الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 22/9/2021

سوريا في الصحافة العالمية 22/9/2021

23.09.2021
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
 
  • فورين بوليسي: هل بات للبنان أخيرا حكومة قادرة على وضع حد للفوضى؟
https://www.aljazeera.net/news/politics/2021/9/21/فورين-بوليسي-هل-باتت-للبنان-أخيرا
  • “فورين بوليسي”: الجماعات الجهادية في سوريا تسعى لتقليد نموذج طالبان.. الجهاد المحلي كسب للشرعية الدولية!
https://www.jesrpress.com/2021/09/21/فورين-بوليسي-الجماعات-الجهادية-في-سو/
  • بوليتيكو: حزب الله يعاني من ضعف في لبنان وهذه فرصة لأمريكا لبناء بديل له
https://www.alquds.co.uk/بوليتيكو-حزب-الله-يعاني-من-ضعف-في-لبنان/
 
 
فورين بوليسي: هل بات للبنان أخيرا حكومة قادرة على وضع حد للفوضى؟
https://www.aljazeera.net/news/politics/2021/9/21/فورين-بوليسي-هل-باتت-للبنان-أخيرا
قالت مجلة فورين بوليسي (Foreign Policy) الأميركية إن حكومة نجيب ميقاتي التي نالت ثقة البرلمان اللبناني أمس بعد أزيد من عام من الركود السياسي، ليست "جديدة" كما قد يعتقد البعض، ولن تكون على الأغلب قادرة على وضع حد للفوضى السياسية والأزمات الاقتصادية والأمنية التي يتخبط فيها لبنان.
وتضيف المجلة -في تقرير لها- أن ميقاتي الذي قاد حكومتين سابقتين عامي 2005 و2011 استطاع على الأقل أن يجمع بضع عشرات من الأشخاص لتشكيل حكومة عاملة، بعد عام من تفجير مرفأ بيروت الذي أودى بحياة 217 شخصا وعصف بحكومة حسان دياب السابقة.
وتؤكد أن مجرد تشكيل حكومة طال انتظارها يعد في حد ذاته أمرا لافتا، حيث جعل هذا الأمر -خاصة من قبل فرنسا الراعية الاستعمارية للبلد- شرطا لأي دعم مالي، وهو الموقف الذي عبرت عنه أيضا المؤسسات الدولية مثل صندوق النقد الدولي.
لكن رغم ذلك، قلة من الناس فقط يعتقدون -وفق المجلة- أن التشكيلة الحكومية الحالية ستكون قادرة على تقديم إصلاحات حقيقية لبلد انزلق في واحدة من أشد الأزمات المالية في العالم منذ منتصف القرن الـ19، حيث أضحى أكثر من نصف سكان البلد يعيشون تحت خط الفقر.
ولعل ما يرجح هذا الاحتمال -تضيف فورين بوليسي- هو أن الطبقة السياسية في لبنان تعج برجال أعمال وسياسيين أثرياء وجوه كثير منهم مألوفة للبنانيين -ومن بينهم رئيس الحكومة الحالي- الذين يلقون اللوم على إهمالهم وفسادهم لما آلت إليه البلاد.
ويعتبر فعل تشكيل الحكومة بحد ذاته أمرا مهما بالنسبة للبلد -وفق المجلة- حيث جعل المأزق السياسي الذي عرفه لبنان طيلة شهور من المستحيل تقريبا تدفق المساعدات الخارجية.
كما أنه بلا حكومة لا يستطيع لبنان الحصول على أي تخفيف لعبء ديونه البالغة 90 مليار دولار، لذلك فوجود حكومة "جديدة"، ولو بمجرد إعادة تشكيل لا غير، يمنح البلاد فرصة على الأقل لإعادة تجميع الصفوف.
وترى فورين بوليسي أنه من غير المرجح أن يكون بمقدور حكومة ميقاتي تغيير الوضع الراهن، حيث يتوقع أن تقدم فقط على تطبيق تعديلات تجميلية إزاء المشاكل العميقة التي تعاني منها البلاد، بما يكفي لتأمين الأصوات للأحزاب الطائفية التقليدية.
