الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 10/3/2018

سوريا في الصحافة العالمية 10/3/2018

11.03.2018
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
 
الصحافة الامريكية :  
الصحافة البريطانية :  
الصحافة الالمانية والفرنسية :  
الصحافة التركية :  
الصحافة العبرية :  
الصحافة الامريكية :
نيويورك تايمز: الأسد أكبر عائق أمام الدب الروسي في سوريا
جبريل محمد 09 مارس 2018 18:08
خلال جلوسه مع الرئيس السوري بشار الأسد أواخر العام الماضي، أشاد مبعوث روسي رفيع المستوى بالفوائد القادمة التي سوف يجنيها الطرفين، مع تحريك موسكو الصراع باتجاه تسوية سياسية، لإعادة بناء البلد الذي مزقته الحرب.
لكن الأسد قاطع المبعوث الروسي، متسائلا لماذا مع اقتراب النصر نتجه ناحية الحل السياسي؟، بحسب دبلوماسي عربي.
جاء ذلك في تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية سلطت فيه الضوء على الورطة التي تعيشها روسيا في الصراع السوري الذي رغم إعلان الرئيس "فلاديمير بوتين" أكثر من مرة "أنجاز المهمة"، إلا أنه لا يستطيع إيجاد حل بسبب الرئيس بشار الأسد، الأمر الذي دفع البعض للتحذير من أن موسكو تسير على خطى الاتحاد السوفيتي السابق في أفغانستان والتي كانت سببا في انهياره.
وقالت الصحيفة، بعد عامين ونصف تقريباً من تدخله عسكريا لدعم الأسد، يجد الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" نفسه عالقاً في المستنقع السوري، غير قادر على إيجاد حل رغم إعلانه "إنجاز المهمة" في ثلاث مناسبات على الأقل.
وفي حين أن تدخل بوتين العسكري وضع الكرملين لاعبا رئيسيا في الشرق الأوسط للمرة الأولى منذ عقود، إلا إن نجاتها وخروجها من سوريا أكثر صعوبة بكثير مما كان متصوراً، خاصة أن المشكلة تكمن أن موسكو ربطت مكاسبها مع الأسد، مع مساحة محدودة للمناورة.
وأوضحت الصحيفة، أن الرئيس بوتين لا يستطيع حاليا إجراء أي تغيير سياسي حقيقي في سوريا دون المخاطرة بانهيار حكومة الأسد، الأمر الذي يعرض كل الجهود المبذولة لتقليل النفوذ الأمريكي في المنطقة، ومكانة بوتين للخطر، الأسد يدرك جيدًا نفوذه ويقاوم المحاولات الروسية للتوصل لحل وسط مع المعارضة السورية.
وفي هذا التوازن، تستمر الحرب مع نتائج غير معروفة بالنسبة لموسكو، وبوصفها أقوى ممثل خارجي، فإنها تتهم على نحو متزايد بارتكاب مجازر ضد الأهالي، بجانب أن المليشيات المختلفة التي تعمل في سوريا بما في ذلك المرتزقة الروس،يساهمون في تزايد العنف ويجر روسيا معه.
وفي الوقت نفسه، فإن المنافسة المتنامية مع إيران بشأن عقود إعادة الإعمار تخاطر بتآكل تحالفهما، وكانت الخلافات مع دمشق واضحة تمامًا في اجتماع عقد في موسكو أواخر فبراير الماضي.
وحذفت بثينة شعبان، مستشارة الأسد، كل ذكر لكلمة تسوية، وبدلاً من ذلك، قالت مرارًا وتكرارًا إن دمشق ستعلن قريبًا "نصرًا نهائيًا" .
وأوضحت الصحيفة ان المشاركة في الحرب تكسب الضباط الروس خبرة من ميدان المعركة، بجانب توفيرها عرضًا للأسلحة الروسية، التي تعد أهم صادرات البلاد بعد النفط. ومن الناحية الاستراتيجية، تتفق موسكو وطهران في الحفاظ على الحكومة السورية الحالية، ويحافظون على علاقة عسكرية تكافلية أيضًا، مع امتلاك روسيا للسماء، إيران لديها حوالي 60 ألف مقاتل يشكلون العمود الفقري لقوات النظام البرية.
ونقلت الصحيفة عن خبراء قولهم، إن" روسيا تصر على أن الحوار السياسي لا يزال حيا، ويرجع ذلك جزئيا إلى حاجتها لتحريك الاتحاد الأوروبي والمانحين الآخرين.
وأوضحت الصحيفة، أن الوضع في سوريا يعيد للأذهان شبح أفغانستان التي كانت مستنقعًا عسكريًا للاتحاد السوفييتي في ثمانينيات القرن الماضي وساعد في تسريع انهياره، ومع ذلك، فإن مستوى الالتزام الروسي أقل بكثير، من حيث المال وخسارة الأرواح.
ويقول محللون، سيتعين على الكرملين التعامل مع واشنطن، ويعتقدون أن شكلاً من أشكال الحوار الروسي الأمريكي، هو الأمل الوحيد لإنهاء الصراع.
ونقلت الصحيفة عن "بوريس ف. دولغوف" خبير الشرق الأوسط في أكاديمية العلوم الروسية قوله:" ربما اعتقدت الحكومة الروسية أنه مع تدمير داعش انتهت الحرب، ولكن نهاية العنف تتطلب توفير حل سياسي".
==========================
سي إن إن :الغرب لن يوقف الأهوال في سورية حتى لو استطاع.. نحن ببساطة لا نهتم
نِك باتون وولش* - (سي. إن. إن) 24/2/2018
ترجمة: عبد الرحمن الحسيني
القول إنه لا توجد "كلمات" لوصف الهول هو شأن مثير للحفيظة. لكن عدم قول شيء أصبح الآن الطريقة الجديدة للحديث عن أكثر حروب العالم فظاعة.
إنها في الأساس وظيفة الأمم المتحدة أن تجد الكلمات -للتعبير عن الوحشية التي يتم إطلاقها مرة أخرى ضد الشعب السوري. وبدلاً من ذلك، تصدر بياناً يقول: "لن تستطيع أي كلمات أن تجلب العدالة للأطفال الذين قتلوا، وأمهاتهم وآبائهم ومحبيهم"، في أعقاب يوم آخر من الوحشية في الغوطة الشرقية.
ليس الأمر كما لو أن المجزرة تتجاوز حدود اللغة، إنها لا تفعل. ولكن عبارة "لا كلمات" تشير إلى شيئين أكثر رعباً بكثير.
أولاً: بعد سبعة أعوام من إدانة العنف "بأقوى العبارات الممكنة" فإن الأمم المتحدة -الوسيط ومقدم المساعدة الرئيسي- خلصت بدلاً من ذلك إلى استنتاج أن قولها إنها لا تستطيع أن تقول شيئاً فقط هو الطريقة الوحيدة التي تستطيع بها لفت الانتباه.
الاستنتاج الثاني، والأكثر إثارة للخوف في البيان، هو أن الأمم المتحدة تقبل من الناحية الفعلية بأنه لم يعد لها أي دور في سورية. فاستخدام روسيا حق النقض "الفيتو" ضد قرارات مجلس الأمن يحبط استصدار أي قرار ذي معنى -والذي يتجاهله في كثير من الأحيان نظام الأسد الذي يواجه مرة أخرى اتهامات باستخدام غاز السارين، على الرغم من صدور قرار طالبه بتسليم كل الأسلحة الكيميائية التي لديه.
سريعاً في أعقاب تمنع الأمم المتحدة حسن النية، جاء بيان وزارة الخارجية الأميركية التي كانت قد أعلنت قبل أسابيع فقط عن استراتيجية متعددة النقاط لسورية، والتي كانت عريضة جداً وشاملة، حتى أنها ألزمت الولايات المتحدة بتشكل أساسي بالحفاظ على حضور دائم بشكل ما في البلد -بالإضافة إلى مغادرة الأسد.
