الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 17/1/2018

سوريا في الصحافة العالمية 17/1/2018

18.01.2018
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
 
الصحافة الامريكية :  
الصحافة التركية :  
الصحافة البريطانية :  
الصحافة الروسية والالمانية :  
الصحافة الامريكية :
فورين بوليسي :كيف انتزعت روسيا المبادرة السياسية في سوريا؟
حاول الصحافي كولوم لينش تحديد الأسباب التي تسمح لروسيا بالاضطلاع بدور كبير في حسم مستقبل سوريا، وذلك في تقرير نشرته مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية.
 ففي 24 ديسمبر، دعا وزير الخارجية السعودي عادل الجبير وفداً من قادة المعارضة السورية لينقل لهم رسالة مفادها أن الرياض ستخفض دعمها العسكري لجهودهم من أجل إطاحة الرئيس السوري بشار الأسد، داعياً إياهم إلى تركيز جهودهم على تأمين اتفاق سياسي خلال مؤتمر سوتشي الذي سيعقد في يناير الجاري، وذلك وفقاً لمصدرين في المعارضة السورية ولديبلوماسيين إثنين. وإذا كانت المعارضة مستعدة جيداً من أجل سوتشي، فإنها ستكون في موقع أفضل للتوصل إلى اتفاق على انتقال سياسي.
الاندفاعة الروسية
ورأى لينش أن تعليقات الجبير تعكس ضعف القوى المعارضة للأسد، التي سبق أن فقدت في يوليو الدعم العسكري السري الأمريكي. والأهم أن الرسالة السعودية تبرز الإندفاعة الديبلوماسية الروسية لصوغ مستقبل سوريا ما بعد الحرب التي تنافس عملية جنيف المتعثرة منذ خمسة أعوام والتي ترعاها الأمم المتحدة.
 ولاحظ لينش أنه حتى الأمم المتحدة تفكر الآن بالمشاركة في عملية السلام الروسية في الوقت الذي يقوم المبعوث الأممي ستافان دو ميستوراً من وراء الكواليس بالضغط من أجل تأمين مقعد له في سوتشي ويحض السعودية والمعارضة السورية على الحضور.
 رأى لينش إن الدور الديبلوماسي المتزايد لموسكو في سوريا، يعود في جزء منه إلى الدور السلبي للولايات المتحدة. فقد ركزت إدارة دونالد ترامب أكثر على قتال داعش ومواجهة إيران اكثر من الاهتمام بالمستقبل السياسي لهذا البلد الذي مزقته الحرب. وقال ديبلوماسي في مجلس الأمن إن “سوريا باتت مثالاً لخسارة الدبلوماسية الأمريكية صدارتها وحتى موقعها الوسطي. لقد تخلت الولايات المتحدة لروسيا عن هذه القضية».
أستانة
وقال الجنرال المتقاعد في مشاة البحرية الأمريكية “المارينز” جون ألن الذي تولى سابقاً منصب المبعوث الأمريكي لدى الائتلاف الدولي الذي قاتل داعش، إنه حتى لو أرادت الولايات المتحدة لعب دور أكبر في مرحلة ما بعد الحرب في سوريا، فإن قدرتها على فعل ذلك قد ضعفت.
وأضاف: “في نواحٍ عدة، فإن المسار السياسي قد تقرر من قبل الروس...ويا للأسف، فإن واشنطن لديها قدرة ضئيلة على قيادة هذه العملية أو على المشاركة فيها».
 ومعلوم أن الدفع الديبلوماسي الروسي قد بدأ قبل أكثر من سنة. وفي يناير 2017، أجرت روسيا مباحثات في أستانة بجمهورية كازاخستان، بمشاركة مسؤولين إيرانيين وأتراك من أجل التوصل إلى وقف للنار، وقد أقصيت الولايات المتحدة إلى حد كبير من العملية التي لا تزال جارية حتى الان.
مؤتمر سوتشي
وقال لينش إن موسكو تعتزم استخدام المؤتمر الذي ستعقده في سوتشي للمساعدة في رسم ملامح المستقبل السياسي لسوريا الذي تريد أن يكون الأسد جزءاً منه.
والجهود الديبلوماسية الروسية هي مصدر قلق لدى الكثير من الحكومات الغربية وقادة في المعارضة السورية.وتخشى هذه الأطراف أن يكرس مؤتمر سوتشي المكاسب العسكرية الأخيرة لروسيا والحكومة السورية ويؤيد الحكم الوحشي للأسد، وأن يدفع بجيل جديد من السوريين إلى الثورة. كذلك ثمة خشية من أن تلغي العملية الروسية أجزاء جوهرية مما جرى الاتفاق عليه في جنيف، مثل الحكومة الانتقالية وبرنامج عمل لما بعد الأسد. ويشكو بعض المنتقدين من ان روسيا التي هي جزء من النزاع، لا يمكن أن تكون وسيطاً نزيهاً.
========================
نيويورك تايمز: أمريكا تدعم إقامة كيان كردي مستقل شمال سوريا
قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، إن إعلان الولايات المتحدة دعمها لقوة حدودية شمال سوريا من الأكراد قوامها 30 ألف مقاتل، أثار حفيظة العديد من الأطراف الإقليمية والدولية.
وأكدت الصحيفة أن "الدعم الأمريكي يمكن أن يقود لإقامة كيان كردي مستقل"، وهو ما تعارضه كل من تركيا وإيران وروسيا والنظام السوري.
الصحيفة أوضحت أن الخطة الأمريكية يمكن أن تدخل المنطقة في مرحلة جديدة من الحرب، ومن ثم فإن واشنطن قد تواجه مأزقاً أعمق في سوريا.
وسعت الولايات المتحدة، ومعها قادة أكراد، إلى محاولة تبديد المخاوف حينما أعلنوا أن هذا الدعم ليس بالشيء الجديد، وأن تلك القوة لن تنحرف إلى الداخل التركي وتشكل تهديداً لها، كما أنها لن تصطدم بقوات النظام السوري.
ويقول مصطفى بالي، المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية، وفق الصحيفة: إن "هذه القوة ستكون في جوهرها نسخة معدلة من قوات سوريا الديمقراطية، وإن المقاتلين الأكراد سيكونون مدربين تدريباً مهنياً جيداً كحراس حدود، وسينتشرون على طول أجزاء الحدود السورية مع تركيا والعراق لمنع عودة تنظيم داعش، وهو واجب أخلاقي"، على حد وصفه.
الأراضي التي يتحدث عنها مصطفى تشمل مساحات شاسعة سبق لتنظيم "داعش" أن استولى عليها، حيث حررت قوات سوريا الديمقراطية، وهي تشكيل مسلح ذو غالبية كردية، مع بعض العرب، تلك المناطق بدعم وتدريب وتسليح أمريكي، ولكن لم يكن هناك اتفاق قبل تحرير تلك المناطق على ما يمكن أن تؤول إليه الأمور بعد طرد التنظيم.
الحزب الكردي الذي يسيطر على تلك الأراضي قال إن هذه المناطق ستكون حكماً ذاتياً ضمن سوريا الاتحادية، إلا أن النظام السوري وحلفاءه الروس والإيرانيين يرفضون أي تقسيم للبلاد، كما هو الحال مع فصائل المعارضة السورية المسلحة.
وبينت الصحيفة أن أقوى ردود الأفعال على الخطوة الأمريكية جاءت من تركيا، العضو في الناتو، فهي التي تعارض نظام الأسد في سوريا، وترى في الأكراد عدواً خطيراً، وتعترض بشدة على قيام كيان كردي شبه مستقل قرب حدودها التي تسكنها أغلبية كردية، وهددت تركيا بغزو هذا الجيب الكردي السوري.
ونقلت الصحيفة آراء محللين أمريكيين عرضوا وجهات نظر متباينة حيال هذه القوة الجديدة التي تسعى أمريكا لتشكيلها، حيث رأى أندرو تايلر، المتخصص بالشأن السوري في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، أن "هناك حاجة فعلية لإقامة مثل هذه القوة لأنها ستكون قادرة على مواجهة تنظيم داعش"، وأن "هذه القوة مهمتها مواجهة التنظيم على المدى الطويل وليس إقامة دولة كردية".
إلا أن جوشوا لانديس، المتخصص بالشأن السوري في جامعة أوكلاهوما، قال: إن "الولايات المتحدة تدعم إقامة دولة كردية شمال نهر الفرات، وإن هذه القوة مهمتها إنشاء هذه الدولة، خاصة أنها تسيطر على جزء كبير من احتياطات النفط والغاز، وأيضاً وجود سدها الكهربائي"، مضيفاً أنها "ستصبح دولة يديرها الأكراد بحكم الواقع إذا واصلت أمريكا دعمها وحمايتها وتمويلها".
