الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 26-4-2016

سوريا في الصحافة العالمية 26-4-2016

27.04.2016
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
عناوين الملف
  1. التايمز: تنظيم الدولة يحقق تقدما في الجولان
  2. الإسبانيول" الإسبانية :كيف يرى الألماني تودنهوفر تنظيم الدولة بعد عامين من زيارته؟
  3. أندرو ليبوفيتش* - (معهد بروكينغز) نيسان (أبريل) 2016 :ما مدى "تديُّن" مقاتلي "داعش"؟ العلاقة بين مستوى التعليم الديني والحافز الإيماني
  4. هآرتس :داعش وخمس وحدات للرياضيات
  5. إسرائيل اليوم :إسرائيل وروسيا: أهمية الحفاظ على العلاقة
  6. كارنيغي روسيا: روسيا في الشرق الأوسط..أهداف موسكو وأولوياتها ودوافع سياساتها العامة
  7. ديلى ميل: "داعش" يعدم 21 قائدا من جيشه عقاباً على فشلهم فى سوريا
  8. ديلي بيست: ارسال قوات اميركية اضافية لسوريا يغرق واشنطن اكثر بالحرب
  9. ديلي بيست:الأميركيون المسيحيون من أصل سوري يحبون ترامب لأنه يشبه الأسد
  10. نيويورك تايمز :الشرق الأوسط في حالة اضطراب من ميدان التحرير إلى داعش
  11. وول ستريت جورنال: النظام السوري عقد صفقات مع داعش
  12. إيكونوميست: سوريا ترجع للحرب مع انهيار وقف إطلاق النار
  13. ما المعادلات التي تحكم اشتباكات نظام الأسد مع الاتحاد الديمقراطي؟
  14. نيويورك تايمز كيف تُسقط ديكتاتورًا بطريقة سلمية؟
  15. نيويورك تايمز: خطة التوسع الأمريكية بسوريا غير قانونية
  16. نيويورك تايمز: توسع أميركي خطير في سوريا
 
التايمز: تنظيم الدولة يحقق تقدما في الجولان
لندن - عربي21 - باسل درويش# الإثنين، 25 أبريل 2016 09:16 م 086
التايمز: تنظيم الدولة يحقق تقدما في الجولان
ذكرت صحيفة "التايمز" في تقرير أعده كل من سارة إليزابيث ويليامز وتوم كوغلين وكريغ كارلستورم، أن العمليات التي يقوم بها الجهاديون المنضوون تحت لواء تنظيم الدولة، الذين يقاتلون من أجل السيطرة على الشريط الحدودي المحاذي لمرتفعات الجولان، تثير المخاوف بأن تشكل قاعدة للهجمات عبر الحدود.
وتقول الصحيفة إن كتيبة شهداء اليرموك، التي أقسمت الولاء لتنظيم الدولة، والتي تقاتل جماعات مسلحة، تلقى الدعم من الغرب منذ عدة أسابيع، في منطقة قريبة من الحدود مع كل من الأردن وإسرائيل.
وتضيف الصحيفة أن قوات المجموعة، التي يبلغ عددها حوالي 900 مقاتل، سيطرت على عدد من القرى، منها الشجرة والجملة البالغ عدد سكانهما حوالي 10 آلاف نسمة.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى تزايد مخاوف المسؤولين الأردنيين والإسرائيليين من التطورات الأخيرة، حيث يقول مصدر غربي إن "هذا موضوع يهم الجميع"، ويضيف أن الأردنيين قاموا بسلسلة من عمليات الاعتقال، ويقول محلل إسرائيلي: "إنهم يزحفون نحو الغرب، ولا نحب هذا الأمر، الذي يدفعنا للقلق".
ويذكر معدو التقرير أن القوات الإسرائيلية قامت بمناورة عسكرية حول كيفية مواجهة تنظيم الدولة بداية هذا العام في مرتفعات الجولان، التي سيطرت عليها في حرب الأيام الستة عام 1967.
وتلفت الصحيفة إلى أن القوات الإسرائيلية شنت سلسلة من الهجمات لمنع حزب الله اللبناني من بناء قواعد له في الجنوب السوري، مستدركة بأن حضور التنظيم يعني وجود خطر آخر.
ويفيد التقرير بأن تنظيم الدولة تعهد في المواد الدعائية التي نشرها، بالوصول إلى القدس وتحريرها، فيما تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعمل كل ما لديه لمنع ظهور جماعة إرهابية جديدة على الحدود مع الجولان.
وينوه الكتّاب إلى أن إسرائيل قامت بعقد سلسلة من التفاهمات مع الجماعات السورية المقاتلة من أجل إنشاء منطقة عازلة، حيث دعمت الحكومة الإسرائيلية برنامجا مضى عليه ثلاثة أعوام من أجل تقديم العلاج الطبي لجرحى الحرب السورية، وتم نقل وعلاج ما يقرب من 2200 جريح، بينهم مقاتلون تابعون لتنظيم الدولة، مشيرين إلى أن إسرائيل وزعت الطعام والشراب والدواء وحليب الأطفال في المناطق التابعة للمعارضة.
وتنقل الصحيفة عن المتحدث باسم الجيش السوري الحر عصام الريس، قوله: "لقد شاهدنا ثماني عمليات انتحارية نفذها انتحاريون، تتراوح أعمارهم ما بين 17 – 20 عاما"، وأضاف: "كانوا من السكان المحليين، فكيف يمكنك التنافس معهم؟".
ويورد التقرير نقلا عن محللين قولهم إن استمرار الاقتتال بين الفصائل السورية يعني عدم تعرض إسرائيل لهجمات، مشيرا إلى أن أيمن التميمي الذي درس عن كتيبة شهداء اليرموك، قال: "عندما تخوض حربا وجودية ضد الجماعات المقاتلة الأخرى، فما هو الوقت الكافي لديك للهجوم على إسرائيل؟".
وينقل الكتّاب عن العسكريين الإسرائيليين قولهم إنهم يتعاونون مع الأردنيين، حيث قال نائب رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي الجنرال يائير غولان إن "الإردنيين خائفون من وجود تنظيم الدولة في المدن والبلدات"، مستدركين بأنه مع ذلك فإن إسرائيل قلقة من نشاطات إيران أكثر من قلقها تنظيم الدولة.
وتختم "التايمز" تقريرها بالإشارة إل قول غولان: "لدينا 20 حادثا إرهابيا لم ينفذ أي منها تنظيم الدولة أو جبهة النصرة ولا الجماعات السورية السنية"، وأضاف: "من وجهة نظرنا، فإن المشكلة في سوريا هي إيران والجماعات الوكيلة لها".
======================
الإسبانيول" الإسبانية :كيف يرى الألماني تودنهوفر تنظيم الدولة بعد عامين من زيارته؟
عربي 21 - وطفة هادفي# الإثنين، 25 أبريل 2016 11:14 م 053
نشرت صحيفة "الإسبانيول" الإسبانية حوارا مع الصحفي الألماني يورجين تودنهوفر، حول "المغامرة" التي خاضها داخل الأراضي التي يسيطر عليها تنظيم الدولة في سوريا والعراق.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن تودنهوفر شغل مناصب عديدة قبل أن يتحول إلى صحفي، فقد كان قاضيا لعدة سنوات، ونائبا عن حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي (حزب أنجيلا ميركل)، كما كانت له مسيرة في الحياة السياسية.
ونظرا لاهتمامه بالمسائل الدولية، فقد سبق أن زار أعضاء من حركة طالبان في أفغانستان خلال الثمانينيات، كما كان له لقاء مع قادة جبهة التحرير الوطني في الجزائر. وفي الآونة الأخيرة، عاش على وقع الثورات ضد معمر القذافي في ليبيا وبشار الأسد في سوريا.
وذكرت الصحيفة أنه لهذا السبب، يبدو من الطبيعي أن يقوم هذا الصحفي بزيارة إلى مواقع تنظيم الدولة في عام 2014، هذه المغامرة في أراضي "الخلافة"، التي دونها في كتابه "في قلب داعش: 10 أيام داخل الدولة الإسلامية".
ويشير التقرير إلى أن تودنهوفر توجه نحو سوريا، في كنف السرية التامة، برفقة ابنه فريدي وأشخاص آخرين من جنسيات مختلفتة؛ كانوا يرغبون في العيش والقتال في أراضي "الخلافة". وقد تحدى الصحفي مسؤولي تنظيم الدولة، وأجرى عدة مقابلات صحفية، للكشف عن حقيقة ما يجري هناك.
وأشارت الصحيفة إلى الانتقادات التي واجهها تودنهوفر في ألمانيا، حيث اعتبر منتقدوه أن رحلته خدمت العلاقات العامة للتنظيم. لكن في واقع الأمر، تحدث الصحفي عن "الفضائح" التي شاهدها داخل تنظيم الدولة.
وفي هذا الإطار، نقلت الصحيفة قوله إن "الإرهابيين يطلقون على تنظيمهم اسم الدولة الإسلامية، ولكن هذا التنظيم هو معادٍ للإسلام؛ لأن الإسلام لا يسمح بقتل الأبرياء أو القيام بأعمال وحشية، ولا يسمح بتدمير الكنائس أو يجبر أحدا على الاعتقاد بشيء غصبا عنه".
وعندما سئل الصحفي عن سبب عدم تتبع صحفيين آخرين خطاه، بما أنه هو الصحفي الأول الذي انضم إلى صفوف تنظيم الدولة، أجاب تودنهوفر بأن "تنظيم الدولة لا يريد صحفيين آخرين، ففي أول الأمر قرر الإرهابيون قتل الصحفيين، ثم حاولوا استقطابهم، ولكن كانت آثار دعوة الصحفيين سلبية جدا. وهكذا عادوا إلى الاستراتيجية القديمة. كما أن الصحفيين لم يعد لهم اهتمام بهذه المغامرة نظرا للأخطار التي تحملها".
وعند الحديث عن أسباب سفره إلى معاقل التنظيم، ذكّر الصحفي بنظرية "اعرف عدوك إذا كنت تريد الانتصار عليه". كما ذكر بعض الأمثلة كزيارة هنري كيسنجر إلى فيتنام، أو زيارة جيمي كارتر إلى كوريا الشمالية. لذلك يجب التحدث مع العدو وطرح أسئلة عليه، كما يقول.
وأضافت الصحيفة أنه فيما يتعلق بالمعلومات التي يفتقر لها الغرب حول تنظيم الدولة، رأى تودنهوفر أن كل من كتبوا عن التنظيم لا يعرفونه، وكثيرا ما تحدث الصحفيون عن التنظيم، لكنهم لم يعيشوا هناك، وفضلا عن ذلك تحدث أخصائيون عن هذه المواضيع رغم جهلهم بحقائق التنظيم، مضيفا أنه "لا يمكنك كتابة قصة أو تاريخ حول تنظيم الدولة، دون العيش في أراضيه".
وفي هذا الإطار، أعطى الكاتب مثلا حول الافتقار الكامل للمعلومات في الغرب حول "الجماعات الإرهابية". فقد ربط عدد من المحللين الهجمات في أوروبا بضعف التنظيم في أراضيه، لكن في حقيقة الأمر تم اتخاذ قرار الهجمات في أوروبا منذ أن صرح المتحدث باسم تنظيم الدولة، أبو محمد العدناني، بوضوح في خريف عام 2014، قائلا: "أطلب من جميع أصدقائنا مهاجمة أعدائنا في الدول الغربية، بكل الوسائل المتاحة".
ويضيف التقرير أنه خلال عشرة أيام قضاها الصحفي في أراضي التنظيم، كان يشعر أنه يعيش في عالم مواز وفي عالم آخر غير عالمنا، ومن الأشياء المروعة التي بقيت في ذهن الكاتب، مختلف أشكال العبودية التي يقوم بها عناصر التنظيم، وخاصة ضد الفتيات القاصرات.
