الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سورية في الصحافة العالمية 27-7-2015

سورية في الصحافة العالمية 27-7-2015

28.07.2015
Admin



إعداد مركز الشرق العربي
عناوين الملف
1. عربي 21 :ليبيراسيون: أردوغان يحارب على جبهتين وضد عدوين متجاورين
2. وول ستريت جورنال: النظام السوري يواصل إنتاج أسلحة كيميائية
3. "و.ستريت": صفقة تركيا وأمريكا تمهد لإنشاء منطقة عازلة بسوريا
4. ديلي بيست || لن تكون هناك مناطق حظر جوي في سوريا حسب زعم الولايات المتحدة
5. فورين بوليسي: تمدد داعش وأكراد سوريا يجبر أنقرة على دخول حرب تجنبتها طويلا
6. ديلي ميل: الجهادي "جون" فر من "داعش"
7. ميدل إيست بريفينج: الصفقة التي حصل عليها أوباما.. فقد ثقة العرب مقابل ثقة إيران الخطيرة
8. اسوشيتيد برس: “بشار الأسد” المحاصر يبرر هزائمه و يتعهد بالفوز بالحرب
9. الغارديان: كيف دعمت الولايات المتحدة ودول الخليج بزوغ تنظيم "الدولة" في العراق وسوريا (ترجمة)
10. أوبن ديموقراسي :النفط.. كلمة السر وراء التدخل الغربي في الشرق الأوسط
11. ميدل إيست بريفينج :هل بدأ العد التنازلي بالفعل للتوصل لحل سياسي في سوريا؟
12. فريدريك هوف – معهد أتلانتك :هل بيعت سوريا لإيران؟
13. إسرائيل هيوم :بوعز بسموت  26/7/2015 :لعبة تركية خطيرة
14. يديعوت أحرونوت :درور زئيفي   26/7/2015 :الأكراد سيدفعون ثمن حرب تركيا ضد داعش
15. هآرتس :تسفي برئيل  26/7/2015 :على حدود الاندلاع
16. جارديان»: وفاة الجهادي البريطاني أسد عثمان في سوريا
17. "الجارديان" : أطفال سوريا يدخلون سوق العمل ويكبرون قبل الأوان فى لبنان..2.7 مليون طفل خارج المدارس بسبب الحرب
18. التايمز: "الدائرة الحارقة" المحيطة بتركيا
19. واشنطن بوست :الصراع السوري أسير تصنيفات أميركية مغلوطة
20. مركز كارنيغي || غموض المعارضة يعيد إحياء قيادة قديمة للجيش السوري الحر
21. فورين أفيرز || المنطقة العازلة في جنوب سوريا.. منطقة الخطر في الأردن
22. يني شفق || استراتيجية أميريكية – تركية من أربعة محاور لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية
23. الجارديان || الاتفاق الأمريكي-التركي بشأن “الدولة الإسلامية” قد يتجاوز مجرد استخدام القواعد الجوية
 
عربي 21 :ليبيراسيون: أردوغان يحارب على جبهتين وضد عدوين متجاورين
عربي 21 - مروة الحميدي
الإثنين، 27 يوليو 2015 02:24 ص
أردوغان بات يقاتل على واجهتين، هكذا وصف تقرير تحليلي لصحيفة " ليبيراسيون" الفرنسية ما بات عليه الوضع في تركيا، بعد إعلان أنقرة الحرب على تنظيم الدولة في العراق والشام وفتحها قواعدها الجوية أمام طائرات التحالف، إلى جانب حربها ضد المتمردين الأكراد، واستهداف حزب العمال الكردستاني.
ويقول التقرير، إن العمليات العسكرية التي نفذتها القوات الجوية التركية ضد تنظيم الدولة شمال سوريا، تقترن وغارات جوية على معاقل المتمردين الأكراد من حزب العمال الكردستاني التركي على مستوى جبال قنديل شمال العراق.
وأوردت الصحيفة أن ما تقدم عليه تركيا حاليا يأتي منسجما مع تصريحات وزيرها الأول أحمد داوود أوغلو، حين قال "إن تركيا ستواصل بعزم مكافحة التهديدات الإرهابية سواء أتت من الداخل أو الخارج".
وتابع التقرير التحليلي المنجز من طرف الصحفي والكاتب الفرنسي مارك سيمو، أن تركيا تخوض حربا على جبهتين وضد عدوين متجاورين، بعد أن قررت أخيرا الانضمام الفعلي والعملي للتحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإرهابي، وفتح قواعدها الحربية للطائرات الأمريكية لتوجيه ضربات جوية ضد مقاتلي التنظيم.
ولفتت " ليبيراسيون" إلى أن أنقرة تمارس أجندتها الخاصة، حيث بات من الجلي أن السلطات التركية جعلت حربها ضد المتمردين الأكراد على مستوى الأهمية نفسه، إن لم تكن أكثر، بالمقارنة مع الحرب ضد تنظيم الدولة، يؤكد التحليل.
وأكد التقرير الذي اطلعت عليه " عربي 21"، أن واشنطن تبدي دعمها للضربات الجوية الموجهة ضد حزب العمال الكردستاني، وهو ما أكده بن رودس نائب مستشار الأمن القومي حين قال "إن لتركيا  كامل الحق في اتخاذ إجراءات ضد أهداف إرهابية"، خاصة وأن الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي كذلك، يضعان الحزب الكردي على لائحة المنظمات الإرهابية.
وعادت صحيفة " ليبيراسيون" لتاريخ ما أسمته "الحرب القذرة" بين تركيا ومتمردي حزب العمال الكردستاني التي أودت بحياة  45ألف قتيل منذ 1984، موضحة أن عودة النزاع الكردي في تركيا سيعمل على تعقيد المناخ إقليميا، ناهيك عن زعزعة استقرار بلد يؤدي دورا جيوستراتيجيا مهما إن على مستوى السياسات الاقتصادية أو العسكرية بالمنطقة.
وحذر التقرير من أن عودة القتال سواء في جنوب شرق تركيا ذات الأغلبية الكردية، أو في المدن الغربية الكبرى، سيؤجج الوضع بين الأكراد في تركيا الذين يتراوح عددهم ما بين 15 و20 مليون كردي والساكنة الكردية التي تقدر بـ 70 مليون نسمة.
وأحصى التقرير التحليلي، تبريرات أنقرة بخصوص عملياتها ضد المتمردين الأكراد، سواء تعلق الأمر بالضربات الجوية أو حملة الاعتقالات الواسعة، التي أدت إلى إلقاء القبض على  600 شخص من الناشطين والمتطرفين الأكراد، المتمثلة في ضرورة الرد على أفعال حزب العمال الكردستاني، التي أدت إلى مقتل اثنين من رجال الشرطة الأتراك في مدينة جيلان بينار على الحدود التركية.
======================
وول ستريت جورنال: النظام السوري يواصل إنتاج أسلحة كيميائية
اتهمت صحيفة “وول ستيرت جورنال” الأمريكية النظام السوري بأنه يواصل إنتاج أسلحة كيميائية بل ويطوّر علماؤه أسلحة كيميائية جديدة تعتمد في لبها على غاز الكلور المميت.
وقالت الصحيفة نقلا عن مراقبين في منظمة منع انتشار أسلحة الدمار الشامل والذين زاروا سوريا وبعض الجهات الاستخباراتية الغربية إنه بالرغم من الجهود لنزع أسلحة سوريا الكيميائية، الا أن “القيود الكثيرة التي فُرضت على المراقبين خلال زيارتهم السنة الماضية سمحت بذلك”.
وفي أعقاب ذلك غيّرت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي اي اي) تقديراتها بأنه تمت القضاء على الترسانة الكيميائية السورية كاملة.
ونقلت الصحيفة الأمريكية أن المراقبين زاروا عدة مواقع مختلفة ترشح استخدام الأسلحة الكيميائية فيها، أنهم شاهدوا “شاحنات تستخدم عمليا كمنشآت متنقلة لإخفاء الأسلحة الكيميائية”، وأكدوا أنه لم يكن على الشاحنات أي إشارة تثير القلق بل كانت عليهن دعايات وإعلانات. ويقول سكوت كيرنس الذين كان أحد رؤساء بعثة المراقبين “لم تكن الشاحنات مثل أي برنامج شاهدته أو قرأت عنه”. في حين اتهم موظفو إغاثة الحكومة السورية باستخدام براميل متفجرة تحوي غاز الكلور ضد بلدات احتلتها قوى “المعارضة” السورية.
وكان قد أعلن نظام الرئيس السوري بشار الأسد في تشرين الأول/ أكتوبر المنصرم عن إضافة بعض المواقع التي لم يكن قد أعلن عنها سابقا لقائمة المنشآت المستخدمة لانتاج الأسلحة الكيميائية فيما أعلنت مصادر غربية أنه تم العثور على بواقي غاز السارين وغاز الأعصاب في اكس في هذه المواقع.
وعقب السفير الأمريكي السابق الى سوريا روبرت فورد في التقرير بالقول إنه “لا يجب أن يكون أي متفاجئ بأن النظام يقوم بالخداع”.
من جانبه أشار وزير الإعلام السوري عمران الزعبي، اليوم الجمعة في المؤتمر الإعلامي العالمي لمحاربة الإرهاب في دمشق، إلى أن “التنظيمات الارهابية استخدمت بشكل مبرمج أسلحة غربية متطورة وصواريخ ومدافع جهنم ومواد كيميائية سامة ضد مناطق مأهولة بالمدنيين في خان العسل وغوطة دمشق وريف حماة وفي مناطق أخرى في الشمال السوري الشرقي والغربي دون أي رادع أو وازع”.
وكان قد أعلن الدكتور بشار الجعفري، سفير سوريا الى الأمم المتحدة، مطلع آذار/ مارس المنصرم أن تبني القرار في مجلس الأمن والذي يدين استخدام غاز الكلور كسلاح كيميائي في سوريا، لا يدين الحكومة السورية بالذكر. وصادق 14 عضوا بينهم روسيا على القرار في حين امتنعت فنزويلا عن التصويت. وتضمن مشروع القرار إشارة الى الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة الذي يجيز لمجلس الأمن اتخاذ تدابير قهرية تصل الى حد استخدام القوة العسكرية لفرض تطبيق قراراته.
ويعرب نص القرار الذي يحمل الرقم 2209 عن تأييده لقرار المجلس التنفيذي لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية الذي ينص على مواصلة بعثة تقصي الحقائق التابعة للمنظمة عملها في سوريا ويدعو جميع الأطراف إلى مساعدتها والتعاون معها ويهدد بفرض عقوبات على أي طرف ينتهك نص القرار.
واتهم الجعفري “الجماعات الإرهابية المسلحة” باستخدام غاز الكلورين ضد المدنيين في سوريا مؤكدا أن الحكومة السورية قدمت كافة الأدلة على ذلك، وأنها طالبت بإرسال بعثة تقصي حقائق للكشف عن الجناة، ولكن الأمين العام للأمم المتحدة رفض ذلك، وقرر لاحقا إرسال بعثة دون أن يكون من صلاحيتها الكشف عن هوية الفاعلين.
وكانت سوريا انضمت الى اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية في تشرين الأول/ أوكتوبر 2013 في إطار اتفاق روسي اميركي اتاح تجنب ضربة عسكرية اميركية بعدما اتهمت دمشق باستخدام غاز السارين في هجوم أوقع حوالى 1400 قتيل.
ترجمة: اي24نيوز
======================
"و.ستريت": صفقة تركيا وأمريكا تمهد لإنشاء منطقة عازلة بسوريا
نشرت: الإثنين 27 يوليو 2015 - 09:50 ص بتوقيت مكة   عدد القراء : 33 
مفكرة الإسلام : نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مسؤولين أتراك وأميركيين أن الاتفاق على السماح للطائرات الأميركية باستخدام القواعد التركية لضرب مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية يمهد الطريق لإنشاء منطقة حظر جوي، بحكم الأمر الواقع، في شمال سوريا.
وترى الصحيفة ان التفاهم الأخير يعتمد على الثوار السوريين "المعتدلين" للمساعدة في السيطرة على منطقة عازلة على طول الحدود التركية، وفقا لمسؤول تركي تحدث أمس الأحد. وقد تعهدت تركيا باستخدام الطائرات المقاتلة F-16 للمساعدة في طرد مقاتلي تنظيم داعش من منطقة آمنة بطول حوالي 55 ميلا وعمق 25 ميلا.
وإذا استطاع الثوار من السيطرة على هذه المنطقة، وفقا لمسؤول تركي، فسوف تكون محمية من قبل الضربات الجوية للتحالف، وعلى هذا يمكن للاجئين السوريين، ما يقرب من مليوني شخص يعيشون في تركيا، العودة إلى بلدهم.
وقالت الصحيفة إن الخطط المتطورة تفتح جبهة جديدة محفوفة بالمخاطر بالنسبة للولايات المتحدة في حربها ضد الدولة الإسلامية، ذلك أنها يمكن أن تتعثر إذا لم تكن أمريكا وتركيا قادرتين على إمداد قوات الثوار "المعتدلين" بالدعم الذي يحتاجونه للاحتفاظ بالسيطرة على المنطقة العازلة.
وفي هذا السياق، قال مسؤولون أمريكيون وأتراك إن البحث في المقترحات لا يزال جارٍ ويحتاج البلدين للتطرق إلى تفاصيل هامة لإنجاح الاتفاق.
ويصرَ مسؤولون أمريكيون على أن الصفقة لن تؤدي إلى إنشاء منطقة حظر الطيران، إذ إن هذا سوف يحتاج إلى دعم من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، حيث من المرجح أن تعارض روسيا والصين ذلك.
ورأى تقرير الصحيفة أن الصفقة الأمريكية التركية تشكل فصلا جديدا متقلبا في المعركة ضد تنظيم الدولة الإسلامية، حيث وافقت أنقرة على السماح للولايات المتحدة باستخدام القواعد على أراضيها لشن ضربات جوية ضد مواقع الدولة الإسلامية، وهو الأمر الذي تمنعوا عنه لفترة طويلة.
وقال الكاتب إن الاتفاق يقدم شيئا لكلا البلدين. فتركيا يمكن أن تدعي أن ذلك سيؤدي إلى إنشاء منطقة عازلة داخل سوريا، وهو ما طالبت به منذ فترة طويلة. ويمكن الولايات المتحدة من فتح جبهة عسكرية جديدة في الحرب ضد داعش وإبعاد مقاتليه عن جزء من الحدود التي هي بمثابة شريان الحياة الرئيس لتنظيم لدولة الإسلامية.
كما إن الثوار السوريين الذي يجري تدريبهم وتجهيزهم في تركيا والأردن من قبل الولايات المتحدة وحلفائها يمكن في نهاية المطاف أن يلعبوا دورا رئيسا. ففي الشهر الماضي، دخل أكثر من 50 مقاتلا مدربا ومجهزا دخلوا إلى سوريا مجددا، وفقا لمسؤولين أمريكيين وأتراك، على أن يلتحق هؤلاء بثوار آخرين يقاتلون تنظيم الدولة الإسلامية.
ومن المتوقع، وفقا للخطط الجديدة، أن يتم توفير للقوات السورية المعتدلة نفس النوع من الدعم الجوي الأمريكي الذي سمح للقوات الكردية بالسيطرة على أجزاء من مناطق الشريط الحدودي في شمال سوريا.
ويُذكر أن الرئيس الأمريكي عمل لأكثر من سنة، منذ فاجأ مقاتلو داعش العالم واحتلوا الموصل، عاصمة شمال العراق، على إقناع نظيره التركي، اردوغان، لمساعدته في الحرب ضد تنظيم الدولة وفتح القاعدة الأمريكية في انجيرلك للغارات الجوية في سوريا وفي العراق وإشراك الجيش التركي في قتال التحاف الدولي.
وفي نهاية الأسبوع، وفي خطوة مفاجئة، قرر الأتراك الانضمام إلى الحرب، وكانوا قد رفضوا ذلك من قبل، لأن داعش لم يكن في نظرهم التهديد الأساس، فقد رأوا أن التهديد الأكبر على تركيا هو تنظيم حزب العمال الكردستاني الذي تحاذي قواعده في المنطقة الكردية حدود تركيا الجنوبية.
وقد استجاب الأتراك أخيرا للطلبات ووافقوا على فتح قاعدة انجيرلك للهجمات على مواقع تنظيم داعش في سوريا والعراق، ووافقوا أيضا على إشراك قواتهم الجوية في القتال، ولكن شرط أن يسمح الأمريكيون لهم، في الوقت ذاته، بمهاجمة قواعد التنظيم السري الكردي خلف الحدود، كما أشارت إلى ذلك تقارير إعلامية.
======================
ديلي بيست || لن تكون هناك مناطق حظر جوي في سوريا حسب زعم الولايات المتحدة
on: الأحد, يوليو 26, 2015In: الصحف العالمية
تقول وسائل الإعلام التركية إن منطقة الحظر الجوي الجزئية ستكون جزءاً من مشاركة تركيا في التحالف ضد داعش، وواشنطن تنكر ذلك.
هل هناك منطقة حظر جوي على وشك أن تفرض شمال سورية؟ “لا” يقول المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية مارك تونر، لكننا لا نقول ذلك لتركيا، التي وافقت، بعد أشهر من المفاوضات المثيرة للجدل، على السماح لاستخدام قاعدة أنجرليك الجوية في أضنة من قبل قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة، لإجراء  ضربات جوية تنفذها طائرات بطيار أو بدون طيار ضد داعش. (يتم استخدام قاعدة انجرليك في الغالب من قبل القوات الجوية الأمريكية والتركية، كما تحافظ القوات الجوية الملكية البريطانية أيضاً على وجود صغير لها).
كما سيتم نشر مقاتلات تركية ضد داعش ولقد تم ذلك بالفعل، ومع ذلك، فإن ثلاث قواعد جوية منفصلة في باتمان وديار بكر وملاطية، يقال إنها ستكون تحت تصرف طائرات التحالف في الحالات “الطارئة”، وهذا مؤشر على جدية أنقرة مؤخراً في مواجهة هذا الجيش الإرهابي.
يوصف استخدام قاعدة أنجرليك بشكل خاص بأنه “تغير محتمل لقواعد اللعبة” في الحرب التي استمرت قرابة السنة، لأن طائرات التحالف وطائرات بدون طيار يمكنها الآن أن تقلع من الموقع الذي هو على بعد 250 ميلا عن الرقة “عاصمة” داعش الفعلية، بدلاً من 1250 ميلاً، حيث كان يتوجب عليهم الإقلاع من مواقع أرضية أو محمولة في الخليج الفارسي، إن الطائرات بدون طيار تطير بسرعة بطيئة نسبياً، لذلك فإن تقليل نسبة الخطأ يتطلب زيادة عدد الطلعات الجوية الاستطلاعية ومهام التجسس.
لاتزال وسائل الإعلام التركية أيضا تمطرنا بتقارير تشير إلى أنه في إطار الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع واشنطن، ستحصل أنقرة في النهاية على رغبتها في وضع حد لاستخدام القوة الجوية السورية. ادعت صحيفة حرييت التركية، نقلا عن مصادر لم تسمّها، يوم الجمعة أنه سيتم فرض منطقة حظر جوي عبر “خط 90 كيلو متر بين مارع وجرابلس في سورية سيكون بعمق 40-50 كيلومتر”.
