الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 14/12/2017

سوريا في الصحافة العالمية 14/12/2017

16.12.2017
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
 
الصحافة الامريكية :  
الصحافة العبرية والتركية :  
الصحافة البريطانية :  
الصحافة الروسية :  
الصحافة الالمانية والفرنسية :  
الصحافة الامريكية :
فورين أفيرز: لبنان وصفة بوتين لسوريا ما بعد الحرب
بسيوني الوكيل 14 ديسمبر 2017 09:16
"خطة بوتين من أجل سوريا.. كيف ترغب روسيا في إنهاء الحرب".. تحت هذا العنوان نشرت مجلة "فورين أفيرز" الأمريكية تحليلًا سياسيًا للكاتب ديمتري ترينين، حول السيناريو المستقبلي الذي تراه روسيا الأنسب للأوضاع في سوريا بعد انتهاء الحرب.
واستهلَّ الكاتب التحليل الذي نشرته المجلة على موقعها الإلكتروني بالفقرة التالية:" بعد نحو 7 سنوات، الحرب الأهلية في سوريا تخمد أخيرًا، وقوى الشرق الأوسط المختلفة تتطلع إلى ما هو قادم بعد ذلك".
وأشار إلى أنَّ قادة إيران وروسيا وتركيا التقوا في 22 نوفمبر الماضي، بمنتجع سوشي في روسيا لمناقشة مستقبل سوريا، وإلى أن جولة المحادثات الأخيرة بين ممثلي نظام بشار الأسد، والمعارضة بدأت في جنيف في 28 نوفمبر، وإلى أن جولة أخرى من المحادثات مقررة في سوشي مطلع العام المقبل.
ورأى المحلل السياسي أنَّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين جعل دولته واحدة من اللاعبين الرئيسيين في الصراع السوري، من خلال التدخل العسكري والمناورة الدبلوماسية.
وتدخلت روسيا في سوريا في سبتمبر 2015 لـ "هزيمة تنظيم داعش" ومنع محاولة تغيير النظام من خلال قوى خارجية مثل الولايات المتحدة والسعودية.
وقال ترينين:" لأكثر من عامين استمر انخراط موسكو العسكري في سوريا، نجا نظام بشار وهُزم داعش، ولا زالت الحرب مستمرة ولكن التركيز يتزايد حول التسوية السياسية المستقبلية"، مؤكدًا أنَّ "روسيا لن تكون قادرة على فرض هذه التسوية وحدها ولا حتى مع حلفائها إيران وتركيا، ولكن كما شاركت في الحرب السورية سوف تشارك السلام السوري".
وأوضح أنَّ من بين القضايا المطروحة حاليًا في سوريا، هي مصير الرئيس بشار الأسد، الذي رأت روسيا أنه شخص يستحق الإنقاذ لمنع الفوضى. على حد تعبيره.
وأضاف المحلل السياسي: "الآن هو (الأسد) يبدو ويتصرف كالمنتصر وربما يعتقد أنه لا يحتاج الروس، الأسد ينظر بدونية إلى المعارضة ويرغب في أن يهيمن حزبه (البعث) مرة أخرى، لكن الكرملين يفهم أن استعادة سيطرته على سوريا مستحيلة وأنه غير مرغوب فيه؛ لأن الحركات الأخرى بداية من المعارضة السنية ووصولًا للأكراد يرفضون هذا الأمر".
ورأى الكاتب أن الأسد ربما يظل في السلطة بدمشق، إلا أن الوضع السياسي قد تغير بشكل لا رجعة فيه، وأنَّه لا زال، من المتعين على موسكو أن تتعامل مع الأسد "المتشدد" مع مراعاة التأثير الذي تمارسه حليفتها الأخرى، طهران.
وأضاف: "وبدون فيدرالية رسمية، فإنَّ سوريا في الحقيقة مقسمة إلى جيوب عديدة تسيطر عليها قوى مختلفة: حكومة بشار والمعارضة السورية والميلشيات المؤيدة لإيران ولتركيا، والأكراد".
وبحسب التحليل، فإنَّ روسيا قد لعبت مع العديد من اللاعبين سواء على الأراضي السورية أو في أنحاء المنطقة، لإنشاء مناطق عدة لتخفيف حدة التصعيد، وتمّ وضع المعارضة تحت السيطرة.
واعتبر الكاتب أن موسكو تحاول بناء أرض مشتركة بين الفصائل المتنافسة، من خلال جهودها في الأستانة وجنيف وسوشي، وذلك حتى تمهد الطريق لتشكيل حكومة ائتلافية.
وأشار إلى أنَّ الأسد يعارض فكرة مشاركة السلطة، وأن إيران لديها تحفظاتها الخاصة عليها، الأمر الذي سيجعل من المتعين على موسكو أن تبذل الكثير للإقناع والضغط حتى تحقق نتيجتها المفضلة.
وقال الكاتب: إن "الروس يعتقدون أن ترتيب تقاسم السلطة المشابه للوضع في لبنان يمكن أن يكون وصفة للاستقرار في سوريا.. وتصر روسيا على وحدة الأراضي السورية، وتتخذ موقفًا مشابهًا نحو العراق حيث رفضت تأييد استقلال إقليم كردستان".
وخلال زيارة خاطفة لسوريا الاثنين الماضي أصدر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمرًا بسحب "قسم كبير" من القوات الروسية من سوريا، وذلك بعد أيام من إعلان موسكو "التحرير الكامل" لسوريا من سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية.
وقال بوتين إنَّ روسيا ستحتفظ بقاعدة حميميم الجوية في محافظة اللاذقية السورية وبمنشأة بحرية في طرطوس "بشكل دائم"، رغم قرار بدء سحب بعض القوات من سوريا.
كما أعلن بوتين أنه سيبحث التسوية السياسية في سوريا مع الرئيسين التركي والمصري، وأنه يأمل أن تتمكن روسيا مع تركيا وإيران من تسوية العملية السلمية، مضيفاً أن من المهم حالياً الإعداد لمؤتمر شعوب سوريا.
========================
"واشنطن بوست": من سينقذ ترامب من قراراته الكارثية التي يتخذها في الشرق الأوسط؟
قال الكاتب الأمريكي جاكسون ديهيل إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد ورث شرقًا أوسط تهزه الأزمات والحروب الأهلية ما عدا استثنائين هشّين: الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وبرنامج إيران النووي، فكلاهما كان ساكنًا.
وأضاف الكاتب في مقال نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أنه مع اتخاذ قرارين متهورين ومغرورين ضد التوصيات القوية لفريق الأمن القومي، فقد عرّض ترامب الوضع الراهن للخطر على كلا الجبهتين. والسؤال المطروح الآن هو ما إذا كان الكونجرس أو الحلفاء الأوروبيون سينقذونه من ضربة ثالثة يمكن أن تكون كارثية.
أشار الكاتب إلى أن أوجه الشبه بين رفض ترامب إعادة التصديق على الاتفاق النووي الإيراني في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وقراره بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل الأسبوع الماضي، لهو أمر مدهش وكاشف. وفي كل حالة، عرض الكونجرس أمام الرئيس الأمريكي قرارًا تفويضيًّا لاتباع السياسات التي تبناها الرؤساء السابقين. وحثه وزيرا دفاعه وخارجيته على الحفاظ على هذه السياسات، خشية أن يعرقل السياسات الأمريكية، ويعرض المصالح الأمريكية للخطر في الشرق الأوسط وخارجه.
وقال الكاتب إنه في كل مرة، كان ترامب يصر على أنه لن يتخذ ذات القرارات التي اتخذها أسلافه باراك أوباما، أو جورج دبليو بوش، أو بيل كلينتون. ولم يخف حقيقة أن دافعه الأساسي –ربما دافعه الوحيد– هو إثبات أنه رئيس مختلف بطريقة أفضل. "وفي حين جعل الرؤساء السابقون من هذا الأمر وعدًا رئيسيًّا في حملاتهم، إلا أنهم لم يفوا بذلك. وأنا اليوم أوفي بذلك"، هكذا قال ترامب في خطابه الأسبوع الماضي.
إيران المستفيد الأكبر
وقد سارع مستشارو ترامب بتضمين هذه القرارات المتهورة في ما يشبه استراتيجية: محاولة لحشد حلفاء الكونجرس والأوروبيين في حملة لملء ثغرات الاتفاق النووي، ووضع خطة سلام في الشرق الأوسط تجذب الفلسطينيين والعرب إلى الدبلوماسية. ولكن لا يبدو الأمر أكثر من زخرفة خارجية. في الواقع، لا ترامب ولا أي شخص آخر في الإدارة يخطط لما بعد قراراته، أو على استعداد لمواجهة تداعياتها، سواء تجدد العنف في الأراضي الفلسطينية، أو تعمق الخلاف مع حلفاء حيويين.
وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف ونظيره العماني
بعض من هذه الافتراضات هي ما يحدث بالفعل. حصل ريكس تيلرسون، وزير خارجية ترامب المحاصر، على استقبال فاتر عندما وصل إلى بروكسل الأسبوع الماضي في جولة أوروبية. وتضمنت توصيفات الوزراء الأوروبيين لقرار ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل مصطلحات مثل: "خطير جدًا"، و"كارثي". ومن المتوقع أن تندلع أعمال شغب في الضفة الغربية، ولا يمكن للأمريكيين إلا أن يأملوا أن يكون المتطرفون العرب في أماكن أخرى مشغولين جدًا بالصراعات الأخرى حتى لا يقوموا بهجمات ضد أهداف أمريكية، على غرار هجوم بنغازي الذي استهدف السفارة الأمريكية قبل عدة سنوات.
