الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 2/12/2017

سوريا في الصحافة العالمية 2/12/2017

03.12.2017
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
 
الصحافة الامريكية :  
الصحافة الاسبانية والبريطانية :  
الصحافة العبرية :  
الصحافة التركية والروسية :  
الصحافة الامريكية :
نيوزويك :فريدريك هوف يكتب: المباراة النهائية فى سوريا تحتاج تعاون بوتين وترامب «2-٢»
فريدريك هوف
نقلاً عن مجلة «نيوزويك» الأمريكية
ويبدو أن الفارق بينهما هو كما يلى: كيرى كان يعتقد أن مهاراته المقنعة وقوة شخصيته يمكن أن تقنعا موسكو بأداء عمل غير طبيعى بالنسبة لها على الإطلاق: دعم الانتقال السياسى الحقيقى. ولكن تيلرسون ليس لديه مثل هذا الوهم، فهو يسعى إلى مساعدة رئيسه على الخروج من سوريا بطريقة تحفظ ماء وجهه، وربما حتى الزج بموسكو فى حملة لإبطاء الهيمنة الإيرانية، ويسعى بعض المسؤولين الأمريكيين لتجنب العواقب المهينة للسياسة الخارجية لإدارة أوباما، وذلك بأقل قدر ممكن من الجهد.
ويزعم هؤلاء المسؤولون أنهم يستخدمون عصا حرمان سوريا من مساعدات إعادة الإعمار فى حال غياب التغيير السياسى، مدعين أن هذا يشكل نفوذا على موسكو، كما يشيرون إلى التاريخ الطويل من الخصومة فى العلاقات بين طهران وموسكو، ما يعنى أن الأمر ليس سوى مسألة وقت قبل وقوع المشاكل بينهما حول سوريا.
ولكن كل هذه الآراء المليئة بالأمل كاذبة، فيبدو أن هدفهم التكتيكى يتمثل فى أن التعاون مع بوتين قد يجلب شيئا جيدا لواشنطن، ولكن لا أرى أنه من الممكن أن يكون هناك شىء جيد على مستوى المصالح الأمنية الوطنية الأمريكية أكثر من التعاون معه فى سوريا، فقد وقف بوتين متفرجا حينما استأنفت قوات الأسد الجوية والمدفعية عمليات القتل الجماعى فى حلب والغوطة الشرقية، وهو تماما ما فعلته واشنطن أيضا حينما أكدت مجددا سياسة إدارة أوباما فى التحدث بصوت عالٍ عن مخالفات الأسد، لكنها لم تستخدم العصا ضد نظامه.
فعندما يعلن المسؤولون الأمريكيون التعاون مع روسيا، فإنه يبدو أنهم إما يدعمون عمليات القتل الجماعى، أو أنهم عاجزون عن وقفها
ومن أجل إنقاذ الأسد واستعادة عظمة روسيا، يقوم بوتين بتدعيم قبضة إيران على سوريا، ولكن مصلحة طهران الرئيسية فى دمشق هى وضع البلاد تحت تصرف حزب الله، وقد أعلن اللواء محمد على جعفرى، رئيس الحرس الثورى الإيرانى، أن مسألة نزع سلاح حزب الله «أمر غير قابل للتفاوض».
ويسعى بوتين، الذى تتعاون قواته الجوية مع القوات البرية للمقاتلين الأجانب الذين تديرهم إيران فى سوريا، إلى التعاون الأمريكى لوضع سوريا بحزم فى أيدى أمثال الجعفرى.
وقد لا يرغب أحد فى رفض إمكانية التعاون مع موسكو، بل طهران نفسها، من أجل وضع الترتيبات السياسية المتحضرة التى تحمى المدنيين فى جميع أنحاء سوريا، حين تعد لحماية المدنية أمرا ضروريا لمنع نشوء الحركات السياسية العنيفة مثل نظام الأسد وحزب الله فى سوريا، ولكن الاعتقاد بأنه يمكن القيام بذلك دون وجود نفوذ هو مجرد أوهام، فحماية المدنيين السوريين وتأمين البلاد هو ما سيمكننا من التغلب على التطرف وعرقلة وجود إيران فى سوريا.
وإذا كانت هذه الأهداف ليست ذات أهمية لإدارة ترامب، فإنه يتعين على الإدارة أن تترك الأمر لبوتين، ولكن من أجل سمعة أمريكا، فينبغى ألا يطلقوا على المسألة كلمة «تعاون».
ترجمة- فاطمة زيدان
========================
معهد واشنطن :الأبعاد الإقليمية لاستقالة الحريري: هل ستُقدم إيران وحزب الله" على التسوية؟
حنين غدار
متاح أيضاً في English
28 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017
في وقت سابق من الشهر الحالي، وبينما كان وزراء الخارجية العرب يعقدون اجتماعًا طارئًا في مقر الجامعة العربية في القاهرة دعت إليه السعودية لإعلان "حزب الله" "منظمة إرهابية"، كان قائد "فيلق القدس" الإيراني قاسم سليماني يعلن النصر في سوريا. وفي شريط فيديو أُطلق مباشرة عقب اجتماع القاهرة، شوهد سليماني يعبر الحدود العراقية-السورية باتجاه البوكمال في محافظة دير الزور، مسجلًا إنجازًا لنفوذ إيران في الشرق الأوسط.
ويسلط هذان الحدثان الضوء على السياق الجيوسياسي الذي شهد استقالة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري في الآونة الأخيرة. وستشكل الأزمة السياسية المتبلورة في لبنان جزءًا من حقبة الهيمنة الجديدة هذه بقيادة إيران ووكيلها "حزب الله". وبعد عودة الحريري إلى لبنان وتريثه في الاستقالة، لم تعد المسألة تتمحور حوله. فبدلًا من ذلك، بات السؤال يتمثل بكيفية تذليل إيران لهذه العقبة من أجل ترسيخ إنجازاتها في لبنان والمنطقة
وفي حين شكّلت الإطاحة بالحريري - بهندسة سعودية على الأرجح - انتكاسة مؤقتة بالنسبة لإيران والحزب، إن موطئ قدمهما في لبنان ومنطقة الشرق الأوسط الأشمل راسخ بما يكفي لمواجهة الضغوط السعودية في المستقبل المنظور. وفي هذه المرحلة، ستتركز الجهود الدولية على التصدي لنفوذ إيران و"حزب الله" في المنطقة متخطية مجرد تنحية رئيس دولة عدوة. وبغية ممارسة ضغوط حقيقية على "حزب الله" وداعميه الإيرانيين، يتعيّن على الولايات المتحدة وحلفائها رسم حدود واضحة في ما يتعلق بعمليات الحزب العسكرية في المنطقة.
وكان الحريري قد استقال خلال تواجده في الرياض، فأدخل لبنان في منافسة إقليمية بين السعودية وإيران. واكتسى توقيت الاستقالة أهمية نظرًا إلى أن الحريري كان التقى قبل يوم واحد فقط من تقديمها مستشار المرشد الأعلى الإيراني للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي. وجاء هذا اللقاء ليؤكّد تضاؤل النفوذ السعودي وتنامي الهيمنة الإيرانية في لبنان. وبعدما شعر السعوديون بالتهديد جراء هذا الأمر وتنامي دور "حزب الله" في المنطقة (لا سيما في اليمن)، حاولوا التصدي عبر الحريري.  
تجدر الملاحظة أنه حين قرر الحزب الانضمام إلى فيلق إيران الأجنبي في المنطقة، كان انجرار لبنان مع "حزب الله" إلى المواجهة الإقليمية مجرّد مسألة وقت ليس إلا. والآن، بات أي حوار بين الشعب اللبناني أو أي حل محتمل للأزمة في البلد مرتبطًا بالمفاوضات الإقليمية حول الصراع في كل من سوريا والعراق واليمن.  
مخاوف "حزب الله" المحلية
أدّت استقالة الحريري إلى معضلة حقيقية ل"حزب الله". فلم يعد باستطاعته الاختباء وراء حكومة الحريري القائمة على "تقاسم السلطة" والتي منحت عمليات الحزب في المنطقة غطاء جيدًا - إضافةً إلى غطاء سني وفّر له الشرعية السياسية. وكان الحريري قد تولى منصب رئيس الوزراء من جديد قبل عام في إطار إجماع أتى أيضًا بميشال عون - حليف "حزب الله" المسيحي - رئيسًا للجمهورية. وتمثّل الهدف بتشكيل حكومة وحدة وطنية لإبقاء لبنان بمنأى عن الأزمات الإقليمية وحماية مؤسسات الدولة. وكان "حزب الله" أدخل مفهوم حكومة وحدة لأول مرة عام 2008 لمواجهة نتائج الانتخابات النيابية قبل عدة سنوات والتي أسفرت عن تبوء معسكر "14 آذار" السياسي الموالي للغرب السلطة. لكن تحت تهديد السلاح وبعد عدد من الاغتيالات السياسية لشخصيات "14 آذار"، قبل الائتلاف اقتراح "حزب الله" وشكّل حكومة وحدة سمحت للحزب بالتغلغل في مؤسسات الدولة.    
غير أن "حزب الله" استغل في نهاية المطاف هذا الترتيب لترسيخ نفوذه في لبنان وزيادة عملياته العسكرية في المنطقة. وبات هذا الوضع لا يُحتمل بالنسبة إلى السعودية والمجتمع السنّي في لبنان على السواء.
أما الآن، فيشعر الحزب أنه أكثر عرضة للخطر في غياب حكومة "تقاسم سلطة" تضفي طابع الشرعية على أنشطته المحلية والإقليمية ومن دون شريك سنّي مهم ليحل محل الحريري. وسواء قرر الحزب استبدال الحريري برئيس وزراء "محبّب" أو إبقاء المنصب شاغرًا إلى حين موعد الانتخابات النيابية في أيار/مايو المقبل، سيتأثر موقعه في لبنان ومؤسساته بالمجتمع الدولي وبالتصعيد في المنطقة. لكن في ظل وجود مؤسسات "حزب الله" الموازية والاقتصاد في لبنان من جهة، ونفوذه وتواجده في المنطقة من جهة أخرى، فهو على الأرجح محصن بما يكفي للتعامل مع تداعيات انهيار حكومة الحريري. ونظرًا إلى دعم إيران المالي المتواصل للحزب، لن تساهم الضغوط الاقتصادية التي تمارسها السعودية على لبنان في تدمير "حزب الله".
السياق الإقليمي: صعود إيران
يبدو أن أحدث جولة من التصعيد السعودي-الإيراني في لبنان قد بدأت حين اتهمت المملكة "حزب الله" والجمهورية الإسلامية بالوقوف خلف الصاروخ البالستي الذي أُطلق على مطار الرياض الدولي من قبل متمردي الحوثي المدعومين من إيران في اليمن مطلع تشرين الثاني/نوفمبر. لكن التوتر الحقيقي - الذي يظهر بدهاء في فيديو سليماني في البوكمال - يتعلّق بتعزيز إيران المستمر لنفوذها الأوسع نطاقًا في المنطقة. وفي حين انصبت كل الأنظار على الحريري، تمكّنت الميليشيات الشيعية الإيرانية من ربط الحدود السورية-العراقية، ما أرسى الجسر البري الذي ربط طهران ببيروت ومنطقة البحر المتوسط. وكان "حزب الله" وغيره من الميليشيات الشيعية قد حاولوا إنشاء هذا الجسر عبر منطقة التنف جنوب شرق سوريا، حيث تتواجد قاعدة عسكرية أمريكية. ومع اقترابها من التنف في أيار/مايو 2017، هاجمت مقاتلة أمريكية موكبًا ل"حزب الله"، ما أجبر إيران على تغيير خطتها المتعلقة بالحدود والتوجّه نحو دير الزور. وعليه، سمح انحسار المعارك في الجنوب وعلى طول الحدود مع لبنان للحزب بنقل المزيد من الجنود إلى دير الزور والقيام بذلك بوتيرة أسرع.   
يُذكر أنه قبل 15 عامًا، حذّر العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني من بروز "هلال شيعي" تهمين عليه طهران ويغطي شمال منطقة الشرق الأوسط. ومنذ ذلك الحين، باتت هذه الفكرة تشكّل مبعث قلق حقيقي بالنسبة للعديد من الدول العربية وإسرائيل، إضافةً إلى الغرب. وكانت أبرز تطلعات هذا الكيان الذي تهيمن عليه إيران يتمثّل بجسر بري يربط طهران ببيروت ودول البحر المتوسط، ما سيمنح إيران سيطرة مباشرة وكاملة على ممر عسكري يربطها بوكيلها الرئيسي "حزب الله" وبلبنان على نحو أشمل. وفي حين تواجد هذا الجسر بشكل أو بآخر منذ بعض الوقت، لم تتمكن الجمهورية الإسلامية من فرض سيطرتها الكاملة على هذا الممر الحيوي للمرة الأولى سوى خلال الشهر الحالي بفضل هيمنتها على سوريا المحطمة والمنقسمة
فبالنسبة للنظام الإيراني والمجتمعات الشيعية في المنطقة، يمثّل الجسر رمز انتصار إيديولوجي وجبهة شيعية موحدة. وهو يعزّز الهوية المذهبية للشيعة على حساب الهويات الوطنية في لبنان والعراق وسوريا وإلى حدّ ما اليمن، ما يقوّي نفوذ إيران في المنطقة.
ومن شأن "النصر الإلهي" لإيران أن يزيل الاستياء الذي ساد المجتمع الشيعي في الآونة الأخيرة إزاء "حزب الله". وسيتمكن "الحرس الثوري الإسلامي" من استغلاله لتعزيز سيطرته السياسية في إيران أيضًا. كما سيخوّل هذا النصر طهران من ترسيخ وجودها على المدى الطويل في كل من سوريا والعراق، في وقت سيشجع فيه وكلاء إيران - بمن فيهم الحوثيون. وقد بعث فيديو سليماني رسالة إلى العالم مفادها أن إيران ستبقى. فما من سبب يدعوها إلى الخضوع لضغوط السعودية.
ماذا بعد؟ التحديات والفرص أمام إيران و"حزب الله"
كانت السعودية تأمل على الأرجح أن يُترجم الخطاب المعادي لإيران الذي أدلت به إدارة ترامب مؤخرًا والتهديدات الإسرائيلية ل"حزب الله" في خطوات من شأنها تحويل الوضع الراهن لمصلحتها. وقد تمنى البعض أن يتحوّل الائتلاف المناهض لتنظيم "داعش" - بعد دحر دولة الخلافة على الأرض - إلى ائتلاف معادٍ لإيران يستهدف وكلاء الجمهورية الإسلامية على غرار "حزب الله" والحوثيين. غير أن مواجهة إيران في المنطقة ستتطلب إستراتيجية أكثر تعقيدًا بكثير. فهذه الميليشيات الشيعية المتعددة الناشطة في المنطقة تشكّل جزءًا من "فيلق القدس" - وحدة قوات خاصة تابعة للحرس الثوري ومسؤولة عن عملياته الخارجية - وتعمل بصفتها جيشًا. ومن شأن خوض حرب مع واحدة منها أن يؤدي إلى حرب مع "فيلق القدس" والحرس الثوري، كما أن حربًا في لبنان أو سوريا قد تعني حربًا في المنطقة كلها.
ورغم أن سيناريو الحرب لم يعد يبدو وشيكًا، لا يعني ذلك أن كل الامور ستعود إلى طبيعتها. فالحريري قد يمضي في استقالته في حال لم يخرج عون بردّ مرضٍ من "حزب الله" - وعلى وجه الخصوص، ضمانة بأنه سيغير سلوكه في المنطقة، بخاصة في اليمن. وحتى إذا أراد الحزب إبرام تسوية، سيتطلب التوصل إلى حلول إقليمية وقتًا طويلًا للغاية. وعليه، على الصعيد المحلي، ستتمثّل المرحلة التالية من الأزمة على الأرجح في تقلّب طويل إلى حين إجراء الانتخابات النيابية. ونظرًا إلى القانون الانتخابي الذي مررته حكومة الحريري، قد يتمكن الحزب من إيصال حلفائه إلى المجلس النيابي وترسيخ نفوذه نتيجة ذلك بشكل ديمقراطي. وفي حال تمكن "حزب الله" من الفوز في الانتخابات، سيكون قادرًا على تسمية رئيس الوزراء المقبل وحتى تغيير الدستور اللبناني بالطريقة التي تناسبه. وفي غياب أي دعم جدي لمرشحين مناهضين للحزب في كافة المجتمعات، بما فيها الشيعية، سيصمد "حزب الله" في وجه هذه الأزمة ويعزّز نفوذه في لبنان
أما على الصعيد الإقليمي، فسيستفيد الحزب وإيران من وجودهما الحالي لترسيخ سلطتهما من خلال التغلغل في مؤسسات الدولة - سواء عبر الانتخابات في لبنان والعراق أو التسويات السياسية في سوريا. هذا ومن شأن الانتخابات المقبلة في العراق ولبنان أن تمنح إيران نفاذًا كبيرًا إلى مؤسسات الدولة في البلديْن، كما يمكن أن تضمن المحادثات التي تقودها روسيا بشأن سوريا سيطرة إيرانية على مستقبل هذه الدولة.   
