الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سورية في الصحافة العالمية 19/5/2015

سورية في الصحافة العالمية 19/5/2015

20.05.2015
Admin



إعداد مركز الشرق العربي
عناوين الملف
1. الديلي ستار: الجهادي جون يدعو لشن حرب في شوارع بريطانيا
2. نيويورك بوست: لهذه الأسباب لم يَعُد حلفاء واشنطن يؤمنون بوعود أوباما
3. ستراتفور غلوبال إنتيليجنس : كتبه كمران بخاري بتاريخ 12/5/2015 :لماذا سيكون التوسع الشيعي في المنطقة قصير الأجل؟
4. صحيفة سليت الفرنسية :عدم إظهار أية رحمة تجاه مقاتلي “داعش” سيكون سببا في خسارة الحرب
5. صحيفة لوفيغارو الفرنسية :العلاقة بين لندن وواشنطن لم تعد “خاصة”
6. توماس دبليو ليبمان – لوب لوغ :بعد كامب ديفيد.. لا نهاية في الأفق لحرب سوريا
7. الاندبندنت: سقوط الرمادي يغير المشهد السياسي في العراق وسوريا
8. "واشنطن بوست": عدم استعداد أوباما للربط بين وسائل واستراتيجية محاربة "داعش" يهدد بإطالة أمد الحرب
9. “فورين بوليسي”: المهمة الأميركية الناجحة بسورية قد تليها أخرى
10. ديلي ستار :مايكل يونغ: الرقصة الخطيرة لبشار الأسد مع إيران
 
الديلي ستار: الجهادي جون يدعو لشن حرب في شوارع بريطانيا
أرسل الجهادي البريطاني محمد الإموازي و المعروف بلقب "الجهادي جون" العشرات من الرسائل السرية إلى مؤيديي الدولة الإسلامية، يحضهم على تنفيذ هجمات رداً على ضربات سلاح الجو الملكي البريطاني في سوريا. وفي أحد الرسائل المشفرة، دعا جون أتباعه لجعل بريطانيا تدفع ثمن قتلهم "للأخوة" في سوريا.
وفي رسالة أخرى، استخدم جون، الذي صوّر وهو يقطع رؤوس رهائن من بينهم البريطانيين آلان هيننغ و ديفيد هينز، عبارة "اقطعوا رؤوس الكفار".
وقد تم تحليل الرسائل من قبل محللوا سيفرات الذين قاموا باختراق الرسائل البريد الالكتروني المشفرة في مركز التنصت الحكومي، وقال رؤساء التجسس أنهم يعتقدون أنه خلايا إرهابية متواجدة في بريطانية تسعى إلى شن هجوم مباغت في غضون الأشهر القليلة القادمة.
واطلع مدير الجهاز الأمني الداخلي أندرو باركر مؤخراً رئيس الوزراء التهديد الوشيك وأن هجوم داعش على المدينة الكبرى كان لا مفر منه، لذا شن الأسبوع الماضي حملة على منشأ المتطرفين.وأعلم الخبراء الاستخباراتيين أعضاء المجلس الأمني الوطني أن بريطانيا هي الهدف الرئيسي.
وقال أحد المصادر التابعة لصحيفة الديلي ستار أنه هناك حوالي2000 جهادي في بريطانيا العديد منهم كان عنصراً في الدولة الإسلامية و قاتلوا في العراق و سوريا، وعادوا إلى البلاد وهم الآن يشكلون تهديد حقيقي، ونحن نعلم أنه هناك خلايا نائمة في بريطانيا لكننا لا نعلم أين يتواجدون و من هم العناصر ولا ماذا يخططون لفعله.
نقلا عن موقع عرب برس
======================
نيويورك بوست: لهذه الأسباب لم يَعُد حلفاء واشنطن يؤمنون بوعود أوباما
الثلاثاء 19 مايو 2015 / 01:55
24 - إعداد: فاطمة غنيم
قالت صحيفة "نيويورك بوست" في افتتاحيتها، إن الزعماء العرب بدوا غير متأثرين بالمرة بقطع الرئيس أوباما "التزاماً راسخاً بأمن شركائنا الخليجيين"، واعتبرت أن هذا شيء منطقي، إذ سبق أن رأوا التزامات أخرى كثيرة من التزاماته الراسخة تُخلف، ولا سيما في الشرق الأوسط. وأوضحت الافتتاحية أن وعد أوباما(الذي لم يَرْق حتى إلى ما بشّر به فريق العلاقات العامة بالبيت الأبيض) جاء في خضم شواهد متزايدة على أن الرئيس السوري بشار الأسد يستخدم غاز الكلور ضد شعبه بلا هوادة، مما يتسبب في مقتل عشرات الآلاف منهم.
كلما ازدادت الضمانات التي يقدمها أوباما لحلفاء أمريكا التقليديين تسارع انزلاق الشرق الأوسط في هوة الفوضى العارمة وتذكروا أن الأسلحة الكيماوية كانت محل "خط أحمر" رسمه أوباما للأسد في عام 2012، إذ قال آنذاك إن نشر أسلحة محظورة قاتلة "سيغير حساباتي" ويضمن أن تترتب "عواقب وخيمة" على النظام السوري، والآن يجادل الرئيس بأن الكلور "لم يُعتبر، تاريخيّاً، سلاحاً كيماويّاً".
والحقيقة أن الكلور هو أصل الأسلحة الكيماوية، حيث يعود تاريخه إلى استخدامه من قبل ألمانيا في الحرب العالمية الأولى، بحسب الصحيفة.
والآن، وفيما يواصل الأسد استخدامه هذا الغاز دون أن يخشى العواقب، تقول التقارير إن البيت الأبيض ما زال يناقش كيف يرد.
عواقب متزايدة
وكما يعرف زعماء الدول الخليجية، فإن هذا له تداعياته الكبيرة على الاتفاقية التي يحاول أوباما باستماتة أن يتوصل إليها مع إيران، والتي ستضرب – بإجماع الآراء – عُرض الحائط بالالتزام الذي قطعه الرئيس في عام 2008 بأن يفعل "كل ما يتطلبه الأمر" لمنع إيران من تجاوز العتبة النووية.
وفي خطاب حالة الاتحاد الذي ألقاه أوباما في عام 2010، قطع "وعداً" بأن تواجه إيران "عواقب متزايدة" نتيجة سعيها للحصول على أسلحة نووية، وبدلاً من ذلك، نجد واشنطن الآن تتحالف مع إيران لمحاربة تنظيم داعش.
تدهور في الشرق
وفي هذه الأثناء، يواصل الوضع في اليمن تدهوره، وأما في العراق، فقد انتزع تنظيم داعش السيطرة على مدينة الرمادي المهمة.
كل هذا يبيّن لماذا يصرّح الزعماء السعوديون الآن علانية بأنهم لا يؤمنون بـ"التزامات أوباما الراسخة" لكنهم سيضارعون إيران سلاحاً نوويّاً بسلاح نووي.
وهكذا، فكلما ازدادت الضمانات التي يقدمها أوباما لحلفاء أمريكا التقليديين، تسارع انزلاق الشرق الأوسط في هوة الفوضى العارمة، وفقاً لافتتاحية نيويورك بوست.
======================
ستراتفور غلوبال إنتيليجنس : كتبه كمران بخاري بتاريخ 12/5/2015 :لماذا سيكون التوسع الشيعي في المنطقة قصير الأجل؟
توقعات
أن تكون كتلة من الدول الشيعية قد اندمجت في الشرق الأوسط هو تطور جيوسياسي مهم؛ وأن تكون الدولة التي تقودها هي إيران يعني أنها يمكن أن تكون قصيرة الأجل.