ويؤكد مصطفى بالي، المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية، أن "هذا الجيب الكردي سيكون جزءاً من سوريا الجديدة، سوريا اللامركزية، ولن يكون قائماً على العرق الكردي فقط، بل سيكون حكومة لمنطقة شمال شرق سوريا التي تضم العرب والأرمن والسريان".
من جهته اعتبر عبد الكريم عمر، وهو مسؤول كردي سوري، أن "سوريا يجب أن تكون اتحاداً موحداً مثل الولايات المتحدة وروسيا، لدينا رؤية لسوريا، ولا نهدد بأي حال من الأحوال وحدة سوريا ولا سلامة وأمن الدول المجاورة".
فيما قال العقيد ريان ديلون، المتحدث باسم الجيش الأمريكي في بغداد، إن "هذه القوة هي قوة داخلية لحماية الحدود ويمكن لواشنطن أن تنشر تفاصيل أوسع حول الخطة من أجل ألا يثير ذلك غضب الحلفاء"، في إشارة إلى تركيا التي كانت منزعجة جداً من وجود هذه القوة واعتبرتها جيشاً إرهابياً ووعدت بتدميرها.
هذا الصراع ، تقول نيويورك تايمز، سوف يؤدي إلى إثارة حلفاء أمريكا في المنطقة، ومنهم تركيا وبعض فصائل المعارضة السورية، مما يزيد الوضع تعقيداً، وأيضاً يضفي مزيداً من الغموض على السياسة الأمريكية، الغامضة في سوريا أصلاً.
========================
نيويورك تايمز: الحرب الكبرى في سوريا لم تبدأ بعد
بلدي نيوز - (متابعات)
نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية عن محللين وخبراء استراتيجيين قولهم بأن الإجراءات التي أعلن عنها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية بنشر قوات لتأمين الحدود مكونة من 30 ألف عنصر من قوات سورية الديمقراطية، ستفجر "الحرب الكبرى" الحقيقية في سوريا.
وقالت الصحيفة الأمريكية في مقال لها بأن "الحرب الكبرى الحقيقية لم تبدأ بعد في سوريا"، فالتقارير التي تتحدث عن إنشاء "قوات الحدود" تثير قلقا بالغا لدى تركيا، حيث وصفت تلك القوات بأنها ستكون "جيش إرهابيين" في إشارة منها إلى أن معظم قادة قوات سورية الديمقراطية من وحدات حماية الشعب الكردية التي تصفها أنقرة بالفرع السوري لحزب العمال الكردستاني.
وقال أندريه تايلر، المتخصص في دراسات الشرق الأوسط، "تلك القوة لا تعني بأي حال من الأحوال تأسيس دولة كردية جديدة أو حتى منطقة كردية طويلة الأمد، لكنها مصدر استفزاز سيؤجج الصراع من جديد، وهو ما ترغب فيه الولايات المتحدة في الوقت الحالي".
كما أكد جوشوا لانديس، الخبير في الشأن السوري بجامعة أوكلاهوما الأمريكية أن أمريكا تدعم حاليا محاولة إقامة دولة كردية مستقلة شرق نهر الفرات، حتى تتمكن واشنطن من السيطرة على حقول النفط والغاز والكهرباء في تلك المنطقة.
وأردف قائلا: "ستكون هناك دولة كردية بحكم الواقع، ستسعى الولايات المتحدة للحصول لها على الدعم والحماية والتمويل".
من جانبها، نقلت "نيويورك تايمز"، عن عبد الكريم عمر، المسؤول الكردي السوري، فقال: "يجب أن تكون سوريا اتحادا موحدا مثل الولايات المتحدة وروسيا".
واختتمت الصحيفة الأمريكية تقريرها ناقلة تصريحات عن مسؤولين استخباراتيين تأكيدهم أن إنشاء تلك القوة، سيكون بمثابة "التفجير الحقيقي" للصراع في سوريا، لأن الصراع هذه المرة، سيكون واضحا، جيش في مواجهة جيش، على حد وصف الصحيفة.
========================
معهد واشنطن :المناطق المتنازع عليها.. خزّان الصراعات الأزلية
متاح أيضاً في English
12 يناير/كانون الثاني 2018
تقع اغلب المناطق المتنازع عليها ضمن الحدود الإدارية لمحافظة نينوى، وهي مناطق يتداخل فيها العمق "الكرديّ السنيّ" مع "العربي السنيّ" في منطقة ربيعة – زمار، وينقسم "عرب السنّة" فيها، بين من يقف إلى جانب إقليم كردستان (عشائر الشمّر والجبور) ضدّ الحشد الشعبي "الشيعي" فيما يؤيد القسم الآخر، ما يعتقد أنها جهود الدولة العراقية للحفاظ على وحدة العراق ضدّ إقامة دولة كردية مستقلة، مدفوعا بالإرث البعثيّ. وقد ألحقت السياسات ذات الطابع العرقي أو الطائفي للقوى السياسية والعسكرية العراقية على مرّ العقود الماضية أضراراً كبيرة بالنسيج المجتمعي العراقي، الضرر الأكبر وقع على تلك المناطق المتنازع عليها ذات التنوع العرقي والديني، نتيجة عدم توصّل أربيل وبغداد إلى حلول مشتركة لإدارتها. وللأسف نتيجة المقاربة الحالية التي يوظفها الساسة العراقيون في هذه المناطق، باتت تلك المناطق عرضه لانفجار المزيد من الصراعات.
في الجنوب والجنوب الغربيّ لا تزال الصور الدموية لصراعات الأمس ماثلة في مخيّلة كلّ من "الكرديّ الإيزيدي" و"العربي السنيّ"؛ أي في المناطق المحيطة بجبل سنجار، وتلك الصراعات مزيج من القوميّ (الكردي - العربي) والدينيّ (المسلم - الإيزيدي)، كما لا تزال حوادث اغتصاب الآلاف من النساء الإيزيديات ماثلة في أذهان أبناء تلك المنطقة، والتي جرّت معها فيما بعد أحقادا مضمرة من قبل "الكردي الإيزيدي" نحو
"الكردي المسلم" وبوجه خاصّ قوات البيشمركة، حيث اتهمت بعض الأطراف قوات البيشمركة بالانسحاب من جبل سنجار وترك الإيزيديين لقمة سائغة بيد تنظيم "داعش" في آب 2014 وارتُكب بحقّهم مجازر وحشية .
فيما بعد، اتهمت بعض التقارير الإعلامية ما أسمته بعصابات إيزيدية بمهاجمة القرى العربية وارتكاب مجازر وعمليات سلب ونهب، وذلك على الرغم من أنّها لم تستند إلى أي دلائل مؤكدة. أما في مناطق سهل نينوى فالصراعات بين "الكردي السنيّ" و"الكردي الإيزيدي" والشبك" المختلط مع "العربي السنيّ" و "العربي الشيعي" و "المسيحي". ويلاحظ أنّ الصراع الدائر بين بغداد وأربيل قد قسّم الشبك الذين يسكنون مناطق (شيخان، بعشيقة الحمدانية وبرطلي ومناطق أخرى في سهل نينوى) إلى قسمين منهم مَن يناصِر البيشمركة انطلاقا من هويته القومية، ومنهم من يناصر الحشد الشبكيّ على أساس الانتماء الطائفي.
تختزل أغلب هذه الصراعات داخل مدينة كركوك التي يتواجد فيها جميع الأعراق متلوّنين بجميع المذاهب والقوميات. فبعد هجمات الحشد الشعبي على كركوك، نزح سكان 25 قرية تابعة لناحية زمار باتجاه مدينة زاخو خوفا من التعرّض لأعمال انتقامية بعد دخول الحشد إلى ناحية زمار وقيامه بحرق مكاتب الحزب الديمقراطي الكردستاني. وفى هذا الصدد، تقول قمري حسين إحدى أهالي قرية كلهي وهي امرأة في العقد السادس من عمرها: (هذه أرضنا، هُجّرنا منها إبّان فشل الثورة الكردية 1975 وعدنا إليها بعد سقوط صدام حسين 2003، وها نحن في مدينة دهوك، وقد نزحنا من أرضنا للمرة الرابعة).
