الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 21/9/2021

سوريا في الصحافة العالمية 21/9/2021

22.09.2021
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
 
الصحافة الامريكية:
  • واشنطن بوست: مقتل 70 سجينا بمخيم الهول على أيدي متطرفين
https://www.alarabiya.net/arab-and-world/syria/2021/09/20
  • بلومبيرغ: اللاجئون من سوريا غيروا التركيبة الثقافية لبرلين
https://arabi21.com/story/1386192/بلومبيرغ-اللاجئون-من-سوريا-غيروا-التركيبة-الثقافية-لبرلين
  • «نيويورك تايمز»: كيف نجح «حزب الله» من جديد في ما فشلت فيه الدولة اللبنانية؟
https://sasapost.co/translation/with-fuel-from-iran-hezbollah-steps-in-where-lebanon-has-failed/
  • «فورين بوليسي»: لهذه الأسباب لن تستطيع إسرائيل مهاجمة إيران
https://sasapost.co/translation/can-israe-attack-iran/
  • ضربة أميركية للقاعدة في سوريا.. و"سايت" تكشف هوية المستهدفين
https://www.alhurra.com/arabic-and-international/2021/09/20/تايلر-فيلوس-يقر-أخيرا-انطلق-أوروبا-لتنفيذ-عملية-مسلحة
 
الصحافة الروسية :
  • صحيفة روسية: أمريكا مستعدة للقرار الكبير في سوريا
https://arab-turkey.com/2021/09/21/صحيفة-روسية-أمريكا-مستعدة-للقرار-الكب/
 
الصحافة البريطانية :
  • مركز مالكوم كير كارنيغي :لماذا يتردد صدى كابُل في إدلب
https://carnegie-mec.org/diwan/85384
 
الصحافة الامريكية:
واشنطن بوست: مقتل 70 سجينا بمخيم الهول على أيدي متطرفين
https://www.alarabiya.net/arab-and-world/syria/2021/09/20/واشنطن-بوست-مقتل-70-سجينا-بمخيم-الهول-على-أيدي-متطرفين
آخر تحديث: 20 سبتمبر ,2021: 02:26 م GST
أفاد مسؤولون عن مخيم الهول بأن أكثر من 70 شخصًا قتلوا داخل المخيم في شمال شرقي سوريا منذ كانون الثاني يناير، حيث يضم المخيم 62 ألفًا من أفراد عائلة مقاتلي تنظيم داعش وآخرين اعتُقلوا خلال انهيار دولة الخلافة المزعومة قبل أكثر من عامين.
وأصبح الهول مكانًا أكثر خطورة ويأسًا من أي وقت مضى. وبحسب صحيفة واشنطن بوست فإن التشدد الديني آخذ في الارتفاع مما يعرض للخطر أولئك الذين ليسوا متعصبين. وغالبًا ما يتم إلقاء اللوم في عمليات القتل على النساء المتشددات، اللائي يستغللن الأمن الهش لفرض قيودهن وتصفية الحسابات.
وقال مسؤولون في المخيم الذي تديره قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد إن المداهمات الأمنية لمصادرة المسدسات والسكاكين والأسلحة الأخرى لم تحدث فرقًا يذكر وسط ارتفاع مستوى التوتر بين الأسرى والحراس.
ويقول محمد بشير المشرف على بعض الحراس إن هناك كمائن ضد القوات ويقوم المحتجزون برمي الحجارة على عمال الإغاثة كما تعرض متجر ذهب خارج مكتبه مباشرة على حافة السوق الجماعي، للنهب في يوليو. وغالبًا ما تحتاج النساء في المخيم إلى المال لشراء المؤن، وفي بعض الأحيان، لدفع المال للمهربين لإخراجهن.
ووسط حالة من اليأس لم يتبق سوى القليل من الأحلام التي تراود المعتقلين وهي العودة إلى ديارهم، ويقطن المخيم سوريون وعراقيون وأجانب آخرون من عشرات البلدان حول العالم.
وتم افتتاح المعتقل في التسعينيات كمخيم صغير للنازحين العراقيين، ولكن مع احتدام المعركة النهائية بين القوات المدعومة من الولايات المتحدة والمدافعين عن خلافة داعش في أوائل عام 2019 نقل المسلحين المحتجزين إلى السجن وتم إحضار عائلاتهم إلى هناك.
وفي غضون أسابيع كان عدد سكان المخيم 55000 وبدأت كارثة إنسانية تتضح معالمها. وكافح عمال الإغاثة للتكيف وبدأت بعض النساء الأكثر تطرفاً في المخيم في محاولة إعادة فرض قواعد داعش الإسلامية على العائلات من حولهن. ويعتبر العراقيون من بين الأكثر تطرفا، والذين يشكلون الآن ما يقرب من نصف سكان المخيم. وتمت محاكمة النساء اللواتي خلعن غطاء الوجه الأسود في محاكم داخل الخيام. وانتشرت علامات متلازمة الإجهاد اللاحق للصدمة بين أطفال المخيم، الذين تلقوا القليل من الدعم النفسي على الرغم من أنهم نجوا من الرعب داخل داعش والعنف خارجها.
عودة محفوفة بالمخاطر
ولم تفعل معظم الحكومات الأجنبية الكثير لإعادة مواطنيها من مخيم الهول. لكن الجهود جارية من قبل السلطة المحلية التي يقودها الأكراد والقبائل العربية في هذا الجزء من سوريا لخفض درجة الحرارة داخل المخيم عن طريق إعادة السوريين إلى ديارهم. وقد غادر بالفعل آلاف الرجال والنساء والأطفال السوريين المخيم بعد أن كفل رجال القبائل المحليون المحتجزين، مما يضمن إعادة دمجهم في قراهم وبلداتهم الأصلية.
وقال الزعيم العشائري الشيخ محمد تركي الصويان، الذي تمت مقابلته في مدينة الرقة الشمالية مع عائلة كان قد ساعد في مغادرة المخيم، "لا أحد آخر لديه القوة للقيام بذلك". "الرؤساء ينهضون ويسقطون. الأمراء يحملون السلاح ويقتلون بعضهم البعض. فقط القبائل هنا هي الثابتة". لكن العملية مليئة بالمشاكل.
وقال مسؤولون إنه في بعض الحالات، قام زعماء القبائل بكفالة أفراد لا يعرفونهم أو من خارج مجتمعهم مقابل مدفوعات من قبل عائلاتهم، واختفى بعض هؤلاء العائدين منذ ذلك الحين. ويعود العديد من المعتقلين السابقين إلى مجتمعات لا تزال تعاني من حكم داعش الوحشي وفي كثير من الحالات إلى الأحياء التي دمرتها الحرب وسط غياب لجهود التأهيل والمراقبة.
=======================
بلومبيرغ: اللاجئون من سوريا غيروا التركيبة الثقافية لبرلين
https://arabi21.com/story/1386192/بلومبيرغ-اللاجئون-من-سوريا-غيروا-التركيبة-الثقافية-لبرلين
لندن– عربي21- باسل درويش# الإثنين، 20 سبتمبر 2021 11:16 م بتوقيت غرينتش0
قالت وكالة "بلومبيرغ" إن اللاجئين السوريين غيروا التركيبة الثقافية لبرلين، بشكل لم تشهدها ألمانيا منذ ستينيات القرن الماضي.
وقالت في تقرير ترجمته "عربي21": في شارع سونينالي في برلين، وفي صالون حلاقة، التقط طارق حمد الشفرة وشرع في حلق رأس الشاب من الخلف دون أن يسأله. ويقول حمد إنه بعد العمل في صالون الحلاقة في هذا الشارع لأكثر من ثلاث سنوات، فإنه يعرف بالضبط ما يطلبه عملاؤه وكثير من المهاجرين من سوريا مثله.
قال حمد، 27 عاما، فلسطيني وُلد وترعرع في مخيم للاجئين بدمشق: "الوضع يشبه الوطن تماما.. نحن نعرف كيفية نشذب اللحى أفضل مما يعرفه الألمان. لكنهم أفضل بالألوان".