في هذا السياق، لن تكفي خطوة السعودية المتمثلة بإزالة الحريري لتقويض نفوذ إيران و"حزب الله". وقد تكون لها عمليًا نتائج عكسية في حال لم تُستكمل بخطة وبإستراتيجية إقليمية وبتعاون دولي. صحيح أن "جامعة الدول العربية" صنّفت حزب الله" منظمة إرهابية، لكن هذه الخطوة لن تعني الكثير من دون متابعة من قبل المجتمع الدولي.  
تجدر الملاحظة أنه ثمة أساسًا قرارًا دوليًا لكنه لم يُطبق. فقرار "مجلس الأمن" التابع للأمم المتحدة رقم 1701 الذي اتُخذ في آب/أغسطس 2006 لإنهاء الحرب بين "حزب الله" وإسرائيل، يدعو إلى نزع سلاح كافة الجماعات المسلحة في لبنان. واستنادًا إلى هذا القرار، الذي وافق عليه الحزب، لا يجب أن يكون في لبنان سلاح أو سلطة خارج إطار الدولة اللبنانية.
ويعتقد البعض في لبنان أن الوقت الآن مناسب لضمان تطبيق القرار رقم 1701. وسيتطلب ذلك جهدًا دوليًا كبيرًا وشاملًا، والأهم، سيتطلب أخذ دور "حزب الله" الجديد في الحسبان، علمًا بأن الحزب لم يعد يتقيّد بالقرارات الدولية الخاصة بلبنان أو بالاتفاقات المحلية، كما أن أسلحته لم تعد محصورة بلبنان. ونتيجةً لذلك، وفي غياب أي إستراتيجية إقليمية جادة تشتمل على دور الحزب وهيمنة إيران في المنطقة، لن يشكّل تصعيد السعودية في لبنان تحديًا كبيرًا لأي من الكيانين على المدى الطويل. ولا يزال للولايات المتحدة تواجد عسكري في سوريا يمكنها استغلاله كميزة في وجه إيران وحلفائها. ومن شأن تحديد خطوط حمراء واضحة والسعي وراء أهداف محددة ومحصورة، كما كانت تفعل إسرائيل في وجه "حزب الله" في سوريا لعدة سنوات الآن، أن يرسم هذه الحدود. وطالما أن "حزب الله" وإيران لا يشعران بالضغوط، لن يشعرا بالحاجة إلى أي تسوية.
حنين غدار هي زميلة زائرة في زمالة "فريدمان" الافتتاحية في معهد واشنطن. وهي تركّز بحثها على السياسة الشيعية في أرجاء المشرق، وعلى تطوّر "حزب الله" داخل النظام السياسي في لبنان وكذلك على نفوذ إيران في الشرق الأوسط ككل.
========================
نيويورك تايمز: لهذه الأسباب.. تفتح مصر قواعدها لروسيا
جاء ذلك في تقرير لصحيفة نيويورك تايمز يتضمن الأسباب المحيطة  بموسكو أمس الخميس توصلها إلى اتفاق أولي مع القاهرة يسمح للطائرات العسكرية الروسية باستخدام القواعد الجوية الجوية والمجال الجوي للدولة العربية الأكثر تعدادا سكانيا.
واستهلت الصحيفة تقريرها قائلة "فيما يبدو أنه توبيخ لإدارة ترامب، أعلنت موسكو الخميس أنها توصلت إلى اتفاق أولي مع القاهرة سيسمح للطائرات العسكرية الروسية باستخدام القواعد الجوية المصرية".
وتابعت: "مشروع الاتفاق الذي نشرته موسكو اليوم الخميس، وأكد صحته مسؤول عسكري مصري أحدث مظاهر امتداد القوة الروسية في الشرق الأوسط، من خلال التعاون في هذه الحالة مع أحد أقرب الحلفاء العرب لواشنطن".
وسردت نيويورك تايمز أمثلة لتقارب المواقف بين القاهرة وموسكو قائلة: "مصر تحت حكم السيسي، تظهر في بعض الأحيان تعاطفا مع الأسد كرجل قوي يدافع عن الوضع الراهن ويحارب الإسلام السياسي".
ومضت تقول: "موقف القاهرة تجاه سوريا تسبب حتى في موقف اختلاف مع الرعاة الخليجيين، السعودية والإمارات اللتين تنظران إلى الحرب ضد الأسد باعتبارها حرب بالوكالة ضد إيران، أكبر حليفة إقليمية لبشار".
وفيما يتعلق بالشأن الليبي، فإن كلا من القاهرة وموسكو تدعمان قوات الجنرال خليفة حفتر في معركته المستمرة من أجل السيطرة على الدولة، مما وضع مصر في خصومة مع الولايات المتحدة وقوى غربية أخرى تدعم حكومة وفاق كمحاولة لإنهاء القتال، بحسب التقرير.
ويبدو الجنرال حفتر أحيانا وكأنه يقدم نفسه  كنموذح مشابه للسيسي، في محاربته للمسلحين الإسلاميين للسيطرة على مدينة بنغازي، ويجسد صراعه مع حكومة الوفاق باعتباره جزء من حربه ضد الإسلام السياسي.
ويسعى السيسي أيضا لغرس علاقات مباشرة مع روسيا والجيش الروسي كتحوط جزئي مناهض لاعتماد الجيش المصري على المساعدات والمعدات والصيانة الأمريكية.
واستطرد التقرير: "كان الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما قد اتخذ قرارا بالتعليق الجزئي للمساعدات الأمريكية لمصر بعد أن قتلت حكومة السيسي أكثر من 1000 معارض في صيف 2013، ورد السيسي بتحديث التعاون مع موسكو".
وواصلت الصحيفة: “خلال تلك العملية، أحيا السيسي العلاقات مع روسيا التي كانت قد انتهت عندما تحول السادات إلى التحالف مع الولايات المتحدة قبل حوالي 40 عاما".
وذكر منتقدون أن تلك هي العلامة الأحدث على تضاؤل النفوذ الأمريكي الدولي بينما يسحب ترامب الجيش والبصمة الدبلوماسية الأمريكية في أرجاء العالم.
وقدمت الولايات المتحدة لمصر أكثر من 70 مليار دولار من المساعدات العسكرية عبر السنين وذكر مؤيدو برنامج المساعدات أن أحد فوائده الأساسية هو سماح القاهرة للجيش الأمريكي باستخدام المجال الجوي والقواعد المصرية.
وتتلقى مصر 1.3 مليار دولار مساعدات عسكرية سنوية من الولايات المتحدة منذ ثمانينيات القرن المنصرم.
وفي وقت سابق من العام الجاري، حجبت إدارة ترامب 291 مليون دولار من المساعدات لمصر لمخاوف تتعلق بسجل السيسي في حقوق الإنسان وعلاقة القاهرة ببيونج يانج، بحسب الصحيفة،  في خطوة وصفها وزير الخارجية سامح شكري بأنها "سوء تقدير".
ووفقا لبنود الاتفاق الأولي المصري الروسي، فإن القاهرة سوف تكسب فقط الحق المتبادل في استخدام القواعد الروسية.
وتضغط روسيا لتوسيع نطاق نفوذها في الشرق الأوسط، الذي كان قد تقلص مع انهيار الاتحاد السوفيتي، ونهاية الحرب الباردة، وتزايد الحضور العسكري الأمريكي.
ونفذت روسيا حملة عسكرية عدوانية في سوريا رسخت حكم الرئيس بشار الأسد ضد المسلحين الإسلاميين والثوار المدعومين من الولايات المتحدة.
وعزز بشار الأسد وضعه كعميل لموسكو، بحسب الصحيفة.
وفي نفس الوقت، قلصت الولايات المتحدة دعمها للثوار السوريين وتراجعت عن هدف الإطاحة بالأسد، وباتت موسكو قائدة لمفاوضات السلام السورية.
وقلصت الولايات المتحدة قوتها الدبلوماسية في العالم، حتى أن أكثر من 100 مسؤول دبلوماسي بارز غادروا الخارجية الأمريكية منذ يناير الماضي، وما زالت مناصب دبلوماسية حساسة شاغرة.
على سبيل المثال، لم يعين ترامب مساعدا له يتولى شؤون الشرق الأدنى، كما لم يعين سفراء للسعودية وتركيا والأدرن ومصر وقطر.
وعلاوة على ذلك، وبالرغم من أن الصراع مع كوريا الشمالية يمثل التهديد الأخطر للولايات المتحدة، لكن الإدارة الأمريكية لم تعين بعد مساعدا للخارجية لشؤون شرق آسيا، أو سفيرا لكوريا الجنوبية.
الأحداث المنفصلة الخميس توضح إلى أي مدى يمكن أن تتحول العلاقات الخارجية الأمريكية حتى بين الحلفاء المقربين.
وبينما مدت موسكو نطاق روابطها العسكرية مع القاهرة، وبخت رئيسة وزراء بريطانيا الرئيس الأمريكي لإعادة تغريد فيديوهات عنصرية من حزب بريطاني يميني متطرف، وتتصاعد الضغوط على حكومتها لإلغاء زيارة ترامب للمملكة المتحدة.
========================
مجلة أميركية: شكوك كبير لدى إيران بشأن نوايا روسيا وتركيا في سوريا
الجسر-ترك برس-مجلة أميركية شكوك كبير لدى إيران بشأن نوايا روسيا وتركيا في سوريا01122017--1مجلة أميركية شكوك كبير لدى إيران بشأن نوايا روسيا وتركيا في سوريا
أشار مقال تحليلي في مجلة “فورين أفيرز” الأميركية إلى وجود شكوك كبيرة لدى إيران بشأن نوايا كل من روسيا وتركيا في سوريا، وخشية من عقد صفقات على حسابها.
المقال الذي كتبه الباحث البارز في “معهد الشرق الأوسط” بالولايات المتحدة “أليكس فاتانكا”، تحدّث عن انطلاق محادثات السلام السورية في جنيف بنسختها الثامنة الثلاثاء الماضي في سويسرا، بغية إيجاد تسوية سياسية بين رئيس النظام السوري بشار الأسد وعدد من فصائل المعارضة المسلحة.
وأشار إلى أن المحادثات في جنيف تأتي بعد نحو أسبوع من محادثات أخرى بنفس الشأن السوري انعقدت في سوتشي بروسيا بحضور اللاعبين الثلاثة الرئيسيين وهم كل من الرئيس فلاديمير بوتين والرئيس التركي رجب طيب أردوغان والرئيس الإيراني حسن روحاني، وكان يتوقع منها أن تشكل نقطة تحول في مستقبل سوريا.
وبحسب شبكة “الجزيرة”، استدرك الكاتب بالقول لكن المحادثات في سوتشي سلطت الضوء على التصدعات والخلافات الناشئة بين داعمي الأسد الرئيسيين، روسيا وإيران، وعلى الانقسامات بين الحكومة المدنية الإيرانية نفسها وقيادات الحرس الثوري الإيراني بشأن النفوذ في سوريا.
وأوضح أن الحرس الثوري الإيراني -الذي وُجد على مدى السنوات السبع الماضية بشكل قوي في سوريا من خلال مليشياته المختلفة ووكلائه محليين- حريص على الحفاظ على مكاسبه ضد الهجمة المرتدة من جانب إسرائيل والسعودية والولايات المتحدة.
وقال إن هذا الموقف من جانب الحرس الثوري الإيراني سرعان ما يتحول إلى صراع مفتوح مع روسيا والجهات الفاعلة الأخرى، بما في ذلك الرئيس روحاني، الذي قد يكون أكثر انفتاحا على تسوية متعددة الأطراف لإنهاء الحرب السورية.
ولا يرغب الحرس الثوري الإيراني فقط في تأمين النفوذ الإيراني في سوريا ما بعد الحرب، ولكنه يسعى لتحويل المليشيات السورية المتحالفة معه إلى قوة عسكرية وسياسية مؤسسية، وذلك كي تصبح محرضا محليا على غرار الدور الذي يلعبه حزب الله اللبناني المدعوم من إيران في لبنان.
وأضاف الكاتب أن في طهران شكا كبيرا بشأن النيات الروسية والتركية في سوريا، وسط الخشية من عقد موسكو صفقات مع الجهات الأخرى اللاعبة في المنطقة على حساب إيران وبشكل قد يلحق الضرر بمصالحها.
وتحدث عن الإجراءات التي يقوم به الحرس الثوري الإيراني على الأرض في سوريا، وذلك من أجل الحفاظ على وجود عسكري إيراني دائم في البلاد التي تعصف بها الحرب منذ أكثر من ست سنوات.
في سياق متصل، تُشير صحيفة “لو فيغارو” الفرنسية إلى وجود مشكلة تواجه أي جهود للحل النهائي للأزمة السورية، وهي أن الإيرانيين يريدون الحفاظ على زخم انتصارهم في سوريا والبقاء هناك وهو ما لمّح إليه الرئيس الإيراني حسن روحاني.
وقال روحاني، وهو يهنئ حزب الله لدعمه الذي قدم للنظام السوري، “إن الحرب ضد الإرهاب لم تنته”، وهو ما فُسر على أنه تعبير عن رغبة طهران في مواصلة وجودها العسكري في سوريا.
من جهة أخرى، يرى تقرير بشبكة الجزيرة أن هناك حسابات قومية إيرانية في سوريا، حيث أعربت طهران عن أن دورها أكبر أمام ما تروجه موسكو لنفسها، وتجد نفسها حليفا على قدم وساق مع تركيا حين يعلن الأكراد نيتهم إقامة دولة.
ترك برس
========================
واشنطن بوست: روسيا أبرز قوة عالمية بالشرق الأوسط بديلاً لأمريكا
وكالات – مجال
انتقدت صحيفة الواشنطن بوست الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لكونه يخلي منطقة النفوذ الأمريكي في الشرق الأوسط شيئاً فشيئاً لروسيا، مشيرة إلى الدور الروسي الكبير في تسوية النزاع بسوريا، وهي التسوية التي وجدت، وبشكل غريب، ترحيباً كبيراً من قبل ترامب.
ومن المقرر أن يتم الثلاثاء عقد جلسة جديدة من المباحثات بشأن سوريا تحت إشراف الأمم المتحدة، وذلك عقب مؤتمرات استضافتها روسيا والمملكة العربية السعودية الأسبوع الماضي، وأيضاً محادثة هاتفية مطولة استمرت ساعة كاملة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
البيانات العلنية والإحاطة التي قدمت حول ما جرى خلال تلك المحادثات ظلت متناقضة، ولكنها قدمت صورة واحدة وبسيطة وبليغة على أن الدعم الروسي الكبير للأسد خلال الصفحة العسكرية سيستمر دبلوماسياً.
وتناولت الصحيفة صورة استقبال بوتين للأسد في موسكو، مؤكدة أن الصورة كانت تقدم شرحاً بليغاً للدور الروسي؛ وهو أن موسكو نجحت في إنقاذ الأسد من هزيمة عسكرية، وأسهمت في تحقيقه سلسلة من الانتصارات على المعارضة المدعومة من الغرب خلال العامين الماضيين.
كما أن الاجتماعات التي احتضنتها روسيا بعد استقبال الأسد، تؤكد مجدداً أن دبلوماسية موسكو عقب النصر العسكري ستركز على بقاء الأسد في السلطة إلى أجل غير مسمى؛ ممَّا سيوفر منصة جديدة لروسيا في الشرق الأوسط وتهميشاً أكبر لأمريكا.
ولسوء الحظ، تقول الواشنطن بوست، إن الأكثر سعادة بمشروع روسيا الداعم للأسد هو ترامب، رغم أن هذا المشروع الروسي سيعزز من نفوذ إيران في سوريا.
ترامب وعقب اتصاله مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أبدى حماسة لدعم المشروع الروسي في سوريا، الذي ينص على مفاوضات بين الأسد والمعارضة من أجل وضع دستور جديد، وهو مشروع ساندته أيضاً تركيا وإيران، في حين أسهمت السعودية في دعمه من خلال عقد مؤتمر موسع للمعارضة السورية بالرياض، استبعدت خلاله كل الأطراف السورية المعارضة التي رفضت قبول استمرار الأسد في السلطة.
مسؤولون في إدارة ترامب قالوا إن بوتين تعهد بإجراء انتخابات تحت إشراف الأمم المتحدة في نهاية المطاف، بمشاركة جميع السوريين بما في ذلك نصف السكان النازحين الذين شردتهم الحرب.
ولكن لو أن انتخابات حرة ونزيهة ستجري فلن يكون هناك مكان للأسد وهو ما تدركه أيضاً موسكو؛ لذا فإن موسكو وطهران لن تقبلا إتمام الخطة والسير بها إلى النهاية.
البنتاغون يسعى إلى الحفاظ على النفوذ من خلال هذه العملية السياسية التي يرى أنها ستوفر له بقاء أطول لدعم القوات الكردية العربية المشتركة الموجودة في شمالي سوريا، التي تسيطر على الحقول النفطية الرئيسية في البلاد، في وقت وعد ترامب الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بأنه سيوقف شحنات الأسلحة الذاهبة للقوات الكردية، وهو التصريح الذي شكل مفاجأة لفريق الأمن القومي الأمريكي.
يمكن القول إن بوتين سيفشل في إقامة مستوطنة روسية في سوريا على الرغم من ضعف المعارضة وانعدام التعاون مع أمريكا، وهو ما يفسر تأجيل مؤتمر كان يأمل أن ينظمه بوتين في سوتشي في وقت لاحق من هذا الأسبوع لمناقشة المقترحات الدستورية، حيث إن المعارضة السورية رفضت ذلك وفضلت التفاوض في جنيف، في حين اعترض الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، على مشاركة الأكراد.
