الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 13/2/2016

سوريا في الصحافة العالمية 13/2/2016

14.02.2016
Admin



إعداد مركز الشرق العربي
عناوين الملف
  1. ديفيد إغناتيوس – (الواشنطن بوست) 9/2/2016 :جهود جون كيري اليائسة في الشأن السوري
  2. عربي 21 :"هآرتس" الإسرائيلية: لهذه الأسباب لن تسقط حلب
  3. فايننشال تايمز: هل يستفيد "الدولة" والنصرة من ضرب المعارضة؟
  4. إندبندنت: أية مخاوف ينطوي عليها التدخل السعودي بسوريا؟
  5. فايننشال تايمز :لم يعد بالإمكان تجاهل أزمة سوريا
  6. واشنطن بوست :سوريا على شفا كارثة منفلتة
  7. لوس أنجلوس: أين الغضب مما يجري بسوريا؟
  8. إيكونوميست: تطويق حلب يعزز عودة نظام الأسد
  9. ستريت جورنال: المعارضة السورية تتحول لحرب العصابات
  10. بروجيكت سنديكيت" :استمرار التداعيات الكيميائية في سورية
  11. بروجيكت سنديكيت :عن الروبوتات واللاجئين
  12. ديلي تلغراف: وقف النار بسوريا.. أن تسمي الحصان غزالا
  13. نيويورك تايمز: اتفاق ميونيخ فرصة لوقف الوحشية فى سوريا
 
ديفيد إغناتيوس – (الواشنطن بوست) 9/2/2016 :جهود جون كيري اليائسة في الشأن السوري
الغد الاردنية
ترجمة: علاء الدين أبو زينة
قال وزير الخارجية الأميركية، جون ف. كيري، في مقابلة حديثة أن الولايات المتحدة تقترب من "لحظة حاسمة" في الشأن السوري –حيث إما ستحرز تقدما في اتجاه تحقيق وقف لإطلاق النار، أو تشرع في التحرك نحو "خطة بديلة"، والقيام بأعمال عسكرية جديدة.
بالنسبة للمعنيين بمراقبة كيري، فإن ذلك يشكل لحظة مألوفة من الوقوف على حافة الهاوية: إنه يبذل دفعة جديدة يائسة من أجل احداث اختراق دبلوماسي مع روسيا وإيران في الاجتماع الذي المقرر عقده يوم الخميس (الماضي)، حتى مع أنه يحذر من أن لدى الولايات المتحدة "وسائل أخرى" في حال فشلت الدبلوماسية.
مشكلة كيري، كما قد يقول المشككون، هي أن استراتيجيته ما تزال تنطوي على نفس العيوب المنطقية التي أحبطت ثلاث سنوات من الدبلوماسية في الشأن السوري: لن تتنازل روسيا وإيران عن دعمهما المبدئي لنظام الرئيس بشار الأسد؛ ولن يوافق الرئيس أوباما على تكتيكات عسكرية يمكن أن تقوم فعلا بتعديل الميزان. وبذلك، تأتي كل نقطة انعطاف دبلوماسية ثم تذهب –مع المزيد من البؤس للشعب السوري.
لكن كيري يستمر في الضغط، بإصرار –أو كما يقول بعض المنتقدين، بطريقة غير عقلانية. وفي المقابلة التي أجريت معه يوم الثلاثاء الماضي، عرض تفسيراً صريحاً ومعلناً لمنهجه.
منذ البداية، أمل كيري بأن روسيا سوف تقرر أن مصالحها ستخدم أفضل ما يكون بإحداث انتقال سياسي في سورية. وإليكم الطريقة التي عبر بها كيري عن المخاطر التي تهدد موسكو إذا لم يتم التوصل إلى تسوية: "التهديد بانفجار الوضع في سورية، والتهديد بالانجرار إلى حرب طويلة جداً، والتي ستبقي روسيا متورطة على الأرض، والتهديد بتزايد أعداد الإرهابيين".
ولكن، وبدلا من رؤية الكارثة المقبلة، يبدو أن روسيا تعتقد بأنها تكسب. وقد عرض جيمس كلابر، مدير الاستخبارات القومية، تقييما لحوافز موسكو بوضوح يوم الثلاثاء في شهادته أمام الكونغرس: "التورط الروسي المتزايد، خاصة في الغارات الجوية، ربما سيساعد النظام على استعادة أجزاء رئيسية في المناطق ذات الأولوية في غرب سورية، مثل حلب وبالقرب من الساحل، حيث عانى النظام من خسائر لصالح المعارضة في صيف العام 2015".
اعترف كيري بأن "النضوج" هو أمر حاسم في المفاوضات. إذا كان أحد الأطراف يعتقد بأنه يكسب، فإنه سيتقدم بمطالبات سيرفضها الطرف الخاسر –والمذبحة ستستمر. وقال كيري إنه سيكون من باب "الإهمال الدبلوماسي من أسوأ نوع" عدم بذل المحاولة الأخيرة من أجل وقف لإطلاق النار، والذي يمكن أن يساعد الآلاف من المدنيين في حلب.
وقال كيري: "إن ما نقوم به هو اختبار جدية (الروس والإيرانيين). وإذا لم يكونوا جديين، فعلينا أن ننظر عندئذ في خطة بديلة... إنك لا تستطيع أن تجلس هناك فقط وتنتظر".
على الرغم من أن كيري لم يناقش خيارات عسكرية محددة في سورية، فإنه عرض فعلاً بعض الخطوط العريضة. سوف يكون الهدف، كما قال، هو "قيادة تحالف ضد (الدولة الإسلامية)، وكذلك دعم المعارضة ضد الأسد". وقال إن أوباما وجه وزارة الدفاع ومجتمع الاستخبارات فعلا إلى التحرك "بشكل أقوى وأسرع" ضد متطرفي "الدولة الإسلامية"، بحيث تصبح المجموعة الإرهابية "مكبوحة الجماح ومعاقة ومتدهورة ومحيَّدة في أسرع وقت ممكن".
وعندما سئل عما إذا كان أوباما سيدعم تطبيق تكتيكات أكثر هجومية لقوات العمليات الخاصة الأميركية، أجاب كيري بأن أوباما "اتخذ قراراً مسباً باقحام القوات الخاصة، كما اتخذ قراراً باختبار "الدليل على المفهوم" حول طريقة عمل هذه القوات". وسوف يقول المنتقدون نافدو  الصبر أن "دليل المفهوم" هذا جاء قبل 10 سنوات في العراق، وأن أوباما يماطل.
قال كيري "بالتأكيد" عندما سئل عما إذا كانت الإدارة ستقبل بالعروض الأخيرة من العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة بإرسال قوات برية إلى سورية، ملاحظا أن إرسال قوات عربية خاصة "يمكن أن يعزز بشكل كبير القدرة على ... إيقاع ضرر أكبر بقوات (الدولة الإسلامية) وفي وقت أسرع بكثير". ومن المؤكد أن مشاركة عربية عسكرية أوسع سوف تغير الرهانات في سورية.
أشار كيري إلى قائمة من الشؤون الدبلوماسية الأخرى التي غطى عليها موضوع الصراع السوري: من شمال كوريا إلى أوكرانيا، ومن كوبا إلى بحر الصين الجنوبي. وناقش الاتفاق النووي مع إيران، الذي يمكن القول بأنه شكل أكبر إنجاز دبلوماسي له، مشبهاً معركة البراغماتيين الإيرانيين ضد المتشددين هناك بمعركته مع الكونغرس.
وقال كيري: "المتشددون جعلوا حياة وزير الخارجية (محمد جواد) والرئيس (حسن روحاني) صعبة جداً، تماماً كما كان للمتشددين في الولايات المتحدة دور يلعبونه أيضاً–المعارضون، ولا أسميهم المتشددون، أفضل أن أسميهم المعارضين... جعلوا مفاوضاتنا صعبة". لكنه حذر بشدة من أي جهد أميركي لدعم معسكر روحاني في الانتخابات البرلمانية التي ستجري هذا الشهر: "لعل أسوأ شيء يمكن أن نفعله هو التدخل".