وأضافت: "قد يكون شارع سونينالي، المعروف محليا باسم شارع العرب، أقرب شيء إلى موطن العديد من السوريين. يمكنهم شراء اللحوم الحلال والفستق الحلبي الطازج والحلويات المحشوة بالقشدة والجوز من بائعين يتحدثون لغتهم. يمكن للسيدات أن يجدن الحجاب وصالونات تصفيف الشعر للسيدات فقط. يمكن للرجال الصلاة في المساجد والاجتماع في المقاهي التي تعيد إحساس الأحياء في الوطن. ومع ذلك، يتمتع سونينالي أيضا بصدى سياسي، حيث يستعد سكان برلين للرحيل الوشيك للمستشارة أنغيلا ميركل".
فالشارع هو أحد أبرز رموز إرثها والتحديات المستمرة لدمج مجتمع جديد. تسبب قرار ميركل بفتح حدود ألمانيا أمام مليون لاجئ في عام 2015 في حدوث صدع في أوروبا، وأثبت أنه عامل تحفيز للأحزاب المناهضة للهجرة. كما أنه غير التركيبة الثقافية للعاصمة الألمانية بطريقة لم تُشهد منذ انتشار العمال الأتراك في الستينيات.
في حين أن سونينالي كان دائما موطنا للأقليات العرقية، وخاصة اللبنانيين والأتراك، إلا أنه يبدو الآن وكأنه سوريا الصغيرة. وجد العديد من المهاجرين عملا في المطاعم والمتاجر ووكالات السفر التي تصطف في الشارع الذي تحفه الأشجار، والذي كان يقسمه ذات يوم جدار برلين. وبالنسبة لمن يفتقدون سوريا، فإن الزيارة السريعة تقربهم من مذاقات ورائحة الوطن.
وقال يمان عظيمه، فلسطيني يبلغ من العمر 21 عاما، انتقل إلى برلين من مخيم اليرموك للاجئين في دمشق عندما كان طفلا: "عندما تطأ قدمك الشارع، تنسى أنك في ألمانيا". في الواقع، بالنسبة للكثيرين ممن يأكلون ويعملون ويتسوقون في الشارع الذي يبلغ طوله خمسة كيلومترات، فإن الانتخابات الفيدرالية في 26 أيلول/ سبتمبر، والتي ستقرر في نهاية المطاف من سيخلف ميركل، تأتي في مرتبة تالية للمناقشات المتعلقة بالأحداث في الشرق الأوسط.
ربما كانت ميركل هي القائدة التي أتت بهم إلى هنا، لكن المفارقة هي أن المكائد السياسية بالكاد تُلاحظ، فلدى سؤالهم عن الانتخابات، كان رد الجميع تقريبا: "أي انتخابات؟". هيمنت سياسة ميركل بشأن اللاجئين على الحملة الانتخابية الأخيرة في عام 2017. وبينما فازت في النهاية، تراجع التأييد لكتلتها المحافظة الحاكمة، ولكنها ساعدت حزب البديل من أجل ألمانيا المناهض للهجرة في الحصول على 13% من الأصوات. عادت الهجرة لفترة وجيزة كموضوع، حيث سيطر الرحيل الفوضوي من أفغانستان على الأخبار الشهر الماضي. عادت الحملة منذ ذلك الحين إلى الموضوعات الأساسية مثل تغير المناخ وتعافي البلاد من الوباء.
ومع ذلك، يمكن أن تمثل الهجرة تحديا للإدارة القادمة. قال ماركوس زينر، أستاذ الصحافة بجامعة العلوم التطبيقية في برلين، إنه لا تزال هناك مخاوف بشأن مناطق مثل سونينالي ومستوى المشاركة بين سكانها الجدد.
وقال: "سيكون من الأفضل أن يكون اللاجئون أكثر اندماجا، إذا كانوا يتحدثون اللغة، إذا شعروا أنهم جزء من ثقافتنا الألمانية". ويعتبر إبراهيم محمد، 49 عاما، ومحمد مندو، 55 عاما، مثالا على الانقسام الثقافي. وبينما كانا يتجاذبان أطراف الحديث خارج متجر يبيع البقلاوة والحلويات السورية الأخرى، قال الرجلان إنهما أتيا إلى ألمانيا في عام 2015. تعلم محمد اللغة الألمانية، بينما لم يتعلم مندو.
قال محمد إنه يأمل أن يصبح سائق قطار. وقال إن إتقانه للغة يسمح له بمتابعة السياسة الألمانية ولديه رأي حول الأحزاب التي تخوض الانتخابات. وقال إن الحزب الاشتراكي الديمقراطي جيد؛ لأنه يريد رفع الحد الأدنى للأجور. كما أنه يحب وعد حزب الخضر بفرض حدود للسرعة على الطرق السريعة. أما بالنسبة لحزب ميركل، حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، فقال، بينما كانت رائحة الدجاج المشوي تنبعث من مطعم قريب "إنهم ليسوا سيئين.. ففي المحصلة هم من سمح لنا بالدخول".
وقال مندو، وهو نجار عاطل عن العمل بسبب مشاكل في الكلى، إنه قلق للغاية بشأن زوجته وأطفاله الأربعة الموجودين في الأردن، بحيث لا يكلف نفسه عناء تعلم اللغة أو الاندماج. كلما شعر بالوحدة، يذهب إلى سونينالي "فقط لرؤية الناس"، الأصدقاء الذين كونهم على مدى السنوات القليلة الماضية من أجزاء مختلفة من سوريا. وقال: "هذا الشارع يذكرني بالأيام الجميلة الخالية في سوريا".
في الوقت نفسه، مثل العديد من السوريين، أصبح يقدر الأشياء العديدة التي تقدمها ألمانيا. بالنسبة له، إنه علاج غسيل الكلى الذي يحصل عليه وحرية التعبير، على الرغم من أن الأمر استغرقه ثلاث سنوات حتى يصدق أخيرا أنها موجودة بعد نشأته في ظل نظام ديكتاتوري.
وفي متجر ملابس قريب تديره امرأة سورية، عاشت في ألمانيا منذ عقود، كانت في البداية مرتاحة بما يكفي لتتحدث عن كيف تطلب الآن المزيد من فساتين الزفاف المنفوشة والعباءات المزينة بالخرز لتلبية أذواق المهاجرين. ورفضت الحديث بعد أن حذرتها أختها في سوريا، على الهاتف عبر السماعة المكبرة، من التحدث إلى أي مراسل صحفي وبالنسبة للسوريين الآخرين في برلين، إنها قصة مماثلة: برلين هي ملاذ، لكن تأثير الوطن ليس بعيدا على الإطلاق.
في شارع تورمستراسي، على بعد ما يزيد قليلا على 10 كيلومترات شمال غرب سونينالي، يتذكر العديد من السوريين المركز الاجتماعي، حيث كان عليهم التسجيل عند وصولهم لأول مرة. المنطقة الآن موطن للعديد من المطاعم والمحلات التجارية السورية، على الرغم من أنهم لا يبرزون بنفس الشكل كما هو الحال في سونينالي.
يتذكر مصطفى نعيم، 28 عاما، الذي يعمل في شركة أمنية، كيف شعر بالضياع عندما وصل في البداية. وقال بينما كان يتناول الكنافة مع صديقين سوريين، إنها كانت فترة مظلمة.
قال نعيم إنه لا ينوي العودة إلى سوريا، وهو ممتن لما قدمته ألمانيا له. لكنه قال إنه لا يرى مستقبلا في برلين لنفسه أو لعائلته المستقبلية. يحلم بالحصول على الجنسية الألمانية والعيش في القاهرة. قال: "هناك فرق بين الأطفال الذين يكبرون على صوت الأذان.. وأولئك الذين يكبرون هنا".
