الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 18/1/2017

سوريا في الصحافة العالمية 18/1/2017

19.01.2017
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
 
الصحافة الامريكية : الصحافة الفرنسية : الصحافة البريطانية : الصحافة الروسية والالمانية :  
الصحافة الامريكية :
يو أس أيه توداي :واشنطن تزيد دعمها لقوات المعارضة في الرقة
http://sudanview.com/2017/01/17/صحيفة-واشنطن-تزيد-دعمها-لقوات-المعارض/
ذكرت صحيفة يو أس أيه توداي الأميركية الثلاثاء أن القوات الجوية الأميركية أرسلت المزيد من الأسلحة والذخائر والمعدات لقوات المعارضة التي تدعمها في مدينة الرقة السورية لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية داعش.
وقال القائد في القوات الجوية الأميركية كارلتون إيفرهارت إن الهدف من ذلك هو مساعدة القوات البرية في جهودها لاستعادة الرقة من قبضة داعش.
وذكرت الصحيفة أن القوات الجوية الأميركية نفذت 16 مهمة إلقاء ذخائر العام الماضي، من بينها ستة في كانون الأول/ديسمبر الماضي.
ويدعم التحالف الدولي ضد داعش قوات برية قوامها 45 ألف مقاتل في سورية بغارات جوية، وقوات خاصة مهمتها تقديم المشورة والتدريب.
وتزيد هذه القوات الضغط على الرقة (معقل داعش في سورية)، في حين تنفذ القوات العراقية، من ناحية أخرى، عملية مماثلة ضده في الموصل.
المصدر: يو أس أيه توداي
========================
فورين أفيرز  :"كيف يمكن للتغيرات السكانية أن تبدل عالمنا؟" كتاب جديد
http://www.aljazeera.net/news/presstour/2017/1/17/كيف-يمكن-للتغيرات-السكانية-أن-تبدل-عالمنا-كتاب-جديد
في صفحتها الخاصة بالإصدارات الحديثة، استعرضت مجلة فورين أفيرز الأميركية كتابا صدر حديثا بعنوان "كيف يمكن للتغيرات السكانية أن تبدل عالمنا؟" (How Population Change Will Transform Our World) لمؤلفته سارة هاربر.
وفي هذا الكتاب الموجز والغني بالبيانات، تبحث هاربر في التحولات الديمغرافية العالمية غير المسبوقة الجارية حاليا، وتنظر فيما تنذر به هذه التحولات في أماكن مختلفة من العالم.
ومن تلك الأماكن اليابان وأوروبا اللتان وصلتا إلى "النضج" في نهاية القرن العشرين، حيث زاد عدد الناس فوق سن الستين عاما على من هم دون الـ15 عاما. وبالنسبة لبقية قارة آسيا فستصل إلى ذلك المعلم في منتصف هذا القرن، وكذلك العدد الكلي لسكان العالم.
وبحلول منتصف هذا القرن ستمثل آسيا 54% من سكان العالم انخفاضا من نحو 60% حاليا، وستنخفض حصة أوروبا من نحو 12% إلى نحو 7%. وفي الوقت نفسه سوف تظل أفريقيا شابة في معظمها حيث سيزداد سكانها لأكثر من الضعف في العقود المقبلة.
وتبدو هاربر أقل اهتماما بتداعيات هذه التحولات على السياسة العالمية من اهتمامها بتحديد مصادر التحولات في دول معينة واستكشاف آثارها الاجتماعية.
لكن الكتاب يقدم تذكيرا قويا بأن المناقشات حول الهجرة والرعاية الاجتماعية وعدم المساواة ستزداد حدتها في العقود المقبلة في عالم منقسم بشكل متزايد بين الناس الأكبر سنا والأكثر ثراء وبين الأصغر سنا والأكثر فقرا.
 
========================
فورين أفيرز :ريتشارد هاس: النظام العالمي في أزمة
http://www.aljazeera.net/news/presstour/2017/1/17/ريتشارد-هاس-النظام-العالمي-في-أزمة
يرسم الدبلوماسي الأميركي السابق رئيس مجلس العلاقات الخارجية ريتشارد هاس -في كتاب جديد له- صورة كئيبة للنظام العالمي ويصفه بأنه قد بلغ مرحلة الانحلال، داعيا إلى استبداله بنظام جديد يحدّث المبادئ التقليدية المتمثلة في سيادة الدول والقوة العظمى.
وتضمن الكتاب الصادر بعنوان "عالم تكتنفه الفوضى: السياسة الأميركية الخارجية وأزمة النظام القديم" والذي نشرت مجلة فورين بوليسي الأميركية عرضا موجزا له، أن النظام الذي تقوده أميركا ويقوم على التحالفات قد أصبح غير مستقر بسبب انتقال القوة بعيدا عن الغرب، وانتشار المخاطر الانتقالية، وترنح النظم الإقليمية في أوروبا والشرق الأوسط وشرق آسيا.
وتقول المجلة إن هاس وضع يده على أزمة أعمق وهي: انهيار "نظام وستفاليا" الذي دام أربعة قرون والذي تأسس على مفهوم الدولة المستقلة ذات السيادة، مشيرة إلى أن النظام العالمي منذ القرن السابع عشر استقر على وجود الدول، والقوى العظمى، وتوازن القوة.
تغيرات مفصلية
لكن لبنات البناء القديمة هذه تتعرض للانحلال، حيث تفقد الدول نفوذها وتتوزع السلطة والقوة إلى لاعبين غير الدول.
ويرى هاس أن العالم مقبل على مرحلة لا يوجد خلالها من يسيطر على الأمور، حتى في هذا الوقت يتعرض العالم لفوضى متزايدة ناتجة عن انتشار الأسلحة النووية، وأزمات اللاجئين والمهاجرين، وانهيار الدول، وعجز النظم الديمقراطية.
ودعا هاس -من أجل درء الكارثة- إلى ما أسماه بـ"النظام العالمي الثاني"، وهو "نظام عملياتي" جديد يبعث من جديد المبادئ التقليدية المتعلقة بالسيادة والقوة العظمى ويحدّثها.
ويرغب هاس في أن تركز الدول -ككيانات ذات سيادة- لا على مصالحها فقط، بل على واجباتها أيضا. ويقول إن هذا الوضع سيحد من نزعات التدخل بأقل مما كان يطمح إليه الليبراليون "الويلسونيون"، وسينتج نظاما أكثر تعاونا مما يتوقعه الواقعيون.
وعلقت المجلة بأن المعمار الدقيق الذي بناه هاس لنظام عالمي جديد صعب التحقيق، لكن دعوته للمزيد من البراغماتية والعمل المتعدد الأطراف تمثل مرشدا معقولا للسير في طريق المستقبل الصعب.
========================
واشنطن بوست وبلومبيرج :دمشق.. أزمة مياه الشرب
http://www.alittihad.ae/details.php?id=3398&y=2017
تاريخ النشر: الأربعاء 18 يناير 2017
لويزا لوفلاك وسوزان هيداموس*
سكتت المدافع بالقرب من العاصمة السورية، لكن الحرب ما زالت تشكل إيقاع الحياة. أولاً، كان الأمر يتعلق بأسعار المواد الغذائية التي ارتفعت بشكل مطرد خلال السنوات الماضية مع امتداد القتال إلى الأراضي الزراعية القريبة. وبعد ذلك جاء انقطاع الكهرباء بشكل يومي، ما يؤثر في المناطق الفقيرة بنسب متفاوتة ويجعل أغلبية السكان يعتمدون على المولدات. ولكن بالنسبة إلى الكثيرين في دمشق، كان انقطاع مياه الشرب الشهر الماضي أصعب من إمكانية تحمله، حيث أكد سيطرة الحكومة الهشة على أهم مواردها فيما تتحول الحرب المستمرة منذ أكثر من خمس سنوات لصالحها.
ومع مرور ثلاثة أسابيع منذ بدء الأزمة، قال مسؤولون في نهاية هذا الأسبوع إن أعمال التصليح قد بدأت في مرفق المياه الذي يزود معظم مناطق العاصمة بالمياه قبل تعرضه للتلف نتيجة لقتال ثقيل في أواخر شهر ديسمبر الماضي. بيد أن نشطاء أفادوا بتجدد القصف الحكومي على المنطقة يوم الأحد الماضي، ما أودى بحياة 12 شخصاً ويهدد التقدم في أعمال التصليح.
وحسب تقارير الأمم المتحدة، فإن نحو 4 ملايين سوري داخل وحول دمشق يعانون الآن انقطاع المياه نتيجة استهداف مصدر المياه الرئيس للمدينة وتدمير البنية التحتية.
وتوضح الصور المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي السكان في ضواحي دمشق وهم يحتشدون على شاحنات المياه. وبعضهم تحول من الاستحمام يومياً تقريباً إلى مرة واحدة أسبوعياً، وأحيانا في الحدائق العامة. ويقول الأطباء إن الأمراض المعدية آخذة في الارتفاع بين الأطفال بينما يتعرض الكبار للأمراض نتيجة الطعام والصحون غير النظيفة.
وكان اتفاق غير رسمي مع فصائل المعارضة في «وادي بردة» قد ترك مرفقاً رئيساً هناك يعمل لسنوات، غير أنه تضرر بشدة الشهر الماضي عندما حاولت القوات الموالية للحكومة استعادة السيطرة عليه.
واتهم مسؤولون سوريون المعارضة بإلحاق الضرر بالمرفق، بيد أن السكان المحليين أكدوا أن الحكومة هي السبب، وزعموا أن المروحيات التابعة للجيش السوري أسقطت براميل متفجرة على منشأة المياه في «عين الفيجة»، ما تسبب في تعطيل نظام الضخ. ولم يكن التقدم في عمليات التصليح واضحاً مطلع الأسبوع الجاري، فيما قال نشطاء في «وادي بردة» والمرصد السوري لحقوق الإنسان إن قصف القوات الحكومية قد أودى بحياة 12شخصاً على الأقل، كانوا يتخذون من إحدى قاعات الحفلات ملاذاً لهم. وبينما تزداد الأزمة، أصدرت السلطات في دمشق لوائح صارمة بشأن ما تبقى من مخزون المياه، ومعظمه يأتي من الآبار ويتم توزيعه بوساطة شاحنات خاصة، حيث لا تستطيع العائلات الحصول على المياه لسوى بضع ساعات كل يومين أو ثلاثة. أما الأسر الغنية فتلجأ إلى نظم التوزيع الخاصة، والتي لا تخضع لأي رقابة سواء فيما يتعلق بالسعر والجودة. وتحول البعض الآخر إلى الاعتماد على النفس، حيث يتم جمع الأمطار في الأواني وأطباق الأقمار الصناعية. وقد أوضحت لقطات فيديو انتشرت على «فيسبوك» الأسبوع الماضي سيدة وهي تغسل الصحون باستخدام صنبور صنعته من زجاجة. وقالت: «نحن السوريين، دائماً ما نجد وسيلة ما. فإذا ما أغلقتم الصنبور، نقوم نحن بتصنيع صنبور. وإذا أخذتم المياه، نستطيع أن نجد المياه». وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إنها تدعم توزيع المياه على المستشفيات والمدارس والمخابز في جميع أنحاء العاصمة. وبينما يلقي الكثيرون باللوم على قوات المعارضة كونها السبب في حدوث هذا الضرر، تزداد حالة الإحباط من عدم قدرة الحكومة على تأمين الخدمات الأساسية. وبعد أكثر من خمس سنوات من الصراع، تم قصف جماعات المعارضة وإجبارها على الاستسلام في معظم أنحاء البلاد ولكن بعد اندلاع أسوأ أزمة لاجئين منذ الحرب العالمية الثانية.