ويشير خليل ميرزا وهو عضو في الحزب الديمقراطي الكردستاني، إلى أن العشيرة الكردية الأبرز في ناحية زمار هي عشيرة الكركرية وهذه العشيرة اتبعت النهج القبلي للحفاظ على وجودها، فامتزجت كرديتها بالعربية، حيث أنّها أوهمت الحكومات العراقية بأنّ لها أصولا عربية، ولا تؤيد الأحزاب الكردية، ولكن ذلك ولّد هوية غير واضحة للأجيال اللاحقة في العشيرة، مضيفا لولا الجبال التي تحيط بمدينتي زاخو ودهوك لكانت هي أيضا الآن مناطق متنازع عليها.
وقد أخذت التطورات في مدينة كركوك طابعا طائفيا حيث قامت سرايا السلام التابعة لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر بفتح باب التطوع بعد أقلّ من يوم من وصولها إلى كركوك، وهي التي وصلت إلى المدينة 20 أكتوبر على وقع نزوح أكثر من مئة وعشرين ألف كردي عن المدينة. كما جاء دخول سرايا القدس بعد إعلان انسحاب الحشد الشعبي من المدينة الأمر الذي اعتبره مراقبون مسعى إيرانيا لتشييع كركوك، في وقت كشفت فيه الاستخبارات الأمريكية عن تواجد قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني ومهندس الاتفاق الذي تم بين جناح عائلة طالباني وهادي العامري القيادي في الحشد الشعبي وقائد منظمة بدر واقتضى بموجبه تسليم مدينة كركوك ومنشآتها الحيوية للحشد الشعبي.
أما المنطقة الممتدة بين محافظتي أربيل وكركوك فيضاف إليها العنصر التركماني وهو أيضا ينقسم إلى قسمين؛ بين شيعي وسني وبين قومي صرف كما في طوزخورماتو، إذ أنّ النزاعات فيها تكتسب طابعا عرقيا، برزت بوضوح في الأيام الأولى لأزمة كركوك حيث قامت وحدات تركمانية مدعومة من الحشد الشعبي بحرق الممتلكات الكردية، وتحدّثت تقارير وصلت نسخ منها إلى الأمم المتحدة تحدثت عن حرق 150 منزلا ونزوح 1875 عائلة.
اللّافت في مناطق سهل الموصل وغربه غلبة الطابع الريفي إذ يتوزع السكان فيها على القرى والبلدات تفتقر إلى وجود بنية أساسية.  بالإضافة إلى الأضرار الاقتصادية الهائلة التي لحقت بثروتها الحيوانية وإنتاجها الزراعي، إذ إنهما المصدران الرئيسيان للتنمية في ظل عدم وجود مصادر تنمية أخرى كالمعامل والشركات، الأمر الذي جعل فرصة العمل الأكثر انتشاراً هي الانضمام إلى تنظيم عسكري مثل تنظيم "داعش" والحشد البابلي والحشد التركماني وقوات حماية ايزيدخان ولواء الجزيرة. وعزّز من هذا الواقع تحوّلات الحالة السياسية العراقية خلال العقود الماضية والتي أنتجت بُعداً سياسيّاً طائفيّاً، وهو ما قلّص من فرص حضور فاعل لأبناء تلك المناطق على مستوى الحياة السياسية والمدنية في العراق كون أبناء تلك المناطق يتوزعون على أقليّات دينيّة أو عرقية صغيرة معارضة.
تتحدث تقارير إعلامية عراقية إن تحرير محافظة نينوى من داعش كلّفها أكثر من 70 % من بينتها التحتية ناهيك عن الآثار النفسية التي خلفها الحرب والنزوح؛ وذكرت فضائية الشرقية في تقرير لها أن الفوضى والخراب الذي لحق بمحافظة نينوى سيؤثر بشكل كبير على نزاهة الانتخابات البرلمانية هناك. ليس هناك مؤشر لتخفيف حدة الانقسامات في المناطق المتنازع عليها سواء كان بسبب الصراع على التمثيل السياسي أو الصراع الحالي بين الحشد الشعبي وبين مؤسسة البيشمركة الكردية المترافق مع الصراع السياسي بين بغداد واربيل حول الحق بإدارة المناطق المتنازعة وهو صراع لن يثمر سوى عن المزيد من الانقسامات.  وحتى لو انتهى الصراع بالحل الأمثل وهو إدارة مشتركة لتلك المناطق فإنّ الإدارة المشتركة عبارة عن صراع من نوع آخر سيترافق بتجاذبات لن يستطيع أن يوّفر معها البيئة المناسبة للاستقرار والتنمية.
من المهم الإشارة هنا إلى أنّ الولايات المتحدة لا تستطيع أن تقوم لوحدها بجميع المهام في العراق ثمّةَ حاجة كبيرة لشركاء دوليين لمساعدتها في مسائل تحقيق الاستقرار وتوفير مناخات للتنمية وبالتالي إعادة الإعمار. وهذا يتطلب مشاركة المنظمات الدولية أيضا، والعمل على دعم المجتمع المدني والمساهمة في وتنمية القدرات وبوجه خاص للمرأة والطفل يمكن أن تحقّق البعد المشترك لتحقيق مصالحات مستقبلية.
========================
نيوزويك :هذا ما تتوقعه نيوزويك للمنطقة عام 2018
رغم خطورة إبداء أي تكهنات مستقبلية بشأن الشرق الأوسط، فإن مقالا بمجلة نيوزويك الأميركية يرى أن هناك خمسة أشياء يمكن توقع حدوثها في هذه المنطقة من العالم في عام 2018.
1- الصراع السوري سيمتد دون التوصل إلى قرار، والحكومة السورية ستستمر في استعادة الأراضي التي فقدتها ولكنها لن تتمكن من توسيع سيطرتها في جميع أنحاء البلاد لأسباب عدة، أولها أن معارضي النظام الذين تحملوا وطأة وحشيته طوال السنوات السبع الماضية يوقنون جيدا عدم إلقاء أنفسهم تحت رحمته الآن. وثانيا أن الحكومة ضعيفة جدا ومعظم مكاسب الأراضي التي حققتها خلال العامين الماضيين كانت من خلال وكلائها حزب الله والوحدات الإيرانية.
وثالثا أن الغالبية العظمى لجماعات المعارضة تعمل داخل حدود محافظة واحدة، وهذا يشير إلى أنها قوات محلية تحت سيطرة وسيط محلي. وبالتالي من غير المحتمل أن تسلم طواعية استقلالها الذي حصلت عليه بشق الأنفس. وأخيرا الحرب في سوريا كانت حربا بالوكالة مع الغرب والسعودية وحلفائها الخليجيين المؤيدين للمعارضة. ورغم أن تلك المساعدة ستقل حتما نتيجة لإرهاق المانحين والمشاكل اللوجستية، فإنه من غير المرجح أن تنتهي.
2- الإصلاحات السعودية ستفشل. فستواصل السعودية إجراء الإصلاحات بتوجيه من ولي العهد محمد بن سلمان إلا أن تلك الإصلاحات ستكون تجميلية بحتة. وهناك سابقة لهذا النهج في أسلوب الرئيس السوري بشار الأسد الذي لعب الدور نفسه من قبل.
3- خلافة تنظيم الدولة ستزول، لكن ليس الجماعة المسلحة. ومن المحتمل أن يعودوا إلى تمردهم لأن مظالمهم ضد الحكومة الشيعية المهيمنة في العراق لا تزال قائمة، وهذا ما فعلته حركة طالبان أفغانستان بعدما أطاح الأميركيون بحكومتهم. والاحتمال الأكثر أن يواصل المقاتلون السابقون هجماتهم عالميا بدعم تنظيمي أو بدونه.
4- صفقة القرن لترمب ستذهب أدراج الرياح في الوقت الراهن. فعندما اعترفت الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل وضعت بذلك مسمارا آخر، وقد يكون الأخير، في نعش اتفاق أوسلو الذي وضع معايير التفاوض على حل الدولتين. كما أن السياسة المستقطبة في الشرق الأوسط تزيد من تآكل إمكانية حل الصراع.
5- اليمن سيغرق أكثر في الهاوية وليس هناك نهاية واضحة في الأفق.
========================
الصحافة التركية :
صحيفة قرار :لم تعد الحدود تمنع التهديدات القادمة من ما وراءها
متة يارار – صحيفة قرار – ترجمة وتحرير ترك برس
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بدأ يتحدث عن توقيت عملية عفرين. ففي كلمته الأخيرة، قال: "سيرى الذين يظنون أنهم شكلوا جيشًا من قطاع الطرق هؤلاء، كيف نبددهم، في أقل من أسبوع. أما بالنسبة لمنبج، إن لم تُنفذ الوعود المبذولة فسوف نحل المشكلة بأنفسنا".