تصر الناطقة بلسان وزارة الخارجية الأميركية على أن الإدارة الأميركية "منخرطة تماماً" عندما يتعلق الأمر بالوضع في الغوطة الشرقية. لكنها عندما تعرضت للضغط للإفصاح عما تفعله الولايات المتحدة بصراحة، قالت بعصبية في قاعة مليئة بالمراسلين الصحفيين: "لا أعرف ما الذي يتوقع البعض منكم أن نفعله".
وهو في حد ذاته تصريح غريب جداً. وهو يفترض أن الحاجة إلى رد فعل واضح وصريح على أحداث الغوطة هو مجرد خيال إعلامي جامح. لكنه مع ذلك تصريح صادق إلى حد كبير. ما الذي يمكن أن يُتوقع من الولايات المتحدة فعله حقاً -باستثناء حلم تيلرسون طويل الأحداث والمدروس جيداً للاستراتيجية؟
حتى عندما تقول أنجيلا ميركل إن ألمانيا "يجب أن تفعل كل شيء نستطيع فعله لإنهاء المذبحة" فإنها تقترح عندئدٍ دعوة واحد من المشاركين فيها، روسيا.
إن حقيقة هذه البيانات المبالغ فيها والمخيبة هي أنها تعترف بالحقيقة. فما لم يكن الغرب مستعداً لنسف الطائرات المدعومة روسياً وإسقاطها من السماء فوق الغوطة لفرض منطقة حظر للطيران، فإن يديه تكونان موثقتين.
ليس هذا سلسلة جديدة من التكتيكات للنظام وروسيا: فقد تحدثا مسبقاً عن وقف لإطلاق النار، قبل القصف، بينما يواصلان الحصار والسعي نحو تحقيق أهدافهما العسكرية -ويطالبان في نهاية المطاف بأن تغادر الحياة الإنسانية كلها منطقة محاصرة.
هذا في الحقيقة هو ما يفعلانه. في حين أن الضمور العاجز والمرتبك هو ما يقدمه العالم الخارجي في الرد على ذلك.
لم يسجل هذا النوع من المجازر بما فيه الكفاية عندما بدأ في العام 2012. وقد شاهدتُ أجساد تسعة أطفال تسحب من منزل قصف بالصواريخ، والذين نجت منهم طفلة واحدة فقط لأنها كانت ترضع واحتمت بجسد أمها.
ولم يسجل في العام 2013 عندما أصبحت الوحشية أكثر كثافة إلى درجة أننا شاهدنا سوريين ساخطين يسمحون لتنظيم القاعدة بالسيطرة على بعض المناطق ولمجموعة تدعى "داعش" بالدخول إلى الرقة.
وفي حمص وحماة وشرق حلب، وحتى مع استخدام غاز السارين في الغوطة في العام 2013 وخان شيخون في العام 2017، لم تكن كل هذه الجرائم كافية لاستدعاء رد غربي جاد وملتزم. ولحد الآن، خسر الأسد فقط مطاراً بضربة من 59 صاروخ كروز، كما التحويلات البنكية العالمية محيرة. ولا شيء آخر.
من المحبط أن نستنتج أن النقاش المتكرر لفكرة "ليس ثانية أبداً" ولوم اللامبالاة الغربية يخفيان وراءهما القضية التي على المحك هنا. إننا ببساطة لا نهتم. وسوف يتصرف العالم الغربي فقط إذا ولدت بوتقة سورية هولاً هائلاً جداً وهدد متشددوها مدننا الخاصة. أما وهم أن عارنا وغضبنا ربما يبطئان المجزرة، فيغطي أهل الغوطة أملاً زائفاً. وعادة ما تظهر جهود الغرب أفضل ما يكون في الإغاثة بعد وقوع المذبحة.
إننا لا نهتم أو نقدر على فعل أي شيء. ولكن، أين تريدوننا أن نرسل الزهور؟
*مراسل صحفي دولي رفيع لمحطة "سي. إن. إن" الدولية.
==========================
فورين بوليسي :هل البعث سبب الفوضى والدماء والنار بالعراق وسوريا؟
يعاني العراق كما هو الحال مع سوريا من أزمات متفاقمة، فما هي الأسباب وراءها، وما سبب الفوضى المتفشية في هذين البلدين الجارين في الشرق الأوسط؟ وما سبب استمرار اشتعال نار الحرب وسفك الدماء؟
في هذا الإطار، ذكر مقال نشرته مجلة فورين بوليسي على لسان الكاتب روبرت كابلان إن البعثية هي التي تتسبب في هذه الفوضى بكل من العراق وسوريا.
فالولايات المتحدة غزت العراق قبل 15 عاما، لكن أيديولوجيا الأرض المحروقة في المنطقة أبقت النار مشتعلة، وتركت العراق في حالة من الحرب والفوضى.
ويضيف الكاتب أن الولايات المتحدة لم تتدخل في سوريا عام 2011 عندما تعرض النظام هناك للتحدي، لكن النتيجة في سوريا لا تزال تتمثل أيضا في الحرب والفوضى.
سياسة أميركا
ويضيف المقال أنه إذا كانت وسائل الإعلام قد فسرت بأن هذه الفترة من النزاع المسلح في العراق تعود حصرا لفشل السياسة الأميركية، فحقيقة الأمر أن سياسة واشنطن في سوريا في هذا السياق كانت تختلف بمعدل 180 درجة.
وأما بقاء النتيجة نفسها في سوريا فيشير إلى أنه لا بد أن هناك قوة أخرى أساسية وأكثر عمقا تؤثر في البلدين، وأنه يجب على الصحفيين والمؤرخين الاعتراف بهذا الأمر.
ويقول الكاتب أيضا في مقاله بمجلة فورين بوليسي إن هذه القوة الأعمق إرث البعثية حسب اعتقاده.
ويعرّف البعثية بأنها مزيج من القومية العربية العلمانية والاشتراكية الشرقية على غرار الكتلة التي هيمنت على سوريا والعراق لعقود منذ ستينيات القرن الماضي، والتي جعلت من حكم عائلة الأسد في سوريا وصدام حسين في العراق نظامين فريدين من نوعهما في العالم العربي.
قسوة ووحشية
ويضيف أن العراق وسوريا احتاجتا إلى شكل من أشكال القسوة والوحشية من أجل تماسكهما، وأن البعثية شكلت المادة الأيديولوجية اللاصقة في هذا السياق.
ويمضي ليتحدث عن نشأة وتاريخ حزب البعث والتطورات والتعقيدات الأخرى المرافقة، ويقول إنه بوصفه صحفيا كان قد زار سوريا والعراق الفترة بين سبعينيات وتسعينيات القرن الماضي، وأن التنقل في سوريا كان أكثر أمنا منه في العراق.
ويضيف أن العراق كان يشبه ساحة السجن الواسعة التي تشعلها مصابيح عالية القوة، وأن صدام كان يطلب من المجتمع العراقي أن يكون دائما في حالة حرب.
وأشار إلى الحرب العراقية الإيرانية ثم غزو صدام للكويت عام 1990، وقال إن هذا الغزو شكل بداية النهاية الدموية للبعثية التي تم اختراعها في جامعة السوربون قبل سبعة عقود.
الربيع العربي
ويتساءل المقال ما إذا كان البعثيون العراقيون سينجون من الربيع العربي عام 2011 لو كانت الولايات المتحدة قد تركت صدام في السلطة قبل 15 عاما.
ويجيب: لأن الخطوط الطائفية والعرقية بين السنة والشيعة والأكراد كانت دائما أكثر تعقيدا في العراق منها في سوريا، وبسبب الشدة والقسوة لدى نظام صدام، فإن أدنى ثقب في الواجهة الحاكمة كان من شأنه أن يحطم بنية الدولة بشكل أسرع مما هو عليه الحال في سوريا، وذلك في حال استمرار العقوبات والمزيد من الدمار الاقتصادي للعراق.