ولكن رغم هذا الفشل الذي يبدو أنه فشل مبكر لجهود بوتين، فإن الأكيد أن روسيا حلت محل الولايات المتحدة في الوقت الحالي كقوة لتسوية أهم نزاع في الشرق الأوسط، كما أن ترحيب ترامب بهذا الدور الروسي بعد السجل الكارثي لسلفه باراك أوباما في سوريا، سيؤدي إلى تسارع انهيار القيادة العالمية الأمريكية.
========================
الصحافة الاسبانية والبريطانية :
اليايس الاسبانية :جحيم "الأمراض العقلية" في ظل الحرب السورية
نشرت صحيفة "البايس" الإسبانية تقريرا تحدثت فيه عن ضحايا العنف والحرب في سوريا الذين أصيبوا بأمراض عقلية، علما بأن عددهم لا يزال مجهولا إلى حد الآن، بينما لم يبق في كامل سوريا سوى 50 طبيبا نفسيا فقط، ومستشفيان لمعالجة الأمراض العقلية لا غير.وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن الحرب السورية وبشاعة الجرائم التي ارتكبها تنظيم الدولة في حق المدنيين، خلفت العديد من المرضى العقليين، من بينهم عمار الذي حاول أحد المتطرفين قطع رأسه. ورغم مرور الوقت، لا زالت آثار الصدمة راسخة في ذاكرته.وذكرت الصحيفة أنه في المستشفى الذي يتلقى فيه عمار العلاج، كان هذا الرجل يصرخ قائلا "لقد حاولوا قطع رقبتي"، في الوقت الذي يحاول فيه إظهار آثار التعذيب الذي تعرض له على يد تنظيم الدولة. ومع هذه المعاناة، تتخلى غالبية العائلات السورية عن أفرادها الذين يعانون من أمراض عقلية.
وحيال هذا الشأن، قال بسام حايك، مدير مستشفى الطب النفسي في ابن خلدون، إن "المستشفى الذي يعمل فيه يشرف على علاج حوالي 184 مريضا، من بينهم 50 امرأة". وأضاف حايك أن "هذا المكان يعد مأوى للمنسيين، الذين هم جزء من ضحايا الحرب السورية. وفي الإجمال، تعد الصدمات التي عاشها الكثيرون خلال هذه الحرب، السبب الرئيسي في معاناة نصف المرضى العقليين الوافدين إلى هذا المستشفى"
وبينت الصحيفة أن نهاية القصف والتفجيرات في سوريا، ساهمت في تزايد عدد المرضى العقليين؛ منهم من تصحبهم عائلاتهم ومنهم من تنقلهم عناصر الشرطة السورية إلى المستشفى. والجدير بالذكر أنه يأتي إلى هذا المستشفى الموجود في ضواحي حمص، موالون للنظام السوري ومعارضون له على حد السواء.
وأضافت الصحيفة أن نظرات عمار متغيرة وتتراوح بين الخوف تارة والغضب تارة أخرى. وتحت عيني هذا المسكين، تبدو الهالات السوداء بارزة وبشكل واضح؛ وهو ما يؤكد معاناته من الأرق لفترة طويلة. وعند الحديث عن مأساته، استحضر عمار الكابوس الذي عاشه في مسقط رأسه منبج، تحت نيران تنظيم الدولة. وخلال دخوله في حالة هستيرية تستوجب إعطاءه جرعات إضافية من المهدئات، كان عمار يردد ".. أريد العيش في سلام".
وذكرت الصحيفة أن مستشفى ابن خلدون هو المستشفى الوحيد في كامل شمال سوريا، الذي يعالج الأمراض العقلية. أما مستشفى الأمراض العقلية الثاني فيوجد في دمشق. وقد تم افتتاح المستشفى الأول في ضواحي حمص سنة 1942، لكن، استولى تنظيم القاعدة على هذا المرفق سنة 2013، وقام تنظيم الدولة في وقت لاحق بنفس العملية.
ونقلت الصحيفة عن حايك قولا بيّن فيه أن "أحد مرضى هذا المستشفى تعرض إلى القتل على يد تنظيم الدولة. أما الاثنان الآخران من الذين يتلقون العلاج في مستشفى ابن خلدون، تمكنت مجموعات متطرفة من تحويلهما إلى انتحاريين، مقابل منحهما عددا من السجائر".
وأفادت الصحيفة أنه في جناح النساء داخل مستشفى ابن خلدون، توجد ممرضة سابقة اختارت لنفسها اسما مستعارا كي لا يتم التعرف عليها. وكشفت شهد أنها "تعرضت للعنف على يد زوجها الذي ربطها في المطبخ، قبل أن يغادر مصحوبا بكل المجوهرات والأموال الموجودة في البيت". ولم يساهم صراخ شهد إلا في إقناع المارة بأنها "مختلة عقليا". وفي الحديث عن قصتها، أكدت شهد أنها "بقيت لمدة سنتين دون أن يساعدها أحد على فك حصارها في مطبخ منزلها".
وبينت الصحيفة أن المأساة والصدمة التي عاشتها شهد تسببت في تدهور صحتها العقلية والنفسية. فخلال الفترة التي قضتها الممرضة السابقة مربوطة في مطبخ منزلها، أصبحت السلاسل جزءا لا يتجزأ من جسمها، خاصة بعد أن اختلطت هذه المعادن بعظام يديها وجمدت معصمها.
وكشفت الصحيفة أن عدد السوريين المتضررين من الحرب السورية، والذين ظهرت لديهم أعراض أمراض عقلية، لا زال غير دقيق. في المقابل، تقدر العديد من الأبحاث أن حوالي 50 بالمائة من مرافق المستشفيات السورية قد تضرر جراء الحرب. كما أكدت تقارير طبية أن ما يعادل 200 مدني قد كانوا ضحية للصراع السوري بسبب عدم حصولهم على العلاج الطبي اللازم.
وأشارت الصحيفة إلى أن تردي البنية التحتية في المستشفيات السورية، ونقص المعدات، ليس المعضلة الوحيدة التي تساهم في تعقيد الوضع؛ خاصة بعد أن تعذر وصول جميع أنواع أدوية الأمراض المزمنة للمواطنين. وفي ظل هذه الأوضاع، استغلت المافيا هذه المشكلة، وعملت على تهريب الأدوية عبر البلدان المتاخمة لسوريا
وفي الختام، قالت الصحيفة إن الحرمان من الأدوية اللازمة على مدار ست سنوات من الحرب السورية، ساهم إلى حد كبير في تدهور الصحة العقلية للعديد من المرضى. وعموما، هذا هو الحال بالنسبة لأحد المرضى الذي يجهل اسمه، نظرا لتفاقم وضعه بسبب الحرب السورية، والذي قدم إلى المستشفى بعد أن عثرت عليه الشرطة تائها في إحدى حدائق حمص.
========================
«فايننشال تايمز»: بوتين فاز في حرب سوريا.. هل «التقسيم الناعم» خطته التالية؟
منذ يومين، 30 نوفمبر,2017
في الوقت الذي من المتوقع فيه أن تجري مباحثات مباشرة بين وفدي المعارضة السورية والنظام برعاية الأمم المتحدة في جنيف، تساءلت صحيفة «فايننشال تايمز» في تقرير نشرته عما إذا كان بمقدور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي أسهم تدخله في الحرب السورية في ترجيح كفة النظام السوري، أن يجلب السلام إلى البلاد الذي مزقته الحرب على مدار ست سنوات.
وقال تقرير الصحيفة البريطانية: «إن الرئيس السوري بشار الأسد كان يشعر بسعادة بالغة عندما وصل إلى منتجع سوتشي الروسي مؤخرًا؛ لمقابلة راعيه فلاديمير بوتين، موجهًا الشكر للرئيس الروسي على الدعم العسكري الذي تلقاه».
وتابع التقرير بقوله: إن «الرئيس الروسي يحاول وضع حد لمغامرته في سوريا. فبعد أن حقق النصر في الحرب، يبحث بوتين عن الخروج المنظم».
في الوقت الراهن، يمكن أن يدعي بوتين أنه حقق أهدافه؛ فقد ساهم في هزيمة تنظيم «الدولة الإسلامية (داعش)»، وإبعاد قوات المعارضة التي تهدد حكم الأسد، وتعزيز موطئ قدم عسكري روسي في البحر الأبيض المتوسط. كما أعاد نفسه مرة أخرى إلى خريطة الشرق الأوسط. وبات الحكام في منطقة الشرق الأوسط، حتى أولئك الذين يختلفون مع سياسة بوتين في سوريا، ينصتون للأسد، بحسب ما نقل التقرير عن مسئولين بالمنطقة.
لكن السؤال الأهم الذي طرحه التقرير هو: ما إذا كان بإمكان الرئيس الروسي أن يخرج نفسه من سوريا، دون أن ينجذب إليها مرة أخرى؟ فعليه أن يُرسي النظام، ويؤمن لنفسه الخروج، في حال كانت نيته أن يلقن نظراءه في الغرب كيف أنَّ التدخلات يجب أن تتعلق باستعادة النظام، بدلًا عن نشر الفوضى.
وتساءل التقرير: هل يعني ذلك أن بوتين سيصنع السلام في سوريا؟ وفي إجابته عن السؤال، يقول التقرير: ليس بالضرورة، على الرغم من هزيمة داعش، وإحياء المحادثات التي ترعاها الأمم المتحدة، فإن التسوية السياسية لا زالت بعيدة المنال. لم تعد جماعات المعارضة تصر على الإطاحة بالأسد؛ إذ كيف يمكن أن تطالب المعارضة برحيل الرئيس السوري وقد خسرت في الحرب!
ولكن التقرير ذكر أن المصالحة التي فرضها النظام على البلد، التي حولها إلى ركام، والمجتمع الذي دمره بالقتل والمجاعة، لن ترقى إلى السلام.
والنتيجة الأكثر ترجيحًا هي استراتيجية روسية ترمي إلى تجميد الصراع السوري. بعد يومين من اجتماع بوتين مع الأسد، عقد الزعيم الروسي قمة في سوتشي بمشاركة الرئيسين التركي والإيراني. كانت أنقرة داعمًا كبيرًا للمعارضة، فيما كانت طهران القوة الرئيسة الداعمة لنظام الأسد، والمورد للميليشيات المسلحة التي قاتلت من أجل الأسد.
التقسيم الناعم
أنشأت الدول الثلاث ما يسمى بمناطق تخفيف التصعيد، حيث تتفاوض وتراقب اتفاقات وقف إطلاق النار المحلية. وقد خفت وتيرة القتال في بعض هذه المناطق، ولكن ليس في مناطق أخرى، كما يتضح من القصف العشوائي الذي شنه النظام هذا الأسبوع في الغوطة بالقرب من دمشق.
وعلى الرغم من أن هذه المناطق تقع في جيوب صغيرة جدًا من الأراضي، فإنها تعزز التقسيم الذي وصفه التقرير ب«التقسيم الناعم» لسوريا بحكم الأمر الواقع. وعلى الرغم من أن القوى الثلاث جميعها تلتزم بوحدة الأراضي السورية، وأنها تفضل بالفعل مثل هذه النتيجة، فإن التقسيم الناعم هو حقيقة ناشئة على الأرض.
قوات النظام السوري-دير الزور-سوريا
أشار التقرير إلى أن هناك أربع جهات تتقاسم السيطرة على الأراضي، وهي الميليشيات الشيعية وقوات النظام والجيش التركي والميليشيات الكردية وجماعات المعارضة. ويجري التفاوض مع الأردن على منطقة لتخفيف حدة التصعيد في جنوب سوريا.
لفترة طويلة، تجنب الدبلوماسيون ذكر كلمة التقسيم لأن السوريين أنفسهم يكرهون التفكير فيها. وبالنسبة إلى الغرباء، فإن أي تلميح للتخلي عن سوريا الموحدة يمكن أن يكون غائبًا. وإذا لم تتمكن سوريا من العودة موحدة مرة أخرى، فإن وحدة العراق ولبنان، البلدان ذات التعقيدات العرقية والدينية المعقدة، يمكن أن تتعرض للخطر أيضًا.
ولكن التقرير ذكر أن المحظور، وهو التقسيم، بات واقعًا الآن. ستيفان دي ميستورا، مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا، يتنقل بين عواصم العالم بخريطة متعددة الألوان في جيبه الداخلي توضح التقسيمات. ويستخدم دي ميستورا هذه الخريطة بمثابة إنذار بأنه بدون حل سياسي، يمكن أن يتحول التقسيم الناعم إلى تقسيم دائم للدولة السورية. كما يمكن أن يحفز التقسيم الصراعات الجديدة بين حلفاء النظام السوري، وبين الميليشيات الكردية والقوات التركية.
واختتم التقرير بقوله: «لن تسمح أي من هذه النتائج لبوتين بأن يدعي بأن الدولة السورية قد انتصرت. وعلى المدى القصير، قد ينأى بنفسه ويترك المستقبل السوري غير المؤكد في أيدي الأمم المتحدة. ولكن عندما يحاول في وقت لاحق إلقاء محاضرات في الغرب، قد يجد أن الدولة التي ذهب إلى الحرب لإنقاذها لم تعد موجودة».
========================
صحيفة "فايننشال :ما الامتحان الذي يواجهه أكراد سوريا بعد تنظيم الدولة؟
نشرت صحيفة "فايننشال تايمز" تقريرا لمراسلها في محافظة الرقة السورية، جاء تحت عنوان "أكراد سوريا يواجهون امتحانا جديدا للسيطرة على مناطق عربية".
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أنه بعد أسابيع من استعادة مدينة الشيخ القبلي عبد الفتاح محمد من تنظيم الدولة، اختطفته قوات سوريا الديمقراطية، ذات الأغلبية الكردية، واستجوبته ووضعته في الحبس الانفرادي مدة 34 يوما، لافتا إلى أن هذه التجربة جعلت الشيخ محمد يشعر بغضب عارم.
وتستدرك الصحيفة بأنه على الرغم من ذلك، فإنه لو تم تخيير الشيخ فإنه سيختار قوات سوريا الديمقراطية، حيث يقول، "إنهم أفضل الخيارات السيئة"، لافتة إلى أنه من بلدة "طبقة" في محافظة الرقة.
ويلفت التقرير إلى أنه بعد سبعة شهور من استعادة البلدة من تنظيم الدولة، فإن الكثير من مباني البلدة لا يزال مدمرا، مشيرة إلى أن أحد النتائج غير المتوقعة للحرب المستمرة في سوريا منذ ستة أعوام هو صعود نجم القوات الكردية اليسارية.
وتذكر الصحيفة أن قوات سوريا الديمقراطية تشكلت بدعم الولايات المتحدة، التي أدت دورا محوريا في القتال ضد تنظيم الدولة، وتسيطر هذه القوات الآن على نحو ربع سوريا، من شرق الرقة، العاصمة السابقة لتنظيم الدولة، إلى حقول النفط الثرية في شرق البلاد.
ويفيد التقرير بأن الأكراد اكتشفوا أن هزيمة تنظيم الدولة كانت المهمة السهلة، فحكم مناطق عربية قد يكون أمرا أكثر صعوبة، لافتا إلى أن الأمر الحيوي في الوقت الحالي هو إثبات القوات الكردية أنها قادرة على حكم المناطق العربية حتى لا يعود مسلحو تنظيم الدولة للظهور.
وتقول الصحيفة إن قوات سوريا الديمقراطية تأمل في استخدام مكاسبها في الأراضي للتفاوض على منطقة ذات حكم ذاتي كردي مع رئيس النظام السوري بشار الأسد، الذي عقد الأكراد معه هدنة تتعرض للاضطراب أحيانا، منوهة إلى أن هذه الهدنة مع الأسد قد لا تستمر مع انتهاء القتال ضد تنظيم الدولة، بالإضافة إلى أنها قد تتعرض لصراع عرقي إذا لم تحصل على الدعم المحلي لحكمها.
وينقل التقرير عن عامل إغاثي عربي في بلدة الطبقة، قوله: "ما يقلق السكان هو شعورهم أن هذه بداية احتلال كردي"، وأضاف "إن لم يتحسن الوضع فإن الأمور قد تؤدي إلى حرب في النهاية".
وتحذر الصحيفة في هذا السياق من فشلهم الذي قد يقود إلى نزاع عرقي، ففي أي حالة اندلع فيها القتال، فإن الجهاديين سيعودون من جديد، لافتة إلى أن قوات سوريا الديمقراطية تضم قوات حماية الشعب التابعة للحزب، وضمت إليه واشنطن عددا من المقاتلين العرب والمسيحيين، رغم أن غالبيته ظلت من قوات حماية الشعب الكردي التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، حيث يؤمن الحزب الكردي بأيديولوجية الزعيم الكردي السجين لدى الأتراك عبدالله أوجلان، التي تدعو لما يطلق عليه الأكراد "أمة ديمقراطية".
وينوه التقرير إلى ما يقوم به عمر علوش من قوات سوريا الديمقراطية، الذي يعمل على بناء علاقات مع المجالس المحلية العربية، ويلتقي مع قادة القبائل.