*صحفيتان أميركيتان
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
========================
يو إس أيه توداي :ما يجب القيام به تجاه سورية
http://www.alwatan.com.sa/Articles/Detail.aspx?ArticleID=33056
سامانثا فينوجراد
سيكون التاريخ ملطخا بالمأساة المروعة التي تشهدها سورية الآن. فلقد مرَّت ست سنوات تقريبا من الأعمال الوحشية التي أدت إلى مقتل ما يزيد على 500 ألف شخص، وشردت أكثر من 13.5 مليون شخص هم الآن في أمس الحاجة للمساعدات الإنسانية. وإذا افترضنا حدوث الشيء نفسه في الولايات المتحدة مثلا، فإن ذلك يعني مقتل 6 ملايين شخص- أي ما يقارب عدد سكان مدينتي لوس أنجلوس وهيوستن معا. تخيل للحظة واحدة ما سيكون عليه الحال إذا كان نصف عدد سكان الولايات المتحدة من النازحين؟ في الواقع، هذا هو بالضبط ما حدث في سورية.
هناك عدد من القرارات التي أدت بنا إلى ما نحن فيه اليوم من آلام قد تؤثر بصورة مباشرة على أجيالنا المقبلة. ولذلك يجب علينا الآن التركيز على كيفية تخفيف معاناة الشعب السوري بأسرع ما يمكن، وفي ذات الوقت إخضاع المسؤولين عن هذه الفظائع للمساءلة.
لقد أثارت ضخامة المأساة مسألة ما يمكننا القيام به على أرض الواقع. في الحقيقة، هناك الكثير الذي يمكننا فعله كأفراد، وأسر، وشركات أميركية. ولدينا أصوات يمكننا استخدامها بأعلى مستوى لتصل إلى المسؤولين.
أولا: يمكننا ويجب علينا التحرك فورا لمساعدة هؤلاء في سورية الذين فروا إلى البلدان المجاورة. وأن تكون هذه المسألة ذات أولوية بالنسبة للرئيس المنتخب دونالد ترمب والكونجرس.
ثانيا: يجب أن نضغط على مسؤولينا المنتخبين لتأمين ممر آمن للمدنيين العُزل الفارين من العنف في سورية. ويجب تحديد الشركاء الذين سيعملون معنا لخلق قوة دولية يتم تكليفها بحماية الأشخاص الذين تم إجلاؤهم. وإن إقامة منطقة حظر الطيران تُعد عنصرا حاسما في هذا الجهد.
ثالثا: عندما يخرج اللاجئون من منطقة الصراع، فإنهم بحاجة إلى مكان آمن للجوء إليه لبدء حياتهم من جديد، فعلينا في هذه الحالة زيادة العدد المحدد بـ10 آلاف في مطلع العام الماضي، خاصة بعد نزوح 40 ألف من حلب في ديسمبر الماضي
قال مسؤول سابق في الإدارة الأميركية يعمل الآن بالقطاع الخاص، إنه معجب بمبادرة البيت الأبيض بالدعوة للمشاركة في اليوم العالمي للاجئين. واستجابة لهذه الدعوة يمكن للشركات أن تنظر في كيفية دعم اللاجئين الذين أعيد توطينهم حديثا، سواء بتخصيص وقتها أو مواهبها أو مواردها لمساعدتهم في مواجهة أزماتهم.
وسأل كثير من المهتمين بشؤون اللاجئين عن الكيفية التي تمكنهم من التواصل لتلبية هذا الواجب المُلح.  فإنني أقول لهم إن أصواتنا اليوم يمكن أن تصل سريعا إلى صُناع القرار. فكل واحد منا لديه الوقت لكتابة رسالة إلى الرئيس المنتخب دونالد ترمب، والاتصال بأعضاء الكونجرس لمطالبتهم باتخاذ خطوات حاسمة لدعم اللاجئين كأمر بالغ الأهمية، وبشكل يحمي سلامة مواطنينا
وفي حين نبدأ عام 2017، دعونا ألا ننتظر ونتساءل عن المشكلة المؤلمة المقبلة. ودعونا أيضا أن نستخدم كل منشآتنا للتصرف حيال هذه المشكلة بأقصى سرعة ممكنة.
* كبيرة مستشاري الأمن القومي في الفترة  2009-2011- صحيفة (يو إس أيه توداي) – الأميركية
 
========================
فوكتيف  :ترامب يحول أزمة اللاجئين في أوروبا إلى حرب ثقافية
http://altagreer.com/ترامب-يحول-أزمة-اللاجئين-في-أوروبا-إلى/
فوكتيف – التقرير
في مقابلة صحفية، الأحد الماضي، مع صحيفة “تايمز” اللندنية، وصحيفة “بيلد” الألمانية، انتقد للرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل لصنعها “خطأ كارثيًا تمامًا” في الاعتراف بأن في ألمانيا أكثر من مليون لاجئ سوري، قائلا “كل هؤلاء مهاجرين غير شرعيين منذ 2015”.
لا أحد يعرف من أين جاؤوا على الإطلاق”، هكذا يقول ترامب، في إشارة إلى الهجوم الإرهابي الذي حدث، في ديسمبر الماضي، والذي أسفر عن مقتل 12 شخصًا في برلين، عندما قام طالب لجوء تونسي باقتحام احتفال بأعياد الكريسماس بسيارة.
وأضاف ترامب، “أعتقد أنه لو لم تضطر دول أوروبا إلى استقبال كل هذه الأعداد من اللاجئين، لم تكن بريطانيا لتخرج من الاتحاد الأوروبي ولم نكن لنرى “بريكسيت الآن”.
وتعليقًا على ترامب، قالت ميركل “أعتقد أننا الأوروبيين نملك مصيرنا في أيدينا”،  فيما هددت يوليا كلوكنر، نائبة المستشارة ميركل، بزيادة الضرائب على واردات سيارات BMW إلى الولايات المتحدة.
ورغم أنه من المرجح أن يستمر الازدراء للمهاجرين وخاصةً بعد تنصيب ترامب رسميًا رئيسًا للولايات المتحدة الأمريكية، 20 يناير الجاري، فإن الخطاب بشكل عام يعكس أزمة هوية عميقة الجذور في أوروبا، لأنها شظايا تحت ضغوط من السكان الجدد المتمثلين في اللاجئين.
وخلال حملته الانتخابية، سعى دونالد ترامب لإضفاء الشرعية على السرد، حيث أكد أن اللاجئين في معظمهم يتكونون من الرجال المسلمين الذين يشكلون خطرًا على كل من النساء واقتصادات الدول الغربية التي وصلوا إليها.
ويتم دحض هذه الحجة بالأرقام الرسمية التي تثبت أن الغالبية العظمى من اللاجئين هم من النساء والأطفال، كما تتجاهل تصريحات ترامب الدراسات التي تثبت أن اللاجئين كانوا بشرة خير اقتصاديًا للقارة العجوزة.
وتثبت حسابات ترامب على مواقع التواصل الاجتماعي ما يسعى للقيام به من تحويل أزمة اللاجئين في أوروبا إلى حرب ثقافية، حيث يستخدم “هاشتاج” مثل #WhiteGenocide إبادة الجنس الأبيض و#fakerefugees “لاجئين مزيفيين”.
كما أثار تعليقه الشهر الماضي على الهجمات الإرهابية الأخيرة في أوروبا ضجة وحربًا ضخمة على مواقع التواصل، حيث قال “إنه على العالم المتحضر أن يغير تفكيره!”.
وذكرت الولايات المتحدة العام الماضي، أنها وفت حصتها من اللاجئين، بعد استقبالها 10000 لاجئ سوري، ما يجعل منها نسبة ضئيلة للغاية مقارنة بأكثر من مليون لاجئ مسجل في أوروبا، ويجعلها نسبة لا تذكر على الإطلاق مقارنة بـ5 مليون لاجئ نزحوا إلى دول الشرق الأوسط المجاورة مثل “الأردن وتركيا و لبنان”، حيث تعتبر الموارد شحيحة حتى الآن.
ورغم من كل ما سبق، فإن ترامب نال تصفيقا حادا بعد دعوته للحد من استقبال المهاجرين من “المناطق المعرضة للإرهاب”، وكذلك وعوده بترحيل 12000 لاجئ سوري يعيشون حاليا في الولايات المتحدة.
========================
الصحافة الفرنسية :
لوفيغارو’: 700 فرنسي في صفوف ’داعش’ يحاربون في سوريا والعراق
http://www.alahednews.com.lb/134219/9/-لوفيغارو-700-فرنسي-في-صفوف-داعش-يحاربون-في-سوريا-والعراق#.WH8kWi82vIU
لم تعد سراً قضية استقطاب تنظيم "داعش" الإرهابي لمواطني دول أوروبية وأجنبية، واستغلالهم للعمل في صفوفه. مراراً وتكراراً تتفاجأ دول غربية بأعداد مواطنيها الذين ينشطون ضمن المشروع التكفيري لهذا التنظيم، والذين ساهموا بتنفيذ جرائم بحق مدنيين عُزّل. مُختلف هذه الدول فقدت السيطرة على بيئتها الفتية التي انصاعت وراء عمليات "غسل الأدمغة". وفي جديد الأرقام المتداولة حول مشاركة دول أوروبية مع عصابات "داعش" الإرهابية ما كشفه رئيس وحدة تنسيق مكافحة الإرهاب في فرنسا لويك غارنييه عن "أنّ ثلاثة آلاف أوروبي، بينهم نحو 700 فرنسي، انضموا إلى صفوف تنظيم "داعش" في العراق وسوريا".
وفي مقابلة مع صحيفة "لوفيغارو"، قال غارنييه:"وفقاً للتقارير، عدد الفرنسيين أو سكان من فرنسا، في تلك المنطقة يبلغ نحو 700 شخص، وعدد الذين قتلوا نحو 232".
وذكر غارنييه أنّ عدد الأجانب الذي انضموا إلى تنظيم "داعش" في عام 2015 وصل إلى 30 ألفاً، لكن هذا العدد تراجع في الوقت الحالي إلى 12 ألفا، من بينهم 3000 أوروبي.