من جانبه، أومأ عبد الكريم العبسي، 26 عاما، بالموافقة. وقال إنه يعتز بتجربته في ألمانيا، بما في ذلك التقدير المكتسب حديثا للثقافات الأخرى وحقوق المرأة، لكنه يرسم الخط في تربية أسرة في بلد غير مسلم.
وقال العبسي: "لقد ولدنا مرة أخرى هنا في ثقافة جديدة ولغة جديدة ونظام جديد.. لكنني لا أريد أن تصادق بناتي أو يشرب أطفالي الكحول". فهل يذهب إلى سونينالي عندما يشعر بالحنين إلى الوطن؟ قال العبسي: "أبدا.. الناس الذين يذهبون إلى هناك ما زالوا في سوريا ولبنان وفلسطين. إنهم غير مندمجين".
=========================
«نيويورك تايمز»: كيف نجح «حزب الله» من جديد في ما فشلت فيه الدولة اللبنانية؟
https://sasapost.co/translation/with-fuel-from-iran-hezbollah-steps-in-where-lebanon-has-failed/
عبدالرحمن النجار
قال بين هابرد وهويدا سعد، في تقرير نشرته صحيفة «نيويورك تايمز»، إن حزب الله اللبناني أعلن نقل أكثر من مليون جالون من وقود الديزل الإيراني إلى لبنان من سوريا يوم الخميس الماضي، محتفيًا بالخطوة وسيلةً لاستفزاز الولايات المتحدة، بحسب التقرير، مع جلب المساعدات التي تشتد الحاجة إليها في بلد يكاد يكون مشلولًا بسبب نقص الوقود.
مع تعرض لبنان لواحد من أسوأ الانهيارات الاقتصادية في التاريخ الحديث، صور حزب الله نفسه على أنه المنقذ الوطني، وتدخل حيث فشلت الحكومة اللبنانية وداعموها الغربيون.
ويشير الكاتبان إلى أن أنصار الحزب اصطفوا على الطرقات في شمال شرق لبنان مع وصول عشرات الشاحنات. ولوحوا بأعلام حزب الله ووزعوا الحلوى، وغنوا الأناشيد البطولية، وأطلقوا قذائف صاروخية في الهواء احتفالًا.
سلطت عملية تسليم الوقود – التي قال مسؤول في حزب الله إنها الدفعة الأولى من أكثر من 13 مليون جالون – الضوء على خطورة الأزمة اللبنانية، فضلاً عن فشل الحكومة في معالجتها. فمع عجزها عن تأمين المساعدة من أي مكان آخر، تحولت البلاد إلى سوريا التي مزقتها الحرب وإيران المتضررة اقتصاديًّا.
يبدو أن هذه الخطوة تنتهك العقوبات الأمريكية المتعلقة بشراء النفط الإيراني، لكن لم يتضح يوم الخميس ما إذا كانت الولايات المتحدة ستضغط على هذه القضية. يخضع بالفعل حزب الله، الذي تعده الولايات المتحدة منظمة إرهابية، لعقوبات أمريكية. ومع أن الجماعة جزء من الحكومة اللبنانية، يبدو أنها تعمل بشكل مستقل.
ويوضح الكاتبان أن السفارة الأمريكية في بيروت قد رفضت التعليق يوم الخميس، لكن عندما أعلن حزب الله الشهر الماضي أن الوقود في طريقه قادمًا من إيران، قلل السفير الأمريكي من شأن أي تهديد باتخاذ إجراءات عقابية. وقالت سفيرة الولايات المتحدة في بيروت، دوروثي شيا، لقناة العربية الإنجليزية: «لا أعتقد أن أي شخص سيتحمل المسؤولية إذا كان هناك طرف آخر قادر على إدخال الوقود إلى المستشفيات التي تحتاج إليه».
وصلت شحنة الوقود بينما يعاني لبنان مما وصفه البنك الدولي بأحد أسوأ الانهيارات الاقتصادية في العالم منذ منتصف القرن التاسع عشر. منذ خريف عام 2019، فقدت العملة الوطنية 90% من قيمتها، وتضاعفت أسعار العديد من السلع ثلاث مرات. تسبب نقص الوقود في انقطاع الكهرباء على نطاق واسع، وترك العديد من اللبنانيين ينتظرون في طوابير طويلة لملء سياراتهم. وقد سلط وصول القافلة الضوء على الغياب شبه الكامل للدولة اللبنانية.
الحكومة اللبنانية.. الحاضر الغائب
ويؤكد الكاتبان أن الهيئات الحكومية المكلفة بالإشراف على واردات الطاقة لم تشارك في التسليم. انطلقت الشاحنات من سوريا إلى لبنان عبر قطعة أرض مفتوحة، وليس عبر معبر حدودي رسمي، دون جمارك أو تفتيش أمني. ولم يتضح ما إذا كان للواردات أي ترخيص قانوني، أو ما إذا كان سيجري دفع أي ضرائب عليها.
ولم يدل رئيس الوزراء، نجيب ميقاتي، الذي شكل حكومة جديدة هذا الأسبوع وتعهد بالعمل على تخفيف مشكلات البلاد، بأي تصريح علني بشأن شحنة الوقود يوم الخميس. ولا السلطات المشرفة على الحدود. فيما قال إلياس فرحات، وهو جنرال متقاعد في الجيش اللبناني: إن «البلاد تواجه أزمة خطيرة، لذا فإن الحكومة لا تهتم بما إذا كانت الشاحنات دخلت بشكل قانوني أو غير قانوني. نحن في حالة طوارئ».
من جهته، قال أحمد ريا، المسؤول الإعلامي في حزب الله، إن الشحنة هي الدفعة الأولى من 13.2 ملايين جالون لسفينة إيرانية جرى تسليمها إلى ميناء بانياس بسوريا هذا الأسبوع. أما الباقي فسوف يستغرق عدة أيام لتفريغه ونقله إلى لبنان. قدر موقع TankerTrackers.com، وهو مجموعة تتعقب شحنات النفط العالمية، أن السفينة تحمل أقل من 8 ملايين جالون.
يضيف الكاتبان أن أزمة الوقود أدت إلى مواجهة من نوع ما بين حزب الله وحلفائه والولايات المتحدة حول من يمكنه التصرف بشكل أسرع لتخفيف آلام الناس، وهي منافسة فاز بها حزب الله، على الأقل حاليًا. مثلت كل خطوة تقريبًا في رحلة الوقود تحديًا للولايات المتحدة، التي فرضت عقوبات على شراء النفط الإيراني، والحكومة السورية، وحزب الله والشركات المرتبطة به، التي ستوزع الوقود داخل لبنان.
وقال الأمين العام للحزب، حسن نصر الله، إن الوقود دفع ثمنه رجال أعمال لبنانيون، لم يكشف عن أسمائهم، وأن معظمه سيجري التبرع به لمؤسسات تشمل المستشفيات الحكومية، ودور رعاية المسنين، ودور الأيتام، والصليب الأحمر اللبناني، والمنظمات العاملة في توزيع المياه.
وأكد أنه سيجري بيع الوقود بسعر مخفض للمستشفيات الخاصة، ومصانع الأدوية، والمخابز، ومحلات السوبر ماركت، وشركات الكهرباء الخاصة. وأوضح نصر الله في كلمة يوم الثلاثاء «هدفنا ليس التجارة أو الربح. هدفنا هو تخفيف معاناة الناس». وقال أيضًا إن ثلاث سفن إيرانية أخرى، إحداها تحمل بنزينًا، واثنتان تحملان الديزل، في طريقها إلى سوريا.
فيما قالت جيسيكا عبيد، مستشارة سياسة الطاقة والباحثة غير المقيمة في معهد الشرق الأوسط، إن المليون جالون التي أبلغ حزب الله عن جلبها يوم الخميس لا تسد احتياجات البلاد، لكنها يمكن أن تساعد المؤسسات الفردية. وأكدت أن مولد المستشفى، على سبيل المثال، قد يحرق نحو 26 جالونًا في الساعة.