في الواقع، كان تشكيل الكتلة وتوسعها، كما هو حالها، ممكناً فقط بسبب انقسام وضعف الدول العربية السنية.
سوف تعمل عوامل عدة، أبرزها الأزمة السورية والقيود العرقية والدينية، على منع إيران من توسيع النفوذ الشيعي أبعد مما فعلت مسبقاً.
تمكن قسمة الصراع الطائفي في الشرق الأوسط بدقة إلى جانبين: السنة والشيعة. أو هكذا يبدو. لكن الواقع، كما تبين، يبقى أكثر تعقيداً بكثير. فالوحدة السنية خرافة؛ حيث تنقسم الدول التي تشكل المعسكر السني حول مجموعة متنوعة من القضايا. كما أن الشيعة الذين نمت قوتهم منذ أوائل التسعينيات، يعانون مع ذلك من القيود التي لا مفر منها لكونهم يشكلون أقلية.
التحدي الديموغرافي
في واقع الأمر، تتلخص إحدى أكثر الخصائص التي تحدد إمكانيات المعسكر الشيعي في كونه لا يضم سوى جزء صغير من السكان المسلمين، في حين يتبع أكثر من ثلاثة أرباع جميع المسلمين مذهب الإسلام السني.
وفقاً لدراسة أجراها مركز بيو للأبحاث في العام 2011، هناك أربعة بلدان فقط لديها أغلبية شيعية: إيران، وأذربيجان، والبحرين والعراق. لكن هناك دولاً أخرى لديها أقليات شيعية بارزة أيضاً، بما في ذلك اليمن، الكويت، المملكة العربية السعودية، أفغانستان، باكستان، تركيا، الإمارات العربية المتحدة، قطر وسلطنة عمان. ويشكل الشيعة أيضاً أكبر مجموعة طائفية في لبنان، كما يشكلون ما يصل إلى 20 في المائة من مجموع 180 مليون مسلم أو نحو ذلك في الهند.
مثل نظرائهم من السنة، فإن الشيعة متنوعون داخلياً. ويشكل الإثنا عشرية أكبر مجموعة شيعية، لكن هناك العديد من المجموعات الأخرى، بما في ذلك الإسماعيلية، والمعروفة أيضاً باسم السبعية؛ واليزيدية، المعروفة أيضاً باسم الخمسية؛ وهناك العلويون؛ والدروز. وتختلف كل هذه الطوائف الفرعية جغرافياً ولغوياً وسياسياً وفكرياً.
تاريخياً، حكم الشيعة بشكل متقطع فقط، مع بعض الاستثناءات القليلة البارزة. على سبيل المثال، احتفظ الفاطميون بخلافة، مقرها في القاهرة وتمتد من المغرب إلى الساحل الغربي من شبه الجزيرة العربية، من بواكير القرن 10 إلى أواخر القرن 12. وفي السنوات 932-1055، حكمت الإمبراطورية الفارسية البويهية الإثنا عشرية كثيراً مما يشكل الآن إيران والعراق. وفي وقت لاحق، حكمت الدولة الإيلخانية من مغول آسيا الوسطى أجزاء من باكستان وأفغانستان وإيران والعراق وسورية وتركيا. وفي الآونة الأخيرة، أقام الزيديون إمامة في اليمن، والتي دامت من سنة 897 إلى 1962. وكانت العديد من الأنظمة السياسية الإسلامية الثانوية في القرون الوسطى أيضاً من السلالات الشيعية.
مع ذلك، كانت حالات السيطرة الشيعية نادرة في الجزء الأكبر من التاريخ. وظل السنة سائدين على الشيعة حتى القرن 16، عندما عينت الإمبراطورية الصفوية الإسلام الشيعي كدين رسمي لها. لكن جزءا كبيراً من الشرق الأوسط وجنوب آسيا كان قد وقع بحلول ذلك الوقت تحت سيطرة العثمانيين أو المغول، وكلاهما إمبراطوريتان سنيتان.
تأسيس موطئ قدم
تحولت القوة الشيعية منذ ذلك الحين إلى بلاد فارس. وفي العام 1979، أقامت الثورة الإيرانية رسمياً جمهورية شيعية. وتشكل إيران الآن أكبر دولة شيعية وأقواها عسكرياً. وقد مكنت قوتها رجال الدين في طهران من دعم المجتمعات الشيعية، وبالتالي تعزيز نفوذها في العالم العربي. لكن توسيع إيران لنفوذها لم يكن أمراً سهلاً على الدوام. فقد حاولت إيران الاستفادة من الأذريين العرقيين لديها في سبيل استخدام الأغلبية الشيعية في أذربيجان لصالحها. ومع ذلك، كانت أذربيجان جزءا من الاتحاد السوفياتي حتى العام 1991، وكانت بذلك دولة علمانية. وقد جعلتها علمانيتها التقليدية مقاوِمة للمبادرات الشيعية.
كما تم خنق النفوذ الإيراني في أماكن مثل جنوب آسيا. فقد جعلت الدول القوية مثل الهند وباكستان، ناهيك عن الحرب في أفغانستان، من التوسع الشرقي صعباً جداً على طهران. ومع كون شمال غرب البلاد وشرقها مغلقين إلى حد كبير، كان الاتجاه الآخر الوحيد الذي يمكن أن تتوسع فيه إيران هو الغرب في اتجاه العالم العربي. ورغم القتال الشرس الذي وقع خلال الحرب بين إيران والعراق في أوائل الثمانينيات، تمكنت طهران من تأسيس موطئ قدم لها في العراق، وهو الأمر الذي جعله العداء بين النظامين في بغداد ودمشق ممكناً. وفي واقع الأمر، أصبحت سورية حليفاً إيرانياً في وقت مبكر، فيما يعود الفضل فيه جزئياً إلى حقيقة وجود نظام علوي يحكم أغلبية من السكان السنة فيها. كما ساعد حكام سورية إيران أيضاً على تطوير حزب الله وتحويله إلى قوة سياسية وعسكرية كبيرة.
ثمة حدثان آخران كانا مفيدين لتوسيع النفوذ الإقليمي الإيراني: في العام 1989، انتهت الحرب بين إيران والعراق، ومن قبيل الصدفة إلى حد ما، وضعت الحرب الأهلية اللبنانية أوزارها. وتركت الحرب اللبنانية حزب الله، الجماعة الوكيلة لإيران، كأكبر كيان سياسي مفرد في لبنان. وبعد سنوات قليلة، قام العراق بغزو الكويت، جالباً حرب الخليج الأولى. وكانت تلك الحرب مفيدة جداً بالنسبة لإيران، لأنها أضعفت الحكومة في بغداد، والتي كانت تحمي دول مجلس التعاون الخليجي سابقاً من التعديات الإيرانية.
في أعقاب ذلك، شرع أكراد العراق والشيعة، الذين كانت طهران قد دعمتهم لسنوات، في استغلال الضعف المتزايد للنظام العراقي. وبحلول الوقت الذي هزمت فيه الولايات المتحدة صدام حسين في العام 2003، كان العراق ناضجاً للوقوع تحت السيطرة الإيرانية. ووقع فعلاً، مما أعطى لإيران قوس نفوذ يمتد من طهران إلى البحر الأبيض المتوسط.