وتذهب الصحيفة إلى أنه رغم ذلك، فإن القوة الحقيقية تظل في يد الأكراد، ففي لقاء مع شيوخ القبائل عقد في الرقة، قدم علوش لهم موجزا عن التطورات، وطلب منهم الوقوف أمام الكاميرا، و صرخ فيهم قائلا: "اظهروا بوقار وأعطونا نوعا من الحماسة.. نحن قوة المجتمع ونحن نتحدث"، مشيرة إلى أن علوش يرى أن الديمقراطية جيدة لسوريا ذات  العرقيات والأقليات المتعددة، فقال: "مشروعنا ليس قوميا، فقد عبرنا المرحلة القومية"، وبالنسبة للسوريين، فإن هذه أفكار يصعب عليهم هضمها.
ويورد التقرير نقلا عن ناصر الحاج علي، وهو أحد مستشاري قوات سوريا الديمقراطية، قوله: "نعاني اليوم من مشكلتين، كليهما سيئة، وهي الشوفينية العربية والقومية الإثنية الكردية". 
وتبين الصحيفة أن قوات سوريا الديمقراطية تقوم بمواجهة من خلال التدريب الأيديولوجي للمقاتلين، ومعظمهم من العرب وبقية الأقليات، وتقوم بتشكيل المجالس المحلية والتجمعات المحلية؛ لتقوم بإدارة المناطق وتعطي حصصا حول فلسفة "الأمة الديمقراطية".
ويقول ناصر الحاج علي إن سوريا الديمقراطية تريد "رقة صديقة، وهذا لا يعني أننا (نكردن) الرقة"، ويضيف أن هذه الجهود ضرورية لمحو  أيديولوجية البعث وتنظيم الدولة.
ويستدرك التقرير بأن الواقع أصعب على الأرض كما تشير قصة الشيخ محمد، فعندما وصلت قوات سوريا الديمقراطية، فإنه عرض المساعدة وقدم النصح حول كيفية التقرب من القبائل، وقال: "قلت لهم نريد أن نكون شركاءكم"، لكن العلاقة توترت عندما حاول إنشاء مجلس قبائل مستقل بقيادته.
وتختم "فايننشال تايمز" تقريرها بالإشارة إلى أنه تم اعتقال شيوخ آخرين أو رشوتهم ليشاركوا في المجالس التي نظمتها قوات سوريا الديمقراطية، حيث قال الحاج علي إن "ما هو ديمقراطي حول قوات سوريا الديمقراطية هو الاسم فقط".
========================
التايمز: الأسد يقصف الأطفال الجوعي بالغوطة الشرقية
تناول تقرير لصحيفة التايمز البريطانية الوضع المأساوي لأطفال سوريا في ظل القصف المستمر من جانب النظام السوري على المناطق المحاصرة التي يسيطر على الثوار، وركز على الغوطة الشرقية إحدى الضواحي بشمال شرق العاصمة دمشق.
ورسمت كاتبة التقرير هنا لوسيندا سميث صورة لحياة الناس في آخر ضاحية للثوار بريف دمشق، حيث تبدأ الأيام بسعي حثيث بحثا عن الطعام وتنتهي بمراسم الدفن لمن حصدتهم قنابل الأسد.
وأشارت إلى أن الغوطة الشرقية منيت ب247 غارة جوية و1200 قذيفة مدفعية منذ منتصف نوفمبر/تشرين الثاني حيث تحاول قوات الأسد وحلفاؤها الإيرانيون والروس تسجيل انتصار حاسم في أحد أطول حصون المعارضة بقاء.
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قد سجل 151 حالة وفاة في الهجوم الأخير، بما في ذلك 35 طفلا و15 امرأة بالإضافة إلى أكثر من 500 جريح.
وأفاد التقرير أن أزمة الطعام هي الأشد قسوة في الحرب مما أدى إلى موت العديد من الأطفال مؤخرا بسبب الجوع، وقالت منظمة رعاية الطفولة الأممية (يونيسيف) إن سوء التغذية الذي أصاب الأطفال كان الأسوأ منذ بداية الصراع السوري قبل نحو سبع سنوات.
وقد ناشدت الأمم المتحدة النظام السوري أمس بالسماح بإجلاء 500 حالة طبية عاجلة، منها 167 طفلا، من الغوطة الشرقية، وقال جان إيغلاند المبعوث الأممي الخاص في سوريا إنه "لم يتم إجلاء شخص واحد منذ شهرين، وإنه إذا لم يتم إجلاؤهم فسيموت الكثير منهم". وأضاف أن "عجز الأمم المتحدة عن الوصول إلى الغوطة الشرقة لعدة أشهر أدى إلى وضع كارثي أكيد".
وأشارت الصحيفة إلى أن معدل الخسائر المدنية من القصف يقترب من الذي سجل في مدينة حلب الشمالية خلال الحصار الأخير والهجوم على الضواحي التي تحت سيطرة الثوار، العام الماضي.
واعتبرت الصحيفة أن الثوار والنظام السوري يستفيدان من وضع يأس سكان الغوطة الشرقية، حيث يبدو أن الجنود المراقبين لنقاط التفتيش على الطريق بين المنطقة ووسط المدينة يطالبون بضرائب ضخمة من أي شخص يريد العبور. وقال نور آدم، صحفي مواطن عمره 21 عاما، "الطعام موجود هناك لكنه قليل جدا ومكلف للغاية، فثمن حصة الخبز 5 دولارات، ونشعر كأننا محاصرون في قفص والحياة في هذه الظروف موت بطيء".
ونبه التقرير إلى أن وقف إطلاق النار الذي دعي إليه يوم الأربعاء لم يحترَم كما روى شهود عيان للصحفية، وكان النظام قد وافق على وقف هجماته على المنطقة بعد أن أخذ مكانه في محادثات جنيف، بالرغم من أن الغوطة الشرقية كانت قد أدرجت بالفعل في "مناطق التهدئة" قبل خمسة أشهر. وفي غضون ساعات من الهدنة الجديدة وردت تقارير عن غارات جوية جديدة.
وقال إيغلاند "هنا تصعيد في منطقة تهدئة"، وأردف بأن "الغوطة الشرقية في عين الإعصار وهي بؤرة هذا الصراع".
المصدر : تايمز
========================
إيكونوميست: كيف تبدو سياسة ترامب تجاه الشرق الأوسط؟
اتهمت مجلة "إيكونوميست" في عددها الأخير الإدارة الأمريكية لدونالد ترامب بتجاهل الشرق الأوسط، وتقديم سياسة مضطربة أدت إلى مفاقمة مشكلات العالم العربي.
ويذهب التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن منح ترامب السعوديين اليد المطلقة يعمل على زعزعة استقرار المنطقة، ويقول إن "السفارة الأمريكية قيد الإنشاء في لبنان، ستكون ثاني أكبر سفارة في العالم حال الانتهاء منها، ومع ذلك كانت فرنسا هي التي تدخلت وحلت الأزمة السياسية الأخيرة، ففي 4 تشرين الثاني/ نوفمبر تحدث رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري من الرياض، وأعلن عن استقالته بطريقة مفاجئة، وما تبع ذلك من أحداث كان ملحمة غريبة استمرت أسبوعين، وبدا وكأنه قيد الإقامة الجبرية في السعودية، ورغم انتقاد وزارة الخارجية الأمريكية التحرك، إلا أن فرنسا هي التي فاوضت لتأمين عودة الحريري إلى بيروت، حيث علق استقالته منذئذ".
وتعلق المجلة قائلة إن "ترامب في الحكم منذ عام تقريبا، إلا أن استراتيجيته الشرق الأوسطية لا يمكن وصفها إلا بأنها مزيج من (الإهمال والارتباك)، وتتزامن فترة حكمه مع تغيرات في السعودية، حيث تخلى الملك سلمان وابنه ولي العهد القوي عن السياسة الخارجية الحذرة، وفضلا سياسة حازمة وعدوانية، وأدهشت تصرفاتهما الأصدقاء والجيران، وحتى أن الإسرائيليين، الذين ليسوا في العادة من المعجبين بسعد الحريري، وصفوا التحرك السعودي في لبنان بالمتهور، الذي هدد بفك التوازن الطائفي الحساس الذي تقوم عليه اللعبة السياسية في البلد".
ويستدرك التقرير بأن "السعوديين وجدوا جمهورا يدعم تصرفاتهم في البيت الأبيض، خاصة  جارد كوشنر صهر ومستشار الرئيس، ويعتقد فريق ترامب أنه قام بتشجيع لبرلة الاقتصاد والإصلاحات الدينية والاجتماعية للأمير محمد، إلا أن ترامب لم يظهر أي اهتمام بالحملة التي تقودها السعودية في اليمن، التي أدت بدعم أمريكي إلى تحويله إلى أرض خراب، وأثنى بشكل علني على الحصار الذي قادته السعودية على قطر، والاعتقالات الأخيرة داخل المملكة، رغم الشكوك التي أبداها الدبلوماسيون الأمريكيون حول السياستين".
وتشير المجلة إلى أنه "في الوقت الذي رحب فيه الكثير من السوريين في نيسان/ أبريل بالصواريخ التي أطلقها الجيش الأمريكي على قاعدة عسكرية في سوريا، بعد هجوم كيماوي على بلدة في محافظة إدلب، إلا أن الرئيس الأمريكي يبدو كأنه فقد الاهتمام بها، وملأت إيران وروسيا الفراغ، وساعدتا نظام الرئيس بشار الأسد على استعادة المناطق التي خسرها".
ويلفت التقرير إلى أن "الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استقبل بحرارة رئيس النظام السوري الأسد في منتجع سوتشي الشهر الماضي، وبعد ذلك بيومين عقد قمة مع الرئيسين التركي والإيراني، وكلاهما يدعمان استمرار الأسد في الحكم".
وتنوه المجلة إلى "مؤتمر جنيف، الذي بدأ جولات المفاوضات في جنيف، حيث ضم وفد المعارضة رموزا مستعدة لتجاوز فكرة بقاء الأسد في السلطة، وهو تحول قامت السعودية بهندسته، واستقال رئيس الهيئة العليا للمفاوضات رياض حجاب، وهو أحد الناقدين الأشداء للنظام بضغوط سعودية، وربما يأمل السعوديون بهذا التحرك في دق إسفين بين إيران وروسيا،  إلا أن الأمريكيين لم يقولوا شيئا".
ويفيد التقرير إلى أنه "في السياق ذاته يشعر حلفاء آخرون بالارتباك، حيث قرر ترامب قطع الدعم العسكري عن قوات سوريا الديمقراطية، التي دعمها في الحرب ضد تنظيم الدولة، وعندما سئلت المتحدثة باسم الخارجية عما إذا كانت الولايات المتحدة سترسل مبعوثا خاصا للتوسط بين أكراد كردستان والحكومة في بغداد، فإنها ردت قائلة: (يستطيعون حل خلافاتهم بأنفسهم)".
وتقول المجلة: "حتى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو غير راض عن اتفاق خفض التوتر في جنوب سوريا، الذي رتبته أمريكا مع روسيا، وسمح  للمليشيات الشيعية بالتحرك في المنطقة، التي لا تبعد سوى 5 كيلومترات عن الحدود مع إسرائيل".
ويستدرك التقرير بأنه "رغم علاقات الأردن القوية مع الولايات المتحدة إلا أنه يشعر بأنه ترك وحيدا، حيث ستوقف الولايات المتحدة دعمها للجماعات المقاتلة في جنوب سوريا الشهر المقبل، بالإضافة إلى أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الذي التقى ترامب أثناء الحملة الانتخابية، وكان أول رئيس يهنئه على فوزه، فوجئ عندما خفضت الإدارة 100 مليون دولار من المعونة السنوية، وعلقت 195 مليون دولار (حتى ترى إشارات على تقدم في الديمقراطية)".
وترى المجلة أن "ترامب لا يستحق اللوم كله على السياسة الموحلة في  الشرق الأوسط، حيث دعا باراك أوباما لرحيل الأسد دون أن يفعل أي  شيء لدعم المعارضة، وبدأت الحرب في اليمن تحت نظره، لكن الرئيس ترامب عمل على جبهة التسوية بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وبعد سلسلة من الرحلات المكوكية  قام بها المبعوث الخاص للشرق الأوسط جيسون غرينبلات، فإن ترامب يخطط للكشف عن خطته بداية العام المقبل".
ويجد التقرير أن "التسوية هي طريق التعميد للرؤساء الأمريكيين الذين حاولوا وفشلوا كلهم، ولا سبب يدعو للاعتقاد بأن ترامب سينجح حيث فشل الآخرون، فلا تزال تقود إسرائيل حكومة يمينية متطرفة لا تريد تقديم تنازلات، والفلسطينيون منقسمون تقودهم حكومة فقدت الشرعية، لكن السعوديين أخبروا رئيس السلطة الفلسطينية أن ترامب سيقدم خطته النهائية وعليه قبولها، ويشعر السعوديون أن دعمهم لترامب في التسوية يعطيهم اليد الحرة في اليمن ومناطق أخرى".
وتستدرك المجلة بأنه "رغم أن ترامب لا يوفر فرصة لانتقاد سلفه، إلا أنه يكرر الأخطاء التي وقع بها أوباما ذاتها، حيث اتهم أوباما بالبحث عن اتفاقية مع إيران بأي ثمن متجاهلا تدخلات إيران في العراق وسوريا، أما ترامب فهو مهووس بتخريب الاتفاق دون أن يفعل أي شيء لاحتواء تأثير إيران في المنطقة، بل يعمل على تقوية الديكتاتوريين في مصر، وفقد ثقة الحلفاء القريبين، مثل إسرائيل والأردن".
وتختم "إيكونوميست" تقريرها بالإشارة إلى أنه "في الوقت ذاته يشعر السعوديون بالحرية لمواصلة سياساتهم التي تزعزع المنطقة، وأصبح مستقبل سوريا في يد الروس والإيرانيين، حيث يقول دبلوماسي غربي: (هذا ليس هو الوقت الذي نختفي فيه.. نريد نوعا من الإشراف)".
========================
الصحافة العبرية :
يديعوت أحرونوت :أخطأنا مع سورية، لنستعد لهزيمة حزب الله
بقلم: عميرام لفين
حتى قبل ثلاث سنوات كان لا يزال ممكنا العمل على ازاحة بشار الاسد عن الحكم، مع احتمال كبير ان تكون مثل هذه العملية مقصرة، بل وربما منهية للحرب في سورية، منقذة لحياة عشرات الاف الناس ومقلصة لازمة اللاجئين الذين يغرقون العالم الغربي. مثل هذه المبادرة في ذاك الحين كانت بيقين عال ستمنع الواقع المتحقق في سورية هذه الايام بتأثير من ايران. اما اسرائيل فقررت الا تفعل شيئا، وان تنظر من بعيد الى الفظائع التي نفذت في سورية. برأيي كان هذا خطأ.
صحيح حتى نهاية 2017 فان نافذة الفرص للتدخل في سورية وازاحة الاسد قد اغلقت، حاليا على الاقل. والان علينا أن نركز اساس الجهود على الفعل الدبلوماسي مع رئيسي الولايات المتحدة وروسيا، ومن خلالهما ايضاح الخطوط الحمراء لاسرائيل والمطالبة بابعاد الايرانيين وحزب الله شرقا الى طريق السويداء – دمشق ومن خارج هضبة الجولان. الان، مطلوب من اصحاب القرار ومن واضعي السياسية تفكير ابداعي ومبادرة – والا، مثلما يحصل في هذه اللحظة فان جهات اخرى هي التي ستصمم الواقع الاقليمي والواقع الامني والسياسي على حدودنا الشمالية. اذا لم نبادر، فان هذا ما سيحصل. امكانية اخرى، مثلا، هي مبادرة اسرائيلية لاعتراف دولي بسيادتها في هضبة الجولان كشرط لكل تقدم في المسار الفلسطيني.
ثمة جهات تعتقد ان عدم الفعل وانعدام المبادرة هما خطة عمل. انا اعارض هذا النهج. في 1995، حين كنت قائد المنطقة الشمالية، في ذروة القتال ضد حزب الله وبعد عدم المصادقة على مخططاتي لتحقيق النصر على حزب الله، توصلت الى الاستنتاج بانه يجب اعداد خطة تنفيذية وسياسية للخروج من لبنان. وسمح لي رئيس الاركان في حينه، الراحل امنون ليبكن شاحك بان أعرض موقف وخطتي على رئيس الوزراء اسحق رابين. كل هيئة الاركان عارضت، مستندة الى تقدير شعبة الاستخبارات وشعبة التخطيط اللتين اعتقدتا بان استمرار التواجد في منطقة الحزام الامني في جنوب لبنان هي أفضل الشرور وانه ليس صحيحا الخروج من هذه المنطقة دون اتفاق مع الرئيس السوري حافظ الاسد. اما الان فاعتقدت خلاف ذلك. اعتقد أن من الاصح الدفاع عن اسرائيل من الحدود الدولية، وقدرت بانه لن يكون ممكنا تحقيق اتفاق مع الاسد. اما رأيي فلم يؤخذ به. وعلى عدم الفعل دفعنا خمس سنوات اخرى من الحرب القاسية والخسائر بالارواح، الى أن تبنى رئيس الوزراء في حينه ايهود باراك توصيتي واخرج الجيش الاسرائيلي من لبنان.