وفقًا للكاتب، فإن إيران هي أكبر المستفيدين من تهور ترامب. إن الاعتراف بالقدس سيجعل من الصعب على الولايات المتحدة مواجهة العدوان الإيراني عبر المنطقة من خلال تحالف يضم دول الخليج العربي والأردن وإسرائيل ضمنًا؛ لأن هذا التحالف منقسم الآن بشأن مسألة القدس. ويدعو زعيم حزب الله حسن نصر الله في لبنان إلى انتفاضة فلسطينية. إذا حدث ذلك، فإن ذلك سيمنح حليف حركة حماس، حسن نصر الله، اليد العليا في مقابل انتكاسة قد يتعرض لها الزعيم السني العلماني للسلطة الفلسطينية، محمود عباس.
الاتفاق النووي
منح عدم تصديق ترامب على الاتفاق النووي الكونجرس 60 يومًا –تنتهي هذا الأسبوع– لاتخاذ قرار بشأن إعادة فرض العقوبات على إيران. وهو ما لن يحدث، ما يعني أنه في يناير (كانون الثاني)، سيعرض على ترامب قرارًا تفويضيًّا آخر بشأن ما إذا كان ينبغي الحفاظ على تعليق فرض العقوبات، أو نسف الاتفاق النووي نهائيًّا.
وفي هذا الصدد، أشار الكاتب إلى أن أعضاء الإدارة الأمريكية وزعماء الكونجرس من كلا الطرفين والقادة الأوروبيين يشعرون بالقلق إزاء نسف الاتفاق النووي. ولأن مفتشي الأمم المتحدة قد وافقوا مرارًا على امتثال إيران للاتفاق النووي، فلن يقبل أي من الأوروبيين ولا روسيا والصين –الأطراف الأخرى في المعاهدة– أن يتخلى ترامب عن الاتفاق. وسيكون أمام النظام الإيراني خيار مثير للاهتمام: إما التمسك بالاتفاق وعزل الولايات المتحدة، وإما استخدام إعادة فرض العقوبات الأمريكية ذريعة لاستئناف تخزين اليورانيوم عالي التخصيب. ولن يكون أمام ترامب خيار سوى الحرب التي لم تستعد الولايات المتحدة لها على الإطلاق.
ونقل الكاتب عن مصادر مطلعة أن الزعماء الجمهوريين والديمقراطيين في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ بحثوا الأسبوع الماضي تشريعًا محتملًا مع مستشار الأمن القومي، يقضي بفرض بعض القيود الإضافية على إيران، التي لا تنتهك الصفقة القائمة وتكون مقبولة من الأوروبيين. ومن شأن ذلك أن يكون متوازنًا، مع ضغط جديد على ترامب، مثل وضع بند يحول دون إبطال الاتفاق النووي دون موافقة الكونجرس.
وسيوافق الأوروبيون على العمل مع الإدارة حول الخطوات الكفيلة بوقف تطوير إيران للصواريخ بعيدة المدى التي لم يشملها الاتفاق مرة أخرى، بشرط ألا يخرق ترامب الاتفاق الحالي.
========================
نيوزويك: هل يشكل تنظيم الدولة خطرا على أمريكا؟
نشرت مجلة "نيوزويك" مقالا للكاتب جون هولتيوانغر، يقول فيه إن اسم تنظيم الدولة ارتبط بعملين إرهابيين على مدى الشهرين الماضيين في نيويورك، في وقت تتلاشى فيه دولة التنظيم في العراق وسوريا.
ويشير هولتيوانغر، في مقاله، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أنه أصيب في يوم الاثنين عدد من الناس في محاولة الهجوم الإرهابي في سلطة الموانئ، وهي مركز سفر الباصات وإحدى أكثر المناطق ازدحاما في مانهاتن، لافتا إلى أن المشتبه به بارتكاب الهجوم أصيب وتم اعتقاله ونقله إلى مستشفى قريب.
وتلفت المجلة إلى أن المشتبه به اسمه عقائد الله وعمره 27 عاما، وهو من أصل بنغالي ويعيش في بروكلين، مشيرة إلى أنه بحسب بعض التقارير، فإن عقائد الله استوحى فكرة الهجوم من تنظيم الدولة، والتحقيق جار في الموضوع.
ويفيد الكاتب بأن هجوم الاثنين يأتي بعد أكثر من شهر بقليل من هجوم لور مانهاتن، الذي تم باستخدام شاحنة، وقتل فيه ستة أشخاص، لافتا إلى أن المشتبه به في الهجوم، وهو سيف الله سايبوف، قام به باسم تنظيم الدولة، بحسب التقارير.
كم هجوما قام به تنظيم الدولة في أمريكا؟
ويبين هولتيوانغر أنه "منذ عام 2014، عندما أعلن تنظيم الدولة عن قيام الخلافة، وحصل على اهتمام العالم، كانت هناك سبع هجمات إرهابية قاتلة في أمريكا، مؤدية إلى مقتل 82 شخصا، بحسب دراسة من مؤسسة أمريكا الجديدة، ولا يعتقد بأن أي من تلك الهجمات كان منسقا مع تنطيم الدولة أو أي من شبكاتها، لكن يعتقد أن تنظيم الدولة هو مصدر الإلهام خلف تلك الهجمات، بحسب ما قاله ديفيد ستيرمان من مؤسسة أمريكا الجديدة لـ(نيوزويك)، الذي أضاف: (لكن في كثير من تلك الهجمات تطرح مسألة عما إذا كان لتنظيم الدولة الدور الرئيس في إلهامها أم لا، فهذه مسألة مطروحة للنقاش)".
وينوه الكاتب إلى أن الهجمات الست القاتلة تتضمن: حادث باستخدام شاحنة في مانهاتن، نتج عنه مقتل ثمانية أشخاص في 31 تشرين الأول/ أكتوبر 2017، وحادث آخر في دينفر في كولورادو في كانون الثاني/ يناير 2017، تم خلاله قتل حارس نقل بإطلاق الرصاص عليه، وعملية فتح نار عشوائي في ناد ليلي في حزيران/ يونيو 2016، قتل فيه 49 شخصا، وفتح نار عشوائي في سان برنارديو في كاليفورنيا، في كانون الأول/ ديسمبر 2015، قتل فيه 14 شخصا، وهناك حادث في مور في أوكلاهوما في أيلول/ سبتمبر 2014، قام فيه المهاجم بقطع رأس زميل في العمل، بالإضافة إلى سلسلة قتل طالت أربعة أشخاص ما بين نيسان/ أبريل 2014 وحزيران/ يونيو 2014 في ولاية واشنطن ونيوجيرسي.
وتنقل المجلة عن ستيرمان، قوله إنه بالمجمل فإن هناك 12 حادثة عنف، "ليست بالضرورة قاتلة"، يعتقد أنها بإلهام من تنظيم الدولة تمت في أمريكا منذ عام 2014.
ويذكر هولتيوانغر أن أول مرة يعلن فيها تنظيم الدولة مسؤوليته عن عملية في أمريكا كانت في أيار/ مايو 2015، عندما قام رجلان، وهما ألتون سيمبسون ونادر صوف، بمهاجمة معرض مثير للجدل، تضمن رسومات كاريكاتيرية للنبي محمد "صلى الله عليه وسلم" في غارلاند في تكساس، وجرح في الحادث حارس وقتل المهاجمان، مشيرا إلى أن سيمبسون وصوف كانا على اتصال قبل الهجوم بعضو تنظيم الدولة جنيد حسين، الذي يقوم بتجنيد الشباب والشابات عن طريق الإنترنت، والأمريكي مجاهد مسكي، الذي غادر أمريكا ليقاتل إلى جانب حركة الشباب في الصومال، لكنه انتقل بولائه لتنظيم الدولة فيما بعد.
ويقول ستيرمان لـ"نيوزويك" إن ذلك الهجوم يعد حدثا "مكن" تنظيم الدولة وقوعه "بدلا من (ألهم) أو (وجه)"، باعتبار أن المسؤولين عنه كان لهم تفاعل مباشر على الإنترنت مع أشخاص مرتبطين بتنظيم الدولة.
ويستدرك الكاتب بأنه "حتى عندما يعلن تنظيم الدولة مسؤوليته عن هجوم ما، فإن ذلك لا يعني أنه قام بتدريب أو توجيه من قام بالهجوم".
وتنقل المجلة عن البروفيسور بيتر ماندافيلي، من جامعة جورج ميسون، قوله، إنه يجب التفريق بين الهجمات التي كانت بإلهام من تنظيم الدولة وتلك التي كانت بتوجيه منه، ويضيف ماندافيلي: "من الصعب جدا استشعار الهجمات الناتجة عن إلهام تنظيم الدولة، حيث يعتمد (استشعارها) على المحافظة على علاقات وثيقة واتصالات بين السلطات الأمريكية والمجتمعات القابلة للتأثر برسالة تنظيم الدولة.. أما الهجمات الموجهة في من ناحية أكثر سوءا -حيث تعكس قدرة التنظيم على التجنيد وتوفير الموارد وتنسيق الهجمات في الدول الأجنبية، بينما من الناحية الأخرى فهي أسهل للتحقيق؛ لأن الأشخاص المتورطين في الأحداث غالبا ما يكونون قد تركوا آثارا لشبكاتهم وارتباطاتهم التي يكون من المفيد تتبعها".
كيف ينشر تنظيم الدولة أثره في الولايات المتحدة؟
ويشير هولتيوانغر إلى أنه قتل 103 أشخاص منذ أحداث 11 أيلول/ سبتمببر في هجمات جهادية على الأرض الأمريكي، وقام بكل واحدة من هذه الهجمات إما أمريكي الجنسية أو يحمل إقامة دائمة في وقت الهجوم".
ويجد الكاتب أن "هذا يعني أن خطر الإرهاب على الولايات المتحدة محلي المنشأ بشكل كبير، أكثر منه ناتجا عن الأجانب، والأهم من ذلك أنه لا أحد من الإرهابيين المسؤولين عن الهجمات القاتلة يأتي من أحد البلدان ذات الغالبية السكانية المسلمة التي حددها ترامب في قائمة منع السفر".
