بيان متعلق بمجزرة النجف

أصدرت الهيئة بيانا بشأن مجزرة النجف التي ارتكبتها ميليشيا (سرايا السلام) بحق المعتصمين والمتظاهرين في المدينة، بالتواطؤ مع القوات الحكومية، وفيما يأتي نص البيان:
بيان رقم (1417)
المتعلق بمجزرة النجف
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله محمد بن عبد الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:
فما يزال الإجرام الميليشياوي يحصد أرواح أبناء شعبنا الصابر المنتفض ضد الظلم والفساد؛ حيث ارتكبت ميليشيات (سرايا السلام) التابعة للتيار الصدري مجزرة جديدة مروعة في مدينة (النجف)؛ بهجومها المسلح على المتظاهرين والمعتصمين السلميين في ساحة (الصدرين) في المدينة مساء أمس الأربعاء (5/2/2020م) باستخدام الأسلحة البيضاء، وإطلاقها الرصاص الحي من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة؛ مما تسبب بمقتل وجرح أكثر من (170) متظاهرًا، فضلًا عن حرق خيام ساحة الاعتصام، تحت نظر الأجهزة الأمنية الحكومية التي وقفت دون حراك أمام الأعمال الإرهابية لهذه الميليشيات.
إن ماجرى في (النجف) من جريمة مستنكرة ومدانة؛ قد تم في ظل رعاية حكومية وتنسيق عالي المستوى مع الأطراف السياسية المؤثرة في النظام السياسي القائم، الذي يتحمل بجميع مكوناته مسؤوليتها المباشرة وغير المباشرة؛ وهو ما يؤكد ما ذكرناه في بياننا يوم أمس من تورط الحكومة وأحزابها وميليشياتها في ارتكاب الجرائم ضد المتظاهرين في محاولة منها لإنهاء المظاهرات بأي وسيلة ممكنة بعد عجزهم عن حرف مسار الثورة لصالحهم، في مسلسل إجرامي مستمر لا يريدون له أن يقف عند حد معين مهما سالت من دماء أبناء العراق.
إننا في الهيئة نحذر من استمرار هذه الجرائم والانتهاكات بحق المتظاهرين، التي تهدد أرواح العراقيين وتزيد مخاطر استهدافهم يومًا بعد آخر، ونرى أن الاقتصار على قرار تعطيل الدوام في مدينة (النجف) إثر الحادث؛ لا يتناسب مع حجم آثار المجزرة وتداعياتها، التي تستوجب اعتقال المجرمين ومن تواطأ معهم ومحاسبتهم على إجرامهم البشع، وحسم المخاطر التي تتهدد المتظاهرين والمحتجين السلميين وتجعلهم ضحية للأحزاب والميليشيات في صراعها من أجل التشبث بالحكم.

نسأل الله تعالى أن يتغمد الشهداء برحمته الواسعة وأن يلهم ذويهم الصبر الجميل، وأن يمنّ على الجرحى بالشفاء العاجل.
الأمانة العامة
12/جمادى الآخرة/1441ه 6/2/2020م
وحدة إرسال البيانات والتصاريح في قسم الإعلام
هيئة علماء المسلمين في العراق