المصدر : الجزيرة,فورين بوليسي
==========================
"واشنطن بوست": عفرين تحوّلت الى "ساحة ثأر"
2018.03.09 07:10
أعلن أفراد من المعارضة السورية المسلحة المدعومة من تركيا في معركة عفرين شمالي سوريا، إنهم يرون في المعركة "فرصة للانتقام وتصفية الحساب مع الأكراد"، وفق ما ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، اليوم الجمعة.
والتقت مراسلة الصحيفة مع عدد من أفراد الجيش السوري الحر، قبل يومين، حيث أكدوا أن انضمامهم للقوات التركية للقتال في عفرين جاء باعتباره "وسيلة للثأر من المسلحين الأكراد".
وقال وليد المحال، وهو مقاتل سوري سابق، إن العشرات من أقاربه انضموا للقوات التركية، معربا عن أمله في أن يتم استدعاؤه قريبا، من أجل استعادة أرضهم من الأكراد، على حد تعبيره.
وانتشر شريط فيديو هذا الأسبوع يظهر على ما يبدو مقاتلين من الجيش الحر وهم يناقشون خططا لنهب المنازل في عفرين. ويقول أحد المقاتلين: "العين بالعين والسنن بالسن".
وتقول جماعات حقوقية وسكان محليون إن القوات الكردية دمرت عددا من القرى ذات الأغلبية العربية في محافظة الحسكة شمال شرقي سوريا أثناء اشتباكها مع تنظيم داعش.
وبحسب الصحيفة "سعت القوات الكردية إلى تهجير بعض المدنيين العرب، إذ تنتاب الأكراد خشية من أن يتمكن هؤلاء من إيواء المسلحين الفارين من تنظيم داعش".
وروى المقاتلون الذين التقت بهم مراسلة "واشنطن بوست" في سوريا وجنوبي تركيا قصصا متشابهة لما حدث لأفراد أسرهم من المقاتلين الأكراد، وكيف أن معركة عفرين تشكل فرصة لهم للانتقام.
وقال المحال، وهو من الحسكة: "لقد قتلوا العشرات من أفراد عائلتنا، وجرفوا منازلنا وهجروا سكانها الآمنين الذين كانوا يزرعون الأرض".
ويأمل المحال في تدعمهم تركيا في التقدم مستقبلا نحو الحسكة، إلا أن المسؤولين الأتراك أعطوا مؤشرات قليلة على أنهم يتطلعون إلى توسيع المعركة لتشمل مناطق في أقصى الشرق.
==========================
واشنطن بوست: بعد تقارير عن هجمات كيميائية،
أطفال يتلقون العلاج بعد هجوم مزعوم بالغاز في 25 شباط/ فبراير على قرية في الغوطة الشرقية، سورية. ووفقًا لما ذكره ناشطون في المنطقة، أصيب أكثر من 18 شخصًا بالغاز السام، وقُتل طفل واحد. (محمد بدرة/ وكالة الصحافة الأوروبية/ شترستوك)
تفكر إدارة ترامب في إجراءٍ عسكري جديد ضد الحكومة السورية، ردًا على تقارير تفيد باستمرار استخدام الأسلحة الكيميائية، كما ذكر مسؤولون؛ ما زاد من احتمال شنِّ ضربةٍ أميركية ثانية على الرئيس بشار الأسد، في أقلِّ من عام.
الرئيس ترامب طلب خياراتٍ لمعاقبة حكومة الأسد، بعد الأخبار عن هجماتٍ بغاز الكلور -سبع مرات على الأقل هذا العام- وربما مواد كيميائية أخرى تؤثر في المدنيين، في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة.
في حادث يوم 25 شباط/ فبراير، وصف السكان والعاملون الطبيون في الغوطة الشرقية، أعراضًا تترافق مع التعرض للكلور، حيث توفي طفل واحد، كما ذكر الموظفون الطبيون
ناقش الرئيس الإجراءات المحتملة، في بداية الأسبوع الماضي، في اجتماعٍ للبيت الأبيض، ضمَّ رئيس الأركان جون كيلي، ومستشار الأمن القومي ماكماستر، ووزير الدفاع ماتيس. وقال أحد المسؤولين، ممن يتحدثون من دون الكشف عن هويته: إن الرئيس لم يؤيد أيّ عملٍ عسكري، وإن المسؤولين قرروا مواصلة مراقبة الوضع.
ولكن دانا وايت، المتحدثة باسم البنتاغون، نفَت أن ماتيس شارك في مناقشات، حول عمل عسكري في سورية، وقالت: “إن المحادثات لم تحدث”. وقال مسؤولٌ كبير في الإدارة الأميركية: إن ماتيس كان ضد العمل العسكري، “بعناد”، ردًا على هجمات الكلور الأخيرة، و”كذلك” ماكماستر.
إن احتمال عملٍ عسكري من جديد -وإن تمَّ وضعه على الطاولة الآن- يؤكد تفجر الصراع الذي أصبح ساحة قتالٍ، بين روسيا وإيران من طرف، والولايات المتحدة وحلفائها من طرفٍ آخر
تأتي مناقشات البيت الأبيض، وسط ضجةٍ من الاتهامات التي وجهها مسؤولون في إدارة ترامب، ممن سعوا إلى حشد ضغطٍ دولي على سورية، بسبب الهجمات الكيميائية المتكررة على نطاقٍ صغير، وسط تصاعد الهجمات الجوية والبرية التقليدية واسعة النطاق التي قتلت مئات المدنيين، في الأسابيع الأخيرة.
سمحت حكومة الأسد، يوم الإثنين 5 آذار/ مارس، لقافلة مساعداتٍ تابعة للأمم المتحدة بتسليم المواد الغذائية وغيرها من المساعدات، ولكن من دون إمدادات طبية محددة، إلى الغوطة الشرقية، حتى مع استمرار القصف والغارات الجوية.
دانت إدارة ترامب إيرانَ لنشرها أسلحةً ومقاتلين ساعدوا في قلب ميزان الحرب لصالح الأسد، كما اتهمت روسيا بفشلها في تنفيذ اقتراح وقف إطلاق النار المدعوم من الأمم المتحدة، والسماح باستمرار استخدام الأسلحة الكيميائية.
قالت السكرتير الصحفي للبيت الأبيض سارة هاكابي ساندرز، في بيانٍ يوم الأحد 4 آذار/ مارس: “إن العالم المتحضر يجب ألا يتسامح مع استمرار استخدام الأسد للأسلحة الكيميائية”. وذلك بعد أن رفض المسؤولون الروس والسوريون التقارير عن استخدام الحكومة للأسلحة الكيميائية.
ولكن يبدو أن صور السوريين الذين يعانون من آثار التعرض للمواد الكيميائية قد حفزت الرئيس على بحث شنِّ هجومٍ جديد، كما فعلت الصور قبل الهجوم الصاروخي الذي أمر به على قاعدةٍ جوية سورية، في نيسان/ أبريل الماضي.
أمر ترامب البنتاغون بإطلاق صواريخ (توماهوك) على المنشأة السورية التي يُعتقد أنها على علاقةٍ بهجوم غاز السارين الذي أسفر عن مقتل 80 شخصًا. وكان هذا أولّ هجومٍ أميركي مباشر على حكومة الأسد، وهو خطوةٌ تخلّى الرئيس باراك أوباما عنها، حتى بعد مقتل نحو 1400 شخص في هجوم رهيب، في آب/ أغسطس 2013.
ويقول مسؤولون في الإدارة: إن سورية مستمرةٌ في تصنيع واستخدام الأسلحة الكيميائية على الرغم من صفقةٍ دولية لإزالة مخزوناتها، بعد حادث 2013.