لكن التوسع الإيراني سرعان ما توقف، حتى مع أن تطلعات إيران إلى الهيمنة الإقليمية لم تتوقف. وانطلاقاً من افتراض أن حدودها الغربية آمنة، رأت طهران فرصة في الربيع العربي للتوسع في شبه الجزيرة العربية -معقل منافس إيران الإقليمي، المملكة العربية السعودية. وعلى وجه التحديد، أملت طهران في استخدام الانتفاضات الشيعية في البحرين لصالحها. لكن المملكة العربية السعودية سحقت تلك الانتفاضة بمساعدة من حلفائها في مجلس التعاون الخليجي، وسحقت بالتالي آمال إيران في كسب الهيمنة في تلك الدولة الجزيرة.
بعد ذلك بوقت قصير، أصيب الطموح الإيراني بضربة قوية أخرى في سورية؛ حيث تطورت احتجاجات الربيع العربي في نهاية المطاف إلى حرب أهلية واسعة النطاق. وما تزال الحكومة العلوية هناك متماسكة، ولكن انحلالها سيكون كارثياً بالنسبة لإيران: إنه سيقطع طهران عن حلفائها في حزب الله، وسيترك الشيعة العراقيين عرضة لنظام سني في سورية. وليس من المفاجئ كثيراً، بعد ذلك، أن تكون إيران قد دعمت نظام الرئيس السوري بشار الأسد بكل هذا الحماس.
الكثير من الخطوط الحمراء
في الوقت الحالي، تظهر إيران والشيعة عموماً في وضع أفضل من المملكة العربية السعودية والسنة. وقد ساعد حزب الله والميليشيات الأخرى الأسد على البقاء في السلطة. وأعطت المعركة ضد الجماعات المتطرفة، مثل "جبهة النصرة" و"الدولة الإسلامية" لإيران الوقت لإعادة ترتيب نفسها، وكذلك فعلت المفاوضات النووية مع الولايات المتحدة. وفوق ذلك، انشغل السعوديون بالتمرد الحوثي في اليمن.
ومع ذلك، لن تدوم هذه المزايا التي حققها الشيعة. فقط جاءت أي مكاسب حققها الشيعة في جزئها الأكبر نتيجة لضعف السنة وتنافرهم، وتشير بعض التطورات الأخيرة إلى أن السنة أصبحوا يستعيدون الأرضية، ولو مؤقتاً فقط. فقد كسب الثوار مناطق حاسمة في سورية، لا سيما في محافظة إدلب، ودخلت المملكة العربية السعودية وتركيا في تحالف للإطاحة بالأسد من السلطة.
أما الأهم من ذلك، فهو أن هناك من السنة أكثر من الشيعة بكل بساطة، وهناك الكثير من الأدلة التي تشير إلى أن السنة لن يخضعوا لحكم شيعي. في لبنان، لم يستطع حزب الله السيطرة على الحكومة، رغم حجم ونفوذ المجموعة المسلحة. وفي اليمن، قد تبدو الحركة الزيدية وكأنها نسخة يمنية من حزب الله، ولكنها لا تستطيع أن تفرض إرادتها على أجزاء البلد فيما وراء المناطق الزيدية الأساسية. وفي العراق، ما يزال تنظيم "الدولة الإسلامية" يشكل جماعة سنية قوية، حتى في المناطق التي يسيطر عليها الشيعة، رغم وحشيته المعروفة.
في واقع الأمر، يشكل الجهاديون تهديداً لإيران وحلفائها الشيعة، ولكنهم يقدمون لهم الفرصة أيضاً. فالجهادية تضعف الدول السنية، وتميل إلى أرجحة الرأي العام الدولي تجاه إيران. ويأمل الإيرانيون في تعثر المملكة العربية السعودية ووقوعها في مستنقع. ومن وجهة نظرهم، يمكن أن يساعد زخم حركة الحوثيين في اليمن على اندلاع انتفاضة مماثلة بين الإسماعيليين في المحافظتين السعوديتين، جيزان ونجران، وكلاهما تتاخمان اليمن. وفي الوضع المثالي، سوف ينفجر المجتمع الإثنا عشري في المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية -وهو تطور يمكن أن يخلق، جنباً إلى جنب مع البحرين، بؤرة أمامية مهمة للنفوذ الإيراني في المملكة العربية السعودية.
هناك ببساطة الكثير من الخطوط الحمراء للسنة في المنطقة. وحتى في السيناريو المستبعد؛ حيث تضعف المملكة العربية السعودية كثيراً وتفرض إيران سيطرة فعلية في شبه الجزيرة العربية، فإن السكان السنة لن يسمحوا بأن تبقى المدينتان المقدستان، مكة المكرمة والمدينة المنورة، تحت السيطرة الشيعية. وليس هناك ببساطة ما يكفي من الشيعة لفعل أي شيء حيال ذلك، نظراً لأنهم محاطون بشكل أساسي بالسنة.
بالإضافة إلى الاعتبارات الدينية، هناك أيضاً اعتبارات عرقية تحول بدون انتشار الحكم الشيعي. فالقيادة الشيعية هي الآن في أيدي الفرس، وليس العرب. ورغم أن الشيعة العرب تحالفوا مع طهران، فإنهم لم يفعلوا ذلك إلا بدافع الضرورة، وهم المهمشون في بلدانهم، كما هو حالهم. وهذا يحد من المدى الذي يمكن أن تعتمد به إيران عليهم لخدمة أغراضها.
ورغم أن الشيعة في العالم العربي اتحدوا إلى حد كبير، فسوف يظل من الصعب عليهم تجاهل بعض خلافاتهم. وما تزال المنافسة قائمة بين المراكز الدينية العراقية لمدرسة النجف التي يهيمن عليها العرب، وبين المدرسة الدينية في مدينة قم الإيرانية، وقد حاولت طهران جاهدة زيادة نفوذها في النجف. ويأمل القادة الإيرانيون أن يمكّنهم فراغ السلطة في العراق من نشر مذهبهم الخاص بولاية الفقيه. ولكن، ومع مرور إيران بتغيرات سياسية خاصة بها، فإن التوترات القائمة بين الفصائل الليبرالية والمحافظة -وبين الفصائل الديمقراطية والثيوقراطية، بالنظر إلى صعود الرئيس الايراني حسن روحاني وعملية إعادة التأهيل المحلي الذي بدأه- أصبحت أكثر حدة. ويمكن كثيراً أن تستأثر تلك التوترات بجل انتباه إيران، مما يضع طموحاتها الدولية على جوانب الطريق.
وهكذا، وبقدر ما قد ترغب إيران في مواصلة استغلال نقاط ضعف السنة الحالية، فإن التغيرات الجارية في طهران قد تحباط طموحات قادتها الإقليمية -كما يمكن أن تفعل الخلافات الداخلية بين الشيعة وما يسفر عنه تقدم الأزمة السورية.
 
*نشر هذا التحليل تحت عنوان:
Why Shiite Expansion Will Be Short-Lived
نقلا عن الغد الاردنية
======================
صحيفة سليت الفرنسية :عدم إظهار أية رحمة تجاه مقاتلي “داعش” سيكون سببا في خسارة الحرب
نشر في : الثلاثاء 19 مايو 2015 - 03:30 ص   |   آخر تحديث : الثلاثاء 19 مايو 2015 - 03:35 ص
صحيفة سليت الفرنسية – التقرير
ألا يكون عندك أسرى من مقاتلي تنظيم “داعش”؛ فهذا يعني أنك انتهجت نهج الوحشية نفسه؛ وهذا يعني أننا لسنا فقط أمام جريمة حرب؛ ولكن أيضًا أمام استراتيجية فاشلة.