ويقول هولتيوانغر: "لكون تنظيم الدولة مني بهزيمة نكراء في العراق وسوريا -بما في ذلك خسارته لعاصمته الرقة- فإن الآلاف من مقاتليه الأجانب عادوا إلى أوطانهم، ومن مقاتليه الأجانب البالغ عددهم 40 ألف مقاتل والقادمين من 110 بلدان، هناك حوالي 129 أمريكيا لم يعد منهم لأمريكا سوى سبعة".
ويلفت الكاتب إلى أن "شبكة الانترنت كانت أداة فاعلة في يد تنظيم الدولة، فمن 129 شخصا تم تجنيدهم للقتال في الشرق الأوسط قام 101 منهم بتنزيل ومشاركة مواد دعائية جهادية على الإنترنت بحسب مؤسسة أمريكا الجديدة، بالإضافة إلى أن هناك أدلة شبيهة في عملية الدفع نحو التطرف على الإنترنت بخصوص الهجمات التي كانت بإلهام من تنظيم الدولة، التي تم القيام بها محليا، حيث كان أكثرها أثرا المذبحة في نادي بالس الليلي في أورلاندو".
وتورد المجلة نقلا عن الخبير في الإرهاب مايكل سميث الثاني، قوله: "منذ عام 2014 قام تنظيم الدولة بشن أشد وأكثر حملات التجنيد والتحريض فعالية على مستوى العالم أكثر من أي مجموعة إرهابية أخرى في التاريخ"، ويعتقد سميث أن على شركات مواقع التواصل الاجتماعي فعل المزيد للتقليل من "جاذبيتهم" للإرهابيين.
ما هي طبيعة التهديد الذي يشكله تنظيم الدولة لأمريكا؟
ويبين هولتيوانغر أن "تنظيم الدولة خسر منذ آب/ أغسطس 2017 78% من أراضيه في العراق و58% من أراضيه في سوريا، فبين هذا وبين العدد القليل المنتمي للتنظيم من الأمريكيين كمقاتلين أجانب مقارنة مع القوة الكلية للتنظيم، فإن التنظيم لا يشكل سوى تهديد صغير جدا، كما يتضح هذا أيضا من الأرقام المتدنية من عدد القتلى بسبب العمليات الجهادية في أمريكا منذ أحداث 11 أيلول/ سبتمبر، والتهديدات الأخرى، مثل العنف باستخدام الأسلحة النارية، تشكل خطرا أكبر للأمريكيين بشكل يومي، لكن هذا لا يعني أن أمريكا آمنة تماما من تنظيم الدولة".
ويقول ماندافيلي للمجلة: "لا يشكل تنظيم الدولة بنفسه تهديدا وجوديا على الولايات المتحدة، لكن إن نجح في القيام بعمليات أو الإلهام بتنفيذ سلسلة من العمليات على الأراضي الأمريكية، فإن ذلك قد يفاقم من خارطة الاستقطاب السياسي القائمة في البلد، وهذا سيجعل أمريكا أقل مرونة، ويساعد على الشعور المتزايد بأن أمريكا في حالة تراجع، ولذلك فإن التهديد هو أقل من تنظيم الدولة ذاته، وهو نتيجة ثانوية للطريقة التي نرد فيها بصفتنا أمة لجهودهم في إيذائنا".
ويخلص الكاتب إلى القول: "باختصار فإن الطريقة التي ترد فيها أمريكا على الإرهاب قد تشكل خطرا أكبر لصحة الوطن من أي هجوم أو تنظيم إرهابي".
========================
ناشيونال إنترست :لماذا قد تصبح سوريا البقعة السوداء في الشرق الأوسط؟
دانييل ديبيتريس
زميل في خلية التفكير ديفانس بريوريتيز، ومحلل للسياسات الخارجية والوضع في الشرق الأوسط في مؤسسة ويكيسترات
ترجمة وتحرير: نون بوست
خلال الأسبوع الماضي، التقى ممثلون عن النظام السوري وعناصر من المعارضة السورية في جنيف للمرة الثامنة، فيما اعتبره المبعوث الخاص للأمم المتحدة، ستافان دي ميستورا، أفضل فرصة سانحة للطرفين لمناقشة مرحلة الانتقال السياسي في البلاد. ولسوء الحظ، لم يكن هناك في الحقيقة ما يمكن الحديث عنه على طاولة المفاوضات، حيث بقي كل طرف متمسكا بمطالبه، ومواقفه إلى درجة أنه بات من المستحيل التوصل إلى حل سياسي للوضع في سوريا.
على مدى السنوات الثلاث الماضية، كان ستافان دي ميستورا يتولى مسؤولية واحدة من أصعب المهام على كوكب الأرض. فقد دفع وحث وناشد وضغط على الهيئة العليا للمفاوضات التي تمثل المعارضة حتى تعترف بضعف موقفها على أرض المعركة، مؤكدا على أنه وفي ظل تراجع قوتها سيكون موقفها أضعف على طاولة المفاوضات. في المقابل، لم تجد جهود دي ميستورا آذانا صاغية وذهبت أدراج الرياح. ففي الحقيقة، يأبى وفد الهيئة العليا للمفاوضات، على الرغم من وجود قيادات جديدة في صفوفه، أن يخضع لأي اقتراح من شأنه أن يدفعه للتخلي عن مطلبه الأساسي الذي يقتضي ضرورة رحيل الأسد خلال المرحلة الانتقالية.
عقب مقتل 400 ألف سوري، جراء القصف الذي لم يبق ولم يذر، والذي تعمد استهداف المدنيين بشكل عشوائي، وتدمير النسيج الاجتماعي السوري، وفي ظل انهيار الاقتصاد، بالإضافة إلى انتهاك النظام لكل القوانين الدولية الراعية لحقوق الإنسان، لم يعد واردا أن توافق المعارضة على استمرار بقاء الأسد على رأس السلطة. في الواقع، يطغى الطابع العاطفي على طريقة تفكير المعارضة، حتى وإن كان لهذا الأمر مبرراته ومسوغاته.
بدت تصريحات دي ميستورا خلال المؤتمرات الصحفية التي سبقت وتلت محادثات جنيف حالمة للغاية
في المقابل، يصر المفاوضون الذين يمثلون النظام السوري على بقاء الأسد رئيسا شرعيا للجمهورية العربية السورية، مشددين على أن المطالب بإزالته قبل عقد الانتخابات الرئاسية المقبلة في سنة 2021، تفتقر للمصداقية. وفي الأثناء، تعتقد قيادات النظام أن المعارضة ليست إلا مجرد أداة لفرض الإملاءات الخارجية، ووسيلة لتمرير المخططات السعودية والتركية والأمريكية. وبالتالي، تؤمن دمشق بأن ما تعتبره المعارضة واجبا أخلاقيا تجاه الحضارة السورية، أي وجوب تنحية الأسد من منصبه، يعد، في الحقيقة، انتهاكا صارخا لسيادة سوريا وتكريسا لأجندة خارجية.
والجدير بالذكر أن الجولات السبع السابقة من المفاوضات المتعلقة بالشأن الداخلي السوري، التي انطلقت منذ كانون الثاني/ يناير سنة 2016، قد فشلت في سد الفجوة السياسية بين الحكومة السورية والهيئة العليا للمفاوضات. فقد كانت عملية التفاوض في جنيف، بإشراف من قبل الأمم المتحدة، التي سعت إلى تيسير جوانبها، غير مثمرة على الإطلاق، بل ومثيرة للسخرية إلى درجة أن موظفي الأمم المتحدة اقتصروا على الحديث عن مشاركتهم فيها، في حين أبوا أن يعتبروها انجازا.
في السياق ذاته، بدت تصريحات دي ميستورا خلال المؤتمرات الصحفية التي سبقت وتلت محادثات جنيف حالمة للغاية. فقد بدا وكأن مجرد عرض كل طرف لأفكاره حول ما يجب أن ينطوي عليه الانتقال السياسي دليلا على قرب انفراج المعضلة السورية. وبطبيعة الحال، لم تحدث أي مستجدات فعلية بشأن البنود الرئيسية المدرجة في جدول الأعمال خلال عملية المحادثات التي استمرت سنتين كاملتين.
إذا لم يكن النظام السوري مستعدا، في الماضي وقبل التدخل الروسي، ليخضع لأي ضغوط، وتقديم تنازلات دستورية أو سياسية كبرى، فمن غير المرجح أن يبادر بالتنازل الآن، خاصة وأن رياح الحرب منذ سنتين قد سارت وفقا لما يرنو إليه الأسد
لكن، ما الذي ينبغي توقعه خلال الجولة الثامنة من المحادثات التي من المقرر أن تستمر حتى منتصف كانون الأول/ ديسمبر؟ للأسف، لا شيء على الإطلاق، ففي ظل سيطرة النظام السوري على المدن الرئيسية في البلاد، إلى جانب المطارات والموانئ ومعظم المناطق السكانية، يمكن الجزم بأن الأسد قد انتصر بكل المقاييس في هذه الحرب. وحتى وإن لم يفز بالحرب بعد، فقد اقترب الأسد من تحقيق هذا الهدف، خاصة وأن الأراضي الواقعة تحت سيطرته ما فتئت تتزايد. فمن كان يتوقع في هذا الوقت من السنة الماضية أن القوات السورية ستستعيد دير الزور؟
من جهة أخرى، باتت الأراضي المتبقية في يد المعارضة السورية المعتدلة  تقتصر على منطقة محاصرة في الغوطة، وهي منطقة مكتظة بالنازحين وبعض الفصائل الجهادية على غرار فرع تنظيم القاعدة في سوريا، فضلا عن بعض المناطق في الجنوب التي لم تحشد لها دمشق بعد ترسانتها العسكرية. من هذا المنطلق، من الواضح أن سيطرة المعارضة على مساحة جغرافية محدودة لا يتلاءم مع موقفها المنادي بضرورة تخلي الأسد عن منصبه وتفكيك حكومته ومغادرته الساحة السياسة السورية رفقة عائلته، وذلك من أجل تحقيق الأفضل للبلاد والمواطنين، علاوة على فسح المجال أمام حكومة انتقالية تدير بحرية ونزاهة الانتخابات،ـ التي ستخضع لإشراف دولي.