هذا الأسبوع، عانت تركيا من أسوأ هجوم إرهابي لها من قبل انتحاري على صلة بداعش، ضرب مسيرة احتجاجية في جنوب مدينة سروج، مما أسفر عن مقتل 32 شخصاً وإصابة أكثر من 100، معظمهم من أعضاء مجموعة من الشباب اليساري الذي يساعد في إعادة بناء المدينة الكردية السورية كوباني، جاء هذا بعدما قالته الحكومة التركية إن هناك حملات مكثفة من قبل الشرطة جرت خلال الأسبوعين الماضيين على شبكات داعش داخل البلاد، مما أسفر عن اعتقال المئات من الإرهابيين. وبعد هجوم سروج، قتل جندي تركي في كيليس المدينة الحدودية المقابلة لحلب، بعد هجوم نفذه خمسة من عناصر داعش مزودين بالكلاشينكوف و قاذفات صواريخ على الجيش التركي، لأول مرة، حشدت أنقرة F-16S من قاعدة جوية في ديار بكر لتنفيذ غارات جوية ضد داعش داخل سوريا، مما أسفر عن مقتل 9 أشخاص وإصابة 12، وفقا لمرصد حقوق الإنسان.
وكان الرئيس أوباما والرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد تحدثا هاتفياً يوم الأربعاء، واتفقا على “وقف تدفق المقاتلين الأجانب وتأمين الحدود التركية مع سوريا”، بحسب البيت الأبيض، وقد حدد نائب رئيس الوزراء التركي بولند ارينج بشكل غامض مسار المناقشات على النحو التالي: “هناك اتفاق كلي وإجماع على الفكر والعمل تم التوصل إليه حول مسألة العمليات المشتركة في المستقبل.”
ومع ذلك، لم يرد أي ذكر من الجانب الأميركي عن أي منطقة حظر للطيران. وقال الجنرال جون آلن، قائد قوات التحالف في منتدى أسبن للأمن يوم الخميس، إن هذا الخيار لم يكن قيد المناقشة حتى.
ما الذي يفسر الرسائل المتناقضة من قبل أكبر عضوين في حلف الناتو؟ “يمكن التفاوض مع [الأتراك] عبر وسائل الإعلام”، حسبما قال مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية للديلي بيست، “لقد شهدنا لهم فعل ذلك من قبل.”
أعطى حزب العدالة والتنمية الإسلامي الحاكم (AKP) لفترة طويلة، الأولوية لمحاربة نظام بشار الأسد مقابل أي جهد لمكافحة الإرهاب الدولي في سوريا، على هذا، اتهم من قبل حلفاء الناتو، بما في ذلك الولايات المتحدة، باعتماد سياسة خطيرة من الإهمال غير المتعمد _ في بعض الأحيان يوصف مجازا بنهج “الانتظار والترقب”_  للخطر الجهادي المتنامي على عتباته، ذهبت الأحزاب العلمانية، القومية والكردية المتنافسة داخل تركيا، في الوقت نفسه، أبعد من ذلك زاعمةً أن حزب العدالة والتنمية يستخدم أجهزة الاستخبارات في البلاد لمساعدة داعش.
وبصرف النظر عن الأسد، فإن تركيز تركيا ينصب أيضاً على الأكراد، وقد أعطي الاتحاد الديمقراطي الكردستاني (PYD)، الذي أخرج داعش بنجاح من مساحات واسعة من الأراضي الدعم الجوي من قبل قوات التحالف، ومع ذلك، فإن حزب الاتحاد الديمقراطي هو الذراع السوري لحزب العمال الكردستاني (PKK)، وهو منظمة إرهابية، والذي كان في حالة حرب مع تركيا لمدة 40 عاماً. هذا الأسبوع، تم كسر وقف إطلاق النار الهش بالفعل مع حزب العمال الكردستاني، عندما قتلت الجماعة اثنين من رجال الشرطة التركية في بلدة جيلان بينار انتقاماً لمذبحة سروج حسب قولهم.
وكانت تركيا قد دعت في وقت سابق لمشاورات المادة الرابعة مع الناتو، لبحث خيار منطقة حظر جوي في سورية عقب المواجهات العسكرية مع دمشق، والتي كانت قد بدأت في عام 2012 عندما أسقطت القوات الجوية السورية طائرة استطلاع F4 فانتوم تركية، بعد أن اخترقت الأجواء السورية لفترة وجيزة. منذ ذلك الحين، تم قصف تركيا من قبل الجيش السوري وقصفت أكثر من مرة، وقد أسقطت أيضا عدة طائرات سورية، بما في ذلك الطائرات المقاتلة وطائرات الهليكوبتر، التي يزعم أنها انتهكت المجال الجوي التركي.
منذ بدء ضربات التحالف الدولي ضد داعش منذ عام مضى، وموقف تركيا من المشاركة في الضربات لم يكن واضحاً، وظلت تضع شروطا لمشاركتها لقوات التحالف في بعض العمليات الاستراتيجة مع نظام الأسد. سعت تركيا لفرض “منطقة عازلة” في شمال سوريا لإعادة الأمن لمليون لاجئ سوري يعيشون حالياً في مخيمات تركية مؤقتة، بالإضافة إلى فرض منطقة حظر جوي، رفض هذا الطلب مراراً من قبل إدارة أوباما.
على الرغم من ذلك، وفي معرض رده على سؤال يتعلق بما إذا كانت المنطقة العازلة قد يتم تضمينها في أي اتفاق ينعقد هذا الأسبوع بين الولايات المتحدة وتركيا لمحاربة داعش أم لا، أجاب المتحدث باسم وزارة الخارجية تونر اليوم الجمعة “ما زلنا نجري مناقشات”.
مرتبط
 
======================
فورين بوليسي: تمدد داعش وأكراد سوريا يجبر أنقرة على دخول حرب تجنبتها طويلا
جريدة المدينةأخبار العالممنذ 4 ساعات0 تعليقاتجريدة المدينة 5 زيارة
إبراهيم عباس – الترجمة
الإثنين 27/07/2015
وصف دان دي لوس محرر شؤون الأمن الوطني في مجلة فورين بوليسي سماح أنقرة لأمريكا استخدام قاعدة إنكليريك جنوب البلاد، بأنه تحول كبيرفي سياسة تركيا إزاء داعش، على إثر الأسبوع الدموي الذي شهدته تركيا من خلال الهجمات الإرهابية التي شنها تنظيم داعش بدءًا من التفجير الذي استهدف مدينة سوروس الحدودية يوم 20 يوليو الماضي وأسفر عن سقوط 32 قتيلاً وأكثر من مائة جريح. وقال «دي لوس» بهذا الصدد إن تركيا تنحني الآن أمام الإلحاح الأمريكي – بعد التمدد الكبير لداعش- بشن هجمات ضد ميليشيا التنظيم «بما يجرها إلى حرب ظلت لفترة طويلة تحاول تجنبها».
وطبقًا للاتفاق الذي أبرم مؤخرًا بين واشنطن وأنقرة، فإن تركيا ستسمح للطائرات الأمريكية – بطيار أو بدون طيار- باستخدام قاعدة إنكليريك الجوية لشن هجمات ضد تنظيم داعش الإرهابي، بما سيفتح المجال أمام توسيع الحرب الجوية التي تقودها الولايات المتحدة ضد هذا التنظيم الإرهابي.
واستطرد دي لوس: إن القرار التركي يستمد أهميته من فشل المفاوضات بين الطرفين الأمريكي والتركي التي دامت عدة أشهر من أجل السماح للطائرات الأمريكية باستخدام هذه القاعدة بما يعيد إلى الأذهان رفض البرلمان التركي استخدام القوات الأمريكية للقاعدة في غزو العراق ربيع العام 2003. وأشار دي لوس إلى أن الاتفاق بالسماح باستخدام القاعدة أمكن التوصل إليه بعد المكالمة الهاتفية التي جرت بين الرئيس أوباما والرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأربعاء الماضي. كما أشار الكاتب إلى تزامن القرار مع التقارير الصادرة حول الاشتباكات بين #الجيش التركي ومقاتلين من داعش بالقرب من الحدود السورية بما أسفر عن مقتل جندي تركي وجرح اثنين آخرين، وأيضًا مع إعلان أنقرة عزمها إقامة منطقة عازلة شمال سوريا ـ وهي الفكرة التي ظلت واشنطن ترفضها – لمنع تبعات النزاع من الوصول إلى حدودها وأيضًا لإيجاد منطقة آمنة يمكن للمساعدات الإنسانية الوصول من خلالها إلى النازحين السوريين.
وأضاف دي لوس إن ما يضاعف العبء على تركيا إعادة فتح الجبهة مع حزب العمل الكردستاني، وحيث يتعين على تركيا التي تعارض منح الأكراد الحكم الذاتي، أن تراقب عن كثب تقدم قوات الأكراد السورية ضد قوات داعش على قاعدة عدم السماح بقيام دولة كردية على حدودها.
 
======================
ديلي ميل: الجهادي "جون" فر من "داعش"
منذ 4 ساعات بوابة القاهرة فى اخبار عالمية 2 زيارة 0
كتب : ايجبت نيوز الأحد، 26 يوليو 2015 04:24 م
الجهادي جون
أفادت تقارير إخبارية بفرار جلاد "داعش" الشهير باسم "الجهادي جون" من التنظيم الإرهابي في سوريا وانضمامه إلى جماعة جهادية أخرى.
وذكرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، على نسختها الإلكترونية اليوم"الأحد" أنه يُعتقد بأن محمد الموازي، الشهير باسم الجهادي جون وهو من مواليد الكويت ويحمل الجنسية البريطانية الذي تحول من خريج علوم الحاسب الآلي إلى قاتل، فر من الجماعة الجهادية خشية أن يلقى حتفه على يد قادة التنظيم.
وأشارت الصحيفة، إلى غياب الجهادي البريطاني عن مقاطع الفيديو الدعائية التي يبثها "داعش" لما يقرب من ستة أشهر، بعد الواقعة المروعة لذبح المصور الصحفي الياباني "كينجي جوتو"، لافتة إلى انتشار التساؤلات حول مكان الموازي عقب اختفائه المفاجئ عن الأضواء في أواخر يناير الماضي.
ورأت " ديلي ميل" أنه من المعتقد أن ضغط وسائل الإعلام المتابعة للجلاد الملثم والدعاية حول هويته الحقيقية، أدت إلى قرار الموازي المفاجئ بترك الجماعة الإرهابية، موضحة أنه قراره ربما يرجع إلى أسباب مرتبطة بمخاوفه إزاء تنفيذ القوات الخاصة البريطانية والأمريكية عمليات سرية في سوريا والعراق.
ونقلت عن تقارير إخبارية أن ثمة اعتقاد بأن قادة داعش قرروا الاستغناء عن الموازي وأنه لم يعد له ضرورة في هذه الجماعة الجهادية.
يذكر أن الإرهابي البريطاني أصيب برعب شديد بعد كشف هويته إعلامياً على أنه القاتل المريض لرهائن بريطانيين وأمريكيين، ويخشى أن تتم مطاردته من جانب القوات البريطانية والأمريكية الخاصة في #العراق وسوريا.
وأشارت الصحيفة إلى أن هناك قاتلاً آخر ملثم يرتدي جلباباً أسوداً ظهر منذ ذلك الحين في عدة مقاطع فيديو دعائية لداعش في ليبيا.
======================
ميدل إيست بريفينج: الصفقة التي حصل عليها أوباما.. فقد ثقة العرب مقابل ثقة إيران الخطيرة
الخبر سابع
في عام 1945، توصل الرئيس فرانكلين روزفلت إلى صفقة تاريخية مع مؤسس المملكة العربية السعودية الملك عبد العزيز بن سعود. شكّلت هذه الصفقة دور الولايات المتحدة في الشرق الأوسط بقدر ما شكّلت المنطقة في نواحٍ كثيرة. أصبحت العلاقات بين العرب والولايات المتحدة حجر الزاوية ليس فقط في السياسات الإقليمية، ولكن أيضًا في الحسابات العالمية. وبعد سبعين عامًا، وقّع الرئيس باراك أوباما على اتفاق مع إيران. قد يكون من السابق لأوانه القول بأنّ الحليف الإقليمي الرئيس للولايات المتحدة يبدو أنه قد تم استبداله، لا سيما مع استمرار الكتابة في صفحات الأحداث الإقليمية ودور الولايات المتحدة في المنطقة. ولكن بالقدر الذي يمكن استخلاصه من الماضي، فإنّ القصة القادمة ستعتمد على كيف تبدأ بالأساس.
نقطة البداية واضحة بالفعل. إيران لديها قوة عسكرية كبيرة، وميزان القوى والقدرات على أرض الواقع بين الولايات المتحدة وإيران، يُنظر إليه من زاوية إقليمية، ويعد بعلاقات مختلفة تمامًا بين أوباما والملالي عن تلك التي بدأها روزفلت مع السعوديين.
لقد نجحت إيران في الحفاظ على قدراتها النووية، وسوف تتمتع بحرية الحركة على المسرح العالمي المتجانس نسبيًا بعد رفع العقوبات، وسوف تجني الكثير من الأموال في غضون أسابيع. وبالإضافة إلى ذلك، وعدت وكلاءها بزيادة كبيرة في المساعدات بالإضافة إلى الدفعة المعنوية التي حصلوا عليها عندما تم التوقيع على الاتفاق. كما أنّ نظام آية الله مستقر بشكل غير مسبوق.
#سوريا ميدل إيست بريفينج: الصفقة التي حصل عليها أوباما.. فقد ثقة العرب مقابل ثقة إيران الخطيرة
يبدو أنّه من المنطقي بناء جسر مع هذا البلد. لكن المسألة لم تكن الصفقة النووية نفسها؛ بل ما تنطوي عليه. وكما هو الحال في أي علاقة بين قوة عظمى وشريك إقليمي، يبقى السؤال عن مكان لوضع حدود بين المصالح الوطنية المتعارضة بين الجانبين في منطقة معينة، هو التحدي الأكبر. هذا التناقض الجوهري في الصورة الكاملة للعلاقات الأمريكية الإيرانية الجديدة يكمن هنا بالضبط. في كل خطوة من خطوات طهران في الشرق الأوسط، سيتم استجواب الولايات المتحدة حول المدى الذي توافق على سلوك أصدقائها الجدد في طهران. وليس سرًا أنّ طهران لديها طموحات لإحياء إمبراطورتيها الإقليمية القديمة بقدر ما كان أردوغان يتحدث صراحة عن الإمبراطورية العثمانية الجديدة. كما تحدث أحد الملالي البارزين في إيران مؤخرًا عن كون بغداد عاصمة للإمبراطورية الفارسية الجديدة.
ستظهر طموحات إيران الإقليمية بشكل أوضح في المستقبل، وذلك نتيجة للدعم الذي حصلت عليه من الصفقة، لفرض بعض الخيارات الصعبة على الإدارة الأمريكية. وإذا تجاوزت إيران قواعد السلوك الدولي القانوني، كما هو الحال بالفعل، قد تكون الولايات المتحدة مترددة في اتخاذ إجراءات حاسمة خوفًا من أنّ طهران قد تستأنف الجهود النووية المجمدة، أو ترى عزوف الأمريكان عن استخدام القوة العسكرية، وتصبح أكثر عدوانية. وحتى العقوبات، المماثلة لتلك المفروضة على روسيا بسبب أزمة أوكرانيا، سيكون من الصعب فرضها مرة أخرى. وتُعدّ هذه العقوبات، من قِبل طهران، وبغض النظر عن أسبابها، إشارة إلى الاتفاق النووي. ومن المتوقع استئناف الأنشطة النووية.
ولكن، يبدو أنّ الآثار المترتبة على الاتفاق النووي معلقة على خيط رفيع؛ فالإدارة الأمريكية تُصر على التأكيد بأن علاقاتها مع العرب لن تتأثر بعلاقاتها الجديدة مع إيران. ولكن من الناحية الموضوعية، أين سيقف أي شخص في أزمة شبه جزيرة القرم؟ روسيا أو أوكرانيا؟ في الحقيقة، عندما تصل أي أزمة إقليمية إلى مستوى معين من النضج، فإنه من المستحيل العثور على بعض المساحة بين المطرقة والسندان. هل وصلنا إلى مستويات مماثلة في الشرق الأوسط؟ نعم. في سوريا، قوات حزب الله الإيرانية واللبنانية تقاتل علنًا في بلد ليست بلدهم. وفي العراق، وفقًا للبيانات الرسمية في الولايات المتحدة، يتواجد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني.
طبيعة الاستقطاب في الشرق الأوسط حادة بالفعل، وهذه مشكلة ليس فقط بالنسبة للمنطقة، بل للولايات المتحدة من الآن فصاعدًا. المسافة بين الجانبين المتحاربين لا تسمح للولايات المتحدة باستخدام أيٍ من أدوات فن الغموض؛ فهي إما هنا أو هناك. لا يمكنها أن تحافظ على علاقاتها مع الجانبين دون الحاجة لمواجهة التوتر الدوري الثنائي، إن لم يكن مواجهة الآخر. هذا التوتر في حد ذاته يشكّل عاملًا لزعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط.
ومع ذلك، هناك قدر كبير من الالتفاف يحدث الآن. وقد ذكر بعض الخبراء المخضرمين في واشنطن أمثلة لتبرير المنطق وراء هذه الصفقة؛ ويحذّرنا أحد هؤلاء الخبراء من أننا يجب ألّا نتوقع تغييرًا في السلوك الإيراني بين عشية وضحاها. وعلاوة على ذلك، يخبرنا بأنّ دمج إيران في العالم والاقتصاد العالمي سيخفف من سلوكها الإقليمي؛ نظرًا لحوافز معينة. ولكن، ألم نسمع ذلك من قبل عن روسيا؟
يحذرنا الخبير أيضًا من أن إيران سوف تتبع مصالحها الوطنية على أي حال، وأنه في بعض الأحيان ستتعارض هذه المصالح بشدة مع سياسات الولايات المتحدة. حسنًا، لقد سمعنا قصة الغبي الذي وضع قدمًا واحدة على متن قارب والقدم الأخرى على قارب آخر، مؤكدًا أنّ كل واحدة “مستقرة للغاية” في حين أن كل قارب ينجرف بعيدًا عن الآخر. الآن، دعونا نفترض أن إيران تدخلت في البحرين على سبيل المثال بسبب حسابات المصلحة الوطنية الخاصة بها. هذا لا ينبغي أن يفاجئ أحدًا. لقد هدّد خامنئي الجزيرة الصغيرة على الفور بعد توقيع الاتفاق النووي، ولكن بفضل تحذير هذا الخبير في وقت مبكر، نحن نتوقع أنه لن يكون هناك أي تغيير في سلوك إيران بين عشية وضحاها. ورغم كل شيء، كما يقول، فإنّ الأمر سيستغرق وقتًا لتعديل سلوك طهران. ولكن، حتى لو كنا نتفق مع هذا الرأي، ما الذي يمكن أن يحدث خلال هذه الفترة غير المحددة؟ سوف يستمر القاربان في الابتعاد عن بعضهما البعض.
فائدة أخرى، ذكرها الخبير، وهي أن “إيران تموّل الميليشيات في العراق”، وهي القوة الأكثر فعّالية على أرض الواقع في مكافحة اخبار داعش - تنظيم الدولة الاسلامية، بحسب كلام الخبير. إذن؛ هل ستكون هذه الميليشيات أكثر فعّالية من القوات الأمريكية التي أُرسلت لمحاربة تنظيم القاعدة في العراق خلال اندفاع الرئيس جورج بوش؟ قيل إنّ تنظيم القاعدة في العراق “هُزم”، وإنه تم “إنجاز” المهمة. لكنّ ذلك لم يحدث، وعاد تنظيم القاعدة مرة أخرى في ثوب جديد وهو تنظيم اخبار داعش - تنظيم الدولة الاسلامية.