ان الجبهة الشمالية المتبلورة امام ناظرينا هذه الايام تمثل تحديا امنيا مركبا لاسرائيل. صحيح أن حزب الله ضعف جدا في الحرب السورية، وقتل الاف من مقاتليه في المعارك واصيب الاف آخرين وخرجوا من دائرة القتال، ولكن عندما تنتهي الحرب في سورية سيعود حزب الله الى الديار في لبنان بينما تعلم جنوده وقادته تجربة قتالية وتدربوا، ليعود ليهدد اسرائيل مع مخزون من عشرات الاف الصواريخ التي تستهدف المس بمواطنيها. هل ستختار اسرائيل هذه المرة ايضا عدم الفعل وتسمح لحزب الله بالانتعاش واختيار الزمن المناسب من ناحيته للحرب القادمة؟ هل سنسمح لايران وللاسد بتصميم الواقع الامني على الحدود الشمالية؟
شيء واحد واضح منذ الان، آجلا أم عاجلا سيتعين علينا أن نرفع عن مواطني اسرائيل تهديد حزب الله. لا مفر من الاستعداد بجذرية لهزيمة حزب الله في هجوم قصير من عدة ايام. أعرف أن هذا ممكنا وان الجيش الاسرائيلي قادر على عمل ذلك: فالاستعداد، الجاهزية والتحضير لاستخدام القوة هي أيضا الردع الافضل، وعليه فانها ايضا الاداة الانجع لتقليص احتمال الحرب. السؤال المطروح هو هل الحكومة الحالية قادرة على العمل بالمبادرة والشجاعة اللازمتين؟ حتى الان ثبت بان شكل عملها هو احداث الكثير من الضجيج والقليل من الافعال.
عن «يديعوت أحرونوت»
========================
هآرتس: هزيمة داعش تعيد القاعدة الى مركز ساحة الارهاب
بقلم: تسفي برئيل
قائدان سابقان في القيادة العليا في جبهة النصرة سافرا هذا الاسبوع الى مدينة تقع على الحدود السورية التركية، مستعدان للقاء مع أبو محمد الجولاني، قائد “هيئة تحرير الشام” التي تم دعوتهم اليها من اجل التباحث حول المصالحة وتوحيد الصفوف. ولكن عند وصولهما الى حاجز الطرق التابع للهيئة تم اخذهم مع معاملتهما بعدم احترام الى المعتقل. الآن يتوقع تقديمهما للمحاكمة بتهمة “الاضرار بوحدة الصف، الانحراف عن استراتيجية الهيئة، ومحاولة اثارة حرب داخلية، على حد قول المتحدث باسم الجولاني. في نفس الوقت داهم رجال الجولاني بيوت عشرات النشطاء في المنظمة المعادية في مدينة ادلب ومحيطها ونقلوهم الى الاعتقال في قواعد الهيئة.
يبدو أن هذا هو نزاع داخلي آخر حدث مثله العشرات على مدى السنوات السبعة للحرب السورية التي تمخض عنها عشرات المليشيات اتحد جزء منها والباقي بقي مستقلا. ولكن الخطوة التي اتخذها الجولاني تشير الى بداية فصل جديد في استراتيجية التنظيمات التي تنبع بصورة مباشرة من الهزائم التي تكبدها داعش في العراق وسوريا. قائدا جبهة النصرة السابقين اللذين اعتقلا، سامي العريدي الذي كان الموجه الشرعي لجبهة النصرة، ونائبه اياد الطوباسي، هما مواطنان اردنيان انشقا في حزيران 2016 عن جبهة النصرة – عندما كانت فرعا من القاعدة – وقاما بانشاء مليشيا مستقلة باسم انصار الفرقان.
انفصالهما جاء على خلفية خلافات مبدئية مع الجولاني الذي قرر الانفصال عن القاعدة، وتغيير اسم جبهة النصرة الى جبهة احتلال الشام. وفي كانون الثاني غير اسمها الى هيئة تحرير الشام. المنظمتان تحاربان ضد داعش وضد النظام السوري، لكنهما مختلفتان في موضوع الانتماء للقاعدة. هذه ليست مجرد اختلافات “ادارية”. الجولاني يسعى الى الحفاظ على طابع منظمة كمنظمة سورية محلية اهدافها دينية – وطنية. في حين ان القاعدة برئاسة ايمن الظواهري تتمسك بالاستراتيجية الاسلامية – الشاملة التي وضعها اسامة بن لادن والتي هدفها محاربة جميع “الكفار” في أي مكان.
الانفصال المدوي للجولاني عن القاعدة هدف الى تحقيق هدفين آخرين: تأهيل منظمته كمنظمة شرعية لمتمردين من حقها المشاركة في العملية السياسية، وبهذا ايضا ترفع عن نفسها تهديد الحرب الدولية ضده، وترسيخ قيادته الوحيدة للمنظمة ازاء الانتقادات الداخلية التي وجهها له خصومه. حسب تقارير وسائل اعلام المنظمات في سوريا فان الجولاني توصل الى تفاهمات مع تركيا التي بناء عليها سيقوم بمساعدة القوات التركية للسيطرة على محافظة ادلب، التي يتوقع أن تكون فيها منطقة أمنية يمكن أن يعود اليها لاجئون سوريون مقابل اشراكه في العملية السياسية ومواصلة المساعدات التي تمنحها تركيا لمنظمته.
اعتقال القائدين الكبيرين من رجال القاعدة اغضب الظواهري، الذي قال ان هذه الخطوة مخالفة لكل اهداف القتال، وهي خطوة غير مناسبة وتضر باحتمال المصالحة بيننا وبين المنظمات الراديكالية، كما اقترح في عدد من التسجيلات التي قام ببثها مؤخرا. حتى أن الظواهري أعلن بأنه ينوي اعادة القاعدة الى سوريا بكامل قوتها. بهذا أوضح للجولاني بأن جبهة جديدة فتحت بينهما. وردا على ذلك اعلن الجولاني قبل ثلاثة ايام بأنه “لا يوجد مكان للقاعدة في ادلب”. ولكن ليس فقط الظواهري غاضب من اعتقال القائدين (وعشرات القادة من الصف الاول والثاني في المنظمة المتشعبة عن القاعدة). ايضا داخل منظمة الجولاني سمعت انتقادات شديدة على المس بمن كانوا زملاء سلاح قبل سنة. وخاصة في اوساط “المهاجرين” الذين وصلوا من دول عربية اخرى، لا سيما الاردن، وانضموا الى المنظمة.
معضلة هذه المواجهات لا تقتصر على الاراضي السورية. فهي تعبر عن التخبط الشديد للمنظمات الراديكالية كيف ستسلك ازاء هزائم داعش واحتمالية اختفاءه كقوة قائدة ومجندة في العراق وسوريا، الى جانب الضربات التي تلقاها ايضا في ليبيا واليمن.
مثال على الارباك وغياب قرار في تلك التنظيمات يمكن ايجاده في تصرف عدد من التنظيمات العاملة في سيناء وفي اماكن اخرى في مصر. في العملية الاخيرة التي نفذها داعش في مسجد الروضة في بلدة بير العبد والتي قتل فيها 305 اشخاص، كانت منظمة جند الاسلام المنتمية للقاعدة هي التي ادانت بشدة العملية واعتبرت من نفذوها كفار لا يتصرفون حسب “الاسلام الصحيح” الذي يمنع المس بمواطنين مسلمين. جند الاسلام ارسل التعازي لعائلات الضحايا. “هذا العمل هو خطأ كبير وانتهاك لقدسية اماكن عبادة المسلمين”، جاء في اعلان المنظمة التي وعدت بالانتقام لدماء القتلى.
خلافا لداعش، القاعدة لا ترى في الحركات الصوفية (التي ينتمي لها المسجد الذي هوجم) منحرفة، وعلى اساس هذا التصور ركز جند الاسلام عملياتهم في مصر على اهداف عسكرية ورجال قوات الامن، حتى أن هذه المنظمة ندقق وتقول إنه يجب الامتناع عن المس بالضباط الصغار والجنود العاديين لأنهم فقط ينفذون الأوامر، في حين أن الكبار والحكومة هم المسؤولين الحقيقيين.
تكتيك الاخفاء
إن طيبة جند الاسلام بشأن المس بالمدنيين لا يمكنها تهدئة السلطات المصرية. منظمة زميلة لجند الاسلام التي تسمي نفسها انصار الاسلام وتنتمي للقاعدة ايضا هي التي نفذت في 20 تشرين الاول العملية ضد دورية عسكرية مصرية في الواحات التي قتل فيها 16 جنديا. انصار الاسلام هي كما يبدو منظمة قديمة – جديدة عملت في السابق باسم آخر، وتركز نشاطها في الصحراء الغربية التي يصل اليها نشطاء من ليبيا.
هذه المنظمات هي منظمتان من حوالي 12 منظمة أصغر تعمل تحت مظلة القاعدة في مصر. الاسماء المختلفة لكل واحدة من هذه المنظمات تنبع من تكتيك الاخفاء الذي تتبعه القاعدة والذي يهدف الى منع تسريب المعلومات بين المنظمات ومنع تصفية خلايا كبيرة عند سقوط احدى هذه المنظمات في أيدي الجيش المصري. الجهة الايجابية في هذه المنظمات هو نشاطها ضد داعش. في شهر تشرين الاول هاجم نشطاء جند الاسلام عدد من مقاتلي داعش في سيناء، ودعوهم لتسليم انفسهم. في حادثة اخرى نصب رجال جند الاسلام كمين لرجال داعش بهدف اعتقالهم احياء والتحقيق معهم، لكن العملية فشلت لأن جميع رجال داعش قتلوا.
التقديرات في اوساط خبراء عرب يختصون بالمنظمات الراديكالية هي أن القاعدة ستزيد منذ الآن نشاطها ضد داعش في سيناء لاعادة مكانتها المتفوقة قبل بدء قوات داعش في التسرب الى سيناء واقامة ولاية سيناء التي تحولت الى القاعدة الاكبر والاكثر نشاطا لتنظيم الدولة الاسلامية.
في موازاة ذلك فان منظمات القاعدة في مصر لم تعلن عن نفسها بعد كمنظمات للقاعدة، كما يبدو بانتظار رؤية كيف سيتصرف داعش بعد انسحابه من سوريا والعراق، ومن اجل أن تحفظ لنفسها امكانية العمل في المستقبل دون الخضوع لقيادة ايمن الظواهري. السؤال هو اذا كانت في تشكيلتها المستقلة ستنجح هذه المنظمات في تمويل أنفسها دون الحاجة الى التمويل الكبير من القاعدة.
سياسة تحطيم الرؤوس
هذه الحالة المائعة، التي تنتقل فيها المنظمات بين الاطر المختلفة، هي كما يبدو فرصة جيدة للنظام المصري من اجل اتخاذ سياسة “تحطيم الرؤوسالتيتحاولفيهامجموعةمنالمنظمات تصفية المجموعة المعادية بدعم من مصر، لكن تصعب رؤية الرئيس عبد الفتاح السيسي ينسق النشاطات العسكرية مع منظمات القاعدة ضد داعش. حسب رأيه، كل هذه هي منظمات ارهابية يجب القضاء عليها. وخلافا للوضع في سوريا، هناك من تركوا القاعدة مثل هيئة تحرير الشام برئاسة الجولاني، يمكنهم عقد تحالف سري مع قوات سياسية مثل تركيا أو حتى السعودية. مع ذلك، السيسي الذي شن قبل سنة الحرب على حماس بسبب أنها من احفاد الاخوان المسلمين، وجد في هذه المنظمة حليفة للقتال ضد الجهاديين في سيناء ومنحها شرعية سياسية تتضمن اعترافا بمكانتها كممثل فلسطيني شرعي، وإن لم يكن الوحيد.
في اليمن ايضا، التي تدير فيها السعودية حرب ضد الحوثيين، الذين يتمتعون برعاية ايرانية، امتنعت المملكة عن مهاجمة مواقع القاعدة في جنوب الدولة لأن المنظمة اعتبرت كمن يمكن الاستعانة بها من اجل وقف امتداد سيطرة الحوثيين الى المنطقة الصحراوية الجنوبية. مثل هذا الامر ايضا وضع جبهة النصرة عندما كانت هي المنظمة القائدة للقاعدة في سوريا. فقد حظيت المنظمة في حينه بدعم عدد من الدول العربية التي اعتبرتها قوة ناجعة للحرب ضد داعش وقوات النظام.
اذا كانت سياسة تحطيم الرؤوس لن تنفذ أو تفشل فان الاحتمال الآخر الذي يمكن يوجد في مصر هو توحيد منظمات القاعدة والعودة الى الاستراتيجية التي اتبعتها قبل دخول داعش وقبل سقوط حسني مبارك في 2011. تفسير هذا الاحتمال يمكن أن يكون تجنيد دعم الجمهور لصفوف القاعدة، وهو الدعم الذي وجد داعش صعوبة في الحصول عليه بسبب صورته القاتلة. السيسي يحاول بجدية القيام بحملة دعائية اساسها “خطاب اسلامي جديد” يسعى الى استئصال أسس التطرف في التعليم والمساجد والمنشورات، لكن خطوط هذا الخطاب غامضة جدا وهو يعتبر في الوقت الحالي أداة لتصفية خصوم سياسيين أكثر مما هو مبادرة لكبح التطرف الديني. مشكوك فيه أن يتمكن هذا الخطاب الجديد من مواجهة تطرف القاعدة، اذا نجحت في تسجيل انجازات جديدة على الارض لنفسها.
========================
معاريف :تعاظم النفوذ الإيراني في المنطقة
بقلم: ايلي بن مئير*
في الأسابيع الأخيرة يحتدم الخطاب الجماهيري، الاعلامي، والسياسي حول تعمُّق التواجد الايراني في سورية. ويكثر المتحدثون المختلفون من الجدال حول عدد الجنود الايرانيين الذين يتواجدون في الجارة من الشمال، على مسافتهم من الحدود، وحول الاتفاق بين الولايات المتحدة، روسيا، والاردن حول ايجاد قاطع بلا تواجد ايراني، وحول ما هو متوقع من روسيا والولايات المتحدة في هذا الموضوع. ولكن ليس مؤكدا على الاطلاق أن هذا هو الحوار الصحيح والمهم في هذه المسألة.
يذكرني هذا الجدال بايام ماضية، كان فيها أحد مواضيع البحث الاساسة في شعبة الاستخبارات العسكرية هو تهديد القوات المرسلة من الدول العربية على اسرائيل. فقد حلل الجيش الاسرائيلي وشعبة الاستخبارات قدرات حركة جيشي العراق وايران، حجم القوات المحتملة، والجدول الزمني لوصولهم الى مجال القتال على مقربة من الحدود. ولكن هذا الحوار أقل اهمية اليوم، لثلاثة اسباب: تغير ظاهرة الحرب، مزايا التهديدات العسكرية على اسرائيل – بما فيها الحدود المادية بين الدول – هي أقل اهمية بكثير، وكذلك مصالح طهران في المجال.
فايران لا تملك فقط مئات صواريخ أرض – أرض قادرة على الوصول الى كل نقطة في دولة اسرائيل، بل بنت ايضا فرعا ارهابيا في لبنان وفي سورية على شاكلة منظمة «حزب الله»، التي لديها قدرات عسكرية متنوعة مباشرة وغير مباشرة بجوار حدود اسرائيل. في ضوء ذلك هل التهديد من جهتها يتغير حين تكون لها طائرات وبضعة آلاف من الجنود في الاراضي السورية؟
إن الشكل الصحيح للبحث في المسألة ليس عبر المنشور التكتيكي لحجم القوات، والمسافة بالكيلومترات عن الحدود، بل عبر الزاوية الاستراتيجية الاقليمية والدولية. لا شك أنه في هذه النظرة يتجسد تغيير مهم في النظام الاقليمي، وفي الزاوية الاسرائيلية يدور الحديث عن تطور سلبي للغاية.
في مركز البحث يفهم النفوذ الايراني في المجال والتغيير بقوتها وحجمها في ضوء النشاط المتحقق في سورية. على هذا الاثر أن يدرس من عدة جوانب: السكان السوريون المحليون والنظام السوري برئاسة بشار الاسد او كل نظام آخر يتحقق في الدولة؛ الاردن وأمنه القومي؛ الثقة الذاتية لمنظمات الارهاب في المنطقة، وبشكل خاص «حزب الله» و»حماس»؛ وقدرات الحركة لدى عناصر الارهاب المحليين في سورية، والتشديد على مجال هضبة الجولان ضد اهداف اسرائيلية.
لا شك عندي أنه في مثل هذه النظرة الاقليمية، فان ايران تزيد جدا نفوذها وتواجدها في المجال، بشكل يشكل امكانية كامنة خطيرة من ناحية اسرائيل وذلك اساسا في جانب النشاط التخريبي المعادي والارهاب من هضبة الجولان والثقة الذاتية المتعاظمة ل «حزب الله» و»حماس» في غزة بشكل عام وفي احداث التصعيد المستقبلية بشكل خاص.
جملة عن الأردن: الخوف في المملكة من قدرة النفوذ الايرانية على الاستقرار في الدولة وعلى نشاط الارهاب من الاراضي السورية ضدها من شأنه أن يؤثر على سياقات اتخاذ القرارات من الملك في اوضاع مختلفة.