بلد مفلس
وينبغي أن يكون إيجاد طريقة لسد العجز المالي لهذا البلد "المفلس" -تضيف المجلة- ودعم العملة والتعامل مع عبء الديون واستعادة ما يشبه النمط الطبيعي لحياة اللبنانيين اليومية هو الرهان الأول أمام الحكومة الحالية، لكن المراقبين يشككون في قدرة القيادة الجديدة في رفع التحدي، خاصة في ظل "دولة تضبط إيقاعها طغمة من الحكام الفاسدين".
وخلال مقابلة له مع شبكة "سي إن إن" (CNN) الأميركية في 17 سبتمبر/أيلول الجاري، قال ميقاتي إن هذه "فترة انتقالية نحو التغيير"، وإنه يأمل في قيادة حكومة "ستأخذ البلاد نحو الانتخابات وتترك الناس يقررون لاحقا من يريدون أن يحكمهم"، حيث من المقرر أن تجرى الانتخابات العامة المقبلة في مايو/أيار 2022 ما لم يتم تأجيلها.
وتختم فورين بوليسي بأن اللبنانيين تركوا في نهاية المطاف بلا بنزين يكابدون الأمرين يوميا من أجل الحصول على رغيف العيش، كما تركوا أيضا أمام سؤال واحد محير ومألوف بالنسبة لهم، وهو: كيف يمكن لأولئك الذين تسببوا في خراب بلد ما أن يكونوا هم أنفسهم من تسند لهم مهمة الإصلاح؟
=========================
“فورين بوليسي”: الجماعات الجهادية في سوريا تسعى لتقليد نموذج طالبان.. الجهاد المحلي كسب للشرعية الدولية!
https://www.jesrpress.com/2021/09/21/فورين-بوليسي-الجماعات-الجهادية-في-سو/
نشرت مجلة “فورين بوليسي” مقالاً طويلاً سلط الضوء على وضع الجهاديين في الشرق الأوسط، على وجه الخصوص سوريا، بعد أن نجحت طالبان بالسيطرة على عاصمة أفغانستان.
وحسب المقال، فقد عززت عودة طالبان إلى السلطة في أفغانستان الروح المعنوية للعديد من الجماعات الجهادية في الشرق الأوسط، لكنها تقدم أيضًا مثالًا سياسيًا لمحاكاة – أي جدول أعمال يركز بشكل أكبر على الأهداف المحلية أو الوطنية – في مقابل الأهداف العالمية.
ويشير اتفاق الولايات المتحدة مع طالبان والانسحاب اللاحق من أفغانستان إلى أن واشنطن يمكن أن تتعلم التصالح مع- وربما حتى إعادة تأهيل- الجماعات المتطرفة التي لا تدعي أنها تشكل تهديدًا مباشرًا.
ورأى كاتب المقال أن الجهاديين في الشرق الأوسط، لاحظوا ذلك وهم يأملون في إبرام صفقات مماثلة في نهاية المطاف مع إدارة بايدن.
ويشعر بعض المحللين أن هذه الاستراتيجية الجديدة قد تساعد بالفعل الولايات المتحدة في خفض التكاليف وكذلك إعادة التوازن إلى ديناميكيات القوة في الشرق الأوسط لصالحها. ويخشى آخرون أن الروابط بين الجماعات الجهادية المحلية والجماعات العالمية مثل القاعدة – سواء من خلال الانتماء المباشر أو الروابط غير المباشرة أو التعاطف العام – سيكون من المستحيل فصلها.
ووفق المقال، فإنه وفي كلتا الحالتين، يبدو أن الولايات المتحدة قد تكون يائسة تمامًا في الانسحاب من الشرق الأوسط كما كان الحال مع الانسحاب من أفغانستان، وهذا يجعل من محاكاة طالبان خيارًا مناسبًا وجذابًا للجماعات الجهادية الراغبة في الادعاء بأنها قد أصلحت.
ومن بين تلك الجماعات هيئة تحرير الشام، وهي جماعة جهادية سورية تابعة للقاعدة وتسيطر حاليًا على آخر معقل للمعارضة في إدلب بسوريا.