كل هذا يتوقف على كيف يعرّف هذا الخبير وأمثاله كلمة “هزيمة”. يجري تعريف هزيمة الإرهاب إما من خلال التفسير المبتدع من الرئيس كلينتون لكلمة الجنس، أو من خلال الذهاب وراء حيوان الهيدرا في كهفه. نحن نعتقد أنّ القوات الأمريكية غادرت العراق، وتركت وراءها مهمة لم تكتمل: بناء هيكل سياسي شامل يعالج أزمة السُنة وجميع الأقليات في العراق. ما دام يتم إقصاء السُنة وغيرهم ويُعاملون مثل المواطن من الدرجة الثانية، فإنّ جماعات العنف الجديدة سوف تستمر في الظهور حتى بعد “الهزيمة” القديمة.
رئيس الوزراء حيدر العبادي والقادة العراقيون الآخرون من الشيعة مثل مقتدى الصدر وعمار الحكيم، يفهمون ذلك جيدًا. ولكن، خمِّن من الذي منع ذلك من الحدوث؟ إنها “الميليشيات المموّلة من إيران” هي التي يتحدث عنها الخبير. كان يجب أن يتابع أخبار العراق عن كثب قبل الكتابة حول ما يمكن توقعه من “الميليشيات الممولة من إيران”.ومن الواضح أن الخبير قد وجد بالفعل بعض الجمال المخفي في اتفاق إيران النووي. ولكن دور إيران في العراق لن يؤدي إلى هزيمة اخبار داعش - تنظيم الدولة الاسلامية؛ بل سيؤدي إلى إعادة ظهور التنظيم على المدى الطويل. ما سيؤدي إلى هزيمة حقيقية لاخبار داعش - تنظيم الدولة الاسلامية هناك، هو حل سياسي يمنح جميع العراقيين بغض النظر عن الطائفة أو الدين أو الجنسية، جميع الحقوق على قدم المساواة. شعاع الأمل الوحيد هو عدد قليل من مشاة البحرية الشجعان يدربون المتطوعين من العشائر العربية في قاعدة “تقدم” لإنشاء قاعدة في وسط العراق، تلك المنطقة المحصنة لاخبار داعش - تنظيم الدولة الاسلامية.
بمجرد “هزيمة” اخبار داعش - تنظيم الدولة الاسلامية، بالطريقة التي يعرّف بها الخبير هذه الهزيمة، فمن المؤكد أنّ “الميليشيات الممولة من إيران” سوف تتحول ضد أي قوة من القبائل السُنية ولن تترك المراكز الحضرية السُنية الكبرى التي “حررتها” نيابة عن طهران. هل هذا سيؤدي إلى إعادة إحياء اخبار داعش - تنظيم الدولة الاسلامية؟ هل هذا هو تعريف الخبير لـ “هزيمة” اخبار داعش - تنظيم الدولة الاسلامية على أيدي “ميليشيات تمولها إيران”؟ في بعض الأحيان، يأتي النصر خاليًا من أي انتصار حقيقي. المشكلة في العراق سياسية بالأساس وعسكرية بدرجة أقل، وليس العكس.
بطريقة ما، تعتقد إدارة أوباما أن الاتفاق النووي هو انتصار. لقد توقفت إيران عن الحصول على القنبلة، وساعدت على تجنب الحرب وفتح جبهة جديدة للسياسة الخارجية الأمريكية. لكن، هذه الحجج تكشف فكرة خاطئة عن كيف تسير الأمور في الشرق الأوسط.
حقيقة الأمر هي أن الرئيس أوباما وافق على مقايضة إيران الأكثر خطورة (إيران النووية) مع إيران الأقل خطورة، ومع ذلك لا تزال (إيران شبه النووية) دولة خطيرة للغاية. والآن، يجب على الأمريكان النظر إلى إيران الأقل خطورة كحليف لهم، وعليهم أن يجدوا مكانًا لسياستهم الإقليمية في مكان ما في الفضاء السحري الذي صنعه أوباما بين المطرقة والسندان.
ولكن، إذا كان أوباما يعترف بأنّ إيران لا تزال دولة خطيرة، كما يعتقد ذلك في الواقع، فمن الأفضل أن يستعد لشرح الأسباب التي جعلت إدارته تتحول إلى الجانب الآخر عندما رأت فيلق القدس الإيراني يقاتل في العراق وسوريا، ومن الأفضل أيضًا أن يستعد لما ستفعله الولايات المتحدة عندما يتم تقليل مساحة المراوغة اللفظية والغموض الاستراتيجي إلى ما يقرب من الصفر. الخطابات البليغة لا تساعد كثيرًا في أوقات الحرب.
يُقال بأن الولايات المتحدة حددت أعمالها في الشرق الأوسط لتجنب إغضاب الإيرانيين خلال المفاوضات، ولكنّ المراوغين المحترفين سينكرون هذا بالطبع، على الرغم من أن هناك العديد من الأدلة الظرفية التي تبيّن أن الإدارة فكرت بالفعل في بعض قراراتها لتجنب إزعاج الملالي.
ها هي الصفقة التي حصل عليها الرئيس أوباما: فقد الرئيس ثقة العرب مقابل ثقة إيران الخطيرة. وبالمناسبة، سيكون من الصعب تكيف إيران مع المعايير الدولية. في طهران، لدينا مزيج من الشعور بالسيادة القومية والمعتقدات الدينية الصارمة، والصور القديمة للإمبراطورية العظيمة الذي حان وقت إحيائها.
هل هي صفقة جيدة؟ الرئيس مقتنع بأنها كذلك.
في الواقع، فاز الرئيس بمعركة واحدة في الشرق الأوسط لكنه خسر الحرب هناك. المشكلة هي أنه يحتفل بفوزه في هذه المعركة دون أن يرى أنه قد فقد الحرب. الاتفاق النووي هز الأساس الذي وضعه الرئيس روزفلت، وسوف يضع الولايات المتحدة في المعسكر ذاته مع البلد الذي لديه طموحات لا هوادة فيها والتي تتناقض مع مصالح الولايات المتحدة في تلك المنطقة. إذا كان الرئيس يعتقد أنه يمكن الاختباء في المنطقة الرمادية من الغموض من خلال التأكيد على العلاقات “القوية” مع الدول العربية والالتزامات التي “لا تتزعزع” تجاه أمنها، ربما يكون من المفيد أن نذكّره أن لا أحد في الشرق الأوسط يصدق هذه الأمور بعد الآن.
======================
اسوشيتيد برس: “بشار الأسد” المحاصر يبرر هزائمه و يتعهد بالفوز بالحرب
اسوشيتيد برس-
في أول خطاب علني له منذ عام تعهد المحاصر “بشار الأسد” الأحد بالفوز بالحرب الأهلية المستمرة في ببلاده منذ فترة طويلة معترفاً بفقدان سيطرة قواته على بعض الأراضي.
جاء خطابه واثقاً بينما يحل تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي الذي يستهدف بالضربات الجوية اليومية التي تقودها الولايات المتحدة ضيفاً في بلاده المدمرة. بدأت تركيا أيضا بضرب مقاتلي الدولة الإسلامية في سوريا، وتقود بعض القوى الكردية الآن هجوماً برياً ضد متطرفين داخل حدود البلد الممزق.
كان خطاب الأسد المتلفز الذي بث صباح اليوم الأحد، بحضور العديد من الشخصيات المحلية في العاصمة السورية دمشق، أول خطاب علني له منذ أن أدى اليمين الدستورية لولايته الثالثة ومدتها سبع سنوات في يوليو من العام الماضي. في هذه الأثناء قام الأسد بمقابلات مع العديد من وسائل الإعلام العربية والدولية.
نحن لا نقهر. نحن صامدون وسوف نحقق النصر” قال الأسد، الذي قوطع عدة مرات بالتصفيق. “لا وجود للهزيمة في قاموس الجيش العربي السوري”.
حاول الأسد في خطابه تبرير تخلي الجيش السوري عن بعض المناطق في البلاد، بما في ذلك إدلب الواقعة شمال غرب البلاد.
تسيطر القوات المتحالفة مع الأسد من بينهم مقاتلون من جماعة حزب الله اللبناني ومستشارون إيرانيون على أقل من نصف سورية بقليل اي 185.000 كيلومتر مربع (71400 ميل مربع).
كان من الضروري تحديد المناطق الخطيرة لقواتنا المسلحة للتمسك بها” قال الأسد. “أجبرنا القلق على جنودنا على التخلي عن بعض المناطق.”
وأضاف: “كل شبر من سورية غالي”.
ويأتي خطاب الأسد بعد أن أعلنت حكومته السبت الماضي عفواً عاماً عن الفارين من الجيش والمتهربين. وهناك الآلاف من الفارين من الجيش داخل وخارج سوريا، ذهب كثير منهم إلى القتال مع الثوار الذين يسعون للاطاحة بالأسد،يعاني الجيش السوري المجهد من نقص القوى البشرية بما أن معظم الشبان قد فروا من البلاد لتجنب التجنيد العسكري الإجباري.
أصدر الأسد عفواً مماثلاً للمجرمين، ولكنه لم يطلق أي من الآلاف من السجناء السياسيين المحتمل وجودهم في السجون السورية.
وقال الأسد أن حكومته لا تريد الحرب “ولكن عندما فرضت علينا، صد الجيش العربي السوري الإرهابيين في كل مكان.” يشير الأسد إلى أي جماعة ثورية تقاتل ضد حكمه بأنهم إرهابيون
بدأت الولايات المتحدة بتدريب بعض الثوار المعتدلين الذين يعارضون الأسد، ولكن في ظل الحرب الأهلية التي نشهدها أصبحت الجماعات الإسلامية المتطرفة الأكثر فعالية على أرض الواقع. وتضم هذه الجماعات الدولة الإسلامية المتطرفة التي تملك نحو ثلث سوريا والعراق المجاورة لها وتسمي نفسها “الخلافة”.
وبحديثه عن الحل السياسي قال الأسد إن أي مبادرة لا تحمل في طياتها محاربة “الإرهاب” ستكون “جوفاء” و “لا معنى لها”.
ترجمة: ركانة المنير-السوري الجديد
======================
الغارديان: كيف دعمت الولايات المتحدة ودول الخليج بزوغ تنظيم "الدولة" في العراق وسوريا (ترجمة)
ترجمة/ساسة بوست:
الحرب على الإرهاب، تلك الحملة التي غرس ثمرتها الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الابن منذ 14 عامًا، ولا يبدو لتلك الشجرة نهاية في الأفق. والآن ها هي مرة أخرى تتعلق أفرُعها بجنبات الطرق الملتوية، وبصورة أكثر بشاعة. فقد انهارت يوم الإثنين الماضي محاكمة المدعو “بيرلِن جلدو” في لندن، وهو السويدي المتهم بالإرهاب في سوريا، وذلك بعد أن اتضح أن المخابرات البريطانية كانت تُسلّح نفس المجموعات المسلحة التي اتُهم “جلدو” بدعمها.
ويبدو أن النائب العام قد تخلى عن النظر في القضية لكي لا يسبب حرجًا لجهاز المخابرات؛ فقد برهن الدفاع في مرافعته أن المضي قدمًا في المحاكمة قد “يهين العدالة” في ظل وجود الكثير من الأدلة التي تثبت أن الدولة البريطانية نفسها كانت تمد المعارضة السورية المسلحة بـ”دعم ممتد”.
ولم يقتصر ذلك الدعم على “المساعدات غير الفتاكة” التي تفاخرت الحكومة بالحديث عنها (بما في ذلك الدروع الواقية والمركبات العسكرية)، لكن الأمر امتد إلى التدريب، والدعم اللوجستي، وكذلك الإمدادات السرية بالأسلحة “على نطاق واسع”. وأوردت التقارير أن الاستخبارات البريطانية MI6 قد تعاونت مع وكالة المخابرات المركزية الأمريكية CIA في عملية “خط الجرذان” والتي عملت على نقل الأسلحة من مخازن الأسلحة الليبية إلى المعارضة المسلحة في سوريا بعد سقوط نظام القذافي.
وأضحى واضحًا أن السخف من إرسال شخص ما إلى السجن لارتكابه نفس الأعمال التي يقوم بها الوزراء ومسئوليهم الأمنيين يزداد بشدة، ولكن ما هي تلك إلا آخر الخيوط التي أنسلت عن تلك القضايا. وكان “أنيس ساردار”، أحد سائقي سيارات الأجرة في لندن الأقل حظًّا، بعدما حكمت المحكمة عليه بالسجن مدى الحياة قبل أسبوعين لمشاركته عام 2007 في مقاومة احتلال القوات الأمريكية والبريطانية للعراق. وفي معظم التعريفات لا تشكل المعارضة المسلحة للغزو غير القانوني نوعًا من الإرهاب أو جرائم القتل، بما في ذلك اتفاقيات جنيف.
لكن الإرهاب يظهر الآن واضحًا في عين الرائي، وليس هناك مكان أوضح لرؤيته من منطقة الشرق الأوسط، حيث إن إرهابيي اليوم هم مقاتلو الغد ضد الاستبداد – والحلفاء يومئذ أعداء- وفي الأغلب يتقرر ذلك وفقًا للنزوات المربكة التي تخلفها مكالمة جماعية لصانعي القرار السياسي الغربيين.
وفي العام الماضي، عادت الولايات المتحدة وبريطانيا وبعض القوى الغربية الأخرى إلى العراق تحت ذريعة تدمير تنظيم الدولة، المجموعة الإرهابية الأشد طائفية (والتي عرفت من قبل بقاعدة الجهاد في بلاد الرافدين)، وذلك بعد أن اجتاح التنظيم مساحات شاسعة من الأراضي السورية والعراقية ليعلن نفسه خلافة على غرار الخلافة الإسلامية.
ويبدو أن الحملة لا تمضي بنجاح، ففي الشهر الماضي أحكم تنظيم الدولة قبضته على مدينة الرمادي العراقية، وعلى الجانب الآخر من الخط الحدودي الفاصل بين العراق وسوريا والذي لم يعد موجودًا الآن، استولى التنظيم على مدينة تدمر السورية. كما أن جبهة النصرة، الفرع الرسمي لتنظيم القاعدة، يحرز المزيد من الانتصارات في سوريا.
وقد اشتكى بعض العراقيين أن الولايات المتحدة لم تحرك ساكنًا، بينما يحدث كل ذلك. أما الأمريكيون فيصرون أنهم يحاولون تجنب وقوع خسائر مدنية ويزعمون أنهم يحققون نجاحات كبيرة. وفي داخل الدوائر المغلقة لصنع القرار، فإن المسئولين يقولون إنهم لا يريدون أن يبدو مسعاهم دك معاقل التجمعات السنية في حرب طائفية، لكي لا يخاطروا بإغضاب حلفائهم السنة في الخليج.
وانبلج الضوء كاشفًا عما لدينا هنا من خلال تقرير صادر في أغسطس 2012 عن المخابرات الأمريكية ورفعت سريته في الآونة الأخيرة، والذي يتنبأ بغرابة – بل ويرحب بشدة- بإمكانية وجود “إمارة سلفية” في شرق سوريا، ودولة إسلامية تحكمها القاعدة في سوريا والعراق. وفي موقف شديد التباين للمزاعم الغربية في تلك الفترة، وصفت وثيقة للاستخبارات العسكرية الأمريكية، القاعدة في العراق (والتي أصبحت تنظيم الدولة فيما بعد) ورفاقهم السلفيين بـ”القوى الرئيسية التي تقود التمرد في سوريا”، كما ذكر أن “الدول الغربية، ودول الخليج، وتركيا” كانوا يدعمون مساعي المعارضة للسيطرة على شرق سوريا.
ويستمر تقرير البنتاجون في السرد ليزيد “احتمالية تأسيس إمارة سلفية معلنة أو غير معلنة”، فيقول: “وهذا تحديدًا ما تريده القوى التي تدعم المعارضة، وذلك من أجل عزل النظام السوري الذي يعتبر العمق الإستراتيجي للتمدد الشيعي (العراق وإيران)”.
وهذا بالفعل ما حدث تمامًا بعد عامين من ذلك. التقرير ليس بوثيقة سياسة؛ فقد حجب الكثير منها، كما أن هناك الكثير من الغموض في اللغة التي كُتب بها. لكن التورطات تبدو واضحة بما يكفي، فبعد مرور عام على التمرد السوري، لم تكن الولايات المتحدة وحلفاؤها حسبهم دعم وتسليح المعارضة التي علموا أن الجماعات الطائفية المتطرفة تهيمن عليها، بل كانوا مستعدين لتأييد ميلاد شكل من أشكال “الدولة الإسلامية”- رغم ما سيشكله من “خطر جسيم” على وحدة العراق- باعتباره مصدًا سنيًّا لإضعاف سوريا.
ولا يعني هذا أن الولايات المتحدة صنعت تنظيم الدولة، رغم أن بعض حلفائها في الخليج لعبوا بالتأكيد دورًا في ذلك، وفقًا لم أقره نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن في العام الماضي. ولكن لم تكن القاعدة وجدت في العراق قبل الغزو الأمريكي البريطاني لها. وبكل تأكيد استغلت الولايات المتحدة وجود تنظيم الدولة ضد قوى أخرى بالمنطقة في حلقة من سلسلة أكبر لكي تحكم دول الغرب قبضتها على زمام الأمور
بيد أن المعادلة اختلفت عندما بدأ تنظيم الدولة في قطع رؤوس الغربيين، وفي نشر أعمال التنظيم الوحشية على شبكة الإنترنت، والآن تدعم دول الخليج مجموعات أخرى في الحرب السورية، مثل جبهة النصرة. لكنها عادة الولايات المتحدة والغرب في اللعب مع الجماعات الجهادية التي ترتد ضدهم فيما بعد، وأقرب مثال يمكن العودة إليه هو حرب الثمانينات ضد الاتحاد السوفيتي في أفغانستان، والتي تبنت خلالها نشأة “القاعدة” الأصلية تحت وصاية وإرشاد وكالة المخابرات المركزية الأمريكية CIA.
وفيما بعد تم تعديل تلك الإستراتيجية خلال غزو العراق عندما أشرفت القوات الأمريكية بقيادة الجنرال ديفيد بتريوس على حرب قذرة على نمط الحرب الأهلية في السلفادور أبطالها هم “فرق الموت”، وذلك من أجل إضعاف المقاومة العراقية. واستعيدت نفس الإستراتيجية في عام 2011 خلال الحرب التي دبرها حلف الناتو في ليبيا، حيث استولى فرع تنظيم الدولة هناك على مدينة سرت معقل القذافي في الأسبوع الماضي.
وفي واقع الأمر، تدور رُحى سياسة الولايات المتحدة ودول الغرب، بالحريق الذي يحمى وطيسه في منطقة الشرق الأوسط، في القالب الإمبريالي الكلاسيكي السائر على نهج “فرق تَسُدْ”. فالولايات المتحدة تقذف مجموعة من المتمردين بينما تدعم آخرين، وتتبنى على نحو فعال عمليات عسكرية مشتركة مع إيران ضد تنظيم الدولة في العراق، في حين أنها تدعم الحملة العسكرية للسعوديين ضد قوات الحوثيين في اليمن. ورغم أن السياسة الأمريكية المشوشة قد تبدو ضعيفة، فإن العراق وسوريا المنقسمتين الآن تتناسبان تمامًا مع مثل ذلك النهج.