توجه رئيس الوزراء العراقي (حيدر العبادي) إلى الولايات المتحدة، في أبريل، لطلب الدعم المالي والعسكري لمواجهة تنظيم داعش، فالجيش العراقي يستعد لشن هجوم خلال هذا الصيف ضد هذا التنظيم في محافظة الأنبار. إلا أن هذه المعارك الوشيكة لا توفر إلا معلومات قليلة جدًّا عن الصراعات القادمة في الموصل وسوريا وأماكن أخرى، وهذه أنباء سيئة جدًّا لبغداد، وواشنطن وطهران.
فما السبب في ندرة المعلومات؟ الجواب يأتي مع عملية تحرير “تكريت” من قبضة تنظيم داعش؛ حيث لم تأسر الميليشيات العراقية أي مقاتل من هذا التنظيم، على الرغم من سلسلة المعارك العنيفة التي جرت في منطقة حضرية ذات كثافة سكانية عالية؛ مما أدى إلى المئات، إن لم يكن الآلاف من الضحايا.
وألا يكون لك أي أسير في عملية عسكرية واسعة النطاق؛ لا يمكن أن يعني إلا شيئًا واحدًا وهو أن الميليشيات المدعومة من إيران قاموا بإعدام كل مقاتلي تنظيم داعش من دون أن يتركوا أسيرًا واحدًا. وقد اعترف متحدث باسم لواء بدر قائلاً:
حتى نكون صادقين، لقد قتلنا كل الأسرى الذين قبضنا عليهم؛ لأنهم أعدائنا”. كما صرح قائد كتيبة: أن جنوده قبضوا على ثلاثة أفغان، وجزائري وامرأة أفغانية خلال المعركة، و”عندما انتهينا من استجوابهم، قتلناهم.”
جرائم حرب
انخرط المقاتلون المدعومون من إيران في العديد من الانتهاكات في حربهم ضد تنظيم داعش، ونشرت منظمة “هيومن رايتس ووتش” -مؤخرًا- تقريرًا من 31 صفحة يظهر ما ارتكبته الميليشيات والمقاتلون المتطوعون من دمار على نطاق واسع داخل وحول مدينة أمرلي. وهي المدينة التي قام فيها الجنود غير النظاميين من الشيعة، والعسكريون من الأكراد، والعراقيون، والعملاء الإيرانيون، وسلاح الجو الأمريكي بصد مقاتلي تنظيم داعش في خريف عام 2014. وبالإضافة إلى ذلك؛ فقد تم اتهام الجماعات الشيعية مع الجنود العراقيين بارتكابهم العديد من عمليات الإعدام الجماعي ومن دون محاكمة خلال العام الماضي، وخاصة جريمة قتل شنيعة شهدها مؤخرًا صحفيون من وكالة رويترز.
ومثل هذه الفظائع تتعارض مع قوانين الحرب. وبطبيعة الحال؛ فإنه خلال الحرب من الممكن حدوث مثل هذه الأعمال الوحشية، فتنظيم داعش بنفسه قام بذبح الآلاف من الجنود والسجناء مع نشر هذه الجرائم على شبكة الإنترنت، ولكن هذا لا يعطي ذريعة للقوات العراقية، ولا للمليشيات الشيعية التي شاركت في معظم المعارك في تكريت، الحق في القيام بمثل هذه الجرائم، التي هي ليست فقط مجرد جريمة حرب؛ ولكنها أيضًا طريقة رهيبة لكسب المعركة الكبيرة والمتمثلة في نزاهة الدولة العراقية.
كما أن القتل الجماعي يقضى على كل فرصة لجمع المعلومات، فالموتى لا يتكلمون، والأسرى الذين تم القبض عليهم في تكريت كان من الممكن أن يوفروا معلومات قيمة لمواجهة تنظيم داعش خلال المعارك القادمة. فأثناء احتلال العراق؛ سرعان ما أدرك الجيش الأمريكي أن المعلومات المفيدة -غالبًا- ما يقدمها الأسرى. والآن وبعد أن تمت إبادة جميعهم ستكون المعلومات شحيحة، فلا أحد سيعرف من يقود العمليات على الميدان ولا المباني المحاصرة في المدينة المجاورة.
تحييد روح المحارب
من المؤكد أنه يمكننا القول: بإن كل مقاتلي تنظيم داعش متعصبون ومستعدون للقتال حتى الموت. وهذا صحيح بالنسبة للكثير منهم. كما أن هذا التصرف نفسه قام به جنود الجيش الأمريكي في بداية الحرب العالمية الثانية مع الجنود اليابانيين الذين عاملهم الجيش الأمريكي بلا رحمة.
لكن قتل الرهائن اليابانيين لم يكن مجديًا، وتسبب في ضياع الكثير من المعلومات، وحتى وقت متأخر من الصراع، وعندما بدأ بعض المحققين في البحرية الأمريكية في التعامل مع أسرى الحرب بكل احترام، وإقناع هؤلاء الجنود اليابانيين المصابين والمروَّعين بتقديم معلومات عسكرية ذات قيمة، ما جعل الولايات المتحدة تتمكن من معرفة كيفية عمل الجيش الياباني.
كما أن قتل الأعداء لا يعتبر استراتيجية جيدة على المدى الطويل عندما تريد كسب الحرب وليس مجرد معركة. وقد قال العسكري الصيني العبقري، سون تزو: إننا ينبغي أن نترك دائمًا لخصومنا وسيلة للهروب سواءً أكانت حقيقية أم مختلقة؛ لتحييد روح المحارب لديهم. فمنع هذا الاحتمال سيؤثر سلبًا على المرحلة المقبلة من الحرب. ومقاتلو تنظيم داعش مع الكثير من السنة سيقاتلون حتى الموت؛ لأنهم مقتنعون بأنه ليس لديهم خيار آخر. كما أن قتل الرهائن سيجعل المقاتلين العراقيين أو السوريين، الأقل تعصبًا من أولئك المحاربين القادمين بهدف الموت في ساحات القتال، يفكرون مرتين قبل أن يسلموا أنفسهم.
حشد الأعلام السوداء
ويعتبر قتل الرهائن شيئًا فظيعًا، ويقوّض كل تسوية سياسية في العراق، فمَن قال: إن الذين قُتلوا ليسوا من المدنيين؟ فهل كل من يستطيع حمل السلاح يعتبر من أنصار تنظيم داعش؟ وهكذا فإن قتل الرهائن سيترك جروحًا نفسية شديدة، والتي ستبقى لسنوات عدة.
بالإضافة إلى ذلك؛ فإن القيام بمثل هذه الأعمال الوحشية سيعزز من الدوافع الاجتماعية والسياسية وراء قرار الانضمام إلى تنظيم داعش؛ ما سيزيد من عدم الاستقرار في العراق. وهذا لا يمكن أن يكون خبرًا جيدًا بالنسبة للاستراتيجيين في طهران، الذين لن يكونوا في معزل عن الفوضى المندلعة في البلد المجاور الذي يتقاسمون معه حدود مشتركة بطول 1500 كيلو مترًا.
وهكذ؛ا فقد أصبح على واشنطن، وأيضًا على طهران، إن كانا يريدان بناء دولة عراقية مستقرة ولا تهدد المنطقة، التصدي لهذه السلسلة اللامتناهية من الفظائع وعدم النزول إلى مستوى فظائع تنظيم داعش؛ وإلا فإن السنوات القادمة ستشهد حربًا بلا رحمة.