قادت دبلوماسية كيري الدؤوبة والعنيدة روبرت ميردوخ، صاحب "فوكس نيور"، إلى أن يقترح في تغريدة على "تويتر" في الأسبوع الماضي أن يرشح كيري نفسه لمنصب الرئيس إذا أخفقت هيلاري كلينتون. وعندما سئل عن بالون الاختبار الذي أطلقه ميردوخ، أجاب كيري: "لا أعتقد أن هذه هي الطريقة التي تعمل بها الأمور... ليست هناك حقيقة في ذلك من أي نوع... أنا أقوم بعملي، ولن يكون هناك أي تغيير". وبدا ذلك أقرب إلى تجنب الإجابة، بطريقة دبلوماسية.
 
======================
عربي 21 :"هآرتس" الإسرائيلية: لهذه الأسباب لن تسقط حلب
غزة- عربي21- صالح النعامي# السبت، 13 فبراير 2016 08:32 ص 135
في أول تقرير تنشره وسيلة إعلام إسرائيلية بشكل مباشر من سوريا، توقعت صحيفة "هآرتس" أن يخسر النظام السوري وحلفاؤه "معركة حلب"، على الرغم من القصف الروسي العنيف.
وفي تحقيق نشره موقعها مساء الجمعة، ذكرت صحيفة "هآرتس" أن عشرات الآلاف من مقاتلي المعارضة السورية عازمون على الدفاع عن المدينة، مشيرة إلى أن التفوق العسكري للمليشيات الشيعية التي تشكل معظم القوات التي تتجه لمحاصرة حلب، لن يؤثر على نتيجة المعركة بسبب الفروق في الدافعية بين الجانبين.
وقال مبعوث الصحيفة، أنشيل بيبر، الذي تمكن من التسلل إلى محيط المدينة، إن مقاتلي المعارضة السورية يمتازون بقدراتهم القتالية الكبيرة والفائقة مقارنة بعناصر المليشيات الشيعية الذين يفتقر معظمهم للإعداد العسكري، منوها إلى أن معظمهم تم تجنيدهم دون أي خبرة عسكرية.
وأشار بيبر إلى أن مقاتلي المعارضة السورية المتمركزين في حلب يمتازون بمعرفتهم الكبيرة لجغرافيا المكان وتفاصيلها، ما يحسن من قدرتهم على المناورة.
وأوضح بيبر أن نظام الأسد لن يكون قادرا على محاصرة حلب، لأنه لا يملك القوة البشرية الكافية لإحكام الحصار لوقت طويل، مشددا على أن كل الشواهد تدلل على أن قوات المعارضة ستكون قادرة على اختراق الحصار.
من جهته، قال كبير المعلقين العسكريين في صحيفة "يديعوت أحرنوت"، رون بن يشاي، إن روسيا تقوم بحرب إبادة وتطهير عرقي، في سعيها لمنع سقوط نظام الأسد.
وفي تقرير نشرته الصحيفة الجمعة، نوّه بن يشاي إلى أن القصف الوحشي الروسي الهادف لطرد الناس وتشريدهم جاء بعد إدراك الروس أن مصدر قوة قوات المعارضة السورية هو اندماجها في البيئة المدنية ومنح الجمهور الدعم لها.
وأضاف: "لقد توصل الجنرالات الروس لقناعة مفادها أن إحداث تغيير في مسار المعركة يتطلب استهداف المدنيين لطردهم من المدن والتجمعات السكانية، لوضع حد للترابط بينهم وبين قوى المعارضة".
وفي سياق متصل، اعتبر المعلق العسكري عاموس هارئيل، أن ما يحدث في سوريا يدلل على انهيار الاستراتيجية الأمريكية في الشرق الأوسط.
وفي مقال نشرته صحيفة "هآرتس"، قال هارئيل إن الولايات المتحدة حيّدت نفسها، وسمحت لروسيا بأن تفعل ما يحلو لها تحت زعم وجود مصلحة مشتركة لكل من واشنطن وموسكو في مواجهة تنظيمات المعارضة السورية ذات التوجه الجهادي.
وأوضح هارئيل أنه على الرغم من كل ما قام به تنظيم الدولة، فإن نظام الأسد هو المسؤول عن الغالبية الساحقة من جرائم الحرب التي ترتكب، التي أودت بحياة 300 ألف مواطن سوري.
 
======================
فايننشال تايمز: هل يستفيد "الدولة" والنصرة من ضرب المعارضة؟
لندن - عربي21 - بلال ياسين# الجمعة، 12 فبراير 2016 08:22 م 10
كتبت إريكا سولومون تقريرا في صحيفة "فايننشال تايمز"، تقول فيه إن القصف الروسي المتواصل على جماعات المعارضة السورية يدفع بالعديد منهم لتبني أيديولوجية تنظيم الدولة في العراق وسوريا.
وتضيف سولومون: "لم يصل أحمد أبدا، وقاتل مع المعارضة ضد الجهاديين في تنظيم الدولة، لكن هذا كله تغير عندما بدأت الغارات الجوية، وهدمت بيت أخته، وقتلت أخته وزوجها وأبناءها الثلاثة".
وتتساءل الكاتبة: "ماذا فعل؟ توجه أحمد إلى المنطقة التي يسيطر عليها تنظيم الدولة في مدينة الباب شرق حلب، وأعلن توبته ودخل دورة دينية لمدة أسبوعين، وتلقى تدريبا عسكريا، وأصبح جهاديا في قوات تنظيم الدولة في العراق والشام".
وينقل التقرير عن أحمد قوله: "هل أنا سعيد؟ لا، فلا يمر أي يوم علي أشعر فيه بالراحة، لكنني أشعر بالجنون".
وقابلت الصحيفة أحمد البالغ من العمر 21 عاما عبر "سكايب"، حيث تحدث إليها من الرقة، العاصمة الفعلية للتنظيم. ويقول أحمد: "هدفي الآن هو القتال مع تنظيم الدولة حتى الموت، ولن أسمح بأن تقتل عائلتي بهذه الطريقة".
وتعلق سولومون قائلة: "ربما كان هناك أشخاص آخرون مثل أحمد، في حالة لم يثبت اتفاق وقف إطلاق النار، الذي أعلن عنه هذا الأسبوع، فالعنف وصل ذروته منذ أن بدأت القوات الروسية، التي تقاتل نيابة عن نظام بشار الأسد، حملة واسعة في مدينة حلب، التي أدت إلى نزوح عشرات الآلاف من السكان نحو الحدود التركية. وفي الوقت الذي ستبدأ فيه عملية وقف إطلاق النار والأعمال العدائية والعودة لمحادثات جنيف، التي انهارت قبل أسبوعين، يعيش اللاجئون في خيام  قريبة من الحدود التركية".
وتعتقد الصحيفة أن ما يجري في حلب يعد مرحلة حاسمة بالنسبة للمقاتلين؛ فالتهديد الوجودي قد يدفعهم إلى توحيد صفوفهم، ما سيمنحهم فرصة لمواجهة الهجوم، وإما سيدفعهم الخطر الجديد إلى الرحيل وبشكل جماعي نحو تنظيم الدولة وجبهة النصرة، التي تعد فرع القاعدة في سوريا، وهو على خلاف ما يريده الأمريكيون والروس من الحرب هناك.
ويستدرك التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، بأن واشنطن فشلت في إيجاد حلفاء أقوياء لها بين المعارضة؛ كي تكون في وضع لهزيمة النصرة وتنظيم الدولة، مشيرا إلى أنه رغم زيادة الدول العربية الداعمة للمعارضة من تدفق السلاح عبر الحدود التركية، إلا أن الرد البطيء على ما يجري في حلب يعد في نظر المعارضة أسوأ مؤامرة، أو أنه علامة على الدعم الفقير الذي تتلقاه المعارضة في وقت أصبح وجودها على المحك.
وتنقل الكاتبة عن ممثل من الجبهة الشامية، قوله: "أمريكا ليست حليفا حقيقيا، ولم نعد نعتبر أصدقاءنا هم أصدقاؤنا"، مشيرا إلى أن الجبهة الشامية تخوض حربا ضد تنظيم الدولة في شرق حلب، وتواجه نظام الأسد في ريف حلب الشمالي، ويضيف أنه "لهذا السبب نحن قلقون من انتقال بعضهم للمتطرفين".
