الرئيسة \  واحة اللقاء  \  قوات التحالف السوري – الروسي تواصل الغارات على إدلب بهدف تهجير أهلها

قوات التحالف السوري – الروسي تواصل الغارات على إدلب بهدف تهجير أهلها

30.11.2019
هبة محمد



القدس العربي
الخميس 28/11/2019
دمشق – "القدس العربي": أخرجت طائرات النظام المروحية النقطة الطبية الأخيرة المتبقة في ريف إدلب الجنوبي عن الخدمة، فيما استهدف الحلف الروسي – السوري المنطقة بأكثر من 100 ضربة جوية ومدفعية، حيث قصف سلاح الجو السوري، مشفى مخصصاً للنساء والأطفال، في مدينة كفرنبل بريف إدلب الجنوبي، كما وثقت فرق الخوذ البيضاء استهداف 20 منطقة شمال غربي سوريا، في حين يترجم مراقبون السبب المباشر في مواصلة التصعيد في ادلب، إلى اتساع هوة الخلاف بين الطرفين الروسي والتركي شرق الفرات، بسبب ترابط الملفات بين الضامنين المتواجدين في القطاعين شمال غرب سوريا وشمال شرقها.
مصادر محلية قالت ان مشفى "الروضة للنسائية والأطفال" خرج عن الخدمة، بعد استهدافها باسطوانة متفجرة منتصف ليلة الأربعاء، ما أدى إلى تدمير المبنى ومعداته الطبية.
من جانبه قال الدفاع المدني، أمس أن رجلين قتلا، وأصيب 5 آخرون بينهم طفل وامرأة، جراء قصف مكثف للطائرات الحربية الروسية ومروحيات الأسد على قرى وبلدات ريف إدلب الجنوبي، موثقاً 42 غارة جوية وبرميلاً متفجراً، بالإضافة إلى أكثر من 100 قذيفة مدفعية وصاروخ راجمة، استهدفت الأحياء السكنية. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان، ان الطائرات المروحية استهدفت كفرنبل وحزارين ومشون وكنصفرة والفطيرة، حيث أخرجت عائلة على قيد الحياة بعد انتشال أفرادها من تحت الأنقاض.
مراقبون لـ "لقدس العربي": المنطقة على موعد مع كارثة إنسانية غير مسبوقة
المعارض السياسي السوري درويش خليفة ربط من جانبه بين التصعيد العسكري في إدلب والخلافات الدولية للأطراف الفاعلة حول مصير المنطقة، وأوضح في حديث مع "القدس العربي" انه "مع كل خلاف دولي بين تركيا وروسيا، تعود الأخيرة للضغط في الشمال السوري للحصول على تنازلات من أنقرة بما يخدم مصالحها ومصالح النظام السوري، مقابل عدم اجتياح منطقة خفض التصعيد بذريعة الإرهاب" في إشارة إلى "هيئة تحرير الشام".
لكن الأكثر وضوحاً برأيه أن قاعدة حميميم العسكرية الروسية في الساحل السوري، تلح على تدمير البنية التحتية للمجتمع السوري شمالاً، بما فيها من مدارس ومشافٍ ومراكز خدماتية، وإنهاء مظاهر الحياة هناك، رغبة منها في إجبار الأهالي على العودة القسرية، لمظلة النظام السوري، إذا ما أرادوا النجاة بأرواحهم.
كذلك، يسعى الروس، من وجهة نظر المتحدث، إلى سحب الأرضية التي تدعم مواقف المعارضة السورية في المعارك السياسية التي تخوضها، وتحافظ على بقاء الثورة السورية، لافتا إلى ان الجيش الروسي يعمد على ضرب الشاهد الأول والأبرز حول جرائمهم في منطقة خفض التصعيد، المتمثل بالدفاع المدني، وذلك بهدف نسف أي جهود لانقاذ حياة المدنيين.
وأضاف: يمكن القول إن الخلاف التركي – الروسي في شرق الفرات، قد يكون سببًا مباشرًا في التصعيد الروسي الأخير على مناطق إدلب، على اعتبار الملفين مرتبطان بشكل وثيق كون الضامنين متواجدين في القطاعين شمال غرب وشمال شرق سوريا، وقال في حال ثبوت أن الحشود الروسية على إدلب، حقيقة قائمة، وليست في إطار التهديدات لتقديم تنازلات في أماكن أخرى، سوف نشهد كارثة إنسانية كبيرة، ونحن على أبواب فصل الشتاء وفي ظل خفض الدعم المقدم لقطاع إدلب منذ سيطرة هيئة تحرير الشام على أجزاء كبيرة منها.
وتحدث خليفة عن تلميح الروس "لمسرحية كيميائية" زعموا ان الدفاع المدني يحضر لها، فهذا يدل من وجهة نظره على ضعف الروس في منطقة الكبينة بريف اللاذقية، والتي عجزوا عن اقتحامها نتيجة طبيعتها الجبلية الوعرة، وصلابة المقاتلين هناك، مستبعدا "سيطرة النظام السوري والجيش الروسي على تلال الكبينة" وقال المتحدث "انهم في حال نجحوا في ذلك فإنها ستكون عبر صفقة سياسية لا معارك عسكرية، مع إقصاء هذا الخيار بسبب الخذلان الروسي، وعدم التقيد بالعهود التي قطعوها سابقاً مع الجانب التركي بما يخص الشمال الشرقي من سوريا، وبالتحديد في منطقة تل تمر".
من جهتها كشفت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، في تقريرٍ الأربعاء، أن قوات الاحتلال الروسي تسببت بمقتل أكثر من 6600 شخص بينهم 908 من النساء و1928 من الأطفال، منذ تدخلها المباشر ووقوفها إلى جانب قوات نظام الأسد لقتل الشعب السوري خريف 2015. وأوضحت الشبكة في تقريرها أن الطرف الروسي ارتكب 335 مجزرة، وقام بـ: 1083 اعتداء على المنشآت الحيوية والمناطق المأهولة بالسكان، وتسببت غاراتها وقصفها إلى جانب قوات النظام والميليشيات الإيرانية بتشريد قرابة 3.3 مليون شخص في سورية. وأضافت الشبكة أن ضحايا هجمات القوات الروسية سقطت أحياناً عبر عمليات القصف العشوائي، وأحياناً أخرى عبر القصف المتعمد والمبني على إحداثيات ومعلومات استخباراتية، مما يشكل جرائم حرب.