والتي كانت وفق المقال، من بين أعلى الأصوات احتفالاً بصعود طالبان إلى السلطة. في اليوم الذي استولت فيه طالبان على كابول، حيث أرسلت هيئة تحرير الشام مقاتليها لتوزيع الحلويات في ساحات سوق إدلب، وتلوح بعلم طالبان وتردد “الله أكبر” أو “الله أكبر”.
وهنأت هيئة تحرير الشام في بيان رسمي طالبان، ووعدت باستخلاص “صمود من مثل هذه التجارب الحية”، بهدف تجنيد المزيد من السوريين لمواصلة قتال رئيس النظام بشار الأسد.
وقال أيمن جواد التميمي، من جامعة جورج واشنطن، إن هيئة تحرير الشام تجد نموذجًا مناسبًا في طالبان لعدة أسباب. وأضاف التميمي: “ستستخدم هيئة تحرير الشام مثال صمود طالبان لإلهام كوادرها وإقناعهم بأنه لا داعي للتفاوض مع الأسد وأنه يجب عليهم مواصلة القتال”، كما أنها ستحذو حذو طالبان بمعنى أنها ستتعامل مع النظام الدولي لصالحها.
وتعلمت هيئة تحرير الشام ومجموعات أخرى أنه من الممكن إعادة صياغة العلامة التجارية وإعادة تأهيلها من قبل الغرب. لقد كسرت مناورات طالبان الدبلوماسية واجتماعاتها في عواصم العالم محرمات التعامل مع من يسمون بالكفار وأوضحت مزايا الحد من الأعداء. لقد مدت طالبان الصين وروسيا وإيران برسالة مفادها أنها لا تشكل تهديدا أمنيا لهم وتقلص أعداءها. وقال التميمي: في حين أن أعداء هيئة تحرير الشام الرئيسيين هم روسيا وإيران، لذا فهي تحاول إخبار الولايات المتحدة والغرب بأنها لا تشكل تهديدًا لهم.
ولم تعد صفة الإرهاب تشكل عائقًا أيضًا، فقد نفذت مجموعة حقاني في أفغانستان بعض الهجمات الوحشية ضد القوات الأمريكية، إلا أن اثنين من أعضائها، الزعيم سراج الدين حقاني وعمه خليل حقاني، وزيران في حكومة طالبان. وبدأت هيئة تحرير الشام أيضًا ممارسة الضغط وإرسال رسائل سرية إلى الولايات المتحدة بأنها تريد إسقاط التصنيف الإرهابي مقابل قطع العلاقات مع القاعدة.
وعلاوة على ذلك، شكلت طالبان سابقة لجماعات أخرى مثل هيئة تحرير الشام لفرض مفهومها الخاص للشريعة أو الشريعة الإسلامية دون استشارة.
وقال آرون لوند، المتخصص في شؤون الشرق الأوسط بوكالة أبحاث الدفاع السويدية، “هناك أوجه تشابه، وقد أشار قادة وأنصار تحرير الشام في بعض الأحيان إلى طالبان على أنها نموذج لما يريدون القيام به”.
وفي نظرهم، تمسكت طالبان بحزم بمبادئها ولكنها كانت أيضًا براغماتية بشأن كيفية تحقيقها – على سبيل المثال، من خلال قبول الدبلوماسية كأداة شرعية إلى جانب العمل المسلح، ولم يكن الجلوس للتحدث مع الولايات المتحدة مثار جدل بين الجهاديين، وكان تحطيمه من المحرمات “.
وتابع لوند أنه من بين جماعات مثل هيئة تحرير الشام، يُنظر إلى طالبان على أنها حركة متجذرة بعمق في بيئتها المحلية وتعمل بين شعوبها.