وحول نظرته الآن تجاه تنظيم الدولة، قال تودنهوفر: "هذه المنظمة هي أداة للانتقام، بعد الحرب في العراق وفي أفغانستان، وللانتقام ضد كل الحروب التي تقودها الدول الغربية في الشرق الأوسط"، مضيفا: "صحيح أن الحق في المقاومة أمر مشروع، ولكن ليس لقتل الأبرياء".
وعند السؤال عن الصورة التي يروجها تنظيم الدولة، قال الصحفي الألماني إنه "كان ينتظر أن يرى العديد من السيارات مع أعلام تنظيم الدولة، كثيرا من الجنود، وكثيرا من المقاتلين، لكن كل ما كانت تروج له أشرطة الفيديو الدعائية ليس صحيحا".
وبحسب رأيه، فإن القصف ضد تنظيم الدولة هي استراتيجية خاطئة، حيث ساهمت نسبيا في جذب المزيد من العناصر للتنظيم. فمنذ أن بدأت الحرب بقصف أفغانستان في عام 2001، أصبح لدينا بضع مئات من "الإرهابيين الدوليين"، والآن، وبعد 14 عاما من القصف، أصبح لدينا عدة آلاف منهم. واستشهد الكاتب بقول خافيير سولانا، الممثل الأعلى السابق للسياسة والأمن في أوروبا، بأنه "إذا قتل المدنيون، فإن أولئك الذين سيعيشون سيصبحون إرهابيين".
وفي الختام، يرى الكاتب أنه إضافة إلى المشكلات الإقليمية، ساهمت مشكلات المجتمعات الغربية بقدر كبير في تنمية المنظمة الإرهابية، في إشارة إلى تنظيم الدولة.
======================
أندرو ليبوفيتش* - (معهد بروكينغز) نيسان (أبريل) 2016 :ما مدى "تديُّن" مقاتلي "داعش"؟ العلاقة بين مستوى التعليم الديني والحافز الإيماني
أندرو ليبوفيتش* - (معهد بروكينغز) نيسان (أبريل) 2016
ترجمة: علاء الدين أبو زينة
أحد العوامل التي دفعت بموضوع الشريعة الإسلامية إلى مقدمة النقاش العام، هو أن أولئك الذين يحاولون فهم التطرف -أو بشكل أوسع، دور الإسلام في الحياة العامة- اضطروا إلى التعامل بطريقة أكثر جدية مع قضية التربية الإسلامية، والدور الذي ربما تلعبه بنى عقائدية مخصوصة -من الصوفية إلى السلفية وكل شيء بينهما- في تكوين أشكال من الممارسة الإسلامية بطريقة أو بأخرى.
ويتصل ذلك بالجدال المقيم، غير المنتهي والذي غالباً ما يكون محبطاً، حول ما إذا كان تنظيم الدولة الإسلامية "إسلامياً حقاً". وقد لاحظ أحد طرفي هذا النقاش -محقاً- أن معظم مجندي "داعش" الأجانب ليسوا متعلمين دينياً. ويبدو أن ما كشف النقاب عنه مؤخراً من مذكرات "داعش" الداخلية يدعم هذا الزعم للوهلة الأولى.
يوثق هذا الكشف الكبير ملفات المجندين الأجانب في "الدولة الإسلامية"، بما في ذلك بعض التفاصيل الدقيقة في بعض الأحيان عن بياناتهم الشخصية، وتواريخهم الماضية، ودوافعهم للانضمام إلى القتال. وحتى الآن، كان الصحفيون هم الذين استطلعوا هذه الوثائق إلى حد كبير، وقاموا بعمل جيد من ناحية استخلاص معلومات مثيرة للاهتمام وتجميع الاتجاهات الأولية للمقاتلين. ويصح هذا بشكل خاص عندما يجري يذهب صاحب خبرة عميقة ومهارات بحثية، مثل ياسين مشربش، عميقاً في تحليل مجموعة مكونة من نحو 3.000 من هذه الوثائق. وكان أحد العناصر التي لاحظها مشربش في تقطيره الأولي للبيانات هو أن غالبية عظمى من مجندي "داعش" يصنفون معرفتهم بالشريعة على أنها "ضعيفة"، ويبدو أن عدداً قليلاً نسبياً من هؤلاء المقاتلين تلقوا تعليماً متقدماً في الشريعة.
بناء على مناقشات سابقة حول التطرف والتقاطع بين العقيدة والتجنيد الجهادي، من المرجح أن بعض المراقبين على الأقل سوف يستنتجون من هذه الوثائق أن "الدولة الإسلامية" ومجنديها يستخدمون الدين بخبث، أو أنها ليست لهذه الظاهرة في الحقيقة أي صلة بالدين. ومع ذلك، لن يكون مثل هذا الاستنتاج غير مبرر بالنظر إلى الأدلة المتوفرة، وهو يتبنى منهجاً بالغ التبسيط لفهم تعقيدات الشريعة والمعرفة الإسلامية بشكل عام.
لا يقول الضعف النسبي في معرفة أحد ما بالشريعة الكثير بالضرورة عن كم هو متدين أو يريد أن يكون. ففي المقام الأول، ليس عمق المعرفة بالشريعة شائعاً بشكل خاص عند المسلمين الملتزمين، وقد جاءت الفكرة بأنه يجب أن يكون كذلك من تصورات الخارجيين بالعديد من الطرق. وكان التراث الاستشراقي الأكاديمي القديم مبنياً على دراسة وثيقة للنصوص التي كتبها مفكرون مسلمون متعلمون "علماء"، أو مسلمون جيدو التعليم ومثقفون دينياً للغاية، من المعنيين بالقضايا العميقة الخاصة بالتفسير والتأويل وأكثر من ذلك. وقد ركز بعض هؤلاء الباحثين الاستشراقيين، مثل جوزيف شاخت، على دراسة الشريعة والقضايا القانونية المتضمنة فيها (الفقه)، ووضعوها بالكثير من الطرق في مركز المعنى الإسلامي للحياة. وفي وقت أقرب، وعلى الرغم من أن خبراء مثل وائل حلاق استنطقوا هذه التصورات القديمة للشريعة، فإنهم وضعوها هم أيضاً في مركز بنى الأخلاق والممارسة في مجتمعات ما قبل الاستعمار. ويصف حلاق موت "نظام الشريعة" الذي صاحب الكولنيالية كأحد الأسباب التي تجعل التصورات عن ماضٍ إسلامي مخصوص أو مفهوم سابق للدولة غير ذات صلة وغير قابل للاستعادة اليوم، ببساطة.
ما يمكن أن تغفله هذه الأوصاف في النقاش العام هو أن الدراسة العميقة للشريعة لم تكن شائعة بشكل خاص بين المسلمين العاديين في أي وقت في العالم المسلم، وإنما كانت محفوظة بشكل عام للعلماء الذين كرسوا حياتهم لدراسة هذه القضايا. وسوف يكون انتقاد عمق الشعور الديني لأحد ما -أو حتى معرفته- على أساس افتقاره للمعرفة بالشريعة، أشبه بالتشكيك في شعور مواطن أميركي بالترابط المدني لأنه لم يدرس القانون ويعمل محامياً. ربما لا يعرف هؤلاء الناس شيئاً عن القانون، لكن هناك ما هو أكثر بكثير في شعور الأميركي بأنه أميركي من مجرد هذه المعرفة.
بالطريقة نفسها، يدور المعتقد والممارسة الدينيين –حتى في الأشكال الأكثر صرامة- حول ما هو أكثر بكثير من مجرد القانون. وكانت النقاشات الأكاديمية بطيئة أحياناً في فهم هذا، خاصة عندما يتعلق الأمر بالتوصيفات الكسولة للصوفية القائمة على "الباطنية" المفترضة، وافتقار الصوفيين إلى التزمت الديني (أياً كان تعريفه)، والتي تتجاهل التدريب والتعليم التفسيري والتأويلي وتواريخ العديد من القادة الصوفيين على مر القرون.
بالنسبة لمجندي "داعش"، يمكن أن تعني المعرفة الضعيفة بالشريعة العديد من الأشياء. إنها يمكن أن تعني -بل إنها تعني في بعض الأحيان، وإنما ليس دائماً- الجهل الحقيقي حتى بالمبادئ الدينية الأساسية. وينضم الناس إلى الحركات المتشددة بسبب مجموعة متنوعة من المناطق المتقاطعة، بما فيها المعتقد الديني، والسياسة، والاقتصاد، وأكثر من ذلك.
تقول المعرفة المحدودة بمنطقة من الإسلام، والتي تكون متروكة تقليدياً للخبراء المكرسين، القليل عن معالم المعتقد الديني الفردي؛ وإذا كان ذلك يعني أي شيء، فهو أنه يعكس توقعاتنا ونظراتنا الخاصة تجاه الآخرين حول الحداثة والتعليم. ويمكن أن يكون شخص ما مؤمناً متحمساً، بل وحتى مؤمناً عارفاً (كما أجرؤ على القول) بقضية وعدالة "الدولة الإسلامية" من دون أن تكون له الكثير من المعرفة بالشريعة. ولا شك أن هذه المجموعة سعيدة بنشر تفسيراتها الخاصة للدين من خلال التعليم وتوزيع النصوص حول الشريعة، لكن الأكثر من مرجح هو أن الذين ينضمون إلى "الدولة الإسلامية" كانوا ميالين مسبقاً إلى دعم هذه التأويلات.
بالإضافة إلى ذلك، وكما قال القائد في جماعة الإخوان المسلمين المصرية، عمرو دراج، في مشروع معهد بروكينغر لإعادة النظر في الإسلام السياسي، فإن من التحديات التي تواجه المحللين الغربيين في فهم الحركات الإسلامية هو القبول بدور الدين في تشكيل تصرفات أعضاء هذه الحركات. إن الإيمان هو شيء يصعب تعريفه وقياسه كفئة تحليلية، وكان هذا أحد الأسباب التي دفعت المستشرقين المبكرين إلى العثور على ملاذ في مصادر يستطيعون لمسها ورؤيتها.
مع ذلك، ربما يبالغ دراج في حججه عن الإيمان عندما يفرق بين منظمات مثل الإخوان المسلمين و"داعش". وهو يقترح أن "الهوة بين الإخوان المسلمين وتلك المجموعات الأخرى هي تفضيل الجماعة الإيمان على المنفعة -مع عدم تقليلها من قيمة الأخيرة- بينما المجموعات الأخرى، مثل داعش، تفضل المنفعة على الأخلاق والإيمان -في حين تقلل من شأن الأخيرين باسم الأولى". وسواء كان هذا صحيحاً أو غير ذلك من منظور مؤسسي، فإنه لا ينبغي لنا التقليل من الدور الذي يلعبه الإيمان في توجيه قرارات مجندي "داعش"، وهو إيمان ربما لا يكون معتمداً على معرفة دينية مخصوصة، أو الذي ربما يفضل تأويلات معينة على أخرى، حتى لو كان هؤلاء المجندون لا يقيِّمون عالياً معرفتهم بالشريعة. وبالإضافة إلى ذلك، وباستبعاد الإيمان كحافز ممكن لـ"داعش"، يرتكب دراج الخطأ نفسه الذي ينتقد عليه أولئك الذين يكتبون عن جماعة الإخوان، ويفترض تحويلاً للإسلام ليكون أداة لخدمة غايات سياسية، بينما يتجاهل احتمال أن يكون العكس صحيحاً أيضاً.