الكثيرون تساءلوا عما إذا كان من الواجب أخذ هذا الخطاب على أنه عد تنازلي أم تهديد.
في الواقع، بدأ العد التنازلي سابقًا مع عملية درع الفرات. والعمليات العسكرية الموجهة ضد حزب الاتحاد الديمقراطي كانت تُنفذ في إطار خطة محددة.
المشكلة هنا هي عملية إقناع القوى الأخرى الموجودة في سوريا. أخذت هذه العملية وقتًا طويلًا، ما خلّف انطباعًا بأن تركيا تخلت عن تنفيذ عملية عفرين، لكن حقيقة الأمر ليست كذلك.
فأنقرة عملت أولًا على قطع الارتباط بين الكانتونات، وبعد ذلك شكًلت منطقة درع الفرات.
كما سعت إلى زيادة عدد عناصر الجيش السوري الحر القريبين من تركيا في إطار خطة محددة.
حاصرت القوات التركية أولًا عفرين من ثلاث جهات، وأتمت الحلقة الأخيرة من الحصار عن طريق عملية إدلب.
زادت تركيا من إجراءاتها الأمنية على الحدود من خلال الدفع بوحدات جديدة إلى المنطقة.
شرعت وحدات المدفعية بتنفيذ قصف تمهيدي قبل العملية، وفي النهاية بدأت أنقرة بانتظار انسحاب القوات الروسية من المنطقة.
بطبيعة الحال بدأ حزب الاتحاد الديمقراطي العمل بشكل مكثف من أجل كسب هذا الوقت لصالحه. فبعد عملية الرقة أرسل مقاتلين وأسلحة ثقيلة إلى المنطقة.
كما أنه بادر إلى إعداد الملاجئ تحت الأرض بهدف الاحتماء من القصف المدفعي التمهيدي.
مع الأسف في كل المراحل تجري الأعمال والتحضيرات بالتنسيق بين الطرفين. وتركيا سعت إلى استخدام هذه المرحلة بذكاء.
سوف نتابع معًا كيف ستسير الأمور.
عندما تستهدف المدفعية التركية ذات صباح قرابة مئة هدف فاعلموا أن العد التنازلي قد انتهى.
أثناء كتابة هذا المقال نفذ حزب العمال الكردستاني الإرهابي هجومًا على قواتنا في منطقة شوكورجا، من وراء الحدود بواسطة صاروخ مضاد للدبابات. وللأسف سقط شهيد وجرحى في الهجوم.
ما حدث أظهر مجددًا لماذا لم تعد التهديدات الكامنة ما وراء الحدود وراءها. يتوجب اجتثاث هذا الحزب الإرهابي من المنطقة الحدودية من أجل أمن حدود تركيا.
========================
صحيفة ملليت :هل تشهر الأسلحة بين تركيا والولايات المتحدة؟
محمد تيزكان – صحيفة ملليت – ترجمة وتحرير ترك برس
هل تُشهر الأسلحة؟ هل تشهد الساحة صدامًا بين الجيش التركي ونظيره الأمريكي؟
هذا هو السؤال الوحيد الذي بحث الجميع عن إجابة عنه أمس..
إذا هاجمت تركيا وحدات حماية الشعب خلال تطهير حدودها، هل تشتبك مع القوات الأمريكية؟
وإذا اشتبكت ماذا سيحدث؟
من ينظرون إلى عدم اضطراب أسعار العملات والفائدة والبورصات يقولون "لن يحدث صدام"..
الأسواق لا تشهد أجواء قلقة..
ومن يتابعون السياسة وحملات الولايات المتحدة يعتقدون أن الصدام يوشك أن يقع..
وإذا تساءلتم ماذا يحدث، سأوجز لكم الأمر باختصار..
 تسعى الولايات المتحدة إلى تأسيس دولة في منطقة الأكراد بسوريا بهدف تحويلها إلى "حاملة طائرات عملاقة" تتبع لها..
وتريد تحويل قوات سوريا الديمقراطية، التي ينتمي معظم عناصرها لوحدات حماية الشعب، إلى جيش نظامي..
لهذا تجري التحضيرات..
عندما لاحظت أنقرة هذه التحضيرات أطلقت التحذيرات على أعلى المستويات.. وحشدت القوات العسكرية على الحدود، موجهة رسالة مفادها إمكانية ضرب منبج وعفرين في أي لحظة..
في كل اجتماع له خلال الأيام الأربعة الماضية حذر الرئيس التركي بقوله "يمكن أن نضرب في أي وقت"..
عندما انكشف الأمر اعترفت الولايات المتحدة، وأعلنت أنها شكلت "قوة حرس حدود" قوامها 30 ألف شخص..
أي حدود ستحميها هذه القوة وضد من؟
تقول واشنطن إنها ستحمي حدود تركيا والعراق!..
ضد من؟
ضد تنظيم داعش!
هنا تبدأ اللعبة الكبرى.. الحقيقة أن الولايات المتحدة تعمل من أجل تأسيس دولة تابعة لها في شمال سوريا..
تنشئ واشنطن قوة عسكرية لهذه المنطقة ذات الحكم الذاتي أو المحررة، إن لم نشأ تسميتها دولة..
لكن لماذا؟ هل هي خطوة ضد تركيا؟
لا.. مهما ساءت علاقاتنا، ليس ضدنا وإنما ضد إيران..
تعتزم واشنطن تشكيل منطقة عازلة لها في شمال سوريا ضد النفوذ الإقليمي الإيراني (محور طهران/ بغداد/ دمشق/ لبنان)..
ستقولون ما القضية إذًا؟
القضية هي أن أنقرة لا تقبل قيام الولايات المتحدة بهذه الحملة بالتعاون مع وحدات حماية الشعب، ذراع حزب العمال الكردستاني..
لأنها عاشت تجربة مرّة مشابهة في السابق..
أُلقي القبض على عبد الله أوجلان عام 1999، وتشتت حزب العمال الكردستاني.. أصبح غير قادر على التحرك..
احتلت الولايات المتحدة العراق من أجل الإطاحة بصدام حسين عام 2003..
كانت هذه الفوضى في صالح حزب العمال..
جمع صفوفه، وامتلك أسلحة ثقيلة، وشكل منطقة مستقلة لنفسه في شمال العراق، وعزز قواه بشكل كبير..
في 2015 أطلق حربًا على تركيا في ديار بكر وماردين وشرناق وهكاري ومناطق أخرى..
أجرى بروفة من أجل حرب داخلية..
لكنه تلقى ضربة وتزعزع من جديد.. لم يعد قادرًا على الاتيان بحركة داخل حدود تركيا..
وهو يسعى لإعادة ترتيب أوراقه..
هذا هو السبب الأول في اعتراض أنقرة الشديد على إقامة منطقة كردية تسيطر عليها وحدات حماية الشعب/ حزب العمال الكردستاني..
أما السبب الثاني.. حزب العمال نشأ في سوريا ونفذ منها هجماته الأولى ضد تركيا.. أقام أوجلان في دمشق أعوامًا طويلة..
بعد ذلك انتقل إلى شمال العراق..
ما تبذله أنقرة من جهود هو للحيلولة دون عودة الحزب إلى موطنه القديم.. لكي لا نعيش تلك الأيام من جديد..
========================
حرييت دايلي نيوز :نوراي مرت : أميركا والأكراد وتركيا ... في حلقة مفرغة
النسخة: الورقية - دولي الأربعاء، ١٧ يناير/ كانون الثاني ٢٠١٨ (٠٠:٠ - بتوقيت غرينتش)
قد تنزلق تركيا إلى حال حرب نتيجة سياسات أميركا «الكردية» في شمال سورية. ولا أزعم أن سياسات تركيا المحلية وسياساتها الإقليمية إزاء الأكراد منزهة، ولا يجوز الطعن فيها. وقد يقول قائل أن شوائب السياسة الخارجية التركية هي وراء تدهور علاقاتها بالعالم الغربي، وأميركا على وجه الخصوص. لكن هذا قول غير منصف. وليس في محله إلقاء اللائمة كلها على الحكومة التركية وسياساتها لتفسير ما يحصل. فنهاية ما يسمى بعملية السلام (مع الأكراد) لم تطح فرص تركيا كلها في حل ديموقراطي للمسائل الكردية في الداخل التركي فحسب، بل حالت دون علاقات أفضل مع الأكراد في شمال سورية. ويبدو أن الأكراد شأن الأميركيين يرفضون إدراك أن كل دولة سيدة لا يسعها أن تقف موقف المتفرج حين وقوع تغيرات كبيرة على طول حدودها، وألا تشعر بأنها مهددة.