واستطرد: “أحيانًا يندب أنصار تحرير الشام كيف أن الجهاديين الأصوليين في بيئة القاعدة يبدون سعداء تمامًا لأن ينتهي بهم الأمر هاربين في الكهوف الجبلية – طالما أنهم لم يضطروا أبدًا إلى الابتعاد عن مبادئهم”، و”الهدف الحقيقي، كما يقولون، يجب أن يكون الحصول على دعم جماهيري وإرساء الحقائق على الأرض، ووضع هذه المبادئ موضع التنفيذ من خلال التحلي بالذكاء بشأن كيفية المضي قدمًا، إذا في الوقت الحالي، لا يمكنك القيام بذلك إلا في مكان صغير مثل إدلب، فليكن “.
وفي الواقع، وسعت هيئة تحرير الشام وصولها إلى قبائل مختلفة في إدلب، على الرغم من أنها فرضت “القانون العرفي” وأدخلت الكتب الدينية في المناهج المدرسية، إلا أنها لم تفرض الأعراف الاجتماعية التي لا يوافق عليها السكان بشكل عام.
ويرى أندرو تابلر من معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، وقد ألف كتابًا عن سوريا وعمل بشكل وثيق مع جيمس جيفري، الممثل الأمريكي الخاص السابق للانخراط في سوريا، أن مجموعات مثل هيئة تحرير الشام تأمل في أن تؤدي الإصلاحات التجميلية إلى إعادة نظرهم من قبل الولايات المتحدة.
ويضيف تابلر: “بالنسبة لهذه الجماعات، فإن انتصار طالبان يوفر فرصة لإعادة تأهيلها كمجموعات إسلامية متشددة من قبل الولايات المتحدة، لكنه يتطلب النأي أو الابتعاد عن العناصر الأكثر تطرفاً، لذا فهي ليست مصدر قلق للولايات المتحدة”.
إلا أن هناك انقساماً بين الخبراء حول انفصال هيئة تحرير الشام عن القاعدة، حيث وصفها التميمي بأنها “حقيقية” فيما تابلر متشكك.
لكن هل تستطيع الولايات المتحدة الوثوق بجماعات مثل هيئة تحرير الشام؟
حسب كاتب المقال فإنه يبدو من الواضح أن أبو محمد الجولاني، زعيم هيئة تحرير الشام، تمت تهيئته في سجن بوكا في العراق، والذي يشير إليه السكان المحليون باسم جامعة الجهاد.
واختلط مع صفوف القاعدة وجهاديي الدولة الإسلامية الناشئين في السجن، وفي عام 2011، أرسله زعيم تنظيم الدولة الإسلامية أبو بكر البغدادي إلى سوريا وشكل جبهة النصرة، لكن سرعان ما اختلف مع البغدادي.
وتعاملت الولايات المتحدة مع جبهة النصرة كذراع للقاعدة في العراق وصنفتها منظمة إرهابية في ديسمبر 2012.
في حين يقسم الجولاني الآن أنه قطع الحبل السري مع والده الأيديولوجي القاعدة، قائلاً إن هيئة تحرير الشام مجرد جهة فاعلة وطنية تعمل ضد الأسد والميليشيات الإيرانية.
ويشعر بعض الناس في الولايات المتحدة أنه يمكن استخدامه لاحتواء إيران في شمال غرب سوريا، وبما أن مجموعته لا تشكل تهديدًا مباشرًا للولايات المتحدة، فمن المحتمل أن يتم حذفها من قائمة الجماعات الإرهابية.
ويقولون خلال حرب الولايات المتحدة على الإرهاب، إن العديد من الجماعات التي لم تكن تشكل تهديدًا للولايات المتحدة، ومن هذا المنطلق، تم تصنيفها أيضًا على أنها شبكات إرهابية.
لكن البعض الآخر يشك أكثر في مزاعم هيئة تحرير الشام حول قطع الروابط مع القاعدة والجماعات الجهادية الأخرى، بحجة أن أفعالهم تؤهلهم ليتم تصنيفهم كإرهابيين.
وسيعتمد مصير الجماعات الجهادية في الشرق الأوسط على سياسة إدارة بايدن في المنطقة، لكن انتصار طالبان أثر بشدة بالفعل على جاذبية الإسلاميين الأكثر اعتدالًا الذين دافعوا عن انتخابات ديمقراطية، وليس السلاح ، كطريق لانتخاب قادتهم.
