الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 22/6/2016

سوريا في الصحافة العالمية 22/6/2016

23.06.2016
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
عناوين الملف
  1. "لوموند" الفرنسية :اتفاق بين "لافارج" وتنظيم الدولة بسوريا.. النفط مقابل الحماية
  2. واشنطن تايمز: ستة جيوش لتنظيم الدولة بثلاث قارات
  3. خبير إسرائيلي: تقدير نهاية تنظيم الدولة سابق لأوانه
  4. فايننشال تايمز :هاس: ما تأثير مذكرة الدبلوماسيين في موقف أوباما من سوريا؟
  5. حرييت دايلي نيوز :علاقات النفط التركية الإيرانية تنتظر نتائج الانتخابات الأمريكية
  6. أتلانتيك كاونسل: بشار الأسد يخوض حرب (داعش) بحثا عن الشرعية الدولية
  7. جيوبوليتيكال فيوتشرز: لماذا لا توجه الولايات المتحدة ضربات جوية إلى نظام (بشار الأسد)؟
  8. ستراتفور: المناورة الروسية (الوقحة) في سوريا
  9. (فورين بوليسي) 9/6/2016 :هل تستطيع الولايات المتحدة لجم ميليشيات إيران في معارك العراق؟
  10. (نيوزويك) 19/6/2016 :كيف يختلف "داعش" عن طالبان؟
  11. وورلد تريبيون: مواجهة بين الطيارين الروس والأمريكيين في الأجواء السورية
  12. «نيويورك تايمز»: مسار «كيري» في سوريا لن ينهي الحرب
  13. "واشنطن تايمز": نفوذ بوتين يتوسع في الشرق الأوسط
 
"لوموند" الفرنسية :اتفاق بين "لافارج" وتنظيم الدولة بسوريا.. النفط مقابل الحماية
باريس- أ ف ب# الأربعاء، 22 يونيو 2016 09:37 ص 00
أوردت صحيفة "لوموند" الفرنسية الثلاثاء، أن شركة الإسمنت الفرنسية "لافارج" حاولت في 2013 و2014 تشغيل مصنعها في سوريا "بأي ثمن"، حتى "عبر ترتيبات مقلقة لا يصح ذكرها مع التنظيمات المسلحة المجاورة، ومنها تنظيم الدولة".
ودون التطرق مباشرة إلى ماهية الترتيبات مع تنظيم الدولة، ردت "لافارج"، التي اندمجت مع شركة "هولسيم" السويسرية في 2015 لتشكيل شركة عملاقة لمواد البناء، بالقول إن "الأولوية المطلقة لدى لافارج كانت دوما ضمان أمن وسلامة موظفيها".
وتتعلق هذه المعلومات بمعمل الجلبية للإسمنت على بعد 150 كلم شمال شرق حلب، الذي اشترته لافارج في 2007 ثم شغلته في 2011.
وقالت الصحيفة: "حتى 2013، استمر الإنتاج رغم تفاقم انعدام الاستقرار في المنطقة، بسبب الحرب الأهلية التي بدأت في 2011".
وأضافت أنه "اعتبارا من ربيع 2013" سيطر تنظيم الدولة "تدريجا على المدن والطرق المحيطة بمعمل لافارج".
وتابعت: "كشفت رسائل إلكترونية صادرة عن إدارة لافارج في سوريا، نشر موقع زمان الوصل السوري المقرب من المعارضة عددا منها وتمكنت لوموند من الاطلاع عليها، ترتيبات للشركة مع التنظيم الجهادي كي تتمكن من مواصلة الإنتاج حتى 19 أيلول/ سبتمبر 2014، تاريخ سيطرته على المنشأة وإعلان الشركة وقف كل الأعمال".
وفي إطار سعي "لافارج" إلى ضمان وصول عمالها ومنتجاتها إلى المنشأة، فقد كلفت المدعو أحمد جلودي بـ"الحصول على تصريحات مرور من تنظيم الدولة ليسمح بمرور عمالها على الحواجز"، وفق "لوموند".
وأجازت رسائل إلكترونية متبادلة "الاستنتاج أن إدارة لافارج كانت على علم بهذه الجهود"، بحسب الصحيفة.
وأضافت "لوموند" أن الدليل الآخر هو "تصريح مرور يحمل ختم تنظيم الدولة ومدير المالية في ولاية حلب بتاريخ 11 أيلول/ سبتمبر 2014 "يشهد على اتفاقات مع تنظيم الدولة لإجازة حرية نقل المواد".
ولجأت "لافارج" من أجل إنتاج الإسمنت إلى "وسطاء وسماسرة كانوا يبيعون النفط الذي كرره التنظيم مقابل شراء تصاريح وتسديد ضرائب"، بحسب الصحيفة.
وعصر الثلاثاء، أكدت مجموعة "لافارج هولسيم" بحسب الوكالة الفرنسية، تشغيل معمل الإسمنت في الجلبية "بين 2010 و2014"، دون التطرق إلى موضوع الترتيبات مع التنظيم.
وقالت الشركة: "حين اقتربت المعارك من منطقة المعمل، كانت الأولوية المطلقة لدى لافارج دوما ضمان أمن وسلامة موظفيها، فيما جرى بحث إغلاق المنشأة".
وتابعت بأنه عند تعليق العمل في المصنع في أيلول/ سبتمبر 2014، فقد "كان قد تم إجلاء جميع الموظفين، ومنحهم عطلة مدفوعة، ومنعهم من دخول المصنع".
وأضافت أنه "في كانون الأول/ ديسمبر 2015، ونظرا إلى تطورات الوضع في سوريا، فقد اتخذ قرار بتطبيق خطة تشمل تسريح موظفين، إلى جانب نقل بعض العاملين إلى وحدات أخرى في المجموعة عندما يتاح ذلك".
 
======================
واشنطن تايمز: ستة جيوش لتنظيم الدولة بثلاث قارات
أعد تنظيم الدولة على الأقل ستة جيوش عاملة خارج قاعدته بسوريا والعراق أصبحت مهددا للحكومات في أفريقيا والشرق الأوسط وأفغانستان، ورغم الضغوط التي يواجهها بسوريا والعراق فإنه لا يزال يتمتع بالقدرة على تهديد أميركا أيضا.
هذا ما ورد بصحيفة واشنطن تايمز نقلا عن آخر تقرير لهيئة البحوث بالكونغرس الأميركي الذي أشار إلى أنه وبدلا من أن يتضاءل التنظيم، فقد أصبح ينتشر على نطاق العالم بجذبه موجات من المؤيدين له في كل من ليبيا ومصر ونيجيريا والسعودية واليمن وأفغانستان.
وقالت الصحيفة إن حقيقة وجود ستة جيوش تعمل بثلاث قارات، بالإضافة إلى مختلف الخلايا بأوروبا والولايات المتحدة أمر يخالف التقارير المتفائلة التي تصدرها إدارة الرئيس باراك أوباما حول احتواء التنظيم.
لم يضعف
وأضافت بأن ما يعزز تقرير الكونغرس ويخالف الرسالة الإيجابية التي يسعى البيت الأبيض لنشرها، أن مدير الاستخبارات المركزية الأميركية جون برينان أبلغ لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ الأسبوع الماضي أنه وفي الوقت الذي فقد فيه تنظيم الدولة أراضي بالعراق وسوريا وآلاف المقاتلين هناك، فإن قدرته على إدارة هجمات إرهابية أو الحث عليها لا تزال كبيرة.
وقال برينان إن الجهود الأميركية لإضعاف قدرة التنظيم وطول يده في العالم لم تثمر بعد، وإن تحدي التنظيم لأميركا وقواتها المنتشرة في العالم لا يزال كبيرا.
وأوضح تقرير الكونغرس أن الجيوش الستة للتنظيم هي تلك الموجودة في سيناء، وليبيا، ونيجيريا (بوكو حرام) وأفغانستان والسعودية واليمن، مشيرا إلى أن مسلحيه في سيناء لديهم صواريخ محمولة مضادة للطائرات، وعددهم نحو ألف، ودعوتهم الجاذبة هي أنهم يوما ما سيغزون إسرائيل.
في ليبيا
وأضاف أن التنظيم في ليبيا هو الأكثر عددا خارج سوريا والعراق (نحو ستة آلاف مقاتل)، ويهدد حكومة طرابلس الهشة هناك، لكنه بدأ يواجه ضغوطا من القوات الحكومية التي سيطرت على أغلب أجزاء مدينة سرت الساحلية.
وفي نيجيريا، أعلنت جماعة بوكو حرام ولاءها للتنظيم، وفي أفغانستان للتنظيم الآن ثلاثة آلاف مقاتل، رغم أنه كان في بدايته لا يجد اهتماما من أميركا وغيرها، لكنه أثبت أنه قادر على اجتذاب أعضاء يمكنهم تنفيذ مذابح كبيرة، وأن مئات من أعضاء طالبان قد تحولوا إليه، وأصبح يسمي نفسه "تنظيم الدولة -ولاية خراسان".
وأشارت الصحيفة إلى أن الكاتب روبرت ماغينيس المختص في شؤون "الجهاد" قال إن واشنطن سمحت لتنظيم الدولة بأن يتضخم قبل أن تبدأ حملة جوية وبرية ضده في 2014، بعد أن أصبح صعب المراس.
 
======================
خبير إسرائيلي: تقدير نهاية تنظيم الدولة سابق لأوانه
قال أستاذ دراسات الشرق الأوسط بجامعة تل أبيب آيال زيسر إن الحديث المتزايد عن نهاية تنظيم الدولة الإسلامية ما يزال بعيدا، رغم مواصلة الإنجازات العسكرية والانتصارات التي يحققها العالم على التنظيم في العراق وسوريا.
وأضاف البروفيسور الإسرائيلي أن القوات الحكومية العراقية نجحت في دخول مدينة الفلوجة بعد حرب استنزاف دامية، في حين تشهد سوريا تقدما للقوات الكردية المدعومة من الولايات المتحدة الأميركية لفصل تواجد قوات تنظيم الدولة عن الحدود التركية.
كما تشهد سوريا تقدم قوات بشار الأسد مع المليشيات التابعة لإيران وحزب الله بغطاء من سلاح الجو الروسي، باتجاه مدينة الرقة، عاصمة تنظيم الدولة.
وأشار المستشرق الإسرائيلي إلى أن هذه التطورات دفعت متحدثين باسم الإدارة الأميركية، وفي إسرائيل أيضا، للحديث عن نعي تنظيم الدولة وإعلان أن نهايته باتت على الأبواب.
بل إن بعضهم بدأ يتحدث عن اليوم التالي لسقوط التنظيم، وباتوا يوزعون سوريا ويقسمونها لدول ومناطق حكم ذاتي، مما يعني تحولها لمناطق تأثير ونفوذ بين الدول العظمى المتورطة في الحرب الدائرة داخل سوريا.
حرب استنزاف
وأوضح زيسر أن هذه الأحاديث ستبدو بعد قليل سابقة لأوانها، لأنها تفتقر إلى الحقائق الميدانية على أرض الواقع، فرغم الضربات القوية التي توجهها القوات العراقية والسورية والكردية لتنظيم الدولة، فإنها قد تجد نفسها دخلت حرب استنزاف دامية، وقد تضطر لوقف عملياتها الهجومية ضد التنظيم في ظل خسائرها المتلاحقة.
ووصف الخبير الإسرائيلي ما يجري في العراق وسوريا ضد تنظيم الدولة بأنها عمليات وضربات موضعية لا تعطي بشائر سريعة عن قرب نهاية التنظيم، لأنه لم تنطلق بعد معركة شاملة واسعة تهدف إلى السيطرة على الأراضي التي يحوزها التنظيم، وهي مهمة تبدو أنها فوق طاقة وقدرة القوات المهاجمة المذكورة سابقا.