في حقيقة الأمر، تجاهل بعض الخبراء في الوضع السوري، من الذين يجادلون بضرورة تمسك الولايات المتحدة بموقفها الرافض لمشاركة الأسد في الانتخابات الرئاسية المقبلة، على غرار أندرو تابلر، ببساطة حقيقة أن واشنطن والهيئة العليا للمفاوضات، لا تمتلك ما يكفي من السلطة لتمرر مطالبها وفقا لرغباتها. في الأثناء، في حال كان ستافان دي ميستورا يتوقع الخروج بنتيجة أفضل في الجولة الثامنة، فسيخيب أمله مرة أخرى. في واقع الأمر، لا يجب على المرء أن يمتلك ذكاء دبلوماسيا فذًا مثل الذي يتمتع به هنري كيسنجر ليدرك أنه طالما أن الأسد يمسك بزمام الأمور في البلاد، فلن يحرك ساكنا نحو تطبيق إصلاحات سياسية.
إذا لم يكن النظام السوري مستعدا، في الماضي وقبل التدخل الروسي، ليخضع لأي ضغوط، وتقديم تنازلات دستورية أو سياسية كبرى، حيث كانت مسألة استمراره في الحكم غير مؤكدة، من غير المرجح أن يبادر بالتنازل الآن، خاصة وأن رياح الحرب منذ سنتين قد سارت وفقا لما يرنو إليه الأسد. وبالتالي، يعد مجرد توقع أي أمر مخالف لهذه الحقيقة، ضربا من الوهم والخيال. على العموم، يعد قرار الوفد السوري الانسحاب من المحادثات في جنيف بسبب مواصلة المعارضة الدفع نحو الاستقالة الفورية للأسد مؤشرا واضحا من قبل دمشق على أنها تزدري بشدة العملية برمتها. عند بلوغ هذه المرحلة من الحرب، من الصعب أن نعتقد بأنها ستنتهي عبر المرور بإجراءات سياسية. وفي حال حدث ذلك، فلن تكون النتيجة مرضية بالنسبة لمعارضي الأسد وخصومه.
المصدر: ناشيونال إنترست
========================
واشنطن بوست: بوتين يتفوق على ترامب في لعبة الشرق الأوسط
كانت زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الإثنين إلى سوريا جزء من جولة خاطفة بالشرق الأوسط، شملت مصر وتركيا، وقابل القادة والتقط الصور ولعب دور رجل الدولة صاحب النفوذ الدولي القوي، بحسب ما وصفته صحيفة واشنطن بوست الأمريكية. جاء ذلك في الوقت الذي تسبب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في موجة غضب كبيرة في المنطقة، ليظهر بوتين في صورة العاقل والشريك الذي يمكن الاعتماد عليه.
وفي تحليل لواشنطن بوست، أشارت إلى ما أنجزه بوتين في مصر حيث أعلن عن نية بلاده في عودة حركة الطيران بين القاهرة وموسكو لأول مرة بعد إسقاط الطائرة الروسية فوق سيناء في عام 2015. كما تناقش مع الرئيس عبدالفتاح السيسي حول توقيع عقد بناء مفاعل نووي بقيمة 40 مليار دولار، بجانب اتفاق محتمل على السماح للقوات الجوية الروسية والمصرية باستخدام القواعد العسكرية في البلدين. أما في أنقرة، فقد اجتمع بوتين بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان للمرة الثامنة خلال العام الجاري، وهو دليل قوي على التحول الدرامي في العلاقات بين البلدين بعد عام من اغتيال السفير الروسي في أنقرة وعامين من إسقاط تركيا مقاتلة روسية. في أول زيارة له منذ إرسال قوات روسية إلى سوريا عام 2015، التقى بوتين بالأسد وأعلن الانتصار على تنظيم داعش وبدء عودة للقوات الروسية.
وربما كان المتشككون يعتقدون أن بوتين يرسل جنوده إلى "مستنقع" في سوريا، لكن بعد عامين أثبت بوتين شيئين هما أن روسيا تقف بجوار أصدقائها وأنه يمكن أن يستعرض قوته بعيدًا عن أوروبا الشرقية، بحسب ما نقلته واشنطن بوست. وأضافت الصحيفة أنه على النقيض من موسكو، عانت الإدارتين الأمريكيتين الأخيرتين من أجل الوصول إلى دبلوماسية متزنة في الشرق الأوسط.
فالرئيس السابق باراك أوباما انقلب على حلفاءه السابقين من زعماء الشرق الأوسط بعد مظاهرات الربيع العربي في عام 2011، ولم يفعل بما فيه الكفاية للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، بحسب منتقديه. وقال بول سالم المحلل من معهد الشرق الأوسط، لصحيفة واشنطن بوست: "إدارة أوباما بسبب عدم اكتراثها، أتاحت فرص كثيرة أمام روسيا. ومع الإدارة الحالية، مع رئيس بشكل كبير يؤيد روسيا، فهم (الروس) يؤدون بشكل جيد". كما ذكرت الصحيفة أن ترامب قدم "عرضًا ضخمًا" حينما قصف قاعدة عسكرية سورية بعد هجوم منسوب لقوات الرئيس الأسد بداية هذا العام. لكنه أظهر بعد ذلك اهتمام أقل بسوريا وأوقف الدعم المادي للمعارضة "المعتدلة". لا يبدو أسلوب ترامب في الشجار دائمًا سيساعد هنا. ففي العاصمة التركية أنقرة، استغل الرئيس الروسي قرار الإدارة الأمريكية بشأن القدس المحتلة واعتبارها عاصمة لإسرائيل. وأكد أن قرار ترامب لا يساعد الاستقرار في الشرق الأوسط، ويهدد الوضع الصعب فعليًا بالمنطقة. ويرى سالم، من معهد الشرق الأوسط أن الروس لا يرغبون في حرب باردة جديدة، لكنهم سيستغلون الفرص لبسط نفوذهم في الشرق الأوسط ولعب دور أقوى كقوة دولية.
ويوضح التقرير في الصحيفة الأمريكية أن في الوقت الذي يتحرك فيه ترامب بقوة على بجانب أحد طرفي الصراع الإيراني السعودي، سيتحرك الروس لالتهام الفرص. وأضاف سالم لواشنطن بوست: "سيكونوا سعداء بدور اللاعب الثاني المؤثر" في الشرق الأوسط على العكس من الدور الفوضوي الذي لعبته الولايات المتحدة.
========================
الصحافة العبرية والتركية :
هآرتس: بوتين لن يستطيع سحب قواته.. وعليه أن يقرر طريقة تقاسم سوريا مع إيران
هل يُخطِّط بوتين لسحب قواته كجزءٍ من الجهود الدبلوماسية المبذولة في جنيف، أم يُخطِّط لتركها في سوريا حتى يعرف نتائج المباحثات التي انسحب منها رجال النظام ليعودوا إليها مُجدَّداً يوم الأحد، 10 ديسمبر/كانون الأول؟ وهل ستنهي روسيا رقابتها على مناطق خفض التصعيد (المناطق الأمنية) في جنوبي ووسط سوريا، أم ستستمر في تأدية هذه المهام وفقاً للمبادئ التوجيهية المُتفَق عليها مع الولايات المتحدة، وإيران، وتركيا؟
مجموعة من الأسئلة طرحتها صحيفة هآرتس الإسرائيلية، في تقرير لها، رصدت النبأ العظيم الذي زفَّه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لجنوده في قاعدة حميميم الجوية، شمالي سوريا، يوم الإثنين، 11 ديسمبر/كانون الأول، عندما قال لهم: "أصدقاؤكم ووطنكم في انتظاركم".
لكن هآرتس ترى أن هؤلاء الجنود لا يعرفون بعد متى يمكنهم البدء في حزم أمتعتهم، أو بصورة أساسية، وكم منهم سيغادرون.
فلم يفصح بوتين في إعلانه عن شروط انسحاب القوات، أو نطاقه، أو تاريخه، لذا يمكن افتراض أنَّ الخطة لا تتضمَّن التخلي الكامل عن سوريا، بل خفض الوجود الروسي جزئياً.
وسوف يستمر وجود القوات الروسية في المناطق الحرجة كما هو، لتتمكَّن من الإشراف على المناطق الأمنية والحدود الشرقية للبلاد، وفقاً للصحيفة الإسرائيلية.
ومن المُقرَّر أن يعقد المنتدى حول المناطق الأمنية، الأسبوع المقبل، في العاصمة الكازاخية أستانا مناقشاتٍ بخصوص الترتيبات الخاصة بعمليات التفتيش، وكيفية تقسيم المسؤولية بين روسيا، وإيران، وتركيا.
وبالنظر إلى إعلان بوتين، غالباً ما سيكون هذا الاجتماع شديد الأهمية لإسرائيل، لأنَّها تريد رؤية ما إن كان بوتين يستطيع إقناع الإيرانيين بنقل قواتهم شرقاً بعد خط الـ25 كيلومتراً جنوبي سوريا. وفي الوقت نفسه، تريد تركيا موافقة روسيا على السماح لقواتها بتعميق سيطرتها على شمالي سوريا، حتى تتمكَّن من عرقلة توسيع المنطقة التي يسيطر عليها الأكراد، وهي قضيةٌ من المُتوقَّع أيضاً مناقشتها في أستانا، حسبما ذكرت الصحيفة الإسرائيلية.