وتورد الصحيفة نقلا عن أحمد قوله إن هناك عددا من الشباب القادمين من حلب وحمص، ممن يتخرجون في معسكرات تنظيم الدولة، ويضيف: "لن تتوقف، فهم ينضمون لأن المجتمع الدولي هو كذبة، ولا يقف إلى جانبنا".
وتقول سولومون إن قادة المعارضة يلتقون ويعملون مع داعميهم الأتراك والخليجيين، في محاولة لتوحيد قواهم، التي هي الأمل الوحيد لحمايتهم من الانهيار، لكنهم يقولون إن الأمر بيد المقاتلين لتحقيق الوحدة.
وينوه عدد من المقاتلين وقادتهم، الذين تحدثت إليهم الصحيفة، إلى محاولات توحيد المعارضة، التي لم تنجح؛ وذلك بسبب خلافات تركيا ودول الخليج والولايات المتحدة، حول القوى التي يجب أن تنضم للتحالفات المقترحة.
وتنقل الصحيفة عن الممثل السياسي لفصيل نور الدين زنكي، بشار حاج مصطفى، قوله: "لو اتفق الأتراك والسعوديون، فعندها تتحقق الوحدة"، لكنه قال محذرا من أن الفشل في تحقيق الوحدة يعني هزيمة في ريف حلب، ما يعرض حلب للحصار.
ويفيد التقرير بأن رئيس المكتب السياسي في الجبهة الشامية عبدالله عثمان، يعتقد أن جبهة النصرة ستكون التنظيم المستفيد في حال فشلت جهود وقف العنف؛ لأن الكثير من السوريين ينفرون من عنف تنظيم الدولة، ولن ينضموا إليه.
وتستدرك الكاتبة بأن التنظيم يحاول استغلال غضب المقاتلين، وأرسل وفودا إلى ريف حلب لعقد هدنة، وبحسب عثمان فإن "بعض هؤلاء المقاتلين الذين يريدونها (الهدنة) هم ممن تلقوا تدريبا وتسليحا من الأمريكيين"، ويضيف عثمان: "يقولون هل تفعل هذا من أجل أمريكا؟ لقد تركتنا أمريكا لكي تقتلنا الطائرات الروسية في الليل والنهار، ولا يوجد هناك أي سبب يجعلنا نتبع أي قوة أجنبية تقاتل تنظيم الدولة".
وتختم "فايننشال تايمز" تقريرها بالإشارة إلى أن المقاتلين يقولون إنهم رفضوا العرض، فهم يعرفون أنهم بحاجة لدعم أجنبي، لكن في حال لم يتغير الوضع، فإنه لا يمكن تبريره للمقاتلين أو المواطنين الذين يواجهون الهجمات من السماء وسيارات تنظيم الدولة المفخخة على الأرض.
======================
إندبندنت: أية مخاوف ينطوي عليها التدخل السعودي بسوريا؟
لندن - عربي21 - بلال ياسين# الجمعة، 12 فبراير 2016 01:20 م 06.8k
علق كيم سينغوبتا من صحيفة "إندبندنت" على احتمال إرسال السعودية ودول الخليج قوات إلى سوريا.
ويقول الكاتب إن الخطوة المصيرية الأولى اتخذتها السعودية لإرسال قوات برية إلى سوريا، وهو تحرك يثير مخاوف من دخول دول المنطقة في نزاع دموي لا نهاية له.
ويضيف سينغوبتا أن وزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان، قدم خطة بلاده في اجتماع حضره وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر وقادة حلف الناتو في بروكسل، وتحدث كارتر عقب الاجتماع عن "أمور متعددة"، تمت مناقشتها مع السعوديين، تتعلق بإرسال قوات برية.
وينقل التقرير عن كارتر قوله: "أولا هناك التدريب لكل من الشرطة والجيش على الأرض لمساعدة قوى شريكة، وهو ما تقوم به القوى السعودية، وتحدثنا عن قوات خاصة، مع أنني لا أريد الحديث عن هذا الأمر، وتحدثنا عن الدعم اللوجيستي والمواصلة، وإعادة بناء ما يجب عمله". وأضاف كارتر أن "السعودية تقوم بإحياء حملتها الجوية، حيث تقوم وشريكاتها بتحمل المسؤولية في القتال، وفي الأسابيع المقبلة سنرى فرصا أخرى تتبع بعد عروض اليوم".
وتشير الصحيفة إلى أن السعودية ودول الخليج انسحبت من الحملة الجوية التي تقودها الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة في الأشهر الأخيرة؛ بهدف التركيز على الحملة في اليمن ضد المتمردين الحوثيين، وأعلن السعوديون مع ذلك عن استعدادهم لقيادة مجموعة ضد تنظيم الدولة في سوريا، في تحالف يضم الإمارات العربية والبحرين والكويت.
ويورد الكاتب أن وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون، الذي التقى الأمير محمد بن سلمان، رحب بالعرض، وقال: "نرحب بالعرض، والسعوديون جادون وهم يقودون تحالفا".
ويلفت التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن الهدف السعودي المعلن للتدخل في سوريا هو محاربة تنظيم الدولة، مستدركا بأن هناك مخاوف بأن يفاقم التدخل من الحرب الطائفية التي تجري في سوريا.
وتذكر الصحيفة أن هناك اعتقادا بأن القوة البرية السعودية تهدف إلى  مساعدة المقاتلين السوريين المعارضين لنظام بشار الأسد، الذين يخسرون مواقع لصالح النظام، خاصة في حلب، مستدركة بأن القوات السعودية ستجد نفسها بمواجهة المليشيات الشيعية المدعومة من إيران ومليشيا حزب الله اللبناني.
ويفيد سينغوبتا بأن رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيدف حذر من احتمال حرب دائمة لو تدخلت دول الخليج، وقال ميدفيدف: "على الأطراف كلها الجلوس على طاولة المفاوضات، بدلا من إطلاق العنان لحرب جديدة"، ودعا الولايات المتحدة وحلفاءها العرب للتفكير مليا، متسائلا: "هل يريدون حربا؟".
وينوه التقرير إلى أن الولايات المتحدة كانت تضغط على حلفائها العرب للانخراط أكثر في الحرب الدائرة في سوريا، مستدركا بأن فالون قال إن الدول التي تواجه تنظيم الدولة تريد قوى من دول الإقليم، بدلا من الغرب، وأضاف: "أخبرني وزير الدفاع العراقي أنهم لا يريدون قوات برية، لكنهم يريدون القوات المناسبة، ونرحب بالقوات السعودية".
وتورد الصحيفة نقلا عن المتحدث باسم وزارة الدفاع السعودية العقيد أحمد العسيري، قوله إن قرار إرسال قوات برية لا رجعة عنه. وأضاف: "نعم، نعرف أن الإيرانيين هناك، ولكن لا أحد يقاتل تنظيم الدولة، وإن أراد الإيرانيون قتال التنظيم فيجب عليهم الانضمام للتحالف، بدلا من دعم الإرهابيين".
وتختم "إندبندنت" تقريرها بالإشارة إلى أن العسيري أكد في بروكسل أن السعوديين وحلفاءهم مستعدون للمشاركة في عمليات عسكرية، وقال: "لقد اتفقنا على الذهاب هناك، وقدمنا للولايات المتحدة خطتنا، وسيقرر الخبراء فيما بعد الأمور الأخرى، مثل عدد القوات ونوعها، وستكون جاهزة للعمليات بحلول آذار/ مارس أو نيسان/ إبريل".
======================
فايننشال تايمز :لم يعد بالإمكان تجاهل أزمة سوريا
محنة مدينة حلب السورية هيمنت على عناوين بعض أبرز الصحف البريطانية الصادرة اليوم وموقف المجتمع الدولي من هذه الأزمة التي تتفاقم.
فقد كتبت رولا خلف في مستهل مقالها بصحيفة فايننشال تايمز، أن أزمة سوريا تتفاقم وتزداد خطورة، وأن الأمر لم يعد بالإمكان السكوت عنه، حيث بدأ آلاف الأشخاص يتوافدون على الحدود التركية بأعداد كبيرة بعد القصف الروسي المتلاحق.
