الرئيسة \  قطوف وتأملات  \  أيها الثاوي بأرض الرافدين

أيها الثاوي بأرض الرافدين

03.03.2015
يحيى حاج يحيى





{ في رثاء الأخ الدكتور أحمد مصطفى البيطار ، وكان قد بقي له شهران على إنهاء التخصص في جراحة العظام ، وقد توفاه الله في ٩ جمادى الآخرة من عام ١٤٢٧ في مدينة بغداد }
( قال والده الأخ المصابر مصطفى البيطار : يا موقظ أشجاني ، ونديم أحزاني كيف أنساك ؟ بعد أن عزّ عليّ رؤياك ولم أعرف أين صار اليوم مثواك ، ولم أشتمّ الثرى الذي ضمّ مُحيّاك ؟ )
 
أيـها  الثاوي بأرض  الرافدينْ      بـين قـلب كان مثواك  وعيْن
أحـمد  الـبيطار يا رمز  الوفا      يـا  شهيداً نال أجر  الهجرتين
هـجرة مـن شامنا يوم  الأذى      سـالكاً فيها طريق  المُصطفين
طـيْبةٌ ضـمّتك فـيها  يـافعاً      لـم  ينلْ طُهرك فيها أيُّ  شيْن
ومــع الـقرآن تـتلو  آيـهُ      وحديث  المصطفى جدِّ الحسين
مـسجدُ  الـسبق حزينٌ واله  ٌ      دامـعُ  الـعينين مثل الوالدين
كـم وكـم رتّـلت في  أرجائه      خـاشعاً يُشجيك دمعُ  المقلتين
وإلـى  بـغداد كـانت هجرة  ٌ      تـطلب العِلم ولو في  الخافقين
لـم  تـغادرها وقـد حلّتْ بها      مـن  جراحات تُبكّي  الفرقدين
صـابراً  قد كنت تأسو  جرحها      مـنذُ  عـشْرٍ حافلات  واثنتين
بـوركتْ يُـمناك لـمّا  ضمّدتْ      جرح إخوان لهم في العنق ديْن
يا  فتى الإسلام من جند  الهدى      قد لقيت اليوم إحدى  الحُسنيين
بـيننا عـهدٌ ومـيثاقٌ  عـلى      نُـصرة  الإسلام لا كِذباً  وميْن
أنـت  وفّـيت ، وإنّـا ها هنا      بـين مـكروب ومغلول  ِاليدين
لــم يـكن إلا الـذي  قـدّره      خـالقُ الأكوان ربُّ  المشرقين
فـله الـحمدُ على ما قد  قضى      ولـه  الـتسليمُ إمّا حان  حيْن

ـــــــــ
** حفظ القرآن ، وأمّ المصلين في صلاة التراويح ، في مسجد السبق ، وهو ما يزال في المرحلة الثانوية طالباً في مدرسة العلوم الشرعية في المدينة المنورة.