 
منشور مراكز الثقة
في الدائرة البعيدة من الاصح فحص هذا حيال الدول السُنية، ولا سيما العراق، السعودية، تركيا، ومصر. لا شك أن حقيقة أن طهران تؤثر، ان لم نقل تسيطر اليوم على أربع عواصم – دمشق، بغداد، صنعاء، وبيروت – تشكل وجع رأس ومصدر قلق لحكام الدول السُنية. فهؤلاء يفهمون جيدا أن القصة المهمة ليس كم جنديا ايرانيا سيكونون على الاراضي السورية أو على مقربة من الحدود مع السعودية، بل تأثير آيات الله على السكان السُنة وعلى دفعهم  لإحداث اضطراب داخلي في اراضي الدول الاخرى. تجربة الماضي تفيد بانه الى جانب القلق العميق والنشاط الواسع ضد التوسع الايراني تميل هذه الدول ايضا الى خلق حوار ولقاءات مصالح مع ايران، بمثابة «اذا لم تكن تستطيع الانتصار علينا، فانضم اليها». حتى لو كان الحديث يدور احيانا فقط عن مسيرة تجري من فوق السطح، فلا يزال الحديث يدور عن تطور محتمل سلبي للغاية.
في المنشور الدولي، كلما وسعت اسرائيل نفوذها في الدول السُنية – وسورية في المركز – تتحسن مكانتها الدولية، وتكبر حيويتها لاستقرار المنطقة وهكذا لمصالح دول العالم، ولا سيما روسيا. ومنذ اليوم يبدو ان لموسكو مصالح مشتركة متعاظمة مع طهران، بشكل يجعل بوتين لا يعمل ضد الجمهورية الاسلامية بشدة، مثلما تطلب اسرائيل. كما أن المصالح الاميركية في العراق هي مصالح لايران تأثير حاسم فيها، وكذا ايضا في اماكن اخرى. لهذا تأثير ايضا على رغبة دول العالم لتقليص نشاطات اخرى على ايران، بما في ذلك مشاريع في مجال الصواريخ الباليستية والنووية.
واخيرا، في وضع يكون فيه تصعيد عسكري في المنطقة، سواء حيال «حزب الله» في لبنان وحتى حيال «حماس» في غزة، ازداد الاحتمال في أن تكون حدود اسرائيل – سورية متفجرة اكثر مما في الماضي، وذلك بسبب تواجد عامل النفوذ على السكان المحليين في المجال. أحداث منفردة اصطدمنا بها في حملات سابقة، مثل اطلاق نار محدودة لصواريخ من سورية و/أو من لبنان الى الاراضي الاسرائيلية ستكون أكثر تواترا وأوسع بكثير.
وعليه، فما الذي ينبغي عمله؟ أولا، تصعيد المتابعة الاستخبارية لمجالات التواجد الايراني (ليس فقط في سورية) والتركيز على مراكز القوة وطرق تأثيرها على اصحاب القرار في هذه الدول، على السكان المحليين، وعلى منظمات الارهاب المختلفة.
ثانيا، ينبغي تحويل التهديد الى فرصة. يمكن التهديد والعمل من ناحية سياسية أو عسكرية، علنا أو سرا، ضد مصالح ايران في المجال. اضافة الى ذلك، كلما كانت لطهران مصالح كثيرة وعميقة أكثر تتسع امكانية تضارب المصالح لديها مع القوى العظمى، مع التشديد على روسيا وتركيا. هذه الفجوة يمكن ويجب العمل على تعميقها وتأكيدها.
إضافة الى ذلك، علينا أن نخرج من النظرة الاسرائيلية الضيقة وان نعرض بتوسع التغيير السيئ الذي يسببه النفوذ الايراني المتعاظم في هذا المجال للاردن، للسعودية، لتركيا، للعراق وغيره. وهكذا نوضح بان الحديث لا يدور فقط عن الخطر على المصلحة الاسرائيلية بل على الاستقرار الاقليمي بشكل عام.
في السطر الاخير، لا شك أن تحديا مهما آخذ في التعاظم لدولة اسرائيل في المجال السوري والذي تأثيراته اقليمية ودولية. من الصحيح ان نفحصه اساسا عبر المنشور الاستراتيجي وبقدر أقل في الزاوية العملية – التكتيكية. فحص صحيح للتحدي سيؤثر ايضا على سبل العمل لمواجهته، وسيسمح لاسرائيل بتوفير ردود مختلفة على المشكلة.
عن «معاريف»
========================
معهد بحوث الأمن القومي :الولايات المتحدة بحاجة إلى «استراتيجية عليا» في الشرق الأوسط
بقلم: موشيه بوغي يعلون*
تميزت السنة الأولى لولاية ادارة ترامب بسلوك أميركي يفتقد إلى خط التوجيه المستقر بالنسبة للشرق الاوسط. وتتبدل ببطء الامال الكبرى، التي علقتها الكثير من دول المنطقة على تغير الادارة ودخول رئيس فاعل الى البيت الابيض، إلى احساس بالتشويش والحرج، في ضوء غياب الثبات من جانب الولايات المتحدة والسلوك بلا اهداف استراتيجية واضحة. ومع نهاية السنة الاولى لولاية ترامب تبرز الحاجة الى بلورة استراتيجية اميركية عليا بالنسبة للشرق الأوسط.
قلّص الرئيس اوباما، باستثناء سعيه الى الاتفاق مع إيران، تدخله في الشرق الاوسط، ولكنه اضطر الى العودة للتدخل في المنطقة بسبب التحدي الذي مثلته «الدولة الاسلامية». كما أن الرئيس ترامب تحدث هو الآخر في حملة الانتخابات لصالح تقليص تدخل الولايات المتحدة في ساحات مختلفة في العالم، ولكنه كان مطالبا بان يتصدى لاتساع الهيمنة الايرانية، ولمواصلة القتال ضد «الدولة الاسلامية»، وكذا لمحاولة خلق استقرار في سورية، العراق، لبنان، اليمن، وليبيا.
يتضح من ذلك ان ليس للإدارة الاميركية مفر غير ان تواصل أداء مهامة «الشرطي العالمي» لتجسيد مصالح الولايات المتحدة؛ ففي ظل وجود الفراغ وفي اماكن عديدة في العالم بشكل عام، وفي الشرق الاوسط بشكل خاص، تملأ هذا الفراغ جهات تعمل ضد المصالح الاميركية. والدليل هو أنه في فترة الادارة الاميركية السابقة استغلت الفراغ ايران، «الدولة الاسلامية»، تركيا، وروسيا.
من أجل بلورة استراتيجية اميركية عليا في المنطقة يجب أولا الاتفاق على تحليل الوضع. فالميزة الأساس للشرق الاوسط في الحاضر هي الصراع على الهيمنة الذي يديره ثلاثة معسكرات اسلامية متطرفة:
- المعسكر الايراني – الشيعي، الذي يسعى دوما الى توسيع نفوذه، لتثبيت أنظمة اسلامية في المنطقة وشق العالم العربي السني.
المعسكر السلفي – الجهادي السني، بريادة «الدولة الاسلامية» و»القاعدة»، والذي يسعى الى اقامة الخلافة.
معسكر «الاخوان المسلمين» برعاية الرئيس التركي، رجب طيب اردوغان، والذي يسعى الى امبراطورية عثمانية على اساس ايديولوجيا «الاخوان المسلمين».
يعرض هذا المقال عدداً من خطوط التوجيه، يجدر أن توجّه الولايات المتحدة عند بلورة استراتيجيتها حيال المنطقة ولاعبيها المختلفين.
 
حيال النظام الإيراني
يعمل النظام الايراني بنشاط على توسيع نفوذه في المنطقة. وقد حظي بانجازات عديدة بسبب ضعف الادارة الاميركية السابقة، مثلما وجد تعبيره ايضا في الاتفاق النووي. هكذا، فان النظام الايراني بعد الاتفاق النووي، بينما هو محرر من العزلة الدولية والعقوبات الاقتصادية وبلا تحديات عسكرية أو داخلية، نجح في توسيع نفوذه الى العراق واليمن، وهو يسيطر في لبنان، ويتطلع الى السيطرة في سورية، ويتآمر على الانظمة السُنية في المنطقة مثلما في البحرين وفي السعودية، ويدعم «حماس» وتنظيم «الجهاد الاسلامي» في حربهما ضد اسرائيل.
ان الخطاب الذي القاه الرئيس ترامب في ايلول الماضي في موضوع الاتفاق النووي بين القوى العظمى الست وايران مهمة للغاية. واشارت اقواله الى تغيير في السياسة واستيعاب خطورة التهديد الذي يمثله النظام الايراني على استقرار الشرق الاوسط والعالم. فالادارة الاميركية، مثل الانظمة العربية السُنية واسرائيل، تصنف النظام الايراني كالتهديد رقم 1 في الشرق الاوسط، وليس كجهة تساهم في استقرار المنطقة. وعليه، فانها جزء من الحل، مثلما رأته إدارة اوباما. ومع ذلك فمن أجل التصدي للتحدي الايراني وتحقيق الهدف الذي حدده الرئيس ترامب في خطابه، على الادارة ان تمتنع عن الانشغال بفتح الاتفاق النووي، الآن، وبدلاً من ذلك أن تتخذ سياسة تندرج فيها الضغوط على النظام، بحيث تنشأ لديه مرة اخرى معضلة بين استمرار نشاطه العاق والتآمري، وبين بقائه. اما فتح الاتفاق فسيخلق انشقاقا بين الولايات المتحدة والدول الخمس المشاركة في الاتفاق النووي، بدلاً من رص الصفوف وممارسة الضغط على النظام الايراني.
ان فتح الاتفاق لا حاجة له لأنه يمكن ممارسة الضغط على النظام الايراني منذ اليوم دون فتح الاتفاق النووي، بسبب خروقاته لقرار مجلس الامن في موضوع نشر السلاح، الارهاب، مشروع الصواريخ، وكذا خرق حقوق الانسان، بما في ذلك الاعتقال والاعدام لمعارضي النظام. وبالتوازي على الادارة الاميركية ان تقود نحو رقابة اكثر تشددا على المشروع النووي الايراني، والاستثمار في الاستخبارات والتعاون مع الحلفاء، للايفاء بالهدف الذي حدده الرئيس ترامب، وهو حرمان إيران من القدرة النووية العسكرية.
 
حيال المعسكر السلفي الجهادي
يسعى الجهاديون السُنة الى اقامة الخلافة، وسواء عاجلا، بطريقة «الدولة الاسلامية» التي اعلنت اقامة الخلافة واقامت المنظومة المدنية لادارة المناطق التي احتلتها بالتوازي مع الكفاح العسكري للحفاظ على هذه المناطق وتوسيعها، أم آجلا بطريقة منظمة «القاعدة» التي تسعى أولا لالغاء تدخل الغرب في الشرق الاوسط وإسقاط أنظمة المنطقة «الكافرة» كي تقيم الخلافة بعد خرابها. هذه الجهات يجب أن تتكبد الهزيمة.
ركزت ادارة اوباما على القتال ضد الدولة الفلسطينية، وعادت لتركز على الشرق الاوسط برئاسة تحالف ركز على مهاجمة التنظيم، ولا سيما ذخائره الاقليمية. وتواصل ادارة ترامب الهجوم، وبالفعل، فان «الدولة الاسلامية»، التي فقدت معظم الاراضي الاقليمية التي سيطرت عليها في العراق وفي سورية، قريبة من الهزيمة. ورغم الهزيمة المرتقبة لهم على الارض، فان «الدولة الاسلامية»، «القاعدة»، وايديولوجيتهما، سيواصلون تحدي الدول التي تقاتلهم، سواء من خلال القتال داخل المعاقل الاقليمية التي لا تزال لهم في شبه جزيرة سيناء، في ليبيا، وفي اليمن أم عبر عمليات الارهاب التي مصدرها هذه المناطق، وفي شبكات الارهاب السرية التي تبقت لهم اساساً في العراق، في سورية، وفي شمال افريقيا. هذا الارهاب سيركز ليس فقط على الدول العربية بل على الغرب كذلك.
بفضل حجمها العالمي، فان الحرب ضد عناصر «الجهاد السلفي» تستدعي حشدا للجهود الدولية بقيادة الولايات المتحدة، في ظل التعاون الاستخباري، العملياتي، الاقتصادي، والسياسي بين كل العناصر ذات الصلة في العالم بشكل عام وفي الشرق الاوسط بشكل خاص، لالحاق الهزيمة بهم في المناطق التي تحت سيطرتهم ومن أجل احباط الارهاب الذي يعتزمون تفعيله في كل مكان في العالم.
 
حيال معسكر «الإخوان المسلمين»
وكما أسلفنا فان الرئيس التركي اردوغان يؤيد «الإخوان المسلمين» في الشرق الاوسط، ويتطلع لإعادة تموضع تركيا كامبراطورية عثمانية جديدة على اساس ايديولوجيتهم. وفي عهد ادارة اوباما لم يمارس اي ضغط اميركي أو دولي ذي مغزى على اردوغان رغم أنه عمل بخلاف المصالح الاميركية والاوروبية وذلك من خلال تقديم المساعدة الاقتصادية ل»الدولة الاسلامية» من خلال شراء النفط من التنظيم، اعطاء امكانية (وبالتأكيد عدم منع) عبور الجهاديين من كل العالم عبر تركيا، سواء في طريقهم الى الانضمام الى «الدولة الاسلامية» في سورية وفي العراق، أم في طريق عودتهم الى دولهم، ولا سيما الى اوروبا، كمخربين مدربين ومجربين. وكانت النتيجة عمليات قاسية، نفذت في اوروبا في السنوات الاخيرة من هؤلاء النشطاء؛ اعطاء امكانية بل تشجيع الهجرة غير القانونية للمسلمين الى اوروبا (لاجئين ومهاجري عمل) عبر تركيا، وبالاساس عبر الجزر اليونانية في بحر ايجا من خلال جهاز التهريب التركي. ولا يخفي اردوغان نيته أسلمة اوروبا من خلال تغيير ديمغرافي فيها.
تركيا لم تدفع اي ثمن على سلوكها هذا. وبالتالي فان على الولايات المتحدة الى جانب الدول الاوروبية أن تمارس روافع الضغط المتوفرة ضد تركيا كعضو في «الناتو» وكدولة متعلقة اقتصاديا بالتجارة معها كي تتصرف بناء على ذلك. من الجدير الاشارة الى أن الضرر النابع من عدم استخدام هذه الروافع لا يتلخص فقط بمواصلة التآمر التركي بل ايضا يمس مباشرة بمكانة «الناتو» وقوة ردعه وردع الولايات المتحدة حيال الاكراد.
لو كانت الولايات المتحدة تتصرف ك»شرطي عالمي» لمنعت مسعود برزاني من السير بعيداً في موضوع الاستقلال الكردي، ناهيك عن انه كانت هناك محاولة من جانب الادارة الاميركية لحمله على عدم اجراء الاستفتاء، حيث تكبدت الولايات المتحدة فشلا في منع الازمة. واليوم، من الواضح ان ليس الاكراد فقط بقيادة مسعود البرزاني دفعوا ثمنا على سياسته، بل كنتيجة لهذه المهزلة تضررت مكانة الولايات المتحدة أيضا وتعزز المعسكر الايراني الشيعي.
 
حيال روسيا
من الواضح أن أحد اهداف الرئيس فلاديمير بوتين في تدخله ونشاطه في الشرق الاوسط بشكل عام، وفي سورية بشكل خاص، هو تعزيز مكانة روسيا كقوة عظمى عالمية. رغم ذلك، يمكن الوصول الى تفاهمات بين ترامب وبوتين بشأن تقسيم مناطق النفوذ. في سورية مثلا، المصالح الروسية تتركز في علويستان الاصلية وليس في الاجزاء الاخرى التي سيطر عليها بشار الاسد، أو في القسم الكردي او ذاك الذي في شرق سورية – المناطق المتماثلة أكثر مع المصالح الاميركية. وتقسيم مناطق النفوذ هذا يمكنه ان يكون أساساً لتوافقات وتفاهمات انطلاقا من فرضية عمل واقعية بانه لا يمكن توحيد سورية من جديد. وبدلا من ذلك، ينبغي الاعتياد على فكرة الانطواء في جيوب تكون منسجمة نسبيا من ناحية ديمغرافية، مثل علويستان السورية، كردستان السورية، وسنستان السورية. على الولايات المتحدة أن تمتنع عن هجر الساحة السورية بشكل يجعلها منطقة نفوذ روسية - ايرانية صرفة.
 
حيال المعسكر السُني البراغماتي
جعلت ادارة اوباما المعسكر العربي السني يشعر بانه متروك لمصيره بل تمت خيانته. فدحر الرئيس حسني مبارك، عدم دعم الرئيس عبد الفتاح السيسي في مواجهة «الاخوان المسلمين» في مصر في بداية الانقلاب المضاد، وكذا السير مع المعسكر الشيعي بقيادة ايران انطلاقا من رؤيتها كجزء من الحل في الحرب ضد «الدولة الاسلامية»، كل هذه أدت الى أزمة ثقة بين الولايات المتحدة ومن كانوا حتى ذلك الحين حلفاءها الطبيعيين في المنطقة. يعبر الرئيس ترامب عن سياسة مختلفة، وجدت تعبيرها في زيارته المهمة الى الرياض في ايار 2017 وبالمحاولة لدعم (سياسي، اقتصادي وعسكري) للعناصر السنية غير الجهادية في سورية مثل «قوات السورية الديمقراطية». ليس واضحا اذا كانت سياسة الدعم للسُنة غير الجهاديين مستمرة. وبالفعل منذ بداية المعركة في الرقة توجد مؤشرات الى تعاظم المساعدة الاميركية، ولكن مع خبو المعارك الكبرى، وربما في اعقاب تفاهمات ترامب – بوتين في الموضوع السوري، توجد مؤشرات  إلى أن الدعم والمساعدة يتقلصان. وهذا خطأ جسيم. اذا كان الامر صحيحا فان الولايات المتحدة تبدو مرة اخرى في نظر السنة في الشرق الاوسط سندا متهالكا، مقابل بوتين الذي ينجح في أن يبدو ملخصا لحلفائه.
