الرئيسة \  واحة اللقاء  \  هجرة الموت

هجرة الموت

30.08.2015
رأي الشرق



الشرق القطرية
السبت 29/8/2015
تحولت معاناة اللاجئين السوريين والمهاجرين إلى أوروبا إلى أسوأ كارثة إنسانية منذ الحرب العالمية الثانية، فهجرة الموت، برا وبحرا، حصدت أرواح العشرات، فضلا عن آلاف المفقودين، يهربون من جحيم الحرب والفقر، ليواجهوا الموت غرقا في البحر المتوسط، أو داخل شاحنات تبريد، فالجثث التي جرفتها المياه، صدمت العالم، ودقت جرس الإنذار للتحرك العاجل لمواجهة أسوأ كارثة إنسانية، فعدد اللاجئين والمهاجرين الذين يعبرون البحر المتوسط إلى أوروبا تجاوز 300 ألف هذا العام.
يفر اللاجئون والمهاجرون من أتون الحرب في بلدانهم كما هو الحال في سوريا والعراق وليبيا وأفغانستان، أو بسبب الفقر من الدول الإفريقية أو الآسيوية مثل باكستان وبنجلاديش، مع تزايد المخاطر التي تواجههم في طريقهم إلى أوروبا.
هذه المأساة تستدعي الاستجابة الفورية لحالة الطوارئ المتزايدة، والتعامل بإنسانية وفقا للالتزامات الدولية في مواجهة مثل هذه الحالة، فهؤلاء في حاجة ماسة وفورية إلى الحماية والرعاية، بعد أن فشل المجتمع الدولي في وقف الحرب والعنف في بلدانهم، أو تقديم المساعدات الإنسانية التي تبقيهم على قيد الحياة في واقع مرير، ليواجهوا الموت الذي تعددت أسبابه.
يحتاج اللاجئون والمهاجرون إلى معاملة إنسانية واستيعابهم وإعادة تأهيلهم من حالة الإنهاك الجسدي والصدمة النفسية، من أهوال الحرب والعنف في بلدانهم أو مخاطر رحلة محفوفة بالمخاطر، فلا بد من تضافر جهود المنظمات والدول الأوروبية واستقبالهم في مراكز الإيواء بما يليق بكرامتهم الإنسانية، فبينهم نساء وأطفال، أما على المدى البعيد، فالعمل بجدية على وقف الحروب والعنف، فدول الجوار في المناطق الملتهبة لا زالت تتحمل عبئا يفوق قدراتها، كما أن المنظمات الإنسانية، تعاني عجز التمويل وتطلق نداء بين الفينة والأخرى لسد العجز الذي أقعدها عن القيام بواجبها الإنساني، وهذا مسؤولية العالم بأسره.