الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 20/2/2018

سوريا في الصحافة العالمية 20/2/2018

21.02.2018
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
 
الصحافة الامريكية :  
الصحافة العبرية :  
الصحافة التركية :  
الصحافة البريطانية :  
الصحافة الامريكية :
واشنطن بوست :كيف نتعامل مع أكبر عقبة أمام إنهاء الحرب مع "داعش"؟
ديفيد إغناتيوس – (الواشنطن بوست) 15/2/2018
ترجمة: علاء الدين أبو زينة
لكم من الغريب أن تكون أكبر عقبة أمام إنهاء الحرب ضد "الدولة الإسلامية" وبدء الاستقرار في سورية هي صديق أميركا المفترض وحليف الناتو: تركيا.
كان وزير الخارجية الأميركي، ريكس تيلرسون، قد بذل آخر محاولة لتهدئة الرئيس التركي الغاضب رجب طيب أردوغان في اجتماع استمر لمدة ثلاث ساعات في أنقرة يوم الخميس. لكن النجاح في هذا المسعى قد يكون مهمة مستحيلة: فالاستجابة لمطالب تركيا ستجعل سورية أقل استقراراً وتطيل أمد خطر الإرهاب الإسلامي المتطرف هناك.
يقول مسؤول كبير في الإدارة الأميركية إن الهدف الأميركي الآن هو "الوصول إلى نعم" مع أردوغان. ولتحقيق هذه الغاية، وضعت الولايات المتحدة حزمة مبدئية تهدف إلى استرضاء الأتراك من خلال منحهم منطقة عازلة في جيب عفرين الكردستاني، وتسيير دوريات تركية أميركية مشتركة في منطقة منبج حيث هدد أردوغان بتوجيه "صفعة عثمانية" إذا لم تغادر القوات الأميركية المنطقة وتخفف تدريجياً من العلاقات الأميركية مع الميليشيات التي يقودها الأكراد والتي يزدريها أردوغان.
من أجل انتزاع اتفاق عن طريق التملق، أعد المبعوثون الأميركيون ما يرقى إلى "مخطط فين" من الدوائر المتقاطعة، والذي يوضح مدى تداخل المصالح الأميركية والتركية وكم هي متقاربة في المنطقة -فيما عدا القضية الكردية. ويشبه ذلك القول إن للزوجين مصلحة في البقاء متزوجين، سوى أن أحدهما يتهم الآخر بوجود علاقة. ومن المؤكد أن المصالح الأميركية والتركية يجب أن تتلاقى؛ ولكن إذا كان الأمر كذلك، فلماذا تسجن تركيا مواطنين أميركيين، وتتهم واشنطن بإثارة انقلاب، وتنتهك العقوبات الأميركية ضد إيران؟
لا أحد يريد انفصالاً عنيفاً عن تركيا. ولكن، بعد مرور سبع سنوات من الحرب السورية الكارثية، يحتاج المراقبون إلى الاعتراف ببعض الحقائق الأساسية: لقد سمح الأتراك لآلاف الإسلاميين المتطرفين الأجانب بالتدفق إلى سورية وإقامة قواعد هددوا منها أوروبا والولايات المتحدة؛ وكان هؤلاء الإرهابيون سيظلون في عاصمتهم، الرقة، يخططون لمزيد من الهجمات، لو لم تعقد الولايات المتحدة شراكة مع ميليشيا قوات سورية الديمقراطية التي يقودها الأكراد، والتي تكرهها تركيا كثيراً.
سوف تعني تلبية المطالب التركية التخلي عن قوات سورية الديمقراطية، التي خاضت القتال وواجهت الموت في الحرب ضد "الدولة الإسلامية". وحتى لو كانت الولايات المتحدة مستعدة لارتكاب هذا العمل اللاأخلاقي باسم السياسة الواقعية، فإن النتيجة ستكون قدراً أكبر من الفوضى في سورية، وليس أقل. وببساطة، ليس لدى الأتراك ما يكفي من القوة العسكرية المنضبطة والموثوقة لتحقيق الاستقرار في المناطق التي تسيطر عليها قوات سورية الديمقراطية الآن. وكانت الولايات المتحدة لتخلق بالتخلي عن هذه القوات بلداً مستباحاً للجميع بطريقة تجعل لبنان يبدو مرتباً جداً بالمقارنة.
فيما يلي قائمة بالجنون السائد في ساحة المعركة السورية خلال الشهر الماضي: أسقطت إحدى المجموعات التابعة لتنظيم القاعدة في سورية طائرة روسية باستخدام صاروخ صيني الصنع؛ وأسقطت القوات الكردية مروحية تركية باستخدام صاروخ إيراني الصنع. وأطلقت إيران طائرة من دون طيار إلى داخل إسرائيل، من خلال الأجواء السورية التي تقوم بمراقبتها روسيا؛ وقصفت إسرائيل 12 موقعاً في جميع أنحاء سورية انتقاماً. وربما أسفر رد الولايات المتحدة على هجوم مسلح مدعوم من روسيا على حقول النفط والغاز بالقرب من دير الزور عن مقتل العشرات من المرتزقة الروس، وأغرق بجثثهم المشرحة المحلية.
يحذر مسؤول كبير في البنتاغون من أن سورية تعصف بها الآن "قوى متقاربة ذات مصالح متباينة". وقال ستيفان دي ميستورا، المبعوث الخاص للأمم المتحدة يوم الأربعاء إن هذه لحظة "عنيفة، ومقلقة، وخطيرة" مثل كل لحظة أخرى منذ أن تولى منصبه قبل أربعة أعوام.
فما هي الإجابة الممكنة لهذا المزيج السام؟ عدم تمكين تدخل تركي أعمق، بالتأكيد. وينبغي أن يمر الطريق إلى الأمام عبر تقدم مطرد وصبور للمفاوضات المتعثرة في جنيف، بهدف توسيع سلطة ونفوذ دولة سورية وجيش خضعا لعملية إصلاح. وبالنسبة للولايات المتحدة، سوف يعني ذلك أن تتحامل على نفسها وتعمل مع روسيا والنظام السوري -وهما شريكان غير جديرين بالثقة، لكنهما ضروريان.
من جانبها، اتخذت روسيا بالفعل خطوة إلى الأمام هذا الشهر من خلال صياغة دستور سوري جديد سيكون من شأنه أن يمنح الحكم الذاتي المحدود للمناطق الكردية في دولة سورية حديثة لامركزية. ومن شأن مسودة الدستور الروسية أن توفق بين المطالب الكردية والعربية، وينظر بعض المسؤولين الأميركيين إليها كأساس لإجراء محادثات جادة. لكن مسؤولين آخرين في الإدارة الأميركية ينظرون إلى روسيا بوصفها هادماً يستخدم تكتيكات "الطعم والتبديل" لتعزيز مصالحها ومصالح إيران على حساب الولايات المتحدة وحلفائها. أما ما يفضله الرئيس ترامب، فهو ما لا يعرفه أحد على وجه التحديد.
تبدو المشكلة الأساسية في هذه المرحلة الراهنة من الفوضى السورية مماثلة لما جلبنا إلى هنا في الأساس: الولايات المتحدة تمتلك أقوى قوة عسكرية، ولكنها لا تعرف ماذا تريد، سياسياً. وتركيا تنفجر وتشجب وتطالب بالدعم الأميركي، لكنها تفتقر إلى القدرة على تحقيق الاستقرار في المناطق التي تسعى إلى السيطرة عليها. وتمسك روسيا بعجلة القيادة، دبلوماسياً، لكنها لا تحظى بثقة ركابها وليس هناك بنزين يكفي في خزان الوقود المجازي.
إليكم هذه التجربة الفكرية: هل يجب حل قوات سورية الديمقراطية ذات القيادة الكردية، كما تريد تركيا؟ كلا! فمن شأن ذلك أن يخلق فراغاً في السلطة والمزيد من عدم الاستقرار. بدلاً من ذلك، يجب أن تصبح قوات سورية الديمقراطية جزءاً من جيش وطني سوري جديد -يعمل مع دمشق وواشنطن وموسكو، ونعم، حتى مع أنقرة.
==========================
نيويورك تايمز :الحرب التالية في الشرق الأوسط
رونين بيرغمان* - (نيويوك تايمز) 12/2/2018
 
ترجمة: عبد الرحمن الحسيني
في الساعات المبكرة من صباح السبت، العاشر من هذا الشهر، كان الشرق الأوسط على شفا حرب أخرى جديدة.
وفقاً لمصادر إسرائيلية رفيعة المستوى، كانت الاستخبارات الإسرائيلية تتعقب خلال الليل طائرة مسيرة إيرانية أطلقتها وحدة القدس من قوات نخبة الحرس الثوري الإيراني، من قاعدة لها في وسط سورية.
وبعد دقيقة ونصف الدقيقة من دخول الطائرة الإيرانية المجال الجوي الإسرائيلي، استطاعت طائرة هليوكبتر هجومية إسرائيلية إسقاطها من السماء. وعلى نحو متزامن، أطلقت ثماني طائرات إسرائيلية صواريخها على مركز القيادة والتحكم في الطائرة في القاعدة الإيرانية، ونسفته إلى جانب الإيرانيين الذين يشغَلون المركز.(لكن إيران نفت أن تكون طائرتها قد أسقطت أو أن جنودها قتلوا).
بعد ذلك، قام الجيش السوري، المتحالف مع إيران، بإطلاق صواريخ أرض-جو على الطائرات الإسرائيلية. وتعقبت الصواريخ طائرتين إسرائيلتين استطاعت إحداهما المراوغة والإفلات، بينما أصيبت الأخرى بشظايا الصاروخ المتفجر. وتمكن طاقم الطائرة المكون من طيارَين من القفز بالمظلة وهبطا في الأراضي الإسرائيلية. وكانت إصابة أحدهما بليغة.
وكانت هذه تلك طائرة تفقدها إسرائيل في القتال منذ العام 1982. وبعد أن أصيبت قوتها الجوية وسمعتها بوصفها لا تقهر، ردت بغضب عن طريق ضرب نظام الدفاع الجوي السوري، حيث دمرت خمس بطاريات، بالإضافة إلى تدمير أربع مرافق اتصالات إيرانية في سورية.
كان المقصود من الرد على إسقاط الطائرة الإسرائيلية أن يكون أكثر عنفاً. وكانت إسرائيل تحتفظ منذ وقت طويل بخطط طوارئ لعملية عسكرية ضخمة في سورية. ويوم الأحد الذي تلا إسقاط الطائرة، استخرجها الجنرالات من الجوارير. لكن الإيرانيين والسوريين، مع حليفهم حزب الله اللبناني، أدركوا أن شيئاً من هذا القبيل كان في الأفق، وأعلنوا أنهم لن يدعوه يحدث من دون رد. وسمع الإسرائيليون ذلك، لكنه لم يردعهم. وذهبت قوات الدفاع الإسرائيلية في اتجاه الحرب.
مع ذلك، سرعان ما اتضح مَن هو الطرف الذي يقرر الأمور. كان القصف الإسرائيلي للقاعدة الجوية قريباً بشكل خطير من القوات الروسية. وكانت مكالمة هاتفية غاضبة من الرئيس فلاديمير بوتين صباح السبت كافية لجعل رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يلغي الخطط.
