.
قد تكون الحكومة العراقية التي يقودها الشيعة غير صبورة لكنّها سترى في الدفاع عن سامراء وبغداد وكربلاء نجاحاً عظيماً، وستنظر بالفخر نفسه إلى تحرير ناحية جرف الصخر (التي تطلّ على طرق الحجّاج الشيعة) وتكريت ومناطق أخرى. كما سيبرز تفاؤل حول المعارك التي تتكشّف في الرمادي والحديثة. ومن وجهة نظر بغداد، يستعيد الجيش العراقي عافيته لكنّه لا يزال يعتمد إلى حدٍ كبير على السياسيين الشيعة المستقلّين الذين شكّلوا قوات عسكرية خاصة بهم. وبالتالي إن بطء تقدّم الحكومة ليس بالضرورة واحداً من مخاوف بغداد الرئيسية بشأن الحرب، بل أن هذه المخاوف تتعلق بأي من المنافسين الشيعة غير الحكوميين يحظى بالتمكين بفعل الحرب. ومن المفيد أيضاً النظر إلى الأراضي التي تمّت استعادتها بعين شيعة العراق. فبالنسبة إلى شخصٍ غربي، لا تزال أراضٍ شاسعة من العراق بحاجة للتحرير، لكن بالنسبة إلى سياسي عراقي شيعي، تمّ بالفعل تحرير المناطق الشيعية كلّها تقريباً، بينما تُعدّ المناطق التي يسيطر عليها تنظيم «الدولة الإسلامية» والبعيدة عن بغداد أولويةً أدنى. وبالتالي، شهدت الحرب، من وجهة نظر شيعة العراق، تعبئةً شعبية ملهِمة وأمّنت عدم اجتياح معظم المناطق الشيعية، الأمر الذي يبدو أنّه يشكّل نجاحاً جديراً [بالثناء].
ويتشارك أكراد العراق بعض أوجه التشابه مع وجهة نظر الحكومة الاتحادية التي يقودها الشيعة. فقد أظهر الدفاع عن أربيل أنّ الولايات المتحدة والغرب يهمّهما كثيراً بقاء "كردستان العراق" إقليماً [نابضاً بالأمن والاستقرار]، وبالتالي تمّ تقديم مستوى غير مسبوق من الدعم العسكري الدولي للأكراد. إن ذلك وحده يجعل من المجهود الحربي الذي بُذل في العام الماضي نجاحاً دبلوماسياً من الدرجة الأولى. فقد استعاد الأكراد معظم المناطق التي تهمّهم ورسموا خطاً دفاعياً قوياً للغاية يضمّ معظم [محافظة] كركوك. ومن وجهة نظر الأكراد، تبقى المهمة غير منجزة، فـ تنظيم «الدولة الإسلامية» هو ببساطة [على مسافة] قريبة إلى درجة لا تبعث على الارتياح. لذا، سيَعتبر الأكراد أنّ الحرب ضدّ «داعش» تسير على قدمٍ وساق، إلا أن الأمر سيغدو كارثياً إذا انكفأ الأكراد فجأةً وتركوا لـ تنظيم «الدولة الإسلامية» السيطرة على مدينة الموصل التي تبعد نصف ساعة فقط عن عاصمتهم أربيل.
وليس هناك شك في أنّ معظم العرب السنة في العراق قد يعتبرون أنّ الحرب ضدّ «داعش» تسير بشكل سيءٍ للغاية. ويخشى أولئك الذين يقيمون في مناطق أكثر أمناً كبغداد، من ردّ فعلٍ عنيف إذا بدأ تنظيم «الدولة الإسلامية» باللجوء إلى مزيد من التفجيرات في المناطق الشيعية المجاورة لهم. أمّا الذين في المناطق المُحرّرة، فيواجهون تحدياً مهولاً يتمثّل بإعادة الإعمار وكثيرون منهم يُمنعون من العودة إلى مدنهم وقراهم، في حين يبقى القابعون في المناطق التي يسيطر عليها تنظيم «داعش» أو الذين ينتظرون العودة إليها من مخيمات المشرّدين داخلياً غير متيقّنين من أنّ أياً كان سيحرّر فعلاً المناطق السنية من أجلهم. وإذا اضطرّت «وحدات الحشد الشعبي» السنية إلى تحرير المناطق بنفسها بوصفها القوات القتالية الرائدة على هذه الجبهة، فإنّ مساراً دموياً ينتظر الكثير من أبناء المقاتلين. لذا فمنذ عام 2014 كانت الحرب كارثية على نطاق لم يسبق له مثيل بالنسبة إلى السنة، حتى بالمقارنةً بالكوارث التي مُني بها سنّة العراق في السنوات السابقة.