وأشارت الكاتبة إلى مشاهد الدمار التي حلت بقلعة حلب وهي تأكلها النيران، وتفجير مئذنة الجامع الكبير، وتحوّل الأسواق القديمة إلى أطلال، وضياع تراث عمره 5000 عام. وإنسانيا فجرت الحرب الأهلية السورية أسوأ أزمة لاجئين منذ الحرب العالمية الثانية وغذّت كراهية الأجانب التي روّج لها اليمين الأوروبي المتطرف وسمّمت المعارك السياسية في أنحاء الاتحاد الأوروبي.
 
ورأت الكاتبة أن محادثات السلام السورية في جنيف، التي رعتها روسيا والولايات المتحدة، كانت إخفاقا تاما وتمويها لصرف الأنظار، وأن النظام السوري ينوي تأمين قرار على أرض الواقع. وعقبت بأنه إذا انتصر النظام في حلب فإن العديد من الحكومات الأجنبية ستعتقد أن الوقت قد حان لنسيان الثوار وتوحيد جهودها مع روسيا والأسد لدحر تنظيم الدولة.
ومع ذلك أردفت بأن هذه الدعوة مغرية لكنها لن تضع حدا للحرب في سوريا أو أزمة اللاجئين، وأن التطرف في سوريا، في جزء كبير منه، هو نتاج وحشية النظام.
ومن جانبها كتبت غارديان في بداية افتتاحيتها أن مدينة حلب بعد هذا القصف المكثف على وشك أن تعيش كارثة إنسانية مثلما حدث في حصار مدينة سراييفو قبل 20 عاما.
وشككت الصحيفة في الجهد الدبلوماسي الأميركي الجديد بشأن محادثات السلام السورية وفقا للأحداث على أرض الواقع بأنه لا يعمل فقط ضد تقدم مفاجئ ولكنه يعمّق الشكوك في تماسك إستراتيجية الولايات المتحدة والغرب.
 
وأضافت أنه إذا استمرت إستراتيجية الإبادة هذه فإن ميزان القوى في الحرب الأهلية في سوريا سيتغير جذريا وسيكون الحل التفاوضي الذي اقترحه وزير الخارجية الأميركي جون كيري لاغيا وباطلا، لأنه لن تكون هناك قوة معارضة سورية تُمثل بأي طاولة مفاوضات.
وأشارت الصحيفة إلى أن إصلاح السياسة الأميركية في هذه المرحلة الحرجة من النزاع قد يكون مستحيلا لكن يجب إجراء محاسبة علنية لأخطاء واشنطن. وختمت بأن حلب بالفعل وصمة عار على الأمم المتحدة وفي سجل الإدراة الأميركية أيضا رغم حسن النية التي أرادت إظهارها.
وفي سياق متصل أشار تقرير حصري لنفس الصحيفة إلى أن الثروة الوطنية والبنى التحتية والمؤسسات السورية كاد أن يطمسها التأثير الكارثي للصراع المستمر منذ نحو خمس سنوات.
فقد كشف تقرير جديد للمركز السوري لأبحاث السياسات -بعنوان مواجهة التفتيت- أن الوفيات الناجمة عن الحرب، بشكل مباشر وغير مباشر، تبلغ 470 ألفا، وهذا المجموع أعلى بكثير من رقم الـ250 ألفا الذي كانت تعلنه الأمم المتحدة إلى أن توقفت عن جمع الإحصاءات قبل 18 شهرا.

 
وإجمالا يقدر التقرير أن نسبة 11.5% من السكان إما قتلوا وإما أصيبوا منذ اندلاع الأزمة في مارس/آذار 2011. ويقدر عدد المصابين بـ1.9 مليون، وانخفض متوسط العمر المتوقع من 70 عاما في 2010 إلى 55 عاما في 2015، كما أن الخسائر الاقتصادية الإجمالية تقدر بـ255 مليار دولار.
ويفيد التقرير بأنه من بين الـ470 ألف ضحية نحو 400 ألف ماتوا بسبب العنف المباشر، و70 ألفا بسبب قلة الخدمات الصحية والأدوية، وخاصة الأمراض المزمنة ونقص الطعام والماء النظيف ووسائل النظافة الصحية والمأوى الملائم، وبخصوص لأولئك النازحين داخل مناطق الصراع. وبلغة الإحصاءات فإن معدل الوفيات زاد من 4.4 حالات في الألف في عام 2010 إلى 10.9 حالات في الألف في 2015.
كما يشير التقرير إلى ارتفاع أسعار الاستهلاك بنسبة 53% العام الماضي، وأن الأسعار في مناطق النزاع والمناطق المحاصرة أعلى بكثير من أي مكان آخر في البلاد، وهذا يعزز هوامش الربح لتجار الحرب الذين يحتكرون أسواق هذه المناطق.
ويضيف تقرير المركز أن 45% من السكان صاروا نازحين، 6.36 ملايين داخليا وأكثر من 4 ملايين خارجيا. كما تدهورت مستويات الصحة والتعليم والدخل بشكل حاد وزاد الفقر بنسبة 85% في عام 2015 فقط.
======================
واشنطن بوست :سوريا على شفا كارثة منفلتة
تناولت صحف أميركية سير الأحداث في سوريا ميدانيا وسياسيا، وتحدثت أن النازحين السوريين أصبحوا أدوات في حرب أوسع، وأن سوريا أصبحت على شفا كارثة منفلتة، وأن التدخل الروسي فيها قلص خيارات أميركا كثيرا.
وقالت واشنطن بوست في تقرير لها من غازي عنتاب التركية قرب الحدود السورية إن تركيا رفضت بغضب الدعوات العديدة لها بفتح أبوابها لعشرات الآلاف من النازحين السوريين. ونقلت عن مسؤولين أتراك قولهم إن فتح الأبواب يرقى إلى المشاركة في القصف الروسي لطرد المعارضين المسلحين من محافظة حلب.
وأوضحت الصحيفة أن الاعتراف الصريح بأن السياسة جزء من الحسابات في هذه الأزمة الإنسانية الأخيرة يبرز الورطة التي تواجه تركيا في وقت تحاول فيه التعامل مع أزمة نازحين جديدة، بالإضافة إلى الخوف من أن يستولي أعداؤها على أراض قرب حدودها.
اللاجئون مخالب
وأضافت واشنطن بوست أن ما يجري يذكّر أيضا بالطرق التي يصبح بها اللاجئون مخالب في الصراع السوري الذي تسبب حتى الآن في نزوح أكثر من نصف سكان البلاد، في شتات سكاني يقترب عدده من 5.5 ملايين لاجئ خارج الحدود.
"سياسي بالجبهة الشامية:إذا لم تستطع المعارضة صد هذه الهجمة من قبل روسيا والنظام وحلفائه الآخرين، فيحتمل أن ينضم مقاتلون بالمعارضة إلى التنظيمات المتطرفة بما فيها تنظيم الدولة"
وفي مقال للكاتبة كارين دي يونغ ورد أن الكارثة المستمرة منذ سنوات في سوريا تهدد بالتحوّل إلى كارثة لا يمكن التحكم فيها عسكريا أو إنسانيا أو دبلوماسيا، مضيفة أن ما كان ممكنا قبل أسبوعين، لم يعد كذلك الآن.
وأضافت أن الفشل في عقد مفاوضات سلام مخطط لها ربما تقود الرئيس الأميركي باراك أوباما أخيرا إلى اتخاذ قرار ظل يقاومه طويلا بشأن التسليح والدعم الكاملين للمعارضة السورية.
وتحدثت دي يونغ عن الأوضاع المزرية للاجئين السوريين على أبواب تركيا، وعن الخلافات التركية الأميركية حول الدعم الأميركي لأكراد سوريا، كما نقلت عن أحد السياسيين في الجبهة الشامية ويُدعى محمد أديب ومعارضين آخرين قولهم: إذا لم تستطع المعارضة صد هذه الهجمة من قبل روسيا والنظام وحلفائه الآخرين، فيحتمل أن ينضم مقاتلون بالمعارضة إلى التنظيمات "المتطرفة" بما فيها تنظيم الدولة الإسلامية.
الإثبات الروسي
أما صحيفة نيويورك تايمز فقد نشرت تقريرا يقول إن التدخل الروسي في سوريا قلّص خيارات واشنطن كثيرا، وأوضح أن أميركا ظلت تصر خلال الأشهر الماضية على أنه لا حل عسكريا للحرب الأهلية في سوريا، وأن الحل الوحيد يكمن في التوصل إلى اتفاق سياسي بين الرئيس السوري بشار الأسد ومجموعات المعارضة المتفرقة. لكن وبعد أيام من القصف الروسي المكثف، ربما يكون الروس على وشك إثبات خطأ أوباما.