وبشكل علني بالمقدار نفسه، دان الروس انتهاك الإسرئيليين للسيادة السورية من دون أي ذكر لانتهاك الإيرانيين المجال الجوي الإيراني. وقال لي مصدر عسكري إسرائيلي كبير: "وحتى ظاهرياً وعلنياً، اتخذ الروس الجانب الآخر ضدنا وليس فقط في الخفاء. كان بإمكانهم أن يمنعوا إطلاق الطائرة المسيرة، لكنهم لم يفعلوا أي شيء. لقد سمعنا الرسالة الروسية، عالية جداً وواضحة".
وهكذا، أمكن تجنب الحرب -وإنما للوقت الراهن فحسب. وما تزال كل المكونات اللازمة لانفجار عنيف في الشرق الأوسط حاضرة.
كانت إيران أول بلد ياتي لمساعدة الرئيس بشار الأسد عندما اندلعت الحرب الأهلية قبل ست سنوات. وانضمت إلى الإيرانيين وحدات من حزب الله، بالإضافة إلى مقاتلين شيعة تم شحنهم من العراق وباكستان وأفغانستان. وقد نجا نظام الأسد بفضل هذه القوات.
تنبأت إسرائيل في وقت مبكر بأن بنادق هذه الوحدات سوف تستدير نحوها في نهاية المطاف. ولكن في تلك الأيام، كان ينظر إلى "داعش" على أنه التجسيد لكل الشرور، وبذلك، فإن أي طرف يحاربه إنما يقف في جانب "الأولاد الطيبين". ولم يتسمع أحد إلى تحذيرات إسرائيل.
من جانبها، نفذت إسرائيل أكثر من 100 عملية قصف وغارة جوية في داخل سورية، من دون إعلان المسؤولية عنها أو الاعتراف بها، ضد مواقع تخزين الأسلحة والقوافل التي تقوم بإمداد القوات التي تقودها إيران.
ومع تمدد الجيش السوري إلى الحدود القصوى لمحاربة قوات الثوار، ومع مساعدة الإيرانيين وحزب الله له في القتال الكثيف، ترتب على التحالف الثلاثي أن يتبلغ مرة بعد الأخرى بعض الحقائق المريرة: كانوا يعرفون أن الموساد والمخابرات العسكرية الإسرائيلية تعرف كيف ومتى وأين يعملون، كما عرفوا أنهم لن يتمكنوا من الرد على الغارات الإسرئيلية من دون أن يتكبدوا خسائر جسيمة.
عندما دخلت القوات الروسيىة سورية في العام 2015، وأصبح من الواضح أن الولايات المتحدة لن تتخذ إجراءات حقيقية للتصدي لتحركات السيد بوتين، استطاع نتنياهو إقامة قناة اتصال سرية بينه وبين السيد بوتين، وفق العديد من مصادري في المخابرات الإسرائيلية، بالإضافة إلى خط هاتفي مفتوح للاتصال بين إسرائيل والمخابرات الروسية لمنع وقوع اشتباكات بين القوات الإسرائيلية والقوات الروسيىة فوق الأراضي السورية.
لكن تلك الكمية المحدودة من التنسيق التكتيكي لم تقُد روسيا إلى فهم احتياجات إسرائيل الاستراتيجية. ومع اقتراب تحقيق انتصار للأسد، كانت إسرائيل تطلب من روسيا ضماناً بأن الإيرانيين سوف يغادرون سورية بمجرد انتهاء الحرب. لكن المطالب الإسرائيلية قوبلت باللامبالاة في موسكو. فروسيا تريد تأمين قدم آمن لها في الشرق الأوسط، وتتطلب منها سياستها الحفاظ على علاقات جيدة مع إيران.
كما طلبت إسرائيل أيضاً من الولايات المتحدة مرات عدة عمل شيء لمنع الوضع من التدهور. وفي آب (أغسطس) الماضي، زار وفد رفيع المستوى واشنطن، والذي ضم يوسي كوهين، مدير الموساد، وهرتزل هاليفي، مدير المخابرات الإسرائيلية. وقدم الوقد للسيد مكماستر، المستشار في مجلس الأمن القومي الأميركي، كما أخبرتني مصادري، معلومات عن "مواد استخبارية حساسة، وذات مصداقية، ومصدر قلب كبير" عن خطط حزب الله وإيران لمهاجمة إسرائيل من الحدود مع سورية. وقالوا إن حزب الله كان يؤسس لنفسه تواجداً عسكرياً كبيراً في سورية، وإن إيران كانت تبني محطة بحرية على البحر الأبيض المتوسط بالقرب من ميناء طرطوس.
وقال لي شخص شارك في تلك المباحثات، إن إسرائيل "طالبت" بضرورة أن يحتوي أي اتفاق سلام في سورية مطلب انسحاب وإزالة حزب الله وقوات الحرس الجمهوري الإيراني من البلد.
مع ذلك، لم يوافق الأميركيون على الاستجابة. وقال لي مشارك في المباحثات: "إننا لا نفهم ما الذي تريده هذه الإدارة تحقيقه. الحقيقة التي يجب أن تقال هي أننا لسنا متأكدين على الإطلاق من أن محاورينا من الجانب الأميركي يعرفون ما الذي يريدونه أو ما الذي طلب الرئيس منهم تحقيقه. الشعور العام السائد هو الارتباك والفوضى".
أدى سلوك الولايات المتحدة، التي انسحبت إلى حد كبير من الشرق الأوسط، أمام التواجد الروسي والإيراني في سورية، إلى إثارة الكثير من الحنق والغضب من أميركا في أجزاء من المجتمعين، العسكري والاستخباراتي، في إسرائيل.
وقد أوضحت الأحداث يوم السبت شيئين: أولاً، لن تكون إسرائيل قادرة وحدها على التصرف في سورية من دون قيود. فالقوات المشتركة المعارضة لها سوف ترد بقوة من الآن فصاعداً. وثانياً، إذا كان ثمة أحد لا يدرك ذلك بعد، فإن روسيا أصبحت الآن القوة المهيمنة في المنطقة.
جلبت تطورات ذلك الأسبوع المواجهة بين إيران وإسرائيل إلى الفضاء المفتوح، جاعلة من احتمال حدوث نزاع أقوى أكثر مباشرة وأكثر تهديداً. وكانت إسرائيل قد أظهرت في الماضي أنها قوية فعلاً عندما تشعر بأنها تركت لتدافع عن نفسها.
في صباح الجمعة الذي تلا الاشتباكات، حضر رئيس الوزراء الإسرائيلي مؤتمر ميونخ للأمن. وقد أمل السيد نتنياهو ورئيس الموساد، السيد كوهين، الذي رافقه توضيح أن المواجهة الأخيرة في سورية غير مقبولة -وتحذير الولايات المتحدة والدول الأخرى من أنه إذا لم يتم لجم إيران، فإن إسرائيل سوف تهاجم قواعدها في سورية.
ما تزال إسرائيل هي القوة العسكرية الأقوى في الشرق الأوسط، لكن الحروب تظل غير قابلة للتنبؤ بها وغير مأمونة الجانب. ويجب أن يريد الجميع -بدءاً من موسكو إلى القدس وإلى واشنطن- الحيلولة دون وقوع مواجهة أكثر عنفاً في سورية قبل أن يكون الوقت قد أصبح متأخراً جداً.
==========================
ناشونال إنترست: أين ستكون وجهة تنظيم الدولة القادمة؟
نشرت مجلة "ناشونال إنترست" الأمريكية مقالا للباحث في مؤسسة راند كولين كلارك، يتساءل فيه عما إذا كان تنظيم الدولة سيظهر مجددا في مكان آخر، بعد خسارته أهم معاقله في العراق وسوريا العام الماضي.
ويجد الكاتب أن أفضل مكان مرشح لظهور التنظيم فيه هو ميانمار، التي تتعرض فيها الأقلية المسلمة "الروهينغا" لعملية ترحيل وقتل وتطهير عرقي، مشيرا إلى أن الظروف، وإن توفرت، إلا أن أمام التنظيم تحديات كبيرة، من ناحية عدم توفر الملاجئ الآمنة وشبكات الاتصال.
ويقول كلارك إن "خسارة التنظيم لكل من الرقة والموصل لا تعني أنه فقد قدراته القتالية، فلا يزال يحتفظ بعشرة آلاف مقاتل في سوريا، أما زعيمه أبو بكر البغدادي فهو مختبئ في مكان ما، ولديه خطط للتوسع في الخارج".
ويشير الباحث في مقاله، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن أزمة الروهينغا يمكن أن تكون عاملاً محفزاً لتنظيم الدولة بالتوسع في جنوب شرق آسيا، لافتا إلى اعتقال سلطات ماليزيا في كانون الثاني/ يناير الماضي مواطنين إندونيسيين، قالت إنهم مرتبطون بتنظيم الدولة، ويخططون لقتل رهبان بوذيين؛ انتقاما لمسلمي إقليم أراكان.
ويقول الكاتب إن "هذا يستدعي قلقا دوليا بالغا لمنع وصول التنظيم إلى مناطق في ميانمار، التي تعد مثالية للتوسع، فهي دولة هشة تعاني صراعا أهليا مستمرا، يمكن أن يتعامل معها تنظيم الدولة على أنها أرضية خصبة".
ويلفت كلارك في مقاله، الذي نشر على موقع المجلة الإلكتروني، إلى وجود تشكيلات مهمة تابعة لتنظيم الدولة في شبه جزيرة سيناء، في مصر ومناطق في ليبيا واليمن وأفغانستان ونيجيريا والسعودية وروسيا، بالإضافة إلى أن التنظيم حقق تقدما في جنوب شرقي آسيا، خاصة في الفلبين.
ويفيد الباحث بأنه مع استمرار الصراع في العراق وسوريا، فإن أمريكا وحلفاءها يقومون بعملية مسح على مستوى العالم، في محاولة لاستباق التهديدات المستقبلية التي قد تتطور بفعل التنظيم، مشيرا إلى أهمية الاستفادة من أسباب الجماعات الإرهابية الأخرى وكيفية توسعها في السنوات الماضية.
ويذهب الكاتب إلى أن الطريقة الأمثل لمعرفة كيف يمكن لتنظيم الدولة الاستمرار في التوسع، تتمثل في تتبع مسار تنظيم القاعدة، الذي اتبع نمطاً مماثلاً خلال العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.
ويعتقد كلارك أن "الجماعات الإرهابية تبحث عن فروع جديدة لها لعدة أسباب؛ من بينها توسيع مدى وحجم تأثيرها، والاستفادة من الخبرات المحلية وتشجيعها، وتقوية ونشر أساليب وتقنيات وأدوات مبتكرة، وأخيرا من أجل زيادة شرعية الجماعة، وإبعاد شبهة كونها جماعة غريبة، بالإضافة إلى أن التوسع في مجالات ومناطق أخرى يعطي صورة بأن التنظيم أقوى مما يبدو في الحقيقة". 
ويرى الباحث أن "بناء فروع يقدم خبرات محلية، فمن خلال الاندماج مع حركة الشباب الإسلامي فإن تنظيم القاعدة انتقل إلى منطقة كان من الصعب، بل من المستحيل عليه بناء قاعدة له فيها، خاصة أن المقاتلين العرب سيجدون صعوبة في التحرك بين شبكة من العلاقات القبلية والتوسط في الخلافات العشائرية".