تجلبنا هذه النقطة إلى سؤال التصدي لجهود التجنيد التي يبذلها "داعش" والمنظمات المماثلة. فبسبب الاعتقاد بأن المجندين الجهاديين يعانون نقصاً في معرفتهم بالدين "الصحيح"، قالت مجموعة من الشخصيات على مر السنين -والتي تتراوح من ملك المغرب إلى روبرت لامبرت، الرئيس الأول لوحدة الاتصال الإسلامية في جهاز شرطة العاصمة البريطانية، إلى الأئمة والمسلمين العاديين- إن أحد عوامل التصحيح الرئيسية يجب أن يأتي من تعليم إسلامي أفضل من المبادئ والخلفيات المعتدلة ظاهرياً. ولا عيب في هذه الحجة في حد ذاتها، لكنها تتجاهل العديد من القضايا. وعلى سبيل المثال، ربما يكون مجندو "داعش" قد فكروا بهذه المبادئ وأنظمة الاعتقاد "المعتدلة" ورفضوها قبل انضمامهم، أكثر من كونهم انضموا لأنهم لم يكونوا مدركين ببساطة للتفسيرات الأخرى. وبالإضافة إلى ذلك، سعت الحكومات الأميركية والأوروبية، أو حتى المسلمة ظاهرياً، وبدرجات متفاوتة إلى تعزيز مَن يُدعون "معتدلين"، وهو ما انطوى على إمكانية نزعة صدقية وتشويه سمعة هؤلاء القادة المسلمين من خلال ربطهم ببرامج الحكومات.
أخيراً، هذه الأسئلة عن التعليم الإسلامي وهياكل السلطة التنظيمية هي بعيدة كل البعد عن أن تكون لاسياسية. وحتى مع أن قادة الدول والمجتمعات الإسلامية يريدون منع التطرف والعنف، فإن ممارسة السيطرة على البنى الدينية والقادة الدينيين تعني أيضاً ممارسة السيطرة على المؤمنين أنفسهم. وقد بذلت دول مثل تركيا والجزائر والمغرب، على سبيل المثال، جهوداً لتحقيق سيطرة أكبر على المساجد وتعيين الأئمة الموالين للحكومة، في جزء منه تحت ستار محاربة التطرف. كما أطرت المغرب نفسها باطراد على أنها شريك في مكافحة التطرف -ليس في المغرب وأوروبا فقط، وإنما في منطقة جنوب الصحراء الأفريقية أيضاً. أما إذا كانت هذه البرامج والمبادرات فعالة، فهو موضوع لمقالة أخرى. لكن هذه المبادرات لم تفضِ إلى المزيد من تسييس التربية والتعليم والخطاب الإسلامي فقط، وإنما تخدم أيضاً كأدوات سياسة خارجية للحكومات، من أجل تعزيز شرعيتها في الخارج، وزيادة إغواء الحكومات الغربية بتجاهل قضايا مثل الفساد والانتهاكات القضائية لصالح وجود شركاء أقوياء ضد التطرف.
 
======================
هآرتس :داعش وخمس وحدات للرياضيات
رغم أهمية التكنولوجيا والرياضيات إلا أنها لا يمكن أن تكون البديل عن العلوم الانسانية
داليا غبريئيلي نوري
APRIL 25, 2016
 
أريد الربط بين ظاهرتين منفصلتين وبعيدتين تشغلان الجمهور. الاولى هي تنظيم داعش والثانية هي خمس وحدات للرياضيات. إن زعمي الاساسي هو أنه لا يمكننا القضاء على داعش بواسطة خمس وحدات للرياضيات. وبشكل أدق: المطالبة بتدريس خمس وحدات للرياضيات ووضع التكنولوجيا على سلم الأولويات القومية لن تُسلحنا بالوسائل المطلوبة لمواجهة التحديات المعقدة جدا في هذه الاثناء ـ الوحش متعدد الاذرع الذي يهدد سلامة العالم.
إن تنظيم داعش وأمثاله هم مثل السهم المؤلم والمغروس في قلب الثقافة الغربية. ومثل كل ألم فهو يثير التساؤل عن مصدره. ما هي الاسباب الفلسفية والنفسية والايديولوجية والاجتماعية التي أوجدت هذا التنظيم. وما الذي يحوله إلى عامل جذب للمتطوعين المحليين والاجانب من جميع أرجاء العالم.
هذه هي الاسئلة المركزية التي يجب علينا مواجهتها من اجل القضاء على التنظيمات الإرهابية على شاكلة داعش. لأن داعش ليس فقط تنظيم إرهابي أصولي وخطير، بل لأنه ظاهرة اجتماعية ونفسية وايديولوجية وفلسفية. والوسائل التكنولوجية لن تنجح في مواجهته.
والسؤال المشتق من ذلك هو إذا كان أفضل الاشخاص من بيننا الذين يجلسون في الاجهزة الاستخبارية وغيرها، يعرفون الفلسفة وهم خبراء في الايديولوجيا والدين وخبراء في فهم الظواهر الانسانية والامور «الروحية» أكثر من معرفتهم بمواضيع الفضاء والصواريخ. وللأسف الاجابة على هذا السؤال هي بالسلب.
إن إسرائيل وضعت في السنوات الاخيرة نصب عينيها تطوير العلوم التكنولوجية. وفي الخطوط الاساسية للحكومة كُتبت بعض الشؤون السياسية والاقتصادية: «الحكومة ستعمل على التدريب المهني وتدريس المواد التكنولوجية من اجل الاستجابة الملائمة للاحتياجات الصناعية في إسرائيل كمصدر أساسي لنمو الاقتصاد». على اعتبار أن المواضيع التكنولوجية هي التي ستأخذ المجتمع الإسرائيلي إلى الأمام. وسيتم توجيه خيرة الطلاب نحو العلوم، وتوجيه المنح والميزانيات نحو تطوير المبادرات العلمية التي على رأسها تدريس وحدات الرياضيات الخمسة.
إن داعش يقوم في عملياته باستخدام ما كان يوجد في السبعينيات. أي وضع المواد المتفجرة في حقائب وتفجيرها في اماكن مكتظة مثل المطارات. من هنا لا يجب فهم داعش فقط بواسطة المعادلات الرياضية والأدوات الهندسية. فداعش يترجم أماكننا إلى تحدي تكنولوجي. ولكن السؤال الاكثر أهمية هو ما الذي يعمل على ايجاد تنظيمات مثل داعش. وما هي الاحتياجات التي يقدمها هذا التنظيم. وهذا سؤال لا يمكن لطلاب الرياضيات الاجابة عليه. ومن اجل تطوير أفضل الأدمغة يجب تطوير وتشجيع التعليم ذا الصلة. والذي له أدوات تفكيرية وانسانية تستطيع مواجهة الجانب الانساني لظاهرة داعش.
إن صعوبة مواجهة داعش هي من الاعراض التي تبرهن على وجود خلل لدينا. والشكل الذي أهملنا فيه فهم الواقع الانساني في صالح فهم الواقع التكنولوجي. وعلماء وحدات الرياضيات الخمسة يعرفون تطوير المعادلات التي يحبها الجمهور. ولكن بدون علماء المعرفة الانسانية فانهم يوجهوننا إلى اللامكان. إن تطوير العلوم الانسانية وتعزيزها هدف مناسب لوزراء التعليم ووزراء العلوم. والتعامل مع داعش هو اشارة على فقدان الطريق. يجب علينا الحفاظ على أفضل الأدمغة وتوجيهها، لا سيما من اجل الاهتمام بالاسئلة التي تتعلق بمغزى وهدف الانسانية.
هآرتس 25/4/2016
داليا غبريئيلي نوري
======================
إسرائيل اليوم :إسرائيل وروسيا: أهمية الحفاظ على العلاقة
التنسيق بين البلدين هامة من أجل تقليص الأضرار ومنع الصدام العسكري في موضوع سوريا
يوسي بيلين
APRIL 25, 2016
 
اللقاءات السرية التي جرت مع الملك حسين، ملك الاردن، كانت تتم في العادة في ايام السبت في قصر اللورد مشكون في بريطانيا. وقد كان الملك يصل مع رئيس حكومته زيد الرفاعي أو وزير البلاط. أما أنا فكنت أصل مع شمعون بيرس، بداية كرئيس حكومة الوحدة وبعد ذلك بصفتي قائم بالاعمال ووزير للخارجية.
في يوم الأحد في الصباح كنت أضع الامور أمام القائم باعمال رئيس الحكومة اسحق شمير الذي كان يفحصها. وذات مرة سألته عن انطباعه من هذه اللقاء ولا سيما اللقاء الاخير وأجاب بطريقته «هذا جيد. السلام لن يأتي من هذا لكن من الجيد الالتقاء».
على خلفية اللقاءات المتواصلة بين رئيس الحكومة نتنياهو وبين الرئيس الروسي بوتين، أشعر قليلا مثلما شعر شمير (الذي اخطأ بالنسبة لفرص السلام مع الاردن). روسيا بوتين ليست قوة عظمى دولة، لا بقدرتها الاقتصادية ولا بقدرتها العسكرية. لم تكن ديمقراطية حقيقية بعد انهيار الاتحاد السوفييتي، وانتقالها إلى اقتصاد السوق الحرة كان أكثر من أي شيء خصخصة وسائل الانتاج في صالح من أصبحوا أثرياء بسرعة والذين يسيطرون على الدولة.
لكن روسيا ما زالت دولة هامة مع قدرات عسكرية لا يجب الاستخفاف بها ومواطنون مثقفون هم ذخر هام لكل دولة. وحتى لو كان هناك يائس من الولايات المتحدة وهو يريد استبدالها في لحظة، فلا أحد يعتقد بشكل جدي بأن روسيا تشكل البديل، وهي الدولة العسكرية وصاحبة الاقتصاد الضعيف.
إن البديل الوحيد للولايات المتحدة القوية التي تتدخل في شؤون الشرق الاوسط هو الولايات المتحدة الاقل قوة التي تتدخل بشكل أقل في الشرق الاوسط. لكن روسيا قادرة على «تخريب الحفلات» والتشويش علينا كثيرا. إن دعمها لمحور إيران ـ سوريا ـ حزب الله هو أمر يضر بنا. وهذا من غير الحديث عن التصويت الدائم والمناهض لإسرائيل في الامم المتحدة.
القناة المفتوحة بين إسرائيل وروسيا تهدف حسب رأيي إلى منع الاسوأ. منع الصدام العسكري في الموضوع السوري ومنع تسلح إيران الخطير ومحاولة فهم سياسة روسيا في الامور الهامة لنا وبالعكس ـ أن نشرح للقيادة الروسية توجهنا (لقد شرح نتنياهو لبوتين لماذا كان مهما لنا عدم التنازل عن الجولان إلى الأبد حتى لو كان بوتين يرفض ذلك ويستمر في التفكير بأن على إسرائيل التنازل عن الجولان في اطار اتفاق السلام).
ليس هناك لإسرائيل مصلحة في تعميق التدخل الروسي في الشرق الاوسط. ولكنها لا تستطيع منع ذلك ايضا. واذا كانت روسيا تتدخل (للتغطية على فشلها في الداخل ولاظهار أنها قوة عظمى أو لأي سبب آخر)، فمن المهم، كما قال شمير عن النقاشات مع الملك حسين قبل أكثر من 30 سنة، أن يكون هناك اتصال وضمان علاقات جيدة قدر الامكان بين الدولتين.
إسرائيل اليوم 25/4/2016
يوسي بيلين
======================
كارنيغي روسيا: روسيا في الشرق الأوسط..أهداف موسكو وأولوياتها ودوافع سياساتها العامة
دمتري ترينين-كارنيغي روسيا: ترجمة مرقاب
 
يأتي ظهور روسيا كلاعب في الشرق الأوسط بقيادة الرئيس فلاديمير بوتين بهدف استعادة مكانة روسيا كقوة عظمى بعد انسحاب الاتحاد السوفياتي في عهد الرئيس ميخائيل غورباتشوف من الشرق الأوسط. ويمثل الشرق الأوسط اليوم اختبارا لروسيا في محاولتها للعودة كقوة عظمى إلى المسرح العالمي.
وهناك أهداف أخرى لبوتين من تدخله في سوريا، إضافة لاستعادة روسيا لمكانتها كقوة عظمى، تشمل احتواء التطرف الإسلامي في روسيا وجوارها ودعم الأنظمة والقوى الحليفة في المنطقة وبناء تحالفات جيوسياسية دائمة معها وتأسيس حد أدنى من الوجود العسكري الروسي في المنطقة وحولها وتوسيع حصة روسيا من سوق التسليح والطاقة النووية والنفط والغاز والغذاء في المنطقة وجذب الاستثمارات وخاصة من الدول الغنية في الخليج العربي إلى روسيا ودعم أسعار الطاقة عن طريق تنسيق السياسات الرئيسية للنفط والغاز مع المنتجين في الخليج.