وأشار المتحدث إلى "أنّ نحو 200 شخص يقيمون في فرنسا، كانوا قد قاتلوا إلى جانب التنظيم في سوريا والعراق".
وحذّر المفوض الأوروبي لشؤون الأمن جوليان كينغ في وقت سابق من خطر عودة مسلحي تنظيم "داعش" الإرهابي من الموصل إلى بلدان الاتحاد الأوروبي.
وكانت فرنسا وبلجيكا من أوائل الدول الأوروبية التي عبّرت عن قلقها من عودة الإرهابيين من العراق وسوريا، قبل أن تنضم إليهما بريطانيا التي أكّد قائد سلاح الجو في جيشها "أن هناك خطراً حقيقياً لعودتهم إلى أوروبا، وتحدثت المؤسسة الأوروبية عن أن 50 % من المقاتلين الأوروبيين في "داعش" لا زالوا حاليًا في ساحات القتال، بينما عاد 30% منهم إلى أوروبا".
========================
لوباريزيان :رغم دمار حلب.. الصابون الناجي الوحيد
http://www.masralarabia.com/صحافة-أجنبية/1347293-رغم-دمار-حلب--الصابون-الناجي-الوحيد
عبد المقصود خضر 17 يناير 2017 20:01
رغم الدمار وعمليات اﻹجلاء التي لحقت بمدينة حلب السورية، ما زال صابون هذه المدينة إحدى العلامات التجارية الرائجة في أوروبا.
تحت هذه الكلمات نشرت صحيفة "لوباريزيان" الفرنسية تقريرا عن صناعة الصابون بمدينة حلب والذي اشتهر منذ آلاف السنين بخصائصه الطبيعية.
"منذ عشرون عاما، ونحن نعمل في صناعة الصابون، وبعد اندلاع الحرب عام 2011 أغلقت معظم المصانع أو قصفت" يقول تاديه دو سليزفيتش مدير شركة تديه، أكبر مستورد للصابون الحلبي في فرنسا.
 وأضاف "رغم ذلك لم يتوقف إنتاج الصابون، باستثناء فصل الشتاء عام 2012 عندما سقطت القنابل الأولى على المنطقة”.
وأوضحت لوباريزيان أن الشركة، تستورد اليوم ما بين 100 و 150 طن من الصابون كل عام "يأتي هذا الخام هنا ونحن نشحنه إلى جميع أنحاء فرنسا"يضيف دو سليزفيتش.
 وأشارت الصحيفة إلى أن هذا الصابون يساعد الأسر السورية على جني المال، في ظل الظروف التي تعاني منها البلاد، حيث يصنع يدويا ثم يغادر حلب بواسطة الشاحنات إلى ميناء اللاذقية.
من هناك يتم تحميل الصابون في حاويات ضخمة لتسلك البحر، لكن هذا الطريق البري لا يزال أكثر خطورة لكن لا يوجد خيار آخر سوى الانتظار، يقول مدير تديه.
 وبينت الصحيفة الفرنسية أن نحو ثلاثين من اﻷيدي الصغيرة السورية تعمل لصالح شركة تاديه، بينهم رازق، وهو لاجئ سوري الذي يقول “غادرت سوريا قبل ثلاث سنوات، والآن أنا أعيش في فرنسا مع عائلتي، في سوريا كنت أعمل صيدلي واﻵن أحلم بشيء واحد العودة إلى بلدي عندمل يحل السلام".
 وصنع الصابون الحلبي بمزيج من زيت أشجار الغار وزيت الزيتون والصودا، ولا يحتوي على أية مواد كيمياوية، وقد ارتفع الطلب العالمي عليه في السنوات العشر الأخيرة لاحتوائه على مواد طبيعية وعلى قدرة عالية على ترطيب الجسم.
إلا أن القتال في سوريا جعل من الصعب أن تلقى أسواق الصابون الحلبي نفس الرواج الذي كانت تتمتع به قبل الحرب خاصة في ظل مستقبل البلاد الذي يكتنفه الغموض.
========================
الصحافة البريطانية :
 "بروجيكت سنديكيت" :النظام العالمي القادم
http://www.alghad.com/articles/1380052-النظام-العالمي-القادم
آنا بالاسيو*
مدريد- إذا كانت سنة 2016 مروعة حقاً، فإن نقاطها السلبية -تصويت المملكة المتحدة على مغادرة الاتحاد الأوروبي، وانتخاب دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة، والفظائع المستمرة في سورية- كانت مجرد أعراض لعملية حل النظام العالمي القائم على قواعد الليبرالية، الذي بدأ قبل وقت طويل. لكن هذه الأعراض، مع الأسف، تعجل الآن في انحدار النظام.
أصبح النظام الليبرالي تحت الضغط منذ سنوات عديدة. ومن الواضح أنه لم يتم إحراز التقدم اللازم في تطوير المؤسسات والأجهزة القانونية. وباختصار، كنا نحاول تثبيت المسامير الدائرية للقوى العالمية للقرن العشرين في الثقوب المربعة لمؤسسات ما بعد الحرب العالمية الثانية.
التمثيل المنحرف الذي يعكس الحقبة الماضية، سواء في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أو مجلس إدارة صندوق النقد الدولي، يقوض شرعية المؤسسات العالمية وقدرتها على مواجهة التحديات الجديدة. وقد دفع هذا إلى تحول نحو آليات غير رسمية، مثل مجموعة العشرين والمؤسسات الجديدة التي لم تُختبر بعد، مثل البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية.
سوف يهدف النهج الأمثل إلى تعزيز تمثيل الاقتصادات الناشئة في المؤسسات القائمة. وسيسعى أيضاً إلى دمج المزيد من الجهات الفاعلة غير الحكومية، مثل منظمات المجتمع المدني وممثلي قطاع الأعمال، في عمليات صنع القرار على الصعيد الدولي.
لكن التحدي الكبير يتجاوز الآليات المؤسسية التي شغلت معظم المعلقين، وأنا من بينهم. إن الجوهر الفلسفي للنظام الدولي الليبرالي الذي تم تهميشه، مبني على ما كان يعد فيما مضى مواضيع رئيسية في العالم الحديث -التجارة الحرة والديمقراطية وحقوق الإنسان- والتي أصبحت في تراجع أو تحت التهديد. وما لم ندرك ونعالج هذا الواقع، فإن النظام العالمي الليبرالي الذي جلب السلام والازدهار غير المسبوق للعالم على مدى العقود السبعة الماضية سيستمر في التراجع.
إن الليبرالية والنظام الدولي اللذان تم دعمهما هما نتاج عصر التنوير. وهما راسخان في الاعتقاد بالتقدم البشري المحتوم، وفي وجود رؤية وتوجيه مشتركين عالمياً –والتي تركز على التغلب على الطبيعة- حيث ينبغي اتباع أوامر المصلحة الذاتية العقلانية. ومن وجهة النظر هذه، فإن سيادة القانون، وحماية حقوق الإنسان، والتجارة هي آليات لدفع الإنسانية إلى الأمام، حتى عندما تكون الطريق محفوفة بالصعوبات.
إن مصيرنا اليوم هو أكثر ترابطاً من أي وقت مضى، لكننا فقدنا الإحساس العميق بأن لدينا هدفا مشتركا، لأن أفكارنا حول نوعية هذا الهدف قد تم اعتراضها -وحتى نفيها. ونحن نعرف الآن أن الموارد التي تدعم تقدمنا محدودة، وأن كوكبنا لا يمكنه دعم عدد متزايد من الناس بأساليب الحياة نفسها التي رافقت الازدهار تاريخياً.
لا يمكن لآليات الشمولية أن تعمل بشكل صحيح من دون أسس الأخلاق، والأهداف، والتوقعات العالمية. وما يمكنها القيام به هو دعم الاستياء والصراع، وكما تعلمنا في العام 2016، فقد دفع ذلك الناس إلى رفض العقلانية وإنكار الواقع. وهذا أمر مقلق للغاية يجب التصدي له.
الخطوة الأولى هي مواجهة الأزمة. فبدلاً من التشبث بخطاب وعقائد التنوير، علينا أن ندرك حدود عالمنا، وتحويل انتباهنا من التغلب عليه إلى الحفاظ عليه. هذه هي الرؤية والتوجيهات المشتركة اللازمة لدعم نظام عالمي جديد وحديث.
الخطوة الثانية هي تقييم ما ينبغي علينا توقعه بالضبط من هذا الواقع الجديد -ووضع معايير جديدة لقياس النجاح. إننا لا نستطيع افتراض أن الأجيال القادمة ستحصل على الكثير، لكننا نستطيع أن نعمل من أجل حصولها على الأفضل. ولتحقيق هذه الغاية، لا ينبغي أن تستند السياسة على مؤشرات حادة من التغيير الكلي، مثل إجمالي الناتج المحلي وبيانات التجارة الصافية، وإنما على مقاييس أكثر دقة تقدم صورة أكثر وضوحاً حول توزيع الثروة، والتعليم، ونوعية الحياة.
أما الخطوة الثالثة، فهي أن يكون لدى الجميع الهدف نفسه. ففي عالم اليوم، أصبحت المناهج المشتركة ضرورية لمواجهة التحديات وخلق فرص جديدة. ولن يتمكن خطاب القوميين أو المشاعر المعادية للتجارة من تغيير هذا الواقع.
بطبيعة الحال، حتى من دون أنظمة دولية فعالة ترتكز على أخلاقيات وأهداف عالمية، فإنه سيكون على المجتمع الدولي أن يتعاون لمواجهة التحديات منذ بدايتها. لكن من المحتمل أن يحصل مثل هذا التعاون فقط بعد حدوث المشكلة وتأثيرها القوي على مصالح الجهات الفاعلة.
والخطر هنا مضاعف. ويتمثل مكمن الخطر الأول في عدم وجود معايير عالمية، ما يدفع العالم إلى أن يكون تفاعلياً على الدوام. والنتيجة هي نموذج غير فعال وغير مستقر للتصدي للأزمات -ورؤية غير بناءة للمستقبل. ويكمن مصدر الخطر الثاني، والأكثر فظاعة، في عدم وجود هدف شامل يعزز النظرة المحدودة للمصلحة الذاتية، مع القرارات التي يتم اتخاذها بتحفظ، استناداً إلى نظرة المعاملات، وليس إلى نظرة نظامية.
يبدو دونالد ترامب مقتنعا بأن هذا النهج هو بالضبط ما يحتاجه العالم. لكننا نعرف حقيقة ما سينتج عن عقد صفقات قائمة على منطق المصلحة الذاتية. والواقع أنه يمكننا بالفعل رؤية النتائج الفظيعة المترتبة على سياسة حصرية غير مرتكزة على القيم في سورية. فقد بلغ الحصار الوحشي لحلب ست سنوات، ولا شيء غير الكلام الفارغ مع أنصاف الحلول التي طرحها القادة الغربيون الذين يعتقدون أن فظائع الحرب الأهلية في سورية لا تستحق اتخاذ إجراءات فعلية.