ويبين الكاتب أن "توسع تنظيم القاعدة في اليمن سمح بالاستفادة من الخبرات المحلية، حيث استثمر تنظيم القاعدة خبرات إبراهيم حسن العسيري، صانع المتفجرات الذي وصفه مدير المخابرات المركزية الأمريكية (سي آي إيه) السابق ديفيد بترايوس بأنه (أخطر رجل في العالم)، فعندما لم يستطع تنظيم القاعدة تنظيم هجمات كبيرة، كتلك التي نفذها في أيلول/ سبتمبر 2001، فإنه استعان بالعسيري، حيث حاول تنظيم عمليات ضد أمريكا انتهت كلها بالفشل".
ويقول كلارك إن "التوسع يمنح التنظيمات الإرهابية الشرعية، كما حدث في سوريا، حيث استطاع فرعه هناك بناء قاعدة دعم له، من خلال توفير الخدمات للسكان المحليين، مثل الماء والكهرباء، ودعم المخابز المحلية، وتسعير المواد الأساسية؛ في محاولة لإظهار اهتمامه بالسكان المحليين، إلا أن الاندماج لا يؤدي في الكثير من الأحيان إلى نتائج إيجابية، فتوسيع عمليات الجماعة الإرهابية يحمل معه الكثير من المخاطر، وتنطوي عليه مظاهر قصور غير متوقعة".
ويضيف الباحث أن "تنظيم القاعدة في العراق كان مثالا واضحا على هذه النزعة، حيث شن زعيم الفرع العراقي أبو مصعب الزرقاوي حربا طائفية، وحاول الفرع الأم في أكثر من حالة تذكيره بضرورة التوسط، لكنه تجاهل دعوات زعيم التنظيم أسامة بن لادن ونائبه في ذلك الوقت أيمن الظواهري، ولأن تنظيم الدولة يقوم على الفكرة ذاتها التي بناها الزرقاوي فلا حاجة لأن تقلق فروعه من ارتكاب أفعال متجاوزة".
ويستدرك الكاتب قائلا إن "على التنظيم القلق من (التنصل) من أفعال الفروع، خاصة أن بعض الجماعات تستفيد من اسمه دون أن تقدم له شيئا مقابلا، وبالنسبة لتنظيم القاعدة فإنه كان هناك توتر بين الأجندات المحلية والعالمية، أو ما بين (العدو القريب) و(العدو البعيد)، وبدأ تنظيم الدولة بتحويل الكثير من مصادره للخارج؛ في محاولة لتقوية الفروع القائمة، التي تقلد أساليبه في العراق وسوريا، من خلال زيادة العمليات الانتحارية في أفغانستان، والعمليات في سيناء، وستزيد هذه الموجة عندما تتبنى هذه الفروع الأيديولوجية والحكم كما حدث في ليبيا".
وينوه كلارك إلى أنه "منذ ظهور تنظيم الدولة فإنه قام بتوسيع وزيادة تعهداته لتحقيق أهدافه بشكل مستمر، فالفروع الحالية تعد خطيرة، وأثبتت أنها قاتلة وقوى تعمل على زعزعة الاستقرار في المناطق التي تعمل فيها".
ويختم الباحث مقاله بالتساؤل عن الفرع المقبل للتنظيم ومكان ظهورة، ويجيب قائلا إن "هذا مرتبط في جزء منه بقرار القيادة التي تبقت للتوسع في المكان الذي ترى أنه سيظل مهما، حيث ظهر وضع مماثل مع تنظيم القاعدة عام 2003، بعد الغزو الأمريكي للعراق، وشعر المنظرون فيه أن التنظيم سيهمش ضمن الحركة الجهادية العالمية، إن لم يقيموا فرعا لهم في بلد مسلم (تحت الحصار) من بلد غير مسلم".
==========================
ناشونال إنترست: هل يتحول لبنان لقاعدة روسية جديدة؟
نشرت مجلة "ناشونال إنترست" مقالا للباحث في الشؤون الأمنية والدفاعية مايكل بيك، يناقش فيه الطموحات الروسية في لبنان.
ويقول بيك إنه بعد حصول روسيا على قواعد جوية وبحرية في سوريا، فإنها تركز أنظارها الآن على لبنان، مشيرا إلى أن رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيدف طلب من وزارة الدفاع الروسية بحث توقيع اتفاق عسكري مع لبنان.
ويبين الكاتب في مقاله، الذي ترجمته "عربي21"، أن "موسكو تريد أن تكون الموانئ اللبنانية مفتوحة للبوارج البحرية الروسية، وأن تكون المطارات اللبنانية منطقة عبور (ترانزيت) للمقاتلات الروسية".
وينقل بيك ما ورد في النسخة العربية من "سبونتك نيوز" عن ذلك الاتفاق، حيث سيشمل الاتفاق على عدد واسع من النشاطات، مثل مناورات عسكرية مشتركة، وتعاون في مجال مكافحة الإرهاب، وتوفير مدربين عسكريين روس للجيش اللبناني.
ويلاحظ الكاتب أن "تفاصيل الخطة الروسية، التي وردت في النسخة العربية (سبونتك نيوز)، مع أنها لم تذكر أبدا في النسخة الإنجليزية، ولم يرد ذكرها في القنوات الفضائية الرئيسية، مثل (الجزيرة) القطرية وصحيفة (ذا ديلي ستار)، نشرت في المنشورات ومحطات التلفزة المؤيدة لإيران، مثل قناة (المنار) الناطقة باسم حزب الله، وقناة (الميادين)، التي تعد مقربة من حزب الله".
ويتساءل بيك قائلا: "ماذا يحدث هنا؟"، ويقول إن "تعاونا روسيا لبنانيا جدير بالملاحظة؛ لأنه على خلاف الجارة سوريا، فإن الجيش اللبناني يقوم على السلاح الغربي، وهو وإن استخدم بعض الأسلحة المصنعة في روسيا، مثل المصفحات والبنادق، إلا أنه رفض في عام 2008 عرضا لإرسال عشر طائرات (ميغ- 29) مجانا، فمعظم السلاح الذي يستخدمه أمريكي أو أوروبي، مثل دبابات (أم60) و(أم 48)، وناقلات جنود مصفحة، وصواريخ (تي أو دبليو) المضادة للدبابات".
ويشير الكاتب إلى أن "إدارتي باراك أوباما ودونالد ترامب أرسلت أسلحة بقيمة 357 مليون دولار إلى لبنان منذ عام 2008، وتضم الأسلحة المتقدمة (أم2 برادلي) وعربات قتالية، بالإضافة إلى صفقة ستسلم قريبا، مكونة من ست مروحيات قتالية من نوع (أم دي-530 جي)؛ لمساعدة لبنان على مواجهة تنظيم الدولة".
ويلفت بيك إلى أن "الدعم الأمريكي لا يزال متواصلا، رغم الاتهامات الموجهة للجيش اللبناني بأنه قوة مساعدة لحزب الله، وهو ما يعني أن أمريكا تقوم بدعم عدوها عسكريا".
ويستدرك الكاتب بأن "السؤال المهم هو فيما إن أصبح لبنان حليفا آخر لروسيا مثل سوريا، وكانت دمشق قدمت قاعدة طرطوس للاتحاد السوفيتي السابق أثناء الحرب الباردة، وهو ما قدم لموسكو ميناء على البحر المتوسط، لكن القوات الروسية وطائراتها في سوريا لدعم لحكومة الأسد، التي وافقت قبل فترة على السماح للسفن الحربية الروسية الحاملة للصواريخ النووية بالعمل خارج طرطوس".
ويفيد بيك بأن الاتفاق المقترح مع لبنان يتحدث عن تعاون متبادل وزيارات للبوارج الروسية، وليس بوارج راسية في الموانئ اللبنانية.
وتنقل المجلة عن مديرة شؤون روسيا في برنامج "يورشبا" في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية أولغا أوليكر، قولها: "هذا ليس مثل اتفاق وضعية القوات واتفاقيات القواعد مع سوريا، فالاتفاق يقدم إطار عمل واسعا"، وتضيف أوليكر أن "هذا ليس علامة مهمة، لكنه خطوة وبالتأكيد هو جزء من الجهود الروسية لتوسيع مشاركتها وعلاقاتها مع الشرق الأوسط، ورغبة لبنان بأن يكون له شركاء وخيارات أكثر".
ويتساءل الكاتب قائلا: "ماذا يحصل لبنان في المقابل؟"، ويشير إلى قول توني بدران، من مؤسسة الدفاع عن الديمقراطية: "يريدون مظلة حماية ضد إسرائيل"، حيث قد تستخدم بيروت المعاهدة العسكرية الروسية اللبنانية لتحفيز واشنطن على تقديم دعم أكبر لها.
ويختم بيك مقاله بالإشارة إلى أن بدران يرى أن على واشنطن تجنب الحرب مع روسيا حول لبنان، ويقول: "أخبروا لبنان، حظا سعيدا مع روسيا وإسرائيل".
==========================
نيويورك تايمز: إيران توسع وجودها العسكري في سوريا وتهدد إسرائيل
قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إن إيران وسعت من جودها العسكري في سوريا، وبات هذا الوجود يشكل خطراً كبيراً على إسرائيل؛ الأمر الذي يهدد باشتعال حرب كارثية في المنطقة.
وبحسب الصحيفة الأمريكية، فإن ما جرى قبل أكثر من أسبوع من عملية إسقاط طائرة إيرانية مسيرة من قبل الدفاعات الإسرائيلية، وأيضاً إسقاط مقاتلة إسرائيلية من طراز إف 16 في سوريا، رسم تصوراً جديداً حول حجم النفوذ الإيراني في سوريا.
لقد نشرت إيران مستشارين من حرسها الثوري في العديد من القواعد العسكرية السورية، كما أن قادتها يوجدون بانتظام في الخطوط الأمامية لقيادة المعارك، في حين تدعم إيران ولا تزال المليشيات الشيعية التي تضم آلاف المقاتلين الذين يتدربون في سوريا، فضلاً عن قيامها بجلب التكنولوجيا الحديثة مثل الطائرات من دون طيار.
المسؤولون الإسرائيليون يقولون إن أي نزاع بين إسرائيل وإيران يمكن أن يتوسع، حيث إن طهران يمكن أن تدفع حينها وكلاءها إلى توسيع الحرب، وهو ما يؤكد أن إيران وسَّعت ممَّا تصفه بـ"محور المقاومة".
يقول كامل وزان، مؤسس مركز الدراسات الاستراتيجية الأمريكية في بيروت، إنه إذا كانت هناك حرب فإنها ستكون حرباً إقليمية، ولن تكون الحرب بين إسرائيل وإيران فقط، فـ"تل أبيب" ستواجه طهران وأيضاً داعميها بالمنطقة.
وكانت إيران قد دخلت إلى سوريا في إطار دفاعها عن نظام بشار الأسد بعد اندلاع الثورة السورية عام 2011، ولاحقاً ضد تنظم داعش، والآن وبعد أن فقدت المعارضة السورية المسلحة ومعها تنظيم الدولة الكثير من قوتهم والأرضي التي كانوا يسيطرون عليها، فإن إيران بدأت على ما يبدو تحول تركيزها إلى إسرائيل، حيث تواصل تدريب المقاتلين وتجهيزهم وتعزيز العلاقات مع حلفائها في العراق ولبنان، على أمل إقامة جبهة موحدة في حال نشوب حرب جديدة.
يقول أمير توماج، محلل أبحاث في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، إنه في حال نشبت الحرب بين إسرائيل وإيران ستكون سوريا هي الجبهة الجديدة.