ووفقًا للجمعية الطبية السورية الأميركية (سامز)، التي تتلقى تقارير من العاملين في المجال الطبي، فقد أبلغ المرضى عن أعراضٍ ترتبط بتعرضهم للكلور سبع مرات هذا العام. في تشرين الثاني/ نوفمبر، أيضًا في الغوطة الشرقية، وصفت المستشفيات رؤية المرضى الذين يعانون من أعراض تدل على السارين.
وخلافًا للحوادث القاتلة السابقة، يقول مسؤولون أميركيون: إن نظام الأسد يقوم حاليًا بشنِّ هجماتٍ صغيرة، ويعتمد بشكلٍ أساسي على الكلور، المصنوع من موادٍ متوفرة تجاريًا، ومن الصعب اكتشافه مقارنةً بالسارين.
وقال مسؤولٌ كبير في الإدارة الأميركية للصحافيين: “إنهم يعتقدون بوضوح أنهم يستطيعون التملص من ذلك؛ إذا حافظوا على استخدامه تحت مستوى معين”. كما يشتبه المسؤولون باستخدام سورية للمواد الكيميائية، من خلال الأنظمة الأرضية بدلًا من الوسائل الجوية، لأن من الصعب تتبعها.
وقال المسؤولون: إن الحكومة السورية لجأت إلى مثل هذه الهجمات، للتعويض عن النقص في القوى البشرية ولثني مؤيدي المعارضة عن العودة إلى المناطق الاستراتيجية.
بعد أن أنهى الجيش الأميركي حملته ضد (تنظيم الدولة الإسلامية/ داعش)، فإن إدارة ترامب تخشى من المخاطرة أكثر في الحرب الأهلية في سورية، حيث تركيا، حليف ال (ناتو)، هي لاعبٌ مهم آخر. ويقول العديد من المسؤولين الأميركيين إن زيادة الاستقرار السياسي فقط يمكن أن تمنع عودة المتطرفين.
لقد سعى البنتاغون إلى إبقاء مهمته في سورية متركزةً بشدة على (تنظيم الدولة الإسلامية/ داعش). حيث يوجد حوالي ألفي جندي أميركي في الشرق والشمال، مكلفين بتقديم المشورة للقوات المحلية التي ما تزال تقاتل المتطرفين.
كما ازداد قلق بعض المسؤولين، بشأن تحديد المسؤولية عن هجمات الكلور بشكلٍ قاطع، بينما يعرب آخرون عن شكوكهم في أن ضربةً أخرى من شأنها أن تردع الأسد، إذ لم تردعه الضربة الأولى.
لكن مسؤولين آخرين، لا سيما في البيت الأبيض ووزارة الخارجية، يبدون أكثر انفتاحًا على إجراءٍ جديد ضد الأسد. إذ يقولون إن الردَّ الأميركي قد يثني نظام الأسد عن إعادة بناء ترسانته الكيميائية، بطريقةٍ قد تهدد الولايات المتحدة في نهاية المطاف، وقد يثبت أن الوجود الروسي في سورية لن يعوق الولايات المتحدة.
تركز المناقشات على الحالة غير الواضحة التي شغلها الكلور في استجابة الغرب على استخدام الأسلحة الكيميائية في سورية. ففي حين أن الكلور ليس مادةً محظورة، لكن استخدامه كعامل اختناقٍ محظور، بموجب القواعد الدولية للأسلحة الكيميائية.
إن استخدام حكومة الأسد الكلور أقلّ فتكًا بكثير من استخدام السارين، على الأقل في الحوادث التي ذكرت مؤخرًا في سورية، حيث قالت (سامز): إن شخصين لقيا مصرعهما في الهجمات السبع هذا العام.
ماتيس، قال للصحفيين الشهر الماضي: إن الولايات المتحدة تسعى للحصول على دليلٍ على تجدد استخدام السارين.
فريد هوف، وهو مسؤولٌ في إدارة أوباما، وموجود حاليًا في المجلس الأطلسي، قال: إن الولايات المتحدة سترسل رسالة “قوية”؛ إذا ما شُنت هجمات كيميائية، لكنها لا تفعل شيئًا عندما يُقتل المدنيون بالأسلحة التقليدية.
أضاف هوف موضحًا: “عندما لا يوجد لدينا شيئًا لنفعله، ولنقل إننا لن نتصرف بأي شيءٍ لحماية المدنيين السوريين إلا عندما تُستخدم الأسلحة الكيميائية الفتاكة بشكلٍ خاص؛ فنحن من دون دراية -عن غير قصد ولكن حتمًا- نُشجع نظام الأسد والروس والإيرانيين على مهاجمة المدنيين، بكل ما بحوزتهم”.
حتى لو سمح ترامب بهجومٍ آخر، فمن المحتمل أن يطلب البنتاغون الحدَّ من تورط الولايات المتحدة في الحرب، حيث كان هجوم نيسان/ أبريل الماضي الذي شمل 59 صاروخ (كروز)، استهدف بشكلٍ ضيق مطارًا معزولًا، مما يقلل من احتمالات تصعيدٍ ثأرية.
وكما تقول (رويترز): تقوم منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بالتحقيق؛ إذا كان الكلور قد استُخدم في الهجمات الأخيرة، في الغوطة الشرقية.
==========================
الصحافة البريطانية :
الغارديان: شحنات المعونات للغوطة توقفت بعد تقارير عن هجمات بالسلاح الكيماوي
لندن  نشرت صحيفة الغارديان مقالا لكريم شاهين من اسطنبول تناول فيه التقارير الصحفية التي وردت عن آحدث هجوم “كيماوي” في الغوطة الشرقية، والذي أوقع نحو 90 قتيلا وعشرات المصابين.
وتشير الصحيفة إلى ان الأطباء والناشطين في الغوطة المحاصرة يؤكدون أن هناك نقصا حادا في المواد الطبية والغذائية في ظل ما يقولون إنه “عنف جنوني غير مسبوق” ضد السكان والمواطنين خلال الغارات الجوية التي تشنها القوات الموالية لبشار الأسد.
وقد أدت الغارات الاخيرة إلى تأجيل وصول شحنات المعونات لنحو 300 ألف شخص محاصرين في الغوطة الشرقية قرب العاصمة السورية دمشق، كما أورد الاطباء تقارير بوجود مصابين نتيجة التعرض للفوسفور العضوي وغاز الكلورين السام والذي يعد من الأسلحة الكيمياوية المحظورة دوليا.
وتقول الصحيفة إن نظام الأسد قد تورط مرتين على الأقل في استخدام الأسلحة الكيماوية الاولى عام 2013 عندما استخدم غاز السارين في الغوطة مما أدى لمقتل نحو ألف مدني، وهو الهجوم الذي دفع إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما إلى التدخل في الحرب السورية بشكل عسكري، والهجوم الثاني الذي وقع في مدينة خان شيخون عام 2017 وقتل فيه العشرات بعد التعرض لغاز الأعصاب. (بي بي سي)
==========================
بروجيكت سنديكيت :القنبلة السورية الموقوتة
بقلم: يوشكا فيشر
للصراع الحالي في سورية العديد من القواسم المشتركة مع حرب الثلاثين عاماً، التي دمرت قلب أوروبا - ولاسيما مدينة ماغدبورغ الألمانية، مثل حلب في ذلك الوقت - من العام 1618 إلى 1648.  وكما وُصفت اليوم، كانت الحرب نتيجة لصراعات جلبت معاناة هائلة للأوروبيين، وانتهت بسلام وستفاليا، بعد أن استنفدت جميع الأطراف المعنية أنفاسها تماماً.