والحلم ببروز دولة كردية مستقلة على الحدود السورية هو كابوس في عين قادة تركيا وسياسييها كلهم وأحزاب المعارضة الرئيسية. ولا يُنظر إلى هذه المسألة على أنها خطر خارجي فحسب. فهي، كذلك، مسألة داخلية. ويزعزع بروز إدارة كردية ذاتية في شمال سورية استقرار مناطق يسكنها الأكراد في تركيا. وساهم سوء تقدير قلق تركيا في المواجهة الأخيرة بين الأكراد من جهة، والأميركيين، من جهة أخرى.
ولا شك في أن الحكومة التركية أجهضت عملية السلام. لكن الأكراد لم يمتنعوا من عسكرة النزاع، إثر انتخابات حزيران (يونيو) 2015. وحماسة الحزب الكردي التركية مفهومة لمكاسب الأكراد شمال سورية، وهو أمل بانفتاح الحكومة التركية على الأكراد. لكن الأمور تفاقمت حين تصدرت الحسابات السياسية الإقليمية الكردية أولويات أكراد تركيا. ويؤخذ على الحكومة التركية أنها لم تنتهج مقاربة مسالمة مع أكراد سورية، لكننا لا نعيش في عالم الأحلام. فإسبانيا، على سبيل المثل، وهي عضو في الاتحاد الأوروبي، رفضت استفتاء كاتالونيا واحتمال استقلالها، ولم يسعها التكيف معه أو الصدوع بمترتباته. ولقيت حكومة إسبانيا تفهماً أوروبياً وأميركياً لموقفها. والمعايير المزدوجة تعزز شكوك الرأي العام التركي والحكومة في القوى الغربية. وهذه حلقة مفرغة. فالشكوك هذه تنفخ في المشاعر القومية التي تسبغ مشروعية على سياسات غير ديموقراطية. وينفخ تعاظمُ المشاعر القومية في تركيا والإجراءات غير الديموقراطية في حق سياسيين أكراد، الشعورَ بالاغتراب عن الدولة التركية في نفوس أكراد تركيا، ويحملهم على الابتعاد من السياسات الديموقراطية.
ويثير الدعم الأميركي السياسي والعسكري لـ «وحدات حماية الشعب» الكردية غضب المسؤولين الأتراك. وعلى رغم أن مواقفهم الشاجبة ترحب بها غالبية الأتراك، إلّا أنها لا تخدم مصالح السياسة التركية. وحري بالأتراك والحكومة التركية والسياسيين الأكراد أن يدركوا أن سياسة القوة والنفوذ ستطيح أي أمل في مستقبل يعمه السلام.
* كاتبة، عن «حرييت دايلي نيوز» التركية، 15/1/2018، إعداد منال نحاس
========================
الصحافة البريطانية :
بروجيكت ســـانديكايت :سيما شين : بقاء الأسد ورجحان كفة إيران
النسخة: الورقية - دولي الأربعاء، ١٧ يناير/ كانون الثاني ٢٠١٨ (٠٠:٠ - بتوقيت غرينتش)
على رغم أن الاحتجاجات في مطلع الشهر الجاري هي تحد بارز للنظام الإيراني، طهران هي أكبر الفائزين في سورية. فالقوات الإيرانية أو القوات المحلية الموالية لها سيطرت على أراض كانت واقعة في قبضة داعش، عدوها اللدود. وروسيا كذلك انتصرت في سورية. وثمة تباين بين الفوز الإيراني ونظيره الروسي. فالمبادرة تعود إلى روسيا ديبلوماسياً وسياسياً. وعلى خلاف المرحلة السوفياتية، يسعى الكرملين اليوم إلى مفاوضة الأطراف كلها. ولم يسبق أن كان دور موسكو في الشرق الأوسط على هذا القدر من المحورية. ولكن روسيا تحتاج إلى إيران في الميدان السوري حيث الاستقرار لم يُرسَ بعد. وهذا التحالف مع إيران هو ورقة في يد موسكو في وجه إسرائيل وأميركا. والحق يقال ليست حاجة موسكو إلى طهران من طرف واحد. وحاجة الأخيرة (طهران) إلى الأولى أكبر. فما بدأ على أنه زواج مصالح تحول إلى رابطة استراتيجية لن ينفرط عقدها، على رغم التباينات حول مصير بشار الأسد أو بقاء القوات الإيرانية في سورية.
والحرب في سورية لم تنتهِ بعد، على رغم أن أمرها محسوم. فالدعم الجوي الروسي والدعم الإيراني البري (الميليشيات الشيعية...) أنقذا الرئيس السوري. فوسع بشار الأسد البقاء في السلطة، على رغم أن نظامه لا يبسط سلطته على كامل أراضيه. ولم يعد يواجه تهديداً عسكرياً، ولكن لا أحد يعرف إذا كان في وسع الأسد البقاء في سدة سورية طويلاً. فستة ملايين سوري لجأوا إلى الخارج ونظير العدد هذا نزح في الداخل. وكثر ممن بقي في أراضي سيطرة النظام يصدع ببقائه، ولكن تأييد الأسد ضعيف خارج دائرة العلويين والمقربين. والخاسرون في سورية كثر، ومنهم دول عربية وتركيا. والأخيرة راهنت على رحيل الأسد. وحين رأى أردوغان أنه يغامر بخسارة كاسحة، انعطف إلى روسيا وصار يدور في فلكها سعياً في تقليل الأضرار. وإسرائيل خسرت في سورية كذلك. ففي بدء الحرب الأهلية في سورية في 2011، رأى عدد من القادة والخبراء الإسرائيليين أن الشيطان الذي يعرفونه- نظام الأسد- خير من شيطان يجهلونه، أي حركة تتعاظم فيها قوة الإسلاميين المتطرفين. وقلة من الأشخاص نبهت إلى أن الرئيس السوري هو أكبر خطر على إسرائيل في الحرب الأهلية الدائرة: فخياراته كانت تنفد وكان يبلغ طريقاً مسدوداً ويشرع أبواب بلاده أمام «حزب الله» وإيران لمقاومة التمرد، ويتعاظم اعتماده على حلفائه. وكانت مخاوفنا في محلها، وتعاظم النفوذ الإيراني في المنطقة. ونشرت طهران قواتها أو الميليشيات الشيعية التي ترعاها- وعديدها من الأفغان اللاجئين في إيران والعراقيين والباكستانيين- في الأراضي السورية للمرة الأولى في تاريخها. ودرب الحرس الثوري الميليشيات الشيعية، وبدأ كذلك بتدريب ميليشيات سورية. وخبرات «حزب الله» في القتال بسورية غيرت موازين القوى في النزاع. وهذا أمر مقلق. وكان شاغلنا عدم نقل «حزب الله» أسلحة الجيش السوري الصاروخية الدقيقة، إلى لبنان. وعلى رغم الغارات على مواكبه، الخطر لم ينحسر. ويرجح نفوذ إيران المتعاظم على «حزب الله» ونشر قوات إيرانية في سورية احتمال قتال إسرائيل على جبهتين، إلى الشمال، إذا اندلع النزاع. لذا، لا يسعنا قبول مرابطة الإيرانيين في سورية. وعلى رغم أن إيران دربته ليهدد إسرائيل، فعناصر الحزب هذا من اللبنانيين ولا يخفاهم أن نزاعاً مسلحاً مع إسرائيل سيؤدي إلى دمار شطر كبير من بلدهم.
ولا نرغب في مغامرة عسكرية. ولا شك في أن سياسة إدارة ترامب غير متوقعة وأنها تسعى إلى فك الارتباط بالشرق الأوسط، ولكن علاقاتها الأمنية بإسرائيل قوية. والروس ليسوا حلفاء إسرائيل، ولكنهم ليسوا أعداء. وتعاطف روسيا مع إسرائيل حيث يعيش أكثر من مليون روسي اللسان، كبير. وثمة خط مباشر بين قيادة الأركان الروسية وقيادة الأركان الإسرائيلية. وعلى طرفي الخط، يرطن المتحدثون بالروسية. ونأمل في أن يضغط الكرملين على الإيرانيين لينسحبوا من سورية أو لحملهم، على أقل تقدير، على عدم الانتشار في الجنوب وغرب دمشق على مقربة من الحدود مع إسرائيل.