يواصل الكاتبان كلامهما بأن التدخل حيث فشلت الدولة كان يعد انقلابًا سياسيًّا لحزب الله، الذي تلطخت صورته بصفته مدافعًا عن الأمة، بسبب مشاركته في الحرب الأهلية في سوريا، ومعارضته لحركة احتجاج شعبية سعت إلى إنهاء الفساد الحكومي. وقد اتهم حزب الله الولايات المتحدة بالمسؤولية عن أزمة لبنان الاقتصادية، زاعمًا أنها فرضت حصارًا على لبنان. في الواقع، تركز عقوبات الولايات المتحدة بشكل كبير على حزب الله وحلفائه، وليس على الدولة اللبنانية، التي يعد فشلها وفسادها أساس الأزمة.
أكبر مانح للمساعدات الإنسانية للبنان
أعلنت إدارة بايدن عن حزمة مساعدات جديدة بقيمة 100 مليون دولار الشهر الماضي، تهدف إلى تقديم المساعدة للغذاء والرعاية الصحية، والأمن والمياه والصرف الصحي. لكن حزب الله صور وصول القافلة يوم الخميس بعبارات بطولية، قائلًا إنها «كسرت الحصار الأمريكي»، وهو خط تفكير سيقبله الكثير من اللبنانيين على الأرجح.
قال مهند حاج علي، الزميل في مركز كارنيجي للشرق الأوسط في بيروت: «هذا يغذي الصورة بأن حزب الله قد انتصر في معركة الصمود ضد الحصار الأمريكي، وهذا النوع من الصور هو ما تحاول المنظمة أن تعكسه». وبعد إعلان السيد نصر الله، قالت السيدة شي، سفيرة الولايات المتحدة، إنها تعمل على وضع ترتيب آخر للمساعدة في حل أزمة الطاقة في لبنان، وذلك عبر إرسال الغاز الطبيعي من مصر إلى الأردن ونقله إلى لبنان عبر خط أنابيب يمر عبر سوريا.
زار وفد رفيع المستوى من لبنان دمشق، هذا الشهر، لمناقشة الخطة، لكن تفاصيلها لا تزال غير واضحة، بما في ذلك المدة التي سيستغرقها تركيب خط الأنابيب، ومن سيدفع ثمنه، وما الرسوم التي ستفرضها سوريا حتى يمر الغاز عبر أراضيها. قد يشكل ذلك تحديًا آخر للولايات المتحدة، التي تفرض عقوبات على أي شخص يتعامل مع الحكومة السورية.
إن معاناة اللبنانيين العميقة جعلت من غير المحتمل أن تعاقب الولايات المتحدة أي شخص يستقبل الوقود الإيراني الخاضع للعقوبات. فيما قال الحاج علي: «لست متأكدًا من مدى استعداد الولايات المتحدة للمخاطرة بفرض عقوبات على السكان المحتاجين. هذا من شأنه أن يصور واشنطن على أنها قاسية ومتشددة، وهذا انتصار لحزب الله».
=========================
«فورين بوليسي»: لهذه الأسباب لن تستطيع إسرائيل مهاجمة إيران
https://sasapost.co/translation/can-israe-attack-iran/
نشرت مجلة «فورين بوليسي» الأمريكية تقريرًا أعدَّه سجاد صفائي، زميل ما بعد الدكتوراة في معهد ماكس بلانك للأنثروبولوجيا الاجتماعية في ألمانيا، قدَّم فيه قراءة شاملة لحيثيات مدى إمكانية أن تَشُن إسرائيل هجمات عسكرية على إيران لإثناء طهران عن تطوير برنامجها النووي. وأكَّد الكاتب أنه على الرغم من تفوُّق القوات العسكرية الإسرائيلية على نظيرتها الإيرانية جوًّا وبحرًّا، فإن القوات البرية الإيرانية تتفوَّق على نظيرتها الإسرائيلية، مشيرًا إلى أن تل أبيب لا تستطيع تنفيذ هجمات ضد طهران من دون الرجوع إلى واشنطن، نظرًا إلى عدم قدرة تل أبيب على تجاهل رغبات الولايات المتحدة ومخاوفها، لا سيما عندما تكون الأولويات الأساسية للسياسة الخارجية الأمريكية مُعرَّضة للخطر.
ينوِّه الكاتب في مستهل تقريره إلى أن هذه ليست المرة الأولى في التاريخ الحديث التي تريد فيها إسرائيل أن يعرف العالم أنها تستعد وترغب في شنِّ هجوم عسكري على إيران، وبمفردها إذا اضطرَّت إلى اتِّخاذ مثل هذا الإجراء.
تلويح بشنِّ هجمات
وفي الأسابيع الأخيرة، تحدَّث وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني جانتس، مرتين عن استعداد إسرائيل لشنِّ هجوم عسكري على إيران من أجل إثناء طهران عن تطوير برنامجها النووي. وقال جانتس في إحاطة لسفراء ومبعوثين أجانب: «لا أستبعد إمكانية أن تتَّخذ إسرائيل إجراءات في المستقبل لإثناء إيران عن تطوير برامج نووية». وزعم أفيف كوخافي، رئيس هيئة الأركان العامة التابعة لقوات الدفاع الإسرائيلي، كما لو أنه يضيف إلى الحالة المثيرة للخوف، أن «تطوير البرنامج النووي الإيراني دفع قوات الدفاع الإسرائيلي إلى تسريع وضْع خُططها العملياتية» بغية شنِّ هجوم على طهران وأن «ميزانية الدفاع التي اعتمدتها السلطات مؤخرًا تهدف إلى التصدِّي لهذا التهديد».
وتفاخر كوخافي بأن فريقًا متفرِّغًا خُصِّص لتعزيز الإعداد لشنِّ هجوم على المنشآت النووية الإيرانية إذا أصدرت القيادة السياسية الإسرائيلية أوامر باتخاذ هذا الإجراء. ومن جهته، أوضح رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بينيت، أن بلاده مُستعدَّة لأن «تتَّخِذ إجراءات بمفردها» ضد إيران إذا شعرت بالحاجة إلى فِعْل ذلك. وجاءت تصريحات بينيت بعد أن تعرَّضت ناقلة تخضع لإدارة إسرائيلية لهجوم قبالة سواحل عُمان، حيث حمَّلت تل أبيب وحلفاؤها إيران مسؤولية شنِّ هذا الهجوم. ومن المؤكَّد أن إسرائيل نفَّذت في الماضي عمليات محدودة نسبيًّا ضد إيران، مثل شنِّ غارات على حلفاء إيران في سوريا وأعمال التخريب النووية، وربما تستمر تل أبيب في تنفيذ هذه العمليات في المستقبل.
ويطرح الكاتب سؤالًا: ولكن إلى أي مدى ينبغي أن نعتقد أن تل أبيب مستعدة وراغبة حقًّا في شنِّ هجوم على إيران بسبب التقدُّمات التي أحرزتها طهران في البرنامج النووي الإيراني، مع أننا نعلم تمام العلم أن هذا الإجراء من المُرجَّح أن يدفع البلدين وحلفاءهما إلى الانزلاق إلى مستنقع الحرب؟
ويجيب: تشير القيود السياسية والعسكرية المفروضة على صنَّاع القرار الإسرائيليين إلى أن هذه المواجهة العسكرية غير مُرجَّحة على الإطلاق.
هل تتجاهل تل أبيب رغبات واشنطن ومخاوفها؟
ويرى الكاتب أن الحديث عن شنِّ قوات الدفاع الإسرائيلي هجومًا وشيكًا وعلنيًّا في عُمق الأراضي الإيرانية يعني تجاهل قاعدة راسخة منذ زمن طويل وحكمت العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل على مدى عقود: وهي أن إسرائيل لا يمكن ببساطة أن تتجاهل رغبات راعيها الرئيس (أي الولايات المتحدة) ومخاوفه، لا سيما عندما تكون الأولويات الأساسية للسياسة الخارجية الأمريكية مُعرَّضة للخطر.