لا يُخفي القادة الإيرانيون مساعيهم لبناء محور المقاومة ضد إسرائيل والنفوذ الأمريكي، حيث يرى المحللون أن مفتاح الاستراتيجية الإيرانية هو أنها لا تعتمد على مبدأ احتلال الأراضي التي يمكن أن تقصفها إسرائيل بسهولة، وإنما على إقامة شبكة من العلاقات مع قوات محلية تشترك معها في نفس الأهداف، وتقوم إيران بتمويلها ومدها بالخبرات.
هذا النهج مكَّن إيران من تعزيز قوتها في العالم العربي مع تقليل التهديد الذي قد تتعرض له قواتها العسكرية وأراضيها، كما أنه خلق مشكلة أخرى بالنسبة للدول الأخرى مثل أمريكا وإسرائيل والسعودية التي باتت تخشى نفوذ إيران المتزايد، وتعمل من أجل كبح جماحه.
وبحسب مسؤولين إسرائيليين، فإن إيران وحلفاءها يسعون إلى إقامة ممر أرضي من إيران إلى البحر المتوسط، عبر العراق وسوريا ولبنان، لنقل الأسلحة، وبناء مصانع تحت الأرض لتصنيعها في لبنان وسوريا
وتقوم إسرائيل بقصف قوافل الأسلحة في سوريا التي تعتقد أنها تحمل أسلحة متقدمة إلى حزب الله، ولكن وبسبب الطبيعة السرية التي يعمل بها الحزب داخل سوريا فإنه من الصعب تأكيد مثل هذه المعلومات التي تنشرها إسرائيل.
ولا يوجد إحصائية دقيقة لعدد العسكريين الإيرانيين في سوريا، إلا أن البعض يرفع الرقم إلى نحو مئات الآلاف، في حين يشارك آخرون بشكل غير مباشر في القتال بسوريا
وهناك نحو 6 آلاف مقاتل من حزب الله في سوريا، ونحو 20 ألف مقاتل من مليشيات أخرى تدربها وتدعمها إيران، ويتشكل عناصرها من مقاتلين جاءت بهم إيران من العراق وباكستان وأفغانستان مقابل المال، وأيضاً في إطار الحشد الطائفي الذي تمارسه إيران.
وتخشى إسرائيل من فكرة الوجود الإيراني الدائم في سوريا؛ لكونه سيشكل تهديداً على غرار التهديد الذي يشكله حزب الله اللبناني، وهذه هي الفكرة التي عملت على ترسيخها إيران من خلال وجودها في سوريا.
يقول علي رزق، المحلل السياسي اللبناني، إن وجود إيران في سوريا هو تكرار لسيناريو حزب الله؛ إيران اليوم تدرب مقاتلين في جنوبي سوريا، فحتى لو قام حزب الله بتخفيض وجوده بسوريا كما تعهد قادته فإنه سيترك وراءه نموذجاً في سوريا.
إسرائيل وإيران أعلنتا أنهما لا تريدان الحرب، غير أن حلفاء إيران وكلما زاد الضغط عليهم يوجهون الأنظار إلى إسرائيل، الأمر الذي يجعل من سوء التقدير في أي حالة باباً لاندلاع حرب جديدة تخلف وراءها الكثير من الدمار والمآسي.
وأعرب محللون عن أملهم في أن تكون روسيا التي تدخلت أيضاً في سوريا للدفاع عن الأسد كابحاً لجماح أي حرب، فروسيا على علاقة جيدة مع إيران، وترتبط أيضاً بعلاقات جيدة مع إسرائيل.
==========================
 
الصحافة العبرية :
 
هآرتس :إسرائيل تغير انتشارها في الجولان لمنع وصول قوات إيرانية إلى حدودها
 
http://www.al-ayyam.ps/ar_page.php?id=12838f68y310611816Y12838f68
 
2018-02-20
 
بقلم: عاموس هرئيل
تركّز التوتر على الحدود الإسرائيلية - السورية، مؤخراً، في الجو. ولكن على الأرض، أيضا، في مرتفعات الجولان، تحدث تغيرات حقيقية نتيجة للتطورات الحاصلة في الحرب الأهلية السورية. فنظام الأسد، المنتصر في الحرب، يركز الآن على الهجمات العدوانية على جيوب اللاجئين في إدلب، في شمال البلاد، والى الشرق من دمشق، كما أنه يعزز تدريجيا وجوده في جنوب سورية، بما في ذلك مرتفعات الجولان. ويبدو أن إسرائيل، من جانبها، تغير انتشارها وفقاً لذلك استعداداً للمستقبل.
تضمنت اتفاقية الحد من الاحتكاك في جنوب سورية، التي وقعتها الولايات المتحدة وروسيا والأردن، في تشرين الثاني الماضي، التزاما بإبعاد إيران وقوات الميليشيات الشيعية التابعة لها عن منطقة الحدود الإسرائيلية. وطالبت إسرائيل بإبقاء الإيرانيين ومبعوثيهم على بعد ستين كيلومترا من الحدود، شرق طريق دمشق - درعا، لكن لم يتم الوفاء بطلبها، وتم إبعادهم لمسافة خمسة كيلومترات فقط عن خطوط الاحتكاك بين النظام والمتمردين.
هذا يعني بالنسبة لإسرائيل أنه يمكن للإيرانيين الوصول إلى مسافة 20 كيلومترا عن حدودها، وسط مرتفعات الجولان، وعلى بعد خمسة كيلومترات فقط في شمالها، في المنطقة التي يسيطر عليها النظام. ويمكن الافتراض أن "حزب الله" وحتى رجال الحرس الثوري الإيراني يقتربون من وقت لآخر إلى الحدود نفسها. هناك مواقع مرتبطة بالنظام تطل على الحدود الإسرائيلية، في منطقة القنيطرة الجديدة في شمال الجولان. وليس من المستبعد أن نشطاء "حزب الله" الكبار والممثلين الإيرانيين يصلون إلى هذه المواقع، التي تبعد مسافة قصيرة عن الحدود.
هذا ليس التطور المهم الوحيد في الأشهر الأخيرة. فقبل حوالي شهر، احتل النظام من أيدي المتمردين، جيب بيت جن في شمال الهضبة، على بعد أقل من 15 كيلومترا من الحدود مع إسرائيل. ويعتقد الجيش الإسرائيلي أن نظام الأسد سيركز، عاجلا أو آجلا، جهوده لاستعادة السيطرة على مرتفعات الجولان، أيضا بسبب الأهمية الرمزية لاستعادة السيادة على الحدود مع إسرائيل. وقد ساد هذا الانطباع، أيضا، لدى الوزراء الذين قاموا بجولة في الجولان مع كبار ضباط الجيش الإسرائيلي قبل أسبوعين تقريبا.
لقد نشرت المحللة إليزابيث تشوركوف، التي تتابع عن كثب الأحداث في سورية، وأجرت مقابلات مع العديد من الناشطين في جماعات المتمردين السوريين والمواطنين السوريين في هضبة الجولان، استعراضا مفصلا للتطورات في جنوب سورية، الأسبوع الماضي، في مدونتها "الحرب على الصخور" (War on the Rocks).
وتلاحظ تشوركوف تغييرا في نطاق التدخل الإسرائيلي في الأحداث في جنوب سورية، في الأشهر الأخيرة، ردا على سلسلة النجاحات التي حققها النظام في الحرب والتوطيد الإيراني في سورية، وهو اتجاه يحذر رئيس الوزراء نتنياهو في كل فرصة من أن إسرائيل ستعمل على إحباطه.
وفقا لتقارير وسائل الإعلام الأجنبية، بدأت إسرائيل في الأشهر الأخيرة أيضا بمهاجمة منشآت عسكرية سورية ومواقع مرتبطة بإيران والميليشيات الشيعية، بالإضافة إلى قوافل الأسلحة الموجهة لـ"حزب الله". وتصف تشوركوف تطورات أخرى. فقد أشار عشرات الناشطين في المنظمات المتمردة، الذين تحدثوا إليها، إلى حدوث تغيير كبير في حجم المساعدات التي يتلقونها من إسرائيل. وقالت إن ما لا يقل عن سبع منظمات سنية متمردة في الجولان السوري تتلقى الآن أسلحة وذخائر وأموالا من إسرائيل لشراء أسلحة إضافية.
وقد حدث التغيير في الوقت الذي تقلص فيه الولايات المتحدة إلى حد كبير من مشاركتها في جنوب سورية. في كانون الثاني الماضي، أغلقت إدارة ترامب غرفة العمليات الخاصة التي تديرها وكالة الاستخبارات المركزية في عمان، عاصمة الأردن، والتي كانت تنسق المساعدات للجماعات المتمردة في جنوب سورية. ونتيجة لذلك، ظل عشرات الآلاف من المتمردين الذين تلقوا دعما اقتصاديا دائما من الأميركيين بدون هذه المساعدة.
وفي الوقت نفسه، زادت أيضا المساعدة المدنية الإسرائيلية المقدمة إلى القرى التي يسيطر عليها المتمردون، بما في ذلك الأدوية والمواد الغذائية والملابس. وفي الصيف الماضي، اعترفت إسرائيل للمرة الأولى بأنها تقدم مساعدات مدنية للقرى الواقعة في الجولان السوري، لكنها امتنعت عن تأكيد الادعاءات بأنها تشارك أيضا في نقل المساعدات العسكرية.
وكتبت تشوركوف أن الخطوة الإسرائيلية تهدف إلى الحد من تقدم النظام في مرتفعات الجولان واحتلال القرى التي يسيطر عليها المتمردون بالقرب من الحدود في الجولان. ومع ذلك، فإنها تلاحظ وجود فجوة في التوقعات بين الطرفين. المتمردون يتوقعون دعما إسرائيليا غير محدود، ويأمل البعض بتلقي مساعدة في الجهود الرامية لإسقاط النظام. أما البرامج الإسرائيلية فهي أكثر تواضعا ومحدودية وتركز على الجهود الرامية لصد القوات.
الجماعات المتمردة السنية المعتدلة نسبيا، والتي تسميها المؤسسة الأمنية الإسرائيلية "الجماعات المحلية"، تسيطر على معظم الحدود السورية مع إسرائيل، باستثناء منطقتين - الأراضي الخاضعة لسيطرة النظام في الشمال والمنطقة التي يسيطر عليها جيش خالد بن الوليد، ذراع "داعش"، في مرتفعات الجولان الجنوبية. ووفقا لما تكتبه تشوركوف فإن إسرائيل تساعد الآن المتمردين في حربهم ضد "داعش". في السنوات الأخيرة، تجري المعارك بشكل متقطع بين "داعش" والمنظمات الأخرى، دون حدوث تغيير كبير في انتشار القوات. غير أن نشطاء المنظمات المتمردة أبلغوها، مؤخراً، بأن إسرائيل ساعدتهم خلال المعارك على مهاجمة مواقع "داعش"، بوساطة الطائرات بدون طيار والصواريخ المضادة للدبابات.
==========================
هآرتس :هيّا نتحدث مع إيران قبل أن تقع الحرب
2018-02-20
بقلم: أوري بار يوسف
جعل إسقاط الطائرة من دون طيار وطائرة سلاح الجو، والردود المتعددة على هذه الأحداث، الحرب القادمة (التي بخلاف سابقاتها، لديها اسم قبل نشوبها) قريبة من أن تكون أكيدة.