وعززت استراتيجية طالبان لاستعادة البلاد في المقام الأول من خلال الوسائل العسكرية وليس المفاوضات السياسية مع الجهات الفاعلة الأفغانية الأخرى المعتقدات الحالية لهيئة تحرير الشام والجماعات الأخرى ذات التفكير المماثل بأن الأسلحة وليس الديمقراطية هي الطريق للوصول إلى السلطة.
وبهذا المعنى، فإن انتصار طالبان يمثل هزيمة هائلة ليس فقط للولايات المتحدة ولكن أيضًا لأولئك المنتمين إلى جماعة الإخوان المسلمين، والمنظمات السياسية الأخرى في العالم العربي، الذين يؤيدون الانتخابات، وقد يكون هذا التحول في ميزان القوى في العالم الإسلامي هو الأهم من ذلك كله.
 رابط المقال في “فورين بوليسي”
https://foreignpolicy.com/2021/09/21/the-middle-easts-jihadists-are-copying-the-taliban-model/
=========================
بوليتيكو: حزب الله يعاني من ضعف في لبنان وهذه فرصة لأمريكا لبناء بديل له
https://www.alquds.co.uk/بوليتيكو-حزب-الله-يعاني-من-ضعف-في-لبنان/
إبراهيم درويش
لندن – “القدس العربي”:
نشر موقع مجلة “بوليتيكو” مقالا للباحثة حنين غدار قالت فيه إن هناك تراجعا لحزب الله في لبنان وحددت الطريقة التي يمكن لإدارة الرئيس جوزيف بايدن المساعدة.
وأشارت إلى الخطاب الذي ألقاه الأمين العام للحزب حسن نصر الله في الأسبوع الماضي وحدد فيه الكيفية التي قام بها الحزب الموضوع على قائمة العقوبات الأمريكية بإدخال شاحنات وقود محملة بالوقود الذي فرضت عليه الولايات المتحدة عقوبات ووزعته شركة على قائمة العقوبات. ويخطط الحزب لاستخدام شركة تابعة لبيع النفط الإيراني في لبنان الذي يعاني من نقص حاد في البنزين. وقد يؤدي هذا التحرك إلى عقوبات على لبنان الذي يئن تحت وطأة أزمة اقتصادية لم تمر عليه في تاريخه. إلا أن الحكومة اللبنانية الجديدة لم تقل ولا كلمة واحدة ولم يعلق أي وزير من حكومة الائتلاف التي شكلت بعد عام من المداولات على الكيفية التي سيؤثر فيها تحدي حزب الله على لبنان. ويدير حزب الله، المصنف على قائمة الجماعات الإرهابية الأمريكية لبنان منذ سنوات وأقام زواج مصلحته مع الطبقة السياسية فيه.
وانتفع الطرفان من الوضع القائم الذي دافعت عنه النخبة السياسية وسمح لحزب الله بمواصلة مواجهة إسرائيل والمشاركة في النزاعات الإقليمية نيابة عن إيران، في وقت يعاني منه الشعب اللبناني.
كل هذا ليس جديدا، لكن الجديد هو أن قبضة حزب الله الاقتصادية والسياسية على لبنان بدأت بالضعف، مما يعطي إدارة بايدن فرصة لتغيير النهج الفاشل تجاه لبنان. وحتى لو ظلت النخبة السياسية مدينة بالفضل له، إلا أن الحزب لم يعد يتمتع بالشعبية والدعم الذي كان يحظى به من قبل بين الشيعة. وبات الكثير منهم يهتم بالتجارة وليس بالمقاومة التي يرفع شعارها. فالجيل الشاب في لبنان ولد في مرحلة ما بعد الحرب الأهلية والسيادة السورية على لبنان التي ساعدت حزب الله على الوصول إلى السلطة، ومع ذلك لم تتغير السياسة اللبنانية كثيرا خلال العقد أو العقدين الماضيين وكذا قواعد اللعبة الأمريكية في التعامل مع أزمات لبنان المتقطعة. وسنحت اليوم فرصة كي تغير إدارة بايدن المدخل وتستفيد من ضعف الحزب وتحدث التغيرات التي تريدها.