وقد أُعرِبَ عن هذه القاعدة بعبارات واضحة على لسان شخصية لا تقل عن إيهود باراك، رئيس الوزراء الإسرائيلي ووزير الدفاع الأسبق في سيرته الذاتية التي تحمل عنوان «بلادي حياتي». وأبرز باراك في كتابه النموذج الذي شكَّل، ومن المرجح أن يستمر في تشكيل، ملامح الإجراءات الإسرائيلية ضد إيران. وأوضح قائلًا: «هناك طريقتان اثنتان فقط»، تُمكِّنان إسرائيل من منع الإيرانيين من الحصول على سلاح نووي. راجع: «البرنامج النووي»، لأن باراك يتعمَّد تجاهل التقييمات الاستخباراتية الأمريكية التي تفيد بأن إيران قد أوقفت مساعيها الرامية إلى الحصول على أسلحة نووية في عام 2003. وتمثَّلت إحدى الطريقتين في «أن يتَّخذ الأمريكيون إجراءً». فيما تمثَّل الخيار الآخر الوحيد في «ألا تعوق الولايات المتحدة إسرائيل عن اتخاذ هذا الإجراء».
ولكن وفقًا لباراك، تكمن «العقبة» في ما فعلته الإدارات الأمريكية المتعاقبة تحديدًا، ولا تزال من المرجح أن تفعله.
ويشير التقرير إلى أنه حتى عند التدخُّل العسكري أثناء رئاسة جورج بوش الابن، لم تتمتَّع إسرائيل بالحرية التي تُمكِّنها من فِعْل ما يحلو لها. وكما يشير باراك في مذكِّراته، عندما علم بوش في عام 2008 بالجهود الإسرائيلية الرامية إلى شراء ذخائر ثقيلة من الولايات المتحدة، واجه بوش باراك وإيهود أولمرت، رئيس الوزراء آنذاك، وحذَّرهما قائلًا: «أريد أن أخبركما الآن، بصفتي رئيسًا للولايات المتحدة، أننا نعترض تمامًا على أي إجراء تتخذانه من أجل شنِّ هجوم على المحطات النووية [الإيرانية]».
وأوضح بوش قائلًا: «أُكرِّر ذلك من أجل تفادي حدوث أي سوء تفاهم. ونحن لا نتوقع منكما أن تنفِّذا هذا الهجوم. ولن تشن الولايات المتحدة هجومًا أيضًا طالما أنني أحكم البلاد. وقد أردت أن أكون واضحًا فحسب». وتجدر الإشارة إلى أن بوش، وفقًا لما ذكره باراك، أصدر هذا التحذير على الرغم من علمه بأن إسرائيل لم تمتلك حتى القدرة العسكرية التي تُمكِّنها من شن هجوم على إيران في ذلك الوقت.
ووفقًا لباراك، أثَّرَت هذه المعارضة الشديدة لشن هجوم على إيران تأثيرًا بالغًا فيه وفي أولمرت منذ أن دعمت إدارة بوش تنفيذ إسرائيل قصفًا عام 2007 على برنامج سوريا النووي الناشئ قبل عام واحد فقط. وفي كلتا الحالتين، كان من الواضح أن موافقة واشنطن، أو عدم موافقتها على شن هجوم، خطوة ضرورية.
إيران وإسرائيل.. دينامية ثابتة
ويوضح التقرير أن مُذكِّرات باراك تُظهِر أن هذه الدينامية ذاتها استمرت في أن تحكم العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل خلال رئاسة أوباما. ويتذكر باراك كيف كشف ليون بانيتا، وزير الدفاع الأمريكي آنذاك، «حقيقة أنه لم يُرِد أن نشن هجومًا عسكريًّا» في وقتٍ كانت تُركِّز فيه إدارة أوباما على ممارسة ضغط سياسي واقتصادي دولي على إيران. وكتب باراك أن بانيتا «شجَّعَني على التفكير مرتين، أو ثلاث مرات قبل أن أسير في ذلك الطريق»، ورأى أنه من الأمور المُسلَّم بها أن تل أبيب ستُبقي واشنطن على علم بقراراتها. وطرح بانيتا سؤالًا على باراك قائلًا: «إذا اتخذت قرارًا يقضي بشنِّ هجوم على المنشآت الإيرانية، فمتى سنعرف ذلك القرار»؟
ووفقًا لرواية باراك، عَدَلَت إسرائيل عن المُضي قُدُمًا في شنِّ هجوم مُفترض على منشآت إيران النووية في صيف 2012 «بسبب الضرر الذي قد يمس علاقاتنا مع الولايات المتحدة». واستمرت مطالب واشنطن لفرض قيود على تل أبيب بعد الانتهاء من الاتفاق النووي في عام 2015. ويتذكر باراك أنه حتى في ذلك الوقت لم يتمكَّن الإسرائيليون ببساطة من اتخاذ إجراءات ضد إيران من دون الحصول على إذن من إدارة أوباما: وعرَّج باراك قائلًا: «كنَّا نحتاج إلى أن نصل إلى إبرام اتفاق مع الأمريكيين بشأن نوع الهجوم العسكري الذي قد نضطر، أو يضطروا، إلى تنفيذه إذا اتَّخذ الإيرانيون تحركاتٍ أخرى تهدف إلى الحصول على أسلحة نووية».
ويضيف التقرير: كما يتضح من سيرة باراك الذاتية، لا يخفي رؤساء الولايات المتحدة آراءَهم ورغباتهم عن المسؤولين الإسرائيليين، خاصةً عندما يتعلق الأمر بالأهداف الأساسية للسياسة الخارجية الأمريكية. ولا يمكن أن تسعى تل أبيب إلى تجاهُل مطالب واشنطن الصريحة ومخاوفها المتعلقة بهذه الأمور. وفي الوقت الحالي، سيتعارض أي انتهاك إسرائيلي صارخ للسيادة الإيرانية على الفور مع هدفين يعزز كلٌّ منهما الآخر، ذلك أن هذين الهدفين يحدِّدان سياسة إدارة بايدن الخارجية المتمثِّلة في: كبح جماح البرنامج النووي الإيراني من خلال وسائل غير عسكرية (تُركِّز الجهود في الوقت الحالي على إحياء الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015) وإنهاء الوجود العسكري الأمريكي في الشرق الأوسط.
وهذه الحقائق السياسية تجعل من غير المُرجَّح أن تنفذ إسرائيل هجومًا صريحًا على إيران. غير أن القيود العسكرية التي تواجهها إسرائيل تتمتَّع بالقدر ذاته من الأهمية.
قُدرة على توجيه ضربات سريعة ومُدمِّرة
ويلمح التقرير إلى أنه من المؤكَّد أن إسرائيل، حتى من دون الرؤوس الحربية النووية الجاهزة للإطلاق، تتمتَّع بالقدرة الواسعة على توجيه ضربات سريعة ومُدمِّرَة للقوات المسلحة الإيرانية، جوًّا وبحرًّا. ويمكن أن يهزم أسطول تل أبيب الذي يتكون من طائرات مقاتلة وقاذفات أمريكية، وحده دفاعات إيران الجوية، فضلًا عن قواتها الجوية المتداعية، هزيمة ساحقة. ولن تتمكَّن حتى أنظمة الصواريخ والطائرات من دون طيار التي تتمتَّع بقوة ودقَّة متزايدة وبعيدة المدى من تغيير ميزان القوى في أسلحة الجو تغييرًا جذريًّا. وجملة القول إنه لا يوجد خلاف، فيما يتعلق بالمُعدَّات العسكرية، على تفوُّق قوات الدفاع الإسرائيلي على القوات المُسلَّحة الإيرانية، ناهيك عن تفوُّقها في مجالات أخرى.
ولكنَّ أهمية هذا التفوق الضخم ستقل بشدَّة في حالة اندلاع حرب شاملة تجذب القوات البرية التابعة لقوات الدفاع الإسرائيلي إلى ساحة المعركة، لماذا؟
يجيب الكاتب: منذ أن هُزِمت قوات الدفاع الإسرائيلي هزيمة نكراء خلال الحرب التي اندلعت في عام 2006 مع حزب الله، أدرك كبار الضباط العسكريين في إسرائيل تمامًا أن القوات البرية في البلاد ليست مستعدة لخوض حرب شاملة مع قوة قتالية قادرة نسبيًّا على توجيه ضربات قوية.