ونقلت عن أحد المسؤولين العسكريين الأميركيين قوله "يمكن أن يكون هناك حل عسكري، لكنه ليس حلنا، إنه حل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين".
واستمرت الصحيفة تقول إن وزير الخارجية الأميركي جون كيري سيدخل مفاوضات جنيف بخيارات قليلة جديدة، فقد قطع الروس كثيرا من الممرات التي كانت الاستخبارات المركزية الأميركية تستخدمها في السابق لتسليح بعض مجموعات المعارضة السورية.
ونقلت عن مؤيدي كيري داخل الإدارة الأميركية قولهم إنه أصبح يشعر بالإحباط بشكل متزايد جراء المستوى المنخفض من الجهد العسكري الأميركي لسوريا.
======================
لوس أنجلوس: أين الغضب مما يجري بسوريا؟
قالت لوس أنجلوس تايمز إنه من المدهش في القرن الـ21 -وبعد كل ما عانته البشرية في الحربين العالميتين الأولى والثانية وفي رواندا والبوسنة والهرسك وغيرها- أن يسمح العالم باحتجاز مدنيين رهائن وتعريضهم للقتل والتعذيب والاغتصاب من دون أن يثير ذلك غضب الناس العاديين حول العالم.
وأشارت الصحيفة في افتتاحيتها التي نشرتها قبيل التوصل لقرارات ميونيخ بشأن سوريا فجر اليوم إلى أن لجنة الأمم المتحدة المختصة توصلت هذا الأسبوع إلى أن الحكومة السورية ارتكبت جرائم ضد الإنسانية بما في ذلك القتل والاغتصاب والتعذيب والسجن والإخفاء، بالإضافة إلى الإبادة وأعمال غير إنسانية أخرى.
وتساءلت: هل من يسمع؟ وأضافت أين الغضب من صور المدنيين السوريين الجوعى المحاصرين بمضايا؟ وأين الغضب من كيلو الأرز الذي يباع بـ150 دولارا، وحصار حلب وقصفها هذا الأسبوع من قبل القوات الموالية للنظام بهدف حصار مئات الآلاف من المدنيين داخلها وقطع إمدادات الطعام عنهم، وحشود اللاجئين السوريين الذين يلوذون بحدود تركيا للهروب من المخاطر التي يشكلها النظام ومعارضوه؟
وتقول الصحيفة إنه رغم الخراب والدمار الذي تشهده سوريا فإن العالم لم يتحرك، فالأوروبيون يختلفون بشأن عدد اللاجئين الذين يجب استيعابهم والولايات المتحدة تتأرجح بين المشاركة بقوة أو لا في صراعها الرابع بالمنطقة بعد أحداث 11 سبتمبر، لكن روسيا وحدها التي تتمتع بالإصرار واليقين بما تفعله من خلال الغارات التي تهدف إلى استمرار النظام الوحشي للرئيس بشار الأسد، ويبدو أنها نجحت في تحويل وجهة الحرب.
وأكدت لوس أنجلوس تايمز أن بشار الأسد "طاغية مجرم" تسبب في حرب أهلية مدمرة ردا على احتجاجات سلمية ضد نظامه، وأن العالم سيكون أفضل لو غادر منصبه غدا "لكن يبدو أن هناك إجماعا يتزايد على أن الأولوية الملحة الآن يجب ألا تكون مستقبل بشار الأسد، بل العثور على وسيلة لوقف إطلاق النار تنهي القتل والتدمير، وتقود في نهاية الأمر إلى سلام دائم".
وشككت الصحيفة في فرص السلام بسوريا، ورغم ذلك قالت إنه لا يوجد خيار غير السعي من أجله، ودعت إلى وقف القصف واستخدام القنابل العنقودية، وإلى وتوصيل الطعام والأدوية للسوريين المحاصرين من قبل النظام أو تنظيم الدولة الإسلامية أو المجموعات الأخرى، وإجلاء الجرحى من المناطق التي يصعب الوصول إليها والسماح لمنظمات العون بالوصول إلى المحتاجين من دون عائق.
======================
إيكونوميست: تطويق حلب يعزز عودة نظام الأسد
ركزت عناوين بعض الصحف البريطانية الصادرة اليوم على تداعيات الأحداث في الحرب السورية، ومحنة مدينة حلب التي تطوقها قوات النظام السوري بمعاونة الطيران الروسي، والتهديد الذي يشكله الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للمنطقة وأوروبا.
فقد علق مقال إيكونوميست على الحرب السورية وتغير الوضع في مدينة حلب، كبرى المدن السورية، بأن "تطويقها يعزز عودة النظام" بعد خمس سنوات من الحرب.
وأشارت الصحيفة إلى أن التدخل الروسي في خريف العام الماضي هو الذي أحدث هذا الفارق الآن في حلب، بالرغم من إرسال إيران المليشيات العراقية والأفغانية إلى سوريا منذ فترة طويلة.
أما مقال صحيفة غارديان، فيرى أنه في الوقت الذي تعلق فيه الولايات المتحدة وحلفاؤها آمالا على تسوية في سوريا، يقوم بوتين بتغيير الحقائق على الأرض ويجعل خصومه يدورون في حلقات عسكريا ودبلوماسيا ويفقدون توازنهم كما فعل في أوكرانيا.
ويرى سيمون تيسدال أن بوتين أجاد اللعبة ولا يزال يفوز فيها حتى الآن، بخلاف ما قاله الرئيس الأميركي باراك أوباما عندما تدخل بوتين في الصراع في الخريف الماضي لدعم بشار الأسد، إن "مستنقعا" بانتظاره.
 
وأشار الكاتب إلى تفاؤل بوتين بأنه في وقت معين يستطيع تسجيل انتصارات حاسمة تضمن بقاء النظام السوري، وفي الوقت نفسه يحافظ وزير خارجيته سيرغي لافروف على مظهر الانخراط الدبلوماسي الحقيقي.
وأضاف أن رفض أوباما زيادة التدخل العسكري الأميركي وافتقاره إلى إستراتيجية بديلة موثوقة وانتقاد الحلفاء له، قيَّد حركة وزير خارجيته جون كيري وأدى المأزق الذي هو فيه الآن إلى تحذيرات في واشنطن من حدوث كارثة وشيكة خارجة عن السيطرة.
ومضى الكاتب مؤكدا أن التراخي والتردد الأميركي جعل قيادات الثوار يشتكون من أنه يتم التخلي عنهم، وهذا الأمر بدوره جعل نجاح استئناف محادثات جنيف يوم 25 فبراير/شباط أمرا أقل احتمالا.
 
وختم الكاتب بأن الجيش الأميركي لا يزال يركز اهتمامه على محاربة تنظيم الدولة وليس كسب الحرب على نطاق أوسع، واعتبر نشر قوات سعودية في سوريا فكرة غير محتملة وأنها مقياس لجهل إدارة أوباما بتجنب المخاطر.
وفي السياق نفسه، كتب جورج سوروس في الصحيفة ذاتها أن بوتين يشكل تهديدا لوجود أوروبا أكبر من تنظيم الدولة.
وقال إن قادة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يرتكبون خطأ فادحا باعتقادهم أن بوتين حليف محتمل في الحرب ضد تنظيم الدولة، حيث إن الأدلة تناقضهم.
وأوضح أن هدف بوتين هو تشجيع تفكك الاتحاد الأوروبي، وأن أفضل طريقة للقيام بذلك هي إغراق أوروبا باللاجئين السوريين، وهذا ما تفعله طائراته بقصف المدنيين في حلب بحيث تجبرهم على الفرار إلى الدول المجاورة ومنها إلى أوروبا.
======================
ستريت جورنال: المعارضة السورية تتحول لحرب العصابات
 
أورد تقرير نشرته صحيفة وول ستريت جورنال اليوم أن المعارضة السورية المسلحة بدأت تتحوّل إلى العمل بتكتيكات حرب العصابات وتتخلى عن التمسك بالأرض، بعد الخسائر التي لحقت بها مؤخرا في عدة مناطق بالبلاد.