======================
صحيفة لوفيغارو الفرنسية :العلاقة بين لندن وواشنطن لم تعد “خاصة
نشر في : الثلاثاء 19 مايو 2015 - 02:03 ص   |   آخر تحديث : الثلاثاء 19 مايو 2015 - 02:57 ص
صحيفة لوفيغارو الفرنسية – التقرير
لم يعد هناك انسجام في العلاقة بين ديفيد كاميرون وباراك أوباما بالمقارنة مع وحدة الرؤية التي كانت سائدة بين أسلافهما.
الفكرة المهيمنة التي تتكرر في كل المقالات المتعلقة بالعلاقة بين بريطانيا والولايات المتحدة سواء في الصحافة البريطانية أو الأمريكية تتمحور حول فقدان هذه العلاقة لخصوصيتها، فالتحالف الكبير المبني على أساس “أخوة الشعوب الناطقة بالإنجليزية” التي طرحها تشرشل في خطاب فولتون سنة 1946، لم يعد كما كان عليه من قبل. وكتبت صحيفة ديلي تلجراف في يناير كانون الثاني: “الحقيقة الغريبة أن سمعة بريطانيا تتراجع منذ عدة سنوات، وأصبحت واشنطن تهتم أكثر بأنجيلا ميركل“.
بالطبع، هناك دائمًا ثقل التاريخ مع الاشتراك في المرجعيات الفكرية والثقافية الذي سببه اللغة، أضف إلى ذلك الميل إلى التجارة الذي يجمع الشعبين، والأهم من كل ذلك هي الرابطة القوية والفريدة من نوعها التي تربط المخابرات البريطانية مع نظيرتها الأمريكية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
لكن العلاقات الجيدة بين ديفيد كاميرون وباراك أوباما، وهما سياسيان واقعيان ومن نفس الجيل، عرفت نوع من الفتور بالمقارنة مع وحدة الرؤية التي كانت قائمة بين ريغان وتاتشر حول كيفية الخروج من الحرب الباردة، ومن بعدهما بين بلير وكلينتون حول الملف الأيرلندي والملف البوسني، وأخيرًا بين بلير وبوش خلال حرب العراق، وقال فيليب لو كور، الباحث في مؤسسة بروكينغز: “التصريحات العلنية حول العلاقة “الخاصة” لا تزال موجودة، وتخفي تباعدًا بين أفضل حليفين“.
والمثال على ذلك ما قام به كاميرون، الذي كان مهتمً بالانتعاش الاقتصادي، حتى أنه لم يكلف نفسه استشارة حليفه الأمريكي قبل أن ينضم إلى البنك الآسيوي للاستثمار، ليتبعه الأوروبيون، ولتقوم واشنطن بنفس الشيء، لكن ذلك لم يكن يخلو من دوافع خفية، بالنظر إلى الزلزال الجيوسياسي وراء هذا الحدث السياسي والاقتصادي الذي سيكون له تأثير كبير على النظام الاقتصادي الموروث عن بريتون وودز، ويلاحظ لو كور أن ذلك تسبب في “صخب في البيت الأبيض الذي أصبح لديه شعور بأن البريطانيين على استعداد لتقديم أي تنازلات لجذب الاستثمارات الصينية”.
كما ترك الملف السوري بصماته على العلاقة البريطانية الأمريكية، ففي صيف 2013 عندما قرر أوباما عدم التدخل في سوريا، وذلك بعد فشل ديفيد كاميرون في إقناع البرلمان للمشاركة في عملية عسكرية.
وقد استنتج الأمريكيون أنه لم يعد بإمكانهم الاعتماد على الحليف البريطاني الذي كان في السابق على استعداد لإرسال قواته في جميع أنحاء العالم إلى جانب حليفه الأول، ولكن اليوم أصبح من الصعب عليه القيام بهذا الالتزام خاصة مع تقلص ميزانيته العسكرية، وقال كريستوفر ماير، السفير البريطاني السابق في واشنطن، لصحيفة تلغراف: “للأميركيين مخاوف متزايدة حول مصداقية بريطانيا كحليف رئيس“.
ومن الملاحظ أيضًا وجود تغيير في وجهة نظر الولايات المتحدة  تجاه أوروبا، فقد كانت الولايات المتحدة محتاطة من التطلعات الفيدرالية للاتحاد الأوروبي، واعتمدت باستمرار على حليفها البريطاني لمواجهة هذه التطلعات، إلا أن الأوضاع تغيرت مع الفريق البريطاني الجديد بقيادة كامرون الذي أصبح يفكر في الخروج من الاتحاد الأوروبي خاصة مع تفاقم أزمة اليورو وأزمة الهوية الأوروبية، وأصبح التخوف الأمريكي ليس من أن يصبح الاتحاد الأوروبي منافسًا؛ ولكن من تفككه تحت تأثير الأزمة في منطقة اليورو، وأن تصبح أوروبا غير قادرة على ضمان أمنها ضد روسيا.
فرنسا الشريك الرئيس
يبدو أن الأميركيين اليوم يراهنون على برلين وباريس، فالرهان على ألمانيا لإدارة الأزمة الروسية، هذه المهمة التي فشلت فيها أنجيلا ميركل إلى الآن، أما الرهان على فرنسا فلأنها أصبحت شريكًا أساسيًا للولايات المتحدة ضد التهديد الإرهابي في أفريقيا، وأثبتت قدرتها بعد إرسال قواتها إلى مالي وأفريقيا الوسطى وفي كامل منطقة الساحل.
وخلال زيارة الدولة التي قام بها فرانسوا هولاند إلى واشنطن في فبراير 2014، سُئل أوباما إن كانت فرنسا قد حلت محل بريطانيا بوصفها أفضل حليف لأمريكا، فكانت إجابة الرئيس الأمريكي أن البلدين “رائعين وعلى حد السواء“.
وإذا كان المسؤولون الأمريكيون قلقون بشأن المشاكل الهيكلية للاقتصاد الفرنسي، إلا أنهم أيضًا يعربون عن قلقهم بشأن الاستفتاء الذي أعلن عنه كاميرون حول المحافظة على عضوية بلاده في الاتحاد الأوروبي، حيث يرى الأمريكيون أن التردد البريطاني يضعف من نفوذها في أوروبا.
وأشار إيان بريمر، رئيس مجموعة أوراسيا، أن هذا الموقف البريطاني “جعل إنجلترا شريكًا أقل أهمية بكثير بالنسبة للولايات المتحدة، خاصة إذا ما أضفنا مسألة احتمال خروج اسكتلندا من المملكة المتحدة” هذا الإجراء الذي سيجعل المملكة المتحدة تصبح “إنجلترا الصغيرة”، وهذا ما يفسر “قلق الأميركيين من الفترة المقبلة التي ستعرفها بريطانيا“، بحسب فيليب لو كور.
======================
توماس دبليو ليبمان – لوب لوغ :بعد كامب ديفيد.. لا نهاية في الأفق لحرب سوريا
نشر في : الثلاثاء 19 مايو 2015 - 01:13 ص   |   آخر تحديث : الثلاثاء 19 مايو 2015 - 03:23 ص
توماس دبليو ليبمان – لوب لوغ (التقررير)
قد يكون الرئيس أوباما وحكام دول الخليج العربية ناقشوا خلافاتهم حول إيران في كامب ديفيد هذا الأسبوع، إلا أنه كان من الواضح بشكل مؤلم بعد اجتماع قمتهم أنهم لم يطوروا أي استراتيجية أو خطة جديدة لإنهاء العنف في سوريا.