ماذا عن القوات البرية الإسرائيلية؟
ويؤكد كاتب التقرير أنه حسبما يتضح من خلال التحقيق اللاذع الذي أجرته إسرائيل في الحرب التي اندلعت عام 2006، فضلًا عن التقارير التي أعدَّها معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى والجيش الأمريكي، أظهرت الحرب التي استمرَّت 33 يومًا مع حزب الله أن القوات البرية التابعة لقوات الدفاع الإسرائيلي لم تكن مُستعدَّة على الإطلاق لأن تخوض حربًا حقيقية مع عدو لدود.
ومنذ ذلك الحين، ظهرت بعض بوادر الإجراءات التصحيحية التي اتخذتها قوات الدفاع الإسرائيلي للتغلُّب على أوجه القصور. ومع ذلك، لا يوجد سبب وجيه للاعتقاد بأن قواتها البرية قد خضعت لتحسينات جذرية منذ حرب عام 2006. وليس من المُستغرَب أنه عندما بدأ جادي إيزنكوت مدَّة خدمته في منصب رئيس الأركان العامة في قوات الدفاع الإسرائيلي بعد أشهر قليلة من عملية الجرف الصامد (الحرب على غزة عام 2014)، أفادت تقارير بأنه «خلُص إلى أن القوات البرية في حالة سيئة نوعًا ما» «وأصبح من السهل هزيمة قوات الجيش في كل الأماكن الخاطئة خلال العقد الذي أعقب حرب لبنان الثانية».
وبَدَت الصورة متشابهة إلى حد ما في أواخر عام 2018 عندما حذَّر اللواء (احتياط) يتسحاق بريك، أمين المظالم المنتهية ولايته في وزارة الدفاع الإسرائيلية، المُشرِّعين في اجتماع «مثير للجدل» من أن القوات البرية في البلاد ليست مستعدة لخوض حرب في المستقبل.
ويمضي كاتب التقرير قائلًا: وإدراكًا للفجوة الضخمة الكامنة في سلاح المدرعات التابع لقوات الدفاع الإسرائيلي، من غير المُرجَّح أن يُصدر كبار النُخب العسكرية والسياسية في إسرائيل أوامر بشن عملية عسكرية علنية داخل الأراضي الإيرانية، نظرًا إلى معرفتهم التامَّة بأن هذا الهجوم من المُرجَّح أن يدفع إسرائيل وإيران إلى دوَّامة دائمة من التصعيد الذي سيؤدي بالضرورة إلى استفزاز القوات البرية التابعة لقوات الدفاع الإسرائيلي، والتي لا تستعد لخوض حروب ضد القوات الإيرانية وحلفائها الإقليميين مثل حزب الله.
ولكن إذا كان الضوء الأحمر من واشنطن وحسابات تل أبيب العسكرية تجعل انتهاكًا صارخًا للسيادة الإيرانية على أيدي قوات الجيش الإسرائيلي أمرًا غير مرجح، فكيف يمكن أن نُفسِّر للجمهور التهديدات المتكررة بالحرب التي يلُوكُها رجال الدولة الإسرائيليون؟
ويجيب الكاتب: هذه التهديدات صُمِّمَت بصورة جزئية بغرض استهلاكها محليًّا. وفي سياق اجتماعي اصطبغ بالصبغة العسكرية بصورة كبيرة واتَّجهت بُوصْلته على مدى العقود الأخيرة نحو اليمين المتطرف بصورة مطَّرِدة، ربما يكون الحديث عن تنفيذ قصف على إيران محاولة لعدم الظهور بمظهر ضعيف أمام الخصوم السياسيين.
ويختم الكاتب تقريره بالقول: ومع ذلك، يمكن قراءة هذا المشهد أيضًا بوصفه موقفًا تفاوضيًّا لتعزيز موقف إسرائيل أمام إدارة بايدن بشأن قضايا أقرب إلى الوطن من البرنامج النووي الإيراني. ومن خلال الاستمرار في إحياء شبح تنفيذ هجوم على إيران، وهو مصدر قلق شديد في عواصم غربية بسبب تداعياته الكارثية، يمكن أن يُقدِّم القادة الإسرائيليون عرضًا يُفضي إلى أن يتخلَّوا عن خُطَطِهم غير الموجودة للدخول في حرب شاملة مع إيران في مقابل الحصول على مكاسب أخرى، مثل: عدول بايدن عن معارضته للتوسُّع الاستيطاني غير القانوني في الأراضي المُحتلَّة (تنظر الولايات المتحدة إلى هذه القضية بوصفها قضية ثانوية) فضلًا عن الحصول على مزيد من المساعدات العسكرية والمالية.
=======================
ضربة أميركية للقاعدة في سوريا.. و"سايت" تكشف هوية المستهدفين
https://www.alhurra.com/arabic-and-international/2021/09/20/تايلر-فيلوس-يقر-أخيرا-انطلق-أوروبا-لتنفيذ-عملية-مسلحة
ذكرت مجموعة سايت للاستخبارات، أن الضربة الأميركية التي استهدفت قادة تنظيم القاعدة في سوريا خلال الساعات الماضية، قتلت أبو حمزة اليمني، القائد العسكري للتنظيم، ومسؤول ثانٍ يُدعى أبو البراء التونسي.
وكانت المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية، جون كيربي، أعلن الاثنين، أن القوات الأميركية استهدفت زعيما بارزا في تنظيم القاعدة بالقرب من إدلب في سوريا. 
وأضاف كيربي، خلال مؤتمر صحفي، أن التقارير الأولية أكدت استهداف الشخص المقصود، وليس هناك مؤشرات على وقوع إصابات في صفوف مدنيين.
وقال جهاديون على مواقع التواصل الاجتماعي إن الضربة أسفرت عن مقتل اثنين من المسؤولين في تنظيم حراس الدين المرتبط بالقاعدة.
ويقول محللون إن الضغط الأميركي على تنظيم القاعدة في سوريا مستمر رغم أن هذه هي الضربة الأولى هذا العام ضد التنظيم.
وقال الباحث في معهد الشرق الأوسط في واشنطن، تشارلز ليستر، لموقع "صوت أميركا"، "تتمتع الولايات المتحدة بسجل حافل من الضربات الدقيقة التي استهدفت عناصر القاعدة في شمال غرب سوريا، ولا سيما منذ منتصف عام 2019، عندما تم القضاء على أعضاء القيادة العالمية للقاعدة بواسطة طائرات أميركية بدون طيار".
وأضاف ليستر أن تنظيم حراس الدين يتعرض بالفعل للهجوم من قبل هيئة تحرير الشام التي انفصلت عن القاعدة، مما دفع العديد من قادته إلى الاختباء.
وتابع: "الضربات الدورية للطائرات الأميركية بدون طيار تعمل على فرك الملح في جرح متسع بالفعل لتنظيم القاعدة في سوريا".
وفي 29 أغسطس، استهدفت ضربة جوية أميركية سيارة في كابل كان يعتقد أنها "محملة بالمتفجرات" بغرض تنفيذ هجوم للفرع المحلي لتنظيم داعش.
كانت واشنطن قد قتلت في غارة جوية في فبراير 2017، الزعيم الثاني للقاعدة أبو الخير المصري، وهو صهر أسامة بن لادن في محافظة إدلب شمال غرب سوريا. كما استهدفت في اليمن يناير 2019 جمال البدوي، أحد الرجال المتهمين بالتآمر لتفجير المدمرة البحرية الأميركية كول عام 2000.