كانت حرب الثلاثين عاماً ظاهرياً بمثابة نزاع ديني بين المسيحيين الكاثوليك والبروتستانت، تماماً مثل الانقسام الكبير بين المسلمين السنة والشيعة في الشرق الأوسط اليوم.  ولكن، كما هي الحال في سورية اليوم، يخفي الدين صراعاً أعمق من أجل السلطة والهيمنة الإقليمية.
بدأت الحرب السورية خلال الربيع العربي، بعد أن دعا المتظاهرون السوريون إلى الديمقراطية وإلى وضع حد لدكتاتورية الرئيس بشار الأسد. لكنها سرعان ما أصبحت قضية دولية. وتدخلت إيران و»حزب الله» - وهو ميليشيا شيعية لبنانية تدعمها طهران - عسكرياً إلى جانب روسيا، للحيلولة دون وقوع الأسد في أيدي المتمردين المدعومين من دول في الإقليم الذين يمثلون الجانب السني من هذا التقسيم.
وفي الوقت نفسه، انتشرت الحرب لتحريك حملة بقيادة الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش).  وعندما هزمت «الدولة الإسلامية» في العام الماضي، سرعان ما نشأ صراع جديد بين تركيا والأكراد في شمال سورية.
وتستهدف تركيا الآن وحدات حماية الشعب الكردية المتحالفة مع الولايات المتحدة، التي ثبت أنه لا غنى عنها في الحرب ضد «داعش»، ما يخلق خطر نشوب مواجهة عسكرية مباشرة بين عضوين في حلف شمال الأطلسي (الناتو).
وهناك أيضاً خطر المواجهة بين الولايات المتحدة وروسيا، وأكدت الادعاءات الأخيرة أن غارة جوية أميركية قتلت عشرات من المرتزقة الروس في سورية.
مع كل فصل جديد، تكون المأساة السورية أكثر خطورة، فالصراع لم يعد يتعلق بمن سيتولى السلطة في دمشق، بل حول من سيبسط حكمه في الشرق الأوسط.
ولم تعد المعركة بين روسيا والولايات المتحدة فحسب، بل أيضا بين إيران الشيعية والسعودية السنية، ودخول إسرائيل، حليفة أميركا الأخرى، على الخط.
من جانبها، تهتم تركيا بشكل رئيس بخطر إنشاء دولة كردية في شمال سورية، والتي من شأنها أن تحفز الفصائل الكردية الانفصالية الأخرى في جنوب شرقي تركيا.
ويعمل الأكراد في شمال العراق (كردستان) بالفعل من أجل إنشاء دولتهم الخاصة، حيث قاموا بتنظيم استفتاء على الاستقلال في العام الماضي.
وأخيراً، يجب على القوى العظمى العسكرية الإقليمية أن تدافع عن مصالحها الأمنية في لبنان وجنوب سورية.  وحتى وقت قريب، كانت الدولة اليهودية قد ابتعدت عن الحرب، ومع ذلك، كان عليها التدخل عن طريق الجو لمنع تدفق الأسلحة إلى حزب الله، ومنع إيران من تأسيس وجود لنفسها قرب حدودها الشمالية.
تعمقت مشاركة إسرائيل في الشهر الماضي؛ حيث أسقطت الدولة الإسرائيلية طائرة إيرانية من دون طيار دخلت مجالها الجوى من سورية، ثم ردت المقاتلات الإسرائيلية بضرب أهداف إيرانية في سورية (وعاد الطيارون إلى الأراضي الإسرائيلية بأمان)، ما دفع إسرائيل إلى شن غارة جوية على قوات الأسد مباشرة.
مع تكشف هذه الأحداث، سرعان ما اتضح أن الدولة اليهودية لا تستطيع الاعتماد على العلاقة الخاصة المزعومة بين الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ورئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو.  وكانت روسيا مترددة أو غير قادرة على السيطرة على إيران، ولذلك، سواء قامت بذلك أم لا، فقد أصبحت إسرائيل الآن فاعلاً نشطاً في سورية.
على وجه التحديد، يمكن أن تنشأ حرب جديدة، وهذه المرة بين إسرائيل وإيران، وعلى الرغم من أن هذا الصراع ليس في صالح أي من الجانبين، فإنه ليس من الصعب تصور حدوث ذلك، بالنظر إلى الحقائق الراهنة.  فلا يمكن لإسرائيل أن تبقى خارج الصراع في الوقت الذي يحقق فيه نظام الأسد وإيران وحزب الله انتصاراً عسكرياً.
وتهدد الحقائق على الأرض أمن الدولة اليهودية وتعزز عدوها بشكل كبير، إيران.
في حال نشوبها، سوف تؤدي الحرب بين إيران وإسرائيل إلى تعريض المنطقة بأسرها للخطر، لأنها ستخلق جبهة جديدة في الصراع من أجل الهيمنة.
لكن أوروبا أيضاً ستتأثر بشكل مباشر، وليس فقط لأن انتشار الصراع سيؤدي إلى زيادة عدد اللاجئين في الشمال، فمع تهديد الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بإلغاء الاتفاق النووي الإيراني، يمكن أن تجد أوروبا نفسها في سباق تسلح خطير - أو حتى مع صراع عالمي جديد - بالقرب من حدودها.
بالنظر إلى هذه الأخطار، لم تعد أوروبا قادرة على المراقبة من الهامش، ومن أجل ضمان أمنهم، يجب على الأوروبيين الدفاع عن الاتفاق النووي الإيراني.
وبما أن للاتحاد الأوروبي التزامات طويلة الأمد تجاه إسرائيل، فإنه لا يمكن أن يُسمح للصراع العنيف من أجل الهيمنة أن يهدد إسرائيل مباشرة.
اليوم أكثر من أي وقت مضى، أصبح هذا هو الوقت المناسب لتفعيل الدبلوماسية الأوروبية. فقد بدأت تلوح في الأفق  حرب كبرى جديدة في الشرق الأوسط، ويجب على القادة الأوروبيين العمل من أجل تجنبها.
عن «بروجيكت سنديكيت»
==========================
الصحافة الالمانية والفرنسية :
بيلد: برلين: لا يمكن تحديد حجم المساعدات الألمانية التي تتدفق إلى مناطق خاضعة لسيطرة الحكومة في سورية
برلين   (د ب أ)- كشفت الحكومة الألمانية أنه ليس بمقدورها تحديد نصيب المناطق الخاضعة لسيطرة القوات الحكومية من المساعدات، التي تقدمها ألمانيا لسورية بوجه عام.
وبحسب تقرير لصحيفة “بيلد” الألمانية الصادرة اليوم الجمعة، أوضح وزير الدولة الألماني للشؤون الخارجية ،ميشائيل روت، في رده على طلب إحاطة من الكتلة البرلمانية لحزب الخضر أنه ليس بالإمكان تحديد نسبة المساعدات الإنسانية الألمانية التي تتدفق في مناطق تسيطر عليها الحكومة السورية.
وقالت السياسية في حزب الخضر، فرانتسيسكا برانتنر، في تصريحات للصحيفة إن هذا الرد غير مقبول، وأضافت: “إذا لم يكن لدى الحكومة معلومات، فيتعين عليها جلبها. ليس من المقبول أن ينتهي الأمر بأنها لا تعلم وجهة هذه الأموال”.
وكانت الخارجية الألمانية أعلنت في كانون أول/ديسمبر الماضي، أن الحكومة الألمانية قدمت مساعدات إنسانية في إطار الأزمة السورية خلال عام 2017 وحده بقيمة نحو 720 مليون يورو.
وأصبحت ألمانيا بذلك ثاني أكبر دولة مانحة للمساعدات الإنسانية لسورية بعد الولايات المتحدة.
وبحسب بيانات الحكومة الألمانية، فإن الكثير من هذه الأموال تذهب لصالح الأمم المتحدة وبرنامج الأغذية العالمي واللجنة الدولية للصليب الأحمر.
