الرئيسة \  واحة اللقاء  \  بشار وأزلامه.. نحو الجنايات الدولية؟

بشار وأزلامه.. نحو الجنايات الدولية؟

24.04.2014
داود البصري


الشرق القطرية
الاربعاء 23/4/2014
نعلم جميعا ووفقا لشواهد التاريخ ودلالاته التي لا تقبل النقض بأن دماء الشهيد تظل أبد الدهر عن الثأر تستفهم، وبأن ضحايا القمع والإرهاب من السوريين وعلى مدى أكثر من ثلاثة أعوام عجاف كان لابد لمعاناتهم ولأصواتهم أن تصل للعالمين وبأن تتحول بحكم طبائع الأمور لسم قاتل وبطيء لخلايا وجذور النظام السوري الإرهابية، وجهود المعارضة السورية الحرة وحركة المجتمع الدولي الجارية حاليا لإعادة تسليط الضوء على ملفات النظام السوداء في مجالات التعذيب البشعة تعتبر بمثابة حالة متقدمة في التعامل الجدي والمسؤول مع ملفات النظام السوري الإرهابية المتراكمة، وهي ملفات سوداء ومتضخمة وتاريخية في دلالاتها وطبيعتها وجذريتها في نظام إرهابي مجرم وقمعي تخصص بذبح السوريين واستئصالهم منذ عام 1963 وحتى اليوم وعبر الحقب التاريخية المختلفة التي تناوب خلالها على حكم سوريا ثلة من المجرمين المتناطحين على السلطة والنهب والنفوذ كان كل عدتهم سلاح القمع الرهيب والقتل الشامل وفتح وتوسيع السجون واللجوء لبناء الأجهزة المخابراتية وفروعها المختلفة التي حولت حياة السوريين لجحيم لا يطاق، التفات المجتمع الدولي لجرائم النظام الموثقة ضد الشعب ولطبيعة جرائمه التعذيبية وطرق قتله الرهيبة لآلاف مؤلفة من السوريين وكما تسرب مؤخرا وصدم العالم، هو تطور إيجابي مهم، وحالة حركية مؤثرة في سياق الجهود الدولية لعزل النظام وتطويقه بملفات فضائحه الشنيعة تمهيدا لإحالته لمحكمة الجنايات الدولية الخاصة بحقوق الإنسان وعبر اعتبار النظام بكل أجهزته ومؤسساته نظاما منبوذا مجرما جاهز للعرض على العدالة الدولية وعبر استعراض ملفاته الإجرامية الثقيلة وجرائمه الموثقة وهي ملفات خطيرة وثابتة ستدينه وتحيله بكل تأكيد نزيلا في زنزانة موحشة أسوة بالمجرم الصربي المقبور سلوبودان ميلو سيفيتش هذا إذا تمكن رأس النظام وعناصره الإرهابية من الإفلات من قبضة السوريين الأحرار ومن العدالة الوطنية السورية التي ستحاكمه على كل قطرة دم لشهيد أريقت في بلاد باتت تعتبر أكثر البلدان معاناة من جرائم حكامها المتوحشين، الرئيس السوري يتعامل مع الثورة السورية اليوم معاملة اليائس الذي يحارب وظهره للخلف يسانده حلفائه الإقليميون وفي طليعتهم الإيرانيون وأدواتهم الطائفية في المنطقة وكذلك الروس الداخلون في مواجهة مع العالم الحر بشأن الوضع الأوكراني، وإعادة المجتمع الدولي لتركيز الأضواء الساطعة على جرائم النظام المتراكمة وتوثيق ممارساته وانتهاكاته الشنيعة هي خطوة متقدمة في طريق طويل للقصاص العادل من أبشع نظام متوحش عرفه الشرق الأوسط في تاريخه، لابد لطريق الإجرام من نهاية، ولابد للدم السوري الحر أن ينتصر على سيوف البغي والطغيان والإرهاب، والتاريخ لن يعود للوراء مهما تفرعن الطغاة وحاولوا إعاقة حتمية التاريخ وتياراته الصاعقة المتدفقة لصالح الشعوب الحرة، وصور آلاف ضحايا التعذيب الوحشي التي يتداولها العالم اليوم باستغراب ودهشة وصدمة ليست سوى غيض من فيض موبقات نظام بلغ من الإجرام مبلغا صعبا، ومن الجريمة حدودها القصوى، ومن الإرهاب قمته، ستكون فاتورة جرائم النظام الإرهابية الموثقة والمسجلة مكلفة جدا.