اخر تحديث
الخميس-28/03/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ داريا : وداعا بني قومي !
داريا : وداعا بني قومي !
31.08.2016
د. محمد أحمد الزعبي
اديروا بني قومي ظهور مطيكم فإني إلى قوم سواكم لأميل
سمعت ذات يوم من على شاشات التلفاز ، أحد العشرينيين من شباب سوريا ( وسأسميه في هذه المقالة حسين ) يقول وهو يتهيأ للصعود إلى أحد القوارب الذي سينقله من تركيا إلى اليونان ، يقول بغضب وبصوت مسموع
" خلاص أنا ماعاد بدي ثورة ، ماعاد بدّي أكون عربي ، أنا بدي أعيش "
(!!) . لم يكن كلام هذا الشاب الغاضب يعني ، في حقيقته وفي بعده الوطني و القومي والإنساني سوى احتجاج صارخ على السلبيات المؤسفة التي رآها ، وربما عايشها في بلده ووطنه سوريا ، وبالذات على ممارسات قيادات وعناصر ثورة آذار و٢٠١١ من مدنيين وعسكريين والتي أي (الممارسات ) القت به بداية في أحضان مخيمات اللجوء في تركيا ، ونهاية في قوارب الموت المتوجهة إلى اليونان فأوروبا ، وهو يبحث عن " الأمل " و عن الأمن والأمان ، بل عن المجتمع الذي يسمع صوت غضبه ، ويسمح له بتنمية قدراته النظرية والعملية كشاب في مقتبل العمر ، وتوظيفها في خدمة حاضره مستقبله ، ولكن أيضاً في خدمة حاضر ومستقبل شعبه وامته ، وخدمة المجتمع الذي يعيش فيه ، إنه يبحث عن حقه في الحياة . إنني لاأعرف الآن شيئا عن هذا الشاب ، الذي لم أره ولم أسمع منه أوعنه منذ أن ركب البحر إلى المجهول . من جهتي ، تفهمت موقفه ، ولست ألومه عليه .
إن مارأيته وما سمعته في داريا
، بل وما زلت أراه وأسمعه اليوم عنها ومنها وفيها ، قد زاد من تفهمي لموقف وغضب ذلك الشاب وسمح لي أن أستعين ببيت شعر شنفرى القرن الخامس الميلادي ، أو قل شنفرى العصر الجاهلي الذي فضل أن يعيش بين الوحوش والضباع ، على العيش في ظل أهل لايريدونه بينهم ، على ما تقوله " لامية العرب" لهذا الأزدي الشهم ، و التي مطلعها
( أديروا بني أمي ظهور مطيكم فإني إلى قوم سواكم لأميل )
.
لقد وقفت داريا كالعملاق
، ليس في وجه المجرم "أبو البراميل " فقط ، وإنما أيضاً في وجه وجه مايسمى " المجتمع الدولي ؟!" ، بل وفي وجه "
مجلس الفيتو
؟! " ، المسمى " مجلس الأمن الدولي " والذي كان يصدر القرارات
الكاذبة
تحت " الفصل السابع ؟!" ( حول بلدان الربيع العربي خاصة )، ثم يعطي أصحاب القنابل الذرية فيه ( من تحت الطاولة ) أوامرهم السرّية بتجاهل وبعدم تنفيذ هذه القرارات (!!) ، وخاصة القرار 2216 حول اليمن , والقرار 2254 حول سوريا .
لقد كان" حسين "
يرى ويسمع ويعرف جيداًعلى ما يبدو ماذا يجري على الأرض في سوريا ، في الوقت الذي كان
ينشغل
فيه المثقفون والكتبجية من أمثالي بالبحث في قواميس اللغة العربية عن الكلمة المناسبة لهذه الجملة أو تلك ،
وتنشغل
فيه القيادات السياسية والعسكرية لثورة آذار ٢٠١١ بعدّ الدولارات واليوروات التي أنعمت الثورة بها عليهم (!!) .
لا عليك ياداريا
،
ولا عليك ياحسين
، فما زالت الثورة محمولة على أكتاف ورؤوس الشرفاء ، الذين باتوا يعرفون الحقيقة ، واصبحوا يفرقون بين العدو والصديق ، وبين الحق والباطل ، بل وبات حتى أطفالهم يفرقون بين الميراج والميغ والسوخوي من خلال أصواتها المدوية ليل نهار فوق رؤوسهم . إن أفعالهم وتضحياتهم اليوم في حلب الشهباء تشير بوضوح إلى إنجازاتهم .
يعلق البعض الآن على تركيا
وعلى أردوغان ، بعد تحرير جرابلس ، بعض الأمل ، كيما يساعدهم على الخروج من عنق الزجاجة ،ولا سيما في حلب الشهباء ، فعسى ألّا يخيب أردوغان أملهم .
أما أنتم يااهلي وياإخوتي في محافظة درعا
( حوران ) ، فلا أملك سوى أن أقول لكم : إن الناس وأنا واحد منهم ، يحملونكم قسطاً كبيراً من المسؤولية عن سقوط داريا التي لا تبعد عنكم سوى " مقرط العصا " ولكنكم لم تفعلوا شيئا لإنقاذها. إن سقوط داريا في فك الأسد الطافح بدماء الأبرياء ، ومخالب بوتن الهمجية هو " دين " ( بفتح الدال ) لأطفال داريا في أعناق أطفال درعا وعليكم ياإخوتنا ، أن تسددوه ، دون أن تنتظروا الأوامر من " الموك "، أو من غيرهم من وراء الحدود.