يشكل الوضع المأسوي في سورية دليلاً على واقع العالم المرير. لكن مصيرنا ليس من الضروري أن يكون مظلماً جداً. وبدلاً من الحداد على النظام العالمي الليبرالي؛ حيث يبدو الكثيرون حريصين على القيام بذلك، يجب أن نسعى إلى تحقيق هدف جديد ومشترك لترسيخ نظام عالمي حقاً -وضمان مستقبل أفضل للجميع.
 
*وزيرة الخارجية الاسبانية السابقة ونائبة سابقة لرئيس البنك الدولي، وعضو مجلس الدولة الاسباني، وهي محاضر زائر في جامعة جورج تاون، وعضو مجلس الأجندة العالمي المعني بالولايات المتحدة في المنتدى الاقتصادي العالمي.
*خاص بـ "الغد"، بالتعاون مع "بروجيكت سنديكيت".
========================
ميدل ايست اي :فضيحة أممية في سوريا.. كيف تسترت وكالة الصحة العالمية على فظائع الأسد ودعمته؟
http://www.huffpostarabi.com/2017/01/17/story_n_14225440.html
هافينغتون بوست عربي  |  ترجمة
قالت الطبيبة والناشطة الإنسانية آني سبارو إنَّ منظمة الصحة العالمية (WHO) متواطئة في جرائمِ حربٍ بالتزامها الصمت حيال التدمير المُمنهَج لقطاعِ الرعاية الصحية في سوريا من قِبَل النظام وحلفائه.
ومنذ سنوات حتى الآن، ظلَّت منظمة الصحة العالمية مستمرةً في التحايلِ والمماطلة، في الوقت الذي تحترق فيه سوريا، وتنزف، وتتضوَّر جوعاً. وبرغم أنَّ المنظمة أنفقت في سوريا مئات الملايين من الدولارات منذ تفجُّر الصراع في مارس 2011، إلّا أنَّ الصحة العامة في سوريا تحوَّلت الآن من حالتها المثيرة للقلق في 2011 إلى حالة كارثية، وفق ما ذكر موقع middleeasteye.
ولكي تتضح الأمور؛ في الوقت الذي ارتفع فيه متوسط العُمر لشخصٍ وُلِد في الولايات المتحدة بمقدار نصف سنة، من 78.7 سنة عام 2010 إلى 79.3 سنة في 2015، انخفض متوسط العُمر في سوريا على مدار نفس الفترة بمقدار أكثر من 15 سنة، من 70.8 سنة عام 2010 إلى 55.4 سنة في 2015.
ويُقارع هذا الرقم الجديد والمرعب دولاً مثل جنوب السودان (57.3 سنة)، بينما يقل كثيراً عن دولٍ كأفغانستان (60.5 سنة)، ورواندا (66.1 سنة)، والعراق (68.9 سنة). وما يبعث على القلق هو أنه في حين يبلغ المتوسط العالمي للعُمر المتوقع للأطفال الذين وُلِدوا عام 2015 نحو 71.4 سنة، يُتوَقَّع أن يعيش الأطفال الذكور في سوريا 48 سنة فقط، والأطفال الإناث 65 سنة.
القصف المُمنهَج
استسلم أخيراً الربع مليون نسمة المتبقين من سكَّان حلب الشرقية بالإضافة إلى 10 آلاف من المقاتلين، تماماً كما حدث من قبل مع سكَّان مُعَضَّمية الشام، وحمص، وداريا، بعد أشهرٍ من الحصار أعقبت سنواتٍ من القصف المُمنهج لمنازل المدنيين، ومستشفياتهم، ومدارسهم، ومحالهم التجارية، باستخدام الصواريخ، والبراميل المتفجِّرة، والهجمات الكيماوية، والقنابل الخارقة للتحصينات، والقنابل الحارقة، والقنابل العنقودية.
كان المهاجمون الرئيسيون هم الحكومة السورية التي يقودها بشار الأسد، وحلفاءها الرئيسيين، الذين يتمثَّلون في روسيا بشكل أساسي من الجو، مع دعمٍ من حزب الله وإيران على الأرض.
أُجليَ عشرات الآلاف من المدنيين من حلب الشرقية إلى ريف حلب الغربي، ومحافظة إدلب، اللتين لا تزالان تحت سيطرة قوات معارضة.
ويُفاقِم هذا التشريد الأزمة الصحية التي يواجهها قُرابة 2.5 مليون مدني في إدلب، وهم مَن نَزَحوا إلى المحافظة، إلى جانب سكَّانها الأصليين، إضافةً إلى نصف مليون آخرين في الأجزاء التي تسيطر عليها قوات المعارضة في حلب الغربية. ولا يضع هذا في الحُسبان أربعة ملايين مدني إضافيين يعيشون في مناطق أخرى تسيطر عليها المعارضة، يعيش أكثر من مليون منهم في مناطق لا تزال الحكومة تحاصرها.
ويزيد ذلك الحاجة إلى مساعدة منظمة الصحة العالمية في سوريا، تلك المساعدة التي يجب أن تُقدَّم وفقاً للحاجة إليها، ووفقاً كذلك لمبدأ الحيادية، الذي هو واحدٌ من المبادئ الأخلاقية المؤسِّسَة للمنظمة.
ورغم ذلك، لم تكن منظمة الصحة العالمية قط وكالة محايدة تخدم ذوي الحاجة. وكما يمكن أن يُستَشف من خلال إحدى الخطب التي ألقتها، ممثلة منظمة الصحة العالمية في سوريا، إليزابيث هوف، أمام مجلس الأمن في 19 نوفمبر/تشرين الثاني 2016، فقد منحت المنظمة الأولوية لعلاقاتها الدافئة بالحكومة السورية على حساب تلبية الاحتياجات الأكثر إلحاحاً للشعب السوري.
وإلى جانب إظهاره لسوء ترتيب الأولويات، كان العرض الذي قدَّمته هوف مليئاً بالمغالطات والحقائق غير المكتملة، وكان يميل بشدةٍ لصالح النظام السوري. ويمكن كشف هذا التحيُّز من خلال ثلاثة أجزاء مثيرة للقلق على نحوٍ خاص من عرضها.
العرض المُشوَّه للأمراض المُعدية
أولاً فيما يتعلق بالأمراض المعدية، وهي مصدر قلقٍ دولي لأنَّ الجراثيم لا تضع الحدود في اعتبارها عند انتقالها، رسمت هوف صورةً إيجابيةً مُحرَّفةً حول جهود الحكومة السورية، في حين اختلقت دوراً محورياً لمكتب منظمتها في سوريا في حماية الأرواح. وادَّعت أنَّه، قبل الصراع، كانت "معدَّلات التغطية التطعيمية الوطنية 95%"، لكن الآن "بعد حوالي 6سنوات.. تراجعت معدَّلات التغطية التطعيمية بمقدار النصف".
وشهدت هوف كذلك أمام مجلس الأمن بأنَّ شلل الأطفال، وهو مرضٌ يُهدِّد حياة الأطفال عاد إلى الظهور في سوريا في 2013 بعد القضاء عليه في 1995، "قُضِيَ عليه مرةً أخرى بفضل الجهود المتضافرة لمنظمة الصحة العالمية، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)".
في الواقع، رغم أنَّ الحكومة السورية تُصر على أنَّ معدَّلات التغطية التطعيمية الوطنية ضد شلل الأطفال في عامي 2009 و2010 كانت 99%، تُقدِّر منظمة الصحة العالمية واليونيسيف أنَّها كانت 83% فقط، وحتى هذا الرقم كان وفقاً لأدنى درجات الثقة لدى المنظَّمتين بسبب غياب البيانات الداعِمة له. وقد أُشير إلى هذه التقديرات، و"الأرقام الرسمية" التي تناقضها في خطة منظمة الصحة العالمية واليونيسيف الاستراتيجية للقضاء على شلل الأطفال، "المبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال في الشرق الأوسط"، في 2013.
في الواقع، كان أحد الأسباب وراء انتفاضة 2011 في سوريا هو حجب نظام الأسد للتطعيمات القياسية للأطفال، التي تحميهم من أمراضٍ كشلل الأطفال، والسعال الديكي، والحصبة، في مناطق اعتُبِرت غير متعاطفة سياسياً معه، مثل إدلب، وحلب الغربية، ودير الزور، في حين تلقَّت المناطق المؤيدة للنظام كدمشق، وطرطوس تغطيةً تطعيميةً كاملة.
وتُصرّ الحكومة السورية على أنَّ التغطية التطعيمية ضد الحصبة بلغت نسبة 99% عام 2010، وتدَّعي أنَّ التغطية التطعيمية للتحصين ضد أمراض الدفتيريا، والسعال الديكي، والتيتانوس وصلت إلى 100%، وهو ما يتناقض مع تقديرات منظمة الصحة العالمية واليونيسيف بنسب 82%، و87% على التوالي.
يساعد تأييد هوف لادِّعاءات الحكومة، فيما يتعلَّق بتضخيم مستويات التغطية التطعيمية، على تسييس هذا الجانب الأساسي من الرعاية الصحية. النقطة الأساسية هي أنه، رغم أنَّ هوف ربما لم تعلم أنَّها فعلت ذلك نظراً لافتقارها للخبرة الطبية، إذا كانت معدَّلات التغطية التطعيمية الوطنية حقاً بهذه المستويات المرتفعة "قبل الصراع"، كما تُصرِّ هي وحكومة الأسد، فما كان شلل الأطفال ليعاود الظهور في 2013 قط.
ذلك لأنَّ انتشار شلل الأطفال يتطلَّب تراجع المناعة الجماعية، وهي الحماية الممنوحة لجميع السكان عندما تصل التغطية التطعيمية حدَّاً حرجاً، إلى أقل من 80-86%. وسيستغرق الأمر من المناعة الجماعية أكثر من 3 سنوات لتتراجع من "99%" إلى أي نسبة تقارب هذا المستوي الذي ذكرناه، لا سيَّما بالنظر إلى التراجع المتزامن في مُعدَّلات المواليد والخصوبة.
وعلاوة على ذلك، تربط هوف بين خطر إصابة الأطفال غير المُطعَّمين بشلل الأطفال، وغيره من الأمراض التي تصيب بالشلل والمميتة، وبين الصراع. وهذا التسويغ المنطقي بأنَّ شلل الأطفال هو نتيجة للصراع، والذي انعكس كذلك في تقرير منظمة الصحة العالمية بعنوان "شلل الأطفال: الحرب في سوريا تفتح الباب أمام عدوٍ قديم" في 2014، كثيراً ما تردِّده الحكومة السورية. لكن الإلقاء باللوم على الصراع في حد ذاته هو بلاهةٌ وخطأ.
فشلل الأطفال لم يعاود الظهور في العراق على مدار 8 سنوات كاملة من الحرب العراقية (2003-2011)، ومع ذلك تفشّى في سوريا بعد سنتين فقط من الحرب، ثم انتشر بعد ذلك إلى العراق، كنتيجةٍ شبه مؤكَّدة للتهجير القسري للمدنيين من شمالي شرق سوريا.