==========================
لوفيغارو: أسلحة كيماوية ... باريس تهدّد دمشق بال'ردّ'
في الغوطة، تتّهم المنظّمات غير الحكومية النظام السوري بضرب المتمرّدين بالكلور، ولكن لا تزال الأدلّة غير متوفّرة.
وعَد أمس جان إيف لودريان ب»ردٍّ فرنسي» في حال ثَبُتَ استخدام الأسلحة الكيماوية في المعركة السورية.
ويأتي هذا التهديد الفرنسي الجديد بعد يومين من نشر تقرير لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة بشأن جرائم الحرب، الذي يتّهم دمشق باستخدامها الأسلحة الكيماوية، لا سيّما في الغوطة الشرقية، آخر «جيب» للمتمردين في محيط العاصمة، والذي يتمّ قصفه منذ ثلاثة أسابيع تقريباً.
أعلن وزير الشؤون الخارجية على محطّة CNews، أنّ «هناك اليوم مجموعة من المؤشرات التي تدلّ على أنّه يمكن استخدام السلاح الكيماوي أو أنّه قد سبق واستُخدم». إلّا أنّ جان إيف لودريان قد اعترف بالتالي: «نحن لا نملك (ولم نملك) أدلّة» حول هذا النوع من استخدام الأسلحة الكيماوية من قبَل النظام السوري ضدّ المتمردين المحاصَرين في الغوطة، حيث قُتل 900 مدنيّ خلال ثلاثة أسابيع وحيث لم تتمكّن أمس قافلة إنسانية من مساعدة الشعب المحتاج.
عملية دقيقة جدّاً
نقلاً عن الأطبّاء في الميدان، أكّد «إتّحاد المنظمات الطبّية الإغاثية» (UOSSM) أنّه تمّ إجراء هجوم بالكلور بالفِعل حوالي الساعة 9 مساء الأربعاء في مدينتي سقبا وحمورية. ووفقاً لرجال إنقاذ «الدفاع المدني السوري»، تضرَّر حوالي 50 شخصاً كانوا يعانون من صعوبات في التنفّس بعد الضربات الجوّية. واعتبَرت دمشق هذه الاتهامات «غيرَ واقعية».
وفي الأسابيع الأخيرة، تمّ توجيه أصابع الاتهام إلى النظام مراراً وتكراراً بسبب هجمات يفترض أنّها أجريَت بالكلور. وشرح جان إيف لودريان: «إذا تبيّن عن طريق الصدفة استخدام الأسلحة الكيماوية وتمّ التحقّق من الأمر، وأنّ هذا الاستخدام للأسلحة الكيماوية (...) قد أسفر عن قتلى، سيكون بالتالي الردّ الفرنسي جاهزاً وعلى الموعد».
ولكنّ الخبراء يتّفقون على الاعتراف بأنّ إيجاد مِثل هذا الدليل هو عملية دقيقة جدّاً. على أيّ حال، مع تراجعِ المتمردين السوريين في الغوطة، التي نجَح مؤيّدو (الرئيس السوري) الأسد بتقسيمها إلى نصفين وباسترجاع أكثر من 50 ٪ منها في أيّام قليلة، يذكّر جان إيف لودريان ب»الخط الأحمر» الفرنسي الذي وضَعه إيمانويل ماكرون، بعد وقتٍ قصير من انتخابه رئيساً للجمهورية. ولكن، في الإليزيه، أشارت المصادر في بداية الاسبوع إلى أنّ «العمل الذي كانت تقوده فرنسا في سوريا لم يكن عملاً عسكرياً».
ويقول مصدر قريب من رئيس الجمهورية: «لا يوجد تغيير في أولوياتنا في سوريا، تبقى الأولوية رقم واحد للمعركة ضدّ الارهاب»، في حين ذكّرَ أنّه إذا تمّ إيجاد دليل حول استخدام الأسلحة الكيماوية من قبَل دمشق، ستنفّذ باريس الإجراءات اللازمة. وذكر جان إيف لودريان أنّ الردّ سيكون أميركيًا أيضاً. ما يدعو لافتراض تعاونٍ في ضربات ضدّ مواقع معروف أنّ دمشق تُخزّن فيها الأسلحة الكيماوية.
في عام 2013 أراد فرانسوا هولاند، وعبر شنِّ ضرباتٍ عسكرية، «معاقبةَ» بشّار الأسد الذي تمّ اتّهامه باستخدام الأسلحة الكيماوية في الغوطة (ما أسفَر عن مقتل أكثر من 1000 شخص). ولكن في اللحظة الأخيرة، تنازَل (الرئيس الاميركي) باراك أوباما عن اللجوء إلى القوّة في مواجهة النظام السوري.
==========================
الصحافة التركية :
صباح :ما معنى الوجود الأمريكي في عفرين وقنديل؟
محمد بارلاص – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس
في تصريح أدلى به أمس الأول، قال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن إن بلاده منعت تحول عفرين إلى معقل جديد لحزب العمال الكردستاني، وإنها لن تسمح بحدوث ذلك مستقبلًا..
بينما كنا نتابع بلهفة أخبار عملية قواتنا المسلحة في عفرين غابت عنا بعض الشيء حقيقة أن معقل حزب العمال الكردستاني الرئيسي في جبال قنديل ما زال يشكل خطرًا أكبر على تركيا من عفرين.
إبراهيم قالن أعاد هذه الحقيقة إلى أذهاننا، وتصريحه كان على النحو التالي:
"منذ مدة تسعى وحدات حماية الشعب إلى تحويل عفرين إلى معقل جديد (لحزب العمال). تمت عرقلة هذه المساعي، ولن نسمح بحدوث ذلك في المستقبل أيضًا. لكن من الضروري أيضًا التأكيد على منع وحدات حماية الشعب المدنيين من مغادرة المدينة. ومن المعروف أن هذه جريمة حرب".
الدعم الأمريكي
معسكرات قنديل يزورها المنتسبون للإعلام العالمي وصحفيون من بلادنا لإجراء حوارات مع قادة حزب العمال الكردستاني، وتشير أنباء إلى أن قادة القوات الأمريكية في المنطقة أنشأوا ساحة لهبوط المروحيات من أجل عناصر الحزب.
النواحي المتشابهة ما بين عفرين وقنديل هو وقوف الولايات المتحدة وراء هاتين المنطقتين، اللتين يتمركز فيهما إرهابيون يشكلون تهديدًا على أمن تركيا.
قد يقول قائل إن استمرار وجود حزب العمال الكردستاني في قنديل حتى بعد احتلال الولايات المتحدة للعراق ربما يكون عقابًا لتركيا على رفضها مذكرة الأول من مارس وعدم مشاركتها في احتلال العراق (رفض البرلمان مشروع قرار يسمح بنشر قوات أمريكية في تركيا وإرسال قوات تركية إلى العراق).
لكن ماذا يعني دعم الولايات المتحدة الإرهابيين الذين يتمركزون في عفرين ويهددون أمن تركيا، بعد مرور كل هذه السنين على رفض المذكرة؟
كما أن هذا التهديد كان موجودًا قبل مذكرة الأول من مارس، لأن تاريخ اتخاذ حزب العمال الكردستاني جبال قنديل معقلًا هو 1997.
أسئلة خطيرة
انطلاقًا من كل هذه المعطيات، يتبادر إلى أذهاننا السؤال التالي: لما تقف الولايات المتحدة على جميع الصعد تقريبًا في وجه تركيا شريكتها الاستراتيجية وحليفتها؟
وبينما يشكل وجود فتح الله غولن في حماية الولايات المتحدة سببًا للخلاف بين الطرفين، ما معنى تقديم الدعم للتنظمات الإرهابية التي تستهدف تركيا؟
فهل تشير هذه الحقائق إلى دنو أجل التحالف بين البلدين؟
==========================
خبر تورك :هل يفيد إعلان أعداد قتلى الإرهابيين!!