التعبير الذي اختاره بوتين
وحول مدى جدية بوتين بتنفيذ قراره القاضي بسحب قواته، ترى الصحيفة أن التزام بوتين بمهاجمة الجماعات الإرهابية، إذا أقدموا على فعل أي شيء، يوضِّح أنَّه لا يُخطِّط لمغادرة الساحة العسكرية، أو تغيير استراتيجيته التي حوَّلَت ميزان القوى لمصلحة الرئيس السوري بشار الأسد.
وتتابع: "لكنَّ الانسحاب -ولو جزئياً- قد يجعل إصراره على مغادرة جميع القوات الأجنبية سوريا أمراً مشروعاً، خاصة القوات الأميركية والتركية التي لا تتمتع بشرعية القوات الروسية والإيرانية التي دعاها الأسد".
ومما يُعزِّز هذا التعبير الذي اختاره بوتين: إنَّ القوات الروسية قد هزمت معظم قوات تنظيم الدولة الإسلامية (داعش). ولذلك فإنَّ الولايات المتحدة، التي برَّرَت تورُّطها العسكري في سوريا بأنَّه حرب ضد تنظيم داعش، ليس لديها الآن سبب لوجودها في سوريا.
كان رد فعل البنتاغون مُتشكِّكاً. فوفقاً لما نقلته وكالة رويترز، قال المُتحدِّث باسم وزارة الدفاع الأميركية: "لا تتطابق التعليقات الروسية حول سحب قواتها في كثير من الأحيان مع الخفض الفعلي للقوات، ولا تنطبق على الأولويات الأميركية في سوريا".
ولا ترى هآرتس أن نجاح روسيا في ميزان القوى لصالح الأسد هو الذي سيلعب دوراً رئيسياً في الحملة الانتخابية الروسية، في مارس/آذار، بل إن ما يلفت النظر بشكلٍ خاص هو الطريقة التي استبعدت روسيا بها الولايات المتحدة من المشهد، وغزلت نسيجاً معقداً من مواقع وقف إطلاق النار سمح لها بإنشاء مناطق أمنية.
لكن هذا الإنجاز، من وجهة نظر الصحيفة، سيواجه صعوبةً في البقاء قائماً دون مظلة عسكرية تشرف على حظر الهجمات في المناطق الأمنية، مع الاستمرار في مقاتلة معارضي النظام المصنفين بأنَّهم جماعاتٌ إرهابية. ولتحقيق كلا الهدفين، سيحتاج النظام إلى قواتٍ روسية كبيرة، وخاصة القوات الجوية.
كيف تريد روسيا تقاسم سوريا مع إيران؟
بعد هذا الإعلان الرسمي ترى الصحيفة الإسرائيلية، أن روسيا ستضطر لأن تُقرِّر كيف تريد تقاسم سوريا مع إيران، حيث تفترض إسرائيل والولايات المتحدة أنَّ طهران ستسعى إلى استغلال الانسحاب الروسي لزيادة عدد القواعد العسكرية في البلاد، وإرسال عدد كبير من المقاتلين.
ولكن هذا ليس السيناريو الوحيد الممكن من وجهة نظر هآرتس، حيث لا تتسابق روسيا وإيران على فوز إحداهما في سوريا، ولا تتنافسان على تفضيل الأسد الذي يعتمد كليةً على كل منهما. ففي أي اتفاق دبلوماسي بشأن مستقبل سوريا، غالباً ما يُعزز وضع الديكتاتور السوري، على الأقل في المدى القصير. والسؤال هو: كيف ستقسم الغنائم الاقتصادية والدبلوماسية بين روسيا وإيران. لا تستطيع أي من القوتين إجبار الأخرى على الانسحاب من الساحة، فكلاهما له مصلحة في استقرار البلد، ومنع إنشاء مقاطعاتٍ خاصة.
وتجيب الصحيفة على هذا التساؤل بالقول: "يعتمد تحقيق هذا الهدف على الاتفاقات التي ستتوصَّل إليها إيران وروسيا، وليس على نزاعٍ عسكري يهدف إلى السيطرة الإقليمية لأحد البلدين، الذي سيتطلَّب الاحتفاظ بالقوات في سوريا لفترةٍ طويلة، وهو ما لا يريده أيٌّ منهما".
وتتابع: "وعلاوة على ذلك، فإنَّ كلاً من إيران وروسيا لديهما خبرة في تحقيق النفوذ في بلدان أخرى بالوسائل الاقتصادية والدبلوماسية، وليس بالضرورة القوة العسكرية".
========================
صحيفة ملليت :الاستراتيجيات الروسية في الأزمة السورية وتركيا
نهاد علي أوزجان – صحيفة ملليت – ترجمة وتحرير ترك برس
على الرغم من أن الأجندة اليومية مشغولة بالقدس، إلا أن زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى أنقرة أمس الأول كانت هامة للغاية. فالعلاقات التركية الروسية تتعزز مع مرور كل يوم، بدءًا من الطاقة وبناء المفاعل النووي في تركيا إلى شراء منظومة الدفاع الجوي إس-400، وحتى أزمتي سوريا والقدس.
ولن يكون من المبالغة القول إن الملف السوري أكثر القضايا تعقيدًا في القائمة. فهو يتقاطع مع العديد من المشاكل بدءًا من مستقبل العلاقات التركية الأمريكية، مرورًا بمشكلة حزب العمال الكردستاني، والعلاقات مع الأسد وروسيا وإيران، وانتهاءً بالأوضاع في العالم العربي.
تخضع أطراف المشاكل المذكورة لضغط الوقت، ولهذا هناك أمور يتوجب حلها بشكل عاجل، وعلى الأخص قبل مفاوضات تحديد مستقبل سوريا.
ومع ذلك، فإن المشهد يبدو أكثر تعقيدًا مما يبدو عليه. رغم أن تركيا تختلف مع الولايات المتحدة بشأن سوريا وحزب العمال الكردستاني، لكن هذا لا يعني أنها تتفق في جميع القضايا مع روسيا.
على سبيل المثال، تقول تركيا في جميع المحافل إن حزب العمال الكردستاني يمثل مشكلة "وجود" بالنسبة لها. في حين لا تعتبر روسيا ذراع الحزب السوري حزب الاتحاد الديمقراطي تهديدًا بالنسبة لاستراتيجيتها في سوريا، بل إنها لا تشعر بالحاجة حتى لإخفاء علاقاتها معه.
قال بوتين في وقت سابق إن 92% من الأراضي السورية تطهرت من الإرهابيين، وأعلن أمس الأول انتهاء الحرب وأصدر تعليماته بسحب جزئي لقوات بلاده.
هذه الخطوة تكشف أنه لا يعتبر حزب الاتحاد الديمقراطي تنظيمًا إرهابيًّا. وخير دليل على ذلك وجود مكتب للحزب في موسكو، وعدم إدراج روسيا حزب العمال الكردستاني في قائمة المنظمات الإرهابية، ووجود القوات الروسية في عفرين، وتنفيذ حزب الاتحاد الديمقراطي في الآونة الأخيرة عمليات عسكرية في شرق الفرات بدعم جوي روسي.
المشكلة التكتيكية اليوم بالنسبة لروسيا في سوريا تتمثل في تمركز جماعات "راديكالية" بإدلب. ومن الملاحظ أنه لم يتم تحقيق تقدم في عملية تحويل إيديولوجيات وأدوار الجماعات المذكورة، أو تحييدها تمامًا.
وفوق ذلك، يتضح من الأنباء الواردة عن شروع تنظيم داعش في إقامة نقطة عبور في إدلب أن المشكلة ستكتسب أبعادًا جديدة.
تعمل تركيا على إظهار حزمها في مسألة حزب الاتحاد الديمقراطي، على الصعيدين الداخلي والخارجي. وفي الوقت ذاته تسعى إلى الحيلولة دون تسلل إرهابيي حزب العمال الكردستاني، الذين يستخدمون عفرين كقاعدة خلفية، إلى محافظة هاطاي. ولهذا تحاصر عفرين وتستمر في حشد القوات قرب الحدود.
ويثور الفضول حول ما إذا كانت روسيا ستسمح لتركيا بالقيام بحملة ضد عفرين، أو كيفية تصرفها حيال ذلك. يمكننا الحديث عن أربعة احتمالات بالنظر إلى التطورات. أولًا قد تتغاضى روسيا عن حملة تركيا إزاء عفرين، وعندها تدخل الأخيرة المنطقة، وتركز أنقرة وموسكو على القضايا الأخرى. ثانيًّا، ربما تعترض روسيا على عملية تركية ضد عفرين. ثالثًا، ربما تقترح حلًّا وسطًا بنشر جيش الأسد في عفرين. وأخيرًا قد يغادر عناصر حزب العمال الكردستاني عفرين على حين غرة. وأعتقد أننا سنرى قريبًا أي الاحتمالات  المذكورة سوف يُطبق.
========================
الصحافة البريطانية :
"الجارديان": بهدف مساعدة اللاجئين في ألمانيا.. موقع تعارف للأكاديميين فقط!
رصد تقرير نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية تجربة رائدة قامت بها أكاديمية ألمانية، إذ دشنت موقعًا إلكترونيًّا يمنح اللاجئين الأكاديميين فرصة للتواصل مع نظرائهم الألمان، واستكمال أبحاثهم العلمية.
وقال التقرير: "عندما وصل عدد قياسي من طالبي اللجوء واللاجئين إلى ألمانيا قبل عامين، كانت كارمن باتشمان واحدة من العديدين في البلاد الذين يشعرون بأنهم مضطرون لمساعدة القادمين الجدد على الاستقرار".
