اخر تحديث
الخميس-28/03/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ حكمة القائد : حياة للأمّة ، وقدوةٌ لغيره .. قبل أن تكون مَفخرةً له
حكمة القائد : حياة للأمّة ، وقدوةٌ لغيره .. قبل أن تكون مَفخرةً له
28.11.2019
عبدالله عيسى السلامة
لا أضَع سيفي ، حيث يكفيني سَوطي .. ولا أضع سَوطي ، حيث يكفيني لساني !
من كلام معاوية بن أبي سفيان !
وهو القائل : لو أن بيني وبين الناس شعرة ، لما انقطعت ؛ فإن شَدّوها ، أرخيتُها .. وإن أرخَوها شَددتُها !
***
معاوية ، والأحنف بين قيس :
دخل الأحنف ،على معاوية ، يوماً ، فقال له معاوية: أنت الشاهرعلينا سيفَك ، يوم صفّين!
فقال له الأحنف : يا معاوية ، لا تَذكر ما مضى منّا، ولا تَردّ الأمور، على أدبارها؛ فان السيوف التي قاتلناك بها ، على عواتقنا ، والقلوب التي أبغضناك بها ، بين جوانحنا ! والله ، لا تَمدّ إلينا شبراً مِن غَدر ، إلاّ مدَدنا إليك ذراعاً من ختر..وان شئتَ لتستَصفيَنّ كَدَرَ قلوبنا ، بصَفوٍ من عَفوك ! فقال له معاوية : فإني أفعل، ثمّ استرضاه ، ومَن معه.
وحين خرج الأحنف ، سألت زوجة معاوية ، زوجها :
مَن هذا ، الذي كان يهدّد أمير المؤمنين ، في قصره ؟
فأجاب معاوية : هذا الذي ، إذا غضبَ ، غضبَ له مئةُ ألف سيف ، لايسألونه فيمَ غضب .. إنه الاحنف بن قيس !
***
كان لعبد الله بن الزبير، مزرعة في المدينة ، مجاورة لمزرعة ، يملكها معاوية بن أبي سفيان، في دمشق ، وفي ذات يوم، دخل عمّال مزرعة معاوية، إلى مزرعة ابن الزبير، وقد تكرّر منهم ذلك، في أيام سابقة! فغضب ابن الزبير، وكتب لمعاوية في دمشق ، وقد كان بينهما عداوة ، قائلاً ، في كتابه :
من عبدالله بن الزبير، إلى معاوية ( بن هند آكلةِ الأكباد ) ، أمّا بَعد: فإنّ عمّالك دخلوا إلى مزرعتي، فمُرهم بالخروج منها ، فوالذي لا إله إلاّ هو، ليكوننّ لي ، معك ، شأن !
فوصلت الرسالة لمعاوية، وقرأها، ثمّ قال ، لابنه يزيد: ما رأيك ، في ابن الزبير، أرسلَ لي يهدّدني ؟
فقال له ابنه يزيد: أرسلْ له جيشاً ، أوّله عنده ، وآخره عندك ، يأتيك برأسه !
فقال معاوية:"بل خيرٌ من ذلك زكاةً وأقربَ رُحماً ".
فكتب رسالة ، إلى عبدالله بن الزبير ، يقول فيها:
من معاوية بن أبي سفيان ، إلى عبدالله بن الزبير ( بن أسماء ذات النطاقَين ) ، أمّا بَعد: فوالله، لو كانت الدنيا بيني وبينك ، لسلّمتها إليك .. ولو كانت مزرعتي ، من المدينة إلى دمشق ، لدفعتها إليك، فإذا وصلك كتابي هذا، فخُذ مزرعتي، إلى مزرعتك، وعمّالي إلى عمّالك؛ فإنّ جنّة الله، عرضُها السمواتُ والأرض!
فلمّا قرأ ابن الزبير الرسالة ، بكى !
أين أخلاق الحكّام ، اليوم ، من هذه الحكمة ، وهذا التسامح ، وهذا الاحترام لأقدار الرجال !؟