وبحسب كلاوزفيتز، الحرب هي "مملكة عدم اليقين"، لكن بالنسبة إلى الحرب المقبلة، هناك أمران أكيدان: الأول أنها ستكون مختلفة عن سابقاتها، وستُكبد الجبهة الداخلية [الإسرائيلية] ثمناً باهظاً، والأمر الثاني، لا مصلحة لإسرائيل في نشوب هذه الحرب.
قال وزير الدفاع، أفيغدور ليبرمان: "حان الوقت كي نعض وليس كي ننبح"، وربما من المفيد أن نفكر أيضاً. وفيما يأتي خمسة أسئلة مهمة للتفكير فيها.
ما هو جوهر الخلاف بيننا وبين إيران؟ ما لاشك فيه أنه، منذ ثورة الخميني، تنتهج إيران سياسة معادية لإسرائيل بصورة واضحة، وتحضر نفسها لمواجهة معها.
إسرائيل نتنياهو، من جانبها، وضعت نفسها في مقدمة الصراع الإقليمي والدولي ضد إيران، وقد أعرب عدد غير قليل من الإيرانيين، من الذين سنحت لي الفرصة للحديث معهم في مؤتمرات دولية، عن استغرابهم إزاء وقوف إسرائيل في مقدمة الصراع ضدهم.
وقال لي خبراء بينهم إن هناك مصلحة لنتنياهو وأحمدي نجاد (رئيس إيران آنذاك) في إظهار الآخر كعدو وجودي، كوسيلة لتعبئة التأييد الداخلي لنظاميهما.
ينطوي هذا على شيء غير قليل من المنطق. يجب أن نتذكر أنه حتى سقوط نظام الشاه كانت إيران حليفة مركزية لإسرائيل، وحتى بعد الثورة ساعدت إسرائيل إيران في الحرب ضد العراق. منذ تلك الفترة فترت الحماسة المسيانية للثورة، واستُبدلت باعتبارات داخلية، واقتصادية، واستراتيجية باردة. لذا من الواضح أن المواجهة بين إسرائيل وإيران ليست "لعبة محصلتها صفر للطرف الخاسر" [أي ربح يحققه طرف، هو بمثابة خسارة كلية للطرف الثاني]، وبعيداً عن الخطابات الدعائية، في إمكان الدولتين التباحث وإيجاد قواسم مشتركة.
من أجل ماذا سنذهب إلى القتال؟ هذا هو السؤال الأكثر أهمية في أي حرب، وهو الذي يحدد النتائج إلى حد غير قليل.
في الحروب الكبرى (1948، 1956، 1967، 1973) حاربنا دفاعاً عما اعتُبر وجود الدولة. هذه المرة الحرب ليست وجودية، وليس هناك من يدّعي ذلك.
وإذا نشبت، فإن هذا سيحدث لأن إسرائيل وضعت خطاً أحمر ترفض بموجبه وجوداً عسكرياً إيرانياً في سورية، ولأن إيران تتحدى هذا الخط.
إن تعبير "لن نقبل" يُعبر عن تعهد عميق، لكن حقاً هل من الواضح أنه من المفيد لإسرائيل دفع ثمن متمثل بدمار البنى التحتية، وخسارة كبيرة في الأرواح، والدخول في مواجهة عسكرية مباشرة مع دولة قوية، أثبتت تصميمها في الماضي، من أجل منع وجود موقع عسكري إيراني في سورية؟ وهل هذا الموقع يشكل خطراً وجودياً، أو أنه في نهاية الأمر ستضع تغييرات في سورية أو في إيران حداً له؟ وفي جميع الأحوال، لماذا نخوض اليوم حرباً صعبة لمنع تهديد لا تزال خطورته غير واضحة، لكنه ليس وجودياً؟ يجب على زعمائنا الرد على هذه الأسئلة، قبل أن يقودونا إلى الحرب القادمة.
هل يوجد بديل للحرب؟ كنا نؤمن، قبل الحروب التي خضناها في الماضي، بأن أعداءنا يناصبوننا العداء، ويحاربوننا للقضاء علينا، لذا لا فائدة من التحاور معهم. واتضح فيما بعد أنه حتى عبد الناصر، والسادات، والأسد (الأب)، وعرفات، يمكن التحاور معهم.
وربما كان من الممكن منع وقوع الحروب. هل ربما الجزم أنه لا مجال للتحاور مع الإيرانيين غير صحيح؟ إن مثل هذا الحوار لا يجب أن يكون عن سلام عالمي، بل يجب أن يكون هدفه بلورة قواعد لعبة تبعد خطر حرب ليس لنا ولا لهم مصلحة فيها. صحيح أن إسرائيل تستخدم الخدمات الجيدة لروسيا وعدة دول أُخرى، من أجل توضيح نواياها، لكن يجب أن نوضح، ليس فقط ما لسنا مستعدين لقبوله، بل أيضاً ما نحن مستعدون لقبوله. وأفضل طريقة لنفعل ذلك تمر بقنوات الحوار المباشرة والسرية مع إيران. من المفيد أن نعرف بوجود مثل هذا الجهد. وثمة شك في أنه موجود.
هل سيكون في الإمكان منع نشوب الحرب عندما نقترب منها؟ إن الدينامية التي ستؤدي إلى حرب مقبلة يمكن أن تكون مختلفة عمّا عرفناه في الماضي قبل كل شيء لأن المصلحة العليا لإيران و"حزب الله" هي ألاّ يظهرا بأنهما غير مستعدين للضربة الاستهلالية الإسرائيلية. في بداية حرب لبنان الثانية نفّذ سلاح الجو عملية "وزن نوعي" دمّر خلالها مخزون الصواريخ الثقيلة لدى "حزب الله". من المعقول جداً الافتراض أن الدرس الذي استخلصه "حزب الله" من هذه العملية الناجحة مزدوج: الأول، أن يجعل من الصعب على إسرائيل تحديد مكان الصواريخ الثقيلة الدقيقة، والثاني، استخدام هذه الصواريخ قبل تدميرها.
لذا فإن الحادثة المقبلة التي ستقرّب الطرفين من حافة الحرب يمكن أن تخرج بسرعة عن السيطرة. إذا قدّرت إيران و"حزب الله" أن إسرائيل تحضر لتكرار عملية "وزن نوعي" بحجم أكبر كثيراً، فإن مبدأ "Use it before you lose it" [استخدمه قبل أن تخسره] سيجعل الحرب أمراً لا مفر منها، وسيجعل الثمن الذي ستدفعه إسرائيل لقاء عملية البدء بها باهظاً جداً.
ختاماً، ماذا سيحدث بعد الحرب القادمة؟ لا شك في أنه سيكون هناك حزن كبير وثقيل، جنازات يشارك فيها الآلاف، وفترة تعافٍ صعبة. ربما ستشكَّل لجنة تحقيق، وربما لا. لكن قبل كل شيء، ستبقى إيران موجودة، وسورية، بصورة أو بأُخرى ستبقى جارتنا، وعلى ما يبدو أيضاً، لن يختفي "حزب الله". وإذا لم تبدأ عملية مصالحة بين الطرفين، سنكون مجدداً في بداية مسار سيؤدي إلى "حرب الشمال" الثانية.
==========================
معاريف :قصف طهران إذا أطلق «حزب الله» صواريخه على إسرائيل
بقلم: د. ايلي كرمون*
الاستراتيجية التي تعمل عليها القيادة السياسية والعسكرية الاسرائيلية في المواجهة مع ايران و"حزب الله" في الشمال – التهديد بـ "إعادة لبنان إلى العصر الحجري" من خلال التدمير المكثف للبنى التحتية المدنية والتسبب بإصابات كثيرة للسكان اللبنانيين – خطيرة، بل غير ناجعة برأيي.
من الواضح لكل مراقب مهني في البلاد وفي الخارج أن الحرب في الشمال وتحقق تهديد "حزب الله" بإطلاق عشرات آلاف الصواريخ بعيدة المدى، المتوسط، والقصير، بما في ذلك الصواريخ الدقيقة نحو أهداف استراتيجية في اسرائيل، ستتسبب بتدمير مكثف للبنى التحتية المدنية وإصابات كثيرة، مئات وربما اكثر، بين مواطني اسرائيل.
إن الترسانة الهائلة المكونة من 100 – 120 الف صاروخ، التي حرصت ايران وسورية، في حينه، على نقلها إلى "حزب الله" على مدى السنين، لم تأت للدفاع عن لبنان، بل لخلق ذراع صاروخية ايرانية قريبة من اسرائيل لردعها من الهجوم على البنية التحتية النووية الايرانية أو السماح بسيطرة "حزب الله" على لبنان. من هذه الناحية، فان قيادة "حزب الله" هي جزء لا يتجزأ من النظام في طهران، في النظرة الايديولوجية والاستراتيجية حتى لو كان نشاط المنظمة، كذاك الذي في سورية في السنوات الاخيرة، يعرض للخطر السكان اللبنانيين بشكل عام والشيعة بشكل خاص.
وعليه فان عملية عسكرية اسرائيلية تتسبب بتدمير البنى التحتية المدنية في لبنان وموت الاف المواطنين لا يفترض أن تردع ايران وقيادة المنظمة المتمسكين بهدف ابادة اسرائيل، حتى لو لم يكن في الجولة القريبة القادمة. وسيكون نظام آيات الله مستعدا لان يضحي حتى بآخر جندي من "حزب الله"، بالمواطنين اللبنانيين وبلبنان كدولة مستقلة على مذبح مصالحه الاستراتيجية العليا، ولن يتردد حسن نصرالله في العمل وفقا للأوامر الإيرانية.
من جهة أخرى، فان تدمير الجيش الاسرائيلي للبنان سيتسبب بالكراهية ضد اسرائيل على مدى الاجيال، ليس فقط من الطائفة الشيعية، بل أيضا من السنة، المسيحيين، والدروز؛ الطوائف التي يمكنها، في سيناريوهات معينة، أن تغير ميزان القوى داخل لبنان وازاحة "حزب الله" عن مواقع القوة التي يحتلها.
كما أنه لا شك بان الاسرة الدولية لن تقبل بعدم اهتمام السياسة الاسرائيلية وستضغط على اسرائيل لأنهاء المعركة العسكرية، التي ستكون على أي حال قاسية ومرتبة، قبل تحقيق الحسم او الانجازات المهمة على الارض.
وبعد وقف النار، فان الضغوط الدولية ضد خروقات القانون الدولي والاتهامات بالمذبحة وبقتل الشعب ستعزل مرة اخرى اسرائيل في هذه الساحة.
وعليه فيتعين على اسرائيل أن تردع ايران مباشرة من مغبة حرب الشمال المدمرة، وان لم تمنعها تماما فعلى الاقل تمنع سيناريو الرعب باطلاق الاف الصواريخ نحو أعماق اسرائيل. على التهديد العسكري ان يكون على مدن ايران، وعلى رأسها العاصمة طهران، التي ستدفع ثمن النار المكثفة للصواريخ التي لدى "حزب الله" على إسرائيل. على التهديد ان يكون يترافق وشرحا شاملا يتلقاه السكان الايرانيون عن كل الادوات التي تحت تصرف الدولة.
هناك مثال تاريخي يعزز هذا النهج الاستراتيجي. آية الله الخميني، الزعيم الاعلى الاول للجمهورية الاسلامية، قرر انهاء ثماني سنوات من الحرب المضرجة بالدماء مع العراق في العام 1988، فقط بعد فشل هجماتها "النهائية" الكثيرة، ضعف اقتصاد الحرب، وموجة القصف الفتاك لـ 520 صاروخ سكاد على العاصمة الايرانية وامكانية وقوع اصابات كثيرة اخرى. وكنتيجة للضحايا الكثيرة، فان نحو 30 في المئة من سكان العاصمة هجروها. فأعلن الخميني في حينه: "بائس أنا إذ نجوت كي أشرب الكأس المسموم".