وبدلا من التركيز كما فعلت في الماضي على المؤسسات اللبنانية الفاشلة عليها الاستثمار بقادة الأعمال والناشطين الذين يشعرون بالإحباط المتزايد من حزب الله. وبهذا ستكون الولايات المتحدة قادرة على تقوية شيعة لبنان الذين يريدون التغيير ويصبح لديهم القوة للقيام به. ومنذ ظهور حزب الله قدم نفسه لشيعة لبنان بأنه الحامي والمزود لهم. وقام الدعم الشعبي له على ثلاثة أعمدة: تقديم الخدمات الاجتماعية ومقاومة الاحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان وتأكيد هوية شيعية مشتركة. وتراجعت اليوم شبكة الدعم الاجتماعي للحزب بسبب العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على إيران. وفقدت فكرة المقاومة وهجها بعد تدخل الحزب في سوريا لحماية نظام بشار الأسد، أما الهوية الشيعية فلم تعد المعلم الذي يربط الكثير من اللبنانيين بالحزب، في وقت باتت فيه الطائفة تشعر بالعزلة في المنطقة.
وفي عام 2019 خرج اللبنانيون من كل الطوائف للاحتجاج على الأزمة الاقتصادية والسياسية وللمطالبة بتغيير النظام القائم على المحاصصة الطائفية. وظهرت منذ ذلك الوقت الكثير من البدائل القوية عن الحزب وبدأت بالتعبير عن مواقف معارضة. وتشمل هذه شبكات رجال أعمال وطلاب شاركوا في التظاهرات التي عارضها الحزب وكذا الناشطين الأذكياء على منصات التواصل الاجتماعي والمهنيين الشباب الذين لا يتذكرون أي شيء عن سنوات ما بعد الحرب الأهلية والتي جلبت الحزب إلى المجال السياسي. وما يهم هذه الجماعات هي الأمور الاجتماعية والاقتصادية وليست مهتمة بالسياسة أو الأيديولوجيا. وفي الوقت نفسه بات الاقتصاد الموازي الذي أقامه الحزب ينهار بسبب تراجع الدعم المالي الإيراني ومشاركات الحزب في النزاعات العسكرية الإقليمية التي جففت خزينته، كل هذا حد من قدرته على توفير الخدمات الاجتماعية والوظائف في القطاع غير العسكري.
وهناك ملامح عن تصدع بين الحزب وقاعدته الدعم التقليدي له. وهو في نزاع متواصل مع حركة أمل التي طالما تحالفت معه. وتعرض حلفاء له آخرون للعقوبات الأمريكية بعدما كشفت التظاهرات في 2019 عن فسادهم. وفي دراسة مسحية أجريت هذا العام وجدت أن التيار الوطني الحر، الحليف المسيحي الرئيسي لحزب الله لا تتعدى شعبيته بين المسيحيين عن 15%. ويعاني الحزب من تباين في داخله بين صفوف المقاتلين وغير المقاتلين. فمن جهة يدفع الحزب رواتب المقاتلين بالدولار أما الموظفين في القطاعات المدنية فيحصلون على رواتبهم بالليرة اللبنانية التي فقدت 90% من قيمتها. وبناء على هذا، فظهور الجماعات الجديدة قد يخرج لبنان من دوامته.
ويشكل الشيعة 30% من سكان لبنان، وهم أهم قطاع لبناء تيار مضاد لحزب الله، لأنهم العماد الرئيسي له. ويمكن للسنة والدروز والمسيحيين دعم بديل عن حزب الله، نظرا لإحباطهم المتزايد من السياسة المحطمة في لبنان. وتقول إنها قابلت الكثير من رجال الأعمال الشيعة في لبنان وأفريقيا والخليج ممن عبروا عن استعداد للعمل مع المجتمع الدولي وبعيدا عن فلك الحزب ومن أجل تقديم قروض ودعم مالي. ويقومون بتوفير الدعم المالي والسياسي للناشطين ومنظمات المجتمع المدني في المدن والبلدات الشيعية، ويهدفون لبناء جذور سياسية حماية لأنفسهم من العقوبات عليهم وإبعاد أنفسهم عن الحزب.