وعلى النقيض من ذلك، قال الرئيس الأمريكي لقناة العربية التليفزيونية إن الصراع السوري لن ينتهي “ربما” قبل أن يغادر منصبه في يناير/ كانون الثاني عام 2017. وقد كان تعليقه هذا اعترافًا صريحًا بأن الحرب في سوريا هي (مستنقع) لا يفوز فيه أحد، ولا يهزم فيه أحد، وبأن هناك الكثير من المجموعات المتنافسة والأجندات المتضاربة لدرجة تجعل من المستحيل تقريبًا فهم ما يجري. إن هذه الحرب ستطول، وحتى لو سقطت حكومة الرئيس بشار الأسد؛ فإن العديد من المجموعات والفصائل التي تسعى للسيطرة على سوريا ستتحارب عندئذ فيما بينها.
وقال كل من الرئيس الأمريكي وممثلي الدول الست في مجلس التعاون الخليجي إنهم اتفقوا على أنه لا يمكن تسوية الصراع السوري بالوسائل العسكرية، وإنه لا يمكن أن يكون هناك أي دور للأسد في ترتيبات ما بعد الحرب. وقالوا أيضًا كل الأشياء الصحيحة حول تشكيل حكومة سورية جديدة في مرحلة ما بعد الحرب، وأكدوا أنها يجب أن تكون “مستقلة، وشاملة، وتحمي حقوق الأقليات“. وأضافوا أنهم سيقومون بتعزيز دعمهم لقوى المعارضة “المعتدلة”، على افتراض أنهم سيتمكنون من الاتفاق على هؤلاء المعارضين “المعتدلين” تحديدًا.
ووعدت القمة بتقديم الدعم للدول المجاورة لسوريا، التي تعاني بسبب رعاية مئات الآلاف من اللاجئين الذين فروا من القتال. واتفق الجانبان أيضًا على تكثيف الجهود لوقف تدفق المقاتلين الأجانب إلى سوريا للانضمام إلى الفصائل المختلفة هناك، وعلى الحد من تدفق الأموال إلى الدولة الإسلامية وغيرها من الجماعات (المتطرفة).
ورغم هذا، ليس هناك ما هو جديد حقًا في أي من هذه الوعود. ومرة أخرى، استبعد نائب مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض، بن رودس، تنفيذ العمل العسكري الجديد الوحيد الذي كان مقترحًا، وهو إقامة “منطقة حظر جوي” فوق جزء من سوريا لحماية المدنيين هناك من قصف قوات الحكومة الجوية.
وقال رودس للصحفيين: “لقد قلنا إننا منفتحون على تقييم الخيارات المختلفة داخل سوريا“. وأضاف: “لكننا لم نر أن إقامة منطقة حظر الطيران خيار قابل للتطبيق يمكنه أن يسهم في تغيير أساسي وحاسم في الوضع على الأرض؛ وذلك نظرًا لطبيعة القتال الذي يحدث في المناطق الحضرية وعبر مختلف أنحاء البلاد“.
ولإنصاف المشاركين في كامب ديفيد، فقد كانوا في اجتماع لمناقشة موضوع إيران في المقام الأول، ولم يكن هناك الكثير مما يمكنهم تقديمه فيما يخص الحرب في سوريا؛ إذ لا أحد منهم يريد التورط في إرسال قوات عسكرية برية إلى هناك. وأيضًا، ليس كل ما يحدث في سوريا، أو حتى معظمه، مرتبطًا بالولايات المتحدة وأصدقائها في دول مجلس التعاون الخليجي. وهناك جماعات متعددة لديها مصادر دعم خارجي متفاوتة، جنبًا إلى جنب مع مقاتلي الدولة الإسلامية، الذين ليست لديهم مصلحة في عودة سوريا إلى الوضع الطبيعي ضمن حدودها المعترف بها. وفي الوقت نفسه، تدعم إيران الأسد، وليست أدوار تركيا وروسيا واضحة تمامًا؛ حيث دعا الأتراك إلى إقامة منطقة حظر جوي، ولكنهم كانوا مترددين في القيام بأي شيء من شأنه أن يشجع استقلال الأكراد.
وعلاوةً على ذلك، أظهر البيان الصادر في ختام أعمال قمة كامب ديفيد أن عدم وضوح أهداف الولايات المتحدة، ودول الخليج، وغيرهم من داعمي الحملة الجوية لقوات التحالف ضد أنصار الدولة الإسلامية، لا يزال يعيق البحث عن حل. فهل هذه الحرب لإزالة نظام الأسد وإقامة بعض الشرعية وحكومة معترف بها في سوريا؟ أم أنها لهزيمة داعش فقط؟ إذا كان الهدف هو هذا الأخير؛ فإن الأسد يقف على نفس الجانب مع أولئك الذين أعلنوا من جديد في كامب ديفيد أنه جزء من المشكلة ولا يمكن أن يكون جزءًا من الحل.
ونتيجة كل هذا هي أن الكابوس السوري يبدو متجهًا للاستمرار إلى ما لا نهاية. وطالما بقي الأمر كذلك، فإنه سوف يستمر في تشكيل تهديد لاستقرار المنطقة بأسرها. ويقوم لبنان والأردن بشكل خاص بإيواء أعداد من اللاجئين لا تتناسب مع موارد الدولتين. وجنبًا إلى جنب مع بقاء الصراعات في ليبيا واليمن دون حل، واستعصاء القضية الإسرائيلية الفلسطينية أكثر من أي وقت مضى، وغرق مصر في مشاكلها الاقتصادية والسياسية والأمنية الخاصة؛ يتضح أن الشرق الأوسط بشكل عام بات غارقًا في نزاعات تبدو بلا نهاية.
======================
الاندبندنت: سقوط الرمادي يغير المشهد السياسي في العراق وسوريا
أولت الصحف البريطانية اهتماما كبيرا بالتحديات الناجمة عن سقوط مدينة الرمادي العراقية في أيدي تنظيم "الدولة الإسلامية".
وقالت الاندبندنت إنه بعد سقوط الرمادي أضحى القتال يركز حاليا على الدفاع عن الطريق إلى العاصمة بغداد، التي تبعد عنها 70 ميلا.
وبحسب الصحيفة، فقد قتل أكثر من 500 مدني وجندي عراقي خلال المعارك خلال الأيام القليلة الماضية في الرمادي، التي بسقوطها يتغير المشهد السياسي والعسكري داخل العراق وسوريا.
ووصفت سقوط الرمادي، عاصمة محافظة الأنبار ذات الأغلبية السنية، بأنه أسوأ كارثة عسكرية تمنى بها الحكومة العراقية منذ أكثر من عام.
واعتبر باتريك كوكبيرن، مراسل الاندبندنت في الشرق الأوسط، أن سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" على الرمادي قد يمثل خسارة للحكومة العراقية أسوأ من خسارتها مدينة الموصل التي سيطر عليها التنظيم في هجوم مفاجئ العام الماضي.
ورأت ديلي تليغراف أن هذه التطور يطرح "تحديا جديدا أمام الغرب"، لاسيما أنه وقع بعدما ظنت معظم الحكومات الغربية أن تنظيم "الدولة الإسلامية" تراجعت قوته.
وقالت الصحيفة - في مقال افتتاحي - إن سقوط الرمادي يعني أن التنظيم لا يزال بوسعه تحقيق مكاسب مهمة في مواجهة القوات الحكومية التي تعوزها الكفاءة.
ولفتت إلى أن الوضع الراهن في العراق يمثل انتكاسة خطيرة لكل السياسيين الغربيين، سواء في واشنطن أو لندن، الذين ظنوا أنه يمكن مواجهة تهديدات تنظيم "الدولة الإسلامية" من خلال الإكتفاء بتقديم دعم عسكري محدود وتدريب القوات العراقية.