لم تسرع كارمن، البالغة من العمر 41 عامًا والأستاذة الجامعية في جامعة لايبزيج، باستقبال اللاجئين بلافتات الترحيب أو التعهد بالتطوع في مخيمات اللاجئين. بدلًا من ذلك، فقد تحولت إلى مساعدة اللاجئين بعملية أشبه بمواقع التعارف. أنشأت موقعًا على شبكة الإنترنت، وهو موقع Chance for Science، لربط الأكاديميين من اللاجئين مع نظرائهم الألمان عبر مجموعة واسعة من التخصصات.
يستخدم الموقع قالب خدمة التعارف، ويسمح للمستخدمين بالتسجيل بصفة لاجئ أكاديمي أو أستاذ أو باحث ألماني، مع تحديد موقعهم ومجالات الدراسة، حتى يمكن للمستخدمين أن يكونوا متطابقين مع الآخرين الذين يقومون بأعمال مماثلة. ويوجد الآن 720 مستخدمًا مسجلين، من بينهم 224 لاجئًا، وفق ما ذكر تقرير الصحيفة البريطانية.
أشار التقرير إلى أن الروابط التي تم إنشاؤها عبر الموقع يمكن أن تقود إلى إيجاد وظيفة، على الرغم من أن كارمن قالت إن هذا لم يكن فقط الهدف الرئيسي لإنشاء الموقع.
ونقل التقرير عن كارمن قولها: "التفكير الأساسي هو تشجيع التعاون على العمل، وتبادل الأفكار أو مساعدة العلماء اللاجئين على الوصول إلى أحدث الأبحاث. وإلى جانب ذلك، قمنا أيضًا بتشغيل ورش عمل تعليمية العام الماضي بتمويل من الحكومة. إنهم يساعدون القادمين الجدد على فهم كيفية عمل النظام الأكاديمي الألماني".
وتابعت كارمن: "نحن نريد أيضًا أن يشعر الناس وكأنهم على اتصال مع العالم الأكاديمي. كونهم أكاديميين هو جزء من هويتهم، وعندما يأتي اللاجئون إلى هنا يفقدون ذلك. من المهم بالنسبة لهم أن يكونوا في بيئة تمكنهم من أن يكونوا متخصصين مرة أخرى، وأن ينظر إليهم الناس على هذا النحو. يمكن للناس أن يجتمعوا ويتبادلوا الأفكار ويناقشوا ويخلقوا شبكات".
مواصلة العمل البحثي
ونتيجة للمشروع، تعمل كارمن الآن مع غوناي كارلي، البالغ من العمر 45 عامًا، وهو عالم كمبيوتر متخصص في الذكاء الاصطناعي. عمل كارلي في جامعة الفاتح في تركيا قبل أن تكون واحدة من المؤسسات التي أغلقتها السلطات التركية بعد محاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها البلاد في منتصف عام 2016، على خلفية ارتباطها برجل الدين المنفي فتح الله كولن، المتهم بتدبير محاولة الانقلاب.
ونقل التقرير عن كارلي الذي وصل إلى ألمانيا من البوسنة قبل ثلاثة أشهر، قوله: "لقد كنت مندهشًا حينما سمعت عن المشروع… هذا المشروع مهم للاجئين؛ لأننا لا نملك أي شيء يتعلق بمجالاتنا أو نظامنا الأكاديمي. نحن لا نعرف أي شخص على دراية بنظم العمل، ولدينا الرغبة في مواصلة بحثنا والتعلم وتبادل الأفكار".
تعمل كارمن وكارلي معًا على الضرائب. أحد الجوانب التي ينظران إليها هو ما إذا كان من الممكن التنبؤ بالأداء المستقبلي للشركة، ومؤشر الأداء الرئيسي (KPI) من خلال تحليل وسائل الإعلام الاجتماعية. ويساعد كارلي في تحليل البيانات واستخدام برامج الكمبيوتر.
وبينما ينتظر كارلي الاستماع إلى نتيجة طلب اللجوء الذي قدمه، فإنه يسعده مواصلة العمل الأكاديمي. وعلى الرغم من أنه لا يستطيع أن يمارس عملًا بأجر، إلا أن كل ما يفعله سيكون مفيدًا لسجله الوظيفي. وقد قال كارلي: "أنا لاجئ ولكن هذا ليس سوى جزء صغير من شخصيتي. كما أنني ما زلت أكاديميًّا. بغض النظر عن الوضع الذي أنا فيه، فإنني لا بد أن أستمر في مجالي البحثي. لا يمكننا أن نوقف عقولنا عن العمل".
عقدت كارمن وفريقها الصغير مؤخرًا مؤتمرًا بعنوان "أكاديميون على الرحلة"، حيث تحدث ثمانية لاجئين عن أعمالهم وقدم آخرون ملصقات. وحصلت كارمن على دعم مالي من الحكومة لإدارة ورش العمل والمؤتمرات، ولكن قيمة الدعم نفدت في ديسمبر (كانون الأول) الجاري.
وقالت كارمن: "أود الحصول على مزيد من التمويل؛ لأنها أصبحت وظيفة ثانية بدوام كامل بالنسبة لي… أنا بحاجة إلى الدعم لأن هناك الكثير من الإمكانات في هذه الفكرة التي تنمو بسرعة". وقالت إن التحدي الأكبر للمشروع كان التغلب على بيروقراطية النظام الألماني. لم تطلب كارمن الإذن من أي شخص لإنشاء الموقع، فقط رئيس الجامعة، إذ إن طلب الإذن كان سيستغرق وقتًا طويلًا للقيام بذلك رسميًّا.
بحسب التقرير، فقد مثّل لقاء جمع كارمن بلاجئ أكاديمي في مخيم للاجئين مصدر إلهام لها لإنشاء الموقع. وقالت كارمن عن هذه التجربة: "التقيت رجلًا وكل ما كان معه هو شهادة الدبلومة الجامعية. كان سعيدًا جدًا لوجود شخص يوليه هذا الاهتمام لأن -من المفهوم- المتطوعين كانوا يتأكدون فقط من أن الجميع لديهم مأوى وطعام".
واختتم التقرير بقولها: "من تلك اللحظة أصبح الأمر شخصيًّا جدًا بالنسبة لي، وساعدني على إدراك ماذا يعني أن تكون أكاديميًّا. لقد تعلمت الكثير من هذه العملية ومن هؤلاء الأشخاص الذين قدمت لهم المساعدة".
========================
"ذا جارديان": بوتين يتحمل مسؤولية الدمار في سوريا
كتب ماري مراد | الأربعاء 13-12-2017 12:17
ترى صحيفة "ذا جارديان" البريطانية أن "جولة النصر" التي قام بها الرئيس الروسى فلاديمير بوتين إلى سوريا والشرق الأوسط هذا الأسبوع، تكشف عزمه على إظهار قدرته على تأمين سيطرة ونفوذ موسكو ضد الولايات المتحدة في المنطقة.
وفي افتتاحيتها، أوضحت الصحيفة أنه خلال زيارة بوتين الاستثنائية لقاعدة حميميم العسكرية الروسية تقابل مع الرئيس السوري بشار الأسد، الذي أدى التدخل العسكري الروسي إلى بقاءه في السلطة، وقال بوتين للجنود الروس إن "وطنهم في انتظارهم" وأنهم سيعودون بـ"النصر".
وفي الوقت نفسه، بحسب الافتتاحية، في الغوطة الشرقية- الضاحية التي تسيطر عليها المعارضة في دمشق حيث أعلنت روسيا في وقت سابق من هذا العام أن وقف إطلاق النار سوف يستمر- فإن الأطفال الذين يعيشون تحت الحصار يتضورون جوعا، ورغم اتفاق "خفض التصعيد"، تواصل القوات الحكومية السورية قصف المنطقة بدعم من الحلفاء الإيرانيين والروس في محاولة لتحقيق انتصار حاسم.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذين المشهدين يتحدثان عن حجم حسابات روسيا، وعن الحقائق التي ساعدت في تحقيقها على أرض الواقع، لافتة إلى أنه رغم تعهد روسيا بانسحاب كبير لقواتها من سوريا، أعلن المتحدث باسم الكرملين، الثلاثاء، أن روسيا ستحتفظ بقوة كبيرة في سوريا لمحاربة الإرهاب.
وأكدت الصحيفة أن تعريف موسكو للإرهاب في سوريا يشبه تعريف النظام الذي يساويه بالمعارضة السياسية.
ولفتت الصحيفة إلى أن بوتين حرص على الحديث عن النصر، موضحة أن إعلان عودة بعض القوات الروسية- المنتشرة إلى جانب آلاف المتعهدين الخاصين المرتبطين بالكرملين، سيفيد بوتين خصوصا بعدما أعلن خوضه الانتخابات الرئاسية العام المقبل.
وذكرت "ذا جارديان" أن عدد القتلى الروس وكذلك التكاليف المالية للتدخل العسكري في سوريا لا تزال سرية، لافتة إلى أنه من الناحية الجيوسياسية كانت حرب بوتين في سوريا استثمارا مربحا للكرملين، موضحة أن بوتين استفاد من الفوضى الاستراتيجية الغربية وامتناع أمريكا عن التعمق في الصراع السوري.
ووفقًا للافتتاحية، فإنه بعد سوريا، توجه الأسد إلى القاهرة حيث التقى بنظيره المصرى الرئيس عبد الفتاح السيسى، ما يدل على أن روسيا أصبح لها "نفوذا جديدا" في بلد يتمتع منذ سبيعنيات القرن الماضي بعلاقات جيدة مع الولايات المتحدة الأمريكية.
وبالعودة إلى سوريا، ترى الصحيفة أن روسيا ركزت على استهداف المعارضة المناهضة للأسد، أكثر من المعارضين الجهاديين "داعش وغيره من التنظيمات الإرهابية"، مؤكدة أن استعادة مدينة الرقة السورية وطرد داعش منها لم يكن إنجازا روسيا بل نتيجة هجوم شنته قوات سوريا الديمقراطية دعمته قوات التحالف بقيادة واشنطن.