وقبل اغتياله بداية العام الحالي كان الناشط السياسي والمفكر لقمان سليم يعمل وعن قرب مع هذه الجماعات ومنظمات المجتمع المدني ورجال الأعمال. ويعطي هذا الحماس طريقا جديدا وفرصة للولايات المتحدة والمجتمع الدولي. وبدلا من استمرار دعم المؤسسات اللبنانية التقليدية الضعيفة والتي يسيطر عليها حزب الله، على الولايات المتحدة الاستثمار في هذه الجماعات غير الرسمية. وستكون النتيجة منظمات مجتمع مدني مشكلة بشكل جيد وتتمتع بعلاقات مع المؤسسات الأمريكية والأوروبية والدولية وتركز على خلق فرص اقتصادية وتقوي الأصوات السياسية الجديدة وتمنح بديلا ذا معنى عن حزب الله للشيعة الذين يشعرون بالإحباط.
ويجب أن تضم الجماعة رجال أعمال وشيعة في الشتات وناشطين وشخصيات شيعية مؤثرة. ويمكن أن تعمل المؤسسات المانحة في الولايات المتحدة والبنك الدولي وصندوق النقد الدولي مع هذه الجماعة لتشكيل وتطوير إدارتها. وما يهم هو أن يتم كل هذا خارج مؤسسات الدولة والأحزاب السياسية. ويجب على المجتمع الدولي التركيز على الخدمات الأساسية في مجال الاقتصاد، والصحة، وحماية الناشطين والصحافيين. ويتم عمل هذا من خلال دعم المبادرات الخاصة والمنظمات الشعبية التي تعمل على توفير الخدمات في المجتمعات الصغيرة والمنظمات الإعلامية المستقلة.
ويعد توفير الفرص الاقتصادية مهما نظرا لانهيار القطاع الخاص في لبنان واختفاء الطبقة المتوسطة تقريبا. وبات الشيعة بين خيار الاعتماد على حزب الله الذي يوفر الأعمال أو الجوع. وهذا لا يعني توقف الولايات المتحدة عن دعم مؤسسات مثل الجيش وتقديم الدعم الإنساني، ولكن يجب تكييف الوضع بطريقة تتواءم مع مدخل دعم مؤسسات المجتمع المدني. كما ويجب أن يكون الدعم بطريقة لا يفيد الدوائر الموالية لحزب الله في الجيش وهي المتهمة باستهداف الناشطين. ويمكن أن تشرط واشنطن الدعم بحماية الناشطين كما ويجب عدم تقديم الدعم الإنساني للمنظمات غير الحكومية المرتبطة بالأحزاب السياسية القوية. وبالتوازي مع كل هذا يمكن للولايات المتحدة مواصلة فرض العقوبات على الساسة الفاسدين، من خلال قانون ماغنستكي مثلا.
وما يتفق عليه كل من حزب الله وإيران هو القوة الناعمة، ففي الوقت الذي تدعم فيه الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون الأحزاب السياسية وتقدم الدعم الأمني للجيش وبرامج التنمية، مولت إيران مجتمع الأعمال الشيعة والمنظمات الإعلامية والتعليمية والمبادرات غير التقليدية مثل الأمن الإلكتروني والموسيقيين وجماعات الشباب المؤيدة لإيران، مثل كشافة المهدي. وهو ما أدى لخلق اقتصاد مواز. ومع ضعف القوة الناعمة لحزب الله فهناك فرصة مماثلة للولايات المتحدة لكي تستخدم نفس الوقت وتساعد على خلق فرص عمل. وانتظار تغير حزب الله والطبقة السياسية هو مضيعة للوقت، لكن ما يتغير هو المجتمع اللبناني، ولدى أمريكا فرصة للاستفادة من هذه التغيرات والاستثمار بالمجتمع المدني والمساعدة على ظهور بديل قابل للحياة عن حزب الله.
=========================