وتشمل الأولويات الحالية لموسكو صياغة اتفاقية سلام في سوريا باﻻشتراك مع الولايات المتحدة وتعزيز العلاقات مع إيران ومصر والعراق والأكراد لإنشاء محور تحالف يمتد من طهران إلى القاهرة، وبناء علاقات براغماتية مع المملكة العربية السعودية ودول الخليج الأخرى، والبقاء على اتصال وثيق مع إسرائيل.
وهكذا فإن المحرك الرئيسي لسياسات الكرملين في الشرق الأوسط محرك جيوسياسي. كما أن القلق من ناحية الاستقرار الداخلي عامل مهم أيضا حيث يشمل الاتحاد الروسي عدة جمهوريات ذات أغلبية مسلمة كما يمثل المسلمون 12 بالمئة من سكان البلاد. ولا تزال الجماعات المسلحة المتطرفة نشطة في شمال القوقاز وقد تبايع تنظيم الدولة الإسلامية. وتنتشر الإيديولوجية المتطرفة في أنحاء روسيا منذ التسعينات، ويشكل الإرهاب تهديدا مستمرا في جميع أنحاء البلاد.
و يرتكز النشاط الحالي للسياسة الخارجية الروسية على تجربة تاريخية امتدت لأكثر من قرنين من الصراع مع الإمبراطورية العثمانية ومن نشاط الاتحاد السوفييتي في الشرق الأوسط.
في ربع القرن الأخير الذي تلا انتهاء الحرب الباردة، تحولت العلاقة بين روسيا وتركيا من الخصومة والتنافس إلى التعاون والشراكة، ولم يعكر صفو هذه العلاقات الروسية التركية خلال هذه الفترة شيء حتى أسقطت تركيا طائرة حربية روسية على الحدود السورية، ويتوقع أن يستمر هذا التنافر في المستقبل القريب طالما بقي رجب طيب أردوغان رئيسا لتركيا، وفي أحسن الأحوال ستتناقص العلاقات الاقتصادية الثنائية لدرجة كبيرة بسبب الصراع الجيوسياسي بين الطرفين.
أما علاقة روسيا مع إيران فما زالت معقدة، وتاريخيا كان عدم الثقة يسود العلاقة بين الطرفين. إذ تؤيد روسيا تؤيد الولايات المتحدة والغرب فيما يخص برنامج طهران النووي، وتمثل موسكو مورد أسلحة رئيسيا لإيران، ومع ذلك تم إلغاء تسليم نظام دفاع جوي باتفاق مع واشنطن وبضغط من إسرائيل مما أدى لاستياء طهران. من جهة أخرى لا تعتبر روسيا حزب الله أو حركة حماس منظمات إرهابية، والأهداف التي تضعها موسكو لنفسها وسبل الوصول إليها لا تتوافق تماما مع أهداف طهران طهران.
أما العلاقة مع السعودية فهي مزاجية. ولم يكن هناك علاقات دبلوماسية بين البلدين أثناء الحرب الباردة، وخلال تدخل الاتحاد السوفياتي في أفغانستان دعمت السعودية مجموعات المجاهدين. وتشعر روسيا بالقلق إزاء نشر السعودية للأيديولوجية الوهابية الراديكالية. كما يتنافس السعوديون والروس في سوق النفط أيضاً. ويلقي بعض الروس اللوم على السعودية لمساهمتها في سقوط الاتحاد السوفياتي نتيجة خفض أسعار النفط في منتصف الثمانينات.
وقد أظهر الطرفان درجة من الواقعية عند التعامل مع الخلافات بينهما والاستفادة من نقاط الاتفاق، مثل دعم حكومة عبد الفتاح السيسي في مصر والرغبة في استقرار ورفع أسعار النفط. بالنسبة للسعودية يمثل الاتصال بروسيا جزء من توجهها للتقليل من الاعتماد المفرط على الولايات المتحدة. لكن من المستبعد أن يتقارب البلدان تقارباً وثيقاً وتلعب إيران دورا يحد من هذا التقارب.
أما مصر فقد مثلت منذ منتصف الخمسينات وحتى عام 1972 الدعامة الرئيسية للاتحاد السوفييتي في الشرق الأوسط. وتحسنت علاقة البلدين بعد وصول السيسي إلى السلطة.
تمثل سوريا البلد العربي الوحيد الذي حظي بعلاقات ودية مستمرة مع موسكو منذ الخمسينات. وفي التسعينات من القرن الماضي فترت العلاقة بين سوريا وروسيا ولكنها بقيت ودية. ومع احتدام الصراع في سوريا منذ 2011، أصبحت نوعية العلاقة الثنائية بينهما مختلفة كلياً. فموسكو تدعم أولاً الرئيس بشار الأسد ضد تأثيرات الربيع العربي وضد دعم الولايات المتحدة للتحول الديمقراطي، وتدعم ثانياً دور مجلس الأمن باعتباره الجهة الدولية الوحيدة المخولة بالتفويض باستخدام القوة. وهكذا يأتي التدخل في سوريا ضمن نطاق أكبر هو تشكيل البلدان الممتدة من الخليج العربي وبحر قزوين إلى البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر محوراً جديد من الأصدقاء لروسيا في المنطقة. ويشكل العراق إحدى هذه الدول في حكومته التي يسيطر عليها الشيعة في بغداد وكذلك الأكراد الذين يحاربون للوصول إلى الحكم الذاتي.
وأما بالنسبة لإسرائيل فخمس مواطني إسرائيل يتحدثون الروسية. ويعد الرئيس بوتين أكثر الرؤساء صداقة لإسرائيل في تاريخ روسيا، ويتشارك البلدان وجهات النظر بخصوص الربيع العربي كما يشتركان في رؤية العلاقات الدولية من منظور الواقعية السياسية.
لكن ليس لروسيا حلفاء دائمين في الشرق الأوسط، كما هو تحالف إسرائيل مع الولايات المتحدة. فجميع تحالفات موسكو ظرفية وشرطية، ولا ترغب روسيا بتكرار خطأ الانحياز التام لطرف واحد في الصراع، ولهذا فهي تناور باستمرار، وتدخل في المفاضلات عند الضرورة.
على مدى السنوات الخمس الماضية واجهت السياسة الخارجية الروسية فرصا وتحديات جديدة في الشرق الأوسط، وكان رد فعل الكرملين اعتماد مقاربة أكثر فاعلية بكثير في المنطقة عما كانت عليه منذ نهاية الحرب الباردة. وتقدم موسكو نفسها كلاعب واقعي يمكن الاعتماد عليه وكشريك موثوق به. وحتى تاريخ إسقاط الطائرة الروسية، قدمت روسيا نفسها كبلد كان على اتصال وثيق مع الجميع في المنطقة، أما حاليا فتركيا هي الاستثناء الوحيد. وقد رفعت العملية العسكرية الروسية في سوريا مكانة روسيا الإقليمية إلى درجة كبيرة. واعتمدت موسكو استراتيجية منطقية لكنها محفوفة بالمخاطر. فأولاً، دعمت الأسد بمساعدته على صد أعدائه من غير تنظيم الدولة الإسلامية، وثانيا، وعندما نجحت بإضعاف هذه القوى بما فيه الكفاية، وافقت على اتفاق وقف إطلاق نار والمفاوضات، وثالثا، شاركت كلاعب مؤثر في عملية السلام في سوريا، ورابعا، وضعت الأسس لتشكيل ائتلاف واسع يضم روسيا والولايات المتحدة وأوروبا وبلداناً إقليمية – بما في ذلك إيران والعراق وسوريا – لمحاربة وهزيمة تنظيم الدولة الإسلامية.
وقد كان من إنجازات روسيا الهامة قبل الإعلان عن انسحابها من سوريا أداء قواتها الذي بدا أفضل مما كان متوقعا بكثير والخروج بأدنى حد ممكن من الخسائر في المعركة، وقد تجنبت مستنقع أفغانستان، ورفضت الانجرار إلى صف الشيعة ضد السنة. وعززت علاقاتها مع الأكراد، واستمرت بمغازلة نظام الحكم في مصر، وتمكنت من إجراء محادثات بشروط مع السعوديين والقطريين، وكانت الخسارة الوحيدة هي العلاقة مع تركيا، إضافة لحادثة إسقاط طائرة الركاب الروسية. وفي داخل روسيا تم إحباط مساعي المجموعات المتحالفة مع تنظيم الدولة.
وفيما يخص العلاقات مع أمريكا، يرى الكرملين أن سياسات الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، منذ إدارة الرئيس السابق جورج بوش وحتى اليوم، سياسات مضللة وفاشلة بالمطلق. ويلوم المسؤولون الروس الولايات المتحدة على تبني قرارات تتسم بالسذاجة والتناقض، كدعم الإخوان المسلمين في مصر بعد تخليها عن مبارك وتشجيعها للربيع العربي وتدخلها في العراق وليبيا.
ولا ترى موسكو تراجع الرئيس باراك أوباما عن توجيه ضربات عسكرية لسوريا في سوريا كدليل ضعف، وإنما كدليل على إدراك أوباما لمحدودية القوة الأمريكية في المنطقة. بالمقابل حصلت موسكو على موافقة دمشق على نزع الأسلحة الكيميائية. وعلى الرغم من الأزمة الأوكرانية، واصلت التعاون مع واشنطن من أجل التوصل إلى الاتفاق النووي مع طهران في عام 2015.
وتنظر موسكو اليوم إلى رعايتها المشتركة مع واشنطن لعملية السلام السورية على أنها تطور إيجابي كبير في سبيل الوصول للسلام في سوريا والمنطقة، وللارتقاء بمكانة روسيا عالميا. ويتمثل أحد الأهداف الرئيسية للسياسة الخارجية الروسية في التدخل العسكري للولايات المتحدة في الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية جنبا إلى جنب مع روسيا في تحالف عالمي ضد الإرهاب يشبه التحاف ضد هتلر فيما مضى.
عموماً يرى الروس أن الولايات المتحدة تركز إلى حد كبير على الحفاظ على هيمنتها العالمية، في ضوء تحدي الآخرين لها في ذلك. ويلاحظ الروس بأن المشاكل الداخلية تخلق معضلة كبيرة لصناع القرار في الولايات المتحدة. وروسيا بالطبع تتنافس مع الولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط، لكنها لا تسعى لتحل محل الولايات المتحدة، على سبيل المثال، كحليف لإسرائيل أو دول الخليج، سواء بسبب قلة الموارد وبسبب عدم وجود أطماع لها بأن تكون الدولة الأقوى عالميا.
فلدى روسيا إمكانيات اقتصادية محدودة وخصوصا في ظل أزمتها الاقتصادية الحالية، لكنها قادرة على تحمل عبء العمليات العسكرية والدعم الدبلوماسي الذي تقدمه للحكومات. وعندما يحل السلام أخيرا في سوريا، ستعرض خدماتها لإعادة إعمار الأراضي التي دمرتها الحرب.
لكن على موسكو أن تكون حريصة اقتصادياً في التزامات سياساتها الخارجية، فإذا ما فشلت الجهود الدبلوماسية لإيجاد حل في سوريا فسوف يترتب على ذلك تكاليف إضافية، فمن الصعب على موسكو تحمل ترك الأسد لمصيره. بل ستسعى بالتأكيد لأن تظل سوريا حليفة بغض النظر عمن سيحل مكان النظام الحاكم بدمشق، وأن تبقى سوريا مستعدة لاستضافة القوات البحرية والجوية الروسية في أراضيها وسيترتب على روسيا من أجل ذلك تعاونا على نحو وثيق مع إيران، وسوف توازن روسيا بين بغداد والحكم الذاتي للأكراد في الشمال. وستواصل اتباع نهج أكثر حذراً في أي شيء يمس المصالح الإسرائيلية. وفي شأن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، ستحافظ موسكو على دورها غير المنحاز في الرباعية الدولية (الولايات المتحدة، الأمم المتحدة، أوروبا، روسيا)، تاركة للولايات المتحدة مسؤولية القوة العظمى الأولى التي لا تحسد عليها.