وأوضح أن الجيش العراقي لا يظهر قدرات عملياتية نوعية ضد التنظيم، حتى بعد إدارته من قبل مستشارين أميركيين وإيرانيين، واضطر للاستعانة بمليشيات شيعية لا تخوض صراعا من أجل الوطن العراقي، بل ترى نفسها جزءا من حرب دينية بين السنة والشيعة، وهو ما يفسح المجال لانتشار حوادث تصفية الحسابات والقتل والابتزاز.
ولذلك فإن أي تقدم للقوات العراقية باتجاه معاقل تنظيم الدولة لن يؤدي إلى انهياره، حسب المتحدث، وإنما لانضمام العديد من الأطراف الداعمة للسنة في العراق.
كما أن أي انتصارات كردية في سوريا ضد تنظيم الدولة سترفع من وتيرة المواجهة الكردية-العربية أو السنية-العلوية، فضلا عن كون القوات الكردية لديها سقف محدود في قدراتها العسكرية، وقوات بشار الأسد آخذة في التراجع، وليست لديها القدرة على خوض معارك في الصحراء السورية، وهناك شكوك كبيرة في أن تنجح هذه القوات في ما فشلت فيه قوات الجيش المصري في شبه جزيرة سيناء ضد تنظيم الدولة.
======================
فايننشال تايمز :هاس: ما تأثير مذكرة الدبلوماسيين في موقف أوباما من سوريا؟
لندن - عربي21 - بلال ياسين# الثلاثاء، 21 يونيو 2016 07:17 م 03
 نشرت صحيفة "فايننشال تايمز" تقريرا لرئيس مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي ريتشارد هاس، علق فيه على مذكرة الدبلوماسيين الأمريكيين، التي قدمت لوزير الخارجية جون كيري عبر قناة المعارضة، وطالبوا فيها الرئيس باراك أوباما بتغيير سياسته تجاه رئيس النظام السوري بشار الأسد، مشيرا إلى أنها جاءت متأخرة.
ويقول هاس: "بعد خمسة أعوام على الحرب الأهلية، و400 ألف قتيل، وتشريد أكثر من 10 ملايين شخص، كتب عشرات من الدبلوماسيين الأمريكيين مذكرة لرؤسائهم، قالوا فيها إن سياسة الولايات المتحدة تجاه سوريا فاشلة، وإن هناك حاجة للتغيير".
ويشير التقرير إلى أن المذكرة أرسلت من خلال قناة التواصل بين الدبلوماسيين من المستوى المتوسط والمسؤولين البارزين، التي أنشئت أثناء الحرب الفيتنامية؛ لحماية الأصوات الرافضة داخل المؤسسة الحاكمة من أفعال انتقامية، لافتا إلى أنها تظل قناة خاصة يتواصل فيها المسؤولون فيما بينهم، مع أن المراسلات تخرج أحيانا للعلن.
ويقول الكاتب: "المفاجأة الوحيدة هي أن المذكرة الداخلية حول سياسة الولايات المتحدة تجاه سوريا لم تظهر مبكرا، وكانت هناك فجوة كبيرة بين الأهداف التي عبرت عنها الولايات المتحدة وما استعدت لتحقيقه".
وتلفت الصحيفة إلى دعوات الإدارة المبكرة لرحيل النظام، مع أنها لم تتحرك للإطاحة به والتعجيل برحيله، كما حذرت الإدارة الأسد من استخدام أسلحته الكيماوية، إلا أنه لم يدفع الثمن عندما تحدى الإنذار الأمريكي أو "الخط الأحمر".
ويفيد التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، بأن الولايات المتحدة فشلت في الوقت ذاته في بناء قوة سنية محلية؛ نظرا لتناقض الأهداف، حيث إن المعارضة تريد التركيز على الأسد، أما الهدف الأمريكي الرئيسي فهو العمل على إضعاف تنظيم الدولة، مشيرا إلى أن هذا زاد من الأزمة الإنسانية سوءا، وأدى إلى تصعيد إيران وروسيا من جهودهما لدعم الأسد، ولم تنجز المحادثات الدبلوماسية إلا القليل.
ويجد هاس أن "الفكرة من دعوات الموقعين على المذكرة هي توجيه ضربات بصواريخ كروز على أهداف النظام الثمينة، التي يستخدمها لضرب المدنيين، حيث إن المعارضة ستحظى بالدعم، وينضم إليها جنود جدد من خلال الضغط على النظام، ويتغير بالتالي الميزان العسكري، الذي سيتحول إلى تسوية سياسية مرضية لطرفي النزاع، وقد تزيد الولايات المتحدة من دعمها لجماعات مختارة من المعارضة السنية، وترسل مزيدا من القوات الخاصة".
وتذكر الصحيفة أن الموقعين على المذكرة يأملون بأن يدفع النهج الأمريكي الجديد الروس لإعادة النظر بموقفهم من النظام السوري، لافتة إلى أن وجود غارات جوية ضد النظام، بالإضافة إلى دعم المعارضة، قد يؤديان إلى توفر مناطق آمنة، يعود إليها السكان المدنيون.
وينوه التقرير إلى المخاطر التي قد تنشأ عن تدخل أمريكي، فقد يقرر الروس والإيرانيون تقويض أي فعل عسكري أمريكي، عبر زيادة جهود دعم النظام، مشيرا إلى أن التدخل قد يجبر الولايات المتحدة على تصعيد العمل العسكري.
ويرى الكاتب أن "هناك احتمال حدوث مواجهة مباشرة بين الولايات المتحدة وروسيا، أو سقوط الأسد قبل ظهور بديل حقيقي له، ما سيدخل سوريا في فوضى أكبر من تلك التي تعيشها، ويفتح المجال أمام استغلال تنظيم الدولة للوضع".
وتعلق الصحيفة قائلة: "لهذه الأسباب كلها، فإن رسالة الرافضين داخل الإدارة لن تترك أثرا كبيرا على إدارة أوباما، التي تشكل السياسة الخارجية من البيت الأبيض، وليس من وزارة الخارجية".
ويشير التقرير إلى أن المذكرة ظهرت في الأيام الأخيرة لأوباما، حيث لم يتبق له سوى سبعة أشهر، لافتا إلى أنه لا يظهر ميلا لتغيير مسار السياسة التي تبناها تجاه سوريا منذ اندلاع الحرب عام 2011، بل إنه لا يزال ملتزما بتخفيض المشاركة الأمريكية في الشرق الأوسط.
ويخلص هاس إلى أن "أهم ما في مذكرة الـ 51 دبلوماسيا، أنهم تحدوا وقالوا الحقيقة، وحتى لو رفضت دعواتهم الآن، فقد يرحب بها الساكن القادم للبيت الأبيض، خاصة أن كانت هيلاري كلينتون أظهرت عندما كانت وزيرة للخارجية استعدادا لاستخدام القوة لتحقيق أهداف السياسة الخارجية الأمريكية".
======================
حرييت دايلي نيوز :علاقات النفط التركية الإيرانية تنتظر نتائج الانتخابات الأمريكية
نشر في : الأربعاء 22 يونيو 2016 - 12:00 ص | آخر تحديث : الأربعاء 22 يونيو 2016 - 12:37 ص
g_72358
  – إيوان24
برزت إيران كمورد بديل للنفط لتركيا في العام 2016، مما مكّن أنقرة من تخفيض كمية النفط الخام التي يتم شراؤها من روسيا بدرجة كبيرة. وكانت ايران قادرة على الاضطلاع بهذا الدور الحيوي لتركيا بسبب الطفرة الكبيرة التي حققتها في إنتاج النفط الإيراني منذ تنفيذ خطة العمل المشترك الشاملة في شهر يناير، وهو الاتفاق بين ايران ودول 5+1 الذي أدى إلى رفع العقوبات الدولية عن صناعة النفط الايرانية. ومع ذلك، بالنسبة لإيران ولكي تستمر في لعب هذا الدور الاستراتيجي للتخفيف من وطأة اعتماد تركيا على صادرات النفط الروسية، سوف تحتاج طهران إلى زيادة إنتاج النفط. وتعتمد قدرة إيران على القيام بذلك والجدول الزمني لتنفيذ هذا الأمر – إلى حد كبير – على نتيجة الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
وعلى الرغم من أن العراق كان أكبر موردي النفط الخام إلى تركيا في العام 2015، بنسبة 46 % من واردات النفط التركية، جاءت كل من إيران وروسيا في المرتبة الثانية من قائمة أكبر مصدري النفط الخام إلى تركيا، بنسبة 39 % من واردات النفط الخام التركية. وبحسب هيئة تنظيم سوق الطاقة التركية، شكّل  النفط الإيراني 20 % من واردات النفط التركية في العام 2015 ، في حين شكلت واردات روسيا 19 %. ومع ذلك، انخفضت واردات النفط التركية من روسيا إلى 10.5 % في الربع الأول من العام 2016، في حين ارتفعت الواردات القادمة من إيران إلى 23.5 % من مزيج إمدادات النفط المستوردة لتركيا.
وعلى الرغم من زيادة واردات تركيا النفطية أيضا من المملكة العربية السعودية، إلا أن مساهمة طهران من الامدادات النفطية إلى تركيا تشكل أكثر من ضعف امدادات الرياض. حيث أصبحت طهران في موقف يمكنها من زيادة الصادرات إلى تركيا بسبب الارتفاع الكبير في انتاج النفط الايراني بعد رفع العقوبات. وقبل فرض عقوبات العام 2012 على طهران، كانت إيران تنتج حوالي 4.4 مليون برميل يوميا. وفي شهر يناير، بلغ إنتاجها النفطي حوالي 2.8 مليون برميل يوميا، أو 64 % من مستوى الانتاج قبل فرض العقوبات. ومنذ رفع العقوبات في شهر يناير بموجب تنفيذ خطة العمل المشترك الشاملة، زادت ايران انتاجها من النفط الخام ليبلغ 3.8 مليون برميل يوميا، ويتم تصدير حوالي 53 % من هذا الانتاج، وتسير بخطى ثابتة نحو الوصول إلى مستوى انتاج 4 مليون برميل يوميا بحلول نهاية العام 2016.
وفي الربع الأول من العام 2016، بدأت تركيا في استيراد النفط الخام من الكويت لتصبح بذلك خامس أكبر مورد نفط إلى تركيا بنسبة 8.3 % من واردات النفط التركية. وبذلك، عوضت واردات النفط الكويتية الجديدة إلى حد كبير انخفاض كميات النفط التركية المستوردة من الموردين التقليديين: العراق ومصر وكازاخستان وإيطاليا.
ومع ذلك، لازالت مساهمة إيران في إمدادات النفط إلى تركيا أكبر من المملكة العربية السعودية والكويت مجتمعتين. ومع ذلك، لكي تستمر ايران في امداد النفط إلى تركيا، يعتبر الاستثمار الأجنبي هو المفتاح الرئيسي لكل من تعزيز انتعاش حقول النفط الإيرانية القديمة، وتطوير حقولها الجديدة، ويتأثر الإطار الزمني لكل منهما بالانتخابات الرئاسية الأمريكية الحالية .
وفي حين تحتاج إيران إلى تحسين شروط نماذج تعاقدات النفط الجديدة لجذب المستثمرين وشركات النفط الدولية الأوروبية (شركات النفط العالمية)، وخاصة أن بعض هذه الشركات التي كانت موجودة في قطاع الطاقة الإيراني مثل بريتش بتروليم وايني وريبسول وشل وستات أويل وتوتال، حريصون على الاستثمار في ايران. ولكن تنتظر هذه الشركات العالمية لترى مدى توافق سياسات الرئيس الأمريكي المقبل مع سياسات الرئيس الأمريكي الحالي باراك أوباما. ومع تصريحات أحد المرشحين الرئيسيين للرئاسة بأنه سوف “يعيد التفاوض” على شروط الاتفاق مع إيران، تتردد الشركات الأجنبية كثيرا في اتخاذ قراراتهم الاستثمارية في إيران.