وتُعَد معاودة ظهور شلل الأطفال في سوريا متَّسقةً مع انخفاض معدَّلات التحصين، والضعف اللذين كانا موجودين لدى الأطفال السوريين الذين كانوا يعيشون في المناطق التي تجنَّبت الحكومة نشر التطعيمات فيها مثل دير الزور، وحلب، وغيرهما من المحافظات الشمالية.
وتفشَّت جميع حالات شلل الأطفال في سوريا في مناطق كانت معارضةً لنظام الأسد منذ فترةٍ طويلة، وهو ما يعكس البُعد السياسي لهذا التفشّي.
ولم تظهر حالةٌ واحدة في منطقةٍ تسيطر عليها الحكومة. وقد تراجعت التغطية التطعيمية ضد شلل الأطفال في دير الزور، حيث عاود المرض الظهور لأول مرة في 2013، إلى 36%. كان ذلك تفشِّياً مُفتَعلاً. وتجاهلت هوف كل ذلك.
التستُّر على شلل الأطفال
حين عاود شلل الأطفال الظهور من جديد في يوليو/تموز 2013، أخفت وزارة الصحة السورية الأمر لشهور، وأصرَّت على أنَّ نظام الإنذار والاستجابة المبكِّرة لديها، الذي أنشأته في سبتمبر/أيلول 2012، بمساعدةٍ تقنية وتمويلٍ منفرد من منظمة الصحة العالمية، كان يمكن التعويل عليه.
ثم بعد ذلك، في الأسبوع الأول من أكتوبر/تشرين الأول 2013، أُرسِلت عيِّناتٌ هُرِّبت من مجموعة أطفالٍ مصابين بالشلل في دير الزور إلى تركيا عبر الحدود، وكذلك إلى المخبر الوطني في دمشق، كي تخضع للتحليل.
في البداية أصرَّت دمشق على أنَّ العينات كانت ملوَّثةً، ثم بعد ذلك أظهرت أنَّ العينات تُظهِر الإصابة بمتلازمة غيلان باريه (إلتهاب الأعصاب الحاد المُزيل للنخاعين)، رُغم أنَّ المتلازمة يمكن تشخيصها من خلال الفحص السريري، وليس الفحص المخبري.
واعترفت وزارة الصحة السورية في أكتوبر/تشرين الأول فقط أنَّ تفشِّياً لشلل الأطفال كان جارياً بعد تقديم دليلٍ مخبري لا يمكن إنكاره عن طريق التنسيق بين أطباء يعملون داخل مناطق الصراع، و"وحدة تنسيق الدعم (ACU)" المدعومة من قِبَل المعارضة، والحكومة التركية، ووكالة "مراكز مكافحة الأمراض واتقائها (CDC)" التابعة لوزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأميركية.
إنَّ ادِّعاء هوف بأنَّ شلل الأطفال "أُعِيد القضاء عليه بفضل جهودٍ متضافرةٍ من منظمة الصحة العالمية، واليونيسيف" هو محاولةٌ مخزية لإعادة كتابة التاريخ ونسب الفضل لغير مستحقِّيه.
في الواقع، وكما لُوحِظ، لم يكن لمنظمة الصحة العالمية علاقةٌ باكتشاف أو احتواء تفشِّي شلل الأطفال، واقتفت أثر الحكومة خلال المراحل الأولى الحرجة لتفشِّي المرض، مُنكِرةً معاودة ظهوره لشهور، اعتماداً على نظام رصد الحكومة، في حين فشلت هي في رصد التفشِّي.
ولم تُقرّ المنظمة بمعاودة ظهور شلل الأطفال في سوريا، في 29 أكتوبر/تشرين الأول 2013، أي بعد يومٍ واحد من إقرار وزارة الصحة السورية للأمر، إلّا بعدما ظهر دليلٌ مستقلٌ جعل الإنكار أمراً غير ممكنٍ.
وبالنسبة لاحتواء تفشِّي المرض، يعود الفضل إلى "فريق عمل مكافحة شلل الأطفال (PCTF)" المستقل، وهو مجموعةٌ من المنظمات غير الحكومية السورية والدولية تشكَّلت لمواجهة التفشِّي الطارئ لشلل الأطفال، في ظل غياب حكومةٍ فاعلة، مع شبكةٍ من المتطوعين في الفريق بلغت 8 آلاف متطوِّع في جميع أنحاء المحافظات الشمالية.
تلقى الفريق دعماً من تركيا، التي ساعدته في شراء اللقاحات بشكلٍ مستقل عن منظمة الصحة العالمية، أو الوكالة الدولية الشقيقة لها اليونيسيف. وبدون مساعدةٍ من منظمة الصحة العالمية أو اليونيسيف، وفَّر الفريق اللقاحات لـ1.4 مليون طفل على مدى ثمان حملات تطعيمٍ منفصلة جرت في سبع محافظات، مُحقِّقةً معدل تغطيةٍ تطعيمية بلغ 92%. وقد أوقف ذلك شلل الأطفال فوراً.
ولم يتلق الفريق في تلك الجهود من منظمة الصحة العالمية أو اليونيسيف، اللتين منعتهما الحكومة من المشاركة في تلك الجهود، وإنما من "وكالة الإنقاذ الدولية (IRC)"، و"الهيئة الطبية الدولية (IMC)"، والحكومتين التركية والفرنسية.
أما العرض الذي قدَّمته هوف، وهنَّئت فيه نفسها على حملةٍ مُنِعت منظمة الصحة العالمية، التي تتبع هي لها، من دعمها، بواسطة الحكومة نفسها التي أوجدت الظروف التي مكَّنت شلل الأطفال من العودة، فقد أغفل الإتيان على ذكر الكثيرين من المتطوِّعين وأعضاء الطواقم الطبية الذين فقدوا أرواحهم خلال حملة التطعيم تلك نتيجةً لاستهدافهم من قِبَل الغارات الجوية التي شنَّها سلاح الجو التابع للأسد.
وعلاوةٌ على ذلك، يمتد اعتماد منظمة الصحة العالمية على نظام الحكومة الضعيف والمسيَّس لرصد الرعاية الصحية وإعداد التقارير إلى ما هو أكثر من شلل الأطفال.
قتل المسعفين، وقصف المستشفيات
في دراسة بعنوان "الكوليرا بزمن الحرب"، نُشِرَت في "المجلة الطبية البريطانية" في أكتوبر/تشرين الأول 2016، نَصِفُ أنا وزملائي مشكلاتٍ مماثلة تتعلَّق بمرض الكوليرا، وهو مرضٌ آخر يعكس كلاً من إهمال نظام الصحة العامة في الفترة السابقة على الحرب، والتدمير المُتعمَّد له لاحقاً أثناء الحرب في مناطق المعارضة.
تكتَّمت الحكومة السورية على معظم المعلومات حول تفشٍ لوباء الكوليرا جرى في 2009، تماماً كما تكتَّمت على حالات الوفاة التي حدثت لكثيرٍ من الأطفال بسبب الكوليرا في أكتوبر/تشرين الأول 2015.
ويتعلَّق الجانب الثاني المثير للقلق من شهادة هوف أمام مجلس الأمن بذكرها لـ"الاعتداءات المتكرِّرة ضد مرافق الرعاية الصحية في سوريا".
استشهدت هوف بإحصاء 126 هجوماً من هذا النوع في الفترة بين يناير/كانون الثاني وسبتمبر/أيلول 2016، ومع ذلك تُغفل الإشارة إلى أنَّ المرتكب الأساسي لهذه الهجمات كان النظام السوري، بالاشتراك مع حلفائه الروس.
وبحسب منظمة "أطباء من أجل حقوق الإنسان (PHR)"، فإنَّ من بين نحو 400 هجومٍ على 276 مرفقاً مستقلاً للرعاية الصحية في الفترة بين مارس/آذار 2011، ويوليو/تموز 2016، كانت القوات السورية والروسية مسؤولةً عن أكثر من 90% من هذه الهجمات.
ومن بين 768 مسعفاً قُتِلوا خلال تلك الفترة، ووثَّقتهم المنظمة، كان 713 مسعفاً (أي نحو 93% من الإجمالي) قد قُتِلوا على يد القوات الحكومية السورية والروسية.
وتتوازى هذه الهجمات مع استهدافِ الحكومةِ للمدنيين في مناطق سيطرة المعارضة، حيث يعيش نحو 7 مليون شخص مدني.
ووثَّقت "الجمعية الطبية السورية الأميركية (SAMS)"، في الفترة بين 1 أغسطس/آب إلى 30 نوفمبر/تشرين الثاني 2016، 112 هجمةً أخرى على المرافق الصحية، ارتُكِبت 111 هجمةً منها بواسطة قواتٍ مواليةٍ للنظام. وذُكِرت تلك الهجمات في تقريرٍ للجمعية صدر في وقتٍ سابق هذا الشهر، يناير/كانون الثاني.
وكما وثَّقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، فقد قُتِل منذ أغسطس/آب 29 شخصاً آخر على الأقل من العاملين في قطاع الرعاية الصحية، ليصل المجموع إلى 797 شخصاً، قُتِل من بينهم 742 شخصاً (أي حوالي 93%) أثناء تأديتهم لعملهم بواسطة هجماتٍ جوية شنَّتها القوات الداعمة للحكومة.
ومن جديد، أغفلت هوف الإتيان على ذكر أيٍ من ذلك في شهادتها.
لا أرى، لا أسمع، لا أتكلم
وبصورةٍ أكثر فظاظةً من رفض تسمية مرتكبي تلك الهجمات، عتَّمت هوف على المسألة من خلال وصفها لـ"عسكرة مرافق الرعاية الصحية من قِبَل أطراف متعدِّدة منخرطة في الصراع" بأنَّه "انتهاكٌ واضحٌ آخر"، فيما يتعلَّق "باستهداف العاملين في المجال الطبي".
ورغم قدر العسكرة الموجود، إلّا أنَّ ذلك لا يمثِّل إلا مشكلةً بسيطةً مقارنةً باستهداف الحكومة السورية والروسية لمرافق الرعاية الصحية التي لا توجد بها أي مظاهر واضحة للعسكرة.
في الواقع، أخبرني أطبَّاءٌ سوريون كانوا على تواصلٍ مع المجموعات المسلَّحة غير التابعة للدولة مثل الجيش السوري الحر، وحركة أحرار الشام، وحتى جبهة النصرة، أنَّ هذه المجموعات طالبت ألّا تُبنى المستشفيات في أي مكانٍ بالقرب من قواعدها العسكرية، لأنَّهم لا يريدون أن يُعانوا من الأضرار الجانبية عندما تُستَهدف المستشفيات من قِبَل سلاح الجو السوري.