وختاماً، من السابق لأوانه استخلاص الدروس المستفادة من تدخل روسيا في الأزمة السورية، والتي يمكن أن تؤول إلى  نجاح باهر أو فشل ذريع، وهذه بعض الدروس التي يمكن أن يكون الكرملين قد تعلمها في سوريا:
 
اتباع أسلوب الحسم يؤتي ثماره: فيجب استباق العدو قبل أن يفاجئك هو
لعمليات العسكرية الخارجية تتطلب التأييد المحلي
 تجنب العمليات العسكرية ذات الالتزامات والنهايات المفتوحة 
يجب أن تترافق الجهود العسكرية مع الدبلوماسية السياسية
 إبقاء قنوات الاتصال مفتوحة مع جميع الأطراف
وبالنسبة لروسيا، يعتبر التدخل في سوريا دفعة مقدمة لمشاريع مستقبلية، وعلى روسيا توقع حالات طارئة أخرى تتطلب استخدام القوة في المستقبل، وعلى رأس القائمة أفغانستان وآسيا الوسطى.
======================
ديلى ميل: "داعش" يعدم 21 قائدا من جيشه عقاباً على فشلهم فى سوريا
 الإثنين، 25 أبريل 2016 - 07:52 م داعش - صورة أرشيفية كتبت نورهان فتحى كشفت صحيفة "ديلى ميل" البريطانية، عن تنفيذ داعش حكم الإعدام فى 21 من قادته منذ بداية شهر أبريل الجارى، وذلك بعد فشلهم فى السيطرة على عدة مناطق فى سوريا، من بينهم أكثر من شخص يحمل الجنسية المغربية. وقالت الصحيفة إن "داعش" قبض على عدد آخر من قواده ممن تم نقلهم إلى مقر الجماعة فى العراق، وأوضحت أن إعدام داعش لقوادها يأتى بعد واقعة قتل 45 مقاتلا آخر من التنظيم، حيث حبستهم فى الفريزر ليلة كاملة فى درجة حرارة شديدة الانخفاض، وذلك حسبما زعمته وكالة أنباء السامرية. وبعد الموت المؤلم لأعضاء داعش، قالت "ديلى ميل"، إن التنظيم علق جثث الضحايا على جانبى الطريق ليكونوا بمثابة تحذير لأى عضو يفكر فى الانشقاق. وأضاف التقرير موضحاً أن هناك حالة من انخفاض المعنويات بين أعضاء داعش فى الفترة الأخيرة، بعد انخفاض الأجور الذى تلى انخفاض الضرائب التى يحصلها التنظيم، والهزائم المتتالية التى لحقت به. وفى الأشهر الأخيرة اضطر التنظيم إلى قطع جميع الرواتب بمقدار النصف، وخفض الفوائد التموينية والكهرباء، وذلك بعد أن تسببت الغارات الجوية فى أضرار باحتياطى النفط وأموال التنظيم. وخلال العام الماضى انخفض دخل داعش بنسبة 30% نتيجة لضربات جوية لقوات التحالف، ما يجعل من الصعب على التنظيم الآن تمويل العمليات العسكرية والحفاظ على النظام فى الأراضى التى تسيطر عليها. وفى شهر مارس أكد تقرير إعلامى أن داعش قد فقد ما يقرب من 10% من أراضيها فى العراق وسوريا فى الأشهر الثلاثة السابقة وحدها. وأظهر التقرير أن الجماعة الإرهابية تخلت عن 22% من أراضيها - مساحة ما يقرب من نصف حجم إنجلترا - منذ بداية عام 2015 بسبب الغارات الجوية والعمليات البرية التى تقوم بها قوات التحالف
 
http://www.youm7.com/story/2016/4/25/ديلى-ميل--داعش-يعدم-21-قائدا-من-جيشه-عقاباً-على-فشلهم-فى-سور/2691543#
======================
ديلي بيست: ارسال قوات اميركية اضافية لسوريا يغرق واشنطن اكثر بالحرب
النشرة الدولية
الإثنين 25 نيسان 2016   آخر تحديث 22:08
أشارت صحيفة "ديلي بيست" الأميركية الى ان الولايات المتحدة بقرارها الأخير إرسال 250 عسكريا من القوات الخاصة الى سوريا تغرق أكثر في الحرب الدائرة هناك.
ونقلت عن مسؤول عسكري في البنتاغون تأكيده ان هذه القوات "مهمتها مساعدة القوات المحلية التي تقاتل تنظيم "داعش" في سوريا، وستصل خلال الأسبوعين المقبلين ولن تكون الأخيرة".
زكر المسؤول ان "من إحدى مهمات هذه القوة تجنيد عناصر محلية إضافية لقتال تنظيم "داعش""، مشيراَ الى ان "هذه القوات ستكون شبيهة بالمقاتلين الأكراد الذين كانوا القوة الأبرز التي تمكنت من هزيمة "داعش" واسترداد أراض شاسعة احتلها التنظيم".
وكانت قوة شبيهة أرسلتها الولايات المتحدة الى الموصل، الى قرية مخمور، ساعدت القوات العراقية بالإقتراب من مدينة الموصل وباتت على مشارفها استعدادا لتحريرها من تنظيم "داعش".
======================
ديلي بيست:الأميركيون المسيحيون من أصل سوري يحبون ترامب لأنه يشبه الأسد
النشرة الدولية
الإثنين 25 نيسان 2016   آخر تحديث 17:46
لفتت صحيفة "ديلي بيست" الأميركية الى ان الأميركيين المسيحيين من أصل سوري، يحبون المرشح الجمهوري للرئاسة دونالد ترامب لأنه يشبه الرئيس السوري بشار الأسد.
ونقلت الصحيفة عن القس الإنجيلي السوري جوزيف موسى خلال مهرجان إنتخابي لترامب في بنسلفانيا، ان ترامب يعطيه الأمل لأنه يشبه الرئيس الأسد.
ورأت الصحيفة الأميركية ان موسى وسوريين مسيحيين آخرين يعيشون في بنسلفانيا يؤيدون ترامب لسبب وحيد وهو أنه لن يقف ضد الأسد وسيعمل في حال وصل الى البيت الأبيض، على إعادة السوريين اللاجئين في الولايات المتحدة الى سوريا، وقد أشار هؤلاء الى ان ترامب صادق وكان واضحا في خطاباته أنه سيحمي المسيحيين كونه مسيحي ويفتخر بذلك، وهم سيصوتون له لأنه أملهم الوحيد لخلاص سوريا.
واشارت الصحيفة الى ان هذا التأييد بين المسيحيين السوريين في الولايات المتحدة سببه ان ترامب كما الأسد يقفان سدا منيعا في تمدد التكفيريين في سوريا والعالم، ويرى هؤلاء السوريون المسيحيون ان إدارة أوباما تريد وقف تقدم سوريا من خلال إنهاكها بالحرب التي لا تريدها أن تتوقف قبل تدميرها بالكامل.
ترجمة "النشرة"
======================
نيويورك تايمز :الشرق الأوسط في حالة اضطراب من ميدان التحرير إلى داعش
نشر في : الثلاثاء 26 أبريل 2016 - 01:32 ص   |   آخر تحديث : الثلاثاء 26 أبريل 2016 - 01:53 ص
نيويورك تايمز- التقرير
في كتابه حول الربيع العربي بالشرق الأوسط بعنوان “A Rage for Order” “تنظيم الغضب العارم”، يوضح “روبرت ورث” مؤلف الكتاب، حالة اضطراب الشرق الأوسط من ميدان التحرير وصولا لتنظيم داعش، حيث يتناول قصة الربيع العربي بداية من عام 2011، والدراما التي صاحبته منذ بدايته حتى الآن، حتى تحول إلى استبداد طاغ وحرب أهلية، ويتناول الكتاب الدرامي المكتوب بشكل رائع فصولا لاذعة تناسب الموضوع.
و”ورث” هو مراسل سابق لصحيفة “نيويورك تايمز”، وعاصر مرحلة الربيع العربي، وقدم العديد من القصص الصحفية لأشخاص حوصرت أرواحهم أثناء الثورات.
ومن خلال مجموعة من المقالات القصيرة، يرى القارئ بعين الطائر قوة التاريخ من خلال قصص لأشخاص بسيطة عاصرت الثورات بمختلف مراحلها من وجهة نظر علم النفس البشري.
ورغم أن العلماء والخبراء وصانعي السياسات ناقشوا كثيرا أحداث الربيع العربي بالشرق الأوسط فإن الشعوب نفسها التي ضاقت من عقود الحكم القاسي والنظم الاجتماعية التي لم تعد تتلاءم مع العالم الذي يتجه نحو العولمة لديها الكثير لترويه، فهم من خرجوا إلى الشوارع للمطالبة بالتغيير، وكما تُظهر قصص “ورث” فقد كانوا متحدين في معارضة النظام القديم، حتى إسقاطه.
وكان هذا هو تاريخ الثورات، فإسقاط النظام القديم غالبا ما يكون الجزء الأسهل حتى ولو كان ليس من السهل حدوثه لكنه إنجاز نفسي على الأقل، فقد خسر مبارك أعصابه، وقال إنه لم يأمر الجيش بإطلاق النار على المتظاهرين، ونحن لا نعرف لماذا؟ ولكن يبدو لأن الجيش نفسه كان يريد تحقيق امتيازات بعد رحيل مبارك.
وعاشت شعوب الشرق الأوسط مشاعر قوية من نشوة الثورات إلى ويلات الحرب الأهلية، حتى عادت من جديد الأنظمة البالية، وانهارت سوريا وليبيا واليمن حيث تعيش حاليا في حالة فوضى ولدت خوف الذي بدوره ولد العنف الذي صاحبه الانتقام والغضب، ومن ثم المزيد من العنف.
وتعيش البلاد الثلاثة السابقة في حالة من الفوضى، أما مصر فاختارت مسارا مختلفا، وفضلت العودة مرة أخرى للاستبداد لتجنب الحرب الأهلية (على الرغم من أن الحرب الأهلية تزحف بالفعل نحو المصريين من سيناء وليبيا) فقط تونس التي حاولت بشجاعة خلق ديمقراطية، لكن ما زال الطريق طويلا لتقييم تجربتها.
ويثير “ورث” كل تلك التعقيدات من خلال تتبعه ببراعة مسارات حفنة من الشخصيات التي تشق طريقها وسط غموض أحداث تلك الثورات والغموض الذي أعقبها، من خلال بعض الشخصيات الشهيرة مثل محمد البلتاجي الإسلامي المعتدل، وراشد الغنوشي والباجي قائد السبسي، واثنين من القادة التونسيين، والبعض الآخر مجهول، وكويتي منشق من داعش.
وأقوى فصول الكتاب، الذي يتحدث عن قصة امرأتين سوريتين صديقتين، إحداهما من الطائفة العلوية الحاكمة، والأخرى سنية، ومع مرور الوقت ووقوع بلدهما فريسة للحرب الأهلية اختلفت الصديقتان وأصبحتا عدوتين.
ويبدد كتاب “ورث” التفسير الغربي حول مشاكل الشرق الأوسط بأنها نتيجة ترسيم حدود خاطئ أو مشاكل عرقية، فوفقا لرؤية “ورث” فإن الحرب الأهلية مثلها مثل غيرها من المناطق بسبب الفوضى والفتنة، سواء بين السنة والشيعة في العراق، أو السنة والعلويين في سوريا.
فالعنف هناك بغرض الانتقام واكتساب مزيد من القوة من خلال سفك مزيد من الدماء، وكم من رجال ونساء فقدوا ذويهم بسبب تلك الحرب الأهلية الطاحنة.