وأكدت "ذا جارديان" أن ألعاب القوى الجيوسياسية في سوريا لم تنته بعد، وكذلك القتال، مشيرة إلى أنه في الغوطة الشرقية، بحسب الأمم المتحدة، هناك 137 طفلا، من بينهم رضع، في حاجة ماسة للإجلاء الطبي.
وشددت الافتتاحية على أن بوتين يتحمل مسؤولية الدمار في سوريا بدعم "الدكتاتور الذي يجوع ويقتل شعبه"، لافتة إلى أن روسيا عادت إلى الشرق الأوسط، لكن مسؤوليتها عن إراقة الدماء واضحة.
========================
الصحافة الروسية :
موسكوفسكي كومسوموليتس: ستحل سنوات من الهدوء في سوريا
"السوريون شبعوا ديمقراطية"، عنوان مقال غريغوري ميلينين ويكاتيرينا غابيل، في "موسكوفسكي كومسوموليتس" عن أسباب سحب القوات الروسية من سوريا في هذا التوقيت بالذات، ومن سيبقى هناك.
ينطلق المقال من وصول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى قاعدة حميميم في اللاذقية السورية، وإعطائه أمرا بسحب مجموعة القوات الروسية من هناك.
ويحاول كاتبا المقال معرفة أسباب توقيت سحب القوات الروسية الآن ومن سيبقى في سوريا، من خلال رأي خبيرين في هذا الشأن.
وعليه، يقول نائب رئيس الأكاديمية الروسية للعلوم الصاروخية والمدفعية، قسطنطين سيفكوف، للصحيفة: "اتخذ القرار في الوقت المناسب. الجيش السوري، قادر على ضمان الأمن القومي للبلاد. هزيمة قوات تنظيم داعش تمت، فلم يعد له وجود ككيان موحد. والآن يجري استكمال القضاء على مجموعات منفصلة من العصابات، التي تختبئ في مكان ما في الجبال. لكن المشاركة الواسعة للجيش الروسي ليست مطلوبة لتصفية هذه القوات".
وأضاف: "يجب أن نفهم بوضوح أن القوات لن تنسحب انسحابا كاملا، فمازال هناك نقطة مادية وتقنية لأسطولنا البحري في طرطوس، ويتم إنشاء قاعدة جوية عسكرية في حميميم. وستكون هناك حاجة إلى وحدات من الأمن والدعم...ولذلك ستكون هناك مجموعة معينة من القوات الروسية".
وقال سيفكوف، للصحيفة، تأكيدا على إنجاز المهمة الروسية في سوريا: "الولايات المتحدة والجهات الفاعلة الأخرى الراغبة في وضع سوريا تحت سيطرتها، يمكن أن تبدأ في زعزعة الوضع في البلاد. إلا أن من الصعب جدا القيام بذلك الآن، لأن القوى الرئيسية للـ "الطابور الخامس" السوري تم سحقها وتدميرها جسديا. ولن يكون ممكنا حشدها بسرعة الآن. لذلك، ستكون هناك سنوات عدة على الأقل في سوريا هادئة نسبيا".
وأضاف أن هناك صعوبة أخرى في طريق الغرب، وهي أن السوريين "شبعوا ديمقراطية، وأخذ الشعب السوري لقاحا ضد الليبرالية. وأعتقد أنهم لن يأكلوا الطعم مرة ثانية".
كما نقلت الصحيفة رأي، أنطون مارداسوف، الخبير في المجلس الروسي للشؤون الدولية، الذي يقول فيه: "كان الانسحاب الأول مناورة سياسية أكثر، لتبريد الانفعالات في الساحة العالمية. أما الآن فنتحدث عن انسحاب الوحدات الخاصة والمدفعية ."
وأضاف: "يجب أن لا ننسى أننا نقدم مساعدات إنسانية إلى سوريا. لذلك، فنحن بحاجة إلى ضمان أمن القوافل. كما تعمل الشرطة العسكرية في مناطق تخفيف التصعيد، وهناك اختصاصيون يعملون مع القوات المحلية في إطار مركز المصالحة بين الأطراف المتحاربة".
========================
نيزافيسيمايا غازيتا :أزفت ساعة حزب الله في سوريا.. فهل إلى فلسطين؟
تحت عنوان "محور المقاومة تحوّل باتجاه إسرائيل"، كتب إيغور سوبوتين، في "نيزافيسيمايا غازيتا" عن أن مراكز القوة الشيعية تغير اتجاهها من سوريا نحو فلسطين.
وجاء في المقال أن مراكز القوة الشيعية تغير أولوياتها في الشرق الأوسط. و"يتجلى ذلك في خطاب زعيم حزب الله اللبناني حسن نصر الله في بيروت، الذي قال فيه إن مسألة الفلسطينيين، بعد القرار الأمريكي الاعتراف بالقدس، تندفع إلى المقدمة في المنطقة"، كما جاء في المقال.
ويرى كاتب المقال أن ترسل إيران إشارة واضحة إلى إسرائيل والولايات المتحدة. ففيما أعرب رئيس القوات الخاصة التابعة لحرس الثورة الإسلامية الجنرال قاسم سليماني عن استعداده لتقديم كل المساعدات الممكنة للفلسطينيين، دعا البرلمان الإيراني إلى حصار إسرائيل.
ونقل سوبوتين عن رئيس قسم أبحاث نزاعات الشرق الأوسط في معهد التنمية الابتكارية، الخبير في مجلس الشؤون الخارجية الروسي، أنطون مارداسوف، قوله: "الوضع الذي يتطور حول الصراع الفلسطيني الإسرائيلي له طابع شعبوي. فقد كان متوقعا أن يتسبب قرار ترامب باحتجاجات وحرق أعلام. وأما في الجوهر، فلا يدور الحديث عن أي تغيير في التوجهات. وهذا يشمل حزب الله أيضا. الجميع ببساطة يستغلون الحالة".
ولكن مارداسوف- وفقا للمقال - لا ينكر أن ساعة حزب الله في سوريا قد دقت، فيقول: "لا بد من أن يخرج حزب الله من سوريا. هذا تأكيد المؤكد.. الكثيرون في حزب الله لا يحبون المشاركة في الحملة السورية بسبب عدد قتلى الحزب، الذي تجاوز بالفعل ألف مقاتل. وأثناء تدخل حزب الله النشط في الصراع السوري، كانت الآراء على طرفي نقيض في قيادة المنظمة". ورأى ضيف الصحيفة أن بيان نصر الله لا يعكس إلا الحالة المزاجية السائدة في المنظمة.
========================
الصحافة الالمانية والفرنسية :
نويه تسوريشر تسايتونغ :لماذا تعتبر الحرب السورية عارا على جبين العالم؟
نشرت صحيفة "نويه تسوريشر تسايتونغ" الناطقة بالألمانية مقال رأي للكاتبين الألمانيين، إلياس بيرابو وفرديناند دور، تحدثا فيه عن عجز المجتمع الدولي عن إيجاد حل للحرب السورية. ولعل تردد المجتمع الدولي في وضع حد لهذه الأزمة كان من أبرز العوامل التي غذت الحرب.
وقال الكاتبان، في مقالهما الذي ترجمته "عربي21"، إن المظاهرات التي نظمها الشعب السوري ضد نظام الأسد في شهر آذار/ مارس من سنة 2011 تحولت إلى كارثة سياسية وإنسانية لم يشهد العالم مثيلا لها منذ الحرب العالمية الثانية. وفي هذا الصدد، صرحت رئيسة الادعاء العام السابقة للمحكمة الجنائية الدولية، كارلا ديل بونتي، "ما شاهدته من فظاعات في سوريا يفوق كل الوصف. فمنذ سبع سنوات، تعيش سوريا تحت وطأة الحرب الأهلية، إن هذه الحرب عار على جبين المجتمع الدولي".
وأكد الكاتبان أن المجتمع الدولي خذل الشعب السوري، الذي يتعرض لأبشع الممارسات المنافية لحقوق الإنسان؛ من استعمال للغازات السامة وحملات تجويع ممنهجة، فضلا عن التعذيب الوحشي والإعدام في سجون النظام، ناهيك عن استعباد النساء من طرف مقاتلي تنظيم الدولة وقصف المستشفيات والمدارس. وما يدمي القلب أن كل هذه الممارسات الفظيعة تحدث أمام أعين الدول الغربية، التي عجزت عن التدخل.
وأشار الكاتبان إلى أن النظام السوري خرق كل المعاهدات الدولية التي تجرم استعمال الأسلحة المحرمة دوليا ضد المدنيين. والجدير بالذكر أن أربع دول من الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الدولي قد شجعت النظام السوري على المضي قدما في انتهاك القانون الدولي دون عقاب، فضلا عن تورط دول أخرى في هذه الحرب.
وأوضح الكاتبان أن أوروبا غضت الطرف عن الحرب السورية ولم تلتفت إليها إلا بعد العمليات الإرهابية التي جدت في عدد من الدول الأوروبية. وعوض البحث عن حل لوضع حد للحرب، انصب اهتمام العواصم الأوروبية على كيفية التخلص من اللاجئين. وفي الوقت الذي كان فيه الأسد يقتل شعبه، كانت دول الاتحاد الأوروبي تختزل الحرب السورية في التنظيمات المتطرفة متجاهلة الكم الهائل من الضحايا الذين سقطوا منذ اندلاع الاحتجاجات في سوريا.
وتابع الكاتبان أن نظام الأسد عمل منذ اندلاع الثورة السورية على تقسيم الشعب السوري إلى طوائف. وفي صائفة 2011، حذر الكاتب السوري ياسين الحاج صالح من تحول الثورة السورية إلى حرب أهلية طاحنة نتيجة الممارسات القمعية،  التي كان النظام السوري ينتهجها  في حق الأهالي.