أدلت هوف بشهادتها قبل مرور 24 ساعة على الفاجعة الأخيرة لتدمير المستشفيات في حلب الشرقية من خلال استهدافها بغارات الجو السورية والروسية، بما في ذلك تدمير مستشفى الأطفال الوحيد في المنطقة، ولم تأتِ على ذكر أيٍ من هذه الهجمات، أو المدنيين الذين قُتِلوا خلالها.
وأغفلت هوف كذلك وصف آثار تلك الغارات الجوية المتواصلة على مرافق الرعاية الصحية.
فعلى سبيل المثال، أشارت هوف، دون تحديد، إلى أنَّ النساء الحوامل ليس بإمكانهن أن يحظين بولادةٍ آمنة، أمَّا النساء الحوامل في المدن التي تسيطر عليها الحكومة مثل دمشق، وطرطوس، والسويداء، واللاذقية، والقُنيطرة، فبإمكانهن أن يحظين بولادةٍ آمنة، وأخصائيي ولادة، وعمليات نقل دم.
أصبحت الرعاية الصحية هزيلةً فقط في مناطق المعارضة، بسبب الضرر والدمار الناجمين عن الغارات الجوية من القوات الداعمة للحكومة.
وعلى سبيل المثال، في الغوطة الشرقية، التي يقطنها 450 ألف مدني، يُولَد نحو 600 طفلٍ كل شهر، ومع ذلك، لا يُوجَد سوى عددٍ قليل من أخصائيي الولادة.
وفي الوقت نفسه، تجعل الهجمات على المستشفيات من الخطير للغاية للنساء الحوامل أن يقضين ساعاتٍ داخلها، إذ تعاني المستشفيات نقصاً في العاملين العاديين. وبدلاً من ذلك، يتوجَّب عليهن الخضوع للولادات القيصرية. وبحسب البيانات التي جمعتُها من خلال الأطباء الذين تحدَّثتُ معهم، والتي أيَّدتها الجمعية الطبية السورية الأميركية، كان معدَّل الولادات القيصرية في المناطق المُستَهدفة بكثافة مثل حلب الشرقية (قبل سقوطها)، والغوطة الشرقية، قد بلغ 60-70%.
ويُمثِّل هذا أكثر من ضعف متوسط الولادات القيصرية منخفضة المخاطر في الولايات المتحدة، والبالغ 26%.
لا تسم المنتهك أبداً
قالت هوف إنَّ منظمة الصحة العالمية تدين الهجمات على مؤسسات الرعاية الصحية "بأقوى العبارات الممكنة"، ومع ذلك فإنَّ منظمة الصحة العالمية في سوريا لم تبلغ عن أية هجمات حتى عام 2016، وحتى الآن لم تحدِّد المسؤول عن هذه الهجمات.
جاء الاستثناء الوحيد في شهر مارس/ آذار 2015، بعد 3 أعوام من بدء النظام هجماته الممنهجة على مؤسسات الرعاية الصحية في المناطق غير المؤيدة له سياسياً، وذلك عندما أبلغت هوف، ليس عن هجومٍ سوريٍ، وإنما عن هجومٍ واحدٍ شنَّته قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة على دير الزور.
وما لم تشرحه هوف أيضاَ هو أنَّ هذه الهجمة تحديداً قد استهدفت جناحاً من المستشفى قد استولى عليه مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) لاستخدامه في أغراض عسكرية.
إنَّ من السخف أن نشكو أمام مجلس الأمن من أنَّ "دعواتنا المتكررة لحماية مؤسسات الرعاية الصحية، والعاملين فيها لا يُلتَفَت إليها"، كما قالت هوف، مع أنه باستثناء الحالة المذكورة التي تتضمن قوات غير سورية، لم تسم منظمة الصحة العالمية المنتهكين قط.
وإحقاقاً للحق، فإنَّ هذه السياسة لم يتبناها المسؤولون على مستوى هوف فحسب، وإنما تبناها المقر الرئيسي للمنظمة في جنيف أيضاً.
هذا التعتيم وهذه العبارات المُلَّطِفة خطرين للغاية لأنَّ الصحة واحدة من المساحات القليلة التي ينبغي أن يكون من الممكن حشد إجماع دولي بخصوصها، حتى في خضم سياسات نزاع مسلح.
كان مرض الجدري، على سبيل المثال، قد قُضيَ عليه بفعل جهود الكثير من الدول التي عملت معاً، تحت قيادة منظمة الصحة العالمية. لكنَّ الحكومة السورية، بدلاً من إظهار قلقها حول صحة مواطنيها، تستخدم الأمراض، والحرمان من العلاج، باعتبارهما من عناصر من جرائم الحرب التي توظفها في استراتيجيتها الحربية، وهو الأمر الذي لا بد أنَّ منظمة الصحة العالمية تعرفه الآن، حتى وإن كانت تجاهد لئلا تعترف بهذا الأمر علناً.
تواطؤ بالتستر
ليس الأمر مقتصراً فقط على تستر منظمة الصحة العالمية على الآثام الطبية للحكومة السورية، ولكنها متواطئة معها أيضاً.
وفي مقالٍ شاركت في كتابته بعنوان "دم وحرب"، أظهرت أنَّ منظمة الصحة العالمية في سوريا قد كذبت بشكلٍ متكررٍ على المتبرعين ووسائل الإعلام حول دعمها لوزارة الدفاع السورية بين عامي 2014 و2016 من خلال شرائها بملايين الدولارات أجهزة نقل دم، واختبارات الكشف عن الأمراض التي تنتقل عبر الدم مثل نقص المناعة المكتسب (الإيدز)، والتهاب الكبد الوبائي بي وسي، وأدوات أخرى.
لا يقتصر تأثير هذا الأمر على وضع أجهزة إنقاذ الحياة تلك في أيدي مؤسسة ذات تاريخ طويل من تجاهل المبادئ الإنسانية، ومنع التحويل الآمن للدماء ليس فقط لجنود المعارضة الجرحى، وإنما أيضاً لعشرات الآلاف من المدنيين الجرحى كل شهر في حلب الشرقية، والغوطة والمناطق الأخرى التي تسيطر عليها قوات المعارضة.
توفر هذه المعونات على وزارة الدفاع الأموال التي كانت ستنفقها على شراء هذه الاحتياجات المتعلقة بالدم، وتمكِّنها من استخدام المال في استهداف المستشفيات والبنى التحتية المدنية، وسجن وتعذيب الأطباء. باختصار، يمكِّنها هذا من تقويض الأولويات الظاهرة لمنظمة الصحة العالمية، والمتعلقة بالرعاية الصحية.
ونشرت صورٌ لمراسلاتٍ جرت شهر مارس/ آذار الماضي بين هوف، واللواء الدكتور أسامة جميل أحمد، ثالث أهم شخصية في وزارة الدفاع السورية، ورئيس بنك الدم القومي التابع للحكومة، والذي تتحكم فيه وزارة الدفاع.
بعد ذلك بثلاثة أشهر، في 14 يونيو/ حزيران، قدَّم اللواء أحمد لهوف، التي لم تكن حاضرة، هذا الدرع في احتفالية في بنك الدم في دمشق بمناسبة اليوم العالمي للمتبرعين بالدم.
تسمية لطيفة للحصار
ثالث المحاور التي تُشكِّل شهادة هوف بالوصول الإنساني.
يمكن مباركة هوف في هذه الحالة، لأنها اتهمت الحكومة بالاسم بسحب الموافقة على تقديم إمدادات جراحية وطبية للمناطق "التي يصعب الوصول إليها" و"المناطق المُحاصَرة".
ومع ذلك، لم تشرح هوف أنَّ هذه المصطلحات المحايدة سياسياً ليست سوى عبارات ملطفة للمناطق التي تسيطر عليها المعارضة، ومن ثم تتجنب تسليط الضوء على البعد السياسي لمنع المساعدة، أو مسؤولية الحكومة عن 98٪ من أكثر من مليون شخص مجبرين على العيش تحت الحصار (كان العدد حتى سقوط حلب 1.3 مليون شخص).وبالمثل، بينما لفتت هوف الانتباه إلى شرق حلب باعتبارها "الوجه الأكثر وضوحاً للمعاناة السورية"، لم تذكر أنَّ الضربات الجوية التي لا ترحم، والتي قامت بها القوات السورية والروسية، باستخدام القذائف والبراميل المتفجرة، والقذائف مخترقة التحصينات والصواريخ، هي من أخرجت آخر ثمان مستشفياتٍ في حلب من الخدمة في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني.
لم تأت هوف أيضاً على ذكر القنابل العنقودية، والأسلحة غير القانونية الأخرى بما في ذلك القنابل الكيمائية التي استخدمتها القوات الحكومية لاستهداف مدنيي حلب الشرقية.
ومع ذلك، فقد لفتت هوف الانتباه إلى هجومٍ واحدٍ بقذائفِ الهاون على مدرسةٍ في حلب الغربية نتج عنه 6 وفيات.
وزعمت هوف في هذه الحالة التي ذكرتها أنَّ "عشرات من الأطفال قُتِلوا أو جُرِحوا"، بينما امتنعت عن ذكر المذبحة التي ارتكبتها القوات الموالية للحكومة في جبل الحص، جنوب شرقي حلب، في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني، والتي استهدفت خمس مدارس بقنابلٍ وضعت بعناية، لتقتل 22 طفلاً، و6 مدرسين، و11 مدنياً.
وضع أحد زملائي، الدكتور خالد العاجي، 90 أنبوباً صدرياً لأطفالٍ امتلأت رئاتهم بالدماء ذلك اليوم.
أسلوب العرض وحقيقة المساعدات الممنوعة
عندما وصفت هوف الدور الإنساني لمنظمة الصحة العالمية، كان وصفها ينضح بالغموضِ والتعتيم.
قالت هوف إنَّ منظمة الصحة العالمية "قد قدمت أكثر من 9 ملايين معالجة طبية في كل سوريا"، وأنَّ المنظمة، جنباً إلى جنب مع شركائها في الأمم المتحدة، قد وصلت إلى كل المناطق المحاصرة للمرة الأولى منذ عدة أعوام.
لو لم تعرض هوف الأمر بهذه الإيجابية، فربما كانت لتلاحظ أنَّ الأمر استغرق عدة سنوات قبل أن تمنح الحكومة السورية الإذن بالوصول إلى كل المناطق المحاصرة، ولو لمرة واحدة.
كانت هوف واضحة حول "تقديم منظمة الصحة العالمية لأكثر من 9 ملايين معالجة طبية"، لكنها لم تذكر ما الذي قدمته المنظمة فعلاً.
في الحقيقة، وطبقاً لمحاضر الاجتماعات وثيقة الصلة بهذا الأمر، التي اطلعت عليها في حين لم تكن متاحة للجمهور، فإنَّ المنظمة قد خزَّنت 90 طناً من الأدوية في حلب الغربية التي تسيطر عليها الحكومة، لأنها لم يُسمَح لها قط بتسليم هذه الأدوية إلى شرق حلب.
