الرئيسة \  قطوف وتأملات  \  واهاً .. وتَعساً .. وأفّ

واهاً .. وتَعساً .. وأفّ

23.01.2020
عبدالله عيسى السلامة




بَـريءٌ يُعـذّبُ في مَسـلخِ    يُخاطـبُ نَخوةَ مَن يَنتَخي
يَصيح، وقد أثخنتَه الجراحُ : أغِثني، أغثْ صِبيَتي، يا أخي
فهذا يَصُدّ، وهذا يُصَـمّ ، وذلك يَجـري ، إلـى المَطبَـخِ
وهذا يَمُـرّ، بغيـرِ اكتـراثٍ، وذاك يُزَمجـرُ: لا تَصـرُخِ
فواهـاً لنَذلٍ عَديـم المُروءة ،عن صُورةِ الفـأرِ مُستَنسَخ
وواهـاً لوَغـدٍ كَثيرِ الشُموخ ، عن الذلّ والهُون لمْ يَشمَخ
وأفٍّ لِبالـونِ كِبْـرٍ ، أُعِـدَّ لنَفـخٍ ، فطـارَ ولـمُ يُنفَـخ
وأفٍّ لبَغلٍ شديدِ الجِمـاحِ، عن الخير واهيْ القُوى ، مُرتَخ
وأفٍّ لمَـن رَنَّ في رأسِـهِ     نَحيب الثكالى ، ولمْ يُشْرَخ
أرى العيشَ صارَ كسمٍّ زُعافٍ ، فلُمْ ، أيّها الدهرُ ، أو وَبِّخ
وإلاّ، فأدرِكْ بَقايـا نُفـوسٍ، بدوّامةِ المَسْـخِ، لمْ تُمسـَخ
إذا عاهدت لم تخُـن عهدها    ولم تَنقُضِ العَهدَ، أو تَفسَخ
وأجهـِزْ على وَسـِخٍ ، مُـستَباحِ الكَرامَةِ ، يَعتَزّ بالأوسَخ
ولا تَعفُ عن راسخٍ في الضلالِ, ومَن ضَلَّ عَمْداً ولمْ يَرسَخ
وكُنْ غَيمَـةً مِن عَـذاب أليمٍ، وصُبَّ المَصائبَ ، أو بَخْبِخ
وإلاّ؛ فرُدَّ، إلى الدَوحِ، عَطفاً   غُصوناً تَهاوتْ، ولمْ تُملَـخ