سوف تبدأ فترة ولاية الرئيس المقبل في 20 يناير 2017، وسوف تتبلور سياسته تجاه إيران على الأرجح في غضون  الاشهر الثلاثة الاولى من توليه الرئاسة. وإذا ما استمرت السياسة الأمريكية تجاه إيران على المسار العام الحالي، يمكن أن يتم الانتهاء من قرارات الاستثمار في قطاع الطاقة الإيراني بحلول نهاية العام 2017 أو في عام 2018.
وفي الوقت الذي تسعى فيه تركيا للحفاظ على مستوى منخفض من واردات النفط من روسيا، سوف يتحدد توجه علاقات النفط التركية نحو إيران أو نحو دول الخليج العربي إلى حد كبير عن طريق صناديق الاقتراع الأمريكية.
======================
أتلانتيك كاونسل: بشار الأسد يخوض حرب (داعش) بحثا عن الشرعية الدولية
– POSTED ON 2016/06/22
أتلانتيك كاونسل: ترجمة محمد خالد- الخليج الجديد
قال تقرير لمركز «أتلانتيك كاونسل» للدراسات الاستراتيجية في واشنطن أن العديد من الأحداث الأخيرة في سوريا يشير إلى أن نظام «بشار الأسد» وحلفاءه قد قاموا بتغيير استراتيجيتهم العسكرية بالتركيز على استعادة السيطرة على المزيد من الأراضي من تنظيم «الدولة الإسلامية»، أملا في الحصول على رضاء وشرعية دولية.
وقال التقرير إنه «بالتنسيق مع عمليات القصف على الأراضي التي تسيطر عليها المعارضة في غرب سوريا، يركز الأسد علي استعادة السيطرة على الأراضي التي يسيطر عليها تنظيم «الدولة الإسلامية»، أملا باستعادة الشرعية الدولية، وإجبار الولايات المتحدة وغيرها من الدول التي تدعم المعارضة بتقديم الدعم المباشر أو غير المباشر للنظام في حربه ضد تنظيم الدولة، مما يقوض الدعوات المتكررة للنظام إلى التنحي، والحد من الإدانات لاستهداف النظام العشوائي للمدنيين.
تغير استراتيجية «الأسد»
ويرصد المركز ثلاثة أحداث يري أنها مؤشرات على هذا التغيير في استراتيجية «الأسد»، على النحو التالي:
أولا: ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان في 7 يونيو/حزيران الجاري أن قوات النظام بدأت حملة للاستيلاء على مدينة «الطبقة» كجزء من الحملة التي بدأتها يوم 2 يونيو/حزيران لاستعادة مدينة الرقة، العاصمة المعلنة لتنظيم الدولة.
وتعتبر مدينة «الطبقة» ذات أهمية استراتيجية لأنها تقع على مفترق طرق يربط بين ثلاث محافظات: الرقة وحلب وحماة، والاستيلاء على «الطبقة» يقوم بوضع قوات النظام على بعد 40 كيلومتراً فقط من مدينة الرقة، ويسمح لها بقطع خطوط الإمدادات عن التنظيم، وعزل قوات التنظيم في شمالي حلب.
وحتى الآن، تجنب النظام إلى حد كبير محاربة تنظيم الدولة المتطرف، إذ أنه فضل بدلاً من ذلك استراتيجية أن يدعهم ليقوموا بخدمة مصالحه، وقام بالتنسيق معهم.
ثانيا: خطاب «الأسد» في 7 يونيو/حزيران، والذي وعد فيه باستعادة «كل شبر» من الأراضي سوريا، وهو يشير أيضاً إلى هذا التحول نحو تركيز المعركة ضد التنظيم.
ثالثا: في أعقاب انهيار اتفاق وقف الأعمال العدائية، قامت روسيا باستئناف القصف على نطاق واسع على مدينة حلب، وإراحة قوات «الأسد»، التي ركزت على مناطق تنظيم الدولة
من ترك التنظيم إلى القتال ضده
ويشير التقرير الأمريكي إلى أن نهج نظام «بشار الأسد» في التعامل مع تنظيم الدولة بدأ بترك التنظيم حراً طليقاً للاستفادة منه، ثم بدأ التغيير بقيام قوات النظام، التي يسيطر عليها مقاتلون أجانب من حزب الله والميليشيات الإيرانية والروسية، باستعادة مدينة تدمر من مقاتلي التنظيم في شهر مارس/أذار من هذا العام.
ونوه إلى أنه في ذلك الوقت، قام الطيران الروسي بقصف مواقع تسيطر عليها المعارضة، في مدينة حلب بهدف مساعدة النظام على فرض حصار شبه كامل للمدينة، حيث تم تطويقها من ثلاث جهات وقصف الطريق الرئيسي الذي تسيطر عليه المعارضة في شرق حلب، ما حصر قوى المعارضة في نطاق جغرافي ضيق، ويبدو «الأسد» راضياً بأنه نجح في النهاية باحتواء تهديد الثوار.
استعادة الشرعية
يشدد التقرير على أن ملاحقة تنظيم الدولة الإسلامية الآن هو محاولة من النظام لإعادة بناء شرعيته، حيث يود أن يظهر بأن أولوياته تتماشى مع الجهود الدولية لمكافحة التطرف، ويفرض على الولايات المتحدة والتحالف الدولي ضد التنظيم، تقديم الدعم الضمني للنظام السوري.
ويري أن الضربات الجوية لقوات التحالف الدولية ضد موارد التنظيم العسكرية وخطوط أنابيب النفط، ومقاتلي التنظيم في سوريا، قامت بإضعاف التنظيم بما فيه الكفاية أمام قوى حركة «سوريا الديمقراطية» التي تدعمها الولايات المتحدة، والتي يسيطر عليها الأكراد، لتقوم باستعادة بعض الأراضي من قوات التنظيم في شمالي سوريا، ولكن ذلك سمح أيضا لقوات النظام وحلفائه بالتحرك ضد التنظيم.
ويؤكد مركز «أتلانتيك كاونسل» أن السباق الآن لاقتلاع تنظيم الدولة من الرقة أصبح عاملاً حاسمًا في المعركة من أجل الشرعية، وإن كان النظام يستطيع تحمل مسؤولية طرد التنظيم من عاصمته المعلنة، فإنه سيستفيد من ذلك معلناً نفسه كبطل دولي في مكافحة الإرهاب.
ويشير التقرير أيضا إلى أن روسيا وإيران مستعدين لتقديم الدعم الكامل لهذه الاستراتيجية، حيث تقوم روسيا بعرقلة عملية التفاوض قدر الإمكان، لأنها تساعد النظام على تشكيل الواقع العسكري في سوريا، باستعادة الأراضي الخارجة عن سيطرته، وتعزيز قبضته على الأراضي الحالية، ومحاربة تنظيم الدولة. كما يؤكد أن الهدف من وراء ذلك هو وضع النظام بنهاية الأمر، في موقف أفضل للمساومة والتفاوض، بينما تضمن تلك الاستراتيجية للأسد أن تكون المعارضة الوطنية في موقف أقل قوة حينها.
تغيير الاستراتيجية سيفيد النظام من أوجه أخرى أيضا تشمل استعادة حقول النفط وآبار الغاز، والأراضي الزراعية، ما يعزز ادعاء «الأسد» أنه وحده من يمكنه أن يقود مرحلة إعادة الإعمار في سورية.
لدى إيران أيضا أسبابها الخاصة لدعم جهود إضعاف تنظيم الدولة، إذ أن ذلك سوف يسمح لإيران باستعادة الطريق البري لشحن الإمدادات إلى وكيلها الحصري في لبنان، حزب الله.
ويشير التقرير إلى أن النظام السوري في سباق الآن، مع قوي أخري منها المعارضة السورية، لاستعادة السيطرة على الأراضي التي يستحوذ عليها تنظيم الدولة، وذلك قبل أن يخسر تلك الفرصة من قبل القوى المتنافسة. حيث استفادت قوي المعارضة من فترة التهدئة مع قوات «الأسد» منذ فبراير/شباط في اكتساب المزيد من الأرض من تحت يد التنظيم في ريف حلب، وأظهرت ولمرة أخرى التزامها في محاربة التنظيم، متفوقة على لامبالاة النظام، ما وضعه في موقف حرج.
ويتساءل المركز: إلى أي مدى سيكون النظام قادراً على الذهاب في مواجهة التنظيم؟ وهل سيقوم التنظيم بتنسيق انسحابه من مناطق معينة والسماح بدخول النظام كما فعل سابقاً في تدمر؟
لكن المؤكد أنه بوجود روسيا وإيران وحزب الله، وفريق مختلط من المليشيات الأجنبية التي تقوم بتقديم الدعم لنظام «الأسد»، بدأ النظام يشعر بأنه استطاع إلى حد ما تحييد تهديد المعارضة، ويمكنه أن يحول اهتمامه نحو استعادة الأراضي المفقودة، إذ أن الهدف النهائي لهذه الحرب في وجهة نظر النظام، ليس فقط مجرد سحق المعارضة، ولكن أيضاً استعادة الشرعية الدولية التي تضمن للأسد تجاهل دعوات التنحي المشهرة في وجهه.
======================
جيوبوليتيكال فيوتشرز: لماذا لا توجه الولايات المتحدة ضربات جوية إلى نظام (بشار الأسد)؟
جورج فريدمان- جيوبوليتيكال فيوتشرز: ترجمة فتحي التريكي- الخليج الجديد
خلال الأسبوع الماضي، قدم ما يقرب من 51 من مسؤولي وزارة الخارجية احتجاجا على السياسة الأمريكية في سوريا.وقد دعوا إلى توجيه ضربات جوية ضد نظام «بشار الأسد»، الذي زعموا أنه انتهك بشكل مستمر جميع اتفاقات وقف إطلاق النار. في ظاهر الأمر، يبدو هذا المطلب معقولا تماما. حافظ «بشار الأسد» ووالده «حافظ الأسد» على السلطة في سوريا منذ عام 1970 من خلال القمع والممارسة الدورية للإرهاب. واستنادا على دعم الأقلية العلوية في سوريا، فقد تم تأسيس قوة عسكرية وأمنية قامت بانتهاك كل معايير السلوك الإنساني القويم.
في عام 1982، قام «حافظ الأسد» بقمع الاحتجاجات التي اندلعت في حماة مما أودى بحياة ما بين 10 آلاف إلى 20 ألف شخص. قام «بشار الأسد» بشن حملة لا تقل وحشية في أعقاب انتفاضة عام 2011 تسببت في بدء الحرب الأهلية التي لا تزال مستعرة إلى الآن.
ليس هناك شك في أن العالم سيكون مكانا أفضل من دون «الأسد». شن حملة من القصف ضد دمشق حتى يتم تدمير النظام هو أمر مبرر من الناحية الأخلاقية. وإذا كان يمكن لهذا القصف أن يتسبب في تغيير سياسة نظام «الأسد» تجاه المتمردين، فإن من شأنه أن يكون ذا قيمة هائلة.
ولكن المشكلة هنا ذات بعد ثلاثي. أولا: من الذي سيتولى مهمة هذا القصف. ثانيا: أعداد المدنيين الذين سوف يذهبون كضحية له، وكيف سيستجيب أنصار الانتفاضة وغيرهم ممن يطالبون بالتحرك لوقف وحشية الأسد لهذه الوفيات. وأخيرا، والأهم من ذلك، إذا أجبرت حملة جوية على الإطاحة بـ«الأسد» فكيف سيكون الوضع بعد ذلك.