=========================
الصحافة الروسية :
صحيفة روسية: أمريكا مستعدة للقرار الكبير في سوريا
https://arab-turkey.com/2021/09/21/صحيفة-روسية-أمريكا-مستعدة-للقرار-الكب/
نشرت صحيفة “نيزافيسيمايا غازيتا” الروسية تقريرًا مطولًا تحدثت فيه عن مدى استعداد الولايات المتحدة الأمريكية لتخفيف العقوبات على نظام الأسد.
وقالت الصحيفة في تقريرها: “إن إدارة الرئيس جو بايدن مستعدة لتخفيف العقوبات على نظام الأسد وذلك بحسب المعلومات التي أوردتها صحيفة الشرق الأوسط التي كان لها اطلاع على الاجتماع الذي جرى في جنيف بين مسؤولين روس وأمريكيين” بحسب موقع الدرر الشامية.
وأضافت: “إن الولايات المتحدة غيرت مؤخرًا من سياستها تجاه سوريا، حيث أن الأمريكيين سمحوا للنظام السوري الاستفادة من مشروع نقل الغاز المصري إلى لبنان، كما فتحوا قنوات حوار بين “قسد” والنظام”.
وأكدت الصحيفة أنه تم عقد لقاء بين وزراء الطاقة والنفط من الأردن وسوريا ومصر ولبنان في العاصمة عمان بموافقة أمريكية.
واستبعدت الصحيفة تَخلي نظام الأسد عن إيران بسبب التسهيلات التي قدمتها واشنطن له للمشاركة والاستفادة من مشروع نقل الطاقة إلى لبنان.
يشار إلى أن رئيس اللجنة الديمقراطي السيناتور بوب مننديز أعلن عن موافقته على بعض الإعفاءات لعقوبات قانون قيصر، وذلك في سبيل مرور الغاز والكهرباء إلى لبنان عبر سوريا.
وكانت الولايات المتحدة الأمريكية قد فرضت في 17 حزيران/يونيو من العام الماضي، عقوبات اقتصادية بموجب قانون “قيصر” على النظام السوري وكل من يدعمه.
=========================
الصحافة البريطانية :
مركز مالكوم كير كارنيغي :لماذا يتردد صدى كابُل في إدلب
https://carnegie-mec.org/diwan/85384
مايكل يونغ
يتحدث عزام القصير، في مقابلة معه، عن هيئة تحرير الشام والأسباب الكامنة خلف براغماتيتها في زمن التغيير.
20 أيلول/سبتمبر 2021
Englishتعليقات القراء (+)
عزام القصير باحث سوري مقيم في لندن، وحائز على دكتوراه في السياسة من كلية بيركبيك في جامعة لندن، وماجستير في سياسات الشرق الأوسط من جامعة إكستر. تتركّز اهتماماته البحثية على دراسة التيارات الجهادية السلفية وتحولاتها الإيديولوجية والاستراتيجية الحديثة. أجرت "ديوان" مقابلة معه في منتصف أيلول/سبتمبر للحديث عن هيئة تحرير الشام التي تمارس سيطرة واسعة على محافظة إدلب في شمال غرب سورية. ويأتي ذلك فيما تشهد درعا الواقعة جنوب سورية تحركات سياسية، وفي أعقاب الانسحاب الأميركي من أفغانستان الذي رحّبت به هيئة تحرير الشام وتابعته عن كثب.
مايكل يونغ: ما العلاقة التي تجمع بين هيئة تحرير الشام وتنظيم القاعدة؟
عزام القصير: في الأعوام الأربعة الماضية، حصل تباعدٌ بين هيئة تحرير الشام وتنظيم القاعدة، وذهب كلٌّ منهما في سبيله إيديولوجيًا واستراتيجيًا وتنظيميًا. ففي نيسان/أبريل 2013، وخوفًا من نزعة الهيمنة لدى تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، أصبحت جبهة النصرة التي تحوّلت لاحقًا إلى هيئة تحرير الشام، الفرع الرسمي لتنظيم القاعدة في سورية. لكن في تموز/يوليو 2016، وبُعيد التدخّل العسكري الروسي المكثّف، غيّر أبو محمد الجولاني، زعيم جبهة النصرة، اسم التنظيم إلى جبهة فتح الشام وأعلن أنه لن يعود فرعًا لتنظيم القاعدة. وردًّا على هذه الخطوة، أنشأت مجموعة من الجهاديين المتشددين تنظيم حراس الدين ليكون الفرع الجديد لتنظيم القاعدة في سورية.
قامت استراتيجية البقاء التي اتبعتها هيئة تحرير الشام منذ مطلع العام 2017 على الالتحاق بركب المعارضة السورية والتعبير عن أجندتها المحلية الطابع. لذلك، كان الصدام محتومًا بين هيئة تحرير الشام وحراس الدين. ولكن سرعان ما اتضح أن هيئة تحرير الشام تتمتع بالقوة الكافية لاحتواء حراس الدين وجميع المتعاطفين مع تنظيم القاعدة في شمال غرب سورية. واليوم، ما من علاقة تربط بين هيئة تحرير الشام وتنظيم القاعدة، لأن أي تنسيق أو تعاون علني مع القاعدة قد يقضي على المحاولات الدؤوبة التي تبذلها الهيئة لإظهار "اعتدالها" و"انتمائها السوري" اللذين يشكّلان ركيزتَي استراتيجيتها الهادفة إلى الحصول على اعتراف إقليمي ودولي بسلطتها في شمال غرب سورية.
يونغ: كيف تمكّنت هيئة تحرير الشام من الحفاط على استمراريتها على الصعيدَين العسكري وغير العسكري، نظرًا إلى أن وجودها يقتصر، على ما يبدو، على محافظة إدلب؟
القصير: عسكريًا، ينبغي التوقف عند أمرَين اثنين. أولًا، استولت جبهة النصرة سابقًا على قواعد عسكرية استراتيجية مثل قاعدة أبو الظهور الجوية وقاعدة المسطومة العسكرية، ووضعت يدها على الجزء الأكبر من آلياتهما وذخائرهما ومعداتهما. واستولت النصرة أيضًا على أسلحة ذات أهمية استراتيجية كانت بحوزة فصائل في الجيش السوري الحر مثل الفرقة 13 وحركة حزم.
ثانيًا، حدثت مناوشات خفيفة ومتفرّقة حول أطراف المناطق الخاضعة لسيطرة هيئة تحرير الشام. ولكن لم تقع عمليات عسكرية كبرى منذ إنشاء مناطق خفض التصعيد و"نقاط المراقبة" حول إدلب في أواخر العام 2018، ما أتاح للهيئة الحفاظ على قدر كبير من إمكانياتها.
اقتصاديًا، وفي حال ثمة أموال خارجية تصل إلى هيئة تحرير الشام، فلا بد من أنها ضئيلة. وفي ضوء هذه الأوضاع، تحوّل التنظيم نحو الاعتماد على الاقتصاد المحلي من خلال الضرائب والتعرفات، بما في ذلك الإيرادات المستمدة من المعابر الحدودية، إضافةً إلى إدارة القطاع المصرفي والزكاة. ويُشار في هذا الصدد إلى أن هيئة تحرير الشام تُعوّل إلى حد كبير على المصادر الدينية المحلية التي تجمع التبرعات من الأفراد والجمعيات الخيرية الإسلامية.
يونغ: هل يؤثّر انتصار حركة طالبان في أفغانستان على هيئة تحرير الشام بأي شكل من الأشكال؟ وكيف ذلك؟
القصير: نعم، إذ كان لحركة طالبان تأثير في استراتيجية تنظيم هيئة تحرير الشام وتفضيلاته قبل وقت طويل من انتصارها في أفغانستان. فقيادة هيئة تحرير الشام كانت تراقب وتسجّل الملاحظات منذ بدء المفاوضات بين طالبان والأميركيين في الدوحة قبل عامَين. والدرس الأساسي الذي تعلّمته هيئة تحرير الشام من تجربة طالبان هو التالي: إذا كان النأي بالنفس عن تنظيم القاعدة والامتناع عن شنّ عمليات إرهابية في الخارج يقودان إلى القبول الدولي، فليكن.
