الرئيسة \  تقارير  \  هآرتس : "لا نعترف بالأقاليم الـ4".. احتلال يعظ احتلالاً ومن "بلفور" إلى "تراس"

هآرتس : "لا نعترف بالأقاليم الـ4".. احتلال يعظ احتلالاً ومن "بلفور" إلى "تراس"

04.10.2022
جدعون ليفي


القدس العربي
الاثنين 3/10/2022
بقلم: جدعون ليفي
هآرتس 2/10/2022
سخافة تخجل، نفاق يعتريه عار. إسرائيل تشوه سمعتها. بيان وزارة الخارجية الذي جاء فيه بأن “إسرائيل تؤيد سيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها، لن نعترف بضم الأقاليم الأربعة من قبل روسيا”. من أين نبدأ؟ من دولة محتلة تقدم المواعظ الأخلاقية لدولة محتلة أخرى؟ من دولة قامت بالضم تعلن أنها لا تعترف بضم آخر؟ أو ربما من الفجوة التي وقعت أخيراً بين حكومتي نتنياهو ولبيد: إسرائيل-نتنياهو صمتت، أما إسرائيل-لبيد فتقدم المواعظ الأخلاقية. هذه حكومة سيئة وتلك أسوأ.
بشكل تلقائي، يتم طرح أسئلة مثل ما هو الأفضل، النفاق أو قول الحقيقة المخجلة؟ الاهتمام أم غض النظر عما يحدث حولنا؟ كل خطوة تقوم بها إسرائيل تتعلق بالحرب في أوكرانيا جديرة بالإدانة. إذا صمتت فصمتها مخجل، وإذا تحدثت فحديثها منافق. كحال من يسير ولديه حدبة. مع ذلك، لن تشعر بالأسف على دولة تقوم بالضم وتقدم المواعظ الأخلاقية لدولة أخرى تقوم بالضم أيضاً. عار الصمت والعجز بررته بالخوف من روسيا، لكن ما الذي سنقوله للنفاق؟ ما الذي يخدمه؟ هل هناك دولة تصدق توارع إسرائيل، التي لا تعترف بضم الأقاليم الأربعة في الوقت الذي تحاول هي نفسها إغراء سياسيين بالاعتراف بالضم الذي تقوم به هي، بل وتقوم بتوسيعه أكثر إذا كان يمكنها ذلك؟
لا فرق أساسياً بين تقطيع أوكرانيا إلى أجزاء، وتقطيع فلسطين إلى أجزاء. تقطيع فلسطين أقل أخلاقية من تقطيع أوكرانيا؛ لأوكرانيا دولة تم اقتطاع مناطق منها، في حين ليس للفلسطينيين دولة، وتقطيع بقايا بلادهم أدى إلى أنه لن تكون لهم دولة يوماً ما. رئيس الحكومة الذي يؤيد ذلك، بالأفعال أو بالإخفاقات، لا يمكنه تقديم مواعظ أخلاقية لدولة أخرى تقوم بالضم. من الأفضل أن يخجل فيسكت. مدهش اكتشاف كيف أنه لم تتحرك أي شعرة في وجوه متخذي القرارات ووجوه باقي الإسرائيليين وهم يتحدثون عن الاحتلال الروسي. كيف يتوارعون ويدعون الصلاح. فالاحتلال الروسي وحشي جداً وقاس جداً وقبيح جداً، هو يخالف القانون الدولي وقرارات المجتمع الدولي. وماذا عن الجنود الروس؟ هل شاهدتم وحشية هذه؟ يقتلون الأطفال ويفجرون البيوت، وهناك كثير من الضحايا الأبرياء في أوكرانيا، الأمر الذي يدعو للبكاء. وماذا عن الاحتلال الإسرائيلي؟ أجمل؟ قانوني أكثر؟ ألا يعتبر وحشياً وعنيفاً؟ ألا يشكل القتل لآلاف الأبرياء بما في ذلك الأطفال؟ الاحتلال الإسرائيلي أقدم ومتجذر أكثر من الاحتلال الروسي. هو ثابت ويبدو أنه أبدي.
كيف يمكن للبيد أن يتأثر من أن نظيرته البريطانية، ليز تراس، همست له بشيء عن نقل السفارة البريطانية إلى القدس. هذه خطوة تعترف تماماً بالضم، وفي الوقت نفسه يعلن بأن حكومته لن تعترف بالضم الروسي؟ كيف يمكن لإسرائيل أن تناضل ضد فتح القنصلية الأمريكية في شرقي القدس، الخطوة الرافضة للضم، ولا تعترف بالضم الروسي؟ في أي عالم يمكن لإسرائيل أن تتحدث عن احتلال وضم آخر بدون خجل؟
إسرائيل شيء آخر، شيء مختلف دائماً؛ مسموح لها ما هو ممنوع على الآخرين، بما في ذلك روسيا. هذه البلاد لليهود، فقط لليهود، لنفس الأسباب والذرائع التي تقول بأن أوكرانيا للروس. الأوكرانيون والفلسطينيون لا يعتبرون شعوباً. ومن الواضح أنه ليس لهم حقوق وطنية كما لليهود في أرض إسرائيل. نحن أخوة، الإسرائيليون والروس. نحن وهم محتلون منفلتو العقال. إذا واصلت روسيا وجودها في سوريا فستضطر إسرائيل أيضاً إلى الانضمام إلى العقوبات الدولية التي تملصت منها حتى الآن. ستكون هذه اللحظة: بي.دي.اس إسرائيلية على روسيا، أقل أخلاقية بكثير من الأصلية. هذا لن يزعجها في مواصلة الصراخ بأن الـ بي.دي.اس لاسامية، وأن هدفها هو القضاء على إسرائيل. هكذا أيضاً ستكون العقوبات جديرة ما دامت مفروضة على إيران وروسيا وليس على إسرائيل. أنقذونا.