ما يتضح أن تنظيم الدولة وأفعاله البشعة لن تهزمه نفس القوى التي جلبته للعراق وسوريا في بداية الأمر، أو تلك القوى التي احتضنت سياستها لصناعة الحرب السرية والمفتوحة منذ سنين نفس الجماعات. فالتدخلات العسكرية الغربية التي لا تنتهي في الشرق الأوسط لم تجلب سوى الدمار والفُرقة، وإن أهل المنطقة هم من يمكنهم معالجة هذا المرض، ليس هؤلاء الذين احتضنوا الفيروس.
======================
أوبن ديموقراسي :النفط.. كلمة السر وراء التدخل الغربي في الشرق الأوسط
نشر في : الإثنين 27 يوليو 2015 - 02:07 ص   |   آخر تحديث : الإثنين 27 يوليو 2015 - 05:25 ص
أوبن ديموقراسي – التقرير
الحكومات الغربية لا تحصل دائمًا على ما تريده، ولكن القول بأن النفط هو العامل الرئيس وراء التدخلات الغربية في الشرق الأوسط هو أحد أكثر الأقوال المرتكزة إلى أدلة يمكن للمرء أن يقدمها”.
قال رئيس الوزراء البريطاني توني بلير، متحدثًا في مجلس العموم في يناير من العام 2003، قبل شهرين فقط من الغزو الأمريكي-البريطاني للعراق “السبب الدقيق لما نتخذه من إجراءات ليس له علاقة بالنفط أو أي شيء آخر من نظريات المؤامرة المطروحة“.
وقد تم تضخيم مقولة بلير بواسطة الكاتب الصحفي ديفيد أرونوفيتش، والذي -وللمفارقة- سيكتب كتابًا ينفي فيه نظريات المؤامرة الشعبية. متناولًا فيه المسيرة التي قام بها أكثر من مليون شخص في شوارع لندن لمعارضة الحرب وشيكة الحدوث في 15 فبراير 2003. وتساءل أرونوفيتش قائلا “هل تعتقد حقًا في صحة الأمور التي يتم ترديدها بشأن أن “الحرب من أجل النفط”؟ فإذا ما كان الأمر كذلك، لماذا حدثت تدخلات في دول ليس بها نفط مثل كوسوفو والبوسنة وأفغانستان؟“.
وعلى النقيض، قامت مؤسسة زغبي الدولية باستطلاع رأي 3000 شخص في العالم العربي في عام 2011، سألت فيه عما يعتقدون أنه كان العامل الأهم الذي يوجّه السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط. وكانت الإجابة الأولى التي أدلى بها 53% من المستجيبين لاستطلاع الرأي هي “السيطرة على النفط”. مما يشير إلى أن العبارة الشائعة التي تقول بأن الشعوب واحدة في جميع أنحاء العالم هي عبارة دقيقة للغاية، حيث وجد استطلاع رأي أجرته مؤسسة يوجوف في عام 2003 على قطاع من الشعب البريطاني أن الإجابة الأكثر شعبية على سؤال: لماذا أرادت الولايات المتحدة وبريطانيا غزو العراق كانت أيضًا هي “لتأمين إمدادات النفط والسيطرة عليها”.
لذلك، من هو الطرف الذي على حق؟ توني بلير وأنصاره من الذين تلقوا تعليمًا عاليًا في وسائل الإعلام مثل أرونوفيتش؟ أم الأشخاص العاديين في جميع أنحاء العالم؟ دعونا ننظر في الأدلة.
نحن لسنا بموجودين هناك من أجل قطف ثمار التين
في وقت مبكر من شهر ديسمبر من العام 2001، كتب رئيس جهاز الاستخبارات البريطاني الخارجي (إم آي 6) إلى السير ديفيد مانينج، مستشار توني بلير للسياسة الخارجية، موضحًا أن “الإطاحة بصدام حسين تظل جائزة لإنها يمكن أن تمنحنا تأمينًا جديدًا لإمدادات النفط“.
وقد بدا النفط حاضرًا أيضًا في ذهن جاك سترو وزير الخارجية البريطاني عندما خاطب 150 سفيرًا في يناير من العام 2003، قائلًا لهم “تعزيز تأمين إمدادات الطاقة البريطانية والعالمية ” كان أحد أهم أهداف السياسة الخارجية للمملكة المتحدة.
وقد قام صناع السياسة الأمريكية بحسابات مشابهة. حيث أجاب بول وولفويتز، نائب وزير الدفاع الأمريكي، عندما تم سؤاله في شهر مايو من العام 2003 بمؤتمر الأمن الآسيوي حول سبب غزو الولايات المتحدة للعراق وعدم غزو كوريا الشمالية المسلحة نوويًا، قائلًا: “حسنًا، الفارق الرئيس -لتبسيط الأمور للغاية- بين كوريا الشمالية والعراق هو أننا لم يكن لدينا خيارات اقتصادية بشكل فعلي مع العراق لإن الدولة تطفو على بحر من النفط“.
وقد كان السيناتور الجمهوري تشاك هيجل، الذي أصبح وزيرًا للدفاع الأمريكي لاحقًا في عام 2013، موجود أيضًا في المؤتمر. وفي العام 2007، أكد على مقولة وولفويتز قائلًا “الناس يقولون أننا لا نحارب من أجل النفط. ونحن بالطبع نحارب من أجل النفط. إنهم يتحدثون عن المصلحة الوطنية للولايات المتحدة. فما الشيء الذي تعتقد بحق الجحيم أنهم يتحدثون عنه؟ نحن لسنا موجودون هناك من أجل قطف ثمار التين“.
وقد تم الإفراج مؤخرًا عن الرسائل الإلكترونية السرية لوزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون والتي تشير إلى مخاوف مماثلة بأن موارد الطاقة كانت وراء تدخل حلف الناتو في ليبيا.
وذكرت صحيفة المونيتور ومقرها الولايات المتحدة أن رسائل البريد الإلكتروني تظهر وجود جواسيس فرنسيين قاموا بشكل سري بتنظيم وتمويل الثوار الليبيين الذين أطاحوا بالقذافي. ووفقًا لإحدى المذكرات الصادرة في مارس 2011، أشار جهاز الاستخبارات الفرنسي إلى “أنهم توقعوا الحكومة الليبية الجديدة أن تعمل لصالح الشركات الفرنسية والمصالح الوطنية، وخاصة فيما يتعلق بصناعة النفط في ليبيا“.
وبالمثل، في شهر سبتمبر 2011، عندما كانت قوات الحكومة الليبية في حالة من الفوضى، أعاد السفير الأمريكي فتح السفارة الأمريكية في البلاد قائلًا للصحفيين “نحن نعلم أن النفط هو الجوهرة في تاج الموارد الطبيعية الليبية“. وكانت تصريحات السفير لصحيفة نيويورك تايمز تشير إلى وجود مخاطر اقتصادية ضمنية في الصراع الليبي بالنسبة للولايات المتحدة ودول غربية أخرى.
وقال جيلبيرت أشقر، أستاذ الدراسات التنموية والعلاقات الدولية في معهد الدراسات الشرقية والإفريقية، في تقييمه لدوافع تدخل حلف الناتو “من الواضح تمامًا أن النفط عامل رئيس. وإذا لم تكن ليبيا دولة نفطية، ما كانوا ليتدخلوا فيها“.
وقد يبدو أن استنتاج أشقر استنتاج مبسط، ولكنه مدعوم بواسطة دراسة حديثة أجراها أكاديميون بجامعات بورتسموث ،جامعة ورك وجامعة إسكس، ونشرت في مجلة حل النزاعات. وعن طريق تحليل 69 حربًا أهلية بين عامي 1945 و1999، وجدت الدراسة أن التدخل الأجنبي يكون أكثر احتمالًا عندما تكون بلد النزاع لديها احتياطات عالية من النفط، أكثر من كونه محتملًا عندما لا تمتلك الدولة نفطًا.
أكبر جائزة في العالم
تتسق هذه الأمثلة الحديثة من الحروب الغربية في الشرق الأوسط تمامًا مع المعطى التاريخي الأوسع. حتى اللغة تبقى هي نفسها. حيث قال وزير الخارجية الأمريكي كورديل هال عام 1943 “يشكل نفط المملكة العربية السعودية واحدة من أكبر الجوائز في العالم“.
وقال رئيس الوزراء البريطاني هارلود ماكميلان عام 1957 إن نفط الشرق الأوسط هو “أكبر جائزة في العالم”. وأكد ديفيد ويرينج ،الذي يحاضر عن الشرق الأوسط في معهد الدراسات الشرقية والإفريقية، على مصالح الغرب طويلة الأجل الموجودة في المنطقة في تويتة كتبها مؤخرًا “استعرضت لتوي 40 واقعة من تاريخ تدخل بريطانيا والمملكة المتحدة في منطقة الخليج والشرق الأوسط. لا يمكن لأحد أن يعتقد أن النفط ليس أولوية استراتيجية“.
ومع اكتفاء الولايات المتحدة من الطاقة إلى حد كبير، فمن المهم أن نفهم أن التدخل الغربي في العالم العربي ليس بسبب الوصول إلى إمدادات الطاقة في الشرق الأوسط ولكن بسب السيطرة عليها.
وفي معرض حديثه عن حرب حلف الناتو في ليبيا في عام 2011، أوضح فيليس بينيس، زميل في معهد الدراسات السياسية، قائلًا “إنها ليست بسبب الوصول إلى النفط نفسه. فإن ذلك سوف يكون متاحًا في السوق العالمية، وسوف يكون جزءًا منه. ولكن الأمر متعلق بالسيطرة؛ السيطرة على شروط هذه التعاقدات، والسيطرة على الكميات التي يتم ضخها في أوقات مختلفة، والتحكم في الأسعار. الأمر متعلق بالسيطرة على هذا المورد الحاسم“.
وقد قدم زبيغنيو بريجنسكي مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق تفسيرًا نفعيًا لحجة بينيس في 2003 قائلًا “أمريكا لديها مصالح استراتيجية واقتصادية كبيرة في الشرق الأوسط بما تحتويه المنطقة من إمدادات هائلة في الطاقة. والدور الأمني الأمريكي في المنطقة يمنحها نفوذًا سياسيًا حاسمًا غير مباشر على الاقتصاديات الأوروبية والأسيوية والتي تعتمد أيضًا على صادرات الطاقة القادمة من المنطقة“.
ومن المهم أيضًا أن ندرك ما يريده الغرب، إذ أن السيطرة على إمدادات الطاقة في الشرق الأوسط قد لا يستطيع الغرب أن يحصل عليها بالضرورة. وكما قال دونالد رامسفيلد “الأشياء السيئة والجيدة تحدث بغض النظر عما تريده“. فعلى سبيل المثال، ليبيا الآن غارقة في الفوضى والعنف (بسبب التدخل الغربي إلى حد كبير في عام 2011) لذلك، فإن ليبيا غير قادرة على تحقيق أكبر قدر ممكن من الصادرات النفطية. وفي العراق، تم منح عدد من العقود النفطية المربحة إلى كل من روسيا والصين، وكلاهما عارض غزو العراق في 2003.
ومع ذلك، فإن كل هذا لا يغير الحقيقة المركزية وغير المريحة (على الأقل بالنسبة للزعماء الغربيين) وهي: بعيدًا عن كونها “نظرية مؤامرة”، فإن القول بأن النفط هو العامل الرئيس وراء التدخلات الغربية في الشرق الأوسط هو أحد أكثر الأقوال المرتكزة إلى أدلة يمكن  للمرء أن يقدمها
======================
ميدل إيست بريفينج :هل بدأ العد التنازلي بالفعل للتوصل لحل سياسي في سوريا؟
نشر في : الإثنين 27 يوليو 2015 - 02:25 ص   |   آخر تحديث : الإثنين 27 يوليو 2015 - 05:24 ص
ميدل إيست بريفينج – التقرير
هناك العديد من الإشارات التي تنبئ بوجود حل للأزمة السورية ينشأ ببطء بالتزامن مع عدد من التطورات التي تحدث على الأرض. ويبدو أن أطراف المعارضة تتخذ هذه الخطوة بالتزامن مع خطة لها هدف واضح.
وحتى وقت قريب، لم يكد يكون هناك أي شيء مشترك بين الفاعلين المتعددين في هذه “الأزمة الكبرى”. وفي حين تعطي الولايات المتحدة أولوية لاستراتيجيتها بالقضاء على الدولة الإسلامية أولاً، يعطي العرب والأكراد أولوية للقضاء على الأسد أولاً، وروسيا وقفت إلى جانب الأسد في حين تدعم الحل السياسي الذي قد ينتهي بالتخلص منه، بينما جعلت إيران أولويتها هي حماية الأسد، وهزيمة خصومه سواء الدولة الإسلامية أو غيرها على حد سواء.
وقد بدأ مفهوم الحل السياسي في الظهور بعد اجتماع شهر مايو الماضي في سوتشي الذي ضم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير الخارجية الأمريكي جون كيري. والقضية التي كانت مطروحة طوال الوقت هي: إذا ذهب الأسد.. فمن سيأتي مكانه؟ وبعبارة أخرى، ليس هناك بديل قابل للبقاء على استعداد أن يحكم سوريا.
ويوضح الربط بين نقاط والأحداث التي تقع على الأرض أن هناك مفاوضات مستمرة تحدث من أجل تحريك الأمور باتجاه الحل السياسي المقترح.
ويبدو أن الأمور تتضح جميعًا بشكل جيد مثير للدهشة. فقد رأينا الأكراد ينسقون مع النظام ومع الولايات المتحدة لهزيمة الدولة الإسلامية في الحسكة. ورأينا زهران علوش يضع قيودًا على الهجوم على درعا بعد تلقيه “النصيحة” من بعض العواصم العربية. وقد رأينا القوات التي تهاجم مواقع النظام في حلب تفقد زخمها بعدما تم التغاضي عن طلباتهم من الإمدادات من قِبل العواصم المجاورة. ورأينا حزب الله يركز على قتاله من أجل السيطرة على ما يهم معقله في جنوب لبنان والذي يعتبر مهمًا أيضًا للإيرانيين.
وعلاوة على ذلك، فقد أصبح الانهيار المفاجئ للنظام في الفترة الأخيرة أكثر من مجرد كونه احتمالاً نظريًا. ومثل هذا الانهيار المفاجئ سوف يدفع سوريا إلى حالة أكثر فوضوية والتي سوف تكون الدولة الإسلامية فيها هي الفائز الأكبر. وبدا فجأة أن جميع الأطراف تتحرك بشكل منسجم نوعًا ما وفقاً لإيقاع لا يمكن لأحد آخر أن يسمعه.
ويجب أن يكون قد تم إخبار المعارضة السورية الإسلامية بأن يعتدلوا في مواقفهم، وأن يرفضوا الدولة الإسلامية وتنظيم القاعدة، والموافقة على أن البديل للأسد يجب أن يكون حكومة شاملة تمثل جميع المكونات الاجتماعية في سوريا وتحافظ على كيان الدولة. وقد تعهدت حركة أحرار الشام بشكل علني -وهي قوة معارضة كبيرة- بدعم موقف سياسي معتدل مع الحفاظ على مبادئها الإسلامية.
ويجب أن يكون قد تم إخبار الأكراد بأن هناك سقفًا لطموحاتهم القومية. وقد تم إعلان هذا الموقف بشكل واضح بواسطة مسؤولين أمريكيين في وقت مبكر من هذا الشهر خلال زيارة إلى تركيا. كما يجب أن يكون قد تم إخبار الأسد بأنه يجب عليه أن يرحل في إحدى المراحل المعينة، بشرط أن يكون هناك هيكل إداري متفق عليه وفترة انتقالية تكون قادرة على لم شمل البلاد، وتركز كل مجهوداتها على مقاتلة الدولة الإسلامية.
ويجب أن يكون قد تم إخبار الإيرانيين بأنهم لن يكونوا قادرين في نهاية المطاف على حماية مصالحهم في سوريا إذا لم يكن هناك حل سياسي، وأنهم يواجهون مأزقًا استراتيجيًا. وبأنه لا توجد فرصة لفوز الأسد على المدى الطويل، ومن المستحيل أن نتخيل حكم أقلية آخر في سوريا موحدة بعد الآن.
كما أن الأسد نفسه يدرك أنه لا يملك فرصة لفوز الحرب أو للاستمرار في حكم سوريا على المدى الطويل. وطائفته العلوية مضطربة، والدروز تركوا النظام وراءهم، وأنصاره وجدوا أنهم يسكبون الموارد والمقاتلين في حفرة لا قاع لها.
وعلاوة على ذلك، يبدو أن جميع الأطراف يفقدون شيئًا مع استمرارية الحرب. فقد فهم العرب أنه من أجل الفوز بسوريا بشكل كامل، فلن يتبقى من سوريا شيء كي يفوزا به. وإذا انسحب العلويون وعصابة الأسد إلى الجيب الغربي خلف الدرع المحصنة التي بناها النظام هناك، فإن أي محاولة لمهاجمة الغرب قد تؤدي إلى تدويل الحرب. وأكثر من ذلك، فإن انهيار نظام الأسد سوف يفتح الباب لحرب دامية بين المعارضة في الداخل لن يستفيد منها سوى تنظيم الدولة الإسلامية.
وفي رواية إرنست همينغوي الرئيسة المسماة “الشيخ والبحر” لم تكن هناك أسماك متبقية في نهاية المعركة الطويلة.
وعلى ما يبدو، فإن الولايات المتحدة تعمل بالفعل مع الأكراد وقوات النظام في الشمال. وبشكل أو بآخر، فقد تم التوصل إلى تفاهم مشترك مع تركيا وقطر حول إعادة تعريف جماعات المعارضة بحسب مواقعها المحتملة فيما يتعلق بالهدف النهائي. كما أن هناك دلائل كذلك على أن المناقشات الأمريكية الإيرانية قد ذهبت بعض الشيء إلى استكشاف الطرق الممكنة لوضع نهاية واقعية لمأساة سوريا.
وفي البداية، كان من الصعب جمع التباين في مواقف الأطراف المعنية بالأزمة. وهناك دلائل على أن الولايات المتحدة قد تكون قررت التعامل مع “المسار السوري” للأزمة الإقليمية من خلال نهج متعدد الأوجه. ويتضمن هذا النهج العمل مع الأكراد في الشمال من أجل هزيمة الدولة الإسلامية، والتوصل إلى اتفاق مع الإيرانيين حول المستقبل السياسي لسوريا بمساعدة موسكو والعرب المهددين أيضًا بواسطة تنظيم الدولة الإسلامية، من أجل تحريك بعض جماعات المعارضة إلى مواقف سياسية أكثر اعتدالاً.
وليس من المؤكد نجاح مثل هذه الخطة -في حالة وجودها في الواقع- على الرغم من كل الإشارات الإيجابية التي نراها على أرض الواقع. ولكن نهج التعامل مع الفاعلين الإقليميين كل واحد على حدة، ومحاولة استخراج عناصر مشتركة من مثل هذه الجهود هو النهج السليم في واقع الأمر في ظل الظروف الحالية؛ من أجل الاقتراب من حل الأزمة السورية. ويجب أن يكون قد تم التخطيط لهذه العناصر وفقًا لمفهوم مُعد مسبقًا بحيث يكون لكل طرف مصلحة نوعا ما. وحتى إذا لم تعكس الإشارات الموجودة على أرض الواقع وجود مثل هذه الجهود المفترضة، فإنها لاتزال جهودًا مفيدة بقدر ما توحي بوجود اتجاه واضح لحل الأزمة السورية “أم كل الأزمات”.