* باحثة، مسؤولة سابقة في جهاز «الموساد»، عن «بروجيكت ســـانديكايت» الدولي، 7-8/1/2018
إعداد منال نحاس
========================
الغارديان: 45 ثانية كادت تقضي على أبي بكر البغدادي
لندن- عربي21- بلال ياسين# الثلاثاء، 16 يناير 2018 10:55 م00
كتب مراسل صحيفة "الغارديان" مارتن شولوف تحقيقا، يتساءل فيه عن مكان زعيم تنظيم الدولة أبي بكر البغدادي، الذي اختفى عن الأنظار وأصبح مطاردا بعد انهيار تنظيمه.
وينقل التحقيق، الذي ترجمته "عربي21"، عن مسؤولين أمنيين غربيين وإقليميين، قولهم إنه تم تحديد مكانه ثلاث مرات خلال الـ 18 شهرا الماضية، لكنه فرّ بسبب سوء التنسيق وعدم وجود الوقت الكافي، مشيرا إلى أن السلطات الأمنية الكردية كادت أن تظفر به عندما كان المقاتلون الأكراد يتقدمون نحو مدينة الموصل.
ويقول شولوف إن البغدادي كاد أن يقتل في تشرين الثاني/ نوفمبر، عندما كان يحرض جنوده من بلدة بين الموصل وتلعفر، حيث تحدث لمدة 45 ثانية على اللاسلكي المحمول، لافتا إلى أن الجواسيس استطاعوا تمييز صوته، إلا أن حراسه أخذوا منه المحمول ونقلوه إلى مكان آخر.
وتنقل الصحيفة عن عضو بارز في المجلس الأمني لإقليم كردستان، قوله: "تحدث مدة 45 ثانية قبل أن يأخذ حراسه منه اللاسلكي.. وبعدما اكتشفوا ما فعل".
ويكشف التحقيق عن أن الجواسيس يلاحقون البغدادي ليلا ونهارا، حيث يبدو الآن معرضا للخطر رعم الدائرة الأمنية المحيطة به، مشيرا إلى أن الجواسيس تبعوه بسرعة إلى بلدة جنوب مدينة بيجي، ولم يتم التوصل إليه؛ لأن الخطأ نجم عن سوء في توصيل المعلومات لقوات التحالف.
ويرى الكاتب أن المعلومات التي جمعت من المحاولات الفاشلة أسهمت في تكوين صورة عن تحركات البغدادي، حيث "أنه مثل بقية القادة، فإن التحالف ينتظر خطأ في الحراسة للقضاء عليه، فالقادة الكبار في التنظيم قتلوا بعدما أدت أخطاء في انضباط الحراس حولهم إلى مقتلهم".
وتورد الصحيفة نقلا عن هشام الهاشمي، الباحث الذي يكتب عن تنظيم الدولة، قوله إن "البغدادي هو آخر رجل لا يزال واقفا من الأعضاء المؤسسين للتنظيم، فمن بين 43 قياديا لا يزال البغدادي الوحيد الذي لا يزال على قيد الحياة"، وأضاف الهاشمي: "من بين 79 قياديا بارزا في التنظيم لم يتبق منهم إلا 10 أحياء، أما قادة الوسط (124) فإنه تم تغيير مواقعهم وبشكل مستمر كل ستة أشهر؛ إما لأنهم قتلوا أو تم استبدالهم"، فكانت أخطاء القادة أو بعضهم أنهم تحدثوا عبر هواتف مراقبة حول لقاءات مرتقبة مع البغدادي، أو يعرفون عن تحركاته.
ويلفت التحقيق إلى أنه من بين الذين ساعدت شهادتهم على تكوين صورة عن عادات البغدادي، هي نسرين أسد بحر، زوجة "الوزير أبي سياف"، وهو المسؤول عن النفط، التي قالت إنها كانت تقوم "بوضع الشاي خارج الباب.. لكنني كنت أعلم أنه هناك، وكان يحضر بشكل منتظم"، مشيرا إلى أن نسرين، التي تعرف بأم سياف، كانت تعلم من نهاية عام 2014 حتى القبض عليها في أيار/ مايو عام 2015 بوجود البغدادي، وتعيش في بلدة العمر، في شمال شرق سوريا، حيث قالت: "كان يزور زوجي للحديث في أمور العمل، وكان كل شيء يتغير".
وينوه شولوف إلى أن أبا سياف قتل على يد القوات الأمريكية الخاصة، وتم نقل نسرين إلى أربيل، حيث تعتقل هناك إلى هذا الوقت، مشيرا إلى أنها تنفي أنها اتصلت مع الزعيم، لكن المعلومات التي قدمتها إلى المحققين ساهمت في تكوين صورة عنه.
وتقول الصحيفة إن "الجواسيس البريطانيين والأمريكيين قاموا بإعداد صورة شاملة عن البغدادي منتصف عام 2015، وبعد عامين اختفت (خلافته)، ولم يعد يتحرك بشكل مستمر، وتعتقد المخابرات العراقية وأجهزة الأمن الأوروبية أن البغدادي يتحرك في منطقة قريبة من مدينة بيجي، وأنه تنقل بطريقة محدودة في البوكمال وعلى الحدود العراقية السورية والشرقات جنوب الموصل".
ويفيد التحقيق بأن البغدادي أصيب بجراح بليغة بعد هجوم قرب الشرقات في بداية عام 2015، لافتا إلى أن البغدادي قضى سبعة أشهر وهو يتعافى من جراحه في بيجي، ولا تزال تحركاته محدودة بسبب جراحه حتى الآن.
ويبين الكاتب أن شهود عيان في البوكمال وصفوا البغدادي الذي قابلوه في احتفالات عيد الفطر بأنه بدا متعبا، ويبدو غير الرجل الذي صعد على منبر الجامع النوري في الموصل في عام 2014 ليعلن الخلافة. 
ويتحدث الهاشمي للصحيفة قائلا إن "تنظيم الدولة عاد كما بدأ كحكومة ظل، ولا يزال يسيطر على أجزاء صغيرة من الأنبار ومنطقة نهر الفرات، ويتحرك ضمن خلايا نائمة، ولا يوجد شكل قيادي له، فقد تم حله، ولم يعد القادة يعقدون اجتماعات، ولو حدث ذلك فإنهم لن يعقدوه في المكان ذاته، ولم يعودوا يرسلون رسائل شفهية لبعضهم، ويستخدمون إشارات (تلغرام) للتواصل"، ويضيف الهاشمي: "خفضوا قوتهم بنسبة 50%، ولا يمكن الوصول إلى الميزانية الأصلية، ولم تعد القيادة المهمة".
ويتساءل شولوف عما إذا كانت حياة البغدادي لا تزال مهمة للتنظيم، الذي خسر مناطقه كلها تقريبا، وأعدادا كبيرة من مقاتليه، ويجيب قائلا إن "استمرار حياة البغدادي هو شهادة على أن التنظيم لا يزال في عافية، فيما يقول المسؤولون الغربيون إن تهديد التنظيم لا يزال قائما، ويقولون إن الفرع المسؤول عن تنفيذ العمليات لا يزال كما هو ولم يتم تغييره رغم خسائره الفادحة".
وتختم "الغارديان" تحقيقها بالإشارة إلى قول الهاشمي إن "تنظيم الدولة هو تنظيم معقد، يعتمد على مسؤولي استخبارات سابقين، ويقوم هؤلاء بالتجنيد ونقل المقاتلين وجمع الأموال والصدقات، ومن بين 35 فرعا للتنظيم فإن هناك 33 فرعا يديرها عراقيان، وهما: عبدالله يوسف الخطوري (أبو بكر) وأبو طيبة غانم الجبوري، ونعتقد أن واحدا منهما في تركيا والآخر في إسكندنافيا".
========================
نيوزديبلي :الحياة تحت الحصار: كيف يكافح الناس ليعيشوا بالغوطة الشرقية؟
نشر موقع "نيوزديبلي" تقريرا لسامر بوداني ولونا صفوان، يصفان فيه حياة الناس في الغوطة الشرقية المحاصرة في سوريا.
 ويقول الكاتبان إن مزرعة أبي كمال كانت في الماضي تمتلئ بصفوف البندورة والخيار، لكن الآن يقوم المزارع البالغ من العمر خمسين عاما برعاية أكياس معلقة من السقف، حيث يزرع الفطر، ويقول: "هل تعلمون أن الفطر له مذاق اللحم؟".
 ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أنه من الصعب الحصول على اللحوم منذ أن حاصرت قوات الحكومة الغوطة الشرقية في 2013، تاركة للسكان البالغ عددهم 393 ألف شخص وحوالي 99500 نازح القليل من المواد الغذائية والخدمات الصحية الأساسية.