وبالرغم من تلك الفوضى، فقصص “ورث” المتداخلة، بهدوء ولطف، تسمح للقارئ بفهم تعقيد الموقف في الشرق الأوسط، فأمام الغضب السوري العارم، هناك صداقات في تونس وقفت ضد سماسرة السلطة في تونس، ويظهر بوضوح التناقض بين نجاح الغنوشي النسبي في تونس والفشل الذريع للبلتاجي في مصر، وهو ما يجعل الأمر في ذهن القارئ كأوركسترا مدهشة.
ويرسم الكتاب صورة دموية طبيعية للشرق الأوسط، فالحرب من الجميع ضد الجميع، مع مزيد من التأمل للحالة الإنسانية والحقائق الأساسية، وفي كتابه “A Rage for Order” ترتيب الغضب العارم، سوف تجد قصصا مذهلة، تروي بوضوح أسرار وتعقيدات الشرق الأوسط المضطرب والشعب الذي يناضل من أجل أن يجد طريقه لحياة هادئة.
======================
وول ستريت جورنال: النظام السوري عقد صفقات مع داعش
تاريخ النشر: 25/04/2016 - 23:14
عــ48ـرب تحرير : هاشم حمدان
قالت وثائق تم ضبطها لدى اغتيال القيادي الذي اعتبر وزير النفط في تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، أبو سياف، في أيار/مايو الماضي، ونشرت في 'وول ستريت جورنال' إن الحكومة السورية عقدت صفقات مع داعش وفرت له أرباحا تجاوزت 40 مليون دولار شهريا.
يشار إلى أن وحدات أميركية خاصة نفذت عملية الاغتيال شرق سورية، وتمكنت من الحصول على آلاف الوثائق التي تثبت أن النظام السوري وداعش كان لهما علاقات تجارية بالرغم من الحرب الدائرة على الأرض.
وكان تنظيم داعش قد سيطر على جزء كبير من حقول النفط في شرق سورية في العام 2013، وبعد نحو عام وردت تقارير أشارت إلى أن الحكومة السورية تشتري النفط من داعش. وتكشف الوثائق التي تنشر حاليا حجم هذه الصفقات.
وبحسب الوثائق، فإنه في أوج الإنتاج النفطي، بين نهاية العام 2014 وبداية العام 2015، وصلت أرباح داعش الشهرية إلى 40 مليون دولار. وبحسب وزارة المالية الأميركية فإن الجزء الأكبر من الأرباح كان نتيجة بيع النفط للحكوم السورية.
وتظهر مذكرة تعود إلى الحادي عشر من شباط/فبراير من العام 2015، تم إرسالها من وزارة المالية في تنظيم داعش إلى مكتب أبو سياف، وتتضمن طلبا لتلقي الإرشاد بشأن وضع أسس للعلاقات مع رجال أعمال مرتبطين بالنظام السوري. وتشير الوثيقة إلى اتفاق قائم بين الطرفين، يسمح للشاحنات والأنابيب بالوصول من حقول النفط التي تقع تحت سيطرة داعش إلى حقول النفط التي تقع تحت سيطرة النظام.
وبحسب الوثائق فإن أرباح الموارد الطبيعية لداعش من أيلول/ سبتمبر من العام 2014 وحتى شباط/ فبراير من العام 2015 تقدر بنحو 289.5 مليون دولار، كان 70% منها من حقول النفط التي كانت تقع تحت سيطرة أبو سياف.
وتقول 'وول ستريت جورنال' إن جزءا من صلاحيات أبو سياف نقلت في الشهر الماضي إلى المدعو 'أبو محمد الفرنسي'. وبحسب الصحيفة فإن المبيعات للنظام السوري توقفت بعد اغتيال أبو سياف.
وتظهر الوثائق أنه بدلا من التخلص من عمال الدولة السورية في حقول النفط، فإن أبو سياف عرض عليهم رواتب جيدة، وصلت في بعض الأحيان إلى أربعة أضعاف ما كانوا يتلقونه في السابق.
وجاء أيضا أنه بعد وقوف الائتلاف الدولي على الأرباح الهائلة التي يجنيها التنظيم من النفط، تم استهداف مصانع التكرير.
======================
إيكونوميست: سوريا ترجع للحرب مع انهيار وقف إطلاق النار
الإسلام اليوم- قسم الترجمة- منير أحمد
قالت مجلة "إيكونوميست" إن سوريا، التي شهدت توقفا جزئيا ومؤقتا للعنف، ترجع نحو الحرب، وسط انهيار محادثات السلام في جنيف، وهدنة وقف إطلاق النار التي بدأت في 27 شباط/ فبراير الماضي.
وأشارت المجلة البريطانية إلى أن القتال شهد تراجعا نادرا في سوريا منذ بدء الهدنة نهاية شباط/ فبراير الماضي، مستدركة أن الانتهاكات تدل على بدء أزمة جديدة.
ومنذ الأسبوع الأول من نيسان/ أبريل الجاري، قصف نظام بشار الأسد مناطق جنوب حلب، مدعيا وجود جبهة النصرة في تلك المناطق، المستثناة من وقف إطلاق النار، موضحة أن الضربات الجارية استهدفت مناطق مدنية هناك، فقد أدى قصف لطيران النظام في 19 نيسان/ أبريل لمقتل خمسين شخصا في بلدتين في إدلب، إحداهما على معرة النعمان التي تشهد مظاهرات ضد جبهة النصرة.
وصعدت قوات المعارضة من جانبها كذلك، بحسب "إيكونوميست"، ففي 18 نيسان/ أبريل الجاري، أعلنت مجموعة من الفصائل هجوما مضادا جاء "لرد المظالم" بعد انتهاكات قوات النظام، تبعه هجوم في اللاذقية
انهيار محادثات جنيف
وأدى ذلك لانهيار لمحادثات السلام في جنيف، والتي تم استئنافها بداية الشهر، إذ أعلنت الهيئة العليا للمفاوضات، التي تمثل المعارضة السورية، في 18 نيسان/ أبريل أنها ستنسحب من المفاوضات بسبب استمرار العنف، وبسبب مقترحات الحلول السياسة المقدمة التي لا تناسبها.
ونشرت هذه الأفكار والمقترحات على تويتر عن طريق السفير الأمريكي السابق في دمشق روبرت فورد، والتي تتضمن وضع ثلاثة نواب رئيس للعمل تحت حكم بشار الأسد، ولا يملكون صلاحيات مثل الرئيس والأجهزة الأمنية.
الأسد هو المشكلة
ورأت المجلة أن المشكلة الرئيسية في هدنة وقف إطلاق النار والمحادثات السياسية هي وجود الأسد في الحكم.
وبدأت أمريكا والأمم المتحدة بالتنازل قليلا عن مصير الأسد للتركيز على تنظيم الدولة، بالرغم وجود مزيد من الأدلة على أن التعذيب الممنهج الواسع هو من جهة النظام، بما في ذلك الانتهاك الجنسي، والحرق باستخدام الكهرباء، والخصي، الذي وثقته "لجنة العدالة الدولية والمحاسبة"، الهيئة المستقلة التي تعمل على سوريا.
وتحاول روسيا التي تدعم الأسد، وأمريكا التي تدعم المعارضة شكليا، إعادة الأمور إلى مسارها، بحسب "إيكونوميست"، التي قالت إن كلا الطرفين سيضغطان على أتباعهم للحفاظ على الهدنة، كما أن كليهما يريدان رؤية صفقة أوسع والآن، إذ أن جزءا كبيرا من التعاون بين الطرفين مرتبط بوجود الإدارة الأمريكية الحالية، التي تتعاون مع روسيا عن طريق وزيري الخارجية الأمريكي جون كيري والروسي سيرغي لافروف.
روسيا لا تتعاون
ومع ذلك، أشارت "إيكونوميست" إلى أن روسيا بالكاد تتعاون، إذ أخبر مسؤولون أمريكيون صحيفة "وول ستريت جورنال" أن روسيا تحرك قطعا مدفعية لشمال سوريا، حيث عادت بعض القوات الإيرانية كذلك، مما يدل على رغبة بمعاودة القتال.
وأثناء ذلك، لا يواجه الثوار قوات النظام وحسب، بل يواجهون تنظيم الدولة كذلك، غير المستهدف بهدنة وقف إطلاق النار، والذي يسعى لاستعادة بعض الأراضي الجديدة، خصوصا شمال البلاد قرب حلب.
وقالت منظمة "أطباء بلا حدود" إن 35 ألف سوري فروا من القتال، و100 ألف عالقون على الحدود التركية، المغلقة منذ شهور.
واختتمت "إيكونوميست" بقولها إن "السلام أكثر ضرورة من أي وقت سبق، لكنه أصعب من أي وقت مضى".
*ترجمة خاصة بموقع الإسلام اليوم
======================
ما المعادلات التي تحكم اشتباكات نظام الأسد مع الاتحاد الديمقراطي؟
25 أبريل 2016
طه داغلى - صحيفة - ترجمة وتحرير ترك برس
حدث النزاع بين قوات الأسد وحزب الاتحاد الديمقراطي "ب ي د" في مركز مدينة قامشلي، وبعد ذلك تم السيطرة على الوضع، وفي ساعات المساء التزم الطرفان بوقف إطلاق النار، فماذا يعني هذا الصدام والصراع الذي حدث؟ مع أنّ هناك اتفاقا وتعاونا بين الأسد وحزب الاتحاد الديمقراطي منذ 2011 وحتى الآن، هل دخل هذا الاتفاق مرحلة الانهيار؟ هل النزاع المسلح الذي حصل دليل على ذلك؟
الكل اعتقد بأنّ هذا هو الاحتمال الأكثر ترجيحا، وهو أنّ هذا النزاع بين الطرفين يدل على خلاف بينهما وقرب انتهاء التحالف بينهما، لكن الحقائق على الأرض تشير إلى خلاف ذلك، وحتى نبدأ بتفسير ما حصل علينا أنْ ننطلق من قامشلي، حيث ترك النظام السوري حزب الاتحاد الديمقراطي يسيطر على قامشلي بعدما انطلقت الثورة في شهر آذار/مارس عام 2011، لكنه لم يسحب نفوذه تماما من هناك، وإنما أبقى السيطرة على مناطق قامشلي وحسكي لسيطرة "وحدات حماية الشعب" الذراع المسلح لحزب الاتحاد الديمقراطي، كما أبقى جنوده متواجدين ويحمون تلك المناطق.
نحن هنا نتحدث عن أنّ مناطق احتياطي سوريا من النفط والغاز الطبيعي تخضع لنفوذ وتصرف كل من روسيا وأمريكا.
أما بخصوص الاشتباك الذي حصل بين قوات النظام السوري وحزب الاتحاد الديمقراطي، فإنّ تلك المناطق تخضع لسطرة قوات نظام الأسد بصورة أساسية، ولهم نقاط تفتيش منتشرة في كل مكان، وعند مرور عربات حزب الاتحاد الديمقراطي عبر هذه النقاط يتم إيقافها وتفتيشها، واذا اعترض مسلحو الاتحاد الديمقراطي على هذا التفتيش تفتح القوات السورية نيرانها ويبدأ الاشتباك.
أمريكا تفسّر ذلك بأنه خلاف داخلي بين النظام والاتحاد الديمقراطي، ولذلك تستمر في دعمها للأخير بحجة قتاله لداعش، حيث تضاعف الدعم الأمريكي المقدم لحزب الاتحاد الديمقراطي، كما أنّ الاتحاد الديمقراطي يحصل على دعم من روسيا، ولذلك أصبحت قوات النظام تشعر بأنّ الاتحاد الديمقراطي أصبح يملك قوة أكبر منهم، وبأنه يحصل على دعم أكثر منهم، وهذا هو سبب الاعتراضات والصدامات على التفتيش الذي يحصل.
والسبب الآخر الذي يمكن خلف هذا الاشتباك، هو إعلان الاتحاد الديمقراطي عن تشكيل هيكل فيدرالي في المنطقة، والنظام عارض ذلك، ولهذا يرى البعض بأنّ إعلان الاتحاد الديمقراطي عن مناطق حُكم ذاتي هو السبب الرئيسي لحدوث النزاع والخلاف بين الطرفين.