على الولايات المتحدة أن تتخذ موقفا واضحا حيال السنة وضد المعسكر الشيعي بقيادة ايران. والتجربة الايجابية في دعم الاكراد في حربهم ضد «الدولة الاسلامية» يجب ان تشكل مثالا لدعم مشابه للسُنة غير الجهاديين. في هذا السياق، كان بوسع الولايات المتحدة أن تستعين بالدول العربية السُنية، التي تعمل انطلاقا من مصلحتها لمنع انتشار النفوذ الشيعي، السلفي الجهادي، او نفوذ «الاخوان المسلمين».
وخلاصة القول فان الشرق الاوسط كمنطقة توجد فيها مصالح اميركية صرفة من جهة وكمنطقة مركبة وقابلة للتفجر جدا من جهة اخرى، يستدعي تحديات عظيمة، أمام الولايات المتحدة، يتداخل الواحد بالآخر. وبناء على ذلك، فان الولايات المتحدة لا يمكنها أن تسمح لنفسها بفك ارتباطها بالمنطقة. على ادارة ترامب ان تصوغ بشكل واضح اهدافها في المنطقة وان تتخذ في ضوئها استراتيجية تسمح بان تتصدى بالشكل الافضل للعناصر المتطرفة والهازة للاستقرار فيه، في ظل تعزيز حلفائها في المنطقة كي يشكلوا مضاعف قوة ضد هذه العناصر.
بعد ثماني سنوات من سياسة خارجية وأمن أضعفت مكانة الولايات المتحدة كقوة عظمى عالمية، فان عدم اصرار ادارة ترامب على مصالحها ومصالح حلفائها في الشرق الاوسط سيؤثر بشكل سلبي على مكانة الولايات المتحدة في العالم بشكل عام وحيال كوريا الشمالية وايران بشكل خاص. فالفجوة بين الاقوال والافعال – ما يعكس عدم رغبة عدم تصميم وعدم جودية – من شأنها ان تضعف أكثر فأكثر مكانتها. ان التجربة التاريخية للادارات السابقة في الانطواء في الداخل وعدم تشكيل «شرطي عالمي»، او تأجيل المواجهة مع التحديات الأمنية الى الادارات التالية، تثبت أنه مع مرور الوقت يصبح هذا التصدي للتحدي اصعب أكثر فأكثر.
وعليه، فان على الادارة أن تبلور استراتيجية عليا، تقدم جوابا للمصالح الاميركية وحليفاتها، ويفضل أن تكون في ساعة مبكرة أكثر.
عن موقع «معهد بحوث الأمن القومي»
* وزير الدفاع الإسرائيلي السابق.
========================
الصحافة التركية والروسية :
صحيفة قرار :ماذا يعني "الحل السياسي" في سوريا؟
غالب دالاي – صحيفة قرار – ترجمة وتحرير ترك برس
لا شك في أن الصورة الجماعية التي أُخذت ل "أردوغان-بوتين-روحاني" خلال اجتماع "سوتشي" تمثل رمزاً سياسياً في غاية الأهمية، إذ تسعى روسيا لرسم شكل المرحلة السياسية من خلال اجتماع سوتشي بعد أن أنهت تصميم الساحة والمشهد العسكري في سوريا من خلال "أستانة"، ولكل من روسيا وإيران أسباب قوية للبدء بنفيذ هذه المرحلة السياسية على أرض الواقع، إذ تسعى الأخيرتان لتحقيق مكاسبها من خلال مرحلة سياسية بعد أن أجبرت المعارضة السورية على التراجع من الساحة وبالتالي بقاء نظام الأسد على عرش السلطة.
تركيا تريد أن تمر الأزمة السورية في إطار سياسي، إذ أدت الخسائر الإنسانية والسياسية التي تسببت بها الأزمة السورية إلى تقلّص مجال تأثير تركيا في سوريا، أصبح لتركيا جدول أعمال وحيد وهو وضع حزب الاتحاد الديمقراطي أو أكراد سوريا بشكل عام، إن استطاعت أنقرة الحصول على بعض الامتيازات في المنطقة فإنها ستكون جاهزة لإعادة النظر في سياستها تجاه المعارضة والنظام معا، أي أن هناك توافق بين آراء جميع الأطراف في خصوص تنفيذ المرحلة السياسية في سوريا ولكن ضمن تبريرات مختلفة، إنّ المسألة الأساسية ليست حول ضرورة تنفيذ المرحلة السياسية من أجل حل الأزمة السورية، إن حل الأزمة في سوريا يتطلب مرحلة سياسية بالتأكيد، لكن جوهر المسألة يتعلق بما تستند إليه المرحلة السياسية وما تحتوي عليه، كما أن الإعاقة التي زادت بسبب اجتماع سوتشي فيما يخص المرحلة السياسية مرتبطة بهذا الأمر أيضاً، إذ تم إنشاء جدول أعمال اجتماع سوتشي بناء على قراءة روسيا للمرحلة السياسية، أي إننا نتحدث عن مرحلة تركّز على الإصلاح الدستوري والتوجه إلى الانتخابات من خلال إلغاء الانتقال السياسي واستبعاد احتمال رحيل الأسد، إذ لا يمكن توقع رحيل الأسد بعد بقائه على عرش السلطة بعد مرور 7 سنوات من الحرب الأهلية.
نظراً إلى بنية اجتماع سوتشي فإن ما حدث خلاله لا يمثل حلاً للأزمة السورية في إطار عملية سياسية، بل يشكل محاولةً من قبل روسيا وإيران بهدف إقناع المعارضة السورية ببقاء نظام الأسد من خلال حملة إعلامية خطيرة ضمن اجتماع سوتشي، إن وجود تركيا في هذا الاجتماع يحمل أهمية بالغة ولكن مع تنازلات بسيطة وسطحية، إذ تمثل مشاركة تركيا مصدر المشروعية للرئيس لهذه المرحلة، لا يمكن لروسيا وإيران أن تبدأ بمرحلة سياسية لوحدها، حتى وإن استطاعت البدء بذلك فلن تحقق أي نتائج ملموسة لأنها لن تتمكن من شمل المعارضة السورية ضمن هذه المرحلة.
ومن أهم مؤشرات نجاح اجتماع سوتشي هو إجراء هذا الاجتماع من خلال ربطه بمؤتمر جنيف، لأن التسوية السياسية في سوريا لا تبدو واقعية من دون أمريكا وأوروبا ومشاركة إقليمية أوسع، كما أن لوجود تركيا أيضاً أهمية كبيرة في هذا الصدد، إذ سيسهل التكامل بين سوتشي وجنيف القبول الدولي لهذه المرحلة.
كان من الضروري إعادة تشكيل تركيبة وطلبات المجموعات المعارضة المشاركة من أجل تسهيل سير أمور مثل هذه المرحلة السياسية، بعبارة أخرى تمت إعادة تصميم مجموعات المعارضة بنسبة كبيرة، إذ شهدنا مسبقاً على استهتار المعارضة بأهدافها وبنيتها، كما حدث انخفاض كبير في أعداد الأشخاص والمجموعات التي تحمل أهدافاً واقعية، بدلاً من ذلك تم تغيير طبيعة المعارضة بشكل ملموس من خلال مشاركة عناصر جديدة من القاهرة وموسكو، على سبيل المثال أصبح "حسن عبد العظيم" أحد أعضاء لجنة التنسيق الوطنية في دمشق ضمن قائمة الأسماء المعارضة، لأن الاستهتار الذي حدث في بنية المعارضة أدى إلى انخفاض كبير في نسبة المطالب، إذ لا يمكن لمعارضة مستهترة إلى هذه الدرجة المطالبة بتغيير النظام أو رحيل الأسد أو الانتقال السياسي، وعند اجتماع النظام والمعارضة من أجل المفاوضات سيجلس النظام في طرف والمعارضة التي لا تنظر إلى بنية النظام بجدية في الطرف الآخر.
في حال عدم إيجاد حل للقضايا والمطالب التي تسببت في ظهور الأزمة السورية فإن الحل السياسي المذكور في خصوص سوريا يعتبر محاولة حل وليس حل شامل، إذ تحولت هذا المرحلة إلى دبلوماسية تهدف إلى إقناع المعارضة بالتنازل والقبول ببقاء النظام والأسد، إن ما يحدث الآن لا يمثل حلاً سياسياً للأزمة السورية، بل نشهد على محاولة الأطراف للحد من التزاماتها فيما يخص الأزمة، ومن الواضح أن مثل هذا الحل السياسي قد يؤدي إلى إبعاد الأزمة أو إخفاءها لفترة معينة ولكن من المؤكد أنه سيزيد في عمقها أيضاً.
========================
صحيفة ستار :يمكن الانتصار في الحرب من دون خوضها وذلك عبر الاستعداد الدائم لها
سيفيل نورييفا – صحيفة ستار – ترجمة وتحرير ترك برس
إن الإجابة عن سؤال "إلى أي مدى يمكن أن نقترب من أهدافنا بالاتفاق مع روسيا إيران؟" هي بسيطة جداً، إذ رأينا خلال الأشهر السابقة تحذيرات الأشخاص الذين يزعمون أنه لا يمكن الاتفاق مع روسيا أو تسليم منطقة لإيران، وكذلك سنجيب عن السؤال الذي طرحه الأشخاص الذين يشيرون إلى ملاحظات حول ثقة تركيا تجاه روسيا وإيران فيما يخص اتفاق حلف الشمال الأطلسي، في الواقع يجب التركيز على قناعة إنشاء المستقبل بناء على علم السياسة وليس الثقة بالآخرين، ويجب أن نسعى للخروج من هذه الأحداث من خلال الإدراك الصحيح للوضع والحيلولة دون الشعور بضرورة الصراع ضد الآخرين وتقديم الخسائر في هذا الصدد، إذ تُمارس هذه السياسة من قبل أمريكا وروسيا وإيران وإنجلترا، كما يجب التركيز على أنه قد حان الوقت لإنشاء استراتيجية دائمة على المدى الطويل بدلاً من الانشغال بمتابعة الأحداث اليومية، وأنا أؤكد أن هذا هو بالضبط ما تقوم به تركيا اليوم، إذ أصبحت قدرة تركيا على تصميم العلاقات الدولية من دون الاعتماد على أي جهة أخرى بمثابة جوهر تقاليد الدولة التركية، لكن ظلت هذه التقاليد تحت سيطرة العوامل الدولية لمئات السنين، وهذا الوضع المعتاد هو السبب في استمرار طرح البعض لسؤال "كيف يمكن لتركيا أن تواجه أمريكا العظمى؟".
أصبح العالم في دوامة تسببت بها سياسة الدولة الأمريكية التي تعتمد على دفع الجميع إلى الحرب، وهذه السياسة تكمن خلف جميع الحروب الجديدة بما فيها الحرب الروسية-الأوكرانية، إذ أصبح الشعور بضرورة صناعة الحروب بمثابة الهواء والماء بالنسبة إلى أمريكا، مهما يتم تصوير الصين على أنها معادية لأمريكا إلا أن الصين أيضاً لا ترغب في دخول حرب جديدة، بل تسعى الأخيرة لسرد مدوناتها التقليدية للانتصار في الحرب دون الحاجة لخوضها، إذ لا تملك الصين القدرة على أن تصبح الزعيم العالمي على الرغم من أنها تشكل قوة اقتصادية عظمى، وبصرف النظر عن الأسباب التاريخية لذلك يجب التركيز على مسألة هامة وهي "عندما لا تملك أي قوى القدرة على التركيز في مفهوم مساهمة حضارتها في لمحة الإنسان العالمية فإنها تفقد القدرة على أن تصبح قوة عظمى"، وهذا هو بالضبط السبب الكامن خلف فقدان الثقة بواشنطن، إذ سيؤدي وصول موقف أمريكا إلى درجة تدمّر الإنسان ما بين موقفها عند نقطة البداية وموقفها الحالي إلى ردعها عن البقاء على عرش السلطة العالمية.
على الرغم من أن روسيا لا تريد الاعتماد على نفسها والدخول في حرب جديدة إلا أنها لم تستطع ردع نفسها عن الإشارة إلى أنها جاهزة للحرب، الصين لا تحارب ولكن روسيا تفعل، ولا يمكن للمشاكل الاقتصادية أن تقف في وجه ذلك، كما سنشهد لاحقاً على ضرورة تغيير الأطروحات الأمريكية في الساحة في حال إقرار السلام في سوريا.
حققت تركيا وروسيا وإيران الاتفاق حول المسائل الرئيسة فيما يخص القضية السورية، إذ يجب أن لا يوصلنا هذا الوضع إلى رخاء عدم وجود أي مسألة لم يتم الاتفاق في خصوصها بين هذه الدول، لكن يبدو أنها متفقة في خصوص المسائل الخطيرة، روسيا وإيران تدعم نظام الأسد في سوريا، يجب عدم تقييم موقف روسيا تجاه حزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات الحماية الشعبية بناءً على رغبة روسيا في إبقاء الجميع ضمن صفوفها، لكن من الواضح أن روسيا ستظهر حساسيتها من خلال عدم تجاهلها لتحذيرات تركيا في هذا الخصوص، ومن الواضح أيضاً أن إيران تنظر إلى هذه المنظمات الإرهابية على أنها أداة يمكن استخدامها في سبيل تحقيق رغبة التوسع الإيراني في المنطقة، لكن ستنتهي هذه النظرة عندما يصل خطر هذه المنظمات الإرهابية إلى أبواب طهران، في حين تمنع هذه الحالة الدورية رؤية إيران لهذا الواقع، وفي هذا السياق اقتربت وجهات النظر تجاه المنظمات الإرهابية من مطالب تركيا، لكن لا يبدو أن روسيا وإيران قد تتراجع فيما يخص بقاء الأسد، روسيا تهتم بالنظام السوري أكثر من اهتمامها بالأسد، أما إيران فإنها مهتمة بالأسد، في الوقت الراهن يبدو أن الاتفاقات أجريت على أساس الأحداث المحتملة والواقعية.
تستغل كرملن شتى الوسائل لمنع اقتراب أمريكا من الحدود الروسية، يشكل وجود تركيا وموقفها الحالي المفتاح الأهم للحل بالنسبة إلى موسكو، في حين أن وضع روسيا الحالي يعتبر بمثابة ورقة رابحة في يد تركيا، يبدو أنه لا توجد أي دولة من الدول الثلاث تركيا-روسيا-إيران على استعداد للتخلي عن مواقفها ونفوذها في المناطق الجغرافية، وعلى الرغم من ذلك إن كانت هذه الدول تسعى إلى الاتفاق في بعض المسائل فهذا يشير إلى أن هذا الاتفاق هو السبيل لتحقيق السلام، ومن المتوقع أن إدخال أمريكا في فترة الاتفاق سيؤدي إلى زيادة نسبة ضمان تحقيق السلام، لكن إدخال أمريكا في هذه الفترة يعتمد على مدى استجابة واشنطن لمطالب حكومات الدول الثلاث، في حين أن أمريكا ترغب بوضع رغباتها فقط ضمن أجندة الاتفاق، ونستطيع إدراك ذلك من خلال الأسلحة المدعومة لحزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات الحماية الشعبية.
روسيا أمرت جميع شركاتها الصناعية المسؤولة عن صنع السلاح بالاستعداد للحرب في أي لحظة، وهي على دراية بأن أمريكا تحاول تعزيز هذه الحرب، حتى وإن كانت تحاول كسب مدة أطول إلا أن هذا لا يغير واقع أنها لا تغض النظر عن هذه الحرب، وبذلك توجه لواشنطن رسالة استعدادها للحرب عند قدوم أمريكا، نعم.. أمريكا تريد هذه الحرب منذ البداية، وتؤمن بأن تحقيق توازن عالمي جديد يعتمد على نشوب حرب عالمية جديدة، لأن الحرب ستدفع العالم بأكمله إلى حالة من الفوضى والانهيار الاقتصادي، وبذلك سيفوز تجار المال الأمريكيين الذي يرغبون بإعادة تشكيل عالم من جديد، لذلك الآن هو وقت الانتصار دون الدخول في الحرب، وذلك ممكن من خلال الاستعداد للحرب في أي لحظة.
========================
صحيفة خبر تورك :خطة أمريكية للعودة إلى سوريا من باب "الإعمار"
سردار تورغوت – صحيفة خبر تورك – ترجمة وتحرير ترك برس
هناك رأي سائد في المؤسسات الأمريكية المختصة بشؤون المنطقة يشير إلى أن وزير الخارجية ريكس تيلرسون لن يدلي من الآن فصاعدًا بتصريحات من قبيل "لا نفكر بمستقبل للأسد أو نظامه في سوريا".