ويذكر الموقع أن كلا من سوريا وروسيا قامتا بتصعيد غاراتهما الجوية وقصفهما الشهر الماضي، ما أدى إلى تفاقم الظروف الإنسانية السيئة أصلا، خاصة في ضاحية حرستا، حيث تحارب قوات النظام مجموعات الثوار لأكثر من أسبوع، مشيرا إلى أنه قتل أكثر من 129 مدنيا، بما في ذلك 30 طفلا في القصف والغارات الجوية على الغوطة الشرقية منذ 29 كانون الأول/ ديسمبر، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان في المملكة المتحدة، فيما تسببت غارة جوية في 24 كانون الأول/ ديسمبر  بأضرار في المركز الصحي الرئيسي في حرستا، وقتل منذ ذلك الحين ثلاثة مسعفين في الضاحية، بحسب اتحاد منظمات الإغاثة والرعاية الصحية.
ويستدرك الكاتبان بأنه بالرغم من الظروف المعيشية المتزايدة سوءا، إلا أن أبا كمال والكثير من المواطنين في آخر جيب للثوار، بالقرب من العاصمة السورية، طوروا استراتيجيات للتأقلم مع الحياة خلال أكثر من أربع سنوات من الحصار.
 وينقل التقرير عن محمد، وهو مواطن في العشرين من عمره وعاطل عن العمل، قوله: "الحوانيت فارغة، والشوارع مدمرة والقصف بالكاد يتوقف.. أحيانا يبدو الأمر كأنه فيلم من أفلام هوليوود، خاصة عندما أرى الأفكار التي يخرج بها الناس ليبقوا على قيد الحياة".
 ويفيد الموقع بأن إنتاج الفطر لا يحتاج إلى تكلفة كبيرة ولا إلى مساحة كبيرة، حيث يقول أبو كمال إنه ينتج الفطر في أكياس معلقة من السقف، وهو أسلوب لجأ إليه أهالي الغوطة الشرقية لتغطية حاجتهم الغذائية.
ويلفت الكاتبان إلى أن معقل الثوار يعاني من معدلات عالية من الجوع وسوء التغذية، حيث قالت منظمة اليونيسيف في تشرين الثاني/ نوفمبر بأن 11.9% من الأطفال تحت سن الخامسة يعانون من سوء التغذية، ويشكل هذا "أعلى معدل تم تسجيله في سوريا" منذ بداية الصراع هناك، بحسب الوكالة.
ويوضح التقرير أن معدل سوء التغذية العالي سببه سنوات من نقص المواد الغذائية، وارتفاع الأسعار بشكل كبير للمواد المتوافرة، فبحسب برنامج الغذاء العالمي، فإن معدل سعر السلة الغذائية في الغوطة الشرقية كان حوالي 521 دولارا، أي أكثر من 8 أضعاف المعدل على مستوى البلد، لافتا إلى أنه بعد أكثر من أربعة أعوام من الحصار، فإن معظم السكان توصلوا إلى استراتيجيات للاستفادة القصوى من الكميات القليلة المتوفرة من المواد الغذائية.
 وينقل الموقع عن أبي محمد، وهو بائع متجول يبلغ من العمر 60 عاما، قوله بأن عائلته تجفف معظم الخضار الذي تشتريه؛ لضمان وجود هذه الخضراوات خلال فصل الشتاء عندما تنقطع، فهم يقطعون الخضار ويجففونه تحت أشعة الشمس لأيام، قبل أن يتم تخزينه في ظروف أو أوعية زجاجية، وقد يتم تحويله إلى معجون ثم يتم تخزينه. 
ويضيف أبو محمد للموقع: "هذا ما يحصل، إن تمكنت من شراء كيلو من البندورة سنستهلك نصفه ونجفف النصف الآخر لفصل الشتاء.. إن الوضع صعب، لكن على الأقل نجد حلولا مؤقتة".
 ويبين الكاتبان أن السكان يحاولون إيجاد بدائل للسلع باهظة الثمن التي لا يستطيعون شراءها بسبب الفقر، مشيرين إلى أن الخبز مثال جيد على ذلك، حيث ارتفع سعره في الغوطة الشرقية في أواسط تشرين الثاني/ نوفمبر إلى 85 ضعف سعره في دمشق على بعد 15 كم، وبحسب منظمة "أوسوس"، التي تراقب أسعار السلع في الضواحي، فإن ربطة الخبز العربي وصلت إلى 3 دولارات في شهر كانون الأول/ ديسمبر.
 ويورد التقرير نقلا عن الخباز المحلي أبي ياسر، قوله بأن سعر كيلو طحين القمح قد يصل في المناطق المحاصرة إلى 12 دولارا، والكيلو الواحد يعطي 3 ربطات من الخبز، ولذلك فهو يضطر إلى خلط الطحين بالأعلاف والتبن ليخفف من تكلفة الخبز.
 ويقول أبو ياسر للموقع: "إن الطحين المحور، الذي يحتوي على كميات أكبر من العلف يكلف في حدود 3 دولارات، والناس عادة ما يلجأون لشراء الأرخص".
 ويكشف الموقع عن أن السكان يحاولون إيجاد بدائل عن الأرز، الذي كان يكلف بحسب البرنامج العالمي للغذاء حوالي 7.6 دولار للكيلو في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر، وتراجع السعر في شهر كانون الأول/ ديسمبر إلى 5 دولارات.
 وينقل الكاتبان عن محمد، قوله إنه يبيع البلاستيك الذي يجمعه من الشارع لشراء الذرة بدلا من الأرز، ويضيف: "استبدلنا الأرز بالذرة، كوز الذرة الواحد يكلف دولارا أو أقل، فأشتري 6 إلى 7 أكواز من الذرة لعائلتي، وهي في العادة تكفي بل تزيد.. أشتري أيضا بعض العلف لتستطيع والدتي صنع الخبز".
ويجد التقرير أنه مع هذه البدائل فإن معظم سكان الغوطة الشرقية يعانون من قلة الوقود للطبخ، ولذلك تعتمد معظم العائلات على البلاستيك المذاب، الذي يكلف 6.8 دولار للتر الواحد، أي 10 أضعاف سعر الديزل في سوريا، بحسب برنامج الغذاء العالمي.
 وينوه الموقع إلى أنه مع ندرة الوقود فإن السكان سعوا لإيجاد وسائل بديلة لمصادر الحرارة في الشتاء، فتقول نجلاء البالغة من العمر 34 عاما بأن بعض الناس يجمعون الأخشاب من ركام البيوت، من الأبواب والكراسي والأسرة المكسرة.
وتقول نجلاء: "كنا نعتمد على التدفئة التقليدية أو الدفايات، واليوم لا نستطيع الاعتماد سوى على الأخشاب التي نستطيع جمعها.. وكأنا عدنا للقرن الثامن أو التاسع عشر"، مشيرة إلى أن جمع الأخشاب أصبح بالنسبة للأطفال لعبة "ونوعا من المنافسة"، مضيفة أن هذه المنافسة ستصبح جادة في وقت قريب مع بدء نفاد ما هو موجود من الحطب والأخشاب، خاصة أن حرق الأحطاب والأخشاب أصبح هو المصدر الرئيسي للتدفئة بالنسبة لمعظم السكان.
 ويستدرك الكاتبان بأنه بالرغم من أربع سنوات من الحصار، فإن يوسف البالغ من العمر 26 عاما، وهو ناشط إعلامي يعيش في الغوطة الشرقية، لا يزال يأمل أن الوضع سيتحسن يوما ما.
 ويختم "نيوزديبلي" تقريره بالإشارة إلى قول يوسف: "أعتقد أننا فعلنا كل شيء كان علينا أن نفعله، والآن علينا فقط أن ننتظر اليوم الذي ينكسر فيه الحصار.. وأنا متفائل بأن أياما أفضل في طريقها إلينا".
========================
الصحافة الروسية والالمانية :
صحيفة روسية: شرخ جدي يهدد تحالف روسيا وتركيا وإيران
سلطت صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" الضوء على التصعيد العسكري في سوريا، مشيرة إلى أن تقسيم محافظة إدلب السورية إلى عدة مناطق وارد في اتفاقات "أستانا".
وبحسب مقال للكاتب إيغور سوبوتين في الصحيفة، نقله موقع "روسيا اليوم" فإن "تصعيد العمليات القتالية في إدلب السورية بات يهدد اتفاق أستانا، وينذر بنشاط جديد لتنظيم القاعدة هناك"،
وبين أن تركيا تستعد لعملية عسكرية جديدة في شمال سوريا، انطلاقا من تصريح الرئيس التركي أردوغان بأن القوات التركية ستجتاز الحدود وتبدأ القتال في الأيام القليلة المقبلة في منطقة عفرين التي يسيطر عليها الأكراد.
