اخر تحديث
الخميس-18/04/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ عدمُ الدَهشة ، ممّا يجري في الشام ، هو مثارُ الدهشة !
عدمُ الدَهشة ، ممّا يجري في الشام ، هو مثارُ الدهشة !
19.04.2018
عبدالله عيسى السلامة
إلفُ المخلوقات والأحداث ، يُذهب الدهشة منها ، فتحلّ محلّها الغفلة ! لقد دَهشت ثورة سورية ، الكثيرين ، فأعجبوا ببطولاتها، وتعاطفوا مع المنكوبين في مآسيها! وحين طالت، حلّت الغفلة في العقول، وقلّ التعاطف، وقلّ الدعم؛ بالتالي! وزادَ الطينَ بلّة ، سلوكاتُ بعض المنحرفين والمتسلقين ، من عسكر يحملون السلاح ، ومن ساسة يعتلون المنابر الدولية! وتحوّل التعاطف ، لدى بعض الناس ، إلى استنكار، ثمّ إلى تبرّم، ثمّ إلى مَقت ، للمنحرفين ، انسحب على الثورة ،عامّة!
فما تعريف الدهشة ، في اللغة:
الدهشة : حيرة..ارتباك..ذهول.. مايعتري الإنسانَ ، من حالة، ناشئة عن حدوث أمر،غير متوقّع ، ومُفاجئ !
يقال : دَهَشه ، فهو داهِش .. والذي يصاب بالدهشة : مدهوش !
( ويقال : أدهشه ، أيضاً ، فيكون الفاعلُ مُدهشاً ، سواء أكان شخصاً ، أم شيئاً ، أم عملاً ، أم أمراً ما ) !
وكثيرة هي الآيات ، في القرآن الكريم ، التي تشدّ انتباه الإنسان ، إلى عجائب خلق الله ، لتولّد ، في نفسه ، دهشة ، تدعوه إلى الإيمان بالخالق ، عزّ وجلّ !
وتتنوع الإشارات ، في الآيات الكريمة ، منها: مايشير إلى خلق السموات والأرض، وما بينهما، من جبال ونبات وحيوان..ومنها: ما يشير إلى خلق الإنسان ، وما وهبه الله ، من قدرات : كالسمع والبصر، وغير ذلك !
وما حولنا ، اليوم ، من أحداث جسام ، يدعو عقول العقلاء ، إلى الدهشة ، بسائر أنواعها ومعانيها !
ولعلّ في طرح الأسئلة التالية ، على كل عاقل ، ما يغني ، بعض الغَناء ، فيما نحن بصدده !
فعلى سبيل المثال ، لا الحصر :
ألا يدهشك ، أن ترى أمّة تعدادُها مليارٌ من البشر، خانعة ذليلة، يتكالب عليها الناس ، من شتى الملل والنِحَل ، يأكلون ثرواتها، ويسحقون أبناءها ، بين قتل وتشريد .. وهي تملك ، من الثروات والأموال، والأراضي الخصبة الشاسعة ، مايجعلها في مقدّمة الأمم.. ولديها عقيدة ، تهزّ الجبال ، وهي العقيدة الربّانية الصحيحة، على وجه الأرض !؟
أفلا يدهشك ، أن ترى شعباً ، غزا المعتدون بلاده ، وطفقوا فيه: قتلاً وإذلالاً وتهجيراً.. وحكّامُه ، المسؤولون عن رعايته وحمايته، يمارسون ، ضدّه ، أبشع أنواع القتل والتنكيل والتشريد ، بالتعاون مع الأجانب المحتلين.. وبعضُ فصائله المقاتلة ، التي هبّت ، لحمايته ، تقتتل فيما بينها ، وأعداؤُها يصبّون نيرانهم ، من كل جانب ، عليها ، وعلى أهلها ، دون رحمة !؟
ألا تحسّ بالدهشة ، وأنت ترى حكّاماً ، من بني ملّتك ، ومن بني جلدتك ، يحكمون شعوبا ، من بني ملّتك وبني جلدتك .. يتآمرون عليك ، مع أعدائك ، وهم الذين تتوقع منهم ، العون والنصرة !؟
ألا تنتابك الدهشة، وأنت ترى ثورة صخمة ، يؤيّدها ملايين البشر، وتجري فيها الدماء ، أنهاراً ، ليس لها قائد : يقودها ، وينسّق بين جهود العاملين فيها.. وليس لها مَلأ من العقلاء ، يعين القائد ، في عمله ، ويسدّده ، ويكون وسيطاً، بينه وبين الناس، الذين هم وقود الثورة ، وضحاياها .. ومنهم : قادتُها ، وحمَلةُ راياتها !
الأسئلة كثيرة ، حول هذه الأمور الداهشة ، والمدهِشة ، حقاً! وليس طرح الأسئلة ، هو الداهش ، المدهش ، هنا ، بل عدم طرحها، في كل ساعة ، هو مايثير دهشة الحليم ، بل العاقل ، بل حتى السفيه، الذي لديه بقيّة ، من مروءات الرجال ، أومن إنسانية الإنسان !