الرئيسة \  مواقف  \  موقفنا : لو كان بشرا سويا ...لسجل شكره للأردن قيادة وشعبا وكذا لتركية ولبنان ولكن ..

موقفنا : لو كان بشرا سويا ...لسجل شكره للأردن قيادة وشعبا وكذا لتركية ولبنان ولكن ..

20.05.2015
زهير سالم





تداولت وكالات الأنباء أن خارجية ( الأسد رفعت ) إلى الأمين العام للأمم المتحدة ، وإلى رئيس مجلس الأمن الدولي رسالتي شكوى بحق الأردن الشقيق . رسالتان تضجان بالكذب والافتراء ، وتتهمان المملكة الأردنية الهاشمية بكل ما تفرزه النفوس السوداء من افتراء و كراهية وبغضاء ..
في الحديث الشريف في صحيح مسلم ( شر الرعاء الحطمة ) . ولعل وصف ( الحطمة ) لم ينطبق على ( حاكم ) في تاريخ هذه الأمة ، منذ أن نطق سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا القول الجامع ، كما ينطبق اليوم على هذا الحاطم المبير الذي حطم في حياة السوريين ، كل شيء ، فأهلك الحرث والنسل ، ودمر البلاد وقتل وشرّد العباد ؛ ولا يزال سبيلا إلى ضحكته البلهاء ، وإلى الإمعان في المجاهرة بالمزيد من الكذب والافتراء على الله أولا ، ثم على كل أصناف الناس .
وحتى أولئك الذين حاولوا منذ أول يوم أن يساعدوه و يسعفوه وينجدوه ببعض الحكمة وببعض حسن التدبير ، فيما تسبب به باستبداده وفساده ورعونته من تحطيم ، لم يسلموا من افترائه وكيده وخبطه ولبطه . ولقد كان الأردن الشقيق كما كانت تركية على رأس دول المنطقة والعالم التي قدمت في هذا السياق الكثير. والوقائع شاهدة ، وذاكرة التاريخ ما تزال طرية حية ؛ فأبى الظالم المعتوه إلا بطرا وغرورا وجحودا وكفورا ...
لن يعني لعصبة الجحود والمكابرة شيئا أن نذكرهم بكل المخارج الإيجابية التي تقدمت بها قوى وطنية وإقليمية تذكر بضرورة ترك المكابرة والمخاتلة والمناورة والكذب والخداع والاعتراف بالثورة كثورة شعبية حقيقية بمضمونها ومسماها ، والاعتراف بالثوار كأبطال وطنيين يدافعون عن حق وعن حاضر ومستقبل ، ولكن آثرت عصابة ( الحطمة ) وداعموها كما سماهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تحطم في حياة السوريين كل ما هو حق وخيّر وجميل ..
ومع كثرة الجهود والمبادرات التي عرضتها دول الجامعة العربية ، ودول الجوار العربي والإسلامي وفي مقدمتها تركية والأردن الشقيق ..ظل الحصاد دائما المزيد من الغمط والكبر والاستهتار بلعبة القتل والتشريد و التدمير والتحطيم . وكان التمترس دائما وراء عبارات المؤامرة ، والاختباء تحت شعارات الحرب على التطرف المدّعى والإرهاب المصنوع على عين دائما هو الجواب الحاضر لكل الناصحين . وكان ذلك كما يعلمه حتى مدّعوه نوعا من التبجح بالباطل ما أنزل الله به من سلطان ...
ليس من الجدية في هذا الموطن أن نتوقف عند شيء من فقاقيع البهتان التي نفثتها رسالتا الخارجية الأسدية ، ضد الأردن ( الشقيق ) ، بكل ما يحمل لفظ الشقيق من دلالات الحب والسمو والإيثار ..
ولا يستحق هذا الغثاء الذي يرغي في الرسالتين وقفة إدانة واستنكار ، فمن يتلبس بكل هذا القتل وبكل هذا الانتهاك لا يستنكر منه بعد لا في مقام السياسة ولا في مقام الأخلاق شيء ..
وإنما يكفينا في هذا المقام أن نذكر هذا الذي حطم في حياة السوريين كل شيء ، فألقى بتصرفه الأرعن والأهوج على كل المستويات ، عبئا إنسانيا ثقيلا على الأردن الدولة والمجتمع فتحمل الجميع العبء بالأريحية على الخصاصة ، فآووا الخائف وأمنوه ، وأعانوا الكَل ، وأغاثوا اللهفان وداووا الجريح والمريض وكانوا كهف أمن وأمان للأرملة واليتيم ، وفتحوا المدارس والجامعات ، وتقاسموا اللقمة والجرعة ...
ثم تلقوا برسائل خارجية بشار جواب اللئام على الكرام وكم حفلت قصص العرب بحكايات اللئام يتنكرون للكرام ..
ولو كان هذا ( الحطمة ) بشرا سويا ، ولو كان يشعر بأي رابطة تربطه بهؤلاء الملايين الذين ألقت بهم تخبطات مسه وهو الممسوس ( ..الذي تخبطه الشيطان ) ؛ على الأردن وتركية ولبنان لكان من بعض معطيات السياسة ولن نقول الخلق ، أن يشكر من آواهم وحماهم صباح مساء ، نعم لكان من بعض معطيات السياسة أن يشكر هؤلاء الذين حُمّلوا ،على غير إرادة منهم فتحملوا كما يحمل الكرام ، كل صباح ومساء ..
عذرا ...بل شكرا أهلنا في الأردن الشقيق ، شكرا للقيادة وللدولة وللمجتمع ..
عذرا ..بل شكرا أهلنا في تركية الشقيقة شكرا للقيادة وللدولة وللمجتمع ...
عذرا بل شكرا لكل الخيرين في لبنان الخيّر، الخيرين الذين أعطوا فما أكدوا ولا منّوا ولا كدروا فكانوا للأخوة مثلها الصادق ، يصدق ما خلفها ويصدق ما بين يديها إلى أبد الآبدين ...
 
لندن غرة شعبان 1436
19 / 5 / 2015
----------------
*مدير مركز الشرق العربي
للاتصال بمدير المركز
00447792232826
zuhair@asharqalarabi.org.uk