مع البداية من السؤال الأخير فإن نموذج ليبيا يبدو حاضرا أمامنا. كان «معمر القذافي» بالطبع يتنافس مع عائلة «الأسد» و«صدام حسين» لنيل لقب السفاح الأكثر وحشية في المنطقة. تم قتل «القذافي» وتدمير نظامه إلا أن ذلك لم يتبعه إقامة الديمقراطية الليبرالية. بدلا من ذلك، فقد دخلت البلاد في حرب أهلية لم تكن أقل وحشية من سيطرة «القذافي» على السلطة. بينما تعاني البلاد منذ سنوات من الحرب والفقر.
سوريا بالتأكيد هي حالة مختلفة. لا يمكن القول إن «الأسد» نجح في فرض النظام من خلال الإرهاب في سوريا. ولكنه حكم بالرعب دون أن ينجح في فرض النظام. ومع ذلك، فإنه من المفيد النظر في ما قد يتبع الضربات الجوية. هناك 3احتمالات لهذا السيناريو، الأول هو أن «الأسد»، الذي ستصيبه الصدمة بفعل الأزمات، سوف يوقف الحرب. الثاني أنه قد يستغل هذه الغارات الجوية كمبرر لمواصلة الحرب. أما الثالث فهو أن الضربات الجوية سوف تكون فعالة بما يكفي لتتسبب في انهيار النظام.
تبدو النتيجة الأولى غير محتملة. «الأسد» يقاتل من أجل حياته، وحياته تعتمد على ثقة الجيش في وعوده بتحقيق النصر. يعرف الجيش أنه إذا ما تم كسر قوته، فإن الجنود سوف يتم ذبحهم من قبل أعدائهم. تولد هذه المخاوف إرادة متجددة للجيش والنظام لأجل الاستمرار. بمجرد أن يقدم «الأسد» التنازلات فسوف تبدأ متوالية الهزائم. يبدو «الأسد» في حالة لا توجد فيها أرضية مشتركة بين الحرب التي لا ترحم وبين الهزيمة الكارثية. قد ينهار النظام والجيش، لكنهم لن يسمحوا لأنفسهم بالظهور بمظهر الضعف.
فكرة توجيه ضربة جوية تجبر «الأسد» على احترام اتفاقات وقف إطلاق النار هي فكرة تفشل في فهم الوضع الخاص بـ«الأسد». ولذلك، فإن الخيار الوحيد هو استخدام القوة الجوية لكسر النظام. على افتراض أن ذلك من الممكن، فإن السؤال سوف يدور حول عما إذا كانت هذه الفكرة جيدة من الأساس.
في بداية الحرب الأهلية، كانت هذه الفكرة مناسبة بشكل كبير. الآن، هناك العديد من المتنافسين على السلطة وعلى رأسهم «الدولة الإسلامية». «الدولة الإسلامية» تتخلى عن الأرض الآن وربما يكون ذلك بهدف الحفاظ على قواتها من أجل حشد هجوم استراتيجي مضاد. وحتى لو كانت هذه الفكرة خاطئة، فإنه لا يوجد بعد دليل على أن «الدولة الإسلامية» في طريقها للهزيمة.
تواجه الولايات المتحدة وضعا في سوريا مشابها لذلك الوضع الذي واجهته في العراق. هناك قوة شيعية وقوة سنية، وكلاهما معاد للولايات المتحدة. لا يمكن للولايات المتحدة أن تحارب كلا القوتين في وقت واحد. وكانت الخطة تكمن في محاولة التوصل إلى تفاهم سياسي مع زعماء السنة واستخدام ذلك لفرض هدنة على الميليشيات الشيعية. ولكن محاربة كلا الجانبين في وقت واحد هو أمر مستحيل من الناحية الاستراتيجية نظرا لحجم القوة التي يتطلبها.
في سوريا، تواجه الولايات المتحدة كلا من نظام «الأسد» و«الدولة الإسلامية» وكلاهما معاد لها بطريقة ما. هناك مجموعة مختلطة من جماعات المعارضة، من مختلف المذاهب والقدرات. كل من الروس والأتراك يلعبون لعبتهم الخاصة. إذا تم تدمير نظام «الأسد»، فمن الذي سوف يملأ الفراغ. هذا هو السؤال الذي يتعين إجابته.
باستثناء إذا ما كانت الولايات المتحدة تسعى إلى قتال «الدولة الإسلامية» في ذات الوقت الذي تحاول فيه إعادة تنظيم فوضى مقاتلي المعارضة وإدارة سوريا بنفسها، فإن على الولايات المتحدة أن تتجنب انهيار النظام. هؤلاء المنشقون من مسؤولي وزارة الخارجية لا يطلبون ضربات جوية لتدمير النظام ولكن لمجرد إجباره على الموافقة على الهدنة. وأود أن نفترض أنهم يفهمون الفوضى المحتملة التي ستنجم، لكن الضربات الجوية ليست أسلحة جراحية كما يراها البعض ولا يمكن التنبؤ بدقة بنتائجها.
عبر تخفيض الحرب السورية إلى لعبة من لاعبين يكون لدينا «الأسد» في ناحية و«الدولة الإسلامية» على الناحية الأخرى. الذهاب إلى الحرب مع كلا الطرفين في نفس الوقت يمكن أن يؤدي على عواقب وخيمة. الذهاب إلى الحرب بالتتابع هو أمر أكثر منطقية وينبغي عليك ساعتها أن تدمر القوة الأكثر خطورة أولا. ساعتها يمكن للقوة الأخرى أن تستسلم من تلقاء نفسها أو على الأقل فإنه سيكون من السهل ضبط إيقاعها. السيطرة على وتيرة الحرب أمر ضروري، لأنها تسمح لك بنشر قواتك بحكمة. شن هجمات جوية على «الأسد» الآن يمكن أيضا يمكنه أن ينشئ وتيرة تتسبب في هزيمة الولايات المتحدة.
المثال الأعظم على القتال المتسلسل هو قرار «فرانكلين روزفلت» بالتحالف مع «ستالين». عرف «روزفلت» أن «هتلر» و«ستالين» كانا على نفس القدر من الوحشية. ولكنه كان يعي أيضا أنه إذا ذهب إلى حرب كل منهما في نفس الوقت فإنه من المرجح أنه سوف يخسر. وكان من الواضح أيضا أنه وعى أن السماح لـ«ستالين» بمواصلة القتال سوف يؤدي في نهاية المطاف إلى نصر أقل تكلفة بالنسبة إلى الولايات المتحدة. اختار «روزفلت» أن يتحالف مع وحش من أجل هزيمة وحش آخر يعادله أخلاقيا ولكنه كان أكثر خطورة.
قد يتسبب هذا في بعض الارتداد. ولكن «الأسد» مهما كان فإنه لن يكون مثل «ستالين». ليست هناك حاجة للتحالف مع «الأسد». ورغم ذلك فإنه تدميره في هذا الوقت سوف يكون سابقا لأوانه. عند هذه النقطة، فإن مرحلة ما بعد «الأسد» في سوريا سوف تؤدي إلى نتائج أسوأ من تركه. إذا كنت تشك في ذلك، فإن يكفي النظر إلى نتائج سقوط «القذافي» و«صدام حسين».
الأشخاص الذين لا يضعون في الاعتبار الوضع الاستراتيجي الأوسع قد يفضلون الضربات الجوية ضد «نظام الأسد» لدوافع أخلاقية. ولكن عندما ننظر إلى الوضع الاستراتيجي، فإن هناك العديد من الضرورات الأخلاقية التي لا يمكن التعامل معها في وقت واحد. يجب أن نأخذ في الاعتبار مثال نهج «روزفلت – ستالين». على الأولويات أن تأتي أولا، والآن فإن «الدولة الإسلامية» تبدو أكثر خطورة من «نظام الأسد»
======================
ستراتفور: المناورة الروسية (الوقحة) في سوريا
ستراتفور: ترجمة فتحي التريكي- الخليج الجديد
سواء أكانت حيلة للفت نظر الولايات المتحدة التنسيق مع قواتها أو محاولة لتقويض أحد الجماعات المتمردة التي تمثل تهديدا محتملا، فمن المؤكد أن روسيا قد اتخذت خطوة جريئة في سوريا قبل أيام قليلة. قامت الطائرات الروسية بسلسلة من الغارات الجوية في 16 يونيو/حزيران ضد قوات الجيش السوري الجديد المدعومة من الولايات المتحدة بالقرب من مخيم التنف، وهو المعبر الحدودي بين العراق وسوريا قرب الأردن. نفت روسيا لاحقا قيامها بهذا الهجوم على الرغم من أن مقاطع الفيديو تظهر آثار الدمار وبقايا القنابل العنقودية الروسية في الموقع. وقد فصلت الولايات المتحدة كيف قامت بإرسال طائرات مقاتلة لتحذير مقاتلات سو-34 الروسية التي عادت بعدها إلى الموقع لتنفيذ المزيد من الهجمات بعد مغادرة الطائرات الأمريكية للتزود بالوقود. ومهما كانت طريقة النظر إلى الأمر، فإن هذه الخطوة تعد خطوة وقحة من جانب روسيا.
تحليل
الروس وحلفاؤهم من الموالين في سوريا يقومون بانتظام بشن غارات جوية على القوات المتمردة المدعومة من الولايات المتحدة في سوريا. ولكن حتى عملية قصف مخيم النتف، فإن هذه الغارات لم تكن تستهدف الفصائل التي تتولى فقط محاربة تنظيم «الدولة الإسلامية» مثل الجيش السوري الجديد. والجيش السوري الجديد هو قوة صغيرة نسبيا تم تدريبها وتجهيزها بشكل رئيسي من قبل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والأردن بالقرب من الحدود الأردنية في المناطق الصحراوية في جنوب شرق سورية، حيث يجري التخطيط للاستيلاء على المزيد من الأراضي من قبضة تنظيم «الدولة الإسلامية» باتجاه دير الزور.
يتلقى الجيش السوري دعما جويا كبيرا من قبل قوات التحالف وغالبا ما ينتشر بعض أفراد القوات البريطانية والأردنية بين صفوف قواته بصفة استشارية، لذلك فإن الضربات الجوية الروسية تحمل بين طياتها خطرا كبيرا بالتصعيد. لكن أهداف روسيا الاستراتيجية في المنطقة كانت دافعا قويا لتنفيذ مثل هذه الضربات الجوية مهما بلغت درجة خطورتها. وتسعى روسيا إلى إجبار الولايات المتحدة على التعاون مع قواتها منذ بداية تدخلها في الصراع السوري. وقد انضمت إلى مفاوضات إنهاء القتال أملا في أن العملية من شأنها أن تسفر عن تفهم مع الولايات المتحدة حول القضايا الجوهرية الأخرى، بما في ذلك العقوبات والنزاع في أوكرانيا. وفي حال نجحت موسكو في إجبار الولايات المتحدة على التنسيق والعمل معها ومع القوات الموالية فإن هذا من شأنه في المقابل أن يجبر الولايات المتحدة على الاعتراف بحكومة الرئيس السوري «بشار الأسد».
