الرئيسة \  واحة اللقاء  \  نظام الأسد.. البحث عن شرعية مزيفة جديدة

نظام الأسد.. البحث عن شرعية مزيفة جديدة

17.04.2014
اليوم السعودية


الاربعاء 16/4/2014
بعد لقائه بوزير الخارجية الجزائري، أعاد الأمير سعود الفيصل، في بيانه أمس، موقف المملكة الراسخ من القضيتين السورية والفلسطينية، حيث عبر سموه عن رفض المملكة لإجراء الانتخابات الرئاسية التي ينوي نظام الأسد تنظيمها في سوريا؛ لإعطائه شرعية مزيفة للاستمرار في حكم سوريا بالحديد والنار، وإخضاعها لسنوات مقبلة لهيمنة قوات الاحتلال الإيراني وميليشياتها، التي يلعب الأسد دوراً مهماً في وجودها وتعزيزها وتدنيسها للأرض السورية العربية.
وعلاوة على أن هذه الانتخابات هي صورة لفرض إرادة أجنبية على خيارات السوريين، فهي في نفس الوقت ضد إرادة المجتمع الدولي، التي جرى توثيقها في مؤتمر جنيف1، وقضت بتأسيس حكم انتقالي وطني، يقود السوريين للخروج من محنة الدم والنار والجرائم، التي يرتكبها نظام الأسد وميليشيات رعاته بحق السوريين.
ويتعين أن يقف المجتمع الدولي بصلابة ضد تصرفات نظام الأسد الحمقاء، التي تستخف بدماء السوريين وبالقرارات الدولية، وتستمر في إشعال النيران والدمار والخراب في أنحاء سوريا الخضراء، والاستمرار في تغذية آلة القتل وتشريد السوريين إلى الملاجئ والمجهول، حيث الأخطار والأمراض ومعاناة عذابات طويلة.
وتوجد أدلة كثيرة بعدد مئات الآلاف من الضحايا والمعذبين السوريين، على أن نظام الأسد يمثل عصابة منظمة تتحكم بسوريا، لحساب القوى الأجنبية، لهذا لا يمكن أن يتصور الوطنيون السوريون أن يعود نظام الأسد مجدداً يمسك بمصائر السوريين، ويبني لهم السجون والمعتقلات أكثر ما يفكر بتأسيس مشروعات تنموية، بل إن نظام الأسد لم يفكر يوماً حتى بترشيد السلوكيات الإجرامية لميليشياته وأساليبها الدموية في التعامل مع السوريين، وتنظيمها مذابح يومية للأبرياء وهجماتها على المدن والقرى واستباحة دماء سكانها وأعراضهم.
وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، فإن المملكة تدعم بقوة وبلا تحفظ، الموقف الفلسطيني، الذي يرى أن الأعذار الإسرائيلية قد نفدت، وأن العرب قد أعطوا إسرائيل الوقت الطويل من المهل، التي تستغلها تل أبيب لمزيد من المراوغات وبناء المستوطنات واحتلال المزيد من الأرضية الفلسطينية. وأن على المجتمع الدولي الآن أن يقرر، إما أن يكون حليفاً للعدوان والدموية الإسرائيلية، أو أن يكون نصيراً للشعب الفلسطيني، الذي يدفع ثمن عقود من التخاذل الدولي عن تحقيق العدالة الأممية، وهو يشاهد أرضه وحقوله وهويته تنهب علناً، على مرأى من بلدان قوية تدعي أنها تساند حقوق الإنسان وكرامته.
ويتعين الآن على المجتمع الدولي ألا يدفع الفلسطينيين إلى البحث عن خيارات جديدة؛ للدفاع عن أنفسهم وأرضهم وهويتهم، إذا يئسوا من نصرة المجتمع الدولي ومن عدالته واهتمامه. ولا يبدو أن اسرائيل مستعدة لإهداء السلام؛ إن لم يتحرر المجتمع الدولي من سطوتها، ويفرض عليها السلام من أجل مصلحة الجميع والاستقرار في المنطقة.