ومع ذلك يوجد تفسير أكثر وضوحا من السببين المذكورين، وهو التفسير الذي يقدمه لنا المعارضون المتواجدون في تلك المنطقة، فحسب هؤلاء بأنه لا يوجد خلاف حقيقي وانهيار للتحالف بين الطرفين، وإنما هذا الاشتباك والنزاع عبارة عن سيناريو مُعد مسبقا، والحمل الإعلامية الضخمة التي روجت لهذا الاشتباك الذي استمر لعدة ساعات فقط، جعل المعارضين يدافعون عن فرضية انها عملية موجهة للتأثير على الرأي العام.
أبعاد هذا السيناريو كثيرة، ففيه لمسات أمريكية تهدف إلى إعادة تشكيل معادلات القوى في سوريا، حيث تسعى أمريكا إلى الترويج لوجود اشتباكات وخلاف بين الاتحاد الديمقراطي والنظام السوري، من أجل أنْ تعيد تشكيل المعادلات على الحدود السورية التركية، وحسب هذه الخطة تريد أمريكا من خلالها زيادة الدعم المقدم للاتحاد الديمقراطي، في مقابل أنْ يفتح الاتحاد الديمقراطي الممر الواصل بين جبل التركمان وحتى الفرات أمام النظام السوري، وهكذا تكون أمريكا تدعم الاتحاد الديمقراطي في الشرق، وتدعم النظام في الغرب.
وما يقوم به الأسد في الأيام الأخيرة من مجازر مروعة بدءا من جبل التركمان، وعلى طول الحدود التركية في جسر الشغور ومعرة النعمان، ما هو إلا دليل على بعض القوى قد فتحت الطريق أمام النظام السوري وأعطته الضوء الأخضر للتقدم في تلك المناطق، ولذلك فعند النظر من هذا الإطار، نرى أنّ الاشتباك بين قوات الأسد والاتحاد الديمقراطي ما هو إلا عمل استعراضي، وأنه يقع تحت السيطرة الأمريكية الكاملة.
======================
نيويورك تايمز كيف تُسقط ديكتاتورًا بطريقة سلمية؟
منذ عدة أعوام، قبل أن تصبح مظاهراتهم مصحوبة بالعنف، أمضى مجموعة من الشباب السوري الباحث عن طريقة للإطاحة ببشار الأسد أسبوعًا داخل منتجع ساحلي معزول خارج سوريا ليحضروا تدريبًا على الثورة.
المدربان كانا سرديا بوبوفيتش وسلوبودان دينوفيتش، قياديان في «أوتبور»، الحركة الطلابية الصربية التي كان لها دور فعال في إسقاط سلوبودان ميلوسوفيتش عام 2000.
بعد النجاح في صربيا، ساهم الاثنان في دعم التحركات الديمقراطية الناجحة في أوكرانيا وجورجيا، ليؤسسا لاحقًا «مركز خطط وإستراتيجيات اللاعنف»، ثم يسافران حول العالم، ليُدربا على طريقة «أوتبور» نشطاء الديمقراطية من 46 دولة مختلفة.
كانت بداية الصربيين مستمدة من أفكار الأكاديمية الأمريكية «جين شارب» عن حركات اللاعنف، لكنهم قاموا بتطويرها والإضافة إليها. في كتابه «دليل الثورات»، يتحدث «بوبوفيتش» عن إستراتيجيات اللاعنف وكيف يمكن للناس استخدامها.
طريقة «أوتبور» وشعارها (قبضة يد مضمومة) تم اعتمادهما من قبل الحركات الديمقراطية حول العالم. المعارضة المصرية استخدمتهما لتطيح بحسني مبارك. في لبنان ساعد الصرب ثورة الأرز في تخليص البلاد من النفوذ السوري. في المالديف، ساعدت طريقة «أوتبور» في إسقاط ديكتاتور كان في منصبه لأكثر من 30 عامًا. في دول أخرى كثيرة، استخدم الناس تدريبات مركز إستراتيجيات اللاعنف ليحققوا أهدافًا سياسية أخرى، مثل محاربة الفساد أو حماية البيئة.
قابلتُ بوبوفيتش ودينوفيتش في بلغراد منذ 5 أعوام، ثم مرة أخرى في مدينة آسيوية لأشهد بنفسي تدريبهم لمجموعة نشطاء من بورما.
لقد عشتُ تحت سيطرة ديكتاتوريتين، وشاهدت عددًا كبيرًا من حركات التحرر على مستوى العالم. لكن ما فعله الصرب كان جديدًا. «بوبوفيتش» ينسف كل ما كان يعتقده معظم الناس عن النضال اللاعنفي.
خرافة: اللاعنف مرادف للسلبية
لا، النضال اللاعنفي هو حملة إستراتيجية لإجبار المستبد على التخلي عن السلطة، من خلال تجريده من ركائز قوته.
خلال الساعات الأولى من الورشة السورية، أكد بعض المشاركين أن العنف هو الطريقة الوحيدة لإسقاط الأسد. كل الورش تبدأ هكذا تماما. ربما لأن البعض يعتقدون أن الصرب سيعلمونهم فقط كيف يمارسون الخطابات والتأملات السعيدة. بوبوفيتش يقول بصوت عالٍ ما يفكر فيه الجميع، «إذًا سنطلب ببساطة من الأسد أن يرحل؟ من فضلك، السيد الأسد هل يمكنك التوقف عن ممارسة الاستبداد؟»، يجيب بوبوفيتش، «ليس الأمر بهذا اللطف».
إنه على العكس تمامًا، يقول دينوفيتش: «إننا هنا لنخطط لحرب»، موضحًا: النضال اللاعنفي هو حرب، لكن وسيلته ليست استخدام السلاح، ويجب التخطيط له بعناية واهتمام تمامًا كالتخطيط لحملة عسكرية.
خلال الأيام القليلة القادمة، درَّب الصربُ الشباب السوريين على تكتيكاتهم التي طوَّروها للوصول إلى قوة أكبر، كيف تصل من حركة قوامها ملءُ شاحنة من البشر إلى حركة قوامها مئات الآلاف منهم؟ كيف تكسب إلى صفك المجموعات التي تقوي المستبد بدعمها؟ كيف يمكن أن تشنَّ حربك بأمان في وضع يكون فيه أي تجمّع مهدد بالسجن لفترات طويلة، التعذيب أو حتى القتل؟ كيف تكسر خوف الناس وتخرجهم إلى الشوارع؟
خرافة: أكثر الحركات اللاعنفية نجاحًا هي تلك التي تبدأ وتكبر بشكل عفوي
لن يترك أي جنرال حربًا عسكرية تُقاد بالصدفة، حرب اللاعنف ليست استثناء على الإطلاق.
خرافة: التكتيك الأهم لحرب اللاعنف هو حشد تجمعات كبيرة من الناس
هذا التصور منتشرٌ لأن المظاهرات الكبيرة تشبه تمامًا قمة الجبل الجليدي العائم على وجه المياه، إنها الشيء الوحيد الذي يظهر للسطح. هل يبدو أن إسقاط مبارك بدأ بمظاهرة عفوية تجمَّعت في ميدان التحرير؟ في الحقيقة كان احتلال المظاهرات لميدان التحرير مخططًا له بعناية كبيرة، وبعد جهد عامين كاملين. انتظرت المعارضة المصرية حتى امتلكت الأعداد الكافية. إذًا حشد ضخم من الناس ليس بداية حركة تحررية، إنه فقط خطوة على طريق النصر.
في الأنظمة شديدة الاستبداد، يصبح حشد الناس في المسيرات، الاحتجاجات أو المظاهرات خطرًا للغاية، حيث سيقبض على المشاركين أو سيقتلون رميًا بالرصاص. ليس هذا فقط، بل إن من الأمور الكارثية إخراج مسيرة بها عدد قليل من المحتجين. ربما أيضا تسير مظاهرة ما بشكل ممتاز، لكن فجأة يقرر أحدهم – ربما يكون مستأجرًا من عدوك – إلقاء حجارة على الشرطة، ثم ستتصدر أخبار المظاهرة عناوين وسائل الإعلام في المساء. مظاهرة واحدة فاشلة قد تدمر حركة تحررية.
إذًا ما البدائل؟ قد تبدأ بتكتيكات التشتيت، مثل إحداث ضجيج منظم، أو اختناق مروري مدبر يقود الناس فيه سياراتهم بنصف سرعاتها المعتادة. هذه التكتيكات تُظهر أنك تحظى بانتشار كبير وتزيد من ثقة الناس وإحساسهم بالأمان. «أوتبور»، والتي بدأت بـ11 عضوًا ووصلت إلى 70 ألفًا في عامين، تدين بالفضل في انتشارها للخطة التالية: 3 أو 4 نشطاء ينظمون عرضًا مسرحيًا ساخرًا ضد «ميلوسوفيتش»، الناس يشاهدون، يبتسمون، ثم ينضمون.
خرافة: اللاعنف قد يكون الأسمى أخلاقيًا، لكنه بلا فائدة في مواجهة مستبد وحشي
اللاعنف ليس فقط الخيار الأخلاقي، لكنه الخيار الإستراتيجي في معظم الحالات. «إن اعتراضي الأكبر على العنف هو أنه ببساطة لا يفيد»، هكذا يقول «بوبوفيتش». العنف هو الشيء الذي يُتقنه كل مستبد أفضل كثيرًا من المدنيين. إذا كنتَ ستختار مجالًا تتبارى فيه مع ديفيد بيكهام، فلمَ تختار أن تنافسه في كرة القدم؟ ربما من الأفضل أن تنافسه على رقعة شطرنج.
لسنا بحاجة لذكر ما آل إليه وضع السوريين الذين أتوا إلى الورشة، لقد كان لهم تأثير ضعيف على الإستراتيجيات التي اختارتها المجموعات الأخرى المناهضة للأسد. ساد العنف في النهاية، والنتائج كانت كارثية.
هذه هي رؤية «بوبوفيتش»: للعنف غالبًا نتائج كارثية. الأكاديميتان «إريكا تشينوويث» و«ماريا ستيفان» قامتا بتحليل حالات العنف واللاعنف في ثورات القرن الماضي. يستخدم كتابهما «لماذا تنجح المقاومة المدنية» يستخدم شعار قبضة «أوتبور» على غلافه، ويستنتج أن حركات اللاعنف تحقق ضعف معدلات النجاح التي تحققها المقاومة العنيفة، كما أن احتمال محافظتها على مكاسبها أكبر.
عدد قليل من الناس سينضمون لتحرك عنيف. استخدام العنف يفقد المعارضة دعم الملايين من الناس، دعم كان بإمكانهم أن يحظوا به من خلال اللاعنف.
كبار السن في صربيا كانوا قاعدة الدعم الرئيسية لميلوسوفيتش. فازت «أوتبور» بدعمهم حين استفزت النظام واستخدم العنف. حين أدرك قادة أوتبور أن من يقبض عليه من أعضاء الحركة يتم إطلاق سراحه بعدها بساعات، نظموا احتجاجات تهدف إلى احتجاز العديد منهم. الأجداد لم يحبوا أبدًا رؤية أحفادهم ذوي الستة عشر عامًا محتجزين من قبل الشرطة. كما لم تقنعهم الاتهامات الرسمية الهستيرية لطلبة في الثانوية بالإرهاب والخيانة. تحولت انتماءات كبار السن، ليصبحوا داعمين رئيسيين لحركة «أوتبور». إذا كانت هناك أي حقيقة وراء اتهام «أوتبور» باستخدام العنف، فإن الأجداد ما كانوا ليتحوَّلوا أبدًا عن دعم «ميلوسوفيتش».
خرافة: لا مجال في السياسة إلا للأمور الجادة
طبقًا لفيلسوف شركة «بيكسار» للإنتاج الكرتوني، «جيمز سوليفان»، فإن الضحك أقوى عشر مرات من الصراخ. لا شيء يكسر خوف الناس ويدمر هالة الزعيم الذي لا يقهر مثل السخرية منه. يسميه بوبوفيتش «النضال بالضحك».