ولكن الولايات المتحدة رفضت بثبات تجاوز تدابير نزع الصراع أو توسيع مفاوضات السلام السورية. عند هذه النقطة، فقد صارت موسكو حريصة على إشراك واشنطن بأي وسيلة ضرورية. كان دعم روسيا المتحمس لهجوم الموالين في الرقة أحد المحاولات للحصول على اهتمام الولايات المتحدة. الهجوم على مواقع الجيش السوري الجديد يمثل محاولة أخرى وإن كانت تبدو أكثر خطورة. وقد حصلت روسيا على مقابل ذلك بالفعل: في 19 يونيو/حزيران أعلنت روسيا أنها قد توصلت إلى اتفاق مع الولايات المتحدة لزيادة التنسيق في سوريا. وكانت الولايات المتحدة قد نفت الاتفاقات السابقة التي أعلنت من جانب واحد في حين أنها لم تعلق بعد على أحدث المزاعم الروسية.
هناك دافع آخر ممكن لهذه الضربات. الجيش السوري الجديد، وإن كان لا يزال صغيرا في هذه اللحظة، فإنه يمثل منافسا خطيرا محتملا للقوات الموالية في أجزاء من شرق سوريا، بما في ذلك محافظة دير الزور، حيث نشأ العديد من مقاتلي الجيش السوري الجديد وحيث يحتفظ العديد منهم بصلات جديدة. ولم يكن من المرجح أن يتسبب الهجوم على الجيش السوري الجديد في دمار كبير. في الواقع، ومنذ الضربات، فقد اكتسبت المجموعة المزيد من الأراضي حيث قامت بالاستيلاء على نقطة الزبيدة بالقرب من الحدود العراقية في 20 يونيو/حزيران. ولكن الضربات الروسية قد تقوض معنويات الجيش السوري الجديد وتشككه في مدى قدرة التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة على توفير الحماية.
أيا كان السبب وراء التحركات المحفوفة بالمخاطر الأخيرة لروسيا في سوريا، فإن التكاليف المحتملة لمثل هذه المناورات سوف تصير أكبر. وخلافا للحال في غرب سوريا، حيث يحتدم القتال بين القوات الموالية والمعارضة، تمثل المناطق التي تسيطر عليها «الدولة الإسلامية» عازلا بين الروس والفصائل المدعومة من قبل الولايات المتحدة. وقد مكن هذا الولايات المتحدة وحلفاءها في تأمين القوى الديمقراطية السورية والجيش السوري من خطر القوات التي تدعمها روسيا. ولكن القوات المدعومة من قبل كل من الولايات المتحدة وروسيا تقتربان من بعضهما البعض استغلالا لضعف «الدولة الإسلامية» وسوف يأتيان في نهاية المطاف إلى مواجهة مباشرة. ونظرا لكون الفصائل المقاتلة على الطرفين هم أعداء طويلو الأمد فسوف يكون من الصعب منع التصعيد حين يصبحوا في مواجهة بعضهم البعض. وقد كشفت الغارة الجوية الروسية على مواقع الجيش السوري الجديد مدى الصعوبة التي قد يصبح عليها الأمر.
======================
- (فورين بوليسي) 9/6/2016 :هل تستطيع الولايات المتحدة لجم ميليشيات إيران في معارك العراق؟
دان ليوس، وهنري جونسون*
- (فورين بوليسي) 9/6/2016
ترجمة: عبد الرحمن الحسيني
يصفها المسؤولون الأميركيون بأنها "قواعد تكريت" -وهي اتفاقية غير رسمية تقضي بعدم دخول الميليشيات الشيعية المدعومة إيرانياً إلى المدن السنية التي تستعاد من "داعش" خشية إشعال فتيل توترات طائفية جديدة هناك.
لكن هذه القواعد تواجه راهناً اختباراً جدياً في الفلوجة؛ حيث القوات العراقية -المدعومة بسلسلة من المجموعات الشيعية المسلحة- تتجه نحو إعادة غزو المدينة واستعادتها من قبضة "داعش".
تحمل الحالة في الفلوجة بعض التشابه مع أزمة كانت تفجرت في العام الماضي في تكريت؛ حيث شن المقاتلون الشيعة المدعومون من جانب إيران هجوماً مضاداً لاستعادة البلدة السنية الواقعة إلى الشمال من بغداد من دون استشارة قادة الجيش العراقي. وكانت العملية من حيث الجوهر خدعة تهدف إلى الالتفاف على وزارة الدفاع العراقية ومستشاريها العسكريين الأميركيين الذين أصابتهم الأخبار بالصدمة.
مع ذلك، سرعان ما فشل الهجوم، فطلبت الحكومة العراقية قوة جوية أميركية لكسر حالة الجمود في ميدان المعركة. لكن المسؤولين والقادة الأميركيين تباطأوا في الاستجابة. وقالوا لحكومة بغداد إنها لن تكون هناك ضربات جوية من الطائرات الحربية الأميركية أو طائرات المراقبة، ما لم تقم بسحب ما تدعى "قوات الحشد الشعبي". وهكذا تولت وزارة الدفاع العراقية القيادة الكاملة للعملية، وقادت وحدات الجيش العراقي المدربة أميركياً الهجوم والدخول إلى المدينة.
وقال مسؤول رفيع في الإدارة الأميركية لمجلة "فورين بوليسي" معلقاً على ذلك: "قلنا إننا نستطيع القيام بالمهمة فقط إذا ظلت قوات الحشد الشعبي خارج المدينة".
والآن في الفلوجة؛ حيث ينتشر آلاف من رجال الميليشيات الشيعة في الأطراف الشمالية من المدينة، تضع الولايات المتحدة شروطاً مثل تلك التي كانت قد وضعتها في تكريت في العام 2015، كما قال المسؤول الأميركي الرفيع شريطة عدم ذكر اسمه. وقال المسؤول: "إنها مجموعة مشابهة تماماً من القواعد التي يجري تطبيقها هنا".
لكن المشكلة تكمن في أن الميليشيات الشيعية لا تتقيد بتلك القواعد. فقد عانى السنة الذين تمكنوا من الهرب من الفلوجة من الضرب وحالات الاختفاء، بل وحتى من الإعدامات الميدانية على أيدي رجال الميليشيات الشيعية المدعومة إيرانياً خلال الأسابيع الأخيرة، طبقاً لتقارير "ذات صدقية" استشهد بها تقرير لمنظمة "هيومان رايتس ووتش" والذي نشر في الفترة نفسها.
وقال برونو غيدو، رئيس بعثة وكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة في العراق، إن سلوك الميليشيات كان "غير مقبول على الإطلاق".
وقال غيدو لوكالة الأنباء الفرنسية إن المزاعم بإساءة المعاملة التي تمارسها الميليشيات الشيعية "ثبتت من جانب مصادر عديدة... ومن التقارير التي تلقيناها، فقد مورس التعذيب من جانب الميليشيات".
تثير هذه الحالات من إساءة المعاملة مخاوف أمنية وسياسية خطيرة، لأن إساءة المعاملة الشيعية يمكن أن تفضي إلى رد بالمثل من جانب السكان السنة الخائفين، مع احتمال ميلهم إلى الارتماء في أحضان "داعش" أو مجموعات مسلحة أخرى لتوفير الحماية لهم.
تظهر المخاوف في كلا جانبي الانقسام الطائفي، كما أن العمليات الانتحارية التي نفذها "داعش" في الضواحي الشيعية في بغداد مؤخراً أوقعت حصيلة كبيرة من القتلى، ودفعت الهجمات مطالب للحكومة العراقية بتركيز انتباهها على تأمين الفلوجة التي تقع على بعد 40 ميلاً فقط إلى الغرب من العاصمة، والتي لطالما كانت أرض انطلاق لهجمات شنها متطرفون سنة على بغداد.
لكن التقارير عن الإعدامات بالقرب من الفلوجة دقت أجراس الإنذار في واشنطن؛ حيث أعرب المسؤولون العسكريون والمدنيون دائماً عن قلقهم من دور الميليشيات واحتمال إثارتها لسفك دماء طائفي.
كما أنه ليس من الواضح أن النفوذ والضغط الأميركيين على الحكومة العراقية -بما في ذلك التهديد بسحب القوة الجوية الأميركية- سيكون كافياً لكبح جماح معظم الميليشيات القوية الشيعية في الغالب، والتي تنفذ مشيئة رعاتها الإيرانيين.
من جهتها، أوضحت إدارة أوباما، التي تعرف بأمر تقارير الإعدامات ضد السنة، للحكومة العراقية أن أي إساءات للمعاملة ستكون غير مقبولة، كما قال مسؤولون.
لكنهم تشجعوا حتى الآن من خلال إدانة رئيس الوزراء حيدر العبادي للانتهاكات، وإعلانه وعوداً على الملأ بمعاقبة المسؤولين عنها.
وقال المسؤول الرفيع المذكور نفسه: "إلى الدرجة التي تثبت هذه المزاعم صحتها، سيكون من المهم بالنسبة للعبادي التعبير عن الرفض، وليس بالكلمات فقط، وإنما بالأفعال أيضاً من خلال اعتقال الأشخاص الذين يرتكبون الانتهاكات وتحميلهم المسؤولية".
وعلى الرغم من أن واشنطن منزعجة من التقارير التي تفيد بأن الميليشيات الشيعية تسيء معاملة السنة، فإن الإدارة لم تهدد بوقف غارات القوة الجوية الأميركية في الفلوجة، فيما يعود في جزء منه إلى أن حكومة العبادي وعدت بأن الجيش العراقي سيكون في طليعة الهجوم على المدينة وليس الميليشيات، وفقاً لهذا المسؤول.
وعندما سئل عما إذا كانت واشنطن تدرس جدياً وقف الدعم الجوي، قال المسؤول: "لسنا في أي مكان بالقرب من تلك النقطة". وأضاف المسؤول: "إننا لا نستطيع أن نكون مركزين على أي شيء أكثر من تأكيد مدى أهمية هذا، وكذلك إيضاح أن توضيح القرار أيضاً... سيحدد قدرتنا على مساعدة الحملة".
وكانت الحملة الجوية التي تقودها الولايات المتحدة تكثفت حول الفلوجة في الأيام الأخيرة قبل سقوط المدينة، لكن المسؤولين أصروا على أن تلك الغارات دعمت عمليات الجيش العراقي في الجنوب، وليس عمليات الميليشيات الشيعية في الضواحي الشمالية. وخلال الأسبوع قبل الماضي، شنت طائرات حربية أميركية أكثر من 30 ضربة جوية حول الفلوجة، كما قال الكولونيل كريس غارفر، الناطق بلسان الائتلاف الذي تقوده الولايات المتحدة في بغداد.
وكانت الضربات تتصاعد بشكل كبير؛ حيث دمرت طائرات الائتلاف 23 موقع قتال للدولة الإسلامية، ومستودع أمداد وأهدافاً أخرى في المدينة، وفق إحصائيات القيادة الأميركية الوسطى.
ولا تريد الميليشيات الشيعية ورعاتها الإيرانيون تكرار حادثة تكريت؛ حيث تم تهميش ميليشيات الحشد الشعبي، بينما كانت النجومية لدور القوة الجوية الأميركية، كما يقول ماثيو ماك آينز، محلل الاستخبارات السابق الذي أصبح حالياً زميلاً مقيماً في معهد إنتربرايز الأميركي. وقال: "كان ذلك محرجاً بالنسبة إليهم".
ومنذ عملية تكريت، تلقت الميليشيات المزيد من التدريب وأسلحة جديدة، بما في ذلك أسلحة روسية مضادة للدبابات. وقال ماك آينز: "لقد أنفق الإيرانيون كمية كبيرة من الوقت وهم يحسنون قدراتهم".
ومبرزاً الأولوية التي منحتها طهران لعملية الفلوجة، قام الجنرال قاسم سليماني، قائد قوات فيلق القدس الإيرانية شبه العسكرية، بزيارة مقاتلي الميليشيا بالقرب من الفلوجة في نهاية الشهر الماضي.