الايرانيون حساسون جدا لعدد المصابين بين قواتهم المرابطة في سورية، ولا سيما وحدات الحرس الثوري، ولهذا فانهم يفضلون ان يجندوا، يمولوا، ويطلقوا الى هناك عشرات الالاف من مقاتلي الميليشيات الشيعية. من المهم ايضا الاشارة الى ان الاضطرابات الشعبية التي وقعت، مؤخراً، في ايران اندلعت على خلفية الوضع الاقتصادي العسير في الدولة ودعوات المتظاهرين لوقف المساعدة الحربية لسورية، لـ "حزب الله"، وللحوثيين في اليمن.
في الساحة السياسية الاسرائيلية، الوزير نفتالي بينيت، وحده هو الذي تحدث مؤخرا لصالح "قتال ثابت ضد قوات القدس وايران. رأس التنين"، بهدف تقليص احتمالات الحرب، تقصير مدة المعركة اذا ما فرضت علينا، وتوفير حياة الناس. وتعزز الاحداث الاخيرة في الشمال فقط الحاجة الى تغيير استراتيجية اسرائيل في مواجهة التهديد الايراني. ومع ذلك، تجدر الاشارة الى أن حكومة اسرائيل عملت بشكل جيد في تحديد الخطوط الحمر ضد التسلل الايراني الى سورية والى لبنان، وأثبتت بالافعال أنها تقف خلف تصريحاتها.
عن "معاريف"
==========================
هآرتس :بعد مقتل المرتزقة الروس ما الهدف فعلا من الوجود الأمريكي في سوريا؟
Feb 20, 2018
«فاغنر» هو اسم شركة حماية روسية تجند وتوظف مئات المقاتلين الروس والأوكرانيين وغيرهم للمحاربة في ساحات القتال في سوريا. «فاغنر» خاضعة لوزارة الدفاع الروسية وتحصل منها على الخدمات والتمويل. هي الموازي الروسي لشركة الحماية الأمريكية «بلاك ووتر» سيئة الصيت في نشاطاتها غير القانونية في العراق. يتركز أساس نشاطها في منطقة دير الزور التي طهرت من مسلحي الدولة الإسلامية داعش، وتحولت إلى منطقة مواجهة بين نظام الأسد والقوات الروسية والمليشيات الكردية و«المستشارين الأمريكيين».
في 7 شباط كان يبدو أن هذه الساحة الثانوية من شأنها إشعال حرب حقيقية بين الولايات المتحدة والجيش السوري، بل وأن تتوسع إلى حرب بين موسكو وواشنطن. هاجمت مدافع ودبابات الجيش السوري ومرتزقة «فاغنر» بالنار الثقيلة قيادة المليشيا الكردية المجاورة لدير الزور بهدف السيطرة على أجزاء من المدينة ونقلها إلى سيطرة جيش النظام. ردت الولايات المتحدة بقصف ثقيل من الجو، وفي نهاية يوم المعارك تم إحصاء 200 قتيل (هناك من يقدرون أن العدد 300) وبضع مئات من المصابين، من بينهم مقاتلون روس وأوكرانيون كثيرون. تركت قوات النظام بسرعة الساحة، وأدانت روسيا بشدة العملية «غير القانونية» ووصفها الأسد بجريمة حرب، أما المليشيات الكردية، كما هو متوقع، فقد باركت الهجوم. ولكن منعت حربا بين الدول.
يبدو أن الولايات المتحدة تعمل في دير الزور في إطار حربها ضد داعش. كما أوضح وزير الخارجية تلرسون في محاضرة ألقاها في جامعة ستانفورد. ستواصل القوات الأمريكية البقاء في سوريا «من أجل ألا يظهر داعش من جديد». ولكن تلرسون لم يحدد فترة زمنية، وقبل بضعة أسابيع قالت شخصيات رفيعة في واشنطن إن الولايات المتحدة تنوي البقاء في سوريا إلى حين إيجاد حل سياسي للأزمة.
داعش، حسب هذه الرؤية، لم يعد العامل الذي يملي سياسة الولايات المتحدة في سوريا، وهذا بعدما أعلن رئيس الحكومة العراقي والإدارة الأمريكية «رسميا» عن هزيمة داعش في العراق وسوريا.
بناء على ذلك، ليس واضحا سبب الهجوم الأمريكي الكثيف على القوات السورية وحلفائهم الروس، وخاصة طالما أن موقف الولايات المتحدة ـ التي تدعم سوريا موحدة تحت نظام حكم واحد ـ ما زال ساريا. إضافة إلى ذلك، تحتاج مهاجمة القوات السورية، على الأقل حسب رأي عدد من أعضاء الكونغرس الديمقراطيين، إلى مصادقة الكونغرس. يوجد بينهم من يهددون بخطوات قانونية لمنع توسيع القتال الأمريكي في سوريا.
يكمن السبب في الهجوم كما يبدو في الاستراتيجية الجديدة الآخذة في التبلور خلال الحركة في الإدارة الأمريكية. هدفها وقف تمركز إيران في سوريا واحباط الجهود الدبلوماسية الروسية من أجل تحقيق حل سياسي، بدون القدرة على طرح بديل أمريكي.
تبنت واشنطن تهديد إنشاء «الهلال الشيعي» الذي يربط بين طهران ودمشق مرورا بالعراق، وذريعة استراتيجية لنشاطها في المنطقة الحدودية بين سوريا والعراق، بعدما تبين لها أنه لا يمكنها التأثير على انتشار القوات الإيرانية في جنوب سوريا وفي هضبة الجولان ومنطقة إدلب. ولكن دير الزور ليست فقط منطقة حدود جغرافية، يمكن للسيطرة عليها أن تصد التواصل الجغرافي الإيراني، هذه أيضا منطقة غنية بالنفط الذي يحتاجه نظام الأسد لتمويل حكمه. على هذه المنطقة وضعت إيران عينها، التي ترى فيها إمكانية كامنة كي تعيد لنفسها جزء معتبرا من التمويل الكبير الذي قدمته لسوريا.
قبل بضعة أيام أوضح يحيى رحيم سوفي، المستشار العسكري لعلي خامنئي، الزعيم الروحي لإيران، بأن على سوريا أن تسدد ديونها لإيران. وقال إنه «يوجد في سوريا نفط وغاز ومناجم فوسفات يمكن استخدامها لتسديد الديون». أقوال سوفي التي قيلت في مؤتمر عقده «معهد الأبحاث المستقبلية للعالم الإسلامي» تعبر عن المزاج في أوساط الإدارة الإيرانية الذي يقضي بأن النضال السياسي القادم سيكون على السيطرة الاقتصادية على الموارد في سوريا.
يبدو أن إيران تسعى للحصول على اتفاقات طويلة المدى مثل الاتفاقات التي وقعت بين موسكو ودمشق والتي تتضمن حقوقا لاستخراج النفط وإنشاء ميناء وقواعد عسكرية، التي أشار إليها سوفي بصورة صريحة. ليس واضحا ماذا تتضمن الاتفاقات التي وقعت مع موسكو، وإذا كانت آبار النفط في دير الزور مشمولة فيها، لكن لا شك أن المنافسة بين إيران وروسيا حول الثمار الاقتصادية للحرب تملي بدرجة كبيرة السلوك العسكري في سوريا.
في المقابل، لا يوجد للولايات المتحدة مصالح اقتصادية واستراتيجية في سوريا. وهي أيضا ليست شريكة في العملية السياسية التي تدار حصريا من قبل روسيا وبالتعاون مع إيران وتركيا. الولايات المتحدة تستطيع في هذه الأثناء فقط محاولة التشويش على القوات الروسية وأن تعيد سيطرة الجيش السوري على مناطق كانت تحت سيطرة داعش في شرق الدولة ومواصلة تهديد إيران بفرض عقوبات من شأنها أن تفكك الاتفاق النووي. ولكن هذا لا يمكنه أن يعتبر استراتيجية سياسية ذات أهداف واضحة.
إضافة إلى ذلك، من أجل تحقيق سياسة كبح إيران وروسيا، فإن الولايات المتحدة بحاجة إلى قوات الأكراد لتستخدم كقوة برية تصد تمركز القوات السورية والروسية أو الإيرانية في منطقة الحدود الشرقية. ولكن هذا التعاون الوثيق بين الولايات المتحدة والأكراد، وحتى التحذيرات الشديدة التي أطلقها الرئيس ترامب ضد تركيا، لم تنجح حتى في إقناع أو كبح استمرار الغزو التركي لعفرين، التي ما زالت تحت سيطرة الأكراد. لا يثق الأكراد أيضا إلى أي درجة يمكنهم الاعتماد على ترامب، على خلفية المحادثات التي جرت الأسبوع الماضي بين تلرسون وأردوغان حول تنسيق العمليات العسكرية في سوريا.
في موازاة ذلك، هناك تقارير من جهات معارضة في سوريا حول اتفاق تم التوصل إليه بين الأكراد ونظام الأسد بشأن نقل عفرين إليه لكبح استمرار سيطرة الأكراد على المدينة والمحافظة. هذه الخطوة إذا تم تطبيقها حقا ستسحب من واشنطن رافعة التأثير الأهم الموجودة لديها في هذه الأثناء في سوريا. وإذا قرر ترامب «معاقبة الأكراد» وأن يسحب منهم التمويل الذي تمنحه الإدارة لهم، فإن روسيا ستكون مسرورة بأن تحل محلها، هذا في الوقت الذي تطرح فيه الآن الأكراد كشركاء مرغوب فيهم في العملية السياسية. يبدو أن مواصلة الوجود الأمريكي في سوريا تتحول لتصبح مظاهرة ترف فارغة من دون أن يكون لها هدف محدد، تنتظر أن يعترف ترامب بفشله في بعث الحياة السياسية في سوريا.
تسفي برئيل
هآرتس 19/2/2018
==========================
هآرتس تكشف , 7 منظمات في الجولان تتلقى أسلحةً وأموالاً من إسرائيل
نشرت صحيفة “هآرتس” تقريرًا مفصلًا عن آخر تطورات جنوب سوريا، للمحللة “الإسرائيلية” إليزابيث تشوركوف، التي تتابع عن كثب الأحداث في سوريا، والتي تجري مقابلات مع العديد من الناشطين في الجماعات المسلحة في هضبة الجولان السوري المحتل.
تشوركوف لاحظت تغييرًا في نطاق التدخل “الإسرائيلي” في الأحداث جنوب سوريا، خلال الأشهر الأخيرة، وذلك ردًا على سلسلة النجاحات التي حققها الجيش السوري في الحرب، وما قالت إنه “التمركز الإيراني” في سوريا الذي حذر منه رئيس وزراء “إسرائيل” بنيامين نتنياهو.
ووفقًا لتقارير وسائل الإعلام الأجنبية، أشارت المحللة “الإسرائيلية” إلى أن “إسرائيل” بدأت في الأشهر الأخيرة، بمهاجمة منشآت عسكرية سورية ومواقع مرتبطة بإيران و”الميليشيات الشيعية”، بالإضافة إلى قوافل الأسلحة الموجهة لحزب الله”، لافتًة الى أن “عشرات الناشطين في المنظمات المسلحة” تحدثوا إليها، مشيرين إلى حدوث تغيير كبير في حجم الدعم الذي يتلقونه من “إسرائيل”. وقالت الكاتبة “إن ما لا يقل عن سبع منظمات مسلحة في الجولان السوري تتلقى الآن أسلحة وذخائر وأموال من “إسرائيل” لشراء أسلحة إضافية”.