وتقول مصادر واشنطن إن هناك توجيهات من البيت الأبيض، وعلى الأخص مستشار الأمن القومي هربرت مكماستر، للمسؤولين بعدم الإدلاء بتصريحات غير قابلة للتطبيق بشأن الأسد، وذلك عقب الاتفاق المبدئي الذي توصل إليه ترامب وبوتين بخصوص عملية الحل السياسي حول مستقبل سوريا
وتقول المصادر إن الروس حصلوا على تنازل من الولايات المتحدة بتخفيف حدة خطابها حول مستقبل نظام الأسد على المدى الطويل، مقابل إقناع رئيس النظام بقيول حكم ذاتي ضمن كيان فيدرالي، للمكون الكردي الذي تهتم به الولايات المتحدة في سوريا.
العمل جارٍ على خطة جديدة
اتخذت الولايات المتحدة مواقف واقعية من الوضع الجديد في سوريا، لكنها وإن خففت من حدة خطابها حاليًّا بخصوص الأسد إلا أنها تعمل على خطة أخرى بعيدة الأمد.
وبحسب ما ذكرته لي مصادري في هذا الخصوص فإن الخطة على النحو التالي:
- قد تكون روسيا وإيران أخذتا زمام المبادرة بشأن مستقبل سوريا السياسي إلا أن أهم قضية في المنطقة على المديين المتوسط والبعيد ستكون عملية إعادة إعمار سوريا.
- إعادة الإعمار مسألة تتطلب موارد ومبالغ ضخمة جدًّا، وهذا ما سيكون مستحيلًا على روسيا وإيران بمفردهما القيام به من دون الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة.
- لن ترضى الولايات المتحدة والغرب وحلفاؤهما في المنطقة أبدًا بضخ الأموال من أجل إعادة إعمار سوريا في حال وجود نظام الأسد في الحكم.
بمعنى أن رحيل الأسد سيكون شرطًا من أجل سماح الولايات المتحدة وحلفاءها بضخ الموارد والإمكانيات اللازمة لعملية إعادة الإعمار.
- كما ترون، تعتقد الولايات المتحدة، التي تبدو فقدت المبادرة السياسية في المنطقة لصالح روسيا، أنها قادرة على استعادة زمام المبادرة في المستقبل بفضل القوة الاقتصادية.
الحملة الإيرانية المضادة
تحدثت في مقالة سابقة عن مساعٍ إيرانية لفتح طريق من طهران يمر عبر العراق وسوريا ليصل إلى البحر المتوسط. نظرًا لموضوع المقالة لم أتحدث عن أهمية الطريق المذكور سوى على الصعيدين العسكري والاستراتيجي.
غير أن مختصين يعرفون المنطقة جيدًا يقولون إن إيران قد تستخدم هذا الطريق في توفير الموارد من إيران والعراق إلى سوريا.
بمعنى أن إيران تخطط للعب دور مؤثر جدًّا في عملية إعادة إعمار سوريا من خلال استخدام الطريق المذكور بشكل فعال.
وتقول مصادر واشنطن إنه بينما تجري التحضيرات للعب بورقة الاقتصاد، ينبغي على تركيا، التي تملك خبرة وإمكانيات واسعة وموقعًا استراتيجيًّا يتيح لها القيام بالعمل بيسر، متابعة التطورات من هذا المنظور على وجه الخصوص.
========================
مركز أنقرة لدراسة الأزمات والسياسات :واشنطن تريد أن تغرق تركيا في الصراعات
محمد سيف الدين إيرول - مركز أنقرة لدراسة الأزمات والسياسات - ترجمة وتحرير ترك برس
بطلبها من تركيا الابتعاد عن روسيا وإيران، والانضمام إليها، كشفت الولايات المتحدة ما كانت تضمره  سرا. جاء هذا الطلب على لسان وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون،  خلال كلمته في حلقة نقاش في واشنطن أقامها مركز أبحاث “ويلسون” بعنوان "أمريكا وأوروبا: تعزيز التحالفات الغربية".
أسباب هذه الدعوة الجريئة معروفة تقريبا، إذ تبدو واشنطن متحمسة لمحاكمة رجل الأعمال التركي "رضا ضراب" التي أصبحت قضية مشاحنة في العلاقات التركية الأمريكية. بيد أن حالة الهستيريا المفرطة أدت إلى الارتباك والتناقضات، وهو ما يتضح في تناقض التصريحات العلنية لترامب والبنتاغون.
ومما لا شك فيه أن تيلرسون يتحدث بلغة البنتاغون/ المحافظين الجدد. وبعبارة أدق، يعمل بوصفه متحدثا باسم حكومة الظل الأمريكية. لذلك، فمن الضروري أن ننظر بعمق إلى ما قاله في مركز ويلسون.
أكد تيلرسون بصفة خاصة على خريطة جنيف والجهات الفاعلة في عملية أستانا، الأمر الذي أضعف، على نحو ما، محادثات جنيف. ويرجع ذلك إلى أن الولايات المتحدة تتقدم في مبادرتها لمشروع الشرق الأوسط الكبير، على أساس شمالين (شمال العراق وشمال سوريا).
إن التصريحات المتناقضة بشأن حزب الاتحاد الديمقراطي/ وحدات حماية الشعب وتركيا هي مؤشرات جوهرية على هذا الضعف. الولايات المتحدة ليست مستعدة للتخلي عن حليفها القديم ولا عن حليفها "الجديد"، وحتى لو كانت على استعداد، فإنه لا يوجد لديها حل، وهي تتعرض لفقدان كبير في ثقة حلفائها سواء القديم أو الجديد.
ولذلك، فإن رسالة البنتاغون المتمثلة في تجديد الثقة في منظمة إرهابية حزب الاتحاد الديمقراطي/ وحدات حماية الشعب/ حزب العمال الكردستاني قد أضرت بالثقة الأمريكية في شمال العراق. ولذلك، فإن الولايات المتحدة التي أخفقت في تدعيم صورتها، تمر بفترة صعبة.
وبسبب هذا الوضع المحرج، ستستخدم الولايات المتحدة في الأيام المقبلة تدابير وممارسات أكثر عدوانية في سياستها الخارجية. وقد تسبب الخوف من فقدان الدبلوماسية في حالة من الذعر في داخل الإدارة الأمريكية. ولهذا، يؤكد تيلرسون أن النقاش حول سوريا يجب أن يحل في جنيف. وإلا، فإن تيلرسون والقوى التي تقف وراءه ستتعرض للإنهاك.
الخلاف حول أستانا وجنيف
يبدو أن الولايات المتحدة، التي استخفت حتى الآن بقوة عملية أستانا، قد أدركت إمكاناتها في نهاية المطاف. وبعد أن تركت طاولة المفاوضات في أستانا، تريد أن تستعيض عنها بجنيف. وهذا هو السبب في دفع جنيف إلى الصدارة.
إن خطاب وزير الخارجية في مركز ويلسون لافت للنظر فيما يتعلق بالاعتراض على اتفاق تركيا مع إيران وروسيا، وبالأساس توجيه طلب إلى تركيا بأن تنأى بنفسها عن إيران. وفي هذا السياق، فإن الدعوة إلى تعاون أوثق ضد "التهديد الروسي" ليست سوى دعوة إلى أنقرة "لمراقبة خطواتها".
هذه الحقيقة تكمن وراء ملامسة الأزمة السورية التي يجب حلها سياسيا، وفقا لقرار مجلس الأمن رقم 2245، وأن الأسد وعائلته لا ينبغي أن يكون لهم دور في مستقبل سوريا.
يدرك تيلرسون أن هذه القضية، التي تم الاتفاق عليها من قبل تركيا وروسيا وإيران في عمليتي أستانا وسوتشي، ما تزال هشة، وأن تركيا هي العمود الفقري لهذه المبادرة. ولذلك تحاول الولايات المتحدة أن تربك أنقرة  من خلال القول بأن "الأسد لا مستقبل له".
استهداف إيران
لا يستهدف تيلرسون إيران فقط من خلال البعد الأمريكي، بل يهدف أيضا إلى إلقاء اللوم عليها من جانب حلفائها. وفي هذا السياق، لا ينبغي تجاهل العبارات التالية التي أدلى بها تيلرسون فيما يتعلق بإيران: "نطلب من شركائنا الأوروبيين الانضمام إلينا لمواجهة سلوك إيران المدمر. ولا تود الولايات المتحدة ولا أوروبا أن تواجه نوعا آخر من التهديد النووي لكوريا الشمالية، كما أن أيا من دولنا لا يرتاح لمحاولات إيران للهيمنة في الشرق الأوسط من خلال دعم المنظمات الإرهابية في العراق وسوريا. نحن نعارض أيضا أن تحصل إيران على برنامج الصواريخ البالستية… كما نعلم أن تركيا في خضم تقاطع أوروبا في المنطقة لا يمكن أن تتجاهل إيران".
تيلرسون الذي ذكر أيضا أن "الاتفاق النووي ليس فى صلب السياسة الأمريكية تجاه إيران ولكن الولايات المتحدة ستواجه بقوة أي تهديدات من ايران"، أعرب عن اعتقاده بأن تركيا بوصفها عضوا فى حلف شمال الأطلسي يجب أن تعطي الأولوية لحلفائها، وأن تنأى بنفسها عن إيران.
لذلك، فإن خطاب تيلرسون يعد نقطة رئيسية في فترة وصلت فيها العلاقات التركية الأمريكية إلى أدنى مستوياتها، وبدأت تتحرك عملية تفكك الناتو. يتحدث تيلرسون بلطف، لكنه يحمل عصا غليظة. وإذا "لم تؤخذ الرسالة بعين الحسبان" فإن هناك تهديدات أخرى في الطريق. لذلك نحن أمام نقطة استشراف تحتاج إلى شحذ الاهتمام.
والسؤال ماذا ستفعل تركيا؟ ينبغي لها الاستمرار في سياستها الحالية، وينبغي أيضا أن تسرع من عمليات السيطرة على الأرض. وفي هذا السياق فإن أفضل الردود على الولايات المتحدة وتيلرسون هي:
1) تدشين عملية عفرين.
2) إعطاء رسالة أكثر تصميما في الجولة القادمة من محادثات أستانا في أوائل كانون الأول/ ديسمبر.
3) اتخاذ خطوات ملموسة قدر الإمكان، لإنشاء منظمة يحركها الأمن في أستانا.
4) نشر صواريخ إس 400 بأسرع وقت ممكن.
وفي إيجاز يجب مواجهة الولايات المتحدة على الأرض دون التراجع خطوة إلى الوراء. وعلى المدى الطويل، سوف تدرك الولايات المتحدة ما هي "تركيا الجديدة" وتتبني نهجا وفقا لذلك. وإلا فإن تركيا ستخسر . ومهما يكن من أمر فإن الولايات المتحدة من دون تركيا، ستتعرض لهزائم أكبر على نطاق عالمي.
========================
صحيفة روسية: أمريكا تفشل في سوريا وقد تغادر قاعدة التنف
نشرت صحيفة "روسكايا فيسنا" الروسية تقريرا تحدثت فيه عن فشل الولايات المتحدة الأمريكية في سوريا، الذي يمكن أن يدفعها إلى مغادرة قاعدة التنف.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إنه يوجد حاليا في قاعدة التنف في سوريا، حوالي 500 شخص تابعون للقوات الأمريكية الخاصة والمدربين. كما يوجد في المنطقة نفسها فصائل "قوات الشهيد أحمد عبدو"، و"جيش أسود الشرقية"، بالإضافة إلى "لواء شهداء القريتين".
وأفادت الصحيفة بأن هذه الفصائل كانت جزءا مما يسمى "بالجيش السوري الجديد"، الذي أنشأه الأمريكيون سنة 2015. وبمساعدتهم، دعمت الولايات المتحدة الهجمات التي تعرضت لها دمشق من جهة الشمال الشرقي، وذلك بفضل العلاقة بين الجيش السوري والفصائل المسلحة في القلمون الشرقية وشرق الغوطة.
وأضافت الصحيفة أن هذه الجماعات المسلحة قد حاولت، بدعم من الأمريكيين، منع تعزيز وجود تنظيم الدولة وسط وغرب سوريا، وفي بعض المناطق الأخرى الخاضعة لسيطرة الجماعات الإرهابية الأخرى، على غرار "جبهة النصرة". وتجدر الإشارة إلى أنه عندما قاتل الجيش العربي السوري، بدعم من حلفائه، تنظيم الدولة على ضفاف نهر الفرات، أكدت وزارة الدفاع الأمريكية أنها تعتزم نقل هذه المجموعات المسلحة إلى شمال سوريا، في منطقة سيطرة القوات الكردية للمشاركة في هجوم دير الزور.
روسكايا فيسنا:غرفة عمليات "الموك" الواقعة في العاصمة الأردنية عمان، تستخدم موظفي خدمات خاصة من الولايات المتحدة وإسرائيل والسعودية وقطر والأردن
وأشارت الصحيفة إلى أن هذا المخطط لم يحدث، إذ تمكنت القوات السورية من هزيمة تنظيم الدولة على ضفاف نهر الفرات، لتحرير دير الزور. لذلك، بدأت الجماعات المدعومة من قبل الأمريكيين، التي دُفعت للقتال ضد الإرهاب إلا أنها تحولت لمحاربة الجيش السوري، تحاول إحكام سيطرتها على الطرق الرئيسية عبر الصحراء السورية.
ولكن، هُزمت هذه الجماعات المسلحة التابعة للأمريكيين وتراجعت تحت حماية الطيران الأمريكي في منطقة التنف. في المقابل، أكدت الولايات المتحدة أنها لم تعد تدعم هذه الجماعات، على الرغم من أنه ثبت أنها قدمت لهم الدعم العسكري وقامت بحمايتهم بالطائرات.
ونقلت الصحيفة تصريحات أفاد بها أحد ممثلي البنتاغون لوكالة الأنباء الروسية ريا نوفستي، أكد فيها أنه على الرغم من تواجد حوالي 500 جندي أمريكي في قاعدة التنف، إلا أن ذلك لا يكفي لمراقبة الوضع في مخيم الركبان. كما أقر بأن الجانب الأمريكي مستعد لضمان سلامة القوافل الإنسانية الدولية القادمة من حدود المنطقة البالغ طولها 55 كلم، نحو المخيم، بالإضافة إلى ضمان التوزيع العادل للمساعدات في إقليم المخيم.
ونوهت الصحيفة بأن الولايات المتحدة غير قادرة على ضمان سلامة القوافل وتوزيع المساعدات في المخيم. ومن الواضح أن الجيش الأمريكي يرغب في مغادرة المنطقة، وبالتالي التخلي عن المقاتلين واللاجئين هناك. ولا ترى إدارة ترامب أي فائدة ترجى من التكاليف التي تتكبدها على المسلحين واللاجئين في منطقة التنف. كما أكدت بعض المصادر أنه حتى نهاية هذا العام سيتم إيقاف تمويل ودعم الجماعات المسلحة في جنوب سوريا.
وأفادت الصحيفة بأن غرفة عمليات "الموك" الواقعة في العاصمة الأردنية عمان، تستخدم موظفي خدمات خاصة من الولايات المتحدة وإسرائيل والسعودية وقطر والأردن. والمثير للاهتمام أن غرفة العمليات قامت بالتنسيق مع الجماعات المسلحة وسلمت عددا من الجماعات الإرهابية السورية إلى ما يسمى "بالمعارضة المعتدلة" السورية.
ونظرا لدخول فصل الشتاء، ومزيد تدهور الوضع الإنساني في المخيم، خاصة في ظل غياب المساعدات الخارجية، فإن الأمور ستزداد تعقيدا خاصة مع خروج الأمريكيين من التنف. وفي الأثناء، يذكر أن الحدود مع الأردن لا تزال مغلقة، كما يقاتل حرس الحدود الأردني بانتظام بعض المسلحين الذين يحاولون التسلل إلى الأردن عبر التنف، علما بأن هذه العناصر المسلحة تابعة لتنظيم الدولة، وذلك وفقا للسلطات الأردنية.
وأشارت الصحيفة إلى أن الاستخبارات الأمريكية ضمت إليها بعض الجماعات التي لا تزال في حاجة إليها. ولعل الأمريكيين يرغبون في مشاركة هؤلاء في إحدى المعارك ضد الجيش السوري في التنف، حتى يتاح لوسائل الإعلام الغربية فيما بعد الإعلان عن ارتكاب الجيش السوري للجرائم من جديد.
واوردت الصحيفة أن هذا لا يعتبر الخيار الأفضل بالنسبة لهذه الجماعات المسلحة، إذ من الممكن أخذ الاقتراح الروسي المتعلق بالمصالحة بعين الاعتبار والدخول في مفاوضات مع السلطات السورية. وبناء على ذلك، يمكن أن يتمكن عناصر الجماعات المسلحة من الحصول على العفو والعودة مع أسرهم إلى موطنهم الأصلي.
وفي الختام، أكدت الصحيفة أن الحوار هو الوحيد القادر على إنقاذ المسلحين في التنف من الموت. ولكن، لا يمكن تأجيل هذا الحوار لأن الشتاء قد حل وسرعان ما سيتخلى الأمريكيون عنهم ويغادروا التنف قريبا جدا.
=======================