تاريخياً، عولت إيران على ثلاث ميليشيات لممارسة نفوذها في العراق. وكانت كل المجموعات قد تشكلت قبل وجود تهديد "داعش"، وكل واحدة منها تدعم بصراحة الزعيم الروحي الإيراني الأعلى، بالإضافة إلى نظريتها الثورية. وهناك اثنتان من هذه المجموعات على الأقل مرتبطتان بهجمات مميتة على قوات أميركية خلال الاحتلال الأميركي للعراق في الفترة ما بين 2003-2011.
يشكل تنظيم بدر أكبر هذه الميليشيات وأقدمها أيضاً. وكان تشكل في العام 1982 في طهران، وعمل أصلاً كقوة إيدلوجية مساعدة متحمسة لصالح إيران خلال سنوات الحرب العراقية الإيرانية الثماني. ويتحدث هادي العامري، قائد فيلق بدر، اللغة الفارسية بطلاقة ويحمل جواز سفر إيرانياً، وهو مقترن بزوجة إيرانية. كما أنه يقود أيضاً قوةً من حوالي 20 ألف رجل عراقي ويقود معظم ميليشيات الحشد الشعبي.
وتأتي في المرحلة الثانية من حيث الضخامة ميليشيات "عصائب أهل الحق" التي كانت شكلت في إيران في العام 2006 لمهاجمة القوات الأميركية التي تحتل العراق. ومثل بدر، أعلنت العصائب الولاء لعقيدة إيران وإيلاء القوة السياسية لرجال الدين. واستطاعت المجموعة أن تجند بكثافة خلال القتال ضد "داعش"، رافعة عدد أعضائها إلى حوالي 10 آلاف إلى 15 ألف مقاتل، وفق فيليب سميث، البحاثة في الميليشيات الشيعية في جامعة ميريلاند. كما كانت العصائب مسؤولة أيضاً عن واحدة من أبشع الهجمات على القوات الأميركية خلال الحرب الطويلة: ضربة وجهتها في العام 2007 على قاعدة أميركية بالقرب من مدينة كربلاء، والتي أسفرت عن مقتل 5 أميركيين.
أما المجموعة الثالثة، كتائب حزب الله، فهي من أكثر الميليشيات تعقيداً في العراق؛ حيث ينتمي أعضاؤها الأساسيون إلى عناصر مؤيدة لطهران بقوة في فيلق بدر. وقد ارتبط اسم المجموعة أيضاً بمقتل جنود أميركيين في العراق، وعرف عنها أنها كانت ترسل أشرطة فيديو عن هجمات على القوات العراقية والأميركية على الإنترنت. ومع أنها أصغر من المجموعتين الأخريين، فإنها تدعي بأنها تتوافر على 10 آلاف رجل تقريباً. وتتمتع كتائب حزب الله بوصول خاص إلى الأسلحة الإيرانية والتدريب. ويعد مؤسسها، أبو مهدي المهندس، بمثابة اليد اليمنى لسليماني في العراق، وهو نائب رئيس ميليشيات الحشد الشعبي، ويتولى ترتيب اللوجستيات والتخطيط للعمليات بحيث يراه العديد من المقاتلين القائد الفعلي للمجموعة.
ثمة اثنتان من الميليشيات الشيعية -كتائب بدر ومقاتلو كتائب حزب الله- واللتان ضبطهما بالتحديد شهود عيان ومسؤولون محليون في محافظة الأنبار، وهما ترتكبان -وفق تقرير نشرته منظمة هيومان رايتس ووتش مؤخراً- حالات عدة من الضرب المبرح وممارسات عنيفة ضد السنة الذين هربوا من الفلوجة. وقالت المجموعة إنها تلقت "مزاعم ذات صدقية عن إعدامات ميدانية وحوادث ضرب لرجال عزل وحالات اختفاء قهري وتشويه للجثث" من جانب الميليشيات والشرطة الاتحادية خلال فترة أسبوعين منذ 23 أيار (مايو) الماضي.
وعلى الرغم من تقارير الملاحقات التي تنفذها الميليشيات، دعت الحكومة العراقية سكان الفلوجة إلى الهرب قبل أن تدخل قواتها المدينة.
وفق آخر إحصاء، هرب أكثر من 16.000 شخص من الفلوجة منذ 3 أيار (مايو)، بما في ذلك عائلات استخدمت إطارات السيارات والثلاجات لعبور نهر الفرات، وفق غيدو. وقال إن أولئك الذين ظلوا في المدينة التي يسيطر عليها "داعش" "يتضورون جوعاً وغير قادرين على العثور على غذاء". وهم يطحنون نوى التمر لإعداد دقيق.
وكان الزعيم الشيعي العراقي البارز آية الله الكبرى علي السيستاني دعا إلى ضبط النفس في الفلوجة. ودعا ممثله، عبد المهدي الكربلائي، مؤخراً إلى الهدوء، داعياً القوات الأمنية إلى حماية المدنيين وعدم التصرف بطريقة "خيانية".
وذكر أن بعض قادة الميليشيات تحدثوا ضد سوء المعاملة مع السنة. لكن عضواً من كتائب حزب الله، واحدة من المليشيات الوكيلة، قدم تبريراً محتملاً للانتقام الطائفي ضد المدنيين السنة. ويوم الأول من شباط (فبراير)، قال إن (80 في المائة) من سكان الفلوجة متحالفون مع "داعش".
يدرك قادة الميليشيات المدعومة من إيران في الغالب أنهم لا يستطيعون استعادة الفلوجة من تلقاء أنفسهم، ولا يستسيغون فكرة احتلال مدينة سنية بعد طرد متشددي "داعش" منها، كما قال المحللون.
لكن المحللين يقولون أيضاً إن الميليشيات تريد أن يكون لها دور رئيسي في الهجوم بحيث يكون لها تواجد دائم في الطرقات الرئيسية المفضية إلى بغداد، والأكثر أهمية الترويج للتحرير النهائي للفلوجة في دعايتهم.
وقال باتريك مارتين، محلل الأبحاث الخاصة بالعراق في معهد دراسة الحرب: "بغض النظر عن نتيجة العملية، فإنهم سيحاولون تجيير الفضل في التحرير لصالحهم".
بعد شن الهجوم المضاد يوم 23 أيار (مايو)، قرعت القوات العراقية أبواب الفلوجة من عدة اتجاهات حتى لو أنها وجدت صعوبات في النفاذ بعمق إلى داخل المدينة. وقد عكفت كتائب الفرقة الرابعة في الجيش العراقي على تطهير أجزاء من الأطراف الشمالية للمدينة، بينما ما تزال كتائب من الفرق العراقية الأولى والسابعة عشرة والثانية تطهر الطرق من القنابل والعوائق الأخرى بالقرب من نهر الفرات.
وقال غرامز للصحفيين يوم الأربعاء قبل الماضي إن "مقاتلي عشائر الأنبار" السنة الذين يطهرون المناطق التي تم تجاوزها بهدف تطهير جيوب "داعش" قد انضموا إلى القوات العراقية.
وقال الناطق بلسان الائتلاف الذي تقوده الولايات المتحدة إن القتال في الجنوب "ما يزال كثيفاً" وإن مقاتلي "داعش" يستخدمون "الانفاق بكثافة والعوائق وأجهزة تفجير بدائية كألغام حقول"، على نحو يشبه القتال الذي دار في الرمادي في كانون الأول (ديسمبر) الماضي.
من جهتها، تعمل قوة مكافحة الإرهاب النخبوية في العراق -والتي كانت قد لعبت دوراً حاسماً في المعارك من أجل الرمادي وبيجي وتكريت في العام الماضي- في جنوب الفلوجة، وسيتم استدعاؤها لتوجيه الضربة الرئيسية لمقاتلي "داعش" في المدينة. وكانت هذه القوة التي تعرف أيضاً باسم جهاز مكافحة الإرهاب من تأسيس وتدريب مستشارين عسكريين أميركيين، ويقال إنها لا تثق بالميليشيات المدعومة إيرانياً.
ما يزال التقدم بطيئاً حتى تاريخ كتابة هذا التقرير. لكن حكومة بغداد امتدحت التقدم الذي أحرزته قوات مكافحة الإرهاب العراقية من الأطراف الجنوبية من المدينة إلى شارع في ضاحية الشهداء في الفلوجة.
 
*أسهم كاتب مجلة "فورين بوليس" بول ماكلسيري في إعداد هذه المادة.
======================
 (نيوزويك) 19/6/2016 :كيف يختلف "داعش" عن طالبان؟
كاترينا سيكورسكي* -
 (نيوزويك) 19/6/2016
ترجمة: علاء الدين أبو زينة
من حيث طريقة العمل والتجنيد، كيف تختلف مجموعة "داعش" عن حركة طالبان؟ فيما يلي، سوف أورد بعض التفاصيل عن طالبان، وأسلط الضوء على بعض الفروقات التي تميزها عن "داعش".
قبل كل شيء، وعلى العكس من "داعش"، ليس لجماعة طالبان طموحات إلى إقامة حكم إسلامي عالمي.
من إحدى الزوايا، يمكن النظر إلى طالبان على أنها حركة تحرر عرقية/ وطنية متمايزة للغاية في داخل أفغانستان. غالبية أعضاء الحركة هم من عرق البشتون (من خلفيات قبَلية مختلفة)؛ وهناك البعض بينهم ممن يتحدثون اللغة الداريّة أيضاً. وبما أن هناك أقليات من الطاجيك والأوزبكيين والآخرين في أفغانستان، فإن هناك البعض منهم يتواجدون في صفوف طالبان أيضاً. وفي ذورة حرب طالبان ضد حلف الناتو والولايات المتحدة، انضم إليهم بعض الأجانب، خاصة من الدول المتحدثة بالعربية. ولم تكن هناك حاجة إلى التجنيد الإجباري. ومع ذلك، لم يكن الأفغان يعتبرون هؤلاء المقاتلين شجعاناً ورجوليين بما يكفي -وبذلك يكونون عديمي الفائدة في المعركة.
ومن جهة أخرى، أعطى هؤلاء الأجانب نوعاً من المصداقية في الدوائر الإسلامية لإمارة أفغانستان الإسلامية المعلنة ذاتياً. وكانوا أزواجاً مرحباً بهم للزيجات القسرية لدى الأفغان -من أجل تعزيز الأخوة والروابط بين المقاتلين، وعلى أمل أن ذريتهم سوف تتعلم العربية بشكل جيد من الآباء. وفيما ينطوي على مأساة بالنسبة للزوجات والأبناء، لم يتحقق حتى هذا الأمل؛ فقد غادر المقاتلون تاركين زوجاتهم خلفهم (وليس كأرامل بحيث يستطعن الزواج مرة أخرى ويتمتعن بمكانة اجتماعية أفضل، وبالتالي المزيد من الأمن الاجتماعي)، كما أن أبناءهن يبدون من مظهرهم غير محليين -بحيث يكونون بذلك هدفاً لإساءة المعاملة من جانب العديد من الأطراف- حتى من الشرطة التي تبقى عيونها مفتوحة على العائلات المحطمة، لأنها كانت مرتبطة بطالبان بكل وضوح.