كتب بوبوفيتش عن مظاهرة في أنقرة نُظمت إثر إنذار الشرطة التركية لحبيبين يتبادلان القبلات في محطة مترو. كان بإمكان المعترضين أن يجوبوا الشوارع، لكنهم في المقابل، قاموا بتقبيل بعضهم. 100 زوج تجمَّعوا في محطة مترو، ليُقبلوا بعضهم بكثير من المداعبات والضوضاء. أنت رجل شرطة، لديك تدريب بخصوص مواجهة المظاهرات المناهضة للدولة، لكن، ما الذي يمكنك فعله الآن؟
خرافة: فضح انتهاكات حقوق الإنسان يُحفز الناس
معظم الناس لا يبالون بحقوق الإنسان. إنهم يبالون بالكهرباء، ووجود أساتذة في كل فصل ومدرسة، وقروض معقولة توفر لهم سكنًا مناسبًا. إنهم سيدعمون معارضة لها رؤية مستقبلية بخصوص كيفية جعل حياتهم أفضل. التركيز على هذه الأمور الملموسة المهمة ليس فقط أكبر تأثيرًا، لكنه أكثر أمانًا أيضًا. في ورشة إستراتيجيات اللاعنف، تعلم الشباب من بورما أنه من المجازفة البدء في الدعوة إلى أهداف سياسية، لهذا قرروا أن ينظموا حملة يطلبون فيها من سلطة مدينة يونجان أن تجمع القمامة.
بدأ غاندي حملته للعصيان المدني الواسع بالتركيز على حظر بريطانيا لجمع أو بيع الملح. فشل هارفي ميلك في دخول مجلس مدينة سان فرانسيسكو عدة مرات، ثم فاز حين بنى حملته على تنظيف حدائق المدينة من فضلات الكلاب، وليس على حقوق المثليين الجنسيين. المفيد في هكذا حملات أن أهدافها قابلة للتحقيق، لتكبر الحركة التحررية بتحقيق انتصار صغير تلو الانتصار الصغير.
ليس الحديث المتكرر عن بؤس الحياة تحت حكم مستبد إستراتيجية جيدة لحشد الناس. إنهم يعرفون هذا البؤس بالفعل، وقد تأقلموا معه وملأهم التشاؤم والسخرية، والخوف، والتشرذم والسلبية. ربما يكونون غاضبين، لكنهم لن يتخذوا خطوة إيجابية. الغضب ليس محفزًا للتحرر.
كان هذا العائق الأكبر أمام «أوتبور». معظم الصربيين أرادوا إسقاط ميلوسوفيتش. لكن الأغلبية العظمى آمنت أن إسقاطه مستحيل، وأن مجرد المحاولة أمر شديد الخطورة.
أخرجت أوتبور الناس للشوارع بجعل التحرك مرتكزًا على هويتهم الشخصية. الشباب توافدوا على «أوتبور» لأن هذا كان يجعلهم يشعرون بالمتعة والأهمية. «أوتبور» كان لديهم موسيقى رائعة وقمصان مميزة مزينة بقبضة اليد. تبارى الرجال في إظهار عدد مرات اعتقالهم. هكذا لم يعد يشعر شباب صربيا أنهم ضحايا سلبيون، بل رأوا أنفسهم أبطالا فاعلين لديهم الكثير من الجرأة.
خرافة: حركات اللاعنف تَطَلّب قادةً ذوي كاريزما عالية وخطابات ملهم
لم يكن لأوتبور أي خطب حماسية أبدًا. كانت إستراتيجياتهم مخططة بدقة، لكن الأشخاص الذين رسموا هذه الخطط كانوا يعملون من خلف الكواليس. المتحدث باسم «أوتبور» كان يتم تغييره كل أسبوعين، وغالبًا ما كان المتحدث فتاة في السابعة عشرة من عمرها، تقول ببراءة: «إرهابيون؟! نحن؟
في حفل تقليدي، حتى لو كان حفلاً لمعارضة مستبد، فإن مهمة القائد إلقاء الخطب، ليستمع الأتباع ويهتفوا. لكن ليس في «أوتبور». تم اختبار رسائل «أوتبور» في مجموعات ضغط بعينها، كما تم التخطيط للإستراتيجيات المتبعة بعناية. على المستوى الإستراتيجي لم يكن الأمر أناركيًا (فوضويًا). لكن على المستوى التكتيكي كانت اللامركزية شديدة الأهمية. كان لدى أوتبور قاعدتان فقط: عليك أن تكون ضد ميلوسوفيتش، وعليك ألا تستخدم العنف مطلقًا. اتَّبع هاتين القاعدتين، ثم ستستطيع فعل أي شيء تحت اسم «أوتبور». هذا جعل النشطاء مشغولين دائمًا، شاعرين بالفخر والأهمية.
خرافة: الشرطة، قوات الأمن، ومؤيدو الدولة هم العدو
ربما، لكن من الأفضل أن تتعامل معهم باعتبارهم حلفاء محتملين. لم تسخر «أوتبور» أبدًا من الشرطة أو تلقي الحجارة عليهم. كان أعضاء «أوتبور» يُحيّون الشرطة ويذهبون بالورود والكعك إلى مقراتهم. حتى الاستجوابات بعد الاعتقال كانت فرصة لأعضاء «أوتبور» للتآخي مع الشرطة وشرح التزامهم الكامل باللاعنف.
نجحت الفكرة، عرفت الشرطة أنه في حال نجحت الاحتجاجات ستضمن لهم «أوتبور» معاملة عادلة. خلال المعركة الأخيرة ابتعد ضباط الشرطة عن الحواجز والمتاريس عندما طلب منهم المحتجون ذلك. المستبد الذي يخسر طاعة جهازه القمعي ينتهي.
عشتُ في شيلي عندما ارتكبتْ الاحتجاجاتُ ضد «بينوشيه» الأخطاءَ تلو الأخطاء. كانت نصائح «أوتبور» لتوفر على الشعب التشيلي سنوات من الاستبداد، وربما كانت حركة Occupy في الولايات المتحدة لتبقى حتى الآن لو اتبعت هذه التكتيكات.
لكن لا شيء أكثر مأساوية من التفكير فيما كان بإمكان سوريا أن تكون عليه الآن، لو استطاع نشطاء اللاعنف السيطرة على حركات المعارضة واتباع دليل «بوبوفيتش»
======================
نيويورك تايمز: خطة التوسع الأمريكية بسوريا غير قانونية
2016-04-26 ترجمة منال حميد - الخليج أونلاين رابط مختصر
وصفت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، قرار الرئيس باراك أوباما بإرسال 250 مقاتلاً أمريكياً إلى سوريا لمحاربة تنظيم الدولة، بأنها خطوة محفوفة بالمخاطر على الرغم من أن هذا العدد الصغير لا يمثل شيئاً قياساً بـ180 ألف جندي أمريكي كانوا في العراق وأفغانستان عندما تولى أوباما الرئاسة عام 2008.
وكان أوباما قد أعلن من ألمانيا، الاثنين، اعتزام بلاده زيادة عدد عناصر القوات الأمريكية في سوريا إلى 250 عنصراً بعد أن كانوا 50، يتولون عملية تدريب المعارضة السورية التي تقاتل تنظيم الدولة، غير أن أوباما أكد أن تلك القوات لن تكون في مقدمة المعركة ضد تنظيم الدولة.
القوات الأمريكية التي ستتجه إلى سوريا لم تحصل على إذن الكونغرس، كما أنها- وبخلاف القوات التي تقاتل في العراق بناء على طلب الحكومة العراقية- ستعمل بلا إذن من دولة ذات سيادة، ومن ثم فإن وجودها سيكون بلا سند قانوني واضح.
أوباما أكد أن هذه القوات الجديدة ستساعد على تدريب القوات المحلية، حيث ثبت أن المقاتلين الأكراد في سوريا يمكن لهم استعادة المزيد من الأراضي من تنظيم الدولة، في وقت لا تزال فيه الولايات المتحدة تكافح من أجل الحصول على عدد اف من مقاتلي المعارضة السورية لدخول معركة استعادة مدينة الرقة من التنظيم.
 
وتقول الصحيفة، إنه من الواضح أن أفضل طريقة لهزيمة التنظيم تكمن في إنهاء الحرب الأهلية بين نظام بشار الأسد وبين قوات المعارضة حتى يتمكن الجميع من التركيز على مقاتلة الإرهابيين، الذين وصف أوباما تهديدهم بأنه الأكثر إلحاحاً، كما أن الهدنة الهشة على الأرض تنهار، وأيضاً فإن الآمال الضعيفة بشأن المفاوضات السياسية تتلاشى.
من جانب آخر فإن روسيا التي تدعم نظام بشار الأسد، والتي من المفترض أن تكون شريكاً في تطبيق وقف إطلاق النار في إطار السعي لإيجاد حل سياسي، بدأت بنقل مدفعيتها الثقيلة إلى قرب مدينة حلب، مما أثار شكوكاً في نوايا موسكو ومدى جديتها بالالتزام بالتوصل إلى سلام دائم.
هزيمة تنظيم الدولة تتطلب استجابات متعددة الأبعاد، بما في ذلك تحسين التعاون الاستخباراتي والأمني الأوروبي، بحسب الصحيفة، في وقت أشار فيه الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى أن بلاده فتحت أيضاً مجموعة جديدة للتعامل مع تنظيم الدولة على الإنترنت.
زيادة الوجود العسكري الأمريكي في سوريا يثير مخاطر جسيمة، بحسب نيويورك تايمز، كما أنه يثير العديد من علامات الاستفهام، أهمها أنه بعد هذه الزيادة العسكرية الأمريكية في سوريا، كيف ستنتهي الحرب؟
======================
نيويورك تايمز: توسع أميركي خطير في سوريا
على خلفية إعلانه عن إرسال قوة إضافية من القوات الخاصة إلى سوريا لدعم جهود محاربة تنظيم الدولة الإسلامية، قال الرئيس الأميركي باراك أوباما إنه وافق على إرسال نحو 250 جنديا إلى سوريا، مشيرا إلى أن ذلك يأتي بعد انتصارات انتزعت خلالها أراض من التنظيم.
وكان أوباما قد أكد -في كلمة بمدينة هانوفر الألمانية أمس الاثنين- أن تلك القوات لن تقود القتال على الأرض، لكنها ستكون ضرورية لتقديم التدريب ومساعدة القوى المحلية في سعيها المتواصل لإجبار تنظيم الدولة على التراجع.
وتعليقا على ذلك، كتبت نيويورك تايمز بافتتاحيتها أن قرار أوباما بزيادة القوات الأميركية في سوريا قد يبدو في ظاهره وكأنه خطوة صغيرة، مقارنة بالأعداد الهائلة (180 ألفا) التي كانت تقاتل في العراق وأفغانستان عندما تولى منصبه عام 2009.
ومع ذلك، أبدت الصحيفة قلقها من مهمة التوسع تلك بأنها تزيد تورط الولايات المتحدة في سوريا بزيادة عدد القوات الخاصة من خمسين حاليا إلى ثلاثمئة كما أعلن أوباما أمس.
وأضافت أنه بالرغم من عدم قيادة القوات الأميركية لحرب برية في سوريا، فإن هذه القوات ستشارك بالعمليات العسكرية والعمل بدون تفويض من الكونغرس، وبخلاف القوات الأميركية بالعراق التي تقاتل تنظيم الدولة بطلب من حكومة بغداد فإن القوات في سوريا ستعمل في دولة أخرى ذات سيادة دون سند قانوني واضح.
وتابعت الصحيفة بأن دحر تنظيم الدولة يتطلب استجابات متعددة الأبعاد، بما في ذلك تحسين تبادل المعلومات الاستخبارية الأوروبية والتعاون الأمني.
وختمت بأن زيادة الوجود العسكري الأميركي في سوريا يثير مخاطر جسيمة والكثير من علامات الاستفهام، ومن أهمها: ماذا يعني المزيد من القوات للتورط الأميركي مستقبلا وكيف تنتهي هذه الحرب؟
======================