وربما لدى الأسرة الدولية، بما فيها الولايات المتحدة، وجهة نظر مختلفة للغاية حول إذا ما كانت الحرب تسير على ما يرام في العراق. فقد أرادت القيادة الأمريكية أن تحدّ من تقدّم تنظيم «الدولة الإسلامية» في العراق من دون أن تغدو مجدّداً طرفاً لا غنى عنه يوفّر القوات البرية. وقد نجحت في تحقيق هذا الهدف الضيق، الأمر الذي قد يرضي البيت الأبيض بعض الشيء، بل وإداراتٍ أخرى أيضاً. أمّا الإيرانيون، فقد اكتسبوا تأثيراً كبيراً بتكلفة زهيدة إلى حد ما، وذلك من خلال تفادي التذمّر واللجوء إلى سرعة التحرّك، وهو بالتحديد ما أمكن الولايات المتحدة القيام به ووجب عليها فعله. لكنّهم على الأرجح غير راضين بشكلٍ عام، فإيران مذعورة على نحو متزايد من عدم سير الحرب بسرعة كافية في العراق، وأنّ المشاركة الغربية تتصاعد ببطءٍ (شديد)، وأنّ تنظيم «داعش» قد ينتشر ويشكّل تهديداً مباشراً على الحدود الإيرانية وداخلها.
وعلى الرغم من أنّه من الصعب الغوص في ذهن قيادة تنظيم «الدولة الإسلامية»، أعتقد أنّ هؤلاء راضون للغاية بإنجازات العام الماضي في العراق على عددٍ من المستويات. أولاً، بدا مقاتلو التنظيم أقوياء وعدوانيين لفترة طويلة من ذلك العام، وإن صارعوا من أجل التقدم أبعد كثيراً خارج المناطق المأهولة بالسنة. كما أن وسائل الإعلام العالمية قد عززت المقاتلين خلال العام المنصرم، محوّلةً إياهم إلى رجال خارقين، وذلك استناداً إلى إنجازاتهم في العراق، الأمر الذي فتح أبواباً كثيرة للتوسّع في أماكن أخرى. فالعراق هو الدولة التي صنعوا فيها علامتهم التجارية خلال العام المنصرم، لكنّهم واجهوا هناك أيضاً عدداً من خيبات الأمل. فقد تبيّن على وجه الخصوص أنّ تشغيل صناعة نفطية والاحتفاظ بالأراضي والبُنى التحتية الضرورية لذلك، أمرٌ صعب للغاية. لكن عموماً، يمكن ربما تلخيص وجهة نظر «داعش» عن العام الماضي بالعبارة: "لا يمكنني أن أتذمر".
هارون زيلين
بعد عام على بدء الحملة العسكرية في العراق، برزت نتائج مختلطة. فبالنسبة إلى تنظيم «الدولة الإسلامية»، تُعدّ عبارة "باقية وتتوسّع"/"باقية وتتمدد" واحداً من شعاراتها. وعلى الرغم من احتلال «داعش» لبعض المناطق مثل الفلوجة والرمادي، إلّا أنّ أراضيه شهدت تقلّصاً كبيراً في العراق، وخاصة في صلاح الدين وديالى وأجزاء من محافظات الأنبار. وفي المقابل، رسّخ تنظيم «الدولة الإسلامية» حوكمته في محافظاته الغربية - في "ولاية نينوى" و"ولاية دجلة" و"ولاية الجزيرة" على وجه الخصوص - ووحّدها وطوّرها. وفيما يتعدّى عدالته القائمة على "الحسبة"، شارك «داعش» في تنظيف الطرق وإعادة طلائها، وفي العمل في مصنع إنتاج الملح، وإجراء مسحٍ للأرض لإنشاء أرصفة وممرّات جديدة، وإصلاح خطوط الصرف الصحي، وتشغيل المستشفيات ومختلف الأسواق في مدنٍ وقرى عديدة، فضلاً عن إدارة مزارع الدواجن ومتاجر الخياطة، بالإضافة إلى تقديم أموال "الزكاة"، وتوزيع المواد الغذائية على الأشخاص المستحقّين، وإعادة صفّ الطرق والأرصفة، وتزيين الشوارع، وتشغيل وكالات بيع السيارات، وبناء قاعة للألعاب الرياضية، واستئناف العمل في محطةٍ لتصفية المياه، وتسوية المنازعات والتوفيق بين خلافات العشائر، وبدء الدورة الثانية من الامتحانات في المدارس. وبالطبع، هذه مجرد عينة لأسبوع واحد، ممّا يدلّ على الطبيعة التي لا تنفكّ تتطوّر وتميّز إدارة تنظيم «الدولة الإسلامية» للأراضي التي يسيطر عليها - ويتخطّى ذلك عمليات الإعدام التي ينسبها معظم الناس إلى «داعش» فقط. بيد، لا تزال بعض المناطق التي يسيطر عليها التنظيم تعاني من كارثةً إنسانية كبرى كما لا تزال حوكمة تنظيم «الدولة الإسلامية» وضوابته غير مثيرة للإعجاب إلى  درجة كبيرة. جلّ ما في الأمر أنّها - مقارنةً بالحوكمة الجهادية السابقة - أكثرُ الحوكمات التي رأيناها تقدّماً، فضلاً عن حقيقة أنّ التوقعات متدنية للغاية وأنّ «داعش» يحاول بالفعل تحقيق بعض الإنجازات على بعض المستويات. وقد يكون ذلك سبباً لتمتّعه بفائدة الشك من قبل البعض. لذلك، فعلى الأقل في الأراضي التي لا يزال تنظيم «الدولة الإسلامية» يسيطر عليها وله قبضة أكثر إحكاماً عليها في الوقت الحالي، ينبغي اعتبار الحملة العسكرية فاشلةً.
======================
الغارديان: هل ستغير روسيا موقفها لكسر جمود الأزمة السورية؟
البي بي سي
البداية من الغارديان وتحليل لإيان بلاك بعنوان "هل ستكون موسكو أول من يغير موقفه لكسر الجمود في الازمة السورية"؟
ويقول بلاك إن أحدث تصريح للرئيس السوري بشار الأسد عن الأزمة في بلاده هو أن أيران وروسيا، أقرب حلفائه، ما زالا يساندانه، وأن الأسد، مثل أي سياسي، كان يود أن يصل ذلك إلى اسماع شعبه وحلفائه وأعدائه.
ويتساءل بلاك هل أن تصريح الأسد أكثر من دعاية؟ ويقول لإنه بعد أربعة أعوام ونصف على بدء الحرب، تجد سوريا نفسها في كارثة، ففي الاسبوعين الماضيين قتل 250 شخصا في عمليات للنظام.
ويقول بلاك إنه في وقت سابق الشهر الجاري بدت مؤشرات على أنه قد تحدث انفراجة في الجمود بشأن حل سياسي للصراع في سوريا، حيث تحدث الرئيس الامريكي بارك أوباما عن فرصة في كل من طهران وموسكو، على خلفية تغير الوضع العسكري للأسد.
ويقول بلاك إن التوصل إلى اتفاق دولي بشأن برنامج إيران النووي صاحبته آمال بتحول في سياسة طهران بشأن سوريا. كما أن روسيا أبدت دعمها لقرار لمجلس الأمن يدعو للتحقيق بشأن استخدام الأسد لاسلحة كيمياوية، رغم أنها كانت تستخدم سابقا حق النقض (الفيتو) ضد أي قرار قد يدين سوريا.
======================
ليبايراسيون: قائد سابق في سلاح الجو السوري.. “نظام الأسد مدين لجرائمه بالبقاء صامدا
عبد الناصر عيّاد، قائد سابق في سلاح الجو السوري، يبلغ من العمر 40 عامًا، انشّق عن النظام في عام 2009 بعد 13 عامًا من الخدمة. أمّا الآن، يعمل كخبير عسكري بعد أن حصل على اللجوء في فرنسا، ويتابع كذلك ملفّ الأسلحة الكيميائية السورية منذ عامين وهجوم 21 أغسطس 2013 الّذي أسفر عن مقتل 1400 شخص في الغوطة.
ما الّذي نعرفه عن الغارة بالسلاح الكيماوي يوم 21 أغسطس 2013؟
تمّت الإشارة إلى جميع التفاصيل ووصفها والتحقّق منها من قبل مفتّشي الأمم المتّحدة بالإضافة إلى المحققين التابعين للمنظمات غير الحكومية المعروفة الّذين استندوا إلى شهادات الضحايا والأطباء على الميدان. ففي الليلة الفاصلة بين 20 و21 أغسطس، بداية من الساعة الثالثة فجرًا، أطلقت عشرات القذائف (330 مم) وصواريخ “أرض-أرض” سوفياتية الصنع المحملة بغاز السارين السائل على العديد من البلدات في ضواحي دمشق الخاضعة لسيطرة المعارضة. وأصيبت الآلاف من الأسر بينما كانت نائمة.
بدلًا من محاسبة الضحايا، التزم المجتمع الدولي فقط بإلغاء سلاح الجريمة من خلال اتّفاق حول تزويد الترسانة الكيميائية السورية. إنّ النظام يدين ببقائه صامدًا لمدّة سنتين إلى جريمته.
لماذا قرّر النظام تخطّي الخط الأحمر الذي رسمه أوباما؟
كانت القوّات في وضع سيئ آنذاك، وكانت الجماعات الثورية تجسّد إلى هجوم كبير على دمشق؛ وبالتالي كان اللجوء إلى الأسلحة الكيماوية لكسر المعارضة والتسبّب في صدمة عالمية لإعادة توزيع الأوراق. وبطبيعة الحال، قد كان الروس على علم بالموضوع قبل الضربة باعتبار أنّه من الضروري الردّ على تصرّف حليفهم أمام المجتمع الدولي وأنّهم أوّل من زوّد الجيش السوري بالقدرات الكيميائية.
كيف تفسر الاتّفاق الروسي الأمريكي الّذي أتى في حين أنّ الضربات الغربية كانت وشيكة؟
هذه ثمرة الابتزاز الشيطاني الّذي يمارسه نظام الأسد مع مناورة الروس. فمن خلال الإعلان عن امتلاكه لترسانة كيماوية وأنّها مستعدة للتدمير، ربح على جميع الأصعدة؛ فهذا يعني في البداية أنّ من دونه ستسقط المواد السامة الموزّعة على الأراضي السورية في يد جميع الأطراف غير المسؤولة، وحصل أيضًا على شرعية من خلال التوقيع على اتّفاق دولي؛ وبالتالي استعاد السيطرة على أراض من خلال الاستخدام المكثّف للأسلحة غير المحظورة مثل براميل التي إن تي. وفي الآن نفسه، خسرت المعارضة مصداقيتها؛ حيث تجزّأت القوّات وشهدنا ظهور تنظيم الدولة الإسلامية.
اليوم، تعود مسألة الأسلحة الكيماوية للظهور من جديد بعد الهجوم مؤخرًا بالكلور. ومن المتوقّع أن يُجرى تحقيق دولي. هل هذه دعوة للتدارك؟
بل يمكن أن تكون فرصة كبيرة للمساومة؛ فعلى عكس غاز السارين أو الخردل الّذي يمتلكه فقط الجيش السوري، الكلور -الّذي لديه استخدامات أخرى غير العسكرية- متوفّر في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة. ولئن كان استخدامه مؤخرًا في البراميل الملقاة من طائرات الهليكوبتر التابعة للنظام على حلب موثّقًا فإنّ من الممكن التفكير في استخدامه من قبل بعض قوّات المعارضة.
ترجمة: صحيفة التقرير
======================
ترك برس : هل يلتقي نهج الثعلب التركي والنسر الأمريكي في سوريا؟
جلال سلمي: ترك برس
صرح مسؤول رفيع المستوى في وزارة الدفاع التركية، في لقاء صحفي له مع قناة بي بي سي التركية في تاريخ 24 تموز/ يوليو 2015، بأن “تركيا قبلت اعتبارًا من اليوم استخدام الولايات المتحدة الأمريكية لقاعدة إنجيرليك في سبيل تحقيق اتفاق مبدئي يتبعه توافق أمريكي تركي متناسق ومنسجم فيما يخص الملف السوري”.
لم تكن هذه الإشارة الأمريكية هي الإشارة الوحيدة في قضية طرح إمكانية توافق آراء الولايات المتحدة وتركيا في القضية السورية، فقد جاءات إشارات تركيا أيضًا على إمكانية التوافق التركي الأمريكي فيما يخص القضية السورية إذ صرح رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو “بأنه في الفترة الحالية نسعى للوصول إلى خط توافق مشترك بيننا وبين الولايات المتحدة الأمريكية للوصول لقرار صائب فيما يخص الأوضاع الجارية في سوريا”.
ويفيد الصحفي التركي فيما يتعلق بالتصريحات المتعلقة بالتوافق الأمريكي بأنه “وبناءًا على هذه التصريحات أصبح هناك سؤال جوهري يطرح نفسه وهو هل يلتقي نهج الثعلب التركي والنسر الأمريكي في سوريا؟ والسؤال المصاحب لهذا السؤال هل سيلتقي النهج بناءًا على الخطط التركية أما الخطط الأمريكية؟
يتضح نهج الولايات المتحدة الأمريكية في سوريا من خلال تصريحات وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، الذي صرح قائلا ً، في لقاء تلفزيوني له على قناة “سي بي أس” المحلية بتاريخ 31 آذار/ مارس 2015، بأنه “لا بد من التحاور والتفاوض مع نظام الأسد، ونحن في جميع الأحوال اتجهنا إلى أن نكون من داعمي الحل السياسي للأزمة السورية”.
ولتوضيح الموقف الأمريكي من الأزمة السورية يفيد الأكاديمي في قسم العلاقات الدولية في جامعة واشنطن رشاد قصبة بأن “الولايات المتحدة الأمريكية كجميع الدول الأخرى وقعت في أزمة سياسية مؤلمة نتيجة عن التحليل الخاطئ للأزمة الحالية الموجودة في سوريا”.
ويضيف قصبة بأن “الولايات الأمريكية المتحدة في ظل هذه الأزمة تنوي اتباع سياسية “محاولة السيطرة المتعددة” وذلك من خلال تحسين العلاقات مع إيران وبالتالي مع ابنها الأسد للقضاء على داعش وكما تريد الولايات المُتحدة الأمريكية السيطرة على تركيا من خلال إجراء اتفاقات متقاربة نوعًا ما، ومن خلال هذا التنوع والتعدد في العلاقات تسعى الولايات الأمريكية المتحدة السيطرة على الوضع في سوريا والقضاء على داعش، التي تراها العدو الأساسي لها في سوريا، وبعد ذلك التحاور وإيجاد سبل للحل السياسي في المنطقة”.
وفي تقييم سياسي للاختلاف الواقع بين الولايات المتحدة الأمريكية وتركيا يعزو قصبة هذا الاختلاف إلى “الأهداف والمحاور التي يسعى إليها الطرفان، الولايات المتحدة الأمريكية دولة واقعية براغماتية بامتياز وجل ماتهدف إلى تحقيقه دومًا هو تحقيق مصالحها، وبالنظر إلى المصالح الأمريكية في المنطقة نجدها بأنه تتسم بالتفاهم الأمريكي الإيراني الأخير وهذا يبرر مدى حاجة الولايات المتحدة الأمريكية إلى اتباع الحل السياسي في سوريا والإبقاء على النظام السوري الابن المدلل لإيران والقضاء على داعش العدو الأول والأساسي لجميع العناصر الموجودة في المنطقة، أما تركيا فهي دولة مجاورة لسوريا ووضعها حساس أكثر بكثير من الولايات المتحدة الأمريكية إذ أن أي تحول جيوسياسي في المنطقة قد تكون نتائجه سيئة جدًا على تركيا، كما أن لسياسة تركيا تجاه سوريا نصيب كبير من العاطفة والإنسانية على العكس من الولايات المتحدة الأمريكية التي تهدف إلى تحقيق مصالحها بشكل صارم دون أخذ العاطفة والإنسانية بعين الاعتبار”.
وفي تقرير تحليلي لمركز التحليلات الجيو سياسية الاستراتيجية التركي، يؤكد المركز أنه “يمكن أن يلتقي النهجان الأمريكي والتركي، في سوريا، ولكن ليس لصالح أي طرف من الطرفين بل لصالح النقاط المشتركة بين الطرفين، حيث يمكن لتركيا أن تكسب المنطقة الأمنية العازل لو أصرت على الولايات المتحدة الأمريكية بشكل دبلوماسي محترف ولو ضغطت على الولايات المتحدة الأمريكية من خلال اتفاقية التعاون العسكري ضد داعش التي تم إبرامها بشكل رسمي البارحة بتاريخ 26 آب/ أغسطس 2015، هذه النقطة المشتركة التي يمكن الالتقاء عندها ولكن لا يمكن للولايات المتحدة الأمريكية أن تضحي بسياسة “محاولة السيطرة المتعددة” وتخسر إيران، التي اتفقت معها حديثًا، من أجل الامتثال لشروط تركيا الخاصة بالقضية سوريا والتي كانت مكونة من ثلاث شروط المنطقة الأمنية العازلة، التي يمكن توافق النهج الأمريكي التركي عليها، إقامة حظر طيران جوي على طائرات النظام، ضرب النظام السوري والقضاء عليه، هاتان النقطتان يبدو من الصعب التقاء النهج التركي الأمريكي فيهما خاصة في ظل الاتفاق الأمريكي الإيراني الحديث”.
======================
إيكونوميست: الجيوش العربية تنهشها المظاهر والفساد
بواسطة عربي 21  - 8 ساعاتمضي   @عربي 21
عربي21 – عبيدة عامر
نشرت مجلة الإيكونوميست الأمريكية تقريرا عن الجيوش العربية، قارنت به أوضاعها الحالية، والمعارك التي تخوضها، مقابل الإنفاق العسكري للدول العربية.
وفي تقريرها بعنوان “الجيوش العربية: مليئة بالصخب والغضب”، قالت المجلة إن معظم القادة العسكريين في المنطقة، بالرغم من السمعة الدموية لهم، “وضعوا أحذيتهم على الرف لمدة طويلة من العقود القليلة الماضية”، باستثناء بعض الفواصل البشعة، مثل حرب العراق وإيران، بعد الوصول لاتفاقات سلام أو وقف إطلاق نار، بحسب تعبيرها.
واستدركت المجلة بأن جميع الجيوش في المنطقة تقريبا أجبرت على التخلص من سباتها بعد الربيع العربي 2011، إذ يتراوح خصوم هذه الجيوش بين تنظيم الدولة، ومليشيات الحوثي، وفي كثير من الحالات: المدنيون في بلدانهم أنفسها.
وتساءلت المجلة عن قدرة الجيوش العربية للحفاظ على استقرار الشرق الأوسط، في وقت تتردد به أمريكا وأوروبا بالتورط بالقوات البرية في المنطقة.
الأداء والإنفاق
وحول أداء الجيوش في الماضي، قالت المجلة إن هذا الأداء “سبب ضئيل للأمل”، إذ هزمت الجيوش العربية من قبل إسرائيل، ولم تكن بأفضل حالا كثيرا في معاركها مع إيران ومغامراتها فيا لبلدان الأفريقية، مثل تشاد.
أما اليوم، فمع توفر الأسلحة والدعم الغربي، فإن كثيرا من هذه الجيوش تعاني مع بدء المعارك، مستشهدة بتفكك الجيش العراقي أمام تنظيم الدولة في الموصل، رغم المليارات في التدريب والمعدات، وتفكك الجيش اليمني والليبي، وفشل الجيش السوري بمنع تدفق الفوضى من سوريا عبر حدوده.
وأشارت المجلة إلى أن مشاكل الجيوش العربية ليست مرتبطة بافتقار المال أو المعدات، إذ أن “دول المنطقة تمنح نصيبا ضخما من ناتجها المحلي الإجمالي لقواتها.
ونقل التقرير عن المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، ومقره لندن، أن ثمان دول من أعلى 15 منفقا على الدفاع في العالم موجودة في الشرق الأوسط.
التباهي والفساد
وتتمثل إحدى مشاكل الجيوش العربية بأن الكثير من هذه الأموال تهدر بشكل خاطئ، إذ ينفق الكثير بإنفاق المليارات على العتاد “البراق”، مثل المقاتلات النفاثة أو الغواصات التي لا تكون مفيدة لأنواع الصراعات التي تخوضها، بحسب الصحيفة.
وتابعت الصحيفة بأن السرقة والفساد منتشرة في القطاعات العسكرية، مما يعني اختفاء كثير من العتاد أو الاحتفاظ به في الثكنات، مما مكن تنظيم الدولة من السيطرة على كثير من المناطق في العراق.
ومقابل هذا الإنفاق، فإن القيادة والسيطرة والدعم اللوجستي والاستخبارات تتلقى إنفاقا أقل، كما تفتقر الخطط للمرونة، إذ يتم الالتزام بها حتى لو لم تعمل بنجاح.
وتفاقمت نقاط الضعف هذه بسبب عدم منح أي سلطة لضباط الصف وغير المبتدئين، مما يترك الوحدات الصغيرة غير قادرة على التحرك بسرعة بدون الحصول على الموافقة على تحركها، بحسب المجلة.
أما نقطة الضعف الأكثر خطورة، فهي أن المؤسسات العسكرية ليست مؤسسات محايدة أو مهنية، إذ أنها تكون موالية للحاكم أو لمجتمع عرقي أو ديني أكثر من الدولة، كما هي الحالة في سوريا – كمثال للحالة الأولى – وليبيا واليمن – كمثال للحالة الثانية -.
ويشكل رجال الجيش لاعبين كبارا في الاقتصاد والسياسة في بلدان مثل مصر التي زادت فيها هذه الظاهرة بعد عام 2011، حيث يعد الالتفاف حول الضباط أمرا شائعا بسبب خوف الأنظمة منهم كأشخاص قادرين على التخطيط للانقلابات.
مليشيات وجيوش
ولتجاوز هذه الإشكالات، عملت كثير من الدول على الاستعانة بمصادر خارجية وأعطت مهامها العسكرية للمليشيات، كما هي الحالة في سوريا؛ التي عمل رئيس النظام السوري بشار الأسد على الدفع بمجموعات متعددة للمحاربة بدلا عنه، كما تدعم الدول المعارضة له مجموعات الثوار، أو في العراق التي تدفع بها الحكومة، ومن ورائها إيران، بالمليشيات الشيعية لساحة المعركة.
مقابل ذلك، نجد حالة الإمارات والأردن اللتان تعتبران من بين جيوش المنطقة الأكثر حداثة وقدرة، واختصاصا للقوات الجوية، ووحدات نخبة مدربة تدريبا جيدا.
وفي حالة الأردن، نجد قوات خاصة جيدة، يرجع الفضل بها إلى منشأة تدريب تستضيف وحدات زائرة من أماكن أخرى، كما أثبتت قوات مكافحة الإرهاب والقوات الخاصة كفاءتها بشكل عام، بالرغم من كونها مثقلة بالمهام عموما، إذ يتم إرسالها من منطقة معارك إلى أخرى دون توقف، بحسب تقرير المجلة.
أما الإمارات، فقد أثبتت قواتها التقليدية قيمتها النسبية في اليمن، إذ حققت منذ هبوطها في اليمن تقدما سريعا ضد الحوثيين، مقابل القوات السعودية التي لم تحرز كثيرا من التقدم.
الإصلاح
ورأت المجلة أن أولى خطوات الإصلاح للجيوش العربية أمام انتشار تنظيم الدولة والمليشيات الأخرى يتمثل بتقليص حجم هذه الجيوش، في وقت تملك به مصر، على سبيل المثال، 438500 شخصا في وحدة المشاة، والسعودية 227 ألفا، مشيرة إلى أن سبب ذلك هو استخدام الجيوش للتخلص من الشبان العاطلين عن العمل.
وأدى هذا التضخم في الجيوش إلى نتيجة وصفتها المجلة بأنها “بالصبية الذين يتقاضون أجورًا زهيدة، ويعانون من نقص التغذية، ويستخدمون كوقود للمدافع، ويؤدون عملهم على هذا الأساس”.
ومقابل ذلك، رأت المجلة أن “قوات أصغر، وأكثر احترافًا، تتألف من المجندين المتعلمين، والذين يتلقون راتبًا جيدًا، ستكون أكثر فاعلية في المعركة”، مشيرة إلى أن قلة من الحكومات مستعدة لإنشاء جيوش كهذه خشية من الانقلابات، مختتمة بالقول: “إذا ما أرادت الدول العربية تحسين أدائها على أرض المعركة، فسوف يتوجب على الدول العربية أن تحسن الحكم في بلادها، أيضا”.
======================