ليست هناك عملية تجنيد في طالبان، وإنما ينضم إليها الأفغان بالنظر إلى الافتقار الكامل لآفاق العمل في أفغانستان؛ وانتشار الفقر؛ وخلفية المحارب الموجودة عند الكثير من الأفغان، حيث يكون للشجاعة في ميدان المعركة تقدير اجتماعي عالٍ جداً؛ والمشاركة في قتل الأعداء والخونة المتصورين في داخل البلد؛ والأمل بإصلاح المجتمع "حسب قواعدنا الخاصة" (وهو ما يعني مزيجاً من التأويل الغريب للإسلام والمعتقدات القبلية). بالإضافة إلى أن هناك حرباً كانت وما تزال تجري في أفغانستان منذ عقود طويلة. وعندما يكون الجد محارباً، والوالد محارباً، لن يصبح الابن فجأة مواطناً منصاعاً للقانون، أو خياط ملابس على سبيل المثال. وهناك مسألة أخرى أيضاً -أن طالبان الأفغانية مكتفية ذاتياً من الناحية المالية- حيث تشكل زراعة خشخاش الأفيون عملاً مربحاً جداً، كما أن خطف الرهائن من أجل الفدية هو جزء معتاد من عملهم أيضاً.
والآن، هناك الجزء الباكستاني. لطالما شكلت باكستان أرضاً خلفية يمكن الانسحاب إليها بالنسبة لطالبان الأفغانية على مدى الكثير من السنوات. كما وفرت مكاناً لإجراء نقاشاتهم السياسية الداخلية، وتنظيم شبكاتهم، ومؤسستهم المالية، وتخطيطهم العملياتي، ولمعالجة المقاتلين الجرحى.
كما أن هناك أيضاً "تحريك طالبان الباكستانية" أو "حركة طالبان الباكستانية" التي تعمل في باكستان والمنتسبة بطريقة فضفاضة جداً إلى الجماعات الأفغانية. وهناك أعداد كبيرة جداً من جماعات المعارضة المحلية المسلحة والمتطرفة في باكستان، مع حدود فضفاضة للغاية وفرص لعقد التحالفات. ولا يجب أن يكون أعضاء طالبان الباكستانية من البشتون بالضرورة -فهناك بنجابيون أيضاً، والذين عادة ما يكونون العقل المدبر -بينما يكون البشتون هم التنفيذيون. وهناك بعض المزاعم بأنه تم حل مجموعة أو فرع يدعى "طالبان البنجاب"، لكن أعضاءه لم يتبخروا ويختفوا في الأثير -وإنما أعادوا تجميع أنفسهم فحسب.
ثمة وجود رئيسي للبشتون (الأفغان) والباثان (البشتون الباكستانيين) في ثلاث أو أربع محافظات في باكستان: بلوشستان، حيث يفوق عددهم عدد البلوشيين والسنديين المحليين؛ وفي مدينة كراتشي وفي خيبر باختونخوا، بطبيعة الحال. وبعضهم أعضاء في طالبان. كما أنهم كانوا مدللين من الحكومة الباكستانية إلى حد ما.
شكل الوضع الغامض والمعقد جداً في باكستان أرضاً خصبة لطالبان. وكانت الحكومة الباكستانية والجيش يستخدمان طالبان لتكون الإوزة التي تبيض ذهباً (الدولارات الأميركية).
كما كانت هناك فكرة انتهازية أخرى لدى الحكومة -التي كانت تشير إلى الباثان (الذين يشكلون مجموعة عرقية، وليس مجرد طالبان فقط) على أنهم مصدر الشر المطلق، صارفة بذلك انتباه الجمهور بفعالية عن طرح الأسئلة حول تصاعد الفساد في الحكومة وصفوف الجيش؛ كما كان ذلك أيضاً عذراً مناسباً لعدم إنفاق المال على المرافق والخدمات العامة.
لم تكن هناك أي مصلحة جدية لدى الحكومة والجيش الباكستانيين في القضاء على طالبان والمجموعات المتطرفة الأخرى، لأن ذلك سيعني وضع نهاية لتدفق المليارات والمليارات من الدولارات التي تُعطيها الولايات المتحدة للباكستان من أجل القتال ضد الإرهاب.
استغرق الأمر الكثير من السنوات حتى فهمت الولايات المتحدة أخيراً قواعد اللعبة. وجاءت جهود الحكومة الباكستانية الحقيقية للقضاء على الجماعات الإرهابية في الباكستان فقط بعد وقف المساعدات المالية من الولايات المتحدة.
مع ذلك، يتم تمويل الجماعات المتطرفة في باكستان من الخارج (مرة أخرى يجري جذب الناس للانضمام لأسباب مشابهة لتلك التي في أفغانستان). وتأتي الأموال من حلفاء رئيسيين لباكستان في العالم العربي. ولا تستطيع باكستان محاربة المتطرفين بفعالية من دون التوقف عن هذه الاتجاهات. ومع ذلك، سوف يقود أي شيء من هذا القبيل إلى تدهور العلاقات مع أولئك الحلفاء، وهو شيء لا تستطيع باكستان تحمل كفلته، نظراً إلى أن "أصدقاء باكستان" يقدمون الأعطيات المالية الكبيرة جداً للبلد.
لستُ على دراية كاملة بالديناميات الداخلية لتنظيم "داعش". ومع ذلك، أستطيع أن أرى عدة نقاط تختلف فيها مجموعتا طالبان و"داعش" عن بعضهما بعضا:
- إن طالبان هي حركة من دون طموحات عالمية، بينما يزعم "داعش" أنه يريد استعادة دولة الخلافة العالمية.
- تستمد طالبان أفرادها بشكل رئيسي من مجموعاتها العرقية الخاصة، التي تتواجد في بلدين؛ في حين يقوم "داعش" بالتجنيد على مستوى عالمي، مع استخدام واسع للإنترنت؛ وهناك دفق كبير للمجندين القادمين من أوروبا إلى سورية والعراق (وعودتهم إلى أوروبا، لسوء الحظ).
- تعد طالبان مكتفية ذاتياً إلى حد ما من الناحية المالية، وهي تأخذ المال من المانحين؛ ولا أعرف ما هو الوضع المالي الدقيق لتنظيم "داعش"، لكنه يقال إنهم يكسبون المال عن طريق بيع النفط والآثار. ومع ذلك، فإنهم يستخدمون اختطاف الرهائن ليجلب لهم اهتماماً إعلامياً عالمياً، وليس لكسب الأموال.
- على مستوى العمليات، يشكل "داعش" تهديداً للاستقرار الإقليمي أكبر بكثير مما تشكله طالبان (حسناً، المقصود هو الحفاظ على ما تبقى من الاستقرار الإقليمي، مع الأمل في استعادته بعض الشيء في وقت لاحق).
 
*الكاتبة تحمل درجة الدكتوراه في تاريخ الأديان.
======================
داعش نسخة القاعدة التي صنعها الغرب!
عزيز أوستال – صحيفة ستار - ترجمة وتحرير ترك برس
 
يعد الإرهاب عملًا مكلفًا جدًا، إلا أن التنظيمات الإرهابية المنتشرة حاليًا في جميع أنحاء العالم، بإمكانها تنفيذ عملياتها بإسراف ضد البشرية خدمة لأفكارها وعناصرها. ولكن كيف باستطاعة هذه التنظيمات الحصول على احتياجاتها الأساسية بدءًا من التعليم والأسلحة التي تستخدمها والمأوى والطعام بالكامل؟ من أين تأتي هذه النفقات؟ من الدول العظمى بلا شك.
ولماذا يستخدم مصطلح التنظيمات الإسلامية غالبًا؟ ولماذا يذكر الإرهاب مع الإسلام دين المحبة والسلام؟ من الذي رفع لافتة إرهاب المسلمين للمرة الأولى؟ إنه جورج دبليو بوش، المتعصب، والرئيس الأمريكي السابق الذي أصر على موضوع انبعاث المسيح، والرئيس السابق لممثلية منظمة الجمجمة والعظام التابعة للمتنورين في جامعة ييل، وكذلك القائل إنه عضو في أويس داي الخلية الأساسية للمتنورين أيضًا!
أي أن الإرهاب ليس عمل شخص غاضب يبحث عن بضعة حقوق! بل على العكس تمامًا هو ذنب تنظيم متهم بالإسلام من أجل خدمة مصالح الدول الغربية! كما أن داعش ليست تنظيمًا جهاديًا، بل طابورًا خامسًا للإمبريالية! وهل بي كي كي كذلك؟ ولكن بإمكانها أن تكون مجرد تسلية على مائدة الشراب الكبيرة هذه!
يا ألمان!
إن انتقاد والحديث بموضوع "الصهيونية" يكاد يكون ممنوعاً اليوم لدى الغرب بشكل خاص. لأنه بمجرد انتقادكم لها سيتم وصمكم كنازيين أو عنصريين. ولا تعد هذه مشكلة اعتقاد. أي لا علاقة له بافتراء أو اتهام موجه نحو اليهود. بل إن الصهاينة الذين ارتكبوا جرائم وحشية في غزة الواجب عليهم انتقادها وإدانتها. لأنهم قتلوا النساء وكبار السن الأبرياء دون أن يرف لهم جفن على الإطلاق. وبالنسبة إلى الأمم المتحدة فإن ارتكاب ذلك يعد جريمة حرب دولية. فقد تمت محاكمة النازيين في نورنبيرغ وإعدام غالبيتهم لارتكابهم مثل هذه الجرائم. غير أنه لا يوجد أي دولة في العالم لم تخترق حقوق الدول بقدر ما فعلته إسرائيل.
ولكن لماذا لم تستمع ألمانيا إلى صيحات القتلى في غزة؟ أليست ميركل مذنبة في دينكم عندما تحول سياسة دولة للدفاع معصوبة العينين عن كل موضوع يتعلق بإسرائيل؟
يا سيدتك إن بيع الغواصات المجهزة بالأسلحة الألمانية وبخاصة الأسلحة النووية إلى إسرائيل يعد جريمة. وإن كان دعمكم الإبادات الجماعية التي نفذتها إسرائيل من خلال الضرائب المحصلة من جيوب المواطنين الألمان أقلها خزياً. وفي حال أردتم تحقيق السلام في الشرق الأوسط، وتأملون في إيقاف موجة الهجرة بالفعل، عليكم الإعتراف بدولة فلسطين أنذاك! الأمر بهذه البساطة!
الخلاصة
تعد داعش وحشًا خلقه الإمبرياليون الغربيون، ونسخة جديدة عن القاعدة التي أسستها الولايات المتحدة الأمريكية في الثمانينيات. كما أنها نفاق صريح وذريعة لكافة المبررات الإنسانية التي ساقتها الولايات المتحدة وحلفائها. أليس هدفها البعيد هو إنقاذ الناس وإحلال الديمقراطية في الشرق الأوسط؟ ولكن لماذا لم يحرك الغرب المدافع عن حقوق الإنسان ساكنًا عندما قتلت داعش عشرات الآلاف من الأشخاص في سوريا، وقطعت الرؤوس تحت مسمى تطهير مدينة مثل الموصل من المسيحيين؟
بالتأكيد سنناقش هذه المواضيع بتفاصيل أكثر قريبًا...
 
======================
وورلد تريبيون: مواجهة بين الطيارين الروس والأمريكيين في الأجواء السورية
الثلاثاء، 21 يونيو 2016 10:06 ص
كتب - وكالات
ذكرت صحيفة وورلد تريبيون الأمريكية، اليوم الثلاثاء إن طائرات أمريكية من طراز إف/إيه -18، واجهت قاذفات روسية من طراز سوخوي-34 في أجواء جنوب سوريا.
وأوضحت الصحيفة، إن الطيارين الأمريكيين حاولوا عبر قناة اتصالات، منع نظرائهم الروس من قصف مقاتلين معارضين، مدعومين من الولايات المتحدة، وفقا لتقارير.
وأضافت الصحيفة، أن الحادث وقع يوم 16 يونيو الجاري عندما قصفت ما لا يقل عن طائرتين من طراز سوخوي 34 - التي تعتبر ضمن أحدث الطائرات الحربية الروسية – ما وصفته وزارة الدفاع الأمريكية ال(بنتاجون) بالحامية الحدودية التي تضم نحو 200 مقاتل، مدعومين من قبل الولايات المتحدة في منطقة التنف بالقرب من الحدود مع الأردن.