ونقلت الصحيفة عن قادة في المعارضة قولهم إن استمرار وجودهم يعتمد على تغيير التكتيكات الحالية إلى تكتيك حرب العصابات، وأكدوا أنهم بدؤوا بالفعل في العمل بالتكتيكات الجديدة باغتيالات وكمائن وبالهجوم والفرار في مدينة حلب.
وحكى العضو بقوات جيش المجاهدين عبد الفتاح حسين أنهم عندما أُجبرت قواتهم على الانسحاب من بلدة رتيان بمحافظة حلب الأسبوع الماضي، "تخلف عشرة من مقاتلينا المسلحين ببنادق أي كي 47 في البلدة، وانتظروا ساعات في خنادق ليست عميقة"، وبعد أن تقدم مقاتلون إيرانيون وأفغان وعراقيون بالإضافة إلى مسلحين من حزب الله يحاربون مع النظام ودخلوا البلدة، فتحوا النار عليهم وقتلوا عشرات منهم وانسحبوا إلى قرية قريبة تسيطر عليها المعارضة.
تدفق شيعي
وتقول المعارضة السورية المسلحة بكل أطيافها إن داعميها العرب والأتراك والغربيين لم يزودوها بما يكفي من المساعدات العسكرية التي تحتاجها للدفاع عن نفسها ضد الغارات الروسية المتزايدة وتدفق المسلحين الشيعة الأجانب إلى سوريا.
وقال أحد القادة السياسيين لجبهة الشام -ويُدعى مصطفى أمين- إن مسؤولية المعارضة الآن هي تغيير الأسلوب الذي تحارب به، "إذا لم نحصل على مساعدات كبيرة من حلفائنا، يجب علينا التحوّل إلى حرب العصابات".
"القائد أبو محمود: الحرب ضد الأسد تغيّرت. الحرب المفتوحة لم تعد في صالحنا بعد التدخل الروسي، سنعتمد منذ الآن على هجمات محددة الأهداف وعلى الكمائن"
وقالت الصحيفة إنه منذ الأيام الأولى "للثورة المسلحة في 2011"، كان الاستيلاء على الأرض هدفا للمعارضة التي سيطرت على ضواحٍ في المدن وبلدات وقرى، وأقامت إدارات محلية لإثبات أن هناك بديلا ممكنا لنظام الحكم القائم.
ونقلت الصحيفة عن أحد القادة الميدانيين لما يُسمى بالكتيبة الأولى في حلب، ويُنكى بـ"أبو محمود"، قوله إن الحرب ضد الأسد قد تغيّرت "إن الحرب المفتوحة لم تعد في صالحنا بعد التدخل الروسي، سنعتمد منذ الآن على هجمات محددة الأهداف وعلى الكمائن".
وأضاف أبو محمود أن هذا التكتيك غير التقليدي سيُتبنى في جميع أنحاء سوريا إذا استمرت الهجمات الروسية "بهذا المستوى من الوحشية، واستمر المجتمع الدولي في خذلاننا".
هجمات محددة الأهداف
وقال المتحدث باسم جبهة الجنوب المعارضة في مناطق درعا الرائد عصام ريس، إن المعارضة اعتمدت أكثر مما يجب على السيطرة على المدن والبلدات، بينما كان يجب عليها أن تركز على هجمات محددة الأهداف منذ بداية المعارضة المسلحة، "وحدات المعارضة المسلحة ليست جيشا نظاميا ونظامها ليس نظام جيوش، وبالتالي لا تستطيع الاحتفاظ بالأرض والقتال مثل جيش نظامي".
وأضاف أن الاستيلاء على الأرض يتطلب أسلحة متطورة ونظاما وانضباطا أفضل ومقاتلين مدربين، وهو ما لا يتوفر لدى المعارضة.
وقالت الصحيفة إن حرب العصابات ليست جديدة على المعارضة السورية المسلحة، إذ استخدمتها في قلب مدينة دمشق للاستيلاء على بعض الأحياء، وفي مدينة حمص بتفجير السيارات المفخخة بعد أن أُجبرت على الانسحاب من المدينة القديمة عام 2014 بعد حصار طويل من قبل قوات الحكومة، وفي حلب نزلت المعارضة تحت الأرض وحفرت أنفاقا تحت المباني الحكومية ودمرتها.
ونسبت الصحيفة إلى محللين قولهم إن المعارضة تأمل أن يساعدها هذا التكتيك على الاستمرار ولو بالحد الأدنى، من أجل إضعاف النظام في ريف حلب ومناطق أخرى؛ لكن أن يضمن ذلك استمرار معارضة مسلحة تستطيع تهديد النظام أمر لا يمكن تأكيده.
======================
بروجيكت سنديكيت" :استمرار التداعيات الكيميائية في سورية
أحمد أوزومجو*
لاهاي - فشل المجتمع الدولي حتى الآن في وضع نهاية لمأساة الحرب الأهلية السورية، خاصة بالنسبة لأولئك الذين طال أمد معاناتهم في داخل البلاد. فمن ناحية، كان للعمل متعدد الأطراف أثر إيجابي واضح: القضاء على برنامج الأسلحة الكيميائية للحكومة السورية. لكن هناك تقارير متواترة تقول بأن الأسلحة الكيميائية، بما في ذلك التي تحتوي على خردل الكبريت (المعروف باسم غاز الخردل)، وقنابل الكلور التي تُستخدم ضد المدنيين، ما تزال تستخدم في سورية.
ولا يمكن أن تكون المخاطر أعلى من ذلك. ويجب تحديد هوية مرتكبي هذه الهجمات وتقديمهم إلى العدالة. ويمكن أن يفضي السماح باستخدام الأسلحة الكيميائية مع الإفلات من العقاب إلى قلب التطورات الواعدة في الصراع السوري. بل إنه سيهدد أيضا بتقويض المعايير الدولية بشأن استخدام الغازات السامة وسلائف غاز الأعصاب، مما يزيد من احتمال استخدام هذه الأسلحة في الهجمات الإرهابية.
في آب (أغسطس) من العام 2013، ضربت صواريخ تحتوي على غاز السارين القاتل منطقة الغوطة، وهي ضاحية قرب دمشق يسيطر عليها المتمردون. وقد حشدت الصور المروعة للنساء والأطفال وهم يموتون في ذلك العذاب إجماعاً دولياً ضد استخدام هذه الأنواع من الأسلحة. وفي تشرين الأول (أكتوبر) 2013، بعد انضمام سورية إلى اتفاقية الأسلحة الكيميائية، كلفت بعثة مشتركة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية والأمم المتحدة بالقضاء على مرافق الترسانة الكيميائية والإنتاج الكيميائي في البلاد.
وبعد أقل من عام، أنجزت البعثة ما لم ينجزه التدخل العسكري، فتم القضاء بشكل فعال على التهديد الاستراتيجي للأسلحة الكيميائية في سورية. وما يزال العمل على توضيح جوانب معينة من إعلان الحكومة الأولي حول برنامج أسلحتها الكيميائية جارياً؛ لكنه تم حصر وتدمير 1300 طن متري من الأسلحة الكيميائية، بما في ذلك خردل الكبريت وسلائف غاز الأعصاب القاتل، تحت أعين مفتشي منظمة حظر الأسلحة الكيميائية.
لكنه لا يجب السماح بأي تراجع لهذا الإنجاز. وتعتبر اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية واحدة من جهود البشرية الأنجع لنزع السلاح. ومنذ العام 1997، وافقت 192 دولة على الالتزام بأحكامها، وتم تدمير 91 % من الأسلحة الكيميائية المعلن عنها في العالم. ولا يقتصر استمرار استخدام الأسلحة الكيميائية في النزاع السوري على التسبب بمعاناة رهيبة للسكان المدنيين في البلاد فحسب، بل إنه يشكل خطراً على مصداقية الاتفاقية الدولية نفسها.
وجدت بعثة تقصي الحقائق التي عينتها منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في نيسان (أبريل) 2014 "دليلاً دامغاً" على أن هناك مادة كيميائية سامة -غاز الكلور على الأرجح- قد استخدمت "بشكل منهجي ومتكرر" كسلاح في قرية في شمال سورية. وعلى أساس هذه النتائج، وافق مجلس الأمن الدولي في آب (أغسطس) 2015 على إنشاء آلية تحقيق مشتركة للمنظمة والأمم المتحدة، والتي تكون مهمتها تحديد المسؤولين عن استخدام الأسلحة الكيميائية في النزاع.