وأشارت الصحيفة إلى المكاسب المهمة التي يحققها التنظيم داخل سوريا.
وقالت إنه في ظل التقارير الواردة عن احتمال سقوط حكومة الرئيس السوري بشار الأسد في دمشق قريبا، يواجه الغرب حاليا احتمال ظهور "كيان إسلامي رديكالي مستقل بشكل كامل".
نقلا عن البي بي سي
======================
"واشنطن بوست": عدم استعداد أوباما للربط بين وسائل واستراتيجية محاربة "داعش" يهدد بإطالة أمد الحرب
الثلاثاء 19.05.2015 - 03:12 م
البلد
رأت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن عدم استعداد الرئيس الأمريكي باراك أوباما لكي يربط بين الوسائل والاستراتيجية الخاصة بدرء تهديدات تنظيم "داعش" الإرهابي يهدد بإطالة أمد هذه الحرب.
ووصفت الصحيفة الأمريكية - في افتتاحيتها اليوم الثلاثاء - سقوط مدينة الرمادي العراقية عاصمة محافظة الأنبار بأنها هزيمة استراتيجية ثقيلة وتفضح ضعف استراتيجية واشنطن تجاه تنظيم "داعش" الإرهابي.
وأضافت الصحيفة أنه تبين لبعض الوقت أن الولايات المتحدة تفتقر إلى استراتيجية للوفاء بتعهد أوباما والذي ينطوي على "تفكيك وفي النهاية تدمير "تنظيم" داعش الإرهابي، إذ انه لا توجد لديها خطة للقضاء على معقل التنظيم في سوريا.
ونوهت إلى أنه كان هناك أمل، رغم ذلك، في أن تكون أنصاف الحلول الخاصة بأوباما كافية لوقف تقدم التنظيم الإرهابي في العراق، مع تركه للأزمة السورية للرئيس القادم للولايات المتحدة، ولكن مع سقوط مدينة الرمادي العراقية عاصمة محافظة الأنبار والتي تبعد 80 ميلا غرب بغداد الأحد الماضي، فحتى أكثر الآمال تواضعا باتت أمرا مشكوكا فيه.
ولفتت الصحيفة إلى قول أوباما في سبتمبر الماضي أن داعش يمثل تهديدا لـ"الشرق الأوسط الكبير" بما في ذلك المواطنين والمنشآت الأمريكية، وأنه إذا ترك من دون معالجة، فإنه سيشكل تهديا متزايدا يتجاوز تلك المنطقة، بما في ذلك الولايات المتحدة.
ومن ناحية أخرى، يرفض أوباما نشر القوات الخاصة والمساعدات العسكرية التي يمكن أن تواجه هذا التهديد، متصورا أن أي بديل لسياسته المعتدلة بمثابة "اقحام في حرب برية طويلة أخرى".
وفي الواقع، سيتردد الحلفاء السنة في المنطقة في العمل مع الولايات المتحدة حتى يكون لديها سياسة تخص سوريا، ولن تواجه القبائل السنية في العراق تنظيم داعش الإرهابي إلا في حالة تأكدهم من أن الولايات المتحدة ستقف بجانبهم.
وأشارت الصحيفة إلى قول أوباما في 11 فبراير الماضي "داعش يقف في موقع دفاعي، وسيخسر"، مضيفا "تشير التقارير إلى انهيار المعنويات بين مقاتلي التنظيم لأنهم يدركون عدم جدوى قضيتهم"، وبدا انتصار الجيش العراقي في مدينة تكريت العراقية الشهر التالي بمثابة تأكيد لتلك المعلومة.
ولكن الضربات الجوية الأمريكية الاسبوع الماضي ظهرت عاجزة أمام قوة الهجمة المنسقة والقوية التي شنها داعش على الرمادي، ومرة أخرى يقوم مقاتلو التنظيم بذبح الأسرى مع فرار العديد من المدنين خوفا، بالإضافة إلى الاستيلاء على معدات عسكرية أمريكية، بما في ذلك نحو 30 مركبة أرسلتها الإدارة الأمريكية للرمادي في اليوم الذي سبق سقوطها، فضلا عن أنه في ظل غياب الدعم المكثف من الولايات المتحدة، اتجهت الحكومة العراقية نحو طلب الدعم من الميليشيات الشيعية والقوات المسلحة الإيرانية التي تدعمهم، وأشارت الصحيفة، في هذا السياق، إلى زيارة وزير الدفاع الإيراني العميد الجنرال حسين ديحقان، لبغداد أمس الاثنين.
ونوهت "واشنطن بوست" إلى أن الميلشيات الشيعية لن تستطيع إنقاذ العراق وأن رئيس الوزراء الشيعي حيدر العبادي يتفهم ذلك جيدا، فالأنبار معقل السنة في العراق، والكثير من سكانها سيتعاملون مع الميليشيات مع قدر من الحذر وتخوف أكثر من متطرفي تنظيم داعش.
======================
فورين بوليسي”: المهمة الأميركية الناجحة بسورية قد تليها أخرى
بعد نجاح قوات خاصة أميركية، ليلة الجمعة الماضية، في تصفية قيادي في تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) عقب عملية إنزال جوي بدير الزور في سورية، نشر موقع “فورين بوليسي” مقالا ورد فيه أن نجاح المهمة الأميركية قد يفتح الباب أمام شن المزيد من العمليات المشابهة هناك.
المقال أشار كذلك إلى أن الوحدة الخاصة وضعت يدها أيضا على مجموعة من المعلومات الاستخباراتية التي قد تساعد في شن المزيد من العمليات في المستقبل القريب. وأضاف أنها أول عملية عسكرية ناجحة تخوضها وحدة كوماندوز أميركية داخل الأراضي السورية خلال هذا العام، مشيرا إلى أنها تجسد رغبة من الرئيس باراك أوباما في السماح بشن عمليات عسكرية سرية في القادم من الأيام، رغم سلسلة من عمليات الإنقاذ الفاشلة التي قامت بها القوات الأميركية في كل من سورية واليمن خلال العام الماضي.
كما أوضح المقال أن العملية تبرز رغبة البيت الأبيض في إرسال وحدات قتالية إلى سورية، وذلك رغم الوعود التي كان يطلقها المسؤولون الأميركيون بين الفينة والأخرى بعدم إرسال القوات العسكرية الأميركية من أجل المشاركة في العمليات العسكرية هناك.
في المقابل، لفت المقال إلى أن البيت الأبيض شدد على أن أميركا لم تقم بشن العملية بتنسيق مسبق مع نظام بشار الأسد في سورية، مضيفا أن الولايات المتحدة أنكرت دائما قيامها بتنسيق ضرباتها الجوية ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سورية بشكل مباشر مع بشار الأسد، الذي يطلب منه البيت الأبيض الرحيل لوضع حد لحمام الدم في البلاد. لكنه أشار إلى حديث بعض المسؤولين عن ممارسة العراق لدور الوساطة بين سورية وأميركا، بما أن العراق وسورية أصبحا حليفين رغما عنهما في الحرب على “داعش”.
عن تداعيات العملية العسكرية، ذكر المقال أنها أثارت بعض الجدل، لا سيما في ظل حديث البعض عن قيام الإدارة الأميركية بالتضخيم من أهمية المركز الذي يحتله أبوسياف داخل تنظيم الدولة الإسلامية، لإعطاء الانطباع بأن قتل شخص غير معروف نسبيا يشكل انتصارا كبيرا على التنظيم، عكس ما يقول واقع الحال.