أحياناً ما كان يُختزل دور منظمة الصحة العالمية في تسليم صناديق من العناصر غير الضرورية، مثل الشامبو، بسبب رفض الحكومة السورية المتكرر لإيصال الدواء والمعدات المنقذة للحياة إلى أولئك الذين هم في أمسّ الحاجة إليها.
أنهت هوف تقريرها بعدة نداءات إلى مجلس الأمن، لا تبدو منطقية لأول وهلة، حتى يُنظر إليها في سياق تواطؤ منظمة الصحة العالمية مع الحكومة السورية:
لم يكن النداء الأول متعلقاً بوقف الضربات الجوية على المستشفيات، لكن من أجل "الموافقة على نظام يمكن من خلاله لكل الأطراف أن تحصل على إحداثيات جميع القوافل والمنشآت الصحية، وتسجل من خلاله كل الهجمات".
ولم يطالب النداء الثاني برفع الحصار عن أكثر من مليون إنسان، بل بدعم "وصول مستدام، غير مشروط، لكل المناطق المحاصرة والتي يصعب الوصول إليها".
أما النداء الثالث، فقد طالبت فيه، محقةً، بالسماح بإخلاء كل المرضى أصحاب الحالات الحرجة، وعائلاتهم.
ربما كانت هوف تفكر في حالة التوأم الملتصق في الغوطة الشرقية، اللذين وُلِدَا في شهر يوليو/ تموز، واللذين سُمِحَ لهما بالخروج من دمشق بعد ضغوطٍ كبيرة، لكن قوبل طلب منحهما خروجٍ آمنٍ من البلاد لإجراء عملية فصل جراحية ضرورية، بالرفض، حتى بعد أن عرضت مراكز مرموقة في الولايات المتحدة وألمانيا والسعودية إجرائها، مع دفع كل النفقات.
بدلاً من ذلك، قررت الحكومة السورية، على ما يبدو، أن تقوم بدور البطل وتفصل التوأمين بنفسها على الرغم من قلة الخبرة في هذا المجال. وأعلنت الحكومة أنَّ الموت المفاجئ للتوأم سببه فشل قلبي، وهو تشخيص يتنافى طبياً مع حالة التوأم في ذلك الوقت.
إنَّ عدم تصحيح منظمة الصحة العالمية لهذا التشخيص، وعدم طلبها لإجراء تشريحٍ، فضلاً عن الضغط لإخراج التوأم من سوريا، وبدلاً من ذلك إلقاء اللوم على الوالدين، كل هذا يدفعنا إلى التساؤل: هل ساعدت منظمة الصحة العالمية على التعتيم على سبب موت التوأم، بعد إجراء هذه العملية الجراحية الخرقاء؟
قوافل من الشامبو والأكفان
مع هذا السجل المزعج من دفاع المنظمة عن فظائع الحكومة السورية، ما لم يكن التواطؤ الصريح معها، ليس من المدهش أنَّ يفقد الكثير من السوريين في الأراضي الواقعة تحت سيطرة الحكومة والمعارضة على حد سواء، الثقة فيها.
وكما قال الدكتور منذر الخليل، مدير صحة في إدلب: "لا نحتاج قوافلهم المُحمَّلة بالشامبو والأكفان. سيكون كافياً لو توقفوا عن دعم النظام الذي يقصفنا بالصواريخ والأسلحة الكيميائية".
وبالنظر إلى شكر هوف، مؤخراً، لروسيا على توفير الرعاية الصحية العاجلة لبعض المدنيين الذين أُجبَروا على الفرارِ من حلب، بعد أن ساعدت روسيا على تدمير كل المستشفيات هناك، فمن الصعب أن نثق في روايتها عن الكارثة الصحية العامة في سوريا، باعتبارها ممثلة المنظمة هناك، أو أن نثق في كفاءتها في التعامل مع هذه المشكلة، ولا أن نثق في زعم المنظمة احترامها للمبادئ الإنسانية من النزاهة والحياد والإنسانية.
=========================
إد بلانش* – (أراب ويكلي) 16/1/2017 :إسرائيل تُصعِّد حربها الخفية مع حزب الله
http://www.alghad.com/articles/1380082-إسرائيل-تُصعِّد-حربها-الخفية-مع-حزب-الله
إد بلانش* – (أراب ويكلي) 16/1/2017
ترجمة: علاء الدين أبو زينة
في الأسابيع الأخيرة، يبدو أن الحرب السرية بين إسرائيل وحزب الله، المستمرة منذ خمس سنوات، قد اشتعلت مرة أخرى -ربما مع مخاطر أعلى هذه المرة.
*   *   *
بيروت - أكد معهد إسرائيل لدراسات الأمن القومي في تقييمه الاستراتيجي السنوي الذي صدر في 2 كانون الثاني (يناير)، أن حزب الله اللبناني ما يزال يشكل أكبر خطر يتهدد الدولة اليهودية.
وحث التقرير المؤسسة الاستخباراتية الإسرائيلية على تكثيف الجهود لمنع نقل منظومات الأسلحة المتطورة إلى حزب الله –وهي عملية ربما تكون جارية مُسبقاً مع سلسلة الغارات الجوية والصاروخية التي تشنها إسرائيل ضد سورية.
تمر الغالبية العظمى من الأسلحة التي تقوم إيران بتوريدها إلى حزب الله عبر سورية. ويقال إن حزب الله؛ القوة الرئيسية التي تبقي على الرئيس السوري بشار الأسد في السلطة وسط الحرب المستعرة في البلد، يقوم ببناء قواعد عسكرية ويسعى إلى تأسيس حضور له في مرتفعات الجولان المتنازع عليها -الهضبة البركانية الاستراتيجية المطلة على قلب الأراضي الزراعية في إسرائيل.
وصنف معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي إيران، راعية حزب الله ومصدر أسلحته، في المرتبة الثانية في قائمة التهديدات، فيما يعود في جزء منه إلى بعدها الجغرافي النسبي عن إسرائيل.
جنباً إلى جنب، تشكل إيران وحزب الله، الذي يعمل كذراع استراتيجية للجمهورية الإسلامية في بلاد الشام، تهديداً شاملاً لإسرائيل، والذي تتجاوز خطورته بكثير أي تهديد آخر. ويتراوح هذا التهديد من قوة إيران الصاروخية المتنامية، إلى الأسلحة النووية التي يبقى القادة الإسرائيليون مقتنعين بأن إيران ستقوم بتطويرها في السنوات المقبلة، إلى قدرات حزب الله التكتيكية المتزايدة.
ويعود جزء كبير من ذلك إلى الأسلحة المتطورة التي راكمها الحزب في السنوات الأخيرة، على الرغم من الغارات الجوية الإسرائيلية المتكررة على قوافل أسلحته، والاغتيال المستهدف في سورية ولبنان للشخصيات التي تلعب دوراً رئيسياً في اكتساب وتطوير القوة العسكرية لحزب الله. ويقدر أن حزب الله -وفق التقديرات الإسرائيلية إلى حد كبير- يمتلك أكثر من 130.000 صاروخ وقذيفة، بما في ذلك أسلحة بعيدة المدى قادرة على تدمير مقاطع في المدن.
في الأسابيع الأخيرة، يبدو أن الحرب السرية بين إسرائيل وحزب الله، والتي ما تزال مستمرة منذ خمس سنوات، قد تصاعدت أخيراً، وربما مع مخاطر أعلى هذه المرة.
كانت هناك العديد من هجمات الصواريخ التي أُعلِن عنها في سورية، والتي يفترض أنها كلها نُفذت بأسلحة إسرائيلية تم إطلاقها إما من القطاع الذي تحتله إسرائيل من مرتفعات الجولان، أو من المجال الجوي اللبناني. وتهدف هذه الضربات على ما يبدو إلى تقليص شحنات الأسلحة المتطورة المتجهة إلى حزب الله، والتي يقال أنها كانت تشمل في السابق صواريخ "أس-إيه" للدفاع الجوي من الحقبة السوفياتية، والتي تسمح لحزب الله بأن يتحدى مباشرة -للمرة الأولى- سيطرة إسرائيل على المجال الجوي اللبناني والسوري، وصواريخ "ياخونت" المضادة للسفن التي يمكن استخدامها ضد منشآت الغاز البحرية الإسرائيلية.
في 30 تشرين الثاني (نوفمبر)، ضرب صاروخان يبدو أن مقاتلات إسرائيلية أطلقتهما من المجال الجوي اللبناني، قافلة شاحنات خارج دمشق، مما أثار تكهنات بأن الشاحنات كانت تحمل أسلحة متقدمة لحزب الله.
وفي 2 كانون الأول (ديسمبر)، قيل إن إسرائيل شنت غارتين جويتين باستخدام صواريخ "بوبآي" في محيط دمشق؛ واحدة ضد مستودع أسلحة تحرسه الفرقة المدرعة الرابعة من الجيش السوري في الصبورة، شمال غرب العاصمة السورية، بينما ضربت الغارة الثانية سيارات عدة بالقرب من الطريق السريع بين دمشق وبيروت.
وفي ضربة وجهت في الساعة الثالثة من فجر يوم 7 كانون الأول (ديسمبر)، ضرب عدد من صواريخ أرض-أرض منشآت في قاعدة المزة الجوية في مطار دمشق الدولي؛ حيث يحتفظ حزب الله بمرفق يتمتع بإجراءات أمنية مشددة لاستقبال الأسلحة التي يتم نقلها جواً من إيران قبل نقلها بالشاحنات إلى لبنان. وتسببت الضربات في إشعال حرائق كبيرة في المطار، وأسفرت عن انفجارات كبيرة.
وفي هجوم منفصل في ذلك التاريخ، تم قصف مرافق لحزب الله في داخل وحول بلدة الزبداني الواقعة على الحدود مع لبنان، والتي تشكل نقطة تقاطع رئيسة في طريق نقل الأسلحة براً إلى مواقع حزب الله الحصينة. ويوم 13 كانون الثاني (يناير)، اتهمت سورية إسرائيل بشن غارة أخرى بالصواريخ على قاعدة المزة في هجوم وقع قبل الفجر، والذي تسبب في سلسلة من الانفجارات وفي إيقاع خسائر بشرية.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد اعترف لأول مرة في نيسان (أبريل) 2016 بأن إسرائيل تقوم بتوجيه ضربات جوية في الأراضي السورية لمنع وصول شحنات ما وصفه بأنه "الأسلحة المغيِّرة لقواعد اللعبة" إلى حزب الله.
وأشارت صحيفة "جيروساليم بوست" في 8 كانون الأول (ديسمبر) إلى أن الضربات الجوية التي شنت في اليوم السابق استهدفت "القاعدة المفترضة للوحدة السرية 450 في الجيش السوري، وهو فرع من مركز الدراسات العلمية والبحوث السوري، الذي يقع في القلب من برنامج نظام الأسد للأسلحة الكيميائية، إلى الشمال من دمشق".