إن ضباب الحرب لا يمكن أن يسمح بخلق ضباب المسؤولية. ويجب أن تتم محاسبة مرتكبي الهجمات الكيماوية أيا كانوا. وقد قدم المحققون الدوليون المنتشرون في سورية الخبرات الحيوية في هذه المهمة. ومن الأهمية بمكان تعبير القادة السياسيين عن الثقة بنزاهتهم، والسماح لهم بالقيام بعملهم من دون عوائق، وأن لا تتعرض استنتاجاتهم للنقد. وعندما يُعرف المسؤولون عن استخدام الأسلحة الكيميائية، فإنه يتعين على المجتمع الدولي ضمان محاكمتهم، من أجل إرسال إشارة واضحة حول حرمة الحظر العالمي وعدم جواز انتهاكه.
تثير مزاعم بأن جهات فاعلة غير حكومية تستخدم الأسلحة الكيميائية في سورية وشمال العراق القلق بشكل خاص، كما أنها تثير احتمال استخدام المواد الكيميائية السامة في الهجمات الإرهابية. ومع أن تصنيع غاز الأعصاب هو عملية معقدة، فإن المتطرفين يستطيعون بسهولة نشر المواد الكيميائية الصناعية السامة -مثل غاز الكلور- إذا كانت في حوزتهم. كما أن شن هجوم تقليدي ضد منشأة كيميائية يظل خطراً آخر قد يكون مدمراً –وهو خطر لا يتجاوز قدرات مجموعة إرهابية ممولة جيداً.
الآن، بعد ما يقرب من عقدين من دخول اتفاقية الأسلحة الكيميائية حيز التنفيذ، تواجه المعاهدة اختباراً رئيسياً. فبعد أن تم القضاء نهائياً على التهديد بالغاز أو مؤثرات الأعصاب السامة في الصراع بين الدول، سيشكل الفشل في معاقبة الطرف الذي استخدمها في الحرب الأهلية السورية تهديداً للنظام الذي كان قد أوصلنا إلى أعتاب عالم خال من الأسلحة الكيميائية.
 
*المدير العام لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية.
*خاص بـ "الغد"، بالتعاون مع "بروجيكت سنديكيت".
======================
بروجيكت سنديكيت :عن الروبوتات واللاجئين
آن-ماري سلوتر*
دافوس - انعقد المنتدى الاقتصادي العالمي هذا العام في دافوس حول موضوع الثورة الصناعية الرابعة. وكان ينبغي أن يكون عنوانه الفرعي: عن الروبوتات واللاجئين. وعلى الرغم من أن عدداً من الجلسات ركزت على الروائع التكنولوجية المتوقعة في المستقبل القريب، فقد أكد البعض الآخر عدم قدرة العالم على مواجهة واحدة من أقدم المشكلات الإنسانية: كيفية تغذية وإيواء ونجدة عدد كبير من السكان النازحين من ديارهم وبلدانهم بسبب النزاعات.
حدثت الثورة الصناعية الأولى مع اختراع المحرك البخاري والإنتاج الميكانيكي. وتم تعريف الثورة الثانية بالكهرباء والإنتاج الضخم؛ ثم الثالثة -أي الثورة الرقمية، التي بدأت في سنة 1960- مع اختراع أجهزة الكمبيوتر وأشباه الموصلات والإنترنت.
ووفقاً لرئيس المنتدى الاقتصادي العالمي، كلاوس شواب، فقد بدأت الثورة الصناعية الرابعة الآن، و"التي تتميز بتواجد الإنترنت المتنقل أكثر فأكثر في كل مكان، من خلال أجهزة استشعار أصغر حجماً وأكثر قوة، والتي أصبحت أرخص، ومن خلال الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي". وبدأت هذه الثورة تدخلعالماً تتشابك فيه الأنظمة الافتراضية بالمادية في الصناعات التحويلية والخدمات، وحتى في جسم الإنسان نفسه.
ضمن برامج المنتدى الاقتصادي العالمي، تم تنظيم جلسات حول الروبوتات والتكنولوجيا الحيوية، وتكنولوجيا "النانو" والسفر إلى الفضاء. ونظم متحف فيكتوريا وألبرت في لندن المعرض التفاعلي الذي أطلق علية عنوان "مثل هذا الوقت غداً". وعرض المتحف ستة سيناريوهات مستقبلية محتملة، بما في ذلك العالم الذي يمكن فيه خلق ثلاثة وجوه للإنسان من ضفيرة واحدة من الحمض النووي، وتغطية المباني بالجلد من أجل التمثيل الضوئي وامتصاص ثاني أكسيد الكربون وإطلاق الأكسجين. وربما يمكن القضاء على الموت بإعادة أولئك الذين يختارون الاحتفاظ بأجسادهم بواسطة التبريد إلى الحياة.
مع ذلك، ركزت معارض أخرى على المشاكل الراهنة الملحة. كان من الممكن أن يتقمص المرء شخص لاجئ من خلال سماعة الواقع الافتراضي -أو من خلال التجربة الفعلية بارتداء الحجاب وقضاء 75 دقيقة ، والتي يعامل فيها مثل اللاجئين، ويواجه خيارات صعبة يدمى لها القلب في محاكاة أنشأتها مؤسسة "مفترق طرق". ويعيش العديد من اللاجئين الحقيقيين في عالم يذكرنا بالكاد بالثورة الصناعية الثانية. فهم ملزمون بركوب قوارب تتسرب منها المياه ويضعون أنفسهم تحت رحمة الأمواج، وينامون على الأرض في محطات السكك الحديدية.
مع ذلك، فإن الغالبية العظمى من المليون لاجئ الذين نزحوا إلى أوروبا في الصيف الماضي –من سورية بشكل أساسي- وصلوا إلى هناك بفضل شبكة "الإنترنت المتنقلة والموجودة في كل مكان"، والتي هي جزء من الثورة الصناعية الرابعة. وقد تلقى العديد منهم توجيهات في الوقت الحقيقي عبر وسائل الإعلام الاجتماعية التي يستخدمونها على هواتفهم الذكية.
يقول ميشال باونز، مؤسس مؤسسة "من الأقران إلى الأقران"، أن 2015 كانت السنة التي شهدت تنظيم الملايين من اللاجئين بواسطة "وسائل الإعلام الاجتماعية (على وجه التحديد من خلال مجموعات سرية على الفيسبوك)، والتي استطاع بفضلها العشرات من المواطنين تنظيم أنفسهم من خلال مجموعة الأقران وإنشاء شبكات لمساعدتهم". ويستخدم "لاجئو الفيسبوك"، كما أطلقت عليهم الصحافة بسرعة، هذه المساحة، ليس من أجل التنسيق مع المهربين فحسب، وإنما لمساعدة بعضهم بعضاً أيضاً.
وفقاً لمسؤولة مفوضية الأمم المتحدة للاجئين، أليساندرا موريلي، فإن عشرات الآلاف من اللاجئين السوريين الذين يصلون إلى جزيرة ليسبوس اليونانية "يعرفون بالضبط أين سيذهبون، وإلى من سيتحدثون، وماذا  سيشترون". وقد أظهرت لهم التعليمات في فيسبوك أي أنواع الخيام يشترون، والطرق التي عليهم سلكوها، وتكتيكات التنفيذ، مثل ثقب القوارب المطاطية التي يصلون بها لتجنب دفعهم مرة أخرى إلى البحر من قبل المسؤولين اليونانيين.
مع ذلك يبقى السؤال: هل يمكن، سواء للروبوتات أو لترتيب الجينات أو لأجهزة الاستشعار الصغيرة، مساعدة اللاجئين على الاندماج في المجتمعات الأوروبية التي تصبح معادية لهم بشكل متزايد، أو مساعدتهم على العودة إلى الوطن؟ من السهل بما فيه الكفاية تصور وضع علامات ووسائل تعقب مختلفة. وعلى كل حال، استطاعت الهند تحديد هوية الأشخاص بشكل فريد، والتحق ما يقرب من مليار من الهنود ببرنامجها التعريفي لبيانات الهوية، الذي يعتمد على مسح قزحية العين في عيون المشاركين.