وأضافت المحللة “الإسرائيلية” أن “التغيير قد حدث في الوقت الذي قلصت فيه الولايات المتحدة إلى حد كبير من مشاركتها في جنوب سوريا. ففي كانون الثاني الماضي، أغلقت إدارة ترامب غرفة العمليات الخاصة التي تديرها وكالة الاستخبارات المركزية في عمان عاصمة الأردن، والتي كانت تنسق الدعم للجماعات المسلحة جنوب سوريا. ونتيجة لذلك، ظل عشرات الآلاف من المتمردين الذين تلقوا دعمًا اقتصاديًا دائمًا من الأمريكيين بدون هذا الدعم”.
وأردفت قائلة: “في الوقت نفسه، زادت أيضًا المساعدة المدنية الإسرائيلية المقدمة إلى القرى التي يسيطر عليها المسلحون، بما في ذلك الأدوية والمواد الغذائية والملابس، وفي الصيف الماضي، اعترفت إسرائيل للمرة الأولى بأنها تقدم مساعدات مدنية للقرى الواقعة في الجولان السوري، لكنها امتنعت عن تأكيد الادعاءات بأنها تشارك أيضا في نقل المساعدات العسكرية، حسب ما أكدت “هآرتس”.
وكتبت تشوركوف، أن “الخطوة الإسرائيلية تهدف إلى الحد من تقدم النظام في هضبة الجولان واحتلال القرى التي يسيطر عليها المسلحون بالقرب من الحدود في الجولان. ومع ذلك، فإنها تلاحظ وجود فجوة في التوقعات بين الطرفين. المسلحون يتوقعون دعما إسرائيليًا غير محدود، ويأمل البعض بتلقي مساعدة في الجهود الرامية لإسقاط النظام. أما البرامج الإسرائيلية فهي أكثر تواضعًا ومحدودية وتركز على الجهود الرامية إلى صد القوات”.
وختمت صحيفة “معاريف” مقالها بأن “الجماعات المسلحة المعتدلة نسبيًا، والتي تسميها المؤسسة الأمنية الإسرائيلية “الجماعات المحلية”، تسيطر على معظم الحدود السورية مع “إسرائيل”، باستثناء منطقتين – الأراضي الخاضعة لسيطرة النظام في الشمال والمنطقة التي يسيطر عليها ما يسمى “جيش خالد بن الوليد”، ذراع “داعش”، في مرتفعات الجولان الجنوبية.
==========================
الصحافة التركية :
ستار :هل هناك إرادة لدى واشنطن لتلبية مطالب أنقرة؟
سعادت أوروتش – صحيفة ستار – ترجمة وتحرير ترك برس
بالتوازي مع التقدم في عملية غصن الزيتون بعفرين، شهد الأسبوع الماضي اجتماعات هامة على صعيد العلاقات التركية الأمريكية.
كان أهم هذه الاجتماعات، استقبال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وزير الخارجية الأمريكي ريكس يلرسون، الخميس الماضي. لم يحضر الاجتماع أي مسؤول أمريكي أو تركي باستثناء وزير الخارجية مولود جاوش أوغلو، وهذا من التفاصيل الهامة للاجتماع.
أيضًا استمرار الاجتماع على مدى 3 ساعات و15 دقيقة، وعدم تسرب تفاصيل عنه للإعلام. إضافة إلى توجيه تيلرسون في اليوم التالي عقب لقاء نظيره جاوش أوغلو رسائل إيجابية نسبيًّا.
ولا شك أن منبج كانت واحدة من أهم القضايا التي تناولتها الاجتماعات، حيث قال تيلرسون "سنبحث أولًا مسألة منبج".
إذا تغاضينا عن تصريحات وزير الدفاع التركي نور الدين جانيكلي من بروكسل، في أي مرحلة كانت العلاقات التركية الأمريكية؟ الأحاديث كانت قد بدأت عن احتمالات صدام بين أنقرة وواشنطن ميدانيًّا.
جانيكلي قال عقب لقاء نظيره الأمريكي جيمس ماتيس إن الأخير أكد له أن بلاده لم تقدم أسلحة لوحدات حماية الشعب، وإنه في حال لم يثبت العكس فإنه، أي جانيكلي، مضطر لتصديق هذه الرواية.
معلومة أخرى مثيرة للانتباه، وهي اقتراح ماتيس دفع وحدات حماية الشعب إلى قتال حزب العمال الكردستاني.
استقبل الشارع هذه التصريحات باستغراب، لأن الأسلحة التي منحتها الولايات المتحدة لوحدات حماية الشعب بتفاصيلها وعدد الشاحنات التي حملتها، تحدث عنها أردوغان مرات عديدة، كما أن الجهات التركية نقلت هذه المعلومات لنظيرتها الأمريكية.
وإضافة إلى ذلك، فإن أردوغان تناول المسألة مع نظيره الأمريكي ترامب خلال اجتماعهما في هامبورغ على هامش قمة مجموعة العشرين. ونقل أردوغان عن ترامب قوله آنذاك إن لا علم له بذلك، وإنه استدعى جنرالاته في هذا الخصوص.
لكن من الممكن القول إنه بحسب تصريحات مسؤولين مطلعين على الاجتماعات فإن هناك قناعة بدأت تسود في أنقرة حول بدء تشكل إرادة وبذلك جهود لدى الجانب الأمريكي من أجل تلبية المطالب التركية.
بيد أن الوضع على الأرض يختلف تمامًا بطبيعة الحال..
على سبيل المثال، خلال لقاء جانيكلي- ماتيس، حينما قدم الوزير التركي وثائق عن علاقة وحدات حماية الشعب مع حزب العمال الكردستاني اقترح الوزير الأمريكي دفع التنظيمين للاقتتال مع بعضهما.
وهنا أبلغ الوزير التركي نظيره الأمريكي بعدم واقعيته بالوثائق. أليست الولايات المتحدة هي من أكسبت النفوذ في سوريا لحزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب؟
ومع كل ذلك، لدي انطباع بأن التوتر في الأسابيع الأخيرة قد يبدأ بالتخلي عن مكانه لأجواء معتدلة. وفي الأثناء، هناك أمر لا بد من تقبله بما لا يدع مجالًا للجدل، وهو أن الولايات المتحدة لا تملك مجال واسعًا للمناورة أمام تركيا.
==========================
صباح :الولايات المتحدة ومساعي "بلقنة" سوريا
بيرجان توتار – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس
بلغ الصراع متعدد الجنسيات والأبعاد ذروته على الصعيد المحلي والإقليمي والعالمي في سوريا التي تحولت إلى ما يشبه برميلًا من البارود.
وعلى الأخص، كل خطوة قذرة وخاطئة تقدم عليها الولايات المتحدة في إطار سياستها لبلقنة سوريا، تقلب كل الحسابات الاستراتيجية رأسًا على عقب.
الحروب بالوكالة المستمرة في سوريا منذ سبع سنوات عبر التنظيمات الإرهابية والشركات الأمنية الخاصة والميليشيات والقوات السرية والجنود المرتزقة، بدأت تترك مكانها رويدًا رويدًا للصراع العالمي الدامي بين القوى الفاعلة الأساسية.
وعندما بدأت المناطق العازلة والتنظيمات الإرهابية المدعومة من جانب القوى المختلفة بالانحسار في سوريا اندلعت المواجهة بين أكثر القوى تأثيرًا كتركيا وروسيا والولايات المتحدة وإيران وإسرائيل.
ومع نزول اللاعبين الأساسيين إلى الميدان بدأت الانتقادات تتزايد لخطط مشاريع الولايات المتحدة بشأن سوريا. فروسيا وجهت انتقادات شديدة وصريحة لواشنطن الساعية لتقسيم سوريا عبر إنشاء دويلة كردية، ولمحاصرة تركيا بحزام إرهابي. كما حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من أن سوريا تواجه خطر التقسيم.
منذ البداية كانت الاستراتيجية الكبرى/ السياسة الرئيسية للولايات المتحدة هي "بلقنة" وتقسيم سوريا، أو تركها للفوضى على غرار الصومال. وعلينا ألا ننسى أن البلقنة هي مفهوم الاحتلال الأنكلوساكسوني الأكثر فعالية خلال القرون الثلاثة الماضية والمعروف بمبدأ "فرّق تسد".
بذلت الإدارة الأمريكية كل جهودها دائمًا من أجل تغيير خريطة سوريا، وليس نظامها، ولم تنبس ببنت شفة إزاء تجاوز نظام الأسد لكل الخطوط الحمراء. ولهذا كانت الناحية الرئيسية التي اهتمت بها واشنطن هي توسيع خطوط الصدع العرقية والدينية.
مخطط سوريا المقسمة إلى أربعة دويلات، كردية في الشمال ودرزية في الجنوب وعلوية في الغرب وسنية في الشرق، الذي وضعته الولايات المتحدة عام 2013، يتمتع بأهمية كبيرة لأمن حدود إسرائيل الشمالية.
كما أن سوريا المقسمة من الناحية السياسية ستكون محركًا جديدًا لصراع القوى الإقليمية في المستقبل، على غرار العراق. وبهذا ستكون بلدان المنطقة وفي طليعتها تركيا ولبنان والعراق والأردن وإيران عرضة للتهديد بضغوط جيوسياسية قادمة من سوريا المقسمة.
لكن الضغط الحقيقي الذي لم تتمكن القوى العالمية من حسابه نجم عن عدم التوافق بين الاستراتيجية والواقع الاجتماعي لبلدان المنطقة. فالعقل الأمريكي الذي تغاضى عن الغنى الثقافي والتاريخي والسياسي لقوة كتركيا، واكتفى بحصرها في معطيات إحصائية، واجه هزيمة لم تكن في حسبانه.
النظام الدولي الذي تتزعمه الولايات المتحدة أصابته حالة من الشلل في سوريا، وذلك ناجم عن طبيعة النظام نفسها والحسابات القذرة بشأن هذا البلد في المستقبل.
وبشكل من الأشكال فإن الولايات المتحدة سقطت في الحفرة التي حفرتها لغيرها، وسيذكرها التاريخ على أنها القوة التي هدمت نظامًا بنته بأيديها.
==========================
الصحافة البريطانية :
بروجيكت سنديكيت :الوضع القاتم في سورية
دومينيك مويسي*
باريس- في كتابه بعنوان "الاستراتيجية الكبرى للإمبراطورية البيزنطية"، يشير العالم السياسي إدوارد لوتواك، إلى أن طول عمر الإمبراطورية البيزنطية راجع إلى نوعية دبلوماسيتها. ويقول لوتواك، إنه من خلال الاعتماد على الإقناع والتحالفات والاحتواء، بدلاً من القوة، استطاعت الإمبراطورية الرومانية الشرقية الصمود لثمانية قرون -مرتان ضِعف عمر الإمبراطورية الرومانية التي نشأت منها. وبينما تحاول دول مثل تركيا والولايات المتحدة اجتياز الوضع المعقد أو "البيزنطي" في سورية، سيكون من الجيد أن يأخذوا التطور الدبلوماسي لبيزنطة بعين الاعتبار.