وذكرت البنتاجون أن المعارضين – وهم أعضاء في الجيش السوري الجديد – كانوا يقومون بعمليات مناهضة لتنظيم داعش الإرهابي في المنطقة.
ودفعت البحرية الأمريكية بطائرات مقاتلة من طراز اف/إيه-18 لاعتراض الروس ووفقا لتقارير تواصل الطيارون الامريكيون مباشرة مع نظرائهم الروس.. وقالت القيادة المركزية الأمريكية في بيان نشره موقع صحيفة ديلي بيست “بوسع الطيارين الاتصال مع بعضهم البعض عبر قناة اتصال لمنع الحوادث في الجو”.
وأضافت وورلد تريبيون، إن الروس غادروا المجال الجوي لمنطقة التنف لفترة قصيرة وبعد ذلك انخفض مستوى الوقود في الطائرات الأمريكية وغادرت المنطقة من أجل التزود بالوقود جوا عبر طائرة صهاريج.. وقالت المصادر إنه في هذه الأثناء عادت القاذفات الروسية إلى المنطقة وقصفت المعارضين مرة أخرى، وقتلت من كانوا يساعدون الناجين من الهجوم الأول.
وقالت روسيا، أمس الأول إن الموقع الذي أشار إليه الأمريكيون لم يتفق مع الهدف على الأرض، حيث أكد المتحدث باسم الجيش الروسي، الميجور جنرال إيجور كوناشينكوف، “الجانب الروسي فسر أن الهدف الذي تم قصفه كان يقع على مسافة 300 كيلومتر من المنطقة التي حددها الأمريكيون كموقع لجماعات المعارضة السورية المشاركة في وقف إطلاق النار”.
ومن جهته، قال أحد مؤسسي الجيش السوري الجديد، خالد الحماد - يوم 17 يونيو الجارى - إن الهجوم الروسي على التنف قتل اثنين وأصاب 18 آخرين، وتابع “نحن لا نعتقد أنهم (الولايات المتحدة) جادون بشأننا ولهذا السبب قصفتنا روسيا.. لأنهم يعرفون أن الولايات المتحدة لن تدفع عنا مثلما فعلت مع وحدات حماية الشعب و قوات سوريا الديمقراطية”.
وتابعت الصحيفة الأمريكية، أن الجيش السوري الجديدة مكون من منشقين عن القوات السورية الخاصة مجهزة بأسلحة أمريكية عصرية، ونشر البنتاجون أنظمة صواريخ المدفعية إم-142 في الأردن لتدريب الجيش الذي يتخذ من التنف مقرا له، لافتة إلى أن التوترات الروسية الأمريكية تصاعدت منذ أن انتشرت أنباء يوم /الجمعة/ الماضي عن وثيقة داخلية يطالب فيها العشرات من الدبلوماسيين الأمريكيين بعمل عسكري ضد قوات الرئيس السوري بشار الأسد، فيما حذر المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، واشنطن من أن أية غارات على الجيش السوري قد تدفع المنطقة إلى الانزلاق نحو فوضى عارمة.
======================
التايمز: روسيا تستخدم أكثر القنابل انفجاراً بعد القنابل النووية في سوريا
نشرت صحيفة التايمز، مقالاً تناول خرق روسيا للمواثيق الدولية في سوريا وإلقاءها قنابل حارقة شبيهة بالقنابل الفوسفورية البيضاء على أحياء سكنية في مدينة حلب.
وأفاد التقرير نقلا عن بي بي سي عربي، أن الصور المأخوذة من القنابل التي ألقيت على حلب والتي تفحصها الخبراء، أظهرت أن "روسيا استخدمت القنابل الحرارية، التي تعتبر من أكثر القنابل انفجاراً بعد القنابل النووية"، مضيفاً أن " هذه القنابل القيت على أماكن نائية على المدنيين لإحداث أكبر قدر من الضرر ".
وتابع التقرير أن المصور الذي سجل بالفيديو سقوط هذه القذائف التي ظهرت وكأنها شلالات مضيئة، قال إن " 6 طائرات عسكرية روسية أمطرت المدينة بهذه القذائف خلال منتصف الليل"، مضيفاً أن اثنين من هذه الطائرات ألقيتا مواد شبيه بالفوسفور الشديد الاشتعال".
وأوضح أن "هذه المواد شديدة الحرارة ويصعب إخماد هذه الحرائق، كما أن الإصابة بها مميتة".
وختم كاتب المقال بالقول إن "استخدام روسيا للقنابل الحرارية في سوريا، يعتبر خرقاً لاتفاقية جنيف، كما انه لا يمكن استخدامها في الأماكن المأهولة بالسكان، فضلاً أن تأثيرها على المواطنين أمراً مرعباً".
======================
«نيويورك تايمز»: مسار «كيري» في سوريا لن ينهي الحرب
صحيفة الندى- ترجمة:
قالت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، في تقرير، إن 8 دبلوماسيين أمريكيين متوسطي المستوى اجتمعوا مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري لإخباره بأنه يتبع مساراً في سوريا لن ينهي الحرب هناك.
وأشارت الصحيفة إلى أن المحادثة الودية بينهم التي استمرت نصف ساعة تناولت ما إذا كان هناك سبيل خلال الأشهر الستة المتبقية من حكم الرئيس الأمريكي باراك أوباما لاستخدام #الجيش الأمريكي للمساعدة في إنهاء الصراع الذي قتل فيه وفقا لبعض التقديرات نصف مليون شخص.
وذكرت أن الدبلوماسيين الثمانية من بين 51 دبلوماسيا وقعوا الأسبوع الماضي على خطاب لـ”كيري” يهدف لإيصال رسالة إلى “أوباما” بأن دبلوماسييه لا يستطيعون دعم سياسته الحذرة.
وأضافت، أن البنتاجون مازال حذراً بشأن الدخول في حرب أخرى بالشرق الأوسط لا يستطيع التحكم في نتائجها، كما أن مرور الوقت يعيق بعض الخيارات.
وتساءلت الصحيفة عن السبب الذي يحول دون قصف الولايات المتحدة لمدارج الطائرات الحربية لسلاح الجو السوري بهدف جعل إقلاع الطائرات الحربية مستحيلا وكذلك إسقاط البراميل المتفجرة، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة استخدمت هذا التكتيك منذ الحرب العالمية الثانية.
وتحدثت عن أن “كيري” أشار ضمنيا لدبلوماسييه أمس إلى أن دخول روسيا للصراع يعقد بشكل كبير أي تدخل عسكري أمريكي.
المصدر - تواصل
 
======================
"واشنطن تايمز": نفوذ بوتين يتوسع في الشرق الأوسط
  كتبت - جهان مصطفى الأربعاء, 22 يونيو 2016 02:45 قالت صحيفة "واشنطن تايمز" الأمريكية, إن الغواصات الروسية تقوم بدوريات عدوانية في الشواطئ الأمريكية، وإن تطوير الأسلحة الروسية يجري على قدم وساق, فيما تركز إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما على مخاطر تغير المناخ.  وأضافت الصحيفة في تقرير لها أن من عادة أوباما التقليل من خطر التهديدات الخارجية، ولكن هذه السياسة لا تجدي نفعا مع روسيا النووية القوية. وتابعت " البحر الأسود أصبح منطقة صراع بين الغرب وروسيا، ومنطقة الشرق الأوسط أصبحت ضمن النفوذ الروسي الإيراني، وبوتين هو الذي يملي الحقائق على الأرض في الشرق الأوسط, بعد تدخله العسكري في سوريا". وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية, قالت أيضا إن المذكرة التي طالب فيها أكثر من خمسين دبلوماسيا أمريكيا بالتدخل عسكريا في سوريا, تعتبر بمثابة "ثورة دبلوماسية" على الرئيس باراك أوباما.  وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 18 يونيو أن المذكرة أشارت بوضوح إلى أن عدم اتخاذ أوباما أي إجراء عسكري إزاء الأوضاع الكارثية في سوريا، وتحديدا الإطاحة بما سمته نظام الطاغية بشار الأسد, تسبب بأضرار للمصالح الأمريكية . وتابعت " المذكرة أعدها دبلوماسيون مهنيون يرون أن استراتيجية أوباما في سوريا فاشلة، وأن الضربات العسكرية ضرورية لتقوية الموقف الدبلوماسي لأمريكا بشأن الأزمة السورية المتفاقمة". وجاء في المذكرة " عندما هدد أوباما باستخدام القوة ضد نظام الأسد عقب استخدامه الأسلحة الكيميائية، فإن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سارع نحو التهدئة والضغط على نظام الأسد للتخلص من الأسلحة الكيميائية، إلا أن فعالية التهديد الأمريكي سرعان ما اختفت, واستمر نظام الأسد في جرائمه، فيما بادر بوتين باللعب بالورقة العسكرية". وأشارت "وول ستريت جورنال" إلى أن المذكرة جاءت في أعقاب تصريحات لمدير المخابرات المركزية الأمريكية (سي آي أيه) جون برينان, قال فيها إن لدى تنظيم الدولة الآن مقاتلون يزيدون بمراحل على ما كان لدى تنظيم القاعدة, وهو ما رأت فيه الصحيفة دليلا  على أن استمرار الأزمة السورية ساعد "داعش" في تجنيد الكثير من المقاتلين, وهو ما يهدد المصالح الأمريكية. وكانت صحيفتا "وول ستريت جورنال" و"نيويورك تايمز" نشرتا في 16 يونيو مذكرة داخلية وجهها أكثر من خمسين دبلوماسيا ومسئولا في وزارة الخارجية الأمريكية إلى إدارة الرئيس باراك أوباما، للمطالبة بالتدخل عسكريا في سوريا واستهداف نظام بشار الأسد لإنهاء الحرب. وانتقدت المذكرة بشدة سياسة أوباما تجاه الثورة السورية وعدم استخدامه القوة للإطاحة بالأسد بعد انتهاكه اتفاقات وقف إطلاق النار على مدار السنوات الخمس الأخيرة، واعتبرت أن استمرار الانتهاكات سيُفشل كل الجهود المبذولة لحل سياسي. واعتبر الدبلوماسيون في المذكرة أن العمل العسكري ضد الأسد سيساعد في مكافحة تنظيم الدولة, لأنه يمكن أن يعزز موقف "السنة المعتدلين"، وقالوا :"لا يزال سكان سوريا السنة يعدّون نظام الأسد العدو الرئيس في الصراع". وختمت المذكرة بأنه "قد حان الوقت لأن تقود الولايات المتحدة -مسترشدة بمصالحها الاستراتيجية والقناعات الأخلاقية- جهدا عالميا لوضع حد لهذا الصراع نهائيا". وذكرت "الجزيرة" أن ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي ندد بالمذكرة الأمريكية, معتبرا أنها لا تتلاءم مع القرارات الدولية، وقال إن "هناك قرارات صادرة عن مجلس الأمن الدولي لا بد من احترامها". كما نددت بها وزارة الدفاع الروسية، حيث قال المتحدث باسم الوزارة إيغور كوناشنكوف في بيان "لو كان هناك ذرة حقيقة واحدة في هذه المعلومات على الأقل، فهذا الأمر لا يمكن له إلا أن يثير قلق أي شخص عاقل". ويرى مراقبون أن الإحباط الواسع داخل الإدارة الأمريكية بشأن الموقف من سوريا، تبلور للمرة الأولى على شكل وثيقة تصدر عن داخل الجهاز التنفيذي للإدارة ممثلا بوزارة الخارجية، مما يدل على ارتفاع حالة الإحباط.
======================