فاتح ألطايلي – صحيفة خبر تورك – ترجمة وتحرير ترك برس
تتوارد الأنباء عن استمرار عملية غصن الزيتون بنجاح ضد الإرهابيين في عفرين.
وهذا ما نراه أيضًا.
إذا وضعنا في الاعتبار مدة تنفيذ عملية درع الفرات التي جرت في مدينة الباب تحت ظروف جوبة وجغرافية أسهل، يمكن القول إن غصن الزيتون تسير وفق تقويم "معقول".
لكن هناك بعض اشارات الاستفهام لدي حول الناحية الإعلامية للعملية.
سواء القوات المسلحة التركية أو السياسيون الذين يشغلون مناصب قيادية في الدولة يصدرون بيانات يوميًّا عن عدد "الإرهابيين الذين تم تحييدهم".
أُعلن أمس أنه "تم تحييد" 3 آلاف و89 إرهابيًّا.
سألت عسكريين سابقين، فقالوا إن مصطلح تحييد يعني "قتل".
السؤال الذي أجد صعوبة في الإجابة عنه هو التالي: ما مدى صواب إعلان هذا الرقم؟
إذا كانت هذه البيانات تصدر من أجل ضرب معنويات وحدات حماية الشعب، فلا ضرورة لها.
لأن الوحدات تعلم بشكل أفضل ما هي الخسائر التي تتعرض لها، ومعنوياتها تنهار بسرعة. وقد سمعنا عن ذلك من خلال محادثات عناصر التنظيم فيما بينهم.
أما إذا كانت البيانات تصدر من أجل طمأنة الشارع التركي، فلا طائل تحتها أيضًا.
لأن المهم بالنسبة للشارع هو بلوغ العملية هدفها.
ما أخشاه هو احتمال أن تثير هذه الأرقام المعلنة باستمرار مشاكل لتركيا على الصعيد الدولي.
وبصراحة أكثر، يبدو لي أننا نقدم لمناهضي تركيا في الشرق والغرب ما يستخدمونه ضدها بلا مسوغ.
إذا كنت مخطئًا فيمكنكم القول "أنت مخطئ"!
***
التنظيم الإرهابي والأطفال
تشير تقارير إعلامية إلى أن تنظيم وحدات حماية الشعب الإرهابي يجند الأطفال قسرًا.
ليس في هذا ما يُدهش.
رأيت مثل هذه الحالات في النصف الأول من تسعينات القرن الماضي، وكتبت عنها.
في تلك الفترة كان حزب العمال الكردستاني يجند الأطفال.
خلال زياراتي الكثيرة للمنطقة آنذاك تعرفت على أطفال كثيرين فروا أو تم تحريرهم من معسكرات الحزب.
لا يمكنني نسيان فتاة كانت في الثالثة عشرة من عمرها.
كانت تعيش مع جدتها في فقر مدقع بعد وفاة أبويها. انطلت عليها كذبة المعسكرات المريحة والدافئة والمزودة بالحمامات، فالتحقت بمعسكرات حزب العمال.
وعندما رأت أن الأمر ليس كذلك أرادت العودة إلى بيتها لكن لم يُسمح لها. ولما حاولت الهرب ضبطها عناصر الحزب وعذبوها.
صبوا البلاستيك المنصهر على بطنها، بحسب ما قالته لي.
هكذا فر الكثير من الأطفال الذين التحقوا بمعسكرات حزب العمال، أو حررتهم الدولة ووضعتهم تحت حمايتها أو سلمتهم لأسرهم.
لهذا لا يدهشني على الإطلاق تجنيد وحدات حماية الشعب الأطفال قسرًا، بل إني لا أشك أنها ستدفعهم للصفوف الأولى وتستغلهم مادة للدعاية.
==========================
الصحافة العبرية :
معاريف: الحرب الإسرائيلية مع إيران تخدم مصالح "موسكو"
الجمعة 09/مارس/2018 - 03:52 م
 سيلينا الامير
ذكرت صحيف "معاريف" الإسرائيلية أنه بعد إسقاط الطائرة الحربية الإسرائيلية، من طراز "اف-16"، بمضادات جوية أطلقت من سورية، يواصل الإسرائيليون إطلاق التهديدات ضد إيران، على خلفية زج قواتها وسعيها للتموضع العسكري في سورية، في أعقاب تدخلها في الحرب الدائرة هناك كما يحاول الإسرائيليون استشراف الموقف الروسي من عملياتهم في سورية واحتمال تصاعد الوضع إلى درجة نشوب حرب.
وقال نائب رئيس الموساد السابق، حاييم تومير، في مقال نشرته صحيفة "معاريف" أنه "خلافا للرأي السائد، فإن مواجهة بين إسرائيل وبين سوريا وإيران وحزب الله لا تتناقض بالضرورة مع مصالح موسكو، بل ربما تخدمها".
وأكد الكاتب الإسرائيلي أن الرأي السائد في إسرائيل هو أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ليس معنيا بتدهور الوضع إلى حرب بين إسرائيل وبين إيران وحلفائها، وأن ما يريده بوتين هو استقرار نظام الأسد والقضاء على المعارضة السورية المسلحة، وأن روسيا معنية بهدوء المنطقة من أجل ترسيخ وجودها في سورية لأمد طويل وبناء قدرات بحرية وجوية فيها تماشيا مع تطلعها إلى انتشارها العسكري – الإستراتيجي الدائم في شرق البحر المتوسط.
==========================
"هآرتس": لهذه الأسباب لم تندلع الحرب مع لبنان وسوريا بعد..
09 آذار 2018 - 12:28 - منذ 22 ساعة
نشرت صحيفة "هآرتس" الصهيونية مقالاً لمراسلها العسكري عاموس هرئيل تحدّث فيه عن السباق بين "إسرائيل" وإيران على الحدود الشمالية.
وتحدّث عن الوجود الإيراني العسكري في سوريا والإصرار "الإسرائيلي" على منع ذلك، وعادَ بالذاكرة إلى "الدراما" في الأجواء التي وقعت منذ قرابة الشهر بين المقاتلات الإيرانية ودفاعات الجو السورية والطائرة المسيّرة الإيرانية.
وسأل الكاتب لماذا لم يجرّ تبادل إطلاق النار الذي حصل الى حرب، وردّ بنفسه مشيرًا إلى أنّ "إسرائيل" وإيران كانتا حذرتين وعملتا على عدم الغوص بالحرب. ولفت الى أنّه على ما يبدو فطهران لا ترغب بالإنزلاق نحو مواجهة عسكرية مباشرة مع "إسرائيل" في هذا الوقت.
ومن الجانب "الإسرائيلي"، فالعمل جارٍ على إحباط مخططات إيران في لبنان وسوريا، وتريد "إسرائيل" أن تحقّق ما تريد من دون الدخول بمواجهات واشتباكات مباشرة، وفقًا للكاتب.
وبالنسبة لروسيا، فهي دائمًا في دائرة السؤال، فبرأي الكاتب، موسكو هي الرابح الأبرز في الحرب السورية، وهي الوحيدة التي تتمتّع بعلاقة أو اتصال بجميع القوى المنخرطة في الحرب. وآخر ما يريده الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هو الحرب الإيرانية "الإسرائيلية" التي تعرّض نصره الإستراتيجي في المنطقة للخطر، وبالتحديد حماية النظام السوري.
من جهته، علّق عاموس يالدين، رئيس معهد الدراسات الأمنية في كيان العدو بالقول: إنّ إيران تبني قواتها وتزيد من تأثيرها ونفوذها في سوريا عبر استخدام 3 محاور هي: "حزب الله"، العراق وكوريا الشماليّة.