استنادًا إلى تحليلي لخطاب هيئة تحرير الشام، فإن هذه المقاربة لا تُصوَّر داخليًا بأنها مربحة على الصعيد الاستراتيجي فحسب، بل تُقدَّم أيضًا بأنها جائزة دينيًا بموجب مبدأ "المصلحة". والقدرة على استخدام هذه التبريرات الدينية، مثل نجاح طالبان الأخير، تشي بأن المستقبل مفتوح أمام خطوات براغماتية أكثر جرأة يمكن أن تُقدِم عليها قيادة هيئة تحرير الشام، وقد تتخذ شكلًا من أشكال التعاون مع تركيا وما يُسمّى بالجيش الوطني السوري المدعوم من أنقرة.
بدأت هيئة تحرير الشام في الآونة الأخيرة باستخدام ما حدث في أفغانستان في حملات التجنيد وفي محاولاتها الآيلة إلى الفوز بدعم القادة والدعاة الجهاديين الذين يشكّكون في فعالية المقاربة التي يعتمدها الجولاني والتي تقوم على طمأنة الغرب ونفي تهمة الإرهاب.
يونغ: شُنَّت مؤخرًا هجمات على إدلب تسبّبت بتنامي المخاوف في المحافظة من احتمال أن ينفّذ الجيش السوري حملة عسكرية جديدة هناك، على غرار ما فعل في درعا. ماذا تتوقع أن يحدث في إدلب، وكيف يمكن أن يؤثّر ذلك على العلاقات بين النظام السوري وتركيا وروسيا؟
القصير: يجب ألا ننسى أن قوات النظام السوري وروسيا لم تتوقف مطلقًا عن شنّ هجمات على أطراف إدلب منذ أن سيطرت هيئة تحرير الشام على المحافظة. ثمة نقاط مشتركة وأخرى مختلفة بين السياقَين في جنوب البلاد وشمالها الغربي. يريد نظام الأسد استعادة السيطرة الكاملة على المحافظتين بشتى الوسائل. وقد بدا أن النظام يميل، في درعا، إلى التفاوض من أجل التوصل إلى اتفاق محلي، وإرسال رافضيه إلى الشمال الغربي، نظرًا إلى أن هذه الاستراتيجية أثبتت نجاحها في السابق وحظيت بتشجيع من روسيا.
لكن التعاطي مع الأوضاع في إدلب أشد تعقيدًا. فهيئة تحرير الشام نافذة ومتداخلة في النسيج الاجتماعي للشمال الغربي الذي هو أيضًا الوجهة الوحيدة المتبقّية للمعارضة. علاوةً على ذلك، في حال شنّ النظام هجومًا بريًا واسع النطاق، فسوف يدفع ذلك بهيئة تحرير الشام إلى مد يدها إلى فصائل الجيش الوطني السوري التي تملك بدورها مصلحة راسخة في توسيع نطاق عملياتها وانتزاع حصة لها في حكم إدلب. وعليه، سوف تصبح الجهود الهادفة إلى عزل هيئة تحرير الشام شبه مستحيلة، علمًا بأن هذا البند يأتي في أعلى سلّم الأولويات الروسية في سورية.
يونغ: مؤخرًا، طلبت هيئة تحرير الشام من القبائل في إدلب التنسيق معها، بما في ذلك من خلال تشكيل مجالس شورى لمعالجة الشؤون والمشاكل القبلية. ما دوافع هذه الخطوة وإلى أين سيقود ذلك برأيك؟
القصير: يمكن النظر إلى هذه الخطوة من زاويتَين. من جهة، تملك هيئة تحرير الشام والقبائل المحلية مصلحة مشتركة في تشكيل مجالس شورى قبلية. فهذه الأخيرة تتيح للهيئة الحفاظ على سطوتها وإظهار موقعها المهيمن كوسيط النفوذ وصانع القرارات الأوحد في إدلب، وتُمكّن القبائل من الإبقاء على دورها التقليدي والمشاركة في إدارة الشؤون الاجتماعية والقضائية. ومن جهة أخرى، يعكس إنشاء المجالس القبلية الانخراط المتزايد لهيئة تحرير الشام في السياق السوري. فقد بدأت الهيئة، بُعيد القطيعة مع المنظومة الجهادية العالمية، تُظهر طابعها المحلي من خلال إعلانها أنها تمثّل إرادة العرب السنّة في سورية. وهكذا، يمكن النظر إلى إنشاء مجالس الشورى القبلية بأنه خطوة إضافية تلجأ إليها هيئة تحرير الشام لتعزيز انخراطها في الشؤون المحلية وإظهار فهمها للديناميات الاجتماعية المحلية.
يونغ: أي مستقبل ينتظر هيئة تحرير الشام في ضوء محاصرتها من قوات النظام السوري أو تركيا من مختلف الجهات، فضلًا عن أن بلدانًا كثيرة تعتبرها تنظيمًا إرهابيًا، وأنها لا تحظى بشعبية كبيرة في صفوف السكان المحليين؟
القصير: صحيحٌ أن عددًا كبيرًا من الحكومات والمنظمات الدولية تصنّف هيئة تحرير الشام في خانة التنظيمات الإرهابية، لكن شطب هذه التنظيمات من قوائم الإرهاب ليس أمرًا غير مسبوق. ومن الأمثلة الحديثة على ذلك الحوثيون في اليمن. ولكي تُشطَب هيئة تحرير الشام من قوائم التنظيمات الإرهابية، يجب أن يأتي ذلك نتيجة تدقيق طويل ومعمّق في الوعود التي قطعتها بالسماح بظهور حراك مدني أساسي ومجدٍ، وفي مزاعمها عن استعدادها لفتح السجون ومراكز الاعتقال أمام مجموعات حقوق الإنسان لإجراء عمليات تفتيش.
الطريق معبَّدٌ أمام تعاون هيئة تحرير الشام مع تركيا، سواء بصورة مباشرة من خلال حكومة الإنقاذ التابعة للهيئة في إدلب، أو بصورة غير مباشرة من خلال التنسيق العسكري مع الفصائل المدعومة من أنقرة في الشمال. في الواقع، ثمة مؤشّرات على حدوث تقارب بين هيئة تحرير الشام وبعض فصائل الجيش الوطني السوري. ويجب أن يُقرأ ذلك في ضوء العوامل التالية:
أولًا، تتعرض هيئة تحرير الشام لضغوط متزايدة من الأصوليين المستائين من براغماتية الجولاني، وكذلك من السكان المحليين غير الراضين عن إدارة التنظيم للشؤون الاجتماعية والاقتصادية. لذلك غالب الظن أن تصبح الهيئة أقرب إلى القبول بتركيا كراعيتها الإقليمية، وأن تمتثل لأي مبادرات دولية للسلام والمصالحة في المستقبل، أو أقلّه ألّا تبدي معارضة شديدة لها.
ثانيًا، سوف تستثمر هيئة تحرير الشام في سيطرتها على إدلب بحكم الأمر الواقع لمحاولة الحصول على الاعتراف بدورها وسلطتها من أجل التعويض عن تراجع شرعيتها العسكرية.
ثالثًا، يتخوّف جميع الأفرقاء في النزاع السوري من الشائعات التي تتحدث عن انسحاب أميركي مفاجئ، بعد ما حدث في أفغانستان مؤخرًا. هذا السيناريو مستبعد نظرًا إلى أن الأوضاع في سورية مختلفة جدًّا، فضلًا عن أن الولايات المتحدة غادرت أفغانستان بعد إبرامها اتفاقًا مع طالبان. ولكن على الرغم من ذلك، فإن مجرد احتمال حدوث انسحاب أميركي يدفع جميع الأفرقاء، ومنهم هيئة تحرير الشام، إلى الاستعداد لمثل هذا السيناريو، لأنه سوف يؤدّي، في حال حدوثه، إلى تغيير في ميزان القوى يصبّ على الأرجح في مصلحة كلٍّ من إيران وروسيا والنظام السوري.
========================