ترجمة العربي الجديد
======================
ديلي ستار :مايكل يونغ: الرقصة الخطيرة لبشار الأسد مع إيران
القصة الأحدث من سورية هذا الأسبوع، والتي نشرتها صحيفة الديلي تلغراف، أفادت بأن علي مملوك، رئيس مكتب الأمن القومي لسورية، وضع تحت الإقامة الجبرية لأنه تواصل مع الاستخبارات التركية ورفعت الأسد، عم بشار الأسد المنفي. انفضحت القصة مباشرة تقريباً، فقد ظهر مملوك في يوم الأربعاء وهو يجلس بقرب الرئيس بشار الأسد في اجتماع مع المسؤولين الإيرانيين.
هدف السياق الذي ظهر به مملوك إلى نفي الشائعات التي قالت بأنه غير راضٍ عن نمو نفوذ إيران في سورية. قال مصدر غير معرّف للتلغراف: “إن معظم مستشاري القصر الرئاسي هم إيرانيون الآن. استاء مملوك من أن سورية تخلت عن سيادتها لإيران. لقد اعتقد أنه كان هنالك حاجة للتغيير.”
لقد استخدمت أغلب هذه الافتراضات لتفسير ما حصل لرستم غزالة، رئيس استخبارات سورية السابق في لبنان. قيل عنه أيضاً بأنه كان يغير موقفه بسبب الدور الواسع لإيران وحليفها حزب الله في سورية، مما قاد إلى ضربه ضربة مميتة من قبل رجال قائد استخبارات آخر. ربما لم تكن القصة حقيقية، ولكن آثارها كانت حقيقية للغاية. غزالة ومملوك من السنة. وبالنسبة لأغلبية السوريين ظهور نظام ذو قيادة علوية يخضع الآن لسيطرة إيران الشيعية بإمكانه أن يكون أمراً مدمراً للغاية.
هل هذا صحيح؟ لقد تخلى الأسد عن أي ادعاء كان بأنه يقود نظام ذو قومية عربية عندما قام في عام 2011 بتوجيه الصراع في سورية لمنحىً طائفي. لقد علم منذ البداية أنه من خلال إعطاء الأمر لرجاله بإطلاق النار على المتظاهرين العزل وإطلاقه للقب المتطرفين الإسلاميين عليهم، فإنه سيثير توترات طائفية متصاعدة بين العلويين والسنة. لقد كان ذلك ملائماً، حسب تفكيره، لأن ذلك سيجمع العلويون والأقليات الأخرى، التي ستستفيد من تفوق العتاد العسكري وستتوحد لسحق المعارضة.
ولكن كانت تلك الحسابات خاطئة، والأسد يكتشف الآن ما حفز والده حتى عندما باشر بالعلاقة الاستراتيجية لسورية مع إيران في الثمانينات. لم يعان حافظ الأسد من أي وخز في ضميره حيال الوقوف ضد الإجماع العربي خلال تلك الأعوام، مع معرفته بأنه سيعرض نظامه لاتهامات كونه كان يعمل ضد الأغلبية السنية في المنطقة. ولكنه كان أيضاً حذراً جداً في ضمان بقاء نفوذ إيران في سورية وفي فنائها الخلفي، لبنان محدداً، محافظاً بتلك الطريقة على مصداقيته في العالم العربي ما سمح ذلك له بالحفاظ على صلاته مع المملكة العربية السعودية ودول الخليج.
بكلمات أخر، لم يصبح الأسد أبداً معتمداً على إيران. بل ضمن أن تستمر طهران بالاعتماد على سورية لتعرض قوتها على حدود إسرائيل، من خلال حزب الله في جنوب لبنان. كانت مرتفعات الجولان محظورة على إيران، ووظف الأسد حزب الله كأداة ملائمة لتقوية موقف سورية مع إسرائيل. لقد كان عملاً دقيق التوازن حافظ عليه الرئيس السوري الراحل بعناية، وهو ما مكنه من التعويض عن عجز سورية العسكري الخاص.
بشار الأسد قلب كل ذلك. لم يستوعب مطلقاً ما فهمه والده، أي أنه ما أن تفتح أبواب الطائفية على مصراعيها في سورية فإن تبعاتها ستهدد بابتلاع العلويين. لهذا ضمن حافظ الأسد وجود فيلم القومية العربية دائماً لتغطية نظامه عميق الطائفية. وقد كان من المهم محلياً وإقليمياً لسورية أن تقدم نفسها كجزء من العالم العربي – بل كانت ترى كطليعة الطموحات العربية.
يتعلم بشار أهمية الوهم السياسي. بعد أن سحق حافظ الأسد الأخوان المسلمين في حماة عام 1982، اتبعه ببرنامج لبناء المساجد والمدارس الدينية لتقوية شرعيته الإسلامية (لقد كانت تلك أيضاً طريقة لمتابعة من يتعبدون في المساجد أو يلتحقون في المدارس). ومع ذلك فإن بشار لم يقم بشيء ليحيي مصداقيته. حتى مؤيدو نظام الأسد اليوم لا يعتبرونه ومن حوله ممثلين لأي شيء سوى وسيلة لنجاتهم.
إن مساعدة إيران في هذا الخصوص قد ساهمت فقط في الإدراك المحيط بأن الأسد قد تخلى عن كل شيء. إنها تمثل إفلاسه. سورية، التي كانت تعتبر لعقود كطرف عربي لا غنى عنه، لم تعد شيئاً. كيف يأمل الأسد إحياء قيادته على أساس متزعزع كهذا، ذلك أمر مبهم، وهذا يمثل وجهاً آخر لأوهامه الشخصية.
 يكشف واقع أن الرئيس السوري لم يفكر بما يتجاوز بقائه السياسي الخاص عن فراغ حكم الأسد. فهو لم يبد أي اهتمام بتقوية سلطته من خلال إرسائها على أوجه متنوعة تستطيع موازنة ومعادلة بعضها بعضا. ذلك يبدو سخيفاً نظراً لتورط نظامه بقتل جماعي. ولكن حرب سورية قادت أيضاً لإنهاك كبير، ولم يزعج الأسد نفسه في استغلال ذلك لصالحه. إنه متعنت بتهور اليوم كما كان في عام 2011.
يجب على الأسد أن يكون حذراً. في مرحلة ما سيدرك حلفاؤه في طهران وموسكو أنهم لا يستطيعون بناء شيء صلب على ظهر هذا الرئيس السوري، وقد يبحثون عن بدائل. ذلك لن يكون سهلاً، لكن ما لم يشعر داعمو الأسد أن لديه فرصة جيدة لإعادة إحياء سلطته فإنهم سيبدأون بالتردد قبل صب المزيد من المال والأرواح في قضية خاسرة. وهنالك علويون مستعدون حسبما تفيد التقارير لأخذ دور الرئاسة.
لقد قضى حافظ الأسد أغلب مسيرته الوظيفية في إتقان الآليات لترسيخ سلطته. خلال فترة إحدى عشر عاماً دمر بشار الصرح الشرير، لكن الصلب الذي كان لوالده. لا شيء يؤسف عليه بذلك الخصوص، إلا أنه أثناء رغبته في الدفاع عن إرثه، قتل أكثر من 200,000 شخص. تعني الصحة الجيدة، من مفهوم الجريمة، ألا يضطر المرء للتورط في مذبحة. يجب أن يكون التهديد وحده كافياً للحفاظ على النظام. ولكن الأسد ليس في صحة جيدة، ولا نظامه كذلك. وإيران تستثمر في بضاعة فاسدة، وويل للأسد عندما ستعترف بذلك في نهاية الأمر.
ترجمة السورية نت
======================