وفي اليوم نفسه، رفع وزير الدفاع الإسرائيلي الصقري، أفيغدور ليبرمان، الرهان حين زعم أن سلاح الجو الإسرائيلي أحبط محاولة لنقل أسلحة كيميائية من سورية إلى لبنان.
وإذا كان ذلك صحيحاً، فإنه يشير إلى أن حزب الله وإيران ربما يكونان مستعدين لتصعيد الجهود السرية لتطوير ترسانة حزب الله إلى مستوى جديد وخطير للغاية.
من المعروف أن أفيغدور ليبرمان عادة ما يبالغ، وربما كانت لتعليقاته المذكورة صبغة سياسية، لكنها كانت المرة الأولى التي يعلن فيها مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى عن مثل هذه المخاوف.
تشكل هذه الضربات الصاروخية والجوية ما تسميه إسرائيل "حملة بين الحروب"، وهو مفهوم يتضمن العمليات السرية والعلنية الهادفة إلى إحباط التهديدات الناشئة، خاصة حيازة الأسلحة المتطورة. وهذه باختصار مواجهة تتم موازنتها بشكل دقيق من كلا الجانبين، والتي يراعي فيها كل من الطرفين الالتزام بقيود معينة يكون من شأنها منع الأعمال العدائية من التصاعد إلى مستوى الحرب الشاملة.
ولكن، يبدو أن إسرائيل تقوم الآن بتصعيد صراعها الخفي مع حزب الله، بينما تسعى إيران إلى تأسيس حضور لنفسها في الجولان المقسم، وهو ما يشكل خطاً أحمر بالنسبة لإسرائيل.
على هذه الخلفية، حذر ليبرمان من أنه في حين أن إسرائيل ليس لها مصلحة في التدخل في الحرب السورية، فإنها سوف تتخذ إجراءات للحفاظ على الأمن الإسرائيلي، خاصة فيما يتعلق بتحويلات الأسلحة المتقدمة إلى حزب الله. وسوف تقوم إسرائيل، كما أعلن ليبرمان "باتخاذ القرارات وفقاً لهذه السياسة، من دون أن تأخذ الظروف أو المحددات الأخرى بعين الاعتبار".
 
*غطى شؤون الشرق الأوسط منذ العام 1967. وهو محرر قسم التحليل في "أراب ويلكي".
*نشر هذا التقرير تحت عنوان: Israel Steps up Shadow War with Hezbollah
========================
الصحافة الروسية والالمانية :
كومرسانت :سيرغي ستروكان مكسيم يوسي :يران خارج الحلف الروسي - التركي الجديد؟
http://www.alhayat.com/Opinion/Writers/19663774/إيران-خارج-الحلف-الروسي---التركي-الجديد؟
النسخة: الورقية - دولي الأربعاء، ١٨ يناير/ كانون الثاني ٢٠١٧ (٠٠:٠ - بتوقيت غرينتش)
عشية استئناف الحوار السوري، وجولته الأولى بعد أيام في 23 كانون الثاني (يناير) في آستانة، والثانية في 9 شباط (فبراير) في جنيف، تجري الدول المبادرة الى استئناف عملية السلام، أي روسيا وتركيا وإيران، مشاورات نشطة ترمي الى جمع الأطراف المتصارعة على طاولة المفاوضات والحؤول دون إخفاق ديبلوماسي جديد. وعلى رغم التصريحات المتفائلة حول مستقبل عملية السلام، ثمة عدد من العراقيل يساهم في عسر المفاوضات المستقبلية بين دمشق وخصومها. وأبرز المسائل الشائكة تحديد هوية المشاركين. والمسألة هذه كانت عقبة في الجولات السابقة من المحادثات.
وفي مقابلته مع وسائل إعلام فرنسية، نبه الرئيس السوري، بشار الأسد، إلى أنّه في آستانة سيتحدث حصراً مع المعارضة «الحقيقية»، أي تلك المعارضة «التي لها جذورها في سورية»، على حد قوله. ومع ذلك، فإنّ الأسد لم يحدد الجهة المخولة أن تضع لوائح المعارضة «الحقيقية»، واستبعاد «دمى» القوى الخارجية التي لا تستحق في نظره أن تتفاوض مع دمشق. وفي المقابلة هذه، شن الأسد هجوماً حاداً على رجب طيب أردوغان، الذي أدى مع فلاديمير بوتين دوراً رئيسياً في التوصل الى وقف النار والاتفاق على محادثات في آستانة. ووصف تركيا بـ «البلد غير المستقر» بسبب سياسات رئيسها، وجدد اعلانه أنه لا يثق بالزعيم التركي «لأنه إسلامي». وإلى ذلك، اتهم الأسد أردوغان بانتهاك الديموقراطية، وقال ان في سجون الزعيم التركي «معتقلين سياسيين، أكثر من كامل الدول العربية مجتمعة».
والمثال الصارخ على عمق الخلافات بين الأطراف الأساسية، هو الوضع في وادي بردى، حيث بعد التوصل الى اتفاق وقف اطلاق النار في 30 كانون الأول (ديسمبر)، تواصل القوات السورية هجومها ضد جماعة جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقاً). ويقول الأسد ان عمليات عسكرية تشن في هذه المنطقة لمنع الإرهابيين من قطع المياه وخنق العاصمة. ولكن وجهة نظر المعارضة حول أحداث وادي بردى مختلفة. فالهيئة العليا للتفاوض في المعارضة السورية اتهمت الحكومة بانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار، وقال نائب رئيسها، جورج صبرا، ان «كل الجماعات المعارضة التي وقعت على اتفاق وقف إطلاق النار تمتثل له (وتتقيد به)، لذا، ندعو موسكو وأنقرة للضغط على النظام السوري لتطبيق وقف إطلاق النار».
وتوجه إيران الانتقادات للمعارضة، منها ما جاء على لسان الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي في ايران، علي شمخاني. فهو حذر من اقتناص المعارضة المسلحة فرصة الهدنة لتجميع قواتها، وقال إنّ «الجماعات المسلحة قادرة على إشعال فتيل الحرب وإراقة الدماء»، ودعا إلى نقل الحوار إلى دمشق.
وفي وقت يرفض الأسد الاعتراف بوساطة أنقرة، وتبدي طهران عدم رضاها عن الوجود العسكري التركي في سورية والاستياء من طلب أردوغان سحب الميليشيات الموالية لإيران من البلاد، تلف التقارب السياسي الروسي- التركي رمزية خاصة. وعلى الجبهة السورية في محاربة «داعش»، تصرفت كل من موسكو وأنقرة لأول مرّة على نحو ما يتصرف حلفاء عسكريون. فبين البلدين، دارت 12 حرباً، ونادراً ما أبرمت تحالفات عسكرية. ومن المعلومات المفاجئة أنّه في اختتام كانون الأول (ديسمبر) المنصرم، تلقت القوات التركية المشاركة في حملة الباب، دعماً منتظماً من الطيران الروسي.
وتعود المفارقة الى أنّ تركيا، العضو في الـ «ناتو»، يفترض منطقياً أن تعتمد في المقام الأول على دعم القوة الجوية الأميركية التي تعمل في سماء سورية. ولكن المسؤولين الأتراك اتهموا واشنطن بإهمال مطالبتهم بدعم جوي، وأنهم لم يلقوا جواباً. وعلى خلاف الأتراك، يقول البنتاغون إنّ سلاح الجو الأميركي كان مستعداً لمساعدة الجيش التركي، ولكنه لم يتلق أي طلب من أنقرة. وصار التعاون الروسي - التركي في معركة الباب ملموساً.
وترى القيادة التركية، التي أطلقت عملية «درع الفرات» في شمال سورية، في آب (أغسطس) الماضي، إنّ معركة الباب هي حلقة رئيسية في حملتها العسكرية. ولكن إثر معارك ناجحة، توقف التقدم واصطدمت «درع الفرات» بمقاومة «داعشية» شرسة.
ولا يخفى ان العملية العسكرية المشتركة بين روسيا وتركيا في الباب، التي قد تنتهي نهاية مظفرة، قد تفاقم الانقسام داخل مثلث موسكو - أنقرة - طهران. فإيران لن تتخلى عن موقفها السابق: اعتبار انتشار الجيش التركي على أراض سورية غير شرعي في غياب دعوة من دمشق (على خلاف حال ميليشيا «حزب الله» الشيعية اللبنانية، حليفة طهران). ويبدو ان نظرة روسيا الى الأمور مختلفة. ولا شك في ان مكافحة «داعش» هي مسألة بارزة، ولكنها لا تتصدر الأولويات الروسية. وترى موسكو ان التحالف مع أنقرة أساسي، وهو الجسر الى حل مشاكل كثيرة. فالدور التركي يحول دون توجيه الغرب دفة التسوية السورية في المستقبل، ويحول دون فرض إيران على المشاركين جدول أعمالها في مفاوضات آستانة وضمانها بقاء بشار الأسد في السلطة إلى الأبد.
* محللان سياسيان، عن «كومرسانت» الروسية، 11/1/2017، إعداد علي شرف الدين
========================
"دي فيلت ":أرقام مشرفة للسوريين من ألمانيا!
https://arabic.rt.com/news/859038-أرقام-مشرفة-للسوريين-من-ألمانيا/
قالت صحيفة "دي فيلت Die Welt" الألمانية إن السوريين هم أكثر اللاجئين، الذين يحاولون تعديل شهاداتهم ونيل الاعتراف الرسمي بها في ألمانيا.
جاء ذلك في تقرير أعدته الصحيفة وقالت فيه إن المزيد من اللاجئين يسعون لتعديل شهاداتهم في ألمانيا.
يزداد يوما بعد يوم عدد اللاجئين الذين يحاولون الحصول على اعتراف رسمي من قبل السلطات المعنية في ألمانيا بمؤهلاتهم العلمية والمهنية التي حصلوا عليها في بلدانهم الأصلية.
وذكر الموقع الإلكتروني للصحيفة أن ارتفاعا حادا في الطلبات شوهد في الفترة الأخيرة. وحسب الصحيفة فإنه تم تنفيذ 47 في المائة من جميع جلسات النصح والمشورة التي تقدمها الحكومة للاجئين من خلال هذا البرنامج.
وكانت نسبة اللاجئين المشاركين في هذه الجلسات، في الفترة ما بين حزيران/ يونيو إلى كانون الأول/ ديسمبر من عام 2015، قد وصلت إلى حوالي 20 في المائة. وحسب المعلومات التي نقلتها صحيفة (دي فيلت) فإن معظم اللاجئين الذين يحاولون تعديل شهاداتهم ونيل الاعتراف الرسمي بها في ألمانيا هم سوريون.
ويشار إلى أن أكثر من مليون لاجئ ومهاجر من مناطق الأزمات دخلوا ألمانيا في عام 2015. ويشكل السوريون الفارون من الحرب في بلادهم نسبة كبيرة من بين هؤلاء.
المصدر: "دويتشي فيللي"
=======================