ولكن، لم تلق تحذيرات الحاج صالح صدى. ومع مرور الوقت، اكتشف الجميع أن هذا المفكر السوري على حق، حيث يقوم الأسد في الوقت الراهن بتقتيل شعبه دون رحمة، ويخوض حرب تجويع ضد مئات الآلاف من المدنيين في إحدى ضواحي دمشق.
وأورد الكاتبان أن روسيا وإيران لعبتا دورا في استمرار الحرب السورية طيلة هذه السنوات، حيث  لم تكتف روسيا بمساعدة النظام السوري عبر الإمدادات العسكرية والميليشيات الأجنبية، بل عرقلت كل القرارات الأممية التي تدين النظام السوري، وشنت بدورها سلسلة من الغارات الجوية على المدنيين. وفي شهر تشرين الثاني/ نوفمبر، رفضت موسكو تمديد مهمة بعثة التحقيق في الهجمات الكيميائية بسوريا.
وأفاد الكاتبان بأن روسيا وسوريا تحاولان طمس كل الأدلة التي تدينهما فيما يتعلق بجرائم الحرب التي ما انفكتا ترتكبانها في حق الشعب السوري، على الرغم من أن كل التقارير الأممية تؤكد أن هذه الجرائم حقيقة لا غبار عليها.
ورغم إدانة النظام السوري وحليفته روسيا من قبل الدول الغربية في العديد من المناسبات لارتكابهما الفظائع في حق السوريين، إلا أن تلك البيانات ظلت مجرد حبر على ورق. وحيال هذا الشأن، أفاد حقوقي سوري: "نعلم جيدا أن روسيا ارتكبت العديد من الجرائم في سوريا، لكن لسائل أن يسأل أين الغرب؟ في الحقيقة، لا نعرف ما الذي تريده الدول الغربية بالضبط".
واضاف الكاتبان أنه عوض حماية المدنيين السوريين من غطرسة نظام الأسد وحليفته روسيا، غذى الغرب الحرب السورية عبر تقديم الأسلحة والأموال للمجموعات المسلحة، مما أضفى الطابع الطائفي على هذا الصراع. وتجدر الإشارة إلى أن الدول الأوروبية تنتهج سياسة واقعية حيال الحرب السورية، ورغم تشدقها بالدفاع عن قيم الديمقراطية وحقوق الإنسان، اكتفت ببيانات التنديد فقط.
وفي الختام، ذكر الكاتبان أن اكتفاء منظمة الأمم المتحدة بإدانة استخدام غاز السارين خلال الحرب السورية لا يعكس عدم نزاهة المجتمع الدولي فحسب، بل يمس من مصداقيتها فيما يتعلق بكل ما تدعيه من دفاع عن قيم الديمقراطية وحقوق الإنسان.
========================
لوموند :ورقة أوروبية في سوريا.. من يملك الإرادة لاستخدامها؟
تناولت صحيفة "لوموند" الفرنسية زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى قاعدة حميميم الجوية في سوريا، معتبرة أنها كانت لإرسال الرسائل أثناء الاحتفال "بالانتصار على الأراضي السورية إلى جانب الرئيس السوري بشار الأسد".
وتقول الصحيفة في مقالة لهيئة التحرير، نُشرت الأربعاء، إن إشارات تلك الرسالة لا تخطىء، فبوتين انتقل من سوريا، وزار الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، ثم حط في تركيا والتقى الرئيس رجب طيب أردوغان. إنه يقول للعالم لا بد من وجود روسيا في الشرق الأوسط بعد اندثار الاتحاد السوفياتي، وطرد المستشارين السوفيات من قبل الرئيس المصري الراحل أنور السادات، الذي انضم لاحقاً إلى المعسكر الغربي.
وتضيف "لوموند"، إن بوتين، في طريقه للفوز بالحرب السورية يريد فرض سلامه، ولكن إعلانه عن انسحاب "جزء كبير" من القوات الروسية المنتشرة في البلاد، يجعل الدول الغربية أكثر تشكيكاً بمصداقيته، خصوصاً وأنه قطع مثل هذا الوعد في مارس/آذار 2016 من دون أن ينفذه. ثم إنه، وباعترافه، سيبقي على قاعدة حميميم الجوية، وهي من ركائز الانتشار الروسي مثل قاعدة طرطوس البحرية.
وترى الصحيفة، أن بوتين يستعيد قوة روسيا، برغم الضعف الذي تشهده البلاد في الداخل، والناتج المحلي الذي انحدر إلى مستويات أكثر من الذي تعاني منه إيطاليا. وتعتبر أنه استمد قوّته من ضعف نظرائه الغربيين؛ أولاً الولايات المتحدة الأميركية التي تعمل باستراتيجية غير منتظمة في المنطقة. وفي المقابل، موسكو تنشط في ليبيا، وتقوي علاقتها مع السعودية وتحافظ على تحالفها مع إيران في نفس الوقت، فضلاً عن دورها الكبير في سوريا، حيث لم يدعم بوتين الأسد فقط، بل واجه الدول الغربية التي دعمت فكرة الإطاحة به، وبذلك طرح رئيس الكرملين نفسه كمدافع عن النظام الدولي واستخدم حجة الدفاع عن سيادة الدول في المقام الأول، كذريعة للحفاظ على الأنظمة القائمة حالياً، بما فيها تلك المتعطشة للدماء.
وتشير الصحيفة إلى أن النجاح الكبير الذي يسعى إليه بوتين في سوريا يقوم على أساس تراكم انتصارات هشة. وتقول "في صيف عام 2013، حقق بوتين نجاحاً أولياً من خلال اقتراحه تفكيك الترسانة الكيمياوية السورية بإشراف الأمم المتحدة. قدم بوتين ذلك المخرج لباراك أوباما، عندما كان متردداً في ضرب نظام يستخدم غاز السارين ضد شعبه، برغم أنه وضع ذلك الخط الأحمر بنفسه وهدد بأنه لن يسمح للأسد بتجاوزه".
وتضيف "في أيلول/سبتمبر 2015، أنقذ التدخل العسكري الروسي، الأول منذ نهاية الحرب الباردة خارج الفضاء السوفياتي السابق، الرئيس السوري بشار الأسد. وبفضل تدخلها، تغيّر الوضع في سوريا تماماً، حيث تم سحق الثوار بذريعة الحرب ضد الإرهاب، في حين كان جهاديو تنظيم الدولة الإسلامية خارج نطاق الأهداف الرئيسية لذلك التدخل".
ومع تراكم كل تلك الانتصارات، تقول "لوموند" إن النجاح ما يزال هشاً، فروسيا تخشى من ركود القضية السورية، وهي بحاجة إلى إيجاد حل دبلوماسي. وبرغم النجاح النسبي الذي تحقق بفضل مناطق "خفض التصعيد"، التي تم التوصل إليها بمساعدة إيران وتركيا، فإن موسكو تكافح بشدة من أجل إطلاق عملية سياسية حقيقية تنهي الأزمة السورية.
وسعت موسكو بالفعل إلى ذلك، من خلال إعلانها عن التحضير لعقد مؤتمر "الشعوب السورية" في سوتشي الروسية، لكن تلك الجهود لم تكتمل، وتم بالفعل تأجيل المؤتمر ثلاث مرات حتى الآن.
وتختم هيئة تحرير "لوموند" بالقول، إن تكلفة إعادة إعمار سوريا تتراوح بين 200 و400 مليار دولار، وهنا لا غنى لروسيا ولسوريا عن رأس المال الغربي، ولاسيما الأوروبي. وبالتالي، فإن قادة الدول الأوروبية يمتلكون ورقة قوية من أجل إحداث نوع من التوازن في القضية السورية، من خلال فرض عملية سياسية تؤدي إلى انتقال حقيقي للسلطة وليس إلى تجديد للنظام القائم كما ترغب موسكو. ولكن هل لديهم الإرادة؟
========================
لوموند الفرنسية : هدية ذهبية وثمينة من ترامب لـ”حزب الله”…؟!!
نشرت صحيفة “لوموند” الفرنسية، ، مقالا بعنوان “محور إيران ينتفع من قرار ترامب بشأن القدس”، قالت فيه إن قرار الرئيس الأمريكي الأخير حول القدس كان بمثابة هدية للمحور الذي يضم كلا من طهران ودمشق وبغداد و”حزب الله”.
وأشارت الصحيفة الفرنسية إلى أن “حزب الله” حصل على فرصة ذهبية مع صدور قرار ترامب حول القدس من خلال معارضة “حزب الله” للقرار ووقوفه إلى جانب الفلسطينيين والقدس، وأضافت الصحيفة أن الحزب اللبناني استطاع من خلال القرار الأمريكي شد عصب مناصريه وكل المسلمين الذين كانوا ضد موقف الحزب وتدخله في سوريا.
وبحسب الصحيفة، فإن مظاهرة دعم القدس التي نظمت من قبل “حزب الله” في الضاحية الجنوبية لبيروت بينت مدى قوة نصرالله وحزبه والمد الشعبي الذي يتميز به، هذا عدا عن أنه يحصد الانتصارات في سوريا واستطاع دعم القوات الحكومية السورية وجعلها أقوى.
واعتبرت الصحيفة أن أمين عام “حزب الله” السيد حسن نصرالله بدأ بإعادة البوصلة إلى المكان التاريخي للحزب الذي لطالما تأسس من أجله وهو قتال إسرائيل وتحرير فلسطين والقدس، وكان نصرالله قد أكد في خطابه الجماهيري الأخير أن أولوية محور المقاومة هي القضية الفلسطينية، والمقاومة الفلسطينية والشعب الفلسطيني.
وبالنسبة للخبراء والمحللين السياسيين في الشرق الأوسط، فهدية ترامب إلى إسرائيل، يعطي “حزب الله” فرصة، وفقًا لـ”لوموند”. وختمت الصحيفة أنّ نصرالله سيكون راضيًا عن لعب دور القائد الجامع والحكيم.
========================