الهجوم الذي شنه الجيش التركي على الأراضي في شمال سورية التي يسيطر عليها الأكراد -أقرب شركاء أميركا في المعركة ضد تنظيم "داعش"- يسلط الضوء على التعقيد الحقيقي للأزمة السورية. وتواجه تركيا والولايات المتحدة الآن، وهما عضوان مؤسسان في حلف شمال الأطلسي، خطراً حقيقياً يتمثل في حدوث تصعيد سيؤدي بدوره إلى مواجهة مباشرة بين قواتهما المسلحة -وهي مواجهة ستراقبها روسيا بارتياح.
كما تستسلم تركيا للحساب التفاضلي في الشرق الأوسط: الأراضي تساوي السلطة. وبالنسبة لتركيا -الفخورة بتاريخها الإمبراطوري، والقلقة بشأن فقدان مجدها السابق- فإنه ليس من حق سكانها الأكراد، تحت أي ظرف من الظروف، الاستيلاء على أراضيها.
في العقود الأخيرة، أصيبت جهود تركيا الرامية إلى تحقيق حلمها العثماني الجديد المؤثر بشكل كبير في منطقتها بخيبة أمل. وبينما كان العديد من الإصلاحيين العرب يأملون أن تصبح تركيا بعد بداية الربيع العربي في العام 2010 نموذجاً للديمقراطية الحديثة، فإن الأمور سارت بشكل مختلف عما كان مخططاً له.
لكن تركيا توجهت منذ ذلك الحين نحو السلطوية، ويرجع ذلك جزئياً إلى التوظيف الفعال للرئيس رجب طيب أردوغان للقومية. وقد لقي مسلسل ملحمة "كوت العمارة"، وهو مسلسل تلفزيوني تركي يحكي قصة انتصار العثمانيين خلال الحرب العالمية الأولى على القوات البريطانية الغازية، نجاحاً كبيراً بين المشاهدين الأتراك. وتزداد شعبية أردوغان عادة عند تصاعد التوتر العسكري؛ حيث اقترح بعض المعلقين السياسيين في تركيا إمكانية إجراء انتخابات مبكرة لتعزيز النظام، مثل ما حدث بعد الانقلاب الفاشل الذي وقع في العام 2016.
وقد ساعد ذلك على إبعاد تركيا عن الاتحاد الأوروبي. وقد تخلى نظام أردوغان عن التظاهر بإقامة علاقات أوثق مع تلك الكتلة، بدلاً من مضاعفة التزامه بتعزيز موقفه في الشرق الأوسط. وتكمن أولويات تركيا في منع تشكيل منطقة مستقلة مخصصة للأكراد السوريين على حدودها -وهي نتيجة يمكن أن تلهم حزب العمال الكردستاني التركي، الذي كان وراء العديد من الهجمات الإرهابية على الأراضي التركية، للمطالبة بالشيء نفسه.
من المحتمل أن تؤدي مغامرات تركيا العسكرية في سورية إلى نتائج عكسية -على سبيل المثال، في حال وقوع خسائر بشرية كبيرة أو انتصار الخصم الذي يعد أقل شأناً. وعادة ما تكون الأنظمة الاستبدادية أكثر عرضة للمغامرات العسكرية الفاشلة من الأنظمة الديمقراطية. لكن أردوغان يبدو، في الوقت الراهن، ملتزماً باستراتيجيته التي تجمع بين الأهداف الهجومية والدفاعية.
خلق كل هذا معضلة بالنسبة للولايات المتحدة التي أجبرت على الاختيار بين حليفها الرسمي (تركيا) وشركائها الفعليين (الأكراد). ومن المرجح أن يذهب ولاء الجيش الأميركي إلى الأكراد الذين وقفوا بشجاعة في المعركة ضد "داعش" وكثيراً ما فقدوا أرواحهم. ومن ناحية أخرى، فإن الدبلوماسيين والسياسيين هم أكثر استعداداً للتضحية بالأكراد من أجل الحفاظ على علاقات جيدة مع تركيا، باعتبارها حليفاً هاماً في حلف شمال الأطلسي، وإن كانت أكثر برودة وأكثر صعوبة.
من الناحية المثالية، يمكن أن تجد الولايات المتحدة وسيلة لتهدئة تركيا من دون التخلي عن الأكراد. ولكن، مع التزام الأكراد باستخدام نفوذهم الذي تحقق بمشقة الأنفس لتعزيز المناطق الكردية المتمتعة بالحكم الذاتي في شمال سورية والعراق، فسيكون من الصعب، إن لم يكن من المستحيل، تنفيذ هذه الاستراتيجية
الوضع الحالي في سورية معقد للغاية. ففي حين يتخذ أردوغان الخطوات اللازمة لتعزيز سلطته، تبدو الولايات المتحدة، في هذه الأثناء، مستعدة للتضحية بشركائها المخلصين، وبالأكراد، من أجل مصلحة الدولة. لكن المفارقة الكبيرة في هذا هي أن الفائز الحقيقي في هذه اللعبة الاستراتيجية هو فلاديمير بوتين وروسيا. وقد أصبح التوتر داخل الناتو الآن أكثر تصاعداً من أي وقت مضى. وإذا أصبحت سورية ساحة قتال لعضوين في التحالف، فإن العواقب على الغرب ستكون وخيمة -والفوائد على روسيا ستكون ضخمة.
سوف يكون أكبر المتضررين هم السكان المدنيون والضحايا الرئيسيون في لعبة الشطرنج الدموية هذه، والذين سيفاقم مثل هذا التطور من معاناتهم. ويبدو أن العالم أصبح أقل حساسية مع إراقة الكثير من الدماء. وقد أكد لي أحد أصدقائي الدبلوماسيين أن دوره الجديد في الخدمة لم يعزز إيمانه بالإنسانية. ويؤكد التعامل مع المسألة الكردية في سورية موقفه السلبي.
*عالم سياسي، وكبير مستشاري معهد مونتين في باريس.
*خاص بـ"الغد"، بالتعاون مع "بروجيكت سنديكيت".
==========================
صحيفة ألمانية: كيف يدير بوتين الصراع داخل سوريا وخارجها؟
ذكرت صحيفة "تاغس شبيغل" الألمانية إن النفود الذي أصبح يتمتع به الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خارج وداخل سوريا بات واضحا وأنه يمسك بخيوط اللعبة في كل من إيران وإسرائيل علاوة على الوضع في سوريا.
وذكر الكاتب كريستيان بومه في مقال ترجمته "صحيفة كل أخبارك" إن سوريا أصبحت مسرحا لصراع القوى العظمى بعد مرور سبع سنوات من الثورة الشعبية ضد النظام السوري. وبمرور السنوات تحولت الانتفاضة السلمية التي تطالب بمزيد الحريات والحقوق إلى حرب متعددة الأقطاب.
وأثبت الكاتب أن النظام السوري يواجه قوات المعارضة بمساندة من روسيا وإيران بهدف استعادة السيطرة على المناطق غير الخاضعة لسيطرته. في الوقت نفسه يريد الجيش التركي إلى طرد وحدات حماية الشعب الكردية من شمال سوريا للحيلولة دون تمكن الأكراد من تأسيس دولة مستقلة.
وفي ظل هذه المواجهات متعددة الأقطاب باتت الولايات المتحدة الأمريكية قلقة من تأثيرات ذلك على عملياتها العسكرية التي تركز على التصدي لتنظيم الدولة.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية تدعم الأكراد في الحرب السورية وهو ما ينذر بتصاعد التوتر بين مختلف الأطراف المشاركة في الحرب. ولعل أخطر السيناريوهات المتوقعة هو اندلاع مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران. ولعل الأمر المثير للقلق هو أن هذه المواجهة قد تكون لها عواقب كارثية على كامل المنطقة.
وأوضح الكاتب أن إيران لعبت دورا هاما في صمود النظام السوري في وجه أعدائه بفضل ما تقدمه من دعم مالي للقوات النظامية علاوة على مشاركة الحرس الثوري الإيراني والميليشيات الشيعية في المعارك ضد تنظيم الدولة.
وقد كانت كلفة الحرب السورية باهظة جدا بالنسبة لإيران التي تسعى بالأساس إلى بسط نفوذها على المنطقة الممتدة من العراق إلى البحر الأبيض المتوسط واحتواء النفوذ الإسرائيلي.
وأشار أن الولايات المتحدة الأمريكية تسعى إلى الحد من النفوذ الإيراني في الأراضي السورية. ولتحقيق هذه الغاية أقدمت إسرائيل على شن غارات جوية تستهدف مواقع إيرانية وأخرى تابعة لحزب الله التي تعد بمثابة رسالة تحذيرية لطهران. وفي الأسبوع الماضي اخترقت طائرة دون طيار الأجواء الإسرائيلية فردت تل أبيب الفعل على هذه الحادثة عن طريق شن سلسلة من عمليات القصف.
وأوضح بومه أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يعتبر الطرف الوحيد القادر على الحيلولة دون احتدام المواجهات بين الجانبين الإسرائيلي والإيراني خاصة وأنه يستطيع التأثير على إيران. ولكن المهمة الروسية لن تكون سهلة لأن الرئيس الروسي واقع في مأزق الاختيار بين الطرفين فمن جهة تعتبر إيران حليفا استراتيجيا لموسكو في الحرب السورية؛ ومن جهة أخرى لا يرغب بوتين في توتير علاقته مع تل أبيب.
وأفاد بأن إسرائيل تعد قوة عسكرية ذات ثقل في المنطقة. لهذا السبب يرتبط السلام في سوريا ومنطقة الشرق الأوسط بالمصالح الأمنية الإسرائيلية. ومن جهته يعتبر بوتين إسرائيل بمثابة دولة ضامنة للتوازن الإقليمي في الشرق الأوسط. ولعل الدور الذي تضطلع به روسيا في الحرب السورية هو ما يفسر عمل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين ناتنياهو بمشورة الرئيس الروسي فيما يتعلق بالشأن السوري.
وفي حين فقدت الولايات المتحدة الأمريكية كل نفوذها في منطقة الشرق الأوسط أصبحت روسيا سيدة القرار في سوريا. ومن هذا المنطلق أعطت موسكو الضوء الأخضر لإسرائيل لشن غارات على مواقع تابعة لحزب الله. كما وعد الرئيس الروسي صديقه نتنياهو بمنع تمركز الميليشيات الإيرانية في مرتفعات الجولان.
وذكر الكاتب أن طهران لا تثق في الوعود الروسية ما يعني أن بوتين سيقع في مأزق في حال قررت إسرائيل الحد من النفوذ الإيراني؛ لأنه في هذه الحالة سيكون مطالبا بالوقوف في صف طرف على حساب آخر. وعموما من المتوقع أن يكون خيار روسيا حيال الحليف الذي ستدعم صفوفه قائما بالأساس على حجم النفوذ الذي يتمتع به على الأراضي السورية.
وأشار إلى أن بوتين يخضع في الوقت الراهن لاختبار حقيقي حيث سيكون مطالبا بأن يراعي مصالح مختلف الأطراف المتنازعة في سوريا بطريقة دبلوماسية. وفي كل الأحوال يجب على الرئيس الروسي أن يحاول التخفيف من حدة التوتر بين حليفيه إيران وإسرائيل ليبقى مصير الحرب السورية رهين نجاح بوتين في منع حدوث أي مناوشات أو مواجهات عسكرية بين الطرفين.
==========================