ويمكن الجمع بين تحديد القزحية والهواتف الجديدة (التي صدرت بالفعل من قبل مايكروسوفت)،والتي تستخدم للمصادقة على مستخدميها. وباستخدام الهاتف الذكي من قبل اللاجئين، سيمكنهم الاتصال بوسائل الإعلام الاجتماعية لمعرفة الاتجاه الذي يرغبون فيه، ومن شأن ذلك أيضاً إرشاد سلطات الحدود إلى مواقع تواجدهم. وبينما يسعى الاتحاد الأوروبي إلى تعزيز أمن حدوده من أجل الحفاظ على حرية المواطنين في التنقل عبر الحدود الداخلية، فإن تتبع وتقصي اللاجئين والمهاجرين لأسباب اقتصادية، قبل أن يصلوا إلى التراب الأوروبي، سيصبح أولوية.
ومع ذلك، وبصرف النظر عن مشاكل الحريات المدنية التي يسببها هذا النوع من التعقب، لا يمكن للتكنولوجيا معالجة المشكلة الأساسية بنجاح: الصراعات التي يفر منها الملايين من الناس باحثين عن ملجأ. وقد كنا، تاريخياً، أكثر براعة حتى الآن في تطوير تقنيات جديدة لقتل الناس عوضاً عن حمايتهم.
في الحرب الأهلية السورية، عندما ادعت حكومة الرئيس بشار الأسد في وقت مبكر أن الصور العديدة للفظائع التي نشرها أعضاء المعارضة في وسائل الإعلام الاجتماعية كانت وهمية، كان من الممكن وضع برنامج الأمم المتحدة لإجراء التحقيق من أجل التأكد من صحة الصور ومقاطع الفيديو التي تم نشرها. ولكن التكنولوجيا لا تستطيع التغلب أيضاً على غياب الإرادة السياسية عند بعض الدول لمحاسبة حكومات الأخرى.
كما لا يمكن للتكنولوجيا إجبار المقاتلين على التفاوض من أجل السلام. وحتى القنبلة الذرية، التي أرغمت اليابان على الاستسلام بالقوة، وأنهت الحرب العالمية الثانية، اعتمدت على إرادة هاري ترومان استخدامها.
تصف رواية ب.و. سنجر وأوكست كول حرباً مستقبلية بين الولايات المتحدة والصين، واللافت للنظر في هذا الكتاب هو التقنيات المذهلة التي يستخدمها كلا الجانبين على أساس المعلومات الفعلية المتاحة للجمهور من الولايات المتحدة ومصادر عسكرية صينية (عدد هائل من الطائرات الدقيقة من دون طيار، والروبوتات، والصور ثلاثية الأبعاد). ولكن نتائج الحرب ما تزال تحددها إرادة الإنسان والشجاعة والعزيمة التي هي نفس الخصائص الضرورية لوقف المعاناة الإنسانية في أي عصر.
 
*مديرة سابقة لتخطيط السياسة في وزارة الخارجية الأميركية (2009-2011)، وهي الرئيس والمدير التنفيذي لمؤسسة "أميركا الجديدة" الفكرية، وأستاذة الشرف للسياسة والشؤون الدولية في جامعة برينستون، ومؤلفة كتاب: "عمل غير ناجز: النساء، الرجال، والعمل والعائلة".
*خاص بـ "الغد"، بالتعاون مع "بروجيكت سنديكيت".
======================
ديلي تلغراف: وقف النار بسوريا.. أن تسمي الحصان غزالا
لندن- عربي21- بلال ياسين# السبت، 13 فبراير 2016 09:30 ص 040
استبعدت صحيفة "التلغراف" البريطانية، تطبيق وقف إطلاق النار في سوريا الذي تم الاتفاق عليه في ميونخ ليل الخميس الماضي، معتبرة أن ذلك "غير ملزم لأي من مجرمي الحرب".
وبحسب ما ذكره تقرير الصحيفة الذي أعده محرر شؤون الشرق الأوسط، ريتشارد سبنسر، فإن الظن بأنه سيتم تطبيق وقف إطلاق النار في سوريا يذكره بالتعبير الصيني الشهير "أن تسمي الحصان غزالا".
والتعبير الصيني الذي أشارت إليه الصحيفة، يحكي قصة صينية قديمة عن إمبراطور أراد اختبار ولاء المقربين منه بالإشارة إلى حصانه قائلا: "ما أجمل هذا الغزال"، قبل أن يتخلص من جميع من صححوا له الأمر، على اعتبار أنهم غير جديرين بالثقة.
وتقارن الصحيفة ذلك بالاتفاق الأخير على وقف إطلاق النار في سوريا، موضحا أنه لو كان ما تم الاتفاق عليه هو بالفعل وقف لإطلاق النار، فإن حصان الإمبراطور الصيني كان غزالا.
وأضافت أن الاتفاق الذي أقرته قوى دولية عدة لا يتضمن أي طرف سوري يستطيع وقف إطلاق النار فعليا، كما أن كل الأطراف التي رحبت بالاتفاق لا علاقة لها به فعليا، وإن جميع القوى الخارجية المشاركة في الحرب في سوريا يمكنها أن تواصل القتال عندما تشاء.
وترى الصحيفة أن وقف إطلاق النار مستبعد لسبب آخر، هو أن قرار مجلس الأمن الدولي الصادر الشهر الماضي بخصوص سوريا -الذي يعد العنصر الحاكم لكل هذه المفاوضات- استثنى الأطراف المقاتلة على الأرض التي اعتبرها "متطرفة"، وباستبعاد هذه الأطراف.
وبحسب محرر الصحيفة، فإن الاتفاق لا يشمل تنظيم الدولة الذي يسيطر على مساحة واسعة في سوريا، وتنظيم جبهة النصرة جناح تنظيم القاعدة في سوريا، ولا أي جهة أخرى يصنفها الغرب على أنها "إرهابية".
واستنتج من ذلك، أن القصف سيظل مستمرا في سوريا في أي وقت بحجة ضرب هذه التنظيمات، بما أن جبهة النصرة مثلا تتواجد في جميع المناطق التي تتمركز فيها قوات الجماعات التي يعتبرها الغرب "معتدلة" ويسري عليها الاتفاق
======================
نيويورك تايمز: اتفاق ميونيخ فرصة لوقف الوحشية فى سوريا
الجمعة، 12 فبراير 2016 - 05:15 م وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى كتبت ريم عبد الحميد علقت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية فى افتتاحيتها على اتفاق القوى العالمية، وتحديدا الولايات المتحدة وروسيا، على وقف إطلاق النار فى سوريا، وقالت تحت عنوان "فرصة لوقف الوحشية فى سوريا" إنه بعد خمسة أشهر من المعاناة والدمار بسبب الضربات الجوية الروسية، على حد تعبيرها، فإن الشعب السورى تلقى أخيرا بعض الأخبار الجيدة، هو الاتفاق الذى تم الإعلان عنه فى وقت مبكر اليوم فى ميونيخ بين الولايات المتحدة وروسيا لإيصال المساعدات الإنسانية المطلوبة بشدة إلى المدن السورية المحاصرة فى أعقاب وقف مؤقت للأعمال القتالية. وكما قال وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى، فإن الاختبار الحقيقى هو ما إذا كانت كل الأطراف ستوفى بالتزاماتها. ونظرا للطموحات الاستبدادية للرئيس بشار الأسد والسلوك الإزدواجى لحليفه الروسى، فإن هناك شكوك ضخمة، لكن حتى الآن، فإن الأمر يستحق الاحتفال به كخطوة نحو ما يمكن أن يكون أول وقف مستمر لإطلاق النار فى سوريا منذ أن بدأت الحرب الأهلية عام 2016. ولن يبدأ وقف إطلاق النار قبل أسبوع، ولا يشمل كل الأطراف المقاتلة ومنها تنظيم داعش. كما لم يتضح إذا كان سيشمل كل جماعات المعارضة التى تحارب الأسد. وسيعتمد تحول هذا الاتفاق إلى فترة هدوء أكثر استمرار على إجراء مزيد من محادثات السلام. ويشير بعض الدبلوماسيين إلى أن الاتفاق يجمد الوضع الحالى الذى يصب فى صالح الأسد والروس.
======================