ويبدو أنّ إيران تريد تجديد ترسانة الرئيس السوري بشار الأسد، بالصواريخ الطويلة المدى، وذلك بعدما استخدم النظام معظم ما يمتلك خلال الحرب الدائرة في سوريا. ورأى الكاتب أنّ إيران تستمرّ بطموحاتها النووية، فهي تشكّل خطرًا مزدوجًا من سوريا ولبنان، ما يُلزم "إسرائيل" بالتفكير مرتين أو أكثر قبل استهداف المواقع النووية الإيرانية. وتوقّع الكاتب أن تزيد ترسانة الصواريخ وتُنشر على جبهات جديدة.
==========================
هآرتس: متحف الهولوكوست يجمع ضحايا هتلر وبشار
كتب - هشام عبد الخالق:
نشرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، تقريرًا حول إمكانية مقارنة ما يحدث في سوريا من جحيم على الأرض، بمذبحة الهولوكوست التي ارتكبت بحق اليهود على أيدي النظام النازي لأدولف هتلر.
وقالت الصحيفة، في بداية تقريرها: "في متحف الهولوكوست بالولايات المتحدة الأمريكية، أقُيم معرض عن الأعمال الوحشية في سوريا حاليًا، ويقول أمين المعرض، إن المتحف لا يحكي فقط قصة الموتى، ولكن أيضًا يُعطي دروسًا للمستقبل".
وقائمة الأسماء المكتوبة بالعربية باستخدام مزيج من الدم والصدأ، تثير الأعصاب، ولكنها تجذب الانتباه، وحقيقة أن هذا موجود في متحف الهولوكوست التذكاري الأمريكي، يجعل كل شيء غريب للغاية.
وتابعت الصحيفة، العبارة المكتوبة "لا يمكن مقارنتهم" على العمل الفنيّ، عبارة عن مقدمة زائدة عن الحاجة، فإذا كان يتم عرض هذا العمل في متحف الهولوكوست، يجب المقارنة بين مذبحة الهولوكوست وما تعيشه سوريا حاليًا، وأُقيم هذا المعرض في قلب العاصمة الأمريكية بغرض المقارنة بين الاثنين.
ولكن المقارنة - كما تقول الصحيفة - ليست سهلة من الأساس، فقصة اللاجئين السوريين، معارضي النظام الذين ضحوا بحيواتهم وكتبوا أسمائهم في التاريخ بحروف من دم، معروضة في المتحف بجانب تمثال للبطلة اليهودية هانا سزينيس، ولكن هل تصحّ المقارنة من الأساس؟
يوجد في منتصف المعرض تقريبًا خمس قطع من القماش، تحمل كلًا منها 10 أسماء على الأقل مع أرقام تليفونات أصحابها، والتي أصبحت غير واضحة الآن، فالحبر المصنوع من خليط من الدم والصدأ صعب القراءة، وحمل المعرض عنوانًا كُتب بالعربية والإنجليزية يقول: "سوريا: من فضلكم لا تنسونا".
كان الصحفي، وناشط حقوق الإنسان السوري منصور عماري، هو صاحب فكرة المعرض، بعد أن تم حبسه في فبراير 2012، وبقي في زنازين سرية تابعة للنظام السوري لمدة 18 شهرًا، ويقول عن الفكرة: "في إحدى تلك الزنازين طورت فكرتي مع رفيق لي داخل الزنزانة لتوثيق ما يحدث، حيث كانوا يجرحون أنفسهم ليستطيعوا كتابة أسماء 82 سجينًا وتخليد ذكراهم باستخدام الدم - خاصة أن هؤلاء المساجين لم يكن معهم أي وثائق هوية"، واتفقا على أن من يخرج أولًا من السجن سيأخذ معه قطع القماش التي حملت أسماء المساجين ليخبر عائلاتهم عنهم، وكان عماري هذا الشخص، وبعد أن خرج من السجن غادر سوريا وأعطى قطعة القماش التي حملت أسماء الضحايا السوريين إلى متحف الهولوكوست في أغسطس الماضي.
 ويقول عماري، إن أغلب الذين كانوا معه في الزنازين موتى الآن.
 ولحرب السورية اندلعت منذ سبع سنوات وخلفت ما يقرب من 500 ألف شخص وما تزال، ويقدر عدد من تركوا بيوتهم بأكثر من 11 مليون شخص، والأكثر من ذلك، ألقت قوات الرئيس السوري القبض على 100 ألف شخص، تم تعذيب بعضهم فيما اختفى آخرون بلا أثر.
ويعرض المتحف أيضًا صورًا تم التقاطها بهاتف محمول، وتهريبها خارج سوريا عن طريق ضابط سوري سابق حمل اسم "قيصر"، وتمثل الصور البالغ عددها 55 ألف صورة، ضحايا الحرب الذين قتلوا على يد نظام بشار الأسد، وفي يوليو 2014، أدلى "قيصر" بشهادته أمام الكونجرس حول الجرائم التي رآها بعينيه.
 والسجناء الذين كتبوا أسمائهم بالدم والصدأ، جزء من صورة أكبر - كما تشرح الصحيفة - فالمعرض السوري الذي يتحدث عن اللاجئين والمعارضين بشكل عام، يمثل تجربة مختلفة عن المعارضة حول العالم، فهذا المعرض موجود في الطابق الثاني من متحف ضحايا مذبحة الهولوكوست اليهود في الحرب العالمية الثانية، وللوصول للمتحف يجب عليك المرور بقاعة مهداة إلى المقاومة اليهودية، والتي يتواجد في منتصفها إهداء إلى الشاعرة سزينيس، ويحمل اقتباسات أيضًا من الكاتب الأمريكي اليهودي إيلي فيزيل - أحد الناجين من المحرقة - وإذا صعدت إلى الطابق الثاني ستجد المعرض السوري، ولكن إذا أكملت الطريق إلى نهايته ستجد قاعة كبيرة بها شموع تذكارية نظمتها معسكرات الاعتقال النازية في بولندا وألمانيا.
وتشبه صور الضحايا السوريين - كما تستطرد الصحيفة - صور ضحايا مذبحة الهولوكوست من اليهود في معسكرات الاعتقال: حيث تستلقى أجساد الضحايا في صفوف، وبجانب الصور هناك وصفًا تفصيليًا لها وخرائط توضح تطور الحرب في سوريا.
ويعيش عماري الآن في السويد خائفًا على حياته، بعد إنكار النظام السوري لهذه الصور والشهادات التي أدلى بها، متهمًا إياه بنشر الأكاذيب.
ويقول كاميرون هدسون، مدير المحتوى لمتحف الهولوكوست وأمين المعرض السوري، إن هذه المرة الأولى التي يتم عرض معرض عن صراع جاري في المتحف، حيث كان المتحف يتابع أخبار الحرب الأهلية السورية لوقت طويل، ومقارنة مذبحة الهولوكوست في أوروبا بالمأساة في سوريا الآن هو أمر واضح لا يجب أن يثير دهشة الكثيرين.
ويتابع كاميرون، متحف الهولوكوست لا يحكي فقط قصة الموتى، ولكن يعطي دروسًا للمستقبل أيضًا، فالحرب السورية ما زالت مستمرة حتى الآن، ولا يشعر عماري وأصدقائه بتأنيب الضمير من عرض ما يملكونه في متحف الهولوكوست، حيث أغلب المعروضات يهودية، فهم كانوا في حاجة أن يستمع العالم إليهم ويلاحظ المأساة الدائرة في سوريا الآن، وبالنسبة إليهم فمتحف الهولوكوست أرضًا خصبة لمعرضهم، حيث يشعر السوريون أنهم منسيون بعد سبع سنوات من الحرب السورية، وإقامة معرضهم في متحف أمريكي رئيسي دليل كبير على المأساة، ووسيلة جيدة لجذب الانتباه العالمي، فأغلب زائري المعرض - نسبة 98% تحديدًا - ليسوا يهودًا.
==========================