ولفت الكاتب إلى أن "تعزيز القوات التركية، يمكن أن يتم في إدلب جنوبي عفرين، حيث يتابع الجيش السوري وحلفاؤه من "القوات الشيعية" الضغط على من يسميهم المقال بالمعارضة المعتدلة"، مبينا أنه "في أوساط الخبراء، يذكّرون بأن تقسيم محافظة إدلب إلى عدة مناطق وارد في اتفاقات أستانا، إلا أن تلك المنطقة (الشرقية) حيث تشن القوات الحكومية السورية عملياتها كان يجب أن تكون منطقة منزوعة السلاح وأن لا تخضع لسيطرة النظام".
ونقلت الصحيفة عن، أنطون مارداسوف، مدير قسم أبحاث نزاعات الشرق الأوسط في معهد التنمية الابتكارية، الخبير في المجلس الروسي للشؤون الدولية، قوله إن "هذه المنطقة، التي تجري الآن محاولة السيطرة عليها، تم التخطيط لجعلها منطقة منزوعة السلاح مع الحفاظ على المجالس المحلية هناك، وإدارة مدنية، والآن يحاولون قضمها. الطريقة العدوانية لتنفيذ مثل هذا السيناريو تؤدي إلى تدفق اللاجئين وتوحيد قوات المعارضة الراديكالية والمعتدلة".
وأضاف أن "روسيا ستتفق مع تركيا في جميع الأحوال، وستتوصل إلى حل وسط بخصوص الأكراد في عفرين، وحول مناطق خفض التصعيد، ويبقى السؤال كيف ستتصرف (روسيا) مع طهران ودمشق. فروسيا تدعم فكرة خفض التصعيد ولكنها لا تقف بقوة ضد عمليات دمشق وطهران". ويرى أن مثل هذه السياسة يمكن أن تؤدي إلى شرخ جدي في التحالف الروسي-التركي-الإيراني.
ورأى الخبير الروسي أن "الخطة الأصلية، كانت موجهة نحو تنفيذ تدريجي ومرن لمكافحة "تحرير الشام" في إحدى مناطق إدلب، وإضعاف موقف الجماعات المتطرفة وحرمانها من دعم السكان المحليين، إلا أن العمليات العدوانية تحرض على ذوبان المجموعات الراديكالية في أوساط السكان، وفي أوساط المعارضة المعتدلة، ما يمكن أن يعزز عناصر تواجد تنظيم القاعدة في سوريا. وبهذا الشكل، يمكن أن يتشكل للقاعدة ميناء هادئ في سوريا".
أعلن الرئيس التركي ردب طيب أردوغان، الثلاثاء، أن العملية العسكرية المرتقبة على مواقع تنظيم "ب ي د/ بي كا كا" في عفرين، ستكون بمشاركة المعارضة السورية المسلحة.
وتوعد الرئيس التركي بأن قوات بلاده "ستدمر قريبا أوكار الإرهابيين في سوريا، بدءا من مدينتي عفرين ومنبج، بريف محافظة حلب الشمالي".
========================
دويتشه فيلة :لماذا تخطط واشنطن لنشر قوات حدودية في شمال سوريا؟
نشر موقع "دويتشه فيله" الألماني تقريرا، تحدث فيه عن المخطط الأمريكي لنشر مجموعة من القوات في شمال سوريا، وذلك بهدف منع ميليشيات تنظيم الدولة من العودة إلى هذه المنطقة، في الوقت الذي أثار فيه هذا المخطط جدلا واسعا على المستويين المحلي والعالمي.
وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن الولايات المتحدة الأمريكية أقرت، في الآونة الأخيرة، مخططا لنشر حوالي 30 ألف عنصر من القوات التي تدعمها في محافظة إدلب في شمال سوريا، وقد أثار هذا المخطط مخاوف تركيا نظرا لأن هذه القوات تتكون بالأساس من عناصر وحدات حماية الشعب التي تعتبر الجناح العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي السوري المقرب من حزب العمال الكردستاني.
وأكد الموقع أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يخشى أن يؤدي تسليح وحدات حماية الشعب إلى تعزيز النزعة القومية لدى الأكراد وإحياء الحركات الانفصالية في كل من سوريا وتركيا، لافتا إلى أن أطراف عديدة أعلنت رفضها للمخطط الأمريكي.
وأشار الموقع إلى أن أمريكا دعمت وحدات حماية الشعب وقوات المعارضة خلال معركة تحرير الرقة من قبضة تنظيم الدولة.
وفي هذا الصدد، أورد الخبير في الشأن السوري لدى المعهد الألماني للدراسات العالمية والمناطقية، أندريه بانك، أن "الولايات المتحدة الأمريكية تسعى من خلال نشر قوات حماية الحدود في شمال سوريا إلى تحقيق هدفين أساسيين، ففي المقام الأول، تسعى واشنطن إلى الحيلولة دون عودة تنظيم الدولة إلى المنطقة، وبالتالي، تحتاج الولايات المتحدة إلى تشكيل قوات برية تتسم بالقوة".
وأردف بانك قائلا إن "واشنطن ترغب في التحالف مع أطراف سورية قادرة على احتواء النفوذ الإيراني، فبعد سنوات من المشاركة في الحرب السورية، أصبحت إيران تتمتع بنفوذ واسع، حتى أكثر من روسيا، في البلاد".
وأوضح الموقع أن "روسيا لم تبد أي حماسة تجاه المخطط الأمريكي القاضي بنشر قوات حماية الحدود في شمال سوريا، نظرا لأن هذه الخطوة من شأنها أن تضع مصير اتفاق الهدنة المؤقتة المبرم بين الجانبين الأمريكي والروسي على المحك".
وفي هذا الشأن، أفاد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف أنه "في حين أن المخطط الأمريكي لنشر قوات حدودية في شمال سوريا يعد أمرا جيدا، إلا أنه يطرح العديد من نقاط الاستفهام".
وأضاف الموقع أن العدد الكبير للأكراد ضمن قوات حماية الحدود التي تعتزم الولايات المتحدة الأمريكية نشرها في شمال سوريا قد يعمق من تأزم الوضع في سوريا.
وفي هذا السياق، صرح رئيس مكتب المركز الكردي للدراسات في بوخوم، نواف خليل أن "الاتحاد الديمقراطي السوري لا ينوي إنشاء دولة مستقلة عن سوريا نظرا لأن الأكراد هناك يريدون تطوير مجتمعهم في نطاق الدولة".
وشدد الموقع على أن تركيا قد نشرت بالفعل قواتها في شمال سوريا منذ مدة طويلة، الأمر الذي أثار حفيظة النظام السوري الذي اعتبر تمركز القوات التركية في شمال سوريا بمثابة مساس بسيادته.
وفي هذا السياق، أفاد الخبير السياسي التركي، يوسف كاتب أوغلو بأن "تركيا تعتبر أمنها القومي بمثابة خط أحمر، لهذا السبب لن تسمح الحكومة التركية بوجود منظمة إرهابية على حدودها".
ونقل الموقع على لسان الخبير في الشأن السوري، أندريه بانك، أن "رد فعل تركيا حيال المخطط الأمريكي لدعم وحدات الشعب يبقى أمرا مفتوحا على العديد من الاحتمالات من بينها خيار التصعيد، خلافا لذلك، يمكن لروسيا وإيران أن تتصديا للمطامع الأمريكية خاصة وأن الدولتين لن تسمحا بتفاقم الصراع السوري بأي شكل من الأشكال".
وأردف بانك أن "موسكو وطهران تسعيان جاهدتان لتحرير المناطق التي تقع تحت سيطرة المتمردين على غرار محافظة إدلب وضواحي دمشق، علاوة على بعض المناطق في جنوب سوريا والمناطق الحدودية مع الأردن، التي باتت، في الوقت الحالي، ضمن مناطق خفض التوتر وذلك بموجب اتفاقية أستانا، وتثير هذه المناطق أطماع مختلف أطراف الصراع السوري".
وذكر الموقع أن المخطط الأمريكي يبدو  محفوفا بالمخاطر، لافتا إلى أنه في الوقت الذي تحول فيه القوات الحدودية، التي تعتزم الولايات المتحدة الأمريكية نشرها في شمال سوريا، دون عودة ميليشيات تنظيم الدولة إلى المنطقة، قد تؤدي هذه الخطوة إلى نشوب صراعات جديدة في حال لم تسر الأمور كما هو متوقع.
========================