والأمر الذي يجب على الجميع أن يحذر منه في هذا الصدد؛ هو أنه بحكم تعدد الفاعلين المشاركين الآن في الفوضى السورية، فلا يمكن لأي أحد أن يضمن بأي درجة من درجات التأكد أن كل مكون من مكونات هذه الصورة المعقدة سوف يتحرك بشكل يتناسب مع الحدود التي تضعها الخطة. وهذه النقطة تستحق أن تُوضع في الاعتبار طوال الوقت. ووضع قيود على عمل هؤلاء الفاعلين أمر صعب حيث يتطلب الصراع مع طموحات غير واقعية، وتصورات مضللة.
وعلى أرض الواقع كذلك، واصل المبعوث الخاص للأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا محادثاته مع ممثلين لبعض جماعات المعارضة في عمان. وقد أعلنت الأردن دعمها الكامل للتوصل إلى حل سياسي يحفظ وحدة وسلامة الأراضي السورية. وقد تركزت المناقشات بين دي ميستورا وقادة الجبهة الجنوبية للمعارضة السورية حول المرحلة الانتقالية المقترحة. ويبدو أن جهود دي ميستورا متناسقة مع الخطوط العامة مع المفهوم المذكور للحل السياسي.
وكل شخص يهتف “يسقط بشار” ينبغي أن يقول “من سيأتي بعد الأسد” حيث إن الانهيار المفاجئ للنظام أو سقوط درعا -وبالتالي بداية معركة دمشق- سيكون بداية لإراقة الدماء بشكل لم يسبق له مثيل. حتى جماعات المعارضة سوف يقاتل بعضها بعضًا بسبب الحكم. ويصبح هذا الحل” الدموي والفوضوي ممكنًا كلما وجدت الأطراف المعنية نفسها تواجه المسألة التي لا مفر منها: ماذا يحدث إذا سقطت دمشق من الداخل أو تحت الهجمات المستمرة من الجنوب؟
والحقيقة أن الغارات الجوية الأمريكية الجارية يمكن أن تكون مفيدة في وقت لاحق عند العد التنازلي لوجود حل سياسي. وربما تساعد في تشكيل بعض الجوانب المتعلقة بدور الدولة الإسلامية في الشمال. وسوف تصبح جبهة النصرة من الصعب القضاء عليها. ويتوقع بعض المراقبين للشأن السوري أن تنقسم سوريا إلى جانبين؛ جانب يدعم الحل السياسي الذي يحترم حقوق جميع السوريين، والآخر سوف يستمر في القتال مع وجود فرصة أقل لإحداث تغيير.
والآن، نستطيع أن نقول إننا نشهد إشارات تشجع على الاعتقاد بأن العد التنازلي للتوصل لحل سياسي قد يكون بدأ بالفعل. وفي الحالات الأقل احتمالاً بأن هذه الإشارات هي إشارات عفوية، فإنها توفر مصدرًا للإلهام الذي يشير إلى الاتجاه الصحيح. وإذا كانت هذه الخطوات محسوبة ومدروسة فيجب تشجيعها ومساعدتها على الاستمرار باتجاه حل سياسي يحفظ سوريا من شياطينها والبلاد الإقليمية أيضًا. ويجب أن يتبقى شيء من سمك همينغوي في النهاية لتبرير هذه الرحلة الدموية الطويلة من الألم.
======================
فريدريك هوف – معهد أتلانتك :هل بيعت سوريا لإيران؟
نشر في : الإثنين 27 يوليو 2015 - 05:06 ص   |   آخر تحديث : الإثنين 27 يوليو 2015 - 05:06 ص
فريدريك هوف – معهد أتلانتك (التقرير)
إحدى الأفكار المنتشرة بين السوريين الذين يحاولون البقاء بين الذبح المستمر المشترك لتنظيم الدولة ونظام الأسد، هي أن أمريكا “باعت” سوريا لإيران، لإغلاق صفقتها مع طهران حول الأسلحة النووية.
المنطق وراء هذا الاعتقاد الاستثنائي مبني -في جزء كبير منه على الأقل- على حقائق ملحوظة؛ وهي رد الفعل الاحتفالي لنظام الأسد، وحزب الله على إتمام الصفقة، وإصرار واشنطن على الثوار السوريين الذين تدربهم وتسلحهم على تجاهل انتهاكات الأسد، والتركيز على قتال داعش، ورفض إدارة أوباما تنظيم أي دفاع عن المدنيين السوريين في ظل القتل الجماعي الإرهابي من النظام، ومسعى طهران إلى تأمين الوسائل المالية لدعم النظام. ومع كون المنطق هذا قابلاً للدفاع، إلا أنه يؤدي لخلاصة خاطئة جوهريًا
الحقيقة حول ذلك ليست جذابة جدًا. فأمريكا، وشركاؤها القوى (5+1) اختاروا تنحية القتل المستمر في سوريا، ودور طهران الحازم بتعزيز ذلك مع إيران؛ لتجنب تعقيد وربما تقويض الصفقة النووية.
إيران لم تشعر بقيد كهذا. فبقدر ما كان مهمًا لطهران التفاوض حول مهرب من العقوبات -بينما تحافظ على قدراتها في المجال النووي- لم تتحدث عن دعمها للقنابل البرميلية لنظام الأسد، وحصارات التجويع، والهجمات الكيماوية؛ لتتجنب معاداة المفاوضيين الغربيين. هذا ليس شيئًا يمكن لأحد بالغرب الفخر به. الحقيقة الواضحة هي أن سوريا لم تكن على الأجندة: سواء لحمايتها، أو لبيعها.
والآن، فقد حصل الرئيس أوباما وشركاؤه على الصفقة التي سعوا لها، وهم بشكل ما غير مقيدين. وبالرغم من أن حماية المدنيين من القتل الجماعي قد لا تحرك الزعماء الغربيين، إلا أن المعركة ضد داعش تفعل ذلك.
القادة الغربيون، بدءًا من أوباما، يدركون بوضوح كامل حقيقة أن استراتيجية الأرض المحروقة التي يتبعها الأسد هي ما جعلت سوريا ملاذًا آمنًا لداعش. يفهم بوضوح أن كل قنبلة برميلية، وكل هجوم كيميائي، وكل طفل يجوع حتى الموت هو خط تجنيد لداعش، داخل سوريا وحول العالم. هم يفهمون أن دعم طهران غير المشروط لنظام الأسد يحدد أهدافها المتفرعة تجاه داعش؛ وهي اقتلها في العراق، حيث تسبب تهديدًا أمنيًا لإيران وحلفائها العراقيين، وأبقها حية في سوريا، حيث تبقي الأسد كخيار منافس، إذ أنها تذكرة عودة حليفهم للمجتمع المؤدب.
بيع” سوريا لإيران إذا سيكون لتسليم كثير من البلاد لداعش -باستثناء الحالات التي يجد بها النظام نفسه يحاول إيقاف شيء تريده داعش كحقل نفط، أو قاعدة جوية، أو بلدة صحراوية مليئة بالتحف الثمينة- فإن الأسد والخليفة الوهمي يجدان سياسة “عش واترك غيرك يعيش” مفضلة بالنسبة لقتال بعضهم البعض. وبدلاً من ذلك، هم يركزون توجهاتهم العسكرية على إنهاء أي شخص يوفر بديلاً لكل منهما
الخليفة والأسد يريدان أن يكونا الطرفين الوحيدين الباقيين في سوريا: الأسد، ليستطيع مواجهة الغرب بخيار “أنا أو هم”، والخليفة ليستطيع الكسب والتجنيد حول العالم، لكونه البطل الذي يقاتل توأم الشر: الأسد وواشنطن. الفائز الأكبر في سيناريو كهذا هو إيران؛ فقدرتها على دعم حزب الله اللبناني عبر جزء من سوريا ستكون مضمونة.
شن حرب ضد داعش في قسم من سوريا، وإعطاء نظام الأسد وإيران يدًا حرة للتشنيع بالمدنيين يؤدي لتقاطع مصالحهما، فهذه السياسة أشبه بالتصفيق بيد واحدة. لعدة شهور، بعض المسؤولين الكبار بالإدارة تحسّروا على الفراغ الاستراتيجي الذي شكلته تحديدًا حالة عدم الكسب القائمة على الدفاع الذاتي. الآن، مع اكتمال المفاوضات النووية، فهم يجدون زملاءهم داخل الإدارة مهتمين بربط النقاط بين نجاحات داعش في سوريا، وإجرام نظام الأسد المدعوم إيرانيا.
وبعيدًا عن كذبة أن أمريكا وراء تشكيل داعش، فإن نظرية بيع سوريا مفهومة على الأقل إذا قدر الشخص التجارب والمساعي لأولئك الساعين للوصول لنهاية سلبية بالجوهر. السوريون، داخل سوريا وحول العالم، يشعرون اليوم بأنهم قد تم التخلي عنهم من الغرب. هم ينظرون لمسؤول أمريكي كبير يتحدث عن الذكرى العشرين لمذبحة سربرينشيا، بدون سخرية، يقول “تذكروا، ولا تسمحوا لهذا بالحصول مجددا”، وينظرون للأسد وحزب الله يقومون بالمعادل السياسي بجولة النصر باحتفال ما يظنون أن أسيادهم الإيرانيين قاموا به لأجلهم.
جولة النصر هذه قد تكون مبكرة. بغض النظر عن الأولوية السياسية التي وضعها لحماية المدنيين السوريين كواجب إنساني، فإن أوباما لديه حرب ضد داعش عليه الانتصار فيها، وانتخابات بالكونجرس عليه الفوز بها. العامل المشترك في كلا التحديين هو إيران: تحديدًا، دعم اكتفاء داعش من القتل الجماعي الذي يقوم به نظام الأسد. إلقاء الرمل بمسننات قتل الأسد الجماعي أساسي للانتصار ضد داعش. هذا قد يقنع بعض الديمقراطيين المتفرجين في مجلس الشيوخ الأمريكي بأن الإدارة ليست ساذجة عندما يتعلق الأمر بإيران.
أمريكا لم تبع سوريا لإيران. بشكل مثالي، فلن يمر كثير من الوقت قبل تأكيد طهران وأصدقائها لموافقة الغرب -نظريًا وعمليًا- لحقيقة أساسية، وهي: إيقافهم عن فعل الأسوأ للمدنيين السوريين هو نقطة البدء لهزيمة داعش في سوريا.
المصدر
======================
إسرائيل هيوم :بوعز بسموت  26/7/2015 :لعبة تركية خطيرة
الغد الاردنية
حدث دراماتيكي في الشرق الأوسط: تركيا غير سياستها تجاه تنظيم داعش في سورية ولم تعد تجلس على الجدار. فقد انضمت، بحكم الأمر الواقع، الى التحالف ضد داعش. ومنذ يوم الجمعة هاجم سلاح الجو التركي أهداف التنظيم الإرهابي في سورية. ولكن الامور ليست بسيطة. فإذا كان لا بد لهم من الهجوم، فبالتالي في جبهتين.
من زاوية نظر تركيا، الشرق الأوسط الجديد اشكالي: على الاتراك من جهة ان يهاجموا داعش، ومن جهة اخرى لا يريدون ان يعززوا العدو التاريخي، تنظيم حزب العمال الكردستاني. فما العمل؟ بسيط جدا، يهاجمون معا داعش والتنظيم الإرهابي الكردي، الذين هم بالصدفة ايضا خصومهم.

في الايام الاخيرة حصل الاتراك على اسباب كافية الوجاهة كي ينضموا الى المعركة: عملية تنظيم داعش في مدينة سوروك، قبل اسبوع، شكلت سببا وجيها بما يكفي كي يهاجموا داعش في سورية. ولاحقا اطلقت النار فقتلت في نومهما شرطيين تركيين من قبل نشطاء حزب العمال الكردستاني، وها هو سبب وجيه آخر لان يهاجموا في شمال العراق ايضا النشطاء الاكراد.
التوقيت من ناحية أنقرة كان مثاليا، كونه يتعين الفهم أن قرار تركيا الانضمام الى المعركة يرتبط ايضا بالاتفاق النووي مع إيران. لقد فهم الاتراك أن الاتفاق النووي يغير خريطة الشرق الاوسط خاصتنا. وحتى لو لم يعترفوا في واشنطن بذلك، فإن الاتفاق يعزز النظام الإيراني، ولكنه يعزز ايضا حلفاء خامنئي في لبنان (حزب الله) وفي سورية (نظام الأسد).
تركيا، حتى وقت غير بعيد، عارضت المشاركة في الهجمات الجوية ضد داعش لأن من ناحيتها كان يجب للحرب في سورية أن تؤدي الى إسقاط الأسد. وفهمت بعد الاتفاق النووي أن الاسد عاد ليكون لاعبا شرعيا، مع كل الاحترام لـ200 ألف قتيل في سورية واستخدام السلاح الكيميائي.
لقد فهمت تركيا أن من الافضل لها أن تكون مشاركة في ما يجري، كي يكون لها نفوذ في "اللعبة الكبيرة" الجارية في سورية. كما تريد تركيا اليوم أن تخفف حدة التوتر مع واشنطن (تسمح للأميركيين باستخدام قواعدها لغرض الهجمات الجوية) كي تكون مشاركة وتمنع المكاسب الناشئة عن التغييرات الجغرافية السياسية عن الاكراد في سورية وعنهم في تركيا ايضا.
ومحظور أن ننسى الأمر الأهم – لقد فتحت أنقرة معركة ضد داعش. هم جيران. ولهذا فهم قابلون للاصابة. لا شك ان تركيا ابتداء من نهاية الاسبوع انتقلت لتلعب الألعاب الخطيرة.
======================
يديعوت أحرونوت :درور زئيفي   26/7/2015 :الأكراد سيدفعون ثمن حرب تركيا ضد داعش
الغد الاردنية
 
أكثر من سنة، منذ فاجأ مقاتلو داعش العالم واحتلوا بعصف الموصل، عاصمة شمال العراق، يعمل الرئيس الاميركي على إقناع نظيره التركي، أردوغان، لمساعدته في الحرب ضد التنظيم الذي يعرض للخطر استقرار الشرق الأوسط، وفتح القاعدة الأميركية في انجيرلك للغارات الجوية في سورية وفي العراق وإشراك الجيش التركي في قتال التحاف الدولي. وفي نهاية الأسبوع، في خطوة مفاجئة، قرر الاتراك الانضمام إلى الجهود.
حتى الآن رفض الأتراك، بمعاذير مختلفة، كون داعش لم يكن في نظرهم التهديد الاساس. التهديد الأكبر على تركيا، كما اعتقدوا، هو تنظيم حزب العمال الكردستاني الذي قواعده في المنطقة الكردية المحاذية لحدود تركيا الجنوبية، ومنها خطط ونفذ أعمال القتال والإرهاب داخل الدولة.
منذ 2013 ومع أن الحكومة التركية سعت للوصول الى اتفاق مع الممثلين السياسيين للاتراك: فقد التقى ممثلو الحكومة بالسياسيين وبزعيم التنظيم السري الذي يقبع في السجن التركي، واتفق الطرفان على صيغة تزيد الحكم الذاتي الثقافي للاكراد. ولكن في السنة الاخيرة، وعلى ما يبدو في محاولة لربط اليمين التركي بعربته، فاجأ اردوغان المتفاوضين، رفض هذه المبادرات وأعلن بان ليس في نيته مواصلة العملية.
في نظر اردوغان نشأت في سورية "معادلة مبلغها الصفر". كل عمل لإضعاف داعش هو بالضرورة تعزيز للمليشيا الكردية التي تقاتل ضده في شمال سورية، ولهذا فان الانضمام الى التحالف الدولي يتعارض مع المصلحة التركية.
ولفترة طويلة رد اردوغان مساعي المغازلة الاميركية، وحسب شهادات غير قليلة أيد غير قليل من اجهزته السرية في الخفاء منظمات الجهاد السنية في سورية. ففي المعركة البطولية على بلدة كوباني، في غرب سورية اضطر اردوغان الى ابتلاع الضفدع والسماح بدخول مقاتلين اكراد من العراق الى منطقة المعارك عبر تركيا، ولكنه فعل كل ما في وسعه لتقليص المساعدة ومنع النصر عن الاكراد.
وبالتوازي فهم استراتيجيو اوباما بانه بدون تركيا سيصعب عليهم جدا المس بقواعد القوة لداعش، وبالتالي وافقوا على طلب تركيا سحب حمايتهم عن الاكراد في شمال سورية مقابل الاستعداد التركي للانخراط في الجهد الحربي ضد داعش.
واستجاب الاتراك اخيرا للطلبات ووافقوا على فتح قاعدة انجيرلك للهجمات على اراضي سورية والعراق، ووافقوا ايضا على اشراك قواتهم في القتال، ولكن شرط ان يسمح الاميركيون لهم، في ذات الوقت، بمهاجمة قواعد التنظيم السري الكردي خلف الحدود.
ومنذئذ تمكن الاتراك من قصف عدة تجمعات كردية، الى جانب الهجمات على منظمات الجهاد، وأمس اوقفوا مئات النشطاء الاكراد الى جانب نشطاء داعش ممن عملوا في المدن المركزية. وهكذا اكتسب الاتراك تأييد الولايات المتحدة، ولكن في نفس الوقت ايقظوا من سباتهما عدوان عنيفان ومصممان.
وجاء الهجوم على قواعد الاكراد مفاجئا لهم. فقد كان بعضهم لا يزال يؤمن بالمسيرة السياسية، وحقيقة أن الحزب الذي يمثلهم فاز في الانتخابات الاخيرة بـ 80 مقعدا في البرلمان شهد في نظرهم ايضا على تعزيز قوتهم السياسية.
ومس الهجوم غير المتوقع مسا شديدا بما تبقى من الخيوط السياسية التي تربط بين الجمهور الكردي في تركيا وبين الحكم. وقد أعلن التنظيم السري الغاء كل الاتفاقات على وقف النار (التي لم تحترم بتشدد في الماضي ايضا) وعن نيته العودة للضرب في قلب الدولة.
داعش هو الآخر، الذي اثبت حتى الان قدرته فقط في عملية كبيرة واحدة في تركيا، في مدينة سوروتش الحدودية، سيعيد النظر في موقفه، ويحتمل أن يقرر تصعيد وتيرة العمليات. وكما تعلمنا من تجاربنا في الحروب الاقليمية، فانه سهل الدخول في مثل هذه المعارك، ولكن صعب الخروج منها.
======================
هآرتس :تسفي برئيل  26/7/2015 :على حدود الاندلاع
الغد الاردنية
على المعبر الحدودي في أب السلامة، بين تركيا وسورية، بالقرب من مدينة كيلس، لم يترك الهجوم الاول في نوعه الذي نفذه سلاح الجو التركي ضد أهداف تنظيم داعش، أي انطباع. طابور طويل من اللاجئين السوريين – أولاد ونساء ورجال – طلبوا الانتقال إلى سورية، وتلووا في قيظ الشمس بانتظار الموظف التركي كي يمنحهم الاذن بالعبور. "سمعت أنه كانت هناك انفجارات في الليل، لكني لم أر شيئا"، قال عبدالهادي الذي اهتم كل الوقت بعدم ابتعاد اولاده عنه. "على من أطلقوا النار؟ من الذي أصيب؟" تساءل.
في يوم الجمعة الساعة 3:15 فجرا قامت ثلاث طائرات اف 16 بقصف أهداف داخل سورية، في منطقة يسيطر عليها داعش، حسب المعلومات الرسمية. "لم تدخل طائراتنا إلى المناطق السورية"، قال متحدث الجيش، "القصف الذي استمر 13 دقيقة تم تنفيذه من المناطق التركية بالقرب من مدينة كيلس". هذه العملية الاستثنائية سماها الجيش "يلشين نانا" على اسم الضابط التركي الذي قتل في يوم الاربعاء على يد الجهاديين الذين أطلقوا النار من الاراضي السورية باتجاه تركيا.
"الاتراك يشعرون الآن ايضا بالحرب السورية. واذا استمرت هجمات داعش على طول الحدود فإن سكان المدينة سيبدأون بالفرار من هنا. عندها ربما يكون لنا، نحن اللاجئين، شققا سكنية أقل ثمنا للاستئجار"، يأمل منصور الذي كان جنديا في الجيش السوري وهرب قبل ثلاث سنوات إلى كيلس، وهو يقوم بتشغيل مغسلة للسيارات في المدينة ونقل اللاجئين السوريين من والى الحدود. قلب منصور حاقد على مواطني كيلس الاتراك الذين يعتبرون اللاجئين السوريين دجاجة تبيض الذهب. وحسب قوله فان "الشقة التي كانت تؤجر قبل الحرب بخمسين ليرة تركية (70 شيكل) يتم تأجيرها الآن بخمسمائة ليرة، ومن لا يستطيع الدفع يتم طرده لأنهم يعرفون أن هناك الكثير من الزبائن".
على مبعدة 800 كم شمال كيلس، في العاصمة أنقرة، يكمن التهديد لمنصور ومليوني لاجئ مثله لجأوا إلى تركيا، حيث لم يهتم بمصيرهم متخذي القرارات في تركيا في الفترة الاخيرة. العملية الدموية التي نفذت في يوم الاثنين الماضي على يد مخرب انتحاري في مركز الثقافة "عمارة" في مدينة سوروتش القريبة من الحدود، حيث قتل هناك 32 شخصا، وضعت تركيا للمرة الاولى في مواجهة داعش داخل اراضيها. في حين كان الاعتقاد أن العملية تتصل بالامن الداخلي وأن تركيا تستطيع الاستمرار بعدم التدخل في سورية، فقد حدث بعد يومين اطلاق النار من الاراضي السورية ليُقتل الجندي التركي ويؤكد أن الحرب قد وصلت إلى داخل اراضي الدولة.
قنوات التلفاز أضيفت إلى الضغط الجماهيري، وقد اجتمعت الحكومة اجتماعا طارئا لاتخاذ قرار استراتيجي جديد يقضي بأن ترد تركيا بالمثل داخل الاراضي السورية وأن تسمح لقوات التحالف الدولي ولا سيما طائرات الولايات المتحدة باستخدام قاعدة سلاح الجو في إنجرليك من اجل الاقلاع واستهداف داعش في سورية.
تركيا نزلت عن الجدار بعد رفضها حتى الآن السماح بالعمل الجوي الاجنبي من داخل اراضيها. وذلك من اجل عدم تحولها إلى هدف مباشر لهجوم داعش، وخشية أن يضعها ذلك في مواجهة مع ايران، لا سيما أن ايران قد تكون مكان استثمار خصب لتركيا. وفي مقابل الاذن باستخدام اراضيها فقد حصلت تركيا على الموافقة الاميركية باقامة منطقة جزئية مقيدة للطيران – الطلب الذي رفضته الادارة الاميركية حتى الآن.
صحيح أن هذه المنطقة ستكون صغيرة نسبيا على طول 100 كم وبعمق 30 – 50 كم داخل الاراضي السورية، إلا أن القرار بحد ذاته هو سابقة ستلزم سلاح الجو الاميركي وسلاح الجو التركي بالعمل داخل الاراضي السورية ضد سلاح الجو السوري، اذا حلقت طائرات النظام السوري في هذه المنطقة المحظور فيها الطيران. الهدف المعلن لاقامة هذه المنطقة هو منطقة محايدة تعطي الحماية للاجئين السوريين من هجمات الطائرات السورية، وبهذا يمكن اقامة مخيمات للاجئين محمية، وتستطيع تركيا تقليص عدد اللاجئين الذين يقيمون في اراضيها.
لكن هناك هدف آخر لهذه المنطقة هو منع الاكراد السوريين من السيطرة على الحدود مع تركيا واقامة كيان مستقل مثل المنطقة الكردية في العراق. وحسب البيان الرسمي التركي فإن تركيا تحتفظ بحقها في الرد على ما تسميه "معسكرات الإرهاب" بالقذائف. وهذا التعريف يشمل حزب العمال الكردستاني – الذي يعتبر منظمة إرهابية – العامل في داخل تركيا. وقد تم اتخاذ هذا القرار بالتنسيق مع الولايات المتحدة بعد قتل شرطيين في مدينة دياربكير في يوم الخميس الماضي.
في نفس الوقت بدأت القوات التركية بمطاردة نشطاء داعش ومؤيدي حزب العمال الكردستاني في تركيا، وقد اعتقل حتى الآن نحو 500 مشبوه. وحسب الرئيس التركي رجب طيب اردوغان فإن هذا ليس عملا لمرة واحدة، والحصار ما زال بعيدا عن نهايته، وسمعت تقديرات في تركيا تقول إن الحكومة قد تستغل المعركة ضد داعش كذريعة لاعتقال النشطاء المعارضين للنظام وتشديد الرقابة على وسائل الاعلام. وسُمعت أيضا الخشية من الاستعداد العسكري الجديد الذي يهدف إلى اجراء انتخابات جديدة على خلفية خسارة حزب التنمية والعدالة في انتخابات حزيران، حيث فقد الحزب لأول مرة الاغلبية البرلمانية التي كانت له على مدى 13 سنة.
التقديرات والاعتبارات السياسية والعسكرية بعيدة عن مخاوف يوسف سنوات ضوئية، الذي انتظر الحافلة في المحطة المركزية في كيلس، التي ستعيده إلى مخيم اللاجئين "كيلس 1" الذي أقيم على الحدود. يوسف من مواليد مدينة العزاز التي يسيطر عليها جيش سورية الحر، وقد كان استاذا لعلم النفس في جامعة حلب وهو الآن يسعى لعمل آخر من اجل استكمال المخصص الذي يحصل عليه من الحكومة التركية الذي يبلغ 85 ليرة تركية شهريا لكل لاجئ في المخيم.
"هذا المبلغ لا يكفي ثمنا للسجائر"، قال يوسف، "سمعنا ايضا أن هناك مساعدة من منظمات دولية، لكن القليل منها يصل إلى مخيمات اللاجئين. وفي كل الاحوال نحن نشكر الله على بقائنا أحياءً. لقد رأيت كل شيء. وضعت أشلاء الجثث في أكياس في العزاز، دفنا أعزاءنا في مقابر جماعية، شاهدنا بيوتنا مدمرة وركضنا بين اطلاق الرصاص وهربنا من براميل المتفجرات التي ألقتها علينا الطائرات السورية. منذ مجيئي إلى تركيا لم أزر العزاز لأنني لا استطيع مواجهة الذاكرة".
يوسف لا ينفصل عما يحدث في مدينته. "المدينة التي يبلغ عدد سكانها 35 ألف نسمة، ضاعفت نفسها"، قال، "أبناء القرى الذين تم قصفهم من داعش وقوات النظام فروا إلى العزاز لأنه يوجد فيها أمن نسبي. جيش سورية الحر يقوم بتدبر الامور، توجد مدارس دينية وعيادات والسكان يعيشون على زراعة الحقول. لكن طالما أنه ليس هناك حل فلن أرجع".
يوسف يعتبر نفسه محظوظا حيث يسكن في مخيم اللاجئين في كرفان بارد نسبيا. أما أديب فيسكن في خيمة قد تصل درجة الحرارة فيها إلى خمسين درجة مئوية. "في هذه الايام أفضل النوم في الخارج، في الاماكن العامة أو في الساحات" قال أديب وأضاف "أنا ملزم بالعودة إلى المخيم كي لا أفقد الهبة". أديب يبلغ 70 سنة من العمر وهو يضع كوفية حمراء وهرب من مدينة كوباني التي سيطر عليها داعش وتحررت فيما بعد من الاكراد. في هذه الاثناء هو يأسف على أمر واحد: "عندما هربت من كوباني أضعت أرقام هواتف بناتي، واحدة طبيبة والثانية صيدلانية، وهما تعيشان في برلين. ولا أعرف كيفية الاتصال بهن وهن لا يعرفن رقم هاتفي، لكنني أثق أن الله سيجمعنا أخيرا".
======================
جارديان»: وفاة الجهادي البريطاني أسد عثمان في سوريا
فيتو
ذكرت صحيفة "جارديان" البربطانية أن الجهادي البريطاني أسد عثمان قُتل في سوريا، وكان آخر أفراد مجموعة شباب "بورتسموت" التي انضمت للقتال مع تنظيم "داعش" الإرهابي.
وأشارت الصحيفة إلى أن عثمان واحد من خمسة رجال أطلقوا على أنفسهم في "لواء 25"، وُرصد آخر مرة بالكاميرا وهو يسير على الأقدام عبر مطار جاتويك في أكتوبر عام 2013 وهو متوجه إلى سوريا التي مزقتها الحرب.
وأكد شيزار ماهر، الباحث في المركز الدولي لدراسة التطرف في كلية كينح بلندن، التي تراقب حسابات المتطرفين على وسائل الإعلام الاجتماعية وفاة الجهادي أسد عثمان المعروف باسم عبدالله، وهو الجهادي البريطاني الـ50 الذي يُقتل بعد انضمامه لداعش.
وأضافت الصحيفة أن عثمان، 31 عاما، كان بين مجموعة "بورتسموت" التي سافرت إلى سريا قبل عامين مع 4 آخرين وهم تشودري "31 عاما"، ومحمد مهدي حسن "19 عامًا"، ومحمد رشيد "24 عاما"، ومحمد حيدر رحمن "25 عامًا".
ولفتت الصحيفة إلى أن عثمان لم يكن لديه خطط للعودة إلى المملكة المتحدة ولم يشكل أي تهديد على بريطانيا، وجميع أصدقائه الذين سافروا معه إلى سوريا لقوا حتفهم محمد حيدر قتل في يوليو من العام الماضي، وحسن قتل في شهر أكتوبر في معارك بكوباني بسوريا.
 
======================
"الجارديان" : أطفال سوريا يدخلون سوق العمل ويكبرون قبل الأوان فى لبنان..2.7 مليون طفل خارج المدارس بسبب الحرب
قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية إن أطفال سوريا الذين فروا من النزاع الدائر فى بلادهم إلى لبنان اضطروا لدخول سوق العمل مما جعلهم يكبرون قبل الأوان.
وأضافت الصحيفة البريطانية أن الأطفال السوريين الذين تتراوح أعمارهم ما بين 7 سنوات وعشرون عاما يحصلون على 8 دولارات يوميا مقابل العمل 10 ساعات، فى حقول وادى البقاع فى لبنان، وهى منطقة زراعية نائية تجاور الحدود السورية.
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن آلاف الأطفال السوريين أصبحوا عمالا بالمزارع وحقول الخضروات والمخازن، لافتة إلى أن العوز والبؤس الناتج عن نزوحهم إلى لبنان أجبرهم على الانضمام إلى القوى العاملة فى البلاد، حيث يعانون من سوء المعاملة ويتعرضون للاستغلال، مشيرة إلى أن العديديون منهم لا يذهبون إلى المدارس من أجل مساعدة أسرهم.
وقالت الجارديان إن ظاهرة أطفال الشوارع أضحت معلما أساسيا فى بيروت، حيث ينادى بعضهم على بضاعته وبعضهم الآخر يتسول وبعضهم يبيع الزهور ليلا لرواد البارات، معرضين أنفسهم لخطر الضرب والسب المتكرر، فيما يتحول بعضهم إلى العمل بالبغاء وهى الوظيفة الأعلى الأجرا بين الأطفال المحليين،ولكن فى البقاع، تحول عدد كبير من الأطفال للعمل بالقطاع الزراعى، وهو ما يعتبره الخبراء جيل ضائع، خاصة مع ما فاتهم من سنوات التعليم بسبب الكارثة المستمرة فى سوريا.
وقالت الصحيفة البريطانية إن النساء والأطفال يمثلون 80 % من اللاجئين السوريين فى لبنان، مضيفة أن ما يقرب من نصفهم تعرض للتشريد أكثر من مرة داخل سوريا، مما جعلهم يصلون لبنان وهم فى حالة من الفقر والعوز.
أضافت أن حوالى مليونى طفل سورى حاولوا الهرب من الحرب إلى خارج بلدهم، فيما يوجد نحو 2.7 مليون طفل سورى خارج المدارس، وذلك وفقا لتقرير مشترك حول عمالة الأطفال صدر مؤخرا من منظمة إنقاذ الطفولة واليونيسيف.
وأشارت الجارديان إلى أن ما يقرب من نصف أسر اللاجئين السوريين فى الأردن يقولون إنهم يعتمدون جزئيا أو كليا على دخل الأطفال، وذلك بالرغم من أن المشاكل الصحية للأطفال تتزايد مخاطرها، حيث يقول التقرير إن ثلاثة أرباع الأطفال الذين يمارسون العمل فى مخيم الزعترى للاجئين بالأردن يعانون من حالة صحية سيئة، فيما تبلغ نسبة الأمية بين الأطفال العاملين فى وادى البقاع حوالى 36 % .
وقال روجر هيرن ، مدير منطقة الشرق الأوسط وأوراسيا فى منظمة إنقاذ الطفولة، إن أزمة سوريا خفضت بشكل كبير فرص الأسر فى كسب العيش، وأدت إلى إفقار الملايين غيرهم فى المنطقة مما أدى إلى وصول عمالة الأطفال لمستويات حرجة.
وأضاف هيرن:" يتعرض العديد من الأطفال إلى المبيدات الحشرية والمواد الكيماوية السامة، والأحمال الثقيلة وساعات العمل المرهقة ...الأطفال فى سوريا يدفعون ثمنا باهظا لفشل العالم فى وضع حد للنزاع".
وقالت الصحيفة البريطانية إن العديد من اللاجئين السوريين دخلوا سوق العمل فى لبنان لافتة إلى أن غالبية اللاجئين هم من النساء والأطفال، بينما العديد من الرجال غير قادرين على العمل بسبب إما عجزهم عن ذلك أو بموجب القانون، الذى يعاقبهم بغرامات كبيرة فى حال عملهم.
وقالت الصحيفة البريطانية إن الحكومة اللبنانية، كانت منزعجة من بناء مساكن لللاجئين، خاصة أن البلاد تتسم بتوازن طائفى، يخشى معه غلبة المدنيين السنة الفارين من سوريا، هذا فضلا عن ان مخيمات اللاجئين الفلسطينيين التى بينت فى فترة الأربعينيات والخمسينيات بعد قيام إسرائيل، لا تزال موطنا لأكثر من 400 ألف فلسطينى لعبوا دورا فى الحرب الأهلية التى عانت منها البلاد لمدة 15 عاما.
======================
التايمز: "الدائرة الحارقة" المحيطة بتركيا
BBC Arabic منذ ساعة واحدة بي بي سي عربي فى عربية 4 زيارة 0
اعتبرت التايمز أن هذه الضربات التركية ضد حزب العمال الكردستاني "خطرة وكارثية".
قراءة في قرار الحكومة التركية توجيه ضربات عسكرية ضد الانفصاليين الأكراد وأصداء خطاب الرئيس السوري بشار الأسد الأخير، فضلاً عن تساؤلات يطلقها الكاتب روبرت فيسك عن تصورات الغرب عن كيفية هزيمة تنظيم الدولة الاسلامية، كانت من أهم موضوعات الصحف البريطانية الصادرة صباح الاثنين.
وتناولت افتتاحية صحيفة التايمز التي جاءت تحت عنوان "الدائرة الحارقة" الضربات الجوية التركية للإنفصاليين الأكراد، ووصفت الصحيفة هذه الضربات بأنها ليست "مضللة" فحسب، بل "خطرة وكارثية".
وقالت الصحيفة إن "على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان التراجع عن هذا القرار فوراً".
وأضافت أن "إضعاف الأكراد سيسمح لتنظيم الدولة الإسلامية بتوسيع وجوده في شمال العراق، إذ أنه يدفع بقواته باتجاه بغداد في الجنوب".
وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الضربات الجوية ستؤدي إلى نشوب سلسلة من الاشتباكات بين الأكراد الأتراك وقوات الأمن.
وقالت الصحيفة إنه ليس من الصعب استيعاب لماذا اختارت تركيا ضرب الأكراد وإعلان الحرب عليهم مع أنهم يتصدون لتنظيم الدولة الإسلامية على الحدود، إذ وصف رئيس الوزراء التركي احمد داوود أوغلو أن "تركيا محاطة بحلقة من النيران".
وختمت الصحيفة بالقول إن "أوغلو وحكومته يعتبرون أن حزب العمال الكردستاني يمثل تهديداً لهم، إلا أنهم مخطئون، لأن الأكراد الانفصاليين لطالما أثبتوا أنهم محاورون مسؤولون".
الأسد وامريكا
 
اعترف الأسد في خطابه بالنكسات العسكرية التي ألمت بجيشه
ونشرت صحيفة الغارديان مقالاً لسايمون تيسدال بعنوان " لا إشارة على إبرام صفقة مع الولايات المتحدة في خطاب الأسد الأول هذا العام".
وقال صاحب المقال إن" الرئيس السوري بشار الأسد أوضح في خطابه الأول لهذا العام، أن هناك تغييرات في موقف الدول الأوروبية من الصراع الدائر في سوريا، أي أن الولايات المتحدة وحلفاءها لديهم مصلحة مشتركة في القضاء على تنظيم الدولة الاسلامية".
وأضاف صاحب المقال أن "الأسد اعترف في خطابه بالنكسات العسكرية التي ألمت بجيشه، إلا أنه لم يعلن عن نيته إبرام أي اتفاق لإنهاء الحرب الأهلية التي استمرت 4 سنوات وتركت نظامه مسيطراً على ثلث البلاد فقط".
ونقل صاحب المقال عن المرصد السوري لحقوق الإنسان أنه "قتل على الأقل 49.100 جندي سوري و32 ألفا من الموالين له منذ اندلاع الانتفاضة في البلاد في آذار/مارس 2011".
الحضارة وتنظيم الدولة الإسلامية
 
يتساءل فيسك في الاندبندنت، هل حقا أن الحضارة تنتصر دوما على البربرية؟
ونطالع في صحيفة الاندبندنت مقالا لروبرت فيسك بعنوان "الغرب يحب أن يعتقد أن الحضارة ستنتصر على تنظيم الدولة الإسلامية، ولكن التاريخ يشير إلى عكس ذلك".
ويقول فيسك إن الغرب يصدق مثل هذه الدروس التاريخية البسيطة التي مفادها أن الشر يندحر والخير ينتصر، كما هي الحال مع هتلر الذي كان يمثل قدوة سيئة وكان نظامه شريرا، لذا هزم وتم القضاء على الرايخ والتغلب على النازية.
ويشدد فيسك على أن تنظيم الدولة الإسلامية شرير، فهو يقضي على خصومه في مذابح، ويقتل المدنيين، ويذبح الأبرياء. وقد أعرب وزير الدفاع الأمريكي آش كارتر عن اعتقاده بحتمية انتصار الخير عندما قال لرئيس الوزراء العراقي الأسبوع الماضي "الحضارة تنتصر دوما على البربرية".
ويتساءل فيسك هل حقا أن الحضارة تنتصر دائماً على البربرية؟ ويجيب أن علينا أن ننظر فقط إلى الحرب العالمية الثانية. صحيح أن هتلرقد هزم ولكن ستالين انتصر. وأدت ثورة 1917 في روسيا إلى الدكتاتورية السوفياتية وإلى مجاعة واسعة النطاق راح ضحيتها الملايين، وهو ما يعد "بربرية" وفق مفهوم كارتر.
ويقول فيسك لننظر إلى عام 2003 عندما جلب الغرب "الحضارة" إلى العراق بغزوه بصورة غير مشروعة، ولكن عبر زياراتي المتكررة لبغداد التقيت أسرا غاضبة تقول إن "الحرية" جلبت لهم الفوضى.
======================
واشنطن بوست :الصراع السوري أسير تصنيفات أميركية مغلوطة
صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية
بدا واضحاً للعيان أن تعامل إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما مع الصراع السوري مثل فشلاً ذريعاً، حيث لم تحدد معالم استراتيجية تتمتع بالشفافية، ولم يتم التقيد بـ«الخطوط الحمراء» التي أعلنت عنها الإدارة. وقد اكتسبت الإجراءات قصيرة المدى والحافلة بالثغرات، بناءً على تجربتي العراق وأفغانستان، إضافةً إلى الضجيج الإعلامي المهووس بـ«داعش»، أولويةً على حساب الأهداف القابلة للتحقيق على المدى البعيد.
وقال وزير الخارجية الأميركي في ديسمبر الماضي: «لا ينبغي للسوريين الاختيار بين طاغية وإرهابيين». لكنه عرّف في الوقت عينه عبارة «معتدلين» في إطارها الضيق والاعتباطي الذي استثنى السواد الأعظم من المعارضة.
كان ينبغي للسبب الأخلاقي أن يكون كافياً لاختزال الرئيس السوري بشار الأسد من المعادلة، لكن وقائع الحرب بيّنت أنه على وشك الخروج من اللعبة. ويبقى السؤال الأبرز المطروح حول جهة تسديد الضربة الأخيرة، وهل ستأتي من «داعش» أم من المعارضة، في واقع من شأنه أن يدفع واشنطن للاعتراف بأنه لا يمكن القضاء على الإيديولوجية المتطرفة لـ«داعش» إلا من خلال جهات سنية محلية.
* المصدر: صحيفة البيان 26/7/2015
======================
مركز كارنيغي || غموض المعارضة يعيد إحياء قيادة قديمة للجيش السوري الحر
خلال عطلة عيد الفطر، في نهاية شهر رمضان، وتحديداُ يوم الأحد 19 يوليو/تموز الجاري،  اجتمع عدد من قادة الثوار في سوريا في بلدة الريحانية التركية على الحدود السورية ونتج عن الاجتماع الإعلان عن المجلس العسكري الأعلى الجديد للجيش السوري الحر.
تم استخدام مصطلح الجيش السوري الحر للعديد من الأشياء خلال الحرب السورية، فقد استخدم بعض السوريين هذا المصطلح بشكل عام للدلالة على جميع أنواع المقاومة المسلحة ضد الرئيس بشار الأسد، ولكن هناك أيضاً إطاراً مؤسسياً قائماً يُعرف بالتسمية ذاتها، ويعود أصل هذا المصطلح إلى الاجتماع الذي عُقِد في ديسمبر/كانون الأول من العام 2012 في مدينة أنطاليا التركية، حيث تم انتخاب قيادة جديدة لتمثيل التجمع الواسع من المجموعات المسلحة. هذه الشبكة الجديدة من مؤسسات القيادة والدعم والتي أصبحت تُعرَف تدريجيًا كمرادف “للجيش السوري الحر” وقيادتها مكوّنة من “هيئة الأركان العامة” التي تتخذ من  تركيا مقراً لها، وتتألف من ضباط منشقين عن الجيش السوري، كان العميد سليم إدريس هو الشخصية الأعلى رتبةً فيها. وتقع الهيئة تحت إشراف “المجلس العسكري الأعلى” والمعروف أيضًا باسم “مجلس الثلاثين” لاحتوائه على ثلاثين عضوًا، وقد تم انتخاب هذه المناصب في اجتماع أنطاليا ومثلت العديد من الجماعات المسلحة الأبرز في سوريا في ذلك الوقت.
كانت الفكرة أن تقوم الدول الأجنبية الداعمة للتمرد بتوفير المال والأسلحة والتدريب لهذه المجموعات من الجيش السوري الحر، مما سيشجع المجموعات المسلحة المستقلة في سوريا على الانضمام تحت قيادة إدريس لما في ذلك من منفعة مادية لها، وبهذه الطريقة  تتم السيطرة السياسية على الجيش السوري الحر. وقد تحقق ذلك ايضا من خلال منح قادة هذه القيادة الحق في تعيين عدد من ممثليها داخل قيادة المعارضة السياسية المدعومة من الغرب و المعروفة باسم “الائتلاف الوطني لقوى الثورة السورية والمعارضة”، على أن يتم في نهاية المطاف ربط هيئة الأركان العامة للجيش السوري الحر مع وزارة الدفاع في الحكومة المؤقتة والتي مقرها تركيا
لم تنجح الخطة كما تم التخطيط لها، وإلى حد كبير نظرًا للتنافس الداخلي الكبير لدى المعارضة السورية الذي تفاقم بسبب التنافس السعودي القطري حول الفصائل والسياسيين المُراد دعمهم. وانشقت بعض أكبر الجماعات المسلحة عن الجيش السوري الحر لتشكل الائتلاف المنافس المعروف باسم ” الجبهة الإسلامية”  وتم تشويه سمعة الجيش السوري الحر بسبب الخلافات الداخلية.
أزمة الجيش السوري الحر في العام 2014
مع مرور الوقت، تراجعت كيانات الجيش السوري الحر التي تم تأسيسها في العام 2012، بسبب الخلافات الداخلية داخل هيئة الأركان العامة والمجلس العسكري الأعلى، لا سيما بعد الإطاحة باللواء إدريس كرئيس لهيئة الأركان العامة في فبراير/شباط من العام 2014، وهو حدث تم وصفه حينها بالانقلاب.
تم تعيين قيادة جديدة في الشهر التالي لذلك (وتمكن إدريس من العودة كوزير للدفاع في الحكومة المؤقتة) ولكن الضباط المتمردين المنفيين استمروا بالتآمر ضد بعضهم البعض، كما في لعبة الكراسي الموسيقية دون أية علاقة فعلية لهم بمجريات الحرب داخل سوريا. وبعدها بقليل انشغلوا بالصراعات السياسية الداخلية داخل الائتلاف الوطني، فحتى لو لم يكن هناك أية قيمة للمجلس العسكري الأعلى حينها،  فإنه يسيطر على كتلة من الأعضاء المصوتين داخل الائتلاف الوطني.
وقد تم تسريح العميد عبد الإله البشير -خليفة اللواء إدريس كرئيس هيئة الأركان العامة للجيش السوري الحر- بعد بضعة أشهر فقط، وعُيّن العميد أحمد بري عوضًا عنه، ثم تم تسليم المنصب في ديسمبر/كانون الأول2014 إلى العميد عبد الكريم الأحمد.
بعد ذلك  أمرت القيادة الجديدة للائتلاف الوطني برئاسة خالد خوجة بحلّ المجلس العسكري الأعلى، وبطبيعة الحال، أثار ذلك احتجاجات فورية. فاجتمع المجلس برئاسة رئيس الأركان عبد الكريم الأحمد لمناقشة قطع العلاقات مع الائتلاف الوطني، فكان ردّ قيادة خوجة عزل عبد الكريم الأحمد وإعادة تعيين أحمد بري رئيسًا لهيئة الأركان العامة للجيش السوري الحر، وطلب إعادة تنظيم هيكلية الجيش السوري الحر بأكمله، ومنذ ذلك الحين، يوجد خلاف بين المؤسستين، فكلاهما لا تقبل بشرعية الأخرى..
ولم يكن لهذه التغيرات المتراوحة في القيادة المزعومة أي تأثير على ساحات القتال في سورية، فاستمر المال والسلاح بالوصول إلى الفصائل المفضلة للجهات الممولة، بغض النظر عن تشنجات البنية الفوقية للمعارضة في المنفى. وفي الوقت نفسه، قامت الفصائل المتمردة داخل سوريا بإنشاء مؤسساتها الخاصة بها.
مجلس قيادة الثورة
تم الإعلان عن المجلس العسكري الأعلى الذي تم إعادة إحيائه يوم الأحد  19 يوليو/تموز الجاري باسم مجلس قيادة الثورة، وهو تحالف واسع من المجموعات المسلحة التي تشكلت في نوفمبر/تشرين الثاني من العام 2014.
يقع مركز ثقل مجلس قيادة الثورة في شمال سوريا، ولكنه يشمل الفصائل من جميع أنحاء البلاد، في حين أنه يستبعد الجهاديين المتشددين مثل جبهة النصرة وبطبيعة الحال الدولة الإسلامية، وكذلك وحدات حماية الشعب الكردي اليساري أو YPG. بالفعل، فإن قائمة عضويتها تذهب إلى أبعد من الميليشيات المرتبطة بالجيش السوري الحر، بل تتضمّن الجماعات الإسلامية بشكل آخر مثل أحرار الشام وجيش الإسلام التابع للجبهة الإسلامية المنحلة
حتى يوم الأحد، لم يعترف مجلس قيادة الثورة بالائتلاف الوطني والحكومة المؤقتة أو مؤسسات الجيش السوري الحر المرتبطة بهما، عندما اختار أن يضفي الشرعية على المجلس العسكري الأعلى.
في حين أن مجلس قيادة الثورة لم يحاول بعد الاستفراد بهوية الجيش السوري الحر،  ولكنه بطرق عديدة أحدث منافسا لهذا الدور.
بعد أن فشل حتى الآن في توحيد جماعات الأعضاء فيه عسكرياً، تحاول قيادة مجلس قيادة الثورة أن تعمل كالممثل السياسي للفصائل المسلحة في سوريا، على سبيل المثال، قامت بالتفاوض على موقف مشترك بشأن محادثات السلام للأمم المتحدة في شهر مايو/أيار والدعوة إلى عقد مؤتمر للجماعات المسلحة في يونيو/حزيران لتقديم برنامج سياسي للثورة.
يوم 24 يونيو/حزيران، أصدر مجلس قيادة الثورة بيانًا مصورًا يدعو لإعادة تنظيم الائتلاف الوطني والحكومة المؤقتة والمجلس العسكري الأعلى، قائلاً إنهم لا يمثلون الثورة بشكلهم الحالي. يبدو أنه كان مقدمة لاستعادة المجلس العسكري الأعلى يوم الأحد.
الائتلاف الوطني يحجب الاعتراف
إن تمثيل الائتلاف الوطني في المنفى للتمرد المسلح أقل بكثير من تمثيل مجلس قيادة الثورة له، ولكنه يبقى هيئة مهمة بسبب الاعتراف الدولي الذي حصل عليه لنفسه ولحكومته المؤقتة. ومن المرجح أن تكون المجموعة ممثلة بشكل جيد في محادثات السلام التي يجري إعدادها حاليًا من قبل المبعوث الخاص للأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا.
كما هو متوقع، إن قيادة الائتلاف الوطني تحت قيادة خالد خوجة غير سعيدة بالقنص السياسي لمجلس قيادة الثورة، ومحاولة إحياء المجلس العسكري الأعلى خارج اختصاصها. وعقب اجتماع الريحانية، أصدر المتحدث باسم الائتلاف الوطني سليم المسلط بياناً شديد اللهجة، واصفاً انتخابات المجلس العسكري الأعلى “بمحاولة لتضليل الرأي العام من قِبل بعض أعضاء المجلس المنحل.”
وذَكّر المسلط  بأن الائتلاف الوطني يقوم بالفعل بعملية إعادة تنظيم لقيادة الجيش السوري الحر، لكنه أضاف أن هذه الجهود لا علاقة لها بالمؤتمر الذي عقدته قيادة الثورة في الريحانية. عوضًا عن ذلك، فقد وكّل الائتلاف الوطني هذه المهمة إلى العميد أحمد بري، وهو خياره الخاص لرئيس هيئة الأركان العامة للجيش السوري الحر.
ما الذي حدث يوم الأحد؟
أولا وقبل كل شيء، من المهم أن ندرك أن المجلس العسكري الأعلى الجديد المنتخب بناءً على طلب من مجلس قيادة الثورة ليس بالجديد، وعلى الأقل، هو إحياء  للمجلس العسكري الأعلى القديم برعاية مجلس قيادة الثورة، والذي من المفترض أنه قد تم حله من قِبل الائتلاف الوطني في يونيو/حزيران، وقد قام أعضاؤه الآن بالارتباط بمجلس قيادة الثورة لإعادة شرعنة أهدافه. وقاموا أيضًا بإصدار القرارات التي من شأنها تذكير مشاركته في نزاعات الائتلاف الوطني، بما في ذلك تسريح رئيس هيئة الأركان العامة للجيش السوري الحر أحمد برّي (الذي اختاره خالد خوجة) واستبداله بأحد المشاركين بالاجتماع  وهو عبد الكريم الأحمد، سلف برّي.
الحقيقة أن مجلس قيادة الثورة، والذي يصور نفسه على أنه الصوت الحقيقي للثوار على الأرض وقرر إعادة مجموعة من المنفيين المنتخبين من قِبل الفصائل المتداعية الآن، يشير إلى أن الطلب العلني لأن تكون قيادة الجيش السوري الحر أكثر تمثيلاً ربما لم يكن صادقًا تمامًا. ما حدث في الواقع هو أن مجلس قيادة الثورة قد أتى وقام بإنقاذ والسيطرة على جزء من جهاز الجيش السوري الحر المعترف به دولياً  في المنفى، على الرغم من توقفه عن العمل إلى حد كبير قبل أن تتمكن قيادة الائتلاف الوطني من تعيين الموظفين من طرفهم
وفقا لأحد السوريين الضالعين بعمق في سياسة المعارضة، ومنتقد للعديد من الجهات الفاعلة المذكورة هنا، فإن:
انتخابات يوم الأحد هي تقارب لعدد من الفاعلين الضالعين في نزاع مع القيادة الحالية للائتلاف الوطني. وبحسب روايته، لم يكن ذلك تحدياً للائتلاف الوطني بقدر ما كانت محاولة من قوى داخله للاستفادة من مجلس قيادة الثورة لزيادة نفوذها. “الأمر كله يتعلق بالوضع السياسي”، كما قال المصدر، “والجربا وراء ذلك”.
أحمد الجربا وهو شيخ من قبيلة شمّر في شمال شرق سوريا، وكان زعيم الائتلاف الوطني في فترة 2013-2014. في ذلك الوقت، كان يُنظر إليه كَرَجُل المملكة العربية السعودية في المعارضة السورية، ولكن كما يدّعي المصدر، تغيّرت الأمور ولم تعد علاقاته ممتازة مع القادة في الرياض.
ويدعي المصدر أيضًا، علماً أنني لا أستطيع إثبات ذلك بطريقة مستقلة فإن هذا الحدث يوم الأحد هو “تحالف مصلحة بين الجربا وجمال معروف وأبو سايح ومجلس قيادة الثورة.”
وكان جمال معروف سابقًا أحد كبار عملاء السعودية في شمال سوريا، وشغل منصبًا في المجلس العسكري الأعلى منذ إنشائه في عام 2012. وبعد الإطاحة باللواء سليم إدريس في أوائل العام 2014، نما نفوذ معروف وتم دعمه بالعلاقات العامة التي أدت إلى سلسلة من المقالات في الصحافة الغربية تشير إلى أن جمال معروف هو الآن أفضل أمل للمعارضة المعتدلة في سوريا.
في وقت لاحق من ذلك العام، تعثّرت أمور جمال معروف عندما تم سحق جماعته (جبهة ثوار سوريا) من قِبل جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة والحلفاء الإسلاميين، ومنذ ذلك الحين وهو موجود في تركيا يخطط لعودته. وقد كان هيثم عفيسي، أحد المقربين من معروف في جبهة ثوار سوريا ، موجودًا في اجتماع الريحانية وقد تم الآن إعادة تعيينه لمنصب نائب رئيس هيئة الأركان عبد الكريم الأحمد.
يشير اللقب أبو سايح إلى أسامة الجنيدي، قائد كتائب الفاروق، التي ربما كانت أكبر جماعة مسلحة في سوريا في العام 2012 لكنها تراجعت منذ ذلك الحين إلى لا شيء. ونادراً ما نسمع عن كتائب الفاروق في هذه الأيام، ولكن في يونيو/حزيران، ظهر الجنيدي ليحتج على قرار خالد خوجة بحل المجلس العسكري الأعلى. وفي يوم الأحد، كان الجنيدي أيضًا في اجتماع الريحانية، حيث أكد لوسائل الإعلام أن المجلس العسكري الأعلى قد قطع العلاقات مع الائتلاف الوطني منذ قرار يونيو/حزيران.
تأثير إقليمي أو طموح فردي؟
ومن المغري أن نحاول أن نرى، في هذه الفوضى من الانتخابات والانتخابات المضادة، ملامح صراع إقليمي. في قيادة خوجة، إذ يُنظر إلى الائتلاف الوطني والحكومة المؤقتة على أنهما يتماشيان مع تركيا وقطر وجماعة الإخوان المسلمين، على الرغم من أن دور وعلاقات كل الفاعلين يختلف وفقًا لمن يسرد القصة
أثناء فترة قيادة أسلاف خوجة، أحمد الجربا وهادي البحرة، كان يُعتقد أن المملكة العربية السعودية هي صاحبة القرار، وكانت التلميحات للتنافس الإقليمي واضحة في انهيار هيكل الجيش السوري الحر في أوائل العام 2014 حين إقالة اللواء سليم إدريس، لكن المصدر لا يرى هذا البُعد اليوم.
وبحسب قوله، “اليوم ليست  هناك زاوية إقليمية على الإطلاق”. وأضاف “بأنهم مجموعة من الشريرين تبحث عن طرق لكسب المال، ولتبقى وثيقة الصلة بالأحداث”…. الجربا يريد تعزيز كتلته الخاصة في المجلس العسكري الأعلى في الائتلاف الوطني،  ويبحث مجلس قيادة الثورة عن الاعتراف بعد عدم الاكتراث من أحد تجاه مؤتمرهم في يونيو/حزيران، ولذلك التقت المصالح. الجربا يقول لمجلس قيادة الثورة: ادعموا كتلتي وسيكون لديكم موطئ قدم داخل الائتلاف الوطني المعترف به دوليًا. ويقول مجلس قيادة الثورة للجربا: تحتاج إلينا للحصول على الشرعية. ادفع لنا وسوف نقوم بإنشاء هيئة جديدة هي القيادة العليا للجيش السوري الحر، وفي النهاية كلاهما يتطلع الى دعم المملكة العربية السعودية “.
ومن الواضح أن هناك روايات متضاربة حول ما حدث للتو، وتبقى علاقة انتخاب المجلس العسكري الأعلى بالصراعات في الائتلاف الوطني غير واضحة، بالنسبة لي على الأقل. ولكن ما هو واضح جداً هو أن مؤتمر يوم الأحد لم يكن مجرد خطوة نحو وحدة الثوار أو التمثيل، كانت هذه خطوة سياسية محسوبة، كما هو الحال في الفراغ المؤسسي للمعارضة السورية
======================
فورين أفيرز || المنطقة العازلة في جنوب سوريا.. منطقة الخطر في الأردن
ابجدية
حتى الآن، تجلس الأردن على هامش الأزمة السورية، تعاني من صراع مئات الآلاف من اللاجئين الذين تدفقوا عبر حدودها الشمالية. لكن هذا قد يتغيّر قريبًا. في الشهر الماضي، مع تحرك تنظيم الدولة الإسلامية بشكل خطير على مقربة من حدودها، أشارت الأردن إلى استعدادها للعب دور إقليمي أكثر نشاطًا، وبناء منطقة تدريب عسكرية وإنسانية في جنوب سوريا؛ حيث ستقدم المساعدة للمتمردين السوريين إلى جانب تفريغ السكّان اللاجئين.
هذه الخطة يمكن أن تؤدي إلى كارثة. إنشاء منطقة آمنة في سوريا، والذي سيكون بمثابة تعدٍ غير مرحب به على ممتلكات الأراضي السورية، قد يحرض نظام الأسد للرد على الأردن. كما يمكنه فتح الطريق للجماعات المتطرفة للوصول إلى المملكة.
احتفالات 10 يونيو هذا العام بمناسبة يوم الجيش في الأردن، الذي يخلد ذكرى الثورة العربية الكبرى ضد العثمانيين خلال الحرب العالمية الأولى، كانت رمزية للغاية وألمحت إلى الخطة الجديدة للمملكة. أثناء الاحتفالات، قدّم الملك عبد الله للجيش العربي، وهو الاسم الذي يُطلق على القوات المسلحة الأردنية، العلم الأردني الجديد الذي حُمل أثناء الثورة من قِبل أفراد من إحدى العشائر الهاشمية، وهم أحفاد النبي محمد. الكلام المنقوش على العلم، والذي يتضمن الشهادتين والبسملة كذلك، يؤكد الدور التاريخي الرئيس للهاشميين في خدمة القضايا القومية العربية والإسلامية.
قد يبدو هذا غير ضار إلى حد ما، ولكن بعد فترة وجيزة من مراسم يوم الجيش، كتب ماهر أبو طير، وهو صحفي أردني بارز، مقالًا في إحدى الصحف المملوكة للحكومة تحت عنوان “مملكة عربية جديدة عاصمتها عمان“. وقال إنّ على الأردن توسيع مملكتها إلى المناطق السُنية في غرب العراق وجنوب سوريا وكذلك في الضفة الغربية. وادّعى أبو طير أن الحدود الإقليمية تتغيّر بشكل جذري، وللتعامل مع هذا الواقع الجديد، فإنّ الأردن بحاجة إلى تحديد حدودها لضمان بقائها. وفي الوقت نفسه، يقول إنّ السكان السُنة في البلدان المجاورة سيرحبون بالحكم الهاشمي، وخاصة بعد أن عاشوا في ظل الحكم الاستبدادي من الأنظمة الطائفية.
من غير المحتمل، بطبيعة الحال، أن توسّع الأردن حدودها، ولكن سياستها الخارجية تطورت بالتأكيد وباتت أكثر جرأة؛ بداية من تدريب المتمردين السوريين وانتهاءً بالمنطقة الإنسانية. تركز الأردن على هذه المنطقة، والتي ستشمل محافظات درعا والسويداء، لمساعدة الثوار السوريين شنّ هجمات ضد نظام الأسد في أجزاء أخرى من البلاد، وكذلك لحماية الحدود السورية-الأردنية ضد المتطرفين. الجبهة الجنوبية، وهو تحالف من المتمردين السوريين الذين لا ينتمون إلى الجماعات الأكثر راديكالية (مثل الدولة الإسلامية، وجبهة النصرة، وأحرار الشام)، ستزود المنطقة بالمقاتلين بدعم من المملكة. وفي الشهر الماضي، أطلقت الجبهة الجنوبية عملية يطلق عليها اسم عاصفة الجنوب لاحتلال مدينة درعا. وفي حين توقفت العملية منذ ذلك الحين، لكنها لا تزال على جدول أعمال الجبهة الجنوبية.
قد تبدو المنطقة العازلة وكأنها وسيلة ذكية لبناء شبكة آمنة وتفريغ الآلاف من اللاجئين، ولكنها في الواقع ستقوّض أمن المملكة؛ أولًا، سوف تثير المنطقة غضب نظام الأسد، بدرجة كافية لشنّ هجوم ضد الأردن. في الآونة الأخيرة، كثّف النظام السوري عمليات القصف ضد الجماعات المتمردة في درعا ويرى أن السيطرة على المدينة هي أمر حاسم لبقائه. وفي حال اشتباك الأردن هناك، في ظل دعمها للجماعات التي تقاتل في درعا (وربما حتى إرسال الأردنيين هناك)، فإنّ النظام السوري قد يقرر الهجوم. وبالرغم من أن بشار الأسد ربما لا يرغب في إضافة المزيد من الأعداء لقائمته؛ إلّا أنّه من المستحيل أن يتجاهل إنشاء منطقة آمنة بالقرب من دمشق.
ثانيًا، جماعات المعارضة المسلحة قوية للغاية في جنوب سوريا، والأردن يمكنها أن تزج بنفسها عن غير قصد في سياساتهم المعقدة. واحدة من الجماعات الثورية الرئيسة العاملة في محافظة درعا: “جيش الفتح”، وهو منظمة جهادية شاملة تضم جماعات متشددة مثل جبهة النصرة، وهي فرع من تنظيم القاعدة، وأحرار الشام، وهي الجماعة المحافظة. ولكن في الجنوب، الجماعات المتطرفة ليست قوية كما هو الحال في أماكن أخرى في سوريا. كما أنّ هناك غرفة عمليات في عمان، معروفة باسم قيادة العمليات العسكرية، التي تنقل الأسلحة والأموال إلى الجبهة الجنوبية من عمان، وقد حاولت تلك القيادة وقف الجبهة الجنوبية من التعاون مع جيش الفتح والجماعات المسلحة الأخرى.
ولكن كمجموعة شاملة، تعاني الجبهة الجنوبية من انقسامات داخلية قد تدفع بعض فصائلها بالدخول في شراكة مع جيش الفتح. إذا استولت الجبهة الجنوبية في نهاية المطاف على مدينة درعا، فإنّ جيش الفتح قد ينشئ معسكرًا في المنطقة الآمنة؛ لذلك فإنّ وجود جيش الفتح في درعا سيثير غضب سوريا التي تتهم الأردن بدعم الجماعات الإرهابية. والأهم من ذلك، أن الأردن تتعرض لضغوط من الولايات المتحدة لمنع المتطرفين من العمل في المنطقة. ومع ذلك، إذا حاولت الأردن منع هذه المجموعات من استخدام منطقة التدريب في الأردن كنقطة انطلاق، سواء من خلال الهجوم بشكل مباشر أو غير ذلك، فإن تلك الجماعات ربما تقرر الانتقام من المملكة.
في النهاية، يمكن للمنطقة الآمنة المخاطرة بإقحام الأردن في الصراع السوري. لقد أدى القصف المتقطّع عبر الحدود إلى سقوط ضحايا من المدنيين، ولكن ظلت الحدود الأردنية آمنة نسبيًا خلال الحرب الأهلية. ومع ذلك، قد تكون المنطقة الآمنة هدفًا جذابًا للغاية للجماعات المتطرفة مثل تنظيم الدولة الإسلامية وجيش الفتح، مما يجبر الأردن على إرسال قوات برية خاصة في جنوب سوريا. وإذا كان الأمر كذلك؛ فإنّ مشاركة الأردن في الحرب الأهلية قد تقوّض بشدة استقرار المملكة.
حتى الآن، حافظت القيادة الأردنية على أمن واستقرار البلاد بالرغم من الأوضاع الأمنية المتردية في العراق وسوريا. ولكن مع الهجوم المستمر في درعا، ستواجه الأردن مخاطر متزايدة، وهذا هو السبب في أنه لا ينبغي أن تخاطر بسياستها. هناك طريقتان يمكن أن تساعد الولايات المتحدة من خلالهما الأردن لتجنب التورط في سوريا. ويمكن أن تعمل مع روسيا وإيران لإجبار الأسد على الموافقة على وقف إطلاق النار في الجنوب، وهذا من شأنه أن يقلل من حدة الصراع بالقرب من الحدود الأردنية وسيقلل حاجة المملكة للمشاركة في هذه الأزمة. وتستطيع واشنطن أيضًا دعم الأردن من خلال المساهمة بالمزيد من الأموال لمساعدة اللاجئين السوريين، وتشجيع المجتمع الدولي على أن يحذو حذوها، وهذا من شأنه أن يقلل من الضغط على الأردن للبحث عن بدائل لاستيعاب اللاجئين. يسمح هذان الخياران للأردن بتأمين حدودها دون الحاجة إلى إقامة منطقة آمنة على حدودها، والذي من شأنه أن يوفر سلامة صورية فقط.
======================
يني شفق || استراتيجية أميريكية – تركية من أربعة محاور لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية
ابجدية :IŞİD’e karşı 4 ayaklı strateji
في بدايات تموز/يوليو الجاري تم التوصل إلى اتفاق بين مستشار وزارة الخارجية (فريدون سينيرلي أوغلو)، و المبعوث الأمريكي الرئاسي الخاص لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية (جون آلن) ووفده المرافق،  وذلك بشأن الخطوات التي سيتم اتخاذها بشأن محاربة التنظيم .
وقد اجتمع الطرفان الأربعاء الماضي في مبنى رئاسة الوزراء، ونتج عن الاجتماع اعتماد استراتيجية من أربعة محاور رئيسية لمحاربة التنظيم :
طرد التنظيم إلى الجنوب :
تنظيم الدولة أصبح يشكل تهديدا على الأمن القومي، وظهر ذلك جليا في تفجير مدينة “سروج”.
وقد كشف رئيس الوزراء (أحمد داود أوغلو) عن وجود تعاون مشترك بين الأسد وتنظيم الدولة الإسلامية، حيث يقوم التنظيم باستهداف قوات المعارضة المسلحة وهذا ما يقوي الأسد.
بالإضافة إلى ما يقوم به حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي من عمليات تهجير بحق السوريين العرب والتركمان، بحجة محاربة تنظيم الدولة الإسلامية .
لهذا يجب إبعاد التنظيم عن الحدود التركية جنوبا، وبحسب أنباء أوردتها صحيفة “الصباح”: سيتم طرد تنظيم الدولة إلى الجنوب وذلك بمساعدة قوات المعارضة السورية، والضربات الجوية التي ستنفذها قوات التحالف الدولي .
الضربات الجوية لقوى التحالف ستأخذ المعلومات الاستخباراتية التي تقدمها تركيا بشكل رئيسي بعين الاعتبار .
غطاء جوي :
تم التوصل إلى اتفاق لإنشاء منطقة آمنة شمال سوريا، وسيتم تقديم إمداد جوي لقوى المعارضة السورية التي ستحارب تنظيم الدولة.
هذا سيمنع قوات الأسد وقوات تنظيم الدولة من استهداف قوات المعارضة السورية .
قاعدة (إنجرليك) :
أكثر ما يتم ذكره على جدول أعمال اللقاءات التركية _ الأمريكية هو قاعدة (إنجرليك) العسكرية
تستطيع قوات التحالف استخدام القاعدة في عملياتها ضد تنظيم الدولة ولكن تحت المراقبة التركية .
مشاركة تركيا :
يمكن أن تشارك المقاتلات الحربية التركية في عمليات التحالف الدولي، التي تستهدف تنظيم الدولة في حالات الضرورة، كأن يشكل تنظيم الدولة خطرا مباشرا على الحدود .
======================
الجارديان || الاتفاق الأمريكي-التركي بشأن “الدولة الإسلامية” قد يتجاوز مجرد استخدام القواعد الجوية
ابجدية
فيما يمكن وصفه بأنه نقطة تحول في الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية، وافقت تركيا على تعاون عسكري وأمني مع الولايات المتحدة، والذي قد يكون من شأنه أن يعزز بشكل كبير فعالية الضربات الجوية لقوات التحالف. ولكن ما وصفه المسؤولون الأمريكيون بأنه اتفاق يغير من قواعد اللعبة يأتي مع احتمالية كبيرة بامتداد الصراع السوري-العراقي إلى داخل الدول المجاورة في الشرق الأوسط.
وفي الترتيب لهذه الصفقة، اختار باراك أوباما الوقت المناسب؛ فعلى مدار شهور، لم تُجدِ المفاوضات بين واشنطن وأنقرة حول الاستخدام المحتمل للقواعد العسكرية التركية في الحملة الجوية للتحالف ضد تنظيم الدولة الإسلامية. وبعد ذلك، قتل تفجير انتحاري لتنظيم الدولة الإسلامية يوم الاثنين الماضي 32 شخصًا في الهجوم على بلدة سروج التركية بالقرب من الحدود السورية.
وكان الضغط الناتج على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالرد على تلك التفجيرات مكثفًا. ومنذ اندلاع الأزمة في العام الماضي في أعقاب سقوط مدينة الموصل في يد تنظيم الدولة الإسلامية، ركز أردوغان بشكل أكبر على إحباط الطموحات الانفصالية الكردية في المناطق الخارجة على القانون في العراق وسوريا أكثر من تركيزه على هزيمة الإرهابيين. ورفض مساعدة القوات الكردية المحاصرة في كوباني. ولم تفعل تركيا شيئًا يذكر لعدة شهور لوقف المجندين الأجانب الذين يعبرون حدودها للانضمام إلى تنظيم الدولة الإسلامية.
وقد تم اتهام أجهزة استخبارات أردوغان بدعم تنظيم الدولة الاسلامية والجماعات الإسلامية الأخرى بشكل سري كوسيلة لاحتواء الأكراد، متطلعين في الوقت نفسه إلى مزيد إضعاف للنظام السوري للرئيس بشار الأسد الذي يعارض تركيا.
وكانت طلبات المساعدة الموجهة إلى تركيا غير مرحب بها بشكل مضاعف؛ نظرًا لانتقادات واشنطن لاستبدادية أردوغان، ونظام قيادة الإسلاميين الجدد، وهجومه على حقوق الإنسان وحرية الصحافة، وعدائه الصريح لحليفة الولايات المتحدة الرئيسة ،إسرائيل. ولكن يبدو أن أردوغان هذه الأيام شخصية ضعيفة، بعد أن رفض الناخبون محاولته لإقامة نظام رئاسي تنفيذي في انتخابات شهر يونيو.
وبعد أن أخطأ في الحكم على الرأي العام، لازال أردوغان لديه الكثير ليفعله من أجل إصلاح الأمر؛ حيث تطلب تفجير سروج إعادة التفكير بشكل جذري. وفي حين كان أردوغان يفكر فيما يجب عليه فعله، تدخل أوباما في توقيت مثالي. ويقول المسؤولون الأتراك والأمريكيون، بطريقة دبلوماسية، إن المحادثة التليفونية التي جرت بين الرجلين يوم الأربعاء انتهت إلى الاتفاق على “وقف تدفق المقاتلين الأجانب وتأمين الحدود التركية مع سوريا“. وقال بولنت ارينج، نائب رئيس الوزراء التركي: “لقد تم التوصل إلى إجماع وتوافق في الآراء والأفعال حول مسألة العمليات المشتركة في المستقبل“.
الاتفاق الأمريكي التركي بشأن الدولة الإسلامية قد يتجاوز مجرد استخدام القواعد الجوية
وعلى الرغم من كون أردوغان ظل صامتًا؛ إلا أن التفاهم الجديد مع واشنطن قد يذهب إلى أبعد بكثير من مجرد السماح للولايات المتحدة وبريطانيا باستخدام قاعدة انجرليك الجوية بمدينة أضنة بداية من أوائل أغسطس. وسوف تمنح قاعدة انجرليك طائرات التحالف ميزة كبيرة؛ فبدلًا من الطيران لمسافة 2000 كم من القواعد الجوية وحاملات الطائرات الموجودة في الخليج، سوف تكون قادرة على الطيران على بعد 400 كم من مدينة الرقة، معقل تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا؛ مما يمنحها قدرًا أكبر من المرونة التشغيلية والنطاق التشغيلي.
ولكن، التقارير التركية تشير إلى أن الاتفاقية تغطي أيضًا استخدامات “الطوارئ” للقواعد الجوية التركية الأخرى بواسطة طائرات التحالف، بما في ذلك القواعد الموجودة في المحافظات الجنوبية الشرقية مثل بطمان وديار بكر وملطية، بالإضافة إلى تصريح عام باستخدام المجال الجوي التركي. ويبدو أنه قد تم قبول اقتراح أمريكي آخر طال انتظاره بتحليق الطائرات بدون طيار سواء المسلحة أو التي تستخدم للمراقبة من تركيا.
وكما رأينا يوم الجمعة، يشارك سلاح الجو التركي الآن في الغارات بشكل مباشر للمرة الأولى، على الرغم من أن تركيا ليست عضوًا في التحالف.
ولكن أردوغان لم يبرم هذا الاتفاق ببساطة؛ إذ إن لديه قائمة طلباته الخاصة عندما تحدث إلى أوباما. ويأتي على رأس قائمته مطلب إنشاء منطقة عازلة محددة داخل سوريا -منطقة حظر طيران واقعية فعالة يتم حمايتها بواسطة قوات التحالف والقوات التركية- والتي من شأنها أن توفر ملاذًا آمنًا للاجئين وتحرم الأكراد السوريين من الأراضي الحاسمة. وتشير التقارير التركية إلى أن الولايات المتحدة قد وافقت بهدوء على ذلك، على الرغم من عدم إصدار أي تصريح رسمي في هذا الشأن.
وذكرت صحيفة حرييت نقلًا عن مصادر رسمية مجهولة: “إن الخط الحدودي البالغ طوله 90 كم بين ماري وجرابلس في شمال سوريا سوف يتم تعميقه بطول 40-50 كم“، وأضاف المصدر أن تلك المنطقة يمكن أن يتم توسيعها في المستقبل. وقالت المصادر إن “هذا الخط الأمني سوف يمنع الجماعات المتطرفة مثل تنظيم الدولة الاسلامية أو جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة من التقدم في الأراضي المذكورة. وسوف تفرض طائرات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة الأمن على الأرض ‘عند الحاجة إلى ذلك‘، وسوف تقوم بشن غارات ‘هجومية أو استكشافية‘”. ومن المحتمل أن تشتمل مثل هذه العمليات على طائرات مقاتلة بريطانية بالإضافة إلى الطائرات الأمريكية.
وذكرت صحيفة حرييت، أنه بموجب اتفاق منطقة الحظر الجوي، لن يُسمح بوجود طائرات النظام السوري داخل تلك المنطقة، وسوف يتم استهداف الطائرات التي تنتهك ذلك الحظر. وتشير إلى أن الولايات المتحدة وافقت على غض الطرف عن العمل العسكري التركي المحتمل في المستقبل ضد الأكراد السوريين. لم يستهدف الاتفاق حزب الاتحاد الديمقراطي السوري الكردي بشكل مباشر، ولكن التحرك المضاد سوف يكون محتملًا إذا ما هددت وحدات حماية الشعب وقواتها المسلحة الحدود التركية بهدف تغيير تركيبتها الديموجرافية وفقًا لأحد المصادر. ومع ذلك، قالوا إن الولايات المتحدة لن تتخذ موقفًا مباشرًا ضد حزب الاتحاد الديمقراطي، والذي يقاتل الآن ضد تنظيم الدولة الإسلامية.
وبالإضافة إلى ذلك، تخطط تركيا لاتخاذ تدابير أمنية جديدة على الحدود لوقف تدفق الجهاديين الأجانب، تتضمن استخدام منطادات المراقبة، وتحصينات على غرار تحصينات الضفة الغربية، وجدران عازلة. وفي المقابل، أكدت على أن الدول الأوروبية مثل بريطانيا سوف تبذل المزيد من الجهود لمنع مجندي الدولة